عنوان الموضوع : معركة الساحل وتقويض دويلة الأسد اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

ثلاث سنوات كاملة تلك التي مرت على الثورة الشعبية السورية المجيدة ضد النظام الطائفي الاستبدادي ، في يوم 18 مارس 2016 ، ثورة شعبية عفوية لم تنطلق بإرادة أو قرار قوة سياسية محددة ، بحيث ينسب إليها الفضل دون غيرها في إطلاق شرارة الثورة ، ثورة هيأتها رياح الحرية التي هبت من ناحية الغرب واقتلعت في طريقها ثلاثة من عروش الطغيان المتكلسة في مصر وتونس وليبيا ، فكان مناخ من الثورة والأمل في التغيير وإعادة بناء الذات السياسية قد اجتاح المجال العربي . وفي المقابل اعتمد النظام ومن الأيام الأولى للثورة لمنهجية تتناسب مع عقلية الطغاة الذين يقرؤون من كتاب واحد ، حيث عمد لاستخدام أقصى وسائل القمع مع الشعب، وإلى تصنيف الحراك الشعبي طائفياً ، ليسهل معه استدعاء كل كوابيس الغرب والشرق .
ثلاث سنوات شهدت خلالها الثورة السورية كثيرا من المشاهد المأساوية المبكية بسبب وحشية النظام وبربريته الجنونية في قمع الحراك الثوري ، مجازر في حمص وبانياس والبيضاء ودمشق والغوطة ، وقصف بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة منها والمحرمة ، مما دفع الشعب بعد تسعة شهور لحمل السلاح في وجه الطغيان والاستبداد ، ومن ثم بدأت ملاحم الشام ومشاهده، وخلال تلك الفترة التي بلغت الثلاثين شهرا شهدت الأراضي السورية الكثير من الوقائع والمجازر والانتصارات والانكسارات ، كما انكشفت كثير من الحقائق والمخفيات في الداخل والخارج ، وسقطت أقنعة الزيف والتآمر الإقليمي والدولي ، كما سقطت آخر ورقة توت كانت تواري سوءة ما يسمى بالنظام الدولي ، وبان انحيازه ضد كل من هو مسلم ، ومع استمرار الثورة السورية اتضح أنها قد أصبحت أزمة عالمية تسهم بقوة في تغيير شكل السياسات الخارجية والدولية ، وستعيد تشكيل النظام الدولي والإقليمي بما يتناسب مع مستجدات الثورة السورية .
ومما زاد في أمد الثورة السورية وجعلها تبدو أنها بلا نهاية ، على غرار الاحترابات الأهلية ، كثرة اللاعبين الخارجيين في الداخل السوري ، فإيران بأذرعها الطائفية ممثلة في الحرس الثوري ، وحزب الله اللبناني ، وجماعة الحوثي اليمنية ، وعصائب الحق العراقية ، ومعهم الروس الحالمون بأمجاد الاتحاد السوفيتي ، والصينيون الذين يسيرون بثبات نحو قيادة العالم في المستقبل القريب ، ودول الخليج المتنافرة ، وتركيا القلقة من جوار خط النار ، والأمريكان الذين لا يعنينهم سوى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني ومصالحهم في المنطقة ، والاتحاد الأوروبي صاحب العلاقات التاريخية مع سوريا . شركاء متشاكسون لكل منهم أهدافه الخاصة ومصالحه القومية التي يبحث عنها، والضحية هو الشعب السوري.
ومع استمرار الثورة وصلابة الشعب السوري في القتال وإصراره على انتزاع حريته رغم خذلان العالم المتواصل له ، ظهرت فكرة إنشاء دويلة خاصة بالعلويين النصيريين يحكمها الأسد بعد تزايد القناعات باستحالة بقائه في الحكم حتى ولو آزره العالم بأسره من أجل البقاء ، هذه الدويلة تم اختيار مكانها بعناية في مناطق الساحل الشامي لتكون امتدادا لكيان الشيعة في لبنان الشام ويؤدي إلى خنق مناطق أهل السنة في الداخل , وتجعلهم محاطين من ثلاثة جوانب بالشيعة .
ومن أجل تحضير هذا المخطط وتهيئته كورقة أخرى يرمي بها النظام النصيري قبل رحيله الحتمي ، بدأ ومنذ قرابة العام في عمل ما يشبه المناطق العازلة أو المحرمة في منطقة الساحل ، بحيث أصبحت أهدأ المناطق السورية ، بعيدة عن لهيب الثورة ، ثم عمد النظام على جعلها الحاضنة الشعبية لنظام العصابة النصيرية حيث تشكل وعي جمعي لدى الشعب السوري أن هذه المنطقة قد يكون من المحرم الدخول إليها أو اقتحامها وخوض الثورة فيها , كما عمد النظام على جعل هذه المنطقة الممتدة من ريف دمشق واللاذقية بطول الساحل الشامي كمركز رئيسي للإمداد والتمويل العسكري ضد الثورة ، فمصانع براميل الموت التي يقتل بها يوميا عشرات السوريين في حلب وحماة وريف دمشق هناك ، والمرافئ التي تستقبل السفن المحملة بالسلاح والذخيرة الإيرانية والروسية هناك ، ومراكز التمويل والإسناد كلها هناك ، والأهم من ذلك كله أن القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط أيضا هناك بطرسوس ، فالطاغية الأسد قد استعد جيدا لأسوأ وآخر السيناريوهات في مواجهة الثورة السورية ؛ وهو سيناريو تقسيم سوريا طائفيا .
ثم كانت معركة الساحل أو غزوة " الأنفال " كما أطلق عليها الثوار السوريون ، والتي كشفت عن تطور نوعي كبير في التخطيط والتكتيك التنفيذي ،وتكمن أهمية معركة الأنفال في أنها تعد من المعارك الإستراتيجية، التي خططت لها الكتائب المسلحة المعارضة لنظام الأسد، واعتبرت ناجحة بحسب الموازين العسكرية ، حيث شارك في تنفيذها كل من جبهة النصرة، والجبهة الإسلامية كتائب أنصار الشام، وحركة شام الإسلام، وكتيبة نصرة المظلوم ،وتسقط مدينة " كسب " الإستراتيجية الحدودية والتي تمثل آخر المعابر الحدودية التي بيد عصابة الأسد ، تسقط بيد الثوار بعد معارك ضارية ، ويُقتل شيطان الأسد وابن عمه " هلال الأسد " قائد شبيحة اللاذقية في القتال ، وجاري البحث عن سفاح آخر لا يقل وحشية عن الهالك " هلال " وهو " علي كيالي " الملقب بجزار بانياس الذي ذبح مئات الأطفال والنساء العام الماضي في بانياس والبيضاء ، ويبحث عنه الثوار بمنتهى القوة ويتحرقون شوقا للقبض عليه . تخطيط المعركة وتنفيذها كشف عن أن أهدافها أبعد من أن تكون جولة انتقام أو ثأر من هزيمة القصير ، أو هزيمة يبرود ، فالمعركة حاسمة ومصيرية وتهدف لتقويض مخططات الأسد كلها ، وتدمير حلمه في دويلته الطائفية في الساحل الشامي .
معركة الساحل الشمالي كسرت الكثير من الحواجز والمحرمات التي حرص نظام الأسد على إضفائها على المنطقة ، في هذا السياق، وصف المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، عضو الائتلافالوطني السوري " لؤي المقداد " معارك الساحل بأنها قد أثبتت للعالم بأسره أن كلأحلام بشار الأسد وخططه الاحتياطية ستفشل، في إشارة إلى خطط قد يكون النظام أعدها لإنشاءدولة علوية في الساحل تحديداً. دخول المجاهدين وبقوة إلى مناطق الساحل سيؤدي إلى إحداث توازن الرعب في معادلة الصراع مع النصيريين ويجعل الحاضنة السكانية هناك تدفع ثمنا لوقوفها ودعمها لنظام العصابة ، كما أن إشعال جبهة الساحل سيربك أوراق العصابة النصيرية ، ويجعلها تعيد حساباتها في معاركها البعيدة وخاصة في دير الزور ودمشق وحلب , فهي ستكون مضطرة إلى سحب أجزاء من عديد مرتزقتها الشبيحة لحماية ظهرها في الساحل , وبالتالي ستكون النتيجة تخفيف الضغط عن الجبهات التقليدية التي يزداد التركيز عليها في الآونة الأخيرة من قبل النصيريين ، كما أنها سوف تؤدي إلى قطع أغلب طرق الإمداد والتموين على جيش العصابة أو على الأقل جعل تلك الطرق أو كثير منها غير آمنة ومهددة مما يصعب مهمة إيصال الإمداد لمرتزقتهم في باقي الجبهات .
من المتوقع أن يرمي النظام النصيري بكل ثقله وقوته النارية في هذه المعركة من أجل منع المجاهدين من الوصول إلى ساحل البحر ، وتهديد القاعدة الروسية في طرسوس ، وقد أدى سير القتال في الأيام الماضية لمزيد من التكاتف بين قواعد النظام من شبيحة وعلمانيين وشيعة ووافدين من أجل تقرير مصير الثورة ، مما سيجعل تكلفة المعركة باهظة جدا . معركة الساحل التي انتقدها المعارض العلماني النصراني " ميشيل كيلو " ورأى أن ضررها أكبر من نفعها ،وفي غيرها من الجبهات السورية غنية عن القتال فيها ،ستكون بداية النهاية لمشروع تقسيم سوريا الطائفية ، كما أنها ستكون محطة تسريع لنهاية نظام الأسد الدموي والطائفي ، وربما تكن فاتحة الملاحم الكبرى على أرض الشام ، من يدري ؟ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :