عنوان الموضوع : القرار الصائب
مقدم من طرف منتديات العندليب

هناك من الشباب من يدرك أن عليه فراق أصدقاء السوء، ولكنه لا تطاوعه نفسه على ذلك، ولا يستطيع أن يفك هذا الارتباط معهم، ويرجع ذلك إلى أسباب منها: أنهم يملئون عليه وقت فراغه القاتل، أو أنهم يعوضونه عن جوانب يفتقدها في بيته، أو أنهم يمثلون له منطلقاً لتحصيل المتعة، ويسعد بما لديهم من روح المغامرة والمرح والانطلاق.

أيها الحبيب: لا تنظر تحت قدميك، إنك تتشبث بتلك التي تسميها فوائد من وجهة نظرك، وتغض الطرف عن أضرار مثل هذه الصحبة، والتي هي كثيرة وخطيرة، أخطر مما تتصور، إن هذه الصحبة إنما تحدد معالم مستقبلك، إنها ليست بالأمر الهين، والمتهاون بشأن هذه القضية إنما هو على خطر عظيم، فأريد منك أيها الحبيب أن تجلس مع نفسك جلسة صدق، وتأمل أمعن النظر في كل ما ذكرته لك من أضرار مصاحبة رفقاء السوء، وتجول بخيالك وكيانك في كل مأساة تحدثت عنها، وتخيل-سلمك الله-أنها حدثت لك، وبعد أن تطرد عنك الفزع من جراء هذه التصورات أجب على سؤالي:هل ترضى أن يكون هذا مصيرك ومآلك؟هل تود أن تعاين وتعاني من مثل هذه المآسي؟هل ترغب في مثل هذا الجحيم؟إن هذه المآسي إنما سببها التهاون في اختيار الأصدقاء فهل سيستمر تهاونك في هذه القضية الخطيرة؟

أخي الحبيب:كن كيساً فطناً، كن حريصاً على المنفعة، لا تقامر أو تغامر بمستقبلك، إن لك موعداً لن تخلفه، سيأتي ذلك اليوم الذي تنظر فيه ما قدمت يداك لن يملك لك أحد شيئا، حتى أمك الحنون، ووالدك العطوف سوف يفران منك يوم القيامة مع ما كانا فيه من عظيم حرص عليك في الدنيا (يوم يفر المرء من أخيه وأمه أبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).

فما بالك بأولئك الذين هم أضر الخلق عليك في الدنيا، كيف سيكون حالهم معك يوم القيامة؟!سيتبرؤون منك ويلقون بالتبعات عليك، يريدون أن يضيعوا عليك آخرتك كما كانوا يضيعون عليك دنياك (الإخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين)

أخي وحبيبي:إن لم تصل إلى حد الاقتناع بكلامي، فلا أملك حينها إلا رثاءك، أبكي شباباً على شفا الضياع. وإن كانت الأخرى-وأرجو ذلك-فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأقول:هيا أيها البطل، اتخذ قرارك فوراً، القرار الشجاع، قرار مفارقة هذه الصحبة التي تجلب عليك الويلات، فإنه نعم القرار.

قبل البداية:

لا بد وأن نبحث في هذا الأمر بجدية ونتناوله بموضوعية، وشأن أي قرار لا بد معه من تحديد الهدف، ثم وضع تصور للمعوقات التي قد تحول دون تحقيق هذا الهدف، ثم بناء على ذلك نضع السياسات، وهي الخطوط العريضة العامة التي تنطلق منها جميع الإجراءات، والتي يتغلب بها على العقبات في ضوء الهدف المنشود.

فهيا أيها الحبيب ولتكن عمليا ًمجافيا للرقود في حيز الكلام النظري بعد أن تمكنت منك الرغبة الصادقة الجادة في تصحيح المسار، وأحضر ورقة وقلماً واكتب ورائي:

الهدف:مفارقة أصدقاء السوء حتى أفوز بالدنيا والآخرة.

المعوقات:

1-الارتباط النفسي مني نحوهم، والحنين إلى ما تهواه نفسي من صفحات الماضي.

2-تكالبهم علي ومحاولة التأثير علي للعودة إلى مصاحبتهم.

3-وقوعي في الحرج الشديد حيث يتطلب الأمر مني شرح الأمر لهم، والدوافع والأسباب.

4-معرفتهم لأدق أسرار حياتي والتي قد يفضحونني بها بين الناس.

السياسات:

1-التركيز على الإجراءات النفسية، لإعادة صياغة النفس وتغيير قناعاتها.

2-اعتماد مبدأ إيجاد البدائل لتعويض ما قد تراه النفس حرماناً

3-اعتماد تقوية البناء الروحي الإيماني حتى يسهل هدم جدار رواسب الماضي الذي أكثر ما يتمثل في مصاحبة أصدقاء السوء.

ثم قم بتعليق هذه الورقة في حجرتك لتنظر فيها من آن لآخر.

ولنبدأ الآن أيها الحبيب في الحديث عن الخطوات العملية التي تعينك على التخلص من رفقة السوء في ضوء الخارطة التي رسمناها، والسياسات التي وضعناها، أذكرها لك في هيئة عناصر تحوي إرشادات موجهة:

1-اجعل لك في كل أسبوع يوماً تجلس فيه مع نفسك عشر دقائق، تستحضر فيها أضرار الصحبة السيئة التي ذكرناها.

2-اجعل لك يوماً آخر تجلس فيه مع نفسك ربع أو ثلث ساعة تستحضر فيها مشاهد يوم القيامة، وعلى وجه الخصوص مواقف الندم والحسرة,وتبرؤ الناس بعضهم من بعض، ومنهم أصحاب السوء.وحاول أن تستجمع كيانك كله في استحضار ذلك ، وتخيل نفسك في هذه المواقف.

3-قم بعليق ورقة في غرفة نومك مكتوب فيها هذه العبارات:

-فكر بعقلك لا بمشاعرك.

-احرص على ما ينفعك

-صديق السوء = الفشل والعذاب في الدنيا والآخرة.

-لا تستجب لمحاولتهم في إعادتك إلى صحبتهم.

-هم لو كانوا يحبونني بصدق لنصحوني بما ينفعني.

وانظر في هذه الورقة وردد ما فيها بتركيز لمدة عشر دقائق, لمدة شهر كامل، مرة واحدة يومياً.

4-أخبر الجميع بأنك قد فارقت رفقاء السوء، وعلى وجه الخصوص أهلك، فلا شك أنهم سيكونون عوناً لك في ذلك الأمر.

5-حاول تغيير رقم هاتفك ، ولا تعلمهم بالرقم الجديد.

6-إن اضطررت إلى إبرام موعد فاجعله في المسجد، من أول اللقاء إلى آخره، ولا تتنازل عن ذلك مهما كانت الأسباب، وهذا بالطبع مع الصديق الذي يضيع لك وقتك ويسهم بصفة غير مباشرة في فشلك ,أما أهل الإجرام والمنكرات والفساد فهؤلاء أحذرك من لقائهم البتة.

7-تذكر أنك شخص جديد، ولا تنظر إلى ما كانوا يعرفونه عنك وتخاف أن يخبروا به، فحتى إن فعلوا سوف يزول ذلك من أذهان الناس بواقعك الجديد، وسمعتك الطيبة.

8-صل الصلوات الخمس في جماعة، وادعوا الله أن يبعد عنك السوء وأهله، وأن يثبتك على الصراط المستقيم.

9-استعن بسماع المحاضرات والخطب ، أو الرسائل التي موضوعها الحديث عن الآخرة والجنة والنار والقبر عذابه ونعيمه

10-اجتهد في أن يكون لك ورد من القرآن واقرأه بتدبر.

11-صل بالليل من بعد صلاة العشاء ولو ركعتين وركعة الوتر.

12-اجتهد في أن تصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.

13-احذر الذهاب إلى أي مكان يذكرك بمعصية فعلتها بصحبة أصدقاء السوء.

14-لا تبق أي شيء يذكرك بهم حتى ولو كانت هدايا.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك اخي علي الموضوع .......... دمت بخير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :