عنوان الموضوع : الإساءة للآخرين لا تعني الحرية؟!
مقدم من طرف منتديات العندليب

لم تهدأ الزوبعة التي أثارها الفيلم البذيء المسيء للمسلمين، وما خلفته من قتلى وحرائق وفوضى اهتز لها العالم بعد. فها هي أسبوعية "شارلي إبدو" الفرنسية تحاول من جهتها الاصطياد في المياه العكرة وتلتحق من جديد بموجة معاداة الإسلام التي عودتنا عليها في كل مرة، لما أعادت سنة 2016 نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي سبق نشرها في صحيفة دانماركية، وعندما خصصت السنة الماضية عددا لها تهجي فيه الإسلام والمسلمين عنونته بـ"شريعة إبدو"، جلب هذا غضب مسلمين بفرنسا أحرقوا مكاتبها.

لكن السبب الحقيقي خلف فعلة "شارلي إبدو" في عددها أمس، ليس الحرية مثلما يدعيه أصحابها، ومثلما تدعيه اليمينية "مارين لوبان" التي خرجت، أمس، تدافع عن المجلة باسم مبدأ الحرية الذي تقوم عليه الجمهورية الفرنسية مثلما قالت، وإنما الهدف مقيت وساقط وهو تحقيق أرباح، مستغلة غضب المسلمين، الذي حتما سيرفع من حجم مبيعاتها وتحقق مداخيل مثل تلك التي حققتها في المرات السابقة.

فمبدأ الحرية الذي يدافع عنه جميع الإعلاميين في فرنسا وغير فرنسا لأنها أساس رسالتنا الإنسانية وهي أمر لا جدال فيه، يتعارض مع كيل السباب والشتائم للآخرين، والتهكم على معتقداتهم وثقافتهم، بل هو دليل على التخلف والجهل بالثقافات الأخرى وبتنوع الفكر الإنساني وثرائه. ثم إن اتجار الإعلام بهذه المسائل لا يختلف في شيء عن الاتجار بالمخدرات، فهي تحقق أرباحا غير نظيفة، بل مخزية لأصحابها، وتختلف مع أخلاقيات المهنة المتعارف عليها لأنها تتلاعب بمشاعر الناس، وتلعب على حبل التخويف للشعب الفرنسي الذي تحاول تأليبه على الإسلام والمسلمين.

إعادة الخوض في مسألة الإساءة للإسلام هي بمثابة صب الزيت على النار، وكأن "شارلي إبدو" الباحثة عن الإثارة والربح بأي ثمن تريد جلب المشاكل من وراء الإساءة للإسلام، للمصالح الفرنسية بالخارج، مثلما حصل مع المصالح الأمريكية.

لا أبرر بقولي هذا المشاهد المؤسفة التي عشناها في الأيام الأخيرة وما حصل للسفير الأمريكي في بنغازي، ومظاهر الدمار في تونس وأفغانستان وغيرها، لأنها مرفوضة مهما كانت الذرائع، وهي جنون سافر ليس للعقل مكان فيه. لكن كفانا متاجرة بمشاعر الناس. فهل تجرؤ "شارلي إبدو" على الإساءة لإسرائيل ولليهود وتشكك في المحرقة وتضحك عليهم بهذا الشكل؟ أم أنها تستغل الراهن العربي والإسلامي وما يعيشه عالمنا من مآس وتخلف للغرب يد فيه، ليضحك على شعوب وعلى حضارة قدمت الكثير للإنسانية. لن تفعل هذا مع بني إسرائيل، فهم يرتكزون على إعلام قوي ومتحكمون بالمال والسياسة في الغرب، بينما يحرم المسلمون حتى من مال وإعلام بلدانهم، فالجزيرة أكثر دفاعا عن مخططات الغرب وإسرائيل من كل وسائل الإعلام الغربية مجتمعة!؟

حدة حزام


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :