عنوان الموضوع : القواعد القرآنية الذهبية للقضاء على الطائفية وتوحيد الأمّة
مقدم من طرف منتديات العندليب
القواعد القرآنية الذهبية للقضاء على الطائفية وتوحيد الأمّة الإسلامية
بقلم فلاح أديهم المَسلَمي الصخري
إنّ الخطر الطائفي لهو من أشدّ الأخطار التي تواجه الأمة الإسلامية والشعب العربي , وهو خطر قد جرت تهيئة أرضيته وأدواته من قبل أعداء الأمة منذ عقود , وتمّ بعثه وتنميته واستثماره في السنوات الماضية بشكل سافر واضح للعيان , وما كان ذلك إلاّ تمهيدا لإعادة تمزيق الأمة وشرذمتها ‘ وإغراقها بحروب داخلية فيما بينها على خلفية طائفية ومذهبية لتنفيذ سياسة الفوضى الخلاّقة التي أعلنتها الولايات المتحدة قبل سنوات , وإن كانت قد مهدت لها منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين وتوجتها بقيام الدولة الصفوية الطائفية في إيران لتجعل الأمّة الإسلامية والشعب العربي تحت رحمة كيانين قائمين على فكر عنصري لا يقبل بالآخر في أصل بنائه العقدي وأعني بهما الكيان الإسرائيلي والكيان الصفوي .
وقد جاء الربيع العربي بظروف وضعت فيها الأمة الإسلامية والشعب العربي في حالة من اليأس القاتل , وكفر في جميع المشاريع النهضوية بسبب ما تعرضت له الأمّة من نكبات وصدمات وإذلال حتى وصلت إلى حال كحال يوم الصاخّة التي وصفها الكتاب العزيز : ” فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ , يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ , وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ , وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ , لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ” أو كما جاء في المثل العربي ” أنج سعد فقد هلك سعيد ” وبعبارة أخرى اللهم نفسي , ظهر ذلك جليّا في شعارات رفعت علنا في بعض الأقطار تقول ” القطر أولا ” , والغريب العجيب المريب أنّه في الساعات التي كانت تتعرض لها الأمّة لأقسى نكبة عرفها التاريخ المعاصر وأعني بها نكبة احتلال بغداد الرشيد , وعراق المال والرجال وقبلها اجتياح أفغانستان مقبرة شباب الأمّة في العصر الحديث دفاعا عن النفوذ الأمريكي _ نشطت فضائيات العهر السياسي , وسدنة العفن الطائفي من مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية بإعادة نشر ذلك العفن الذي دسّه اليهود والمجوس في ثنايا الفكر الإسلامي و التي لا تخفى بصماتهم على كلّ من لديه أدنى وعي على الإسلام .
لقد أبتلي الشعب العربي بأنظمة فاسدة مستبدّة مدعومة من قوى الاستكبار والاستعباد العالمي حتى أوصلت الشعب العربي لحال من البؤس واليأس يجعلها تردد ما قاله الأول : “إنْ دام هذا ولم تحدث له غِيَرٌ … … … لم يُبكِ ميتٌ ولم يُفرح بمولودِ ” , وكانت عاجزة عن الرؤوية , كافرة بكلّ ما قيل وما يقال عن النهضة ومشاريعها وأفكارها , وفي هذا الظرف الحرج تعمّدت قوى الاستكبار العالمي أن ترفع غطاء الدعم عن أنظمة الفساد والاستبداد لتتمكن من السير في مخطط الفوضى المعلن عنه منذ زمن لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسّم , وتجديد عمر الاستعمار والاستعباد لقرن جديد .
فجاءت الثورات العربية قبل أوانها , وقودها حالة احتقان وقهر وسخط من شعب مزّق وأذلّ وجوّع وركّع , وضلل , وجهّل , فأحتدم صراع الإرادات : إرادة المستعمر الذي يريد إعادة تقسيم الأمة وشرذمتها وتجزئة المجزأ , وإرادة المخلصين الصادقين الذين يريدون إعادة توحيد الأمة , وتحرير إرادتها السياسية , ولا أحد يجهل أنّ المخلصين لا سلاح لهم إلاّ الحقّ والحقيقة , وتلك القوى الكبرى تملك جميع الأسلحة , وأول سلاح أشهرته هو سلاح العفن الطائفي ( سنة وشيعة ) والعفن الديني ( مسلم وغير مسلم ) والعفن العرقي ( عربي وغير عربي ) .
فرأيت أن أعيد التذكير بالقواعد القرآنية الذهبية التي وضعها الإسلام لتوحيد جميع طوائف الأمّة التي لو فعّلت وطبقت لأجتثت جذور الفتنة الطائفية التي تراهن على إثارتها قوى الشر والاستعباد العالمي لإيماني بأنّه لا مخرج للأمّة من هذه الفتنة الطامّة العامّة إلاّ بالعودة إلى الوحي المنزل على محمد { صلى اله عليه وسلم } والمتمثل في الكتاب العزيز, والسنّة الزهراء, وما أرشدا إليه , والذي وضع لنا القواعد الفكرية المعززة بالأدلة القطعية الثبوت والقطعية الدلالة التي لا يختلف عليها اثنان منصفان , وأهمّ هذه القواعد:
1. نبذ تلك التسميات السياسية التي ألبست لباس الدين , وقسّمت المسلمين إلى فرق متناحرة , وطوائف متباغضة فهذا سنّي , وذاك شيعي , وآخر زيدي أو أباضي , وجميع العلماء الراسخين في العلم يعلمون علم اليقين أنّ هذه التسميات ما هي إلاّ تسميات سياسية لا سند لها من الشرع لا بل هي من أشدّ المحرمات الشرعية , والتي حذّر منها الله في كتابه حيث قال : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ,وقال جلّ من قائل : {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ**فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ***مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ *** مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
1. اعتماد التسمية الشرعية التي ما نطق بها الكتاب العزيز حيث قال سبحانه {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} .
2. الالتزام الدقيق بمنهج الراسخين في العلم من علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم والقائم على أنّ العقائد وأصول الأحكام لا تبنى إلاّ على يقين , فيشترط لها قيام أدلة شرعية قطعية الثبوت , قطعية الدلالة , وكلّ ما لم يقم عليه الدليل فإنّه لا يحلّ لمسلم أن يعدّه من عقائد الإسلام التي بها يتمّ الإيمان , وتكون النجاة , وإذا ما تمّ الالتزام بهذا المنهج الشرعي الدقيق فإنّ جميع الخلافات العقائدية بين تلك الطوائف والفرق تسقط تلقائيا .
3. أمّا في مجال الأحكام الشرعية العملية فقد اتّفقت كلمة الراسخين في العلم على جواز بنائها على الظن الغالب , والاختلاف فيها أمر طبيعي , والقاعدة في ذلك أنّ ما يغلب على الظنّ فيها هو صواب يحتمل الخطأ , والرأي المخالف هو خطأ يحتمل الصواب , فلا يجوز تفسيق المخالف أو تضليله مادام رأيه يستند إلى دليل أو شبهة دليل , ورأي الخليفة هو وحده الذي يرفع الخلاف إذا تبنى أحد الآراء المتخالفة .
4. عدم الخلط بين الإسلام الذي هو الدين الذي ارتضاه الله للبشر , وبين التاريخ , والتعامل مع التاريخ وفق القاعدة القرآنية {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} , فلسنا مكلفين شرعا بتفضيل فلان على فلان ,ولا بإتّباع فلان دون فلان , وإنمّا أمرنا أن نعتصم بما أوحاه الله لمحمد { صلى الله عليه وسلم } فقال سبحانه : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } , وأخرج ابن حبّان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيرا صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه ؟ فقال : نعم وإنه صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال : ( إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ) , وأخرج الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( إنّ هذا القرآن مأدبة الله , فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم, إن هذا القرآن حبل الله و النور المبين و الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم و لا تنقضي عجائبه و لا يخلق من كثرة الرد )) .
5. أمّا التعامل مع الأديان الأخرى فيقوم على القواعد القرآنية التالية :” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ” وقوله تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ”
6. فضح سدنة تلك الطوائف من أدعياء العلم , وبيان الدور التضليلي الذي يقومون به حفاظا على الرئاسة والجاه , والمصالح الضيقة , وبيان أنّهم في سبيل ذلك لا يذعنون للحقّ ولا يقيمون له وزنا ,وأنّهم من الذين قال الله عنهم {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
إنني على ثقة تامّة أنّه لو فعلت هذه القواعد القرآنية الواضحة الجلية في أوساط هذه الأمّة فإنّها ستقضي على الخطر الطائفي والمذهبي قضاء مبرما وتجرّد قوى الاستكبار والاستعباد العالمي من أقوى سلاح تستخدمه ضدّ هذه الأمّة , فهل ينهض العلماء الربانيون , والدعاة المخلصون بهذه المهمة أم يتركون سدنة تلك الطوائف يتكادمون تكادم الحمر , ويتصارعون صراع الديكة ويجرون الأمّة للويلات والنكبات ؟؟ اللهم إنّي بلغت , اللهم فأشهد .
الثالث والعشرين من نيسان 2016م
فلاح أديهم المسلمي الصخري
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
العقيدة السلفية وأثرها في توحيد الأمة
https://www.youtube.com/watch?v=da5Vp0_jzc4
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :