عنوان الموضوع : الجنازات ممنوعة والقبور تبكي ساكنيها في حمص الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
جفرا بهاء.
لا تقرأ الفاتحة بجانب قبر الأمهات في حمص، وما من فرصة لأم أن تسقي التراب الذي يضم ولدها بدموعها، فحمص تدفن موتاها بصمت، وشبيحة النظام وعساكره يحرصون على أن لا يتعرف أحد على أسماء الموتى.
البارحة توفيت أم حمصية، ولا يزال ولدها يبحث عن طريقة يستطيع من خلالها أن يدفن أمه بها، وإن كان إكرام الميت دفنه في كل الشرائع الدينية والمفاهيم الإنسانية، فإن النظام السوري خرق كل القواعد، وبعد أن أودعت الأم في براد إحدى المستشفيات لم يبق من طريقة لإخراجها بسبب بدء انهمار الرصاص في منطقة الوعر منذ التاسعة مساء من ليلة الأمس.
الحمصي لا يمكن أن يكون مهزوماً لأنه لا يستطيع دفن موتاه، فالحمصي ماتت أمه وأبوه وأخوه وأخته وولده وابنته وبقي هو يهتف لإسقاط النظام، في الوقت الذي ظن الأسد ورجاله أنهم سيخنقون الصوت في حناجر أهل حمص.
لا جنازات في حمص، ولا أولاد لتقبل العزاء، وإن كانت جملة "لا إله إلا الله" تقال في الجنازة، وتهتف في المظاهرة، فإنها في سوريا باتت حصرية في المظاهرات، وربما يكون خوف النظام من روح الحماصنة التي أثبتت أنها لا تكل ولا تمل ولا تخضع قد جعلت من الجنازة الرعب الأكبر لديه سواء في حمص أو في أي مدينة أو قرية سورية.
الموت فقد قدسيته
لمفهوم الموت في سوريا معنى مختلف عن بقية الشعوب، وإن كان للموت وقع مخيف ومحزن بالحالة الطبيعية، فإن نفس الكلمة تكاد تصبح حدثاً أقل من عادي في سوريا، وإن كان الحزن على الميت هو القاعدة الإنسانية المطلقة، فإن السوريين لا يجدون الوقت للحزن، ولكنهم ربما يبحثون فقط عن لحظة احترام لهذا الحزن المؤجل إلى ما بعد سقوط النظام المسؤول عن موتهم كل يوم، وعن بقاء أمواتهم في ثلاجات المشافي.
في حمص لا شهادة وفاة، وعلى من يموت قريبه أن ينتظر إلى ما شاء الله لإخراج وثيقة رسمية تثبت ذلك، وما من طريقة لإبلاغ الآخرين بوفاة الشخص، إذ لا اتصالات متاحة في حمص إلا فيما ندر وبطرق خاصة اكتشفها الحماصنة، وأصبح من الطبيعي مؤخراً أن يتم الإبلاغ عن وفاة أحد الأشخاص عن طريق الفيس بوك، وفي بعض الأحيان يصبح العزاء إلكترونياً لتقطع السبل بالناس في التواصل.
إن حالف الحظ ابن المتوفاة، فإن أخاه سيتمكن من دفن أمه، وإن حالفه الحظ مجدداً فسيكون بالإمكان الصلاة عليها ودفنها بالحد الأدنى من احترام الميت.
الشعب السوري وحيد اليوم يرسم لحظة الموت، يسجل بعض الأشعار ليوزعها أوراق نعي إلكترونية، وتبكي القبور ساكنيها بدلاً عن أهلهم، ولا يزالون يهتفون لسقوط نظام تفنن في إجرامه، وفي محاولة إهانة الشعب الذي أثبت أنه ما من مجال لإهانته.
العربية.نت
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ستبقى حمص الأبية شامخة رغم أنف الطغاة .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
حمص يا مرقد سيف الله المسلول ستكونين باذن الله ومهما غلت التضحيات الصخرة التي يتحطم عليها عرش الشيطان الرجيم المدعو بشار اللعين. وستعودين عروسا للشام كما كنت بعد ان يذهب هذا الطاغية الى مزبلة التاريخ تلاحقه لعنات المستضعفين ودماء الاطفال واعراض الصبايا ودموع الامهات.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :