عنوان الموضوع : لماذا تخون المرأة بالذات؟ قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب

[center]بسم الله و السلام عليكم و رحمة الله أمابعد
اخواني أحبائي جئتكم اليوم بموضوع جميل و شيق تابعو
لماذا تخون المرأة بالذات؟
[الصحة النفسية والعلاج النفسي والروحاني، تبحث عن الدوافع والأسباب والخلفيات وعن سبل الوقاية والعلاج في الخيانة الزوجية. ونحن لا نحكم على المرأة بالإدانة والتجريح، بل نتقبلها كما هي ونحافظ على أسرارها في العلاج النفسي والروحاني أملاًً في إعادة بناء الثقة والرجوع إلى الطريق الصحيح. نحن هنا في تحليل علمي نفسي لهذه الظاهرة فقط ولا نعني المساس بكرامة وكيان المرأة. وهذا موضوع حساس يحتاج إلى مهارة عالية وخبرة علمية مع الحذر الشديد في التعامل لأنه مليء بالمخاطر المهنية والإسقاط المرضي أو النفسي. فالخيانة تؤدي إلى إصابة النساء بأمراض نفسية وجسدية وروحانية خطيرة قادت بالبعض منهن إلى التفكك الأسري والطلاق والشك والتردد على العيادات النفسية.
تظهر المرأة في القرآن في ثلاثة جوانب، أولاً: ككائن بيولوجي واجتماعي. ثانياً: كمؤمنة. وثالثاً: بكونها من شخصيات القصص القرآنية عن سير الأنبياء ومصير نسائهم. والزواج رباط مقدس والخيانة معناها هو انجذاب أحد الزوجين لطرف ثالث خارج دائرة العلاقة الشرعية، ومن ثم الإنجراف نحو الخيانة العاطفية والشعورية والنفسية إلى أن تصل إلى الخيانة الجسدية.
مفهوم الخيانة الزوجية يشمل كل علاقة غير مشروعة شرعاً تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى غير زوجته أو العكس فهي علاقة محرمة سواء بلغت حد الزنا أو لم تبلغ، ويشمل الخلوة والإستمتاع بأحاديث الهاتف واللقاءات من أجل العشق والغرام. الرجال أيضا يخونون، ولكن في ثقافتنا فإن خيانة الرجل أخف من خيانة المرأة بكثير (الرجل حامل عيبه معه). وهذا تضييقاً على المرأة ويتضمن نوعا من المبالغة وكأنه ينبغي عليها أن تكون أقرب إلى الطهر والعفة أكثر من الرجل. “ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا”، الأسراء (32).
المرأة المثالية رمز فوق الشبهات، والرجل يرغب أو يتمنى في الاقتران بزوجة مثل ذلك، ولكن المرأة مثل الرجل، إنسان يصيب ويخطئ، يسمو ويسقط، يستقيم وينحرف فإنها أيضا تخون كما هو يخون. وتبقى نظرة المجتمع في الحكم والستر أو الأستهزاء والتحقير. فالخيانة خيانة ومهما تعددت أسبابها. “والذين هم لفروجهم حافظون”، المؤمنون (5).
وأن الخائنة لديها أسبابها ومنطقها، وأنها ليست بريئة كما تحاول أن تدعي، فهي غالبا مجرمة وقد تكون ضحية في الوقت ذاته، هي تتقمص أو تحاول إبراز نفسها كضحية للزوج والظروف والآخرين هروبا من المسؤولية عن الخطأ. وهناك اساليب دفاعية مثل الإسقاط والشك والأنانية والزوج المنحط الذي لا يغار على محارمه. ونظرة المجتمع هو إلصاق كل النقائص بها بوصفها شيطانة تعدت حدود الله وجلبت العار لأهلها والسمعة السيئة لنفسها مع تأنيب الضمير وفقد احترام الآخرين. “الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات”، النور (26).
احتمال أن تكون خيانتها جزءا من مرض نفسي فإن دخول الزوجة في علاقة مع غير زوجها قد يعكس احتياجا نفسيا غير مشبع، أو شعورا مزمنا بالتهديد وعدم الثقة بالنفس، أو عدم الأمان مع الزوج، وقد يكون جزءا من أزمة منتصف العمر، أو هروبا من إحباطات خاصة مثل البرود الجنسي وأدمان العادة السرية، أو بحثا عن مغامرة لتجديد الملل أو الضجة من روتين الحياة، أو انتقاما من الزوج الخائن، أو تعدد الزواج والبحث عن الحب والقبول لملأ الفراغ العاطفي، ثم تذهب في حلم اليقظة الذي قد يستمر أشهراً. فإذا أفاقت وجدت نفسها في ضياع وهلاك، قد ينفعها الندم وقد لا ينفعها. وقد تقول حينما تفيق من هول الفاجعة: أين كنتم أيها الآباء والأزواج والأهل؟ لذلك في خيانة المرأة فتش دائماً عن الرجل.
والملفت أن الزوج يتعامل مع خيانة زوجته فورا بوصفها عارا شخصيا لأن الثقافة السائدة تلقي عليه باللوم والمسؤولية، فهو بالتأكيد مقصر كما أنها زانية. فهجران الزوج لزوجته أو عدم قدرته في أكمال العملية الجنسية يؤدي إلى الإحباط والفشل. وهناك الأسباب الاجتماعية للخيانة الزوجية حين تكون البيئة المحيطة ضاغطة ومواتية وأحيانا متواطئة. أن صور الخيانة أصبحت أكثر تنوعا، نتيجة شكل الحياة المعاصرة ومكوناتها وتغيراتها وبخاصة وسائل الاتصال وسرعة تناقل المعلومات، حتى صارت لدينا خيانة إلكترونية بالمحمول والإنترنت والصوت والصورة, وكذلك فضول الناس وسرعة انتشار الإشاعات. “ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً”، ألفرقان (28).
وممكن أن تكون الخيانة جزءا من خلل نفسي أكبر كما في حالات اضطراب الشخصية، أو حالات الهوس البظري. فإن التجارب على الجينات تسعى إلى إثبات أسباب تشريحية في أنسجة الأعصاب ومقادير الهرمونات واضطرابها. كما ان هناك المرأة الشبقية التي لا تستلذ برجل واحد فقط بل تشبع غرائزها مع أكثر من رجل بحثاً وراء الأثارة وحب المغامرة والتجديد في الخبرة والأشباع. والمرأة التي وجدت أحد أفراد أسرتها يخون ضميره وأنسانيته، قد تعيش الصدمة النفسية، أو تكون هي سارت على دربه وخانت نفسها وأهلها قبل الزواج. البعد أو التقرب من الله ونظام الأسرة وتربية الطفولة والأصدقاء يلعبون دوراً في ذلك. هناك طريقتان تمارسه كثير من النساء دون علم تؤدي إلى إعاقة دورة المحبة بين الزوجين وهما مطاردته عندما ينسحب ومعاقبته لإنسحابه. “إن كيدكن عظيم”، يوسف (28).
لا توجد معلومات إحصائية عن معدلات الخيانة الزوجية من المراكز العربية المتخصصة وحتى المواد الإعلامية تتغافل عن مثل هذه المسائل، أو تعالجها بخفة وسطحية وإثارة. فمن يخون من؟ الزوج أم الزوجة؟ العشيق أم العشيقة؟ حيث توجد بعض الأحيان خيانة داخل خيانة، أي خيانة الزوج أولاً ثم خيانة الحبيب الزائف مع حبيب آخر. وهناك من تدفع ثمناً مقابل هذا العلاقة المحرمة. وكثيراً ما تنتهي علاقات الخيانة بالتشهير والإنتقام والتجريح وقد تؤدي الى العنف. والفضيحة مؤلمة، والتوبة غفران للذنوب والله يمهل ولا يهمل. فلا يغتر عاص بحلم الله، فالله شديد العقاب لمن خالف أوامره وتعدى حدوده. وكما يقول الإنذار: إنك أن أضعت المال قليلاً أضعت، وأن أضعت الصحة كثيراً أضعت، وأن أضعت السمعة الكل أضعت.
وبعض النساء يتخيلوا إقامة علاقات جنسية خارج نطاق الزوجية. هم في الحقيقة يوهمون أنفسهم ويبعدونها عن إدراك الخطر الذي يحدق بهم. وإذا لم يكونوا حريصين فإنهم قد يقعون فجأة فريسة للإغراء. وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي لشراء ما يعجز عنه زوجها، أو الصيد في الماء العكر لأغراض أنانية. والذي يثير الغرابة والدهشة هو أن بعض الخائنات وبالرغم من المنكر والفاحشة وبدلاً من التوبة والستر يتجهن إلى إستغلال القانون لحماية المرأة وبالإكراه والتلفيق يقدمن قصص الشكوى ضد الرجل الذي سلمته سمعتها وأسرارها وكرامتها. “إذا أبتليتم بالمعاصي فاستتروا”.
المراهقة إحدى المراحل العمرية الهامة في حياة الإنسان، وتؤثر هذه المرحلة في الخيانة الزوجية. والمراهقة كمصطلح تعني فترة الحياة الواقعة بين الطفولة المتأخرة والرشد، أي أنها تأخذ من سمات الطفولة ومن سمات الرشد وهي مرحلة انتقالية يجتهد فيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار، ويبحث عن الاستقلال الذاتي الذي يتمتع به الراشدون، فهو موزع النفس بين عالمي الطفولة والرشد. ويحلو للكثير تسمية المراهقة بمرحلة الولادة الجديدة، أو العاصفة أو فترة الأزمة النفسية لأنها إحدى المراحل العمرية الحرجة في حياة الإنسان، وهي فترة من فترات تكامل الشخصية، تكتشف فيها الذات وينقب فيها عن الهوية. ونستطيع القول أن المراهقة مرحلة تبدأ بشكل بيولوجي(عضوي) وهو البلوغ، ثم تكون في نهايتها ظاهرة اجتماعية حيث سيقوم المراهق بأدوار أخرى غير ما كان عليه من قبل، وبهذا المعني فإن المراهقة عملية بيولوجية، نفسية، اجتماعية تسير وفق امتداد زمني، متأثرة بعوامل النمو البيولوجي والفسيولوجي وبالمؤثرات الاجتماعية والحضارية والجغرافية.
وتأخذ المراهقة أشكالاً مختلفة حسب الوسط الذي تعيشه المراهقة مثل: المراهقة السوية المتكيفة الخالية من المشكلات، والمراهقة الإنسحابية حيث تنسحب المراهقة من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران وتفضل الانعزال والانفراد بنفسها، حيث تتأمل ذاتها ومشكلاتها، والمراهقة العدوانية المتمردة حيث يتسم سلوك المراهقة فيها بالعدوان على نفسها وعلى أفراد الأسرة والمدرسة، والمراهقة المنحرفة حيث تنغمس المراهقة في ألوان من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقة والانحلال الخلقي.
إن التغيرات الجسمية الجنسية تلعب دوراً واضحاً في مفهوم المراهقة عن ذاتها وبالتالي في سلوكها فتتراوح استجابة الفتاة نحو التغيرات الجسمية ما بين الاعتزاز بأنوثتها وبين الحرج نتيجة هذه التغيرات فتشعر بالقلق والتعب وخاصة أثناء العادة الشهرية رغم اعتزازها بذلك كأنثى. كما أن لشكل جسم الفتاة دورا في توافقها النفسي، كالحساسية النفسية والانطباع عن الذات. فظهور حب الشباب مثلاً في هذه المرحلة يثير متاعب نفسية لأنه يشوه منظر الوجه. ويحدث أحياناً أن تكون هناك غيرة بين ألأم وأبنتها، أو أن ألأم تتصرف كمراهقة.
التأخير والتبكير في النمو الجسمي والجنسي له مشكلات اجتماعية ونفسية، فالنضج المبكر عند الإناث يسبب لهن الضيق والحرج، أو ينتج عنه ثقة بالنفس وتقدير مرتفع للذات. وتمتاز حركات البنت المراهقة بعدم الاتساق وعدم الدقة ويعود ذلك إلى عدم التوازن بين النضج العضوي والوظيفي مما يؤدي إلى عدم التوازن الحركي، وربما يعود إلى عوامل نفسية مثل الحيرة والتردد ونقص الثقة بالذات والتفكير في توقعات الآخرين. وتنمو بعض المفاهيم المجردة كالحق والعدالة والفضيلة ومفهوم الزمن ويتجه تخيل الفتاة من المحسوس إلى المجرد. وتتأثر المراهقة بالمثيرات المختلفة فتثور لأتفه الأسباب وتشعر بالحزن الشديد إذا تعرضت للإحباط مع الحدة الانفعالية كالصراخ بعنف وشتم الآخرين والاندفاع لإظهار القوة وتحدي الآخرين. كذلك نلاحظ الغضب والغيرة والارتباك والحساسية الشديدة للنقد مع التقلب الانفعالي وسيطرة العواطف الشخصية.
حياة المراهقة الاجتماعية مليئة بالغموض والصراعات والتناقضات لأنها انتقلت من عهد الطفولة إلى مجتمع الكبار، وتعيش صراعاً بين أراء أقرانها وأراء أسرتها وبين الرغبة في الاستقلال عن الوالدين وبين حاجتها إلى مساعدتهما لها، وبين الرغبة في إشباع الدافع الجنسي وبين القيم الدينية والاجتماعية التي تحدد الطريق المشروع لهذا الإشباع. كذلك تلعب مرحلة الطفولة دوراً مهماً في سلوك وتفكير المراهقة. والنمو الجنسي في المراهقة، قد لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات، ولكن النظم الاجتماعية الحديثة، هي المسؤولة عن أزمة المراهقة، كطول فترة التعليم، وتأخير الزواج، بالإضافة إلى تأثير الفضائيات والتقليد السلبي في الحرية والإستقلال.
إن إشباع حاجات المراهقين وفن التعامل معهم بالطرق التربوية السليمة أمر ضروري إذ أن عدم إشباعها يجر إلى ازدياد متاعبهم ومشكلاتهم، وتكون مواجهة هذه الحاجات بالتوجيه والإرشاد وتقديم الخدمات المناسبة في البيت والمدرسة وكافة المؤسسات المعنية بذلك. والأخذ بمبادئ التربية الإسلامية باعتبارها الأداة الرئيسة في تنمية الإنسان وإصلاح سلوكه، وتوظيف تأملات المراهقين الروحية في توجيه سلوكهم الوجهة السليمة وغرس الثقة. مع تزويدهم بالمعايير الاجتماعية والقيم الدينية ، وتوضيح خطورة العلاقات غير الشرعية والتسامي بالدافع، وتحويل الطاقة الجنسية إلى مسالك أخرى كالصوم والرياضة البدنية وممارسة الهوايات وشغل وقت الفراغ بالمفيد.
الطلاق النفسي والجسدي بين الرجل والمرأة له دور في الحرمان العاطفي والبحث عن الغذاء الروحاني. حيث يدخل بعض الأزواج الحياة الزوجية باحثاً عن المتعة الجسدية، من أجلها ينام ولأجلها يأكل ويشرب. إن اللقاء الجسدي إذا لم يتم بين النفوس والقلوب أولاً فسيتحول إلى عذاب لأن تزاوج القلوب والنفوس يحول هذا التواصل الجسدي إلى لغة للتعبير عن الحب بين الزوجين.
إن عدم التوافق يعنى عدم الالتقاء بين الزوجين في كثير من وجهات النظر بل في أساليب الحياة وأنماطها وهذا لا يعنى سوءهما أو أن كل واحد منهما غير ناجح فيما يتبعه من منهج وضعه لنفسه. وغالباًً ما ينتهي الأمر إلى الانفصال أو الطلاق ويأتي الشعور بالوحدة والشعور بالجرح والصدمة، وأن المشاعر تعرضت للأذى المعنوي. وقد ينظر الناس إلى المرأة بنظرة غضب وكيف أنها اختارت لنفسها لقب مطلقة. والطلاق هو علاج لمرض سوء توافق وعدم وئام حدث بين زوج وزوجته. وقد واسى الله سبحانه المطلقين فقال: “وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته”.
فهناك من لا تستسلم للألم والحزن، فربما يكون الطلاق مخرجاً لها من مشاكل عديدة قد تعترض حياتها النفسية والإجتماعية في المقام الأول، وتعلم كيف تتعامل مع الطلاق على أنه ظاهرة صحية بالنسبة لها إذا كانت تمر بأزمات شديدة في حياتها الزوجية. يحدث الطلاق النفسي قبل الطلاق الشرعي، فيعيش الزوجين كالغرباء يؤدي إلى سلوكيات عقابية وهجران جسدي.
وعلى المرأة عدم التسرع في الوقوع فريسة مرة أخرى للحب والزواج ولا أقصد بذلك الامتناع عنهما نهائياًً وإنما لفترة حتى تلتئم جروح الماضي وتكون واثقةًً من أن اختيارها سليم ولكي تتجنب الوقوع فريسة لشخص ما، لأنها ستجد الكثير ممن يصطاد في الماء العكر ويستغل الظروف ويعطي من طرف اللسان حلاوة.وقد تتخلى الأم عن أطفالها بسبب كرهها لزوجها الذي طلقها وتعيش لنفسها. فالمطلقة تواجه نظرات قاسية وربما حتى صديقاتها يتخلين عنها، فعلى الجميع أن يغير نظرته هذه إلى نظرة أكثر قبولاً وتسامحاً. كل ذلك يدعوا الشباب والبنات والأهل للتعامل الجاد مع مسألة الزواج، وأنه مسألة مستقبل وتعايش حقيقي يجب أن لا يترك الأمر للعواطف لوحدها لإتخاذ القرار وأنه يجب حساب الجوانب الأخرى أيضاً.
ويتصف بعض الرجال بالحسد والشعور الحاد بالملكية إزاء زوجاتهم فهم يرغبون بمعرفة تفاصيل كاملة عما تصنعه المرأة أو يجول في خاطرها وتأخذهم الأفكار الخاطئة حول علاقة الزوجة بالرجال من أقاربها وزملائها فيفسرون تصرفاتهن على أنها دلال ومرح لجذب انتباه الرجال ضمن علاقات غير سليمة، وهذا الشك هو بحد ذاته إيحاء سلبي للمرأة. كما يوجد رجال كأنهم ذئاب في معاملتهم مع زوجاتهم بالضرب المبرح لأتفه الأسباب. الضرب يبعد الأحترام بين الزوجين ويحل محله الأهانة ويموت الحب وتولد الكراهية والإنتقام أثناء الزواج وبعد الإنفصال. العنف لا يقتصر على الضرب وحسب بل يتعداه للعنف النفسي بإستخدام الألفاظ النابية والجارحة. فالغضب يولد الرغبة في الإيذاء ومنها قد تكون الخيانة الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق.
العفة الجنسية هي أول نقطة يجب أن يضعها المربي في حسبانه، فالطفلة تكبر وهو تحمل في ميولها وغرائزها الباطنية العفة الجنسية بشكل قوي ورصين وحتى يمكنها أن تواجه أي إنحراف قد تتعرض له في المجتمع. فالتحرش الجنسي هو أي نوع من السلوك ذي الطبيعة الجنسية غير المرغوب فيه من فرد أو عدة أفراد إما بالإتصال الجسدي المباشر او بالتلفظ او بالحركة والذي يهدف أو يؤدي إلى إنتهاك كرامة الفرد وخاصة حين يخلق بيئة ترهيبية أوعدائية تحط من قدره أو تصيبه بالإهانة.
إن موضوع الإغتصاب والتحرش الجنسي هو من أصعب المواضيع وأكثرها سرية وله أثر بالغ في حياة الإنسان وقد يستمر معه مدى الحياة وخاصة أن ضحايا الأعتداء الجنسي سواء بالتحرش أو الإغتصاب يتكتمون عليها لأسباب عديدة سواء كانت نفسية او إجتماعية وتظل هذه الأحداث طي الكتمان والمعاناة لأصحابها الذين يعانون بصمت. وهناك من تتخيل ذلك وربما تسقطه على أي شخص تجده فريسة لأحلامها، وهذا ما يحدث في بعض حالات العلاج النفسي حيث تتبلى المريضة الخائنة بعد أن تنكشف أسرارها، وهذا ما نسميه بالإسقاط النفسي، إما للتغطية أو لإشباع رغبة مكبوتة في العقل الباطن. ومن الآثار المترتبة على التحرش الجنسي هي الآثار النفسية والجسمية والروحية. والشعور بالخوف, وعدم القدرة على التركيز، وعدم الشعور بالأمان بالإضافة إلى الشعور بالعجز والذعر والخجل ولوم الذات وقد يكون هذا ناتج عن ردود أفعال الآخرين ولومهم للضحية بدلاً من الوقوف إلى جانبها، وشعور بالذل وانخفاض القيمة المعنوية. وقد يشعر البعض أنهم قذرين مما يؤدي إلى الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية بدافع الإنتقام ليس من الزوج فحسب بل إيذاءاً للنفس وللآخرين.
الثقافة الجنسية هي برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها في حالة الممارسات غير الشرعية. كالمعاشرة بين الجنسين، العادة السرية، الإجهاض، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي. وما يميزنا في الحضارة الإسلامية هو الفضيلة.
إن من أقوى غرائز النفس شدة عند الإنسان وبالخصوص الشباب هي الرغبة الجنسية، وهي التي تجعل معظم البشر يسقط أمامها ، ولكن الدافع الإيماني هو الذي يحفظ ذلك الملتزم عن الإنزلاق في البئر التي لا قعر لها. إذاً لو تمسك الإنسان بقوة الإيمان فإن نفسه الأمارة ستكون منقادةً إلى العقل. إن المشكلة التي تقف أمام البشر هي التضاد الموجود بين الرغبات الداخلية في الإنسان، فميوله المختلفة الموجودة في نفسه ليست على وفاق فيما بينها، بل متناقضة، وإشباع إحداها بنحو غير محدود ودون ضوابط يستلزم كبت رغبة أخرى، وهذا مما لاشك فيه يترك أثراً سلبياً أو ايجابياً في سعادة الإنسان. إذاً في باطن الإنسان هناك قوتان عظيمتان على قدر كبير من التأثير وهما العقل والعواطف. والمراد من الجانب النفسي والمعنوي للإنسان هو مجموع هاتين القوتين، وهما تتأثران بالبلوغ إلى جانب التأثير الجسمي في النمو والتكامل العضوي، وتسير معاً جنباً إلى جنب في طريق النضج وأن نمو العواطف يساير نمو الجسم في السرعة وتنضج عواطف الإنسان بشكل سريع وشديد بينما يطوي العقل تدريجياً منازل كماله ومراحل نموه على هون، ويبلغ نموه النهائي بعد مضي سنوات طوال. إذ أن هذه الشهوة هي أغلب الشهوات على الإنسان وأعصاها عند الهيجان على العقل، إلاّ أن مقتضاها قبيح يُستحى منه ويُخشى من اقتحامه، وأما إمتناع أكثر الناس عن مقتضاها فهو إما لعجز أو لخوف أو لحياء أو لمحافظة على حشمة، وليس في شيء من ذلك ثواب وإنما الفضل والثواب الجزيل في تركه خوفاً من الله تعالى مع القدرة عليه وارتفاع الموانع لا سيما عند صدق الشهوة.
المراهقين والمراهقات يكونون فعالين جنسياً حين بلوغهم الخامسة عشرة من العمر وهو يعني إنغماسهم في فعاليات من مثل الإستمناء والإحتلام والجماع والغزل واللواط والسحاق، وفي هذا دليل على الحاجة الكبرى للتربية الجنسية. قضية تعديل الرغبات النفسية والجنسية واجباً إسلامياً مؤكداً ومبدأ حتمي لا يمكن التخلي عنه من النواحي العقلية والعلمية والتربوية والأخلاقية والصحية والإجتماعية. وأما الأفراد المحرومين من هذه الفضيلة السامية فإنهم معرضون للسقوط والإنهيار في كل لحظة. إن نبي الله يوسف عليه السلام بالرغم من إرادته القوية تلك فقد قال بعد أن رأى نفسه وسط تلك النساء المغرمات به واللائي قطعن أيديهن من شدة تولههن به “وإلاّ تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين”. ومعنى الجهل هنا هو غلبة الغريزة على العقل. ففساد النية بأتباع الهوى و الشهوات الخفية المحاطة بمداخل وإيحاءات وزخارف شيطانية هي من أشد الأمراض النفسية فتكاً في بني الإنسان و الإنسانية.
فكيف تتم التوبة والمصالحة مع الذات؟ أدراك الذات هي نقطة الانطلاق الحقيقية لسعادة الإنسان. فعندما يقوم الإنسان بعمل ما يتعارض مع ذاته فيحس بتأنيب الضمير ونوع من القلق وعدم الراحة النفسية والروحية. وعلينا تقبل أنفسنا بشكها الحالي سواء من الداخل أو الخارج، أحب نفسك حتى تستطيع أن تحب الآخرين من حولك. التوبة النصوح و صلاة التوبة و تقوية الجانب الإيماني وقراءة القرآن والصدقة ثم التعامل مع المملكة الشخصية هي بعض وسائل التسامح مع النفس. العلاج النفسي والتدعيم المعنوي، عدم إشراك الأبناء في موضوع الخيانة أو إنزال السبب عليهم، ومعالجة الموضوع بحكمة والاستعانة بمن له تأثير ايجابي. وأساساً كيف ترجع الثقة بين الزوجين بعد ذلك ؟ وما هي الطرق المساعدة لتجاوز هذا الموضوع والاستمرار في الحياة ؟ والسؤال الأهم هنا هو: هل تكون هناك ثقة بعد ذلك لمن خان ثقتك؟قال تعالى: “إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً 17 وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”. 18
ولكن “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”، (البقرة -222). ففتح الله لنا باب التوبة أذا زلت بنا الأقدام، وأحاطت بنا الآثام، وجعل الله هذا الباب مفتوحاً للتائبين توبة نصوحا، فتتساقط عنهم الخطايا والذنوب. “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً”، (الفرقان-70)، “ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم”، (آل عمران -155). فصفة المغفرة قائمة على العفو، وصفة العفو متوقفة على القدرة، حيث قال تعالى: “فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً”، (النساء – 99) . من هنا كان قبول التوبة أملاً يراود قلب وعقل الإنسان ليحيى وقلبه عامر بالطمأنينة والحب والسلام، ونفسه يملؤها الأمل والرجاء من رب الود والحب والرحمة، “واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود”، (هود – 90). وكذلك “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً” (التحريم – . فالتائب حبيب الله، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له. فدأب القرآن على رفع صوته في أوساط العاصين، وإعلان عفوه في جموع المنحرفين، بفتح باب التوبة والعفو من الله فخاطبهم: “وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”، (النور– 31).
فما الحياة الدنيا إلا مدرسة امتحان ليبتلي الله عباده ويميز الخبيث من الطيب “ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة”، (الأنفال– 42). والناس في ذلك متباينون “فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله”، (فاطر – 32). وهذا هو المضمار الذي يجتهد فيه المجتهدون “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”، (المطففين– 26). فهناك النفس الأمارة بالسوء، وهناك الشيطان الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وهناك الشهوات المزينة، كما قال عز وجل “إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً”، (الكهف– 7). وكما قال سبحانه “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”، (الملك– 2).
فالتوبة هي ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة حتى يصير العبد تاركاً لجميع الذنوب. فالعبد تائب إلى الله، والله تائب على عبده. والتوبة هي انتقال وتحول في خط الحياة وطبيعة السلوك، لأنها نتاج تغير فكري ونفسي يحدث في أعماق الإنسان ليندمج في مسيرة الخير. وقبول التوبة يعبر عن حب الله لعباده، أي قبول الأعتذار من الإنسان، ومحو النتائج المترتبة جزائياً وتكوينياً على الإنسان، فقال تعالى “إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين”، (هود – 112). فهذا هو لطف الله ورحمته يتفضل بها على عباده ويرفع عنهم نتائج أفعالهم ويحذفها من الوجود، فيخاطبهم بقوله الحق الرؤوف الودود “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم”، (الزمر – 53). فإذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه.



للأمانة منقول من متدى زيان أحمد للمعرفة
وشكر
كما أستسمح المرأة /center]


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

موضوع رائع مشكور اخي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكرا لك اخت سوسن
وفقك الله
منتدى زيان احمد للمعرفة يدعوك للمشاركة معه استأذانا من مدير منتدى الجلفة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكرا على الموضوع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :