عنوان الموضوع : ملاحم المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني . اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
"حالوتس" عن حرب تموز 2016: قادة الجبهة الشمالية كانوا عجولا سمينة كسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة
اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "ورغم مرور أربع سنوات، ما زال العدوان "الإسرائيلي" الفاشل على لبنان في تموز ،2016 يشعل النار بين قيادات المؤسستين السياسية والعسكرية في "إسرائيل" ضمن حرب الاتهامات المتبادلة غير المنتهية" .
وفي كتاب جديد، وصف قائد أركان جيش العدو الصهيوني خلال العدوان دان حالوتس قائد الأركان الاسبق وزير الشؤون الاستراتيجية الحالي موشيه يعلون بالأفعى وقادة الجبهة الشمالية بالعجول السمينة الكسولة بدلا من أن يكونوا خيولا سريعة.
وإتهم حالوتس "قادة ميدانيين بالتهرب من المواجهة البرية مع "حزب الله" خوفا من خسارة الجنود"، مشدداً على أن "الاهمال بلغ حد بقاء بعض التعليمات كلمات فارغة".
وعلى غرار تحديدات تقرير "فينوغراد" للتحقيق بالحرب الفاشلة، تابع حالوتس بتقريع فرق جيش العدو البرية مقابل الإشادة بسلاح الجو الذي كان ترأسه قبل الحرب قائلا انهم "بذلوا كل جهد لتفادي القتال على الأرض وسرحوا وحدات خلال الحرب واستنكفوا عن شق محاور وطرق".
وإستعرض حالوتس في كتابه "بمستوى العينين" سيرته الذاتية وتوقف مطولا عند عدوان تموز وفيه يحمّل القوات البرية قسطا كبيرا من مسؤولية فشلها لكنه لا يعفي نفسه منها ويقول إنه ارتكب عدة "أخطاء موجعة" أبرزها اختياره رجالا غير مناسبين في قيادة الجيش.
بالمقابل، يشدد حالوتس على أن فشل الحرب يعكس خللاً عاماً في الجهاز برمته لا بأشخاص محددين.
ويرى حالوتس أربعة أسباب للفشل:
عدم وعي قيادات الجيش بأن "إسرائيل" انتقلت من النشاط الأمني لحالة حرب حقيقية، الخوف من الخسائر البشرية وإفراط الجيش والمجتمع في إبداء الحساسية حيال سلامة الجنود، ويتابع "المعادلة انقلبت فبينما كان الجنود يذودون عن "المواطنين" نشأ لدينا وضع معاكس". ويشير لسبب ثالث يتعلق بتسامحه المفرط مع قيادات عسكرية ارتكبت أخطاء عملياتية ومخالفات طاعة وانضباط خلال الحرب. كما يشير لاعتماد الجيش بشكل مفرط على التكنولوجيا في إدارة المعركة من خلال غرف القيادة بدلا من قيادة الجنود للمواجهة.
حالوتس الذي اتهمه تقرير فينوغراد بارتكاب خطأ فادح لعدم قيامه باستدعاء جيش الاحتياط مبكرا وتردده باجتياح بري للجنوب اللبناني، رد التهمة إلى المستوى السياسي، مؤكداً أنهم "هم رفضوا مرات عدة خيار الحملة البرية الواسعة ودحرجوا المسؤولية نحو الجيش".
واعترف أن الطائرات والمروحيات استهدفت الأراضي اللبنانية عن ارتفاع شاهق ما أدى لعدم إصابة الأهداف وتحول قصفها لعشوائي من دون أن يشير بالطبع إلى أن ذلك تسبب بقتل وإصابة آلاف اللبنانيين .
كذلك رأى حالوتس أن جيش كيانه أخطأ بالتعامل مع الإعلام خلال الحرب، وقال إن سلوكه كان معتلا وفيه عيب، لكنه بالمجمل يعتبر أن الحرب حققت ردعا وتسببت باستمرار اختباء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حسب زعمه.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة اولمرت أمام لجنة فنيوغراد
بينيس لفينوغراد : تجربتنا مُرّة مع المستنقع اللبناني كلما تحركنا أكثر غرقنا بشكل أسرع
ضمن سلسلة شهادات قادة العدو امام لجنة فينوغراد التي شكلت للتحقيق في اسباب اخفاقات العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 ، تنشر "الانتقاد.نت" ، نص شهادة أوفير بينيس ، وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت ، امام لجنة فينوغراد .
قد تكون شهادة وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت التي قادت الحرب على لبنان في تموز عام 2006 ، الاكثر تعبيرا عن طريقة ادارة العدو للحرب ، والاكثر دقة في فهم وتوصيف الواقع اللبناني المر بالنسبة لجيش العدو الصهيوني .
ففي شهادته أمام لجنة فينوغراد، ناقض وزير الثقافة والعلوم في حكومة ايهود اولمرت اوفير بينيس شهادة ايهود اولمرت ، لجهة اشارته الى أنه لم يك ثمة خطة للحرب لدى القيادة العسكرية عندما وقعت الحرب في 12 تموز 2006 ، واذ وصف بينيس ما حصل بانه كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ، قال :" اعتقد أننا جررنا الى هذه الحرب دون أن نتخذ قراراً بهذا الشأن ... بنظري ما حصل كان رد فعل تطور بعد ذلك إلى ما وصل إليه ". وعن موقفه من شن العدوان على لبنان في تموز 2006 ، اعتبر بينيس بان ذلك كان يجب ان يتم على قاعدة ضرورة الرد كي لا يُفسر السكوت على أنه ضعف، معللاً موقفه المؤيد لما وصفه بالرد باعتقاده أنه يجب تُنيَفَّذ هجمات جوية واسعة وقاسية، بهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية.
وجول تفاصيل اتخاذ قرار الحرب على لبنان اوضح بينيس امام لجنة فينوغراد :" أنه خلال أول جلسة تلت عملية أسر الجنديين في 12 تموز، لم يك خيار ضبط النفس وارداً لدى أي من الوزراء ولا حتى عندي»، مشيراً إلى «أنه لم يكن واضحاً للجميع ما هي نقطة الخروج من الحرب، وما هي مدة الحملة "، مضيفا بأنه " لم يك بامكان أحد عرض سيناريو دقيق لها " ، ولافتا الى ان "الحكومة قررت تأييد الحملة كما هي».
وفي إشارة إلى طريقة اتخاذ القرارات في حكومة اولمرت خلال مسار الحرب من دون أي نقاش أو اعتراض ، وصف الوزير بينس أعضاء المجلس الوزاري الأمني في حكومة اولمرت بالـ«ختم المطاطي»،. مشيرا الى أن إسرائيل انجرّت لهذه الحرب من دون أن تتخذ قراراً بهذا الشأن ، وكاشفا أنه علم شخصيا بخطة الجيش الإسرائيلي للحرب من وسائل الإعلام .
ورداً على سؤال لجنة فينوغراد ، عن وصفه التفكير بالدخول البري إلى لبنان بـ«الكابوس»، شبه بينس لبنان بالمستنقع فقال : « أُشبه لبنان بالمستنقع. كلما تحركت أكثر غرقت أكثر وأسرع، هذه مواصفات المستنقع. إذا جلست بهدوء فثمة احتمال بأن ينقذوك، وكلما تحركت غرقت أكثر وأسرع».
كما تطرق بينيس إلى «استراتيجية الخروج» من الحرب، فكشف أنها كانت تستند إلى ضغط المجتمع الدولي لإنهاء الحرب، بيد أن المفارقة ظهرت عندما لم يتحرك أحد للضغط على اسرائيل لوقف العدوان، بل لتشــجيعه. وفي هذا الاطار اوضح بينيس ان «القيادة السياسية افترضت أنه لن يكون أمامها متسع من الوقت للعمل، لذلك يجب العمل حتى يوقفنا المجتمع الدولي ، لكن ببساطة لم يوقفنا أحد، وهذا ما حدث. ليس فقط أن أحداً لم يوقفنا، بل شجعونا». وتابع بينس قائلا : «في مرحلة معينة تطورت نظرية مفادها أنه علينا إرغام العالم على إرغامنا على وقف الحرب وتوجيه ضربات شديدة للبنان من أجل إثارة العالم للضغط على إسرائيل».
وحدد بينيس أهداف العدوان من وجهة نظره بثلاثة امور هي : «الرد من أجل إعادة قدرة الردع وضرب مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله، وإمكان إعادة الجنديين الأسيرين».
وحول ما يخص تقدير الوزراء الإسرائيليين لطبيعة الرد من حزب الله، قال بينيس: «لا أعتقد أن أحداً من الوزراء أدرك في جلسة 12 تموز كيف ستكون كثافة الهجمات الصاروخية وحجمها»، ومع ذلك أكد أن الوزراء الإسرائيليين «كانوا يدركون أن حزب الله سيرد على الغارات الإسرائيلية بقصف الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، مشيرا الى أنه تمت مطالبة الوزراء في بداية الحرب بالمصادقة على تنفيذ حملة عسكرية «شديدة، لكن محدودة، لا حرب بأي حال من الأحوال، ولا حملة عسكرية واسعة النطاق بأي حال من الأحوال».
من جهة اخرى ، كشف بينس عن سوء تقديرات الوضع لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية مشيرا الى انها «كانت مقتنعة بأن حزب الله لن يطلق صواريخ كاتيوشا في الساعات الـ 48 الأولى، بينما اطلق في الواقع 200 صاروخ كاتيوشا».
وفي ختام شهادته امام لجنة فينوغراد ، لخص بينس هزيمة كيانه في لبنان على ايدي المقاومة الاسلامية بكلمتين مختصرتين " تجربتنا مرة في لبنان "، فبعد اشارته الى أنه أيد تنفيذ عملية عسكرية جوية لا برية بعدما تأكد وحصل على إيضاحات من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ، برر ذلك بعبارة صريحة توضح مدى خشية العدو من الغرق في الوحل اللبناني فقال «تجربتنا مرة في العمليات البرية بلبنان».
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة المسيلي
سلمت أيدي الرجال المقاومين اللذين أذلو جنود النخبة في الجيش الصهيوني
الهزيمة النكراء اللتي لحقت بالصهاينة في لبنان ستبقى محفورة في ذاكرتهم ما عاشو
في تلك الحرب قتل اكثر من الف لبناني مقابل ستة اسرائيليين هذا هو الانتصار عندكم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
عن معركة بنت جبيل التي رسمت صورة النصر الإلهي:هكذا سقطت خطة بيت العنكبوت
شكلت بنت جبيل على مدى تاريخها القريب والمتوسط موئلا للحركات التحررية في الجنوب ولبنان بشكل عام، حيث عكست شوارعها تلاوين الحياة السياسية اللبنانية بمختلف تشكيلاتها اليمينية واليسارية. ولطالما ترددت في أزقتها شعارات التضامن مع القضايا العربية والإسلامية، وأحيانا العالمية.
لذلك كان لا بد لهذه البلدة العاملية من أن تجد نفسها تلقائيا في خط دعم المقاومة التي توجت نضالاتها بتحرير العام ألفين، واستعادت "حاضرة جبل عامل" دورها الطليعي في احتضان المقاومة كما فعلت مع باقي المقاومات التي مرت على المنطقة منذ العهد العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي. ويختصر لقب "عاصمة التحرير والمقاومة" التي أطلقه سماحة السيد حسن نصر الله ما يختزنه تاريخ وحاضر هذه البلدة من نضالات استحقت من خلالها بنت جبيل الوصول الى شرف هذا اللقب.
النيات المبيتة
لم يكن اندحار العدو الإسرائيلي عن جنوب لبنان في أيار 2000 نهاية المعركة معه، وإنما شكل هذا الحدث برغم أهميته التاريخية والاستراتيجية لجهة الصراع العربي الاسرائيلي نقلة في النظرة الاسرائيلية الى عدوهم الشمالي الذي كسر "مقولة قوة لبنان في ضعفه"، و"العين لا تقاوم المخرز"، وكان بالتحديد خطاب النصر لسيد المقاومة في 25 أيار 2000 الذي ألقاه في بنت جبيل الحافز لهم للبدء برسم الخطوط الاولى لما اعتبره جنرالات الكيان الصهيوني ضرورة رد الاعتبار لهيبة جيشهم، وبالخصوص بعد كلام سماحته عن ان "اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، وأن زمن الهزائم قد ولّى، وما يمكن ان ينتجه هذا الخطاب من روح مقاومة في الأمتين العربية والإسلامية. وقد انكب بعدها راسمو السياسة العسكرية في جيش العدو على وضع الخطط العسكرية لرد الصفعات التي وجهتها لهم المقاومة على مدى السنوات الماضية ووضع حد للتطور الشعبي لهذا التنظيم الذي يتغلغل داخل الشارع العربي. وأصبحت هذه الخطط جاهزة ما بين العامين 2004 و2005 بتنسيق أميركي إسرائيلي، بينما لم يكن ينقص واضعيها إلا الفرصة المناسبة للبدء بصرف بنك الأهداف الذي حضرته مختلف وسائلهم التجسسية طوال الفترة الماضية.
صدق الوعد في وعد الآخرة
في 12 تموز 2006 نفذت عملية الوعد الصادق، حيث تمكنت المقاومة من أسر جنديين اسرائيليين، اضافة إلى قتل ثمانية آخرين وتدمير ثلاث دبابات ميركافا من الجيل الرابع خلال ساعات قليلة، الأمر الذي لن تستطيع القيادة العسكرية ولا السياسية تبريره أمام جمهورها، فارتفع بعدها مباشرة الكلام عن "رد الاعتبار" و"إعادة الهيبة" و"ضرورة لجم حزب الله".. وغير ذلك من كلام يشير إلى عزم الجيش الإسرائيلي على فتح معركة فاصلة مع المقاومة، خاصة بعد تلقيه العديد من رسائل الدعم الدولية والإقليمية.
وفيما بدأ الطيران الإسرائيلي خلال الأيام الأولى للعدوان يصرف ببذخ من بنك أهدافه، كانت العين الإسرائيلية ثابتة على مدينة بنت جبيل، وما الحديث الإسرائيلي عن كونها "معقل حزب الله" و"عاصمة الإرهاب في العالم" الذي ظهر خلال الاسبوع الثاني من العدوان، إلا من قبيل تحضير جميع من يهمهم الأمر لاحتلال هذه المدينة التي لا تبعد عن الحدود مع فلسطين المحتلة أكثر من كيلومتراً واحداً، وإعلان العزم على رفع العلم الإسرائيلي فوق المكان نفسه الذي خطب فيه سيد المقاومة في أيار 2000.
بعد الإعلان الإسرائيلي المزعوم عن سقوط مارون الراس بدأ الإسرائيلي بتحضير نفسه للدخول إلى بنت جبيل واحتلالها برغم إعلانه المسبق بأنه لا ينوي احتلال القرى، وإنما اتخاذ مواقع مشرفة عليها تمكنه من السيطرة بالنار ورؤية ما يدور داخلها.. الا ان ما تحمله بنت جبيل من خصوصية بالنسبة إلى الإسرائيلي حملته على استثناء "عاصمة التحرير" والتحضير الميداني لاحتلالها.
الأجواء الميدانية
اختارت القيادة العسكرية الاسرائيلية الكتيبة (51) التابعة للواء غولاني المؤلف من القوات الخاصة الاسرائيلية لاحتلال بنت جبيل، فكانت باكورة محاولة دخولها بعد ساعات قليلة (8) قتلى وعدداً آخر من الجرحى وقتالا عنيفا دفع قائد المنطقة الشمالية آنذاك الجنرال عودي آدم الى الاعتراف أمام الصحافيين بأنه "كان يوما صعبا"! وأضاف آدم انه بعد يومين من القتال المرير الذي أدى الى مقتل (10) جنود، لم تقع بنت جبيل تحت السيطرة الاسرائيلية.
في التكتيك اختار الجيش الاسرائيلي للدخول الى بنت جبيل ثلاثة محاور رئيسية: فغربا قام بإنزال قوة عند تلة شلعبون او تلة مسعود وتمركزت في أحد القصور المشرفة على البلدة، وشرقا تقدمت قوة مؤللة من ناحية مارون الراس الى مربع بنت جبيل ـ عيترون ـ عيناتا ومارون، فيما تحصنت القوة الثالثة جنوبا عند مدخل بنت جبيل لجهة يارون في منطقة الخزانات واتخذت من أحد القصور المشرفة هناك مركزا لقيادة العمليات.. وكانت هذه القوات التي من المفترض ان تشكل كماشة الاطباق على بنت جبيل نواة القوة التي ستتقدم الى داخل البلدة، تاركة الجهة الشمالية منها مفتوحة لتمكين المقاومين من الهروب عملا بالتكتيكات العسكرية التي تقول بعدم إطباق الطوق على المقاتل اذا كان المهاجم لا ينوي خوض معارك عنيفة وضارية معه. وقد مهّد الإسرائيلي لعملية التقدم بقصف متواصل للبلدة عبر الطيران والمدفعية استمر (48) ساعة متواصلة قامت خلالها الطائرات بأكثر من 500 غارة جوية على الأحياء القديمة للبلدة، فيما مهد اللواء السابع الاسرائيلي المدرع للهجوم طوال يومي الاثنين والثلاثاء (23 و24 تموز) وجهز لواء مهندسين لتطهير المخابئ والألغام وغيرها من المتفجرات، بينما كانت مهمة لواء من المظليين الانقضاض على مقاتلي حزب الله. وكان من المفترض ان يتمكن "المشاة من تأمين المنطقة والتوسع في الحملة" طبقا لما ذكره الضباط.
وهكذا بدأ الجنود الصهاينة بالتقدم، وكان رجال الله بالانتظار، "كان الكمين شرسا وقاتلا، مؤلفا من نيران الرشاشات وصواريخ "آر بي جي" المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات".. لخص احد الضباط صورة الوضع الميداني لصحيفة "نيويورك تايمز" في الأيام الاولى للمعارك. ومع ان الاسرائيليين توقعوا مقاومة من قبل مقاتلي المقاومة، الا أن المعلومات لديهم كانت تشير الى ان الغارات الاخيرة قضت على الفعالية القتالية للحزب في بنت جبيل، اضافة الى العمليات الخاصة التي ادعوا انهم قاموا بها وقضت على من تبقى منهم في البلدة.
لكن الساعات القليلة التي تلت قلبت الصورة، فقد أصبحت الأولوية لأفراد الكتيبة (51) هي الدفاع عن أنفسهم وإخلاء الجرحى أمام الهجمات المتعاقبة للمقاومة التي دارت على جميع المحاور، والتي استعملت فيها جميع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، واعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط (9) قتلى و(25) جريحا.
وفيما أشاد الجيش الاسرائيلي بالوحدة التي قاتلت في بنت جبيل، وشدد على أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة، قال قائد الكتيبة الفريق يانيف أسور لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "جاهز لكل شيء".
فردت عليه الحكومة الأمنية المصغرة في "اسرائيل" التي عقدت اجتماعا لها ذلك المساء على خلفية نتائج معركة بنت جبيل بقرار "عدم شن حملة برية موسعة بعد أن أشار الوزراء إلى أن تكثيف الغارات الجوية قد يشكل بديلا ويخفف من الخسائر البشرية في صفوف الجيش".
ولكن كان للمقاومة رد آخر، فقد ذكر مراسل الإذاعة الاسرائيلية أنه "في الساعة الخامسة من فجر أمس (28 تموز)، بدأت قوات الجيش الاسرائيلي تدخل بلدة بنت جبيل (لجهة مربع التحرير) في خطوات حذرة للغاية، تمشطها بيتا بيتا. وكلما كانت تكتشف موقعا لـ"حزب الله" أو خندقا أو نفقا أو غرفة عمليات، تبشر القيادة بأنها تتقدم وتحرز الانجازات.. وما هي إلا ساعة حتى تبين ان مقاتلي "حزب الله" نجحوا مرة أخرى في نصب كمين للقوات الاسرائيلية.. فقد هوجمت القوة المحتلة بشكل مفاجئ بوابل من اطلاق النار والقذائف الصاروخية وقذائف "آر بي جي"، بعد أن أتاحوا لها التقدم بضع عشرات من الأمتار، وطوق مقاتلو "حزب الله" هذه القوة من كل جانب.. وتوزع المقاتلون على عدة محاور ليمنعوا وصول الإمدادات للجنود المحاصرين ويقطعوا تواصلهم مع قيادتهم".
ولم يكن وضع محور الخزانات أفضل على الاسرائيلي، فقد قال رائد وملازم شاركا في هذه المعركة "ان الجنود المحاصرين في بنت جبيل لم يستطيعوا الرد على النيران إلا بعد حوالى ساعة بسبب عدم تمكنهم من تحديد مصدر النيران في البنايات المحيطة بهم. واستغرقت عمليات التعزيزات وإخلاء الجرحى والمصابين جزءا كبيرا من اليوم.. علما بأن طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية كانت تهبط على بعد ميلين (داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة) كي تكون بعيدة عن مرمى نيران مقاتلي "حزب الله". كان على الجنود إخلاء زملائهم الجرحى وحملهم مسافة ميلين تحت نيران مقاتلي "حزب الله" ووعورة المنطقة لإيصالهم الى طائرات الهليكوبتر التي هبطت تحت غطاء القنابل الدخانية".
وكذلك لم يكن وضع الجهة الغربية عند تلة مسعود أفضل حالا، فالقصر الذي تمركزت فيه القوة تحول الى هدف ثابت لنيران المقاومة، بحيث لم يستطع الاسرائيلي التقدم والتمركز شبرا واحدا تجاه هدفه عند مستشفى الشهيد صلاح غندور، برغم الإمدادات المتواصلة التي كانت تصلهم جوا بداية ثم عبر الطريق التي شقتها الجرافات عبر رميش ـ عين ابل.. وكان الهدف الاسرائيلي من وراء هذا التقدم الوصول الى مكان مركز الـ(17)، وهو نقطة استراتيجية مهمة من الناحية العسكرية. وإن نموذجا من البيانات العسكرية الاعلامية يظهر صورة الأوضاع التي عاشها ذلك المحور، ففي بيان لغرفة عمليات المقاومة "أكدت أنه منذ الساعات الأولى من الصباح تدور مواجهات عنيفة بين مقاتليها وقوات الاحتلال في محور تلة مسعود المشرفة على مدينة بنت جبيل، وإن مقاتليها تمكنوا من تدمير آليات عسكرية "إسرائيلية"، وإيقاع إصابات عديدة في صفوفها، بينها قتلى. وقال البيان: إن جثث هؤلاء ما زالت في أرض المعركة ويحاول الجيش عبثا إجلاءها". وأعلن لاحقا بيان للمقاومة الإسلامية: "وقد نجح مقاتلو حزب الله في الإطباق على مجموعة تضم (18) جندياً إسرائيليا، وأمطروها بوابل من النيران والقذائف.. وعندما تدخلت مجموعة أخرى لنجدتها تضم (18) جندياً أيضا، كانت مجموعات أخرى من المقاومة تكمن لها، فوقعت في "مصيدة" حزب الله". وتعليقا على ذلك قالت مصادر إعلامية إن جميع عناصر المجموعتين ـ (36) جندياً ـ أصيبوا، وإن القوات الإسرائيلية تأكدت من مقتل (8) منهم، وأن (6) جنود كان وضعهم خطراً، فيما اعتبر (4) في عداد المفقودين. وأعلن متحدث باسم الجيش أن (8) قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بأنها عنيفة مع مقاتلي حزب الله في محيط بنت جبيل.
وتروي الحاجة أمّ علي جوني التي أبت ان تترك الشباب طول مدة الحرب، كيف انهم كانوا يسمعون صراخ الجنود الصهاينة عندما يقعون في كمائن المقاومة في كل مرة كانوا يحاولون فيها التقدم نحو مدرسة المبرات قرب المستشفى، حيث يعلو صراخهم وهم ينادون "إيغوز.. إيغوز".
وهذا ما اضطر باقي القوة الى الانسحاب على عجل تاركة وراءها جميع معداتها التقنية والتجسسية، حيث تكفل الطيران بعد ذلك بالقيام بعدة غارات على القصر لتدميره بشكل كامل منعا لوقوع تلك المعدات بأيدي المقاومين.
"خطط غير خلاقة" وأشباح..
بحسب المقاومة الاسلامية فإن التقدمات الاسرائيلية الثلاثة على محاور بنت جبيل كانت متوقعة، خاصة إنزال تلة مسعود التي لطالما أنزل العدو الاسرائيلي قواته فيها خلال اجتياحاته السابقة للجنوب، وهذا ما يفسر إبقاء المبادرة بيد رجال المقاومة طول مدة معركة بنت جبيل، حيث أفقدوا العدو عنصري المبادرة والمفاجأة، وبالتالي فإن ما ذكرته لجنة "فينوغراد" عن عدم وجود خطط خلاقة لدى قيادة الجيش الاسرائيلي في حربها على لبنان وافتقادها للإبداع في التعامل مع الواقع الميداني، هو الأمر الذي ينطبق بالحرف على معركة بنت جبيل التي تمكن حزب الله خلالها من معرفة المكان والزمان المناسبين لضرب القوات الغازية وبالاسلحة الفعالة، ودون تمكينها من كشف أعداده او أماكن انطلاق مجموعاته، الأمر الذي زرع في مخيلة الجنود الصهاينة مقولة أنهم كانوا يقاتلون أشباحا.. حتى انهم وصفوا أحيانا لباس تلك الأشباح والسيوف التي حملوها والخيول التي امتطوها.. ما دفعهم في الكثير من الاحيان الى الفرار من ارض المعركة، ما يفسر ارتفاع عدد الاصابات التي تلقاها الجنود الجرحى في ظهورهم او حالة التبول اللاإرادي التي أصابت العديد منهم، فيما لا يزال قسم منهم يتحدث عن تلك الاشباح التي أطلقوا عليها النار دون ان تصاب بأذى.
ما يمكن قوله كخلاصة إن معركة بنت جبيل شكلت انعكاسا لمعارك أخرى دارت على طول أرض الجنوب، فصور التصديات البطولية امتدت من عيتا الشعب الى مارون الراس وعيترون والطيبة وسهل الخيام، وكلها ارتسمت بتلاوين واحدة لم تغيرها إلا طبيعة الأرض، فيما لا شيء يشير الى ان رجال الله كانوا أكثر حماسة للدفاع عن قرية هنا دون قرية هناك، فتراب الوطن قيمته واحدة ولو كره الكارهون.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
البارجة الحربية ساعر: تدميرها أخرج سلاح البحرية الاسرائيلية من الحرب
"... نحن جاهزون للمواجهة وإلى أبعد حد، وإذا اختاروا المواجهة عليهم أن يتوقعوا المفاجآت". لم يكد يمر يومان على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذا خلال مؤتمره الصحافي عقب عملية الوعد الصادق، حتى حان موعد المفاجأة الأولى، عند حوالى الساعة 8،45 دقيقة من مساء الجمعة الرابع عشر من تموز/يوليو 2006، حينها كان قائد المقاومة يتحدث في رسالة صوتية عبر قناة "المنار" فجاء الخبر اليقين على لسانه:
"المفاجآت التي وعدتكم بها، سوف تبدأ من الآن، الآن في عرض البحر في مقابل بيروت، البارجة العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، أنظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة".
للبنانيين وأيضاً للعدو الإسرائيلي وللعالم كله كان كافياً أن تصدر هذه الكلمات عن الأمين العام لحزب الله حتى يصدقوا الخبر، ولكن بقي لصورة البارجة المحترقة التي بثتها وسائل الإعلام وقعها الكبير مع ما رفدته من معنويات عالية في نفوس اللبنانيين، خصوصاً النازحين عن منازلهم بفعل القصف الصهيوني.
أما الوقع الأكبر لتدمير البارجة فكان على ذلك العدو الذي شكل استهداف "حانيت" واحدة من المفاجآت المزعجة لقيادته، التي اضطرت للإقرار بأنها لم تكن على علم بتوافر الصاروخ الذي أصاب البارجة بأيدي حزب الله، والذي أثبت أنه قادر على تجاوز الدفاعات السلبية والإيجابية فيها. على أن تدمير البارجة شكل أيضاً منعطفاً حاداً في الحرب الإعلامية التي شنها حزب الله والتي أدت إلى تكريس انعدام الثقة بين الرأي العام الإسرائيلي وقادته.
بحسب المعطيات التي وردت في حينها فإن المقاومة استخدمت في استهداف السفينة صاروخاً يستند إلى تكنولوجيا صينية، وهو موجّه ذاتياً بالرادار بعد تحديد وجهة انطلاقه. وقد أصاب الصاروخ مهبط المروحية ومنه مهاجع الجنود في الطوابق السفلية. وبدا أن الضربة الصاروخية عطلت قدرة السفينة على الحركة وعلى توجيه نفسها، فقامت سفن البحرية الإسرائيلية طوال أكثر من 20 ساعة بمساعدتها من أجل جرّها وإبعادها عن الشاطئ اللبناني.
القراءة العسكرية لتدمير "حانيت"
الخبير في الشؤون العسكرية العميد الركن المتقاعد د.امين حطيط اعتبر أن أهمية الحدث ومفاعيله تنبع من مدى تأثير السلاح في الميدان والمعركة، فالبارجة "ساعر 5" كانت مكلفة بمهمتين، الأولى مراقبة الشاطئ اللبناني لمحاصرته والثانية المساندة النارية واستهداف المناطق الآهلة في بيروت والضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن طمأنينة العدو الإسرائيلي إلى عدم وجود سلاح مركز على الشاطئ، قادته إلى الاقتراب إلى نقاط قريبة جداً منه، وهذا الاقتراب يمكنه من أمرين: مراقبة أدق ونيران ذات تأثير أفعل ما دام أن مسافة الرمي قصيرة.
انطلاقاً من هنا خلص حطيط إلى النتائج العسكرية المباشرة وغير المباشرة لتدمير المقاومة للبارجة، ففي المفاعيل المباشرة أُخرجت البارجة من الميدان، وهو ما خلق ثغرة في الحصار، حتى أن عملية استقدام بارجة أخرى تحتاج الى وقت يمكن الاستفادة منه لفك الحصار. كما أدى تدمير "حانيت" إلى إراحة منطقة جغرافية واسعة هي بيروت وضواحيها من المراقبة ومن النيران.
أما في المفاعيل غير المباشرة فيقول حطيط "إن اكتشاف وجود صواريخ أرض بحر أجبر أي بارجة بديلة والمراكب الأخرى على الابتعاد في عرض البحر لمسافة تخرج عن مدى التأثير الفعال للصاروخ، فالعلم بوجود صاروخ فرض تدابير وقائية أسفرت عن مراقبة أقل دقة وتراجع في فعالية النيران. وهو ما يعتبر خسارة عسكرية لا يمكن تجاوزها"، لافتاً إلى "مفاعيل معنوية خلقها تدمير البارجة إذ ان حالة الحذر التي يعيشها البحار في حال وجود خطر يواجهه يجعل مستوى أدائه العسكري منخفضاً".
ويتابع حطيط أن "تدمير البارجة شكل حدثاً ذا أهمية تكتيكية بالغة كونه أثر على منظومة المراقبة والنار تأثيراً بالغاً، وهو ما حمل العدو الاسرائيلي على اعادة ترميم المنظومة وحتى التوجه نحو منظومات أخرى لسد الثغرة التي نتجت عن تدمير "حانيت".
تدمير "حانيت": سقوط سلاح البحرية الإسرائيلية داخل الكيان الصهيوني
لا تزال الضربة التي وجهتها المقاومة للبارجة تؤثر نفسياً على الجيش الإسرائيلي وسط تساؤلات المحللين والمراقبين عن جدوى إنفاق الجيش لعشرات ملايين الدولارات من أجل شراء سفن أخرى بعد أن استطاع حزب الله تدمير "ساعر 5" التي تعد مفخرة سلاح البحرية.
واعتبرت حادثة تدمير البارجة من أبرز الإخفاقات الإسرائيلية في حرب تموز، وهو ما استدعى إجراء تحقيق خلص إلى وجود خلل في المنظومة العسكرية والاستخباراتية وفشل انضباطي أدى الى تعطيل احدى قطع منظومة الإنذار الموجودة على متن السفينة، المفترض بها ان تشخص التهديدات في محيطها وتحدد رادارات صواريخ العدو". والخلل يتمثل في ان "ضابط الإلكترونيك لم يبلّغ قائد السفينة عن الخلل، وبقيت سفينة حانيت مكشوفة أمام التهديدات من دون تشغيل أنظمتها الدفاعية".
في نهاية التحقيق تم الاكتفاء بـ"توبيخ" خمسة من الضباط المعنيين، وهو ما اعتبرته مصادر في سلاح البحرية "عقوبات خفيفة جدا برغم نتائج التحقيق الخطيرة، التي كشفت عن أكثر من إخفاقات نظرية وعملية في السلاح".
ويرى المتخصص في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر "أن مسألة "التوبيخ" تندرج في الإطار العلني أما الجانب السري للتحقيق فيشمل البحث في كيفية مواجهة استهداف حزب الله لسلاح البحرية الإسرائيلية لأن التجربة أثبتت أن المقاومة قادرة على أن تشكل خطراً على هذا السلاح بأكمله وليس فقط على "حانيت"، وخصوصاً أن المقاومة أعلنت تدمير سفينة أخرى لم يعترف بها العدو، فقد كان سيشكل اعترافه اعترافاً صريحاً بتدمير سلاح البحرية"، ومما قاله أحد المعلقين الإسرائيليين على إحدى قنوات التلفزة العبرية إن "حزب الله عندما ضرب هذه السفينة بالذات أسقط سلاح البحرية الإسرائيلية بأكمله".
ويضيف حيدر "أن ما شكل مفاجأة استخباراتية وعملياتية للإسرائيلي هو أن يأتي عنصر المبادرة من المقاومة في استهداف سلاح البحرية"، مفنّداً "مزاعم العدو بأن سبب تدمير البارجة ناجم عن عدم تشغيل جهاز النظام المضاد للصواريخ، إذ أنه بعد ضرب البارجة تراجعت جميع القطع البحرية الإسرائيلية التي كانت توجد قبالة الشاطئ اللبناني، وهو ما يؤكد عدم معرفة الإسرائيلي مسبقاً بوجود هذا النوع من الأسلحة القادرة على استهداف سلاح البحرية بحوزة المقاومة".
"حانيت" كانت البداية وبعدها توالت مفاجآت المقاومة، من حيفا إلى ما بعد حيفا إلى قصف طائرة الهليكوبتر الى المواجهات الميدانية البطولية، إلى مجزرة الميركافا... ويوماً بعد آخر كانت المفاجأت تكرس معادلات جديدة، ليتضح في خلاصة التحقيقات التي أجريت حول إخفقات الحرب، أن العقبات التي واجهها جيش العدو لم تكن فقط متعلقة بالناحية اللوجستية وإنما اتسعت لتشكل إخفاقاً استخباراتياً شاملاً في فهم الواقع اللبناني بل في إدراك قوة المقاومة وقدرتها على التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية.
"حانيت" درة تاج سفن الصواريخ الإسرائيلية
تعتبر حانيت "درة تاج" سفن الصواريخ الإسرائيلية وتبلغ تكلفتها مئات ملايين الدولارات. وقد بنت "حانيت" وهي من عائلة "ساعر 5" شركة أميركية وسُلمت لسلاح البحرية الاسرائيلية في العام 1995 وهي واحدة من ثلاث سفن تملكها "اسرائيل".
وتتمتع "حانيت" إلى جانب قيمتها المادية بالعديد من المزايا لجهة نوعية السلاح والأعتدة المزودة بها، فهي تحمل على متنها ليس فقط أسلحة معروفة، وإنما أهم التقنيات الحربية التي تجعل منها الأولى في حداثتها على الصعيد الإسرائيلي، وبين أحدث السفن الحربية في العالم.
وتحمل "حانيت" على ظهرها مروحية، ولديها قدرة تعامل مع قوات برية فضلاً عن مضادات للطيران وصواريخ ضد الغواصات. وتمتلك السفينة قدرة هائلة على البقاء وقتاً طويلاً في عرض البحر. كذلك تحمل البارجة منظومات تكنولوجية وتسليحية هي الأكثر تقدماً والأغلى ثمناً وبعضها تحظر "إسرائيل" مجرد ذكر اسمه في وسائلها الإعلامية. وتمنح منظومات التسليح الظاهرة للسفينة أفضليات لم يسبق لها مثيل في المعارك البحرية.
وتحمل السفينة منظومة "بريري ماسكر" التي تتيح تشغيل محركات السفينة من دون ضوضاء أو ذبذبات حركة ما يجعل من الصعب اكتشافها. كذلك تملك السفينة منظومة لتبريد الغازات المنبعثة منها ومواد لامتصاص الموجات الرادارية. وتستطيع السفينة البقاء في البحر 20 يوماً من دون الوصول إلى المرافئ. تبلغ سرعة "حانيت" 33 عقدة بطوربينات الغاز، و20 عقدة بمحركات الديزل. كما يبلغ مدى إبحارها 3500 ميل بمتوسط سرعة 17 عقدة. وتحمل على ظهرها ثمانية صواريخ هاربون بحرية من صناعة أميركية، الموجهة رادارياً لمسافات بعيدة، ورأسا حربيا بزنة 227 كيلوغراما. كما تحمل صواريخ ضد الطائرات يمكن توجيهها أيضاً ضد الصواريخ. وفي السفينة صواريخ إسرائيلية من طراز "باراك" القادر على تدمير الصواريخ المهاجمة والتعامل مع أهداف جوية مختلفة كالطائرات والطائرات الصغيرة من دون طيار. وصاروخ "باراك" يمكن إطلاقه بشكل عمودي الأمر الذي يتيح له التصدّي لأي هدف من أي موضع على محيط 360 درجة.
وما تتميز به البارجة الاسرائيلية أكثر من أي شيء آخر، قدرتها على الحرب الألكترونية من خلال منظومات الدفاع السلبية (للتشويش والإحباط) والإيجابية للتصدي والدفاع. ويضمّ طاقم البارجة المعهود 64 فرداً بينهم 16 ضابطاً، إضافة إلى طاقمين من سلاح الجو والاستخبارات.