عنوان الموضوع : مواجهة مخاطر العولمة على الشباب قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم
ملخــص دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب

أ)تهدف هذه الورقة إلى عرض دور المدرسة في مواجهة آثار العولمة في الشباب في العصر الحديث الذي يتسم بالتقدم التكنولوجي والانفجار المعرفي والانفتاح الثقافي والمتغيرات السريعة في العديد من المجالات المادية والتقنية والاقتصادية والثقافية ، وهذا ما يستوجب من المؤسسات التربوية متابعة هذا التطور ودراسة أثره على السلوك والقيم والمنظومة المعرفية والثقافية في هذا العصر الذي يعتمد على المعرفة والصناعة الفكرية ويتسم بالتزايد الهائل في كم المعلومات والمعارف وتعدد مصادر التعلم المختلفة وانفتاح الثقافات وانتقالها من دولة إلى أخرى .
ب) وتسعى هذه الورقة إلى الإجابة عن التساؤلات التالية :
أولاً : ما المقصود بالعولمة وما أهم أهدافها؟
ثانياً : ما أهم المخاطر التي تواجهها المدرسة في عصر العولمة وما يتحقق عنها من آثار على الشباب ؟
ثالثاً : ما هو دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة وكيف يمكن لها الحفاظ على قيم المجتمع الإسلامي السامية ، وإرشاد التلاميذ وتوجيههم إلى التوافق مع التغييرات التكنولوجية ، والتعامل مع أدوات عصر العولمة وسوف تعرض الورقة لبعض المقترحات والتوصيات بصدد سبل تحقق المدرسة الحديثة في عصر العولمة والمعلوماتية.
دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب
إن التقدم العلمي و التكنولوجي الذي شهده القرن المنصرم ينبئ بان القرن الحالي سيشهد معدلات لهذا التقدم لم تعرفها البشرية من قبل، و إذا كانت الدول المتقدمة هي التي صنعت هذا التقدم وهى التي تنعم بثماره، فان الدول النامية عليها إن تلحق بهذا التقدم حتى لا تعانى من اتساع الفجوة الحضارية بينها وبين الدول المتقدمة0
وثورة الاتصالات التي يشهدها عالم اليوم،و التي ستتزايد مع عالم الغد يتعاظم دورها في إلغاء المسافات والحواجز بين الدول والشعوب بما يجعل أنماط الحياة في الدول المتقدمة تفرض نفسها على العالم حاملة معها آثارها الايجابية والسلبية وهو ما يوجب تحقيق التطوير الشامل للخطط التعليمية والتربوية في العالم العربي بحيث تكرس أهدافها لتعظيم الاستفادة من الآثار الايجابية وتقليص وتجنب الآثار السلبية للعولمة 0
وأطفال الأمة وشبابها هم القلب والجوهر في كل ما سبق من رؤى واللحاق بالتقدم العلمي لن يكون إلا بهم ومن خلال إعدادهم لحمل هذه الأمانة بنفس المقدار الذي يجب إن نفتح لهم فيه أبواب الاستفادة من كل ايجابيات التقدم ومما لاشك فيه إن تحقيق هذا التقدم لن يتأتى إلا من خلال تطوير نظم التعليم و الذي يتمثل في تأسيس مدارس عصرية بكل ما تعنيه الكلمة:أهدافا ومنهجا ومعلما ومتعلما ووسائل وتجهيزات وأبنية ومناخا فعالاً, بحيث تستطيع أن تصمد أمام سياسات العولمة وتحمي الشباب من سلبياتها .
فالعولمة في الجانب الثقافي منها تهدف إلى توحيد الثقافة في العالم، باستخدام الجانب الثقافي والإعلامي ذي الصلة بالجوانب النفسية التي أعطيت أسبقية على بعض الاقتصاد وتداخلت مع الجوانب السياسية والاجتماعية بقصد بناء أساس يهيئ لتقبل ، وبضوء ذلك تم تكييف الثقافة من خلال وسائل إيصال ميسورة (القنوات الفضائية والإلكترونيات والحواسيب والانترنيت وغيرها)، بقصد نقل الأفكار والمبادئ ونشر المعلومات لمستوى الشيوع بين جميع الناس، ومن ثم صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها لزيادة معدلات التشابه، أو التجانس بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات في محصلة تبرز في إطارها وعلى مستوى النفس الإنسانية إمكانية تشكيل وعي وإدراك ومفاهيم وقناعات عالمية الطابع(ولندزمن، 1988) لعموم المجتمعات البشرية التي باتت قريبة من بعضها البعض بحكم وسائل الاتصال عالية الجودة وعليه يمكن التنويه إلى أن العولمة الثقافية ستفتح العالم بعضه على بعض لتجعل الحياة البشرية بكل أشكالها المادية والنفسية تنزع بالتدريج إلى أن تتعولم وبمستويات تنسجم والتوجهات الجديدة للأجيال القادمة التي تدلل على أنها ستقبلها طواعية وبمزيد من اللهفة في كثير من المجتمعات ليس بسبب الانترنيت والقنوات الفضائية والمعرفة الموسوعية والمعلوماتية فحسب، بل وللمتعة الآنية التي توفرها التقاليد الجديدة، والنفعية الذاتية التي تؤمنها الأساليب الحديثة، والاستهلاكية العالية التي تدفع إليها الوسائل البديلة، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية التي يشكوا فيها الشباب وغيرهم من الأعمار الأخرى من التوجيه المناسب للتمسك بالخصوصية الثقافية والتعامل مع هذه الموجه بقلب وعقل مفتوحين نأخذ من خلالها الجيد ونبعد عن السيئ الخطير الذي يطمس معالم هويتنا وثقافتنا. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعاون مؤسسات المجتمع المختلفة في أداء دورها في تنشئة الأجيال وعلى رأسها المدرسة .
تحديد مشكلة البحث:يدور البحث حول أثر العولمة على سلوكيات الشباب، مع التركيز على الآثار السلبية للعولمة على الشباب، وتحليل الأسباب التي أدت إلى تحول سلوك الشباب في ضوء العولمة، بالإضافة إلى تقويم الواقع الحالي لسلوك الشباب في ظل العولمة، ويمكن تحديد مشكلة البحث من خلال التساؤلات التالية:
1ـ ماذا يقصد بمفهوم العولمة ؟.
2ـ ما مخاطر العولمة على الشباب العربي ؟
3ـ ما الدور التربوي للمدرسة تجاه مخاطر العولمة على الشباب .
أهداف البحث:يهدف هذا البحث إلى ما يلي:
1-التعرف على مفهوم العولمة.
2-التعرف على أهم مخاطر العولمة على الشباب العربي .
3-تحديد دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة .
أهمية البحث:تنبع أهمية البحث من أهمية الشباب كعنصر منتج في المجتمع، حيث أنهم مستقبل الوطن، كما أن العولمة ظهرت خطورتها على المجتمع العربي والإسلامي عامة ومجتمعنا المصري خاصة وذلك في ضوء انتشار الفضائيات والإنترنت وغيرها من المظاهر الأخرى التي جعلت المجتمع مفتوح على العالم.
كما أن هذه الدراسة تدرس جانب على قدر كبير من الأهمية وهو الآثار السلبية للعولمة على الشباب , ودور المدرسة في مواجهتها .
أولاً :مفهوم العولمة:
تعتبر العولمة الظَّاهرة التَّاريخيَّة لنهاية القرن العشرين أو بداية القرن الواحد والعشرين، مثلما كانت القوميَّة في الاقتصاد والسِّياسة والثَّقافة هي الظَّاهرة لنهاية القرن التَّاسع عشر وبداية القرن العشرين،وانطلاقاً من ذلك لا عجب في أَلاَّ يبتعد الاقتصاد عن مجمل التعريفات، فهي تشمل عند الجابري "مجال المال والتَّسويق والاتِّصال، كما أَنَّها من إفرازات المعلوماتيَّة أوحرُّيـَّةُ حركة السِّلع والخدمات والأَيدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنيَّة والإقليميَّة ولكنَّ حرِّيـَّة الحركة الاقتصاديَّة هذه ليست بالأَمر الجديد أَوالمستحدث فهي محور أَهداف منظَّمة التِّجارة العالميَّة الموسومة بـ الجات ـGATT وهي بدورها "مرتبطةٌ بوثيق الصِّلات مع الجذر الفلسفي للمدارس الاقتصادية وأَكَّدت على ترك النَّشاط الاقتصاديِّ حرًّا من كلِّ قيد وتدخل ولقد أوردت بعض المفهومات الأخرى للعولمة من قبل بعض علماء الغرب على أن العولمة هي امتداد تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات لهذا الانكماش , على حين عرفها البعض بأنها مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداثة , تتكثف فيها العلاقات الإجتماعية على الصعيد العالمي بحيث يحدث تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج ويتم فيها ربط المحلي والعالمي بروابط إقتصادية وثقافية وسياسية وإنسانية , وعرفها اخرون بأنها كل المستجدات والتطويرات التي تسعى لقصد أو من دون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد .
ولا بد من القول إلى أن أغلب المحولات الاجتهادية الرامية تبيان مفهوم ودلالة ظاهرة العولمة لم تبلغ مبتغاها ومرامها الأساسي بعد، فالبعض من تلك الاجتهادات اقتصرت على وصف هذه الظاهرة على أنها عملية أمركة العالم، أي نشر الثقافة الأمريكية بحيث تغلب على الثقافات المجتمعية الأخرى ويرها البعض الآخر على أنها الوجه الآخر للهيمنة الإمبريالية على العالم تحت الزعامة المنفردة للولايات الأمريكية، فهي أبشع وأحدث صور الهيمنة الاستعمارية وثمة من ينظر إليها بمنظور أوسع، ملخصه أن العولمة تمثل عملية رسملة العالم، أي أن العولمة عملية يراد منها نشر مبادئ النظام الاقتصادي الرأسمالي وفرضه على عامة الأساليب الاقتصادية التي تتبعها المجتمعات الأخرى(العولمة الاقتصادية) ، في حين يذهب فريق ثالث للقول بأن العولمة ظاهرة تنحو بالمجتمعات الإنسانية قاطبة نحو التجانس(التشابه) الثقافي وتكوُّن الشخصية العالمية ذات الطابع الانفتاحي على ما حولها من مجتمعات وثقافات مختلفة (العولمة الثقافية و ثقافة العولمة ويعول أنصار هذا الفريق على جملة التطورات الهائلة الحادثة في قطاع الاتصالات والمواصلات بين المجتمعات الإنسانية المختلفة والتي أسهمت بشكل كبير في نشر ثقافات المجتمعات بخاصة المتقدمة والتي ترنو المجتمعات النامية بلوغ مستوى تطورها الصناعي والاقتصادي والعلمي، وعموما يبدو أن منظار هؤلاء للعولمة أوسع نطاقا مما سبق عرضها
ثانياً : مخاطر العولمة على الشباب العربي
تفرض العولمة نفسها على الحياة المعاصرة، على العديد من المستويات، سياسياً واقتصادياً، فكرياً وعلمياً، ثقافياً وإعلامياً، تربوياً وتعليمياً.وهي بذلك من الموضوعات التي تحتاج معالجتها إلى قدر كبيرمن الفهم لعمقها وجوهرها، والإدراك لبُعدها وغايتها، والوقوف على ما تنطوي عليه السياسات التي تتحكّم فيها وتقودها، وتتحمّس لها وتدعو إليها، وتمهد للتمكين لها، بشتى الطرق وبمختلف الوسائل،ولقد أجمعت الكتابات عن نظام العولمة الذي أصبح اليوم نظاماً يشكّل ظاهرة كونية، إن صحَّ التعبير، على اعتبار الخطر الأكبر الذي تنطوي عليه العولمة، هو محو الهوية الثقافية للشعوب، وطمس الخصوصيات الحضارية للأمم . ولعل من أهم هذه المخاطر ما يلي :
أ‌-الانفتاح الاقتصادي : ويرتبط بحاجة دول العالم بحاجة ماسّة إلى بعضها البعض في تبادل العقول والتجارب والخبرات والمعلومات ، أو في تبادل السلع والبضائع والخدمات ، فحتى أميركا التي تعتبر الأكبر والأغنى في العالم بحاجة إلى التبادل التجاري مع دول أخرى ، وبحاجة إلى الأيدي العاملة الآسيوية والأفريقية لإدارة وتشغيل معاملها ومصانعها، وبحاجة إلى المواد الخام التي تدخل في مختلف صناعاتها.لكننا ونحن ندرس انفتاح السوق العالمية ، لا بدّ لنا من أن ندرس أيضاً التأثيرات الجانبية لهذه السوق على قيمنا وأخلاقنا وعلاقاتنا كمجتمعات إسلامية،فالسوق اليوم لا تصدّر بضاعة حيادية تماماً ، إنّما تصدّر إلى جانبها بضاعة أخلاقية تحمل سمة وأخلاق المصدّر نفسه . فالدعايات المختلفة التي تروج للبضاعة في التلفاز ، والتي تأتي مرفقة مع البضاعة ، حيث تهتم هذه الدعايات باستثارة النظر وانبهاره وتحريك الغريزة ، بالإضافة إلى تحريك النزعة الاستهلاكية واعتبار ما ليس ضرورياً ، والنزعة التنافسية والحمى التسوقية أو ما يسمّى بـ (التفاخر) و (التكاثر) الأمر الذي أدى الاستغراق في الكماليات واللوازم غير اللازمة ، والإنفاق على المشتريات التي يتفنن المروّجون بتزويق أشكالها وألوانها ويغرسون في ذهن المشتري أنّها من مستلزمات الحياة العصرية ، أو أنها من سمات الطبقة الراقية ، تشكل عملية استنزاف ليس مالياً فقط ، بل صحي ونفسي واجتماعي وأخلاقي أيضاً ،
ب-الغزو الثقافي : إن أمّتنا العربية ـ لا شك ـ تعاني في عصر الاتصالات من أكثر من نوع من أنواع الاقتحام الثقافي لبيوتها ومجتمعاتها ومدارسها ومؤسساتها وأفرادها ،وهو غزو مبرمج ومخطط له وذو أهداف محددة ، وتقف مؤسسات إعلامية وسياسية وأمنية وتجارية وفكرية وراءه. وهدفه الأكبر إشعار العالم ـ وبالتالي إخضاعه ـ بفكرة أنّ العصر هو العصر الأميركي ، وأنّ التأريخ سوف يسدل أستاره في ختام هذا العصر الذي لا عصرَ بعده ،ولعلّ أهم مظاهر هذا الغزو وآثاره :
1-اتساع موجة التغريب التي ضربت قطاعات عريضة من شبابنا وفتياتنا ، والإقبال عليها من قبلهم كمن يقبل على مائدة طعام مزيّنة ومزوّقة لم يتبيّن مدى أضرارها الصحّية .
2- تمزّق الكثير من الأنسجة الاجتماعية واختلال ـ إن لم نقل انحلال ـ الروابط الأسرية والاجتماعية ، ومروق الشباب وتمردهم على ضوابط الأسرة وقيم المجتمع .
3- تردي علاقة الآباء بالأبناء ، وانصراف الأولين عن دورهم التربوي التاريخي ـ ما عدا الرعاية المادية ـ يقابل ذلك استغناء الأبناء عن الحاجة إلى أولياء الأمور تحت عناوين الاستقلالية وبناء الذات .
4-البحث عن اللذائذ والمتع حتى ولو كانت غير مشروعة ، وتجاهل أو التعدي على الالتزامات الشرعية والقيمية والعرفية ،
5-شيوع أخلاق وقيم هابطة وبديلة استأثرت باهتمام ذوي الثقافة المحدودة من الشبان والفتيات ، ومن ضحايا الصراعات والموضات والتقاليع ، والمنبهرين المقلدين للطراز الأمير كي تقليداً أعمى .
وقد دخل هذا الغزو من أبواب كثيرة ، أهمّها :
(أ)الفضائيات .
(ب)مواقع الانترنيت .
(جـ)الإعلام المقروء والمسموع والمرئي (صحافة وإذاعات وسينما وكتب وبرامج مسلسلات وصور خليعة ناطقة وصامتة) .
(د)الهجرة إلى البلدان الأجنبية واستمراء الحياة غير الإسلامية في كل مظاهرها المادية والجنسية والعنيفة .
6-إدخال النموذج الغربي ولاحقاً الأميركي إلى الكثير من حقول الحياة دون مراعاة للمحاذير والتحفظات والخصوصيات .
7 ـ الاستعداد النفسي والذهني لتقبل كل وافد دونما مناقشة وفحص وتقييم .
جـ - سيادة الثقافة الغربية: حيث أن الثقافة المسيطرة والرائدة اليوم هي الثقافات الغربية بكل ما فيها من مساوئ وسلبيات .
د- زيادة التحديات الاقتصادية: لقد ننتج من عصر العولمة تضاؤل فرص العمل للشباب فبعد الانفتاح، وزوال الحواجز أمام الشركات والمؤسسات العالمية الكبرى، ولا شك أن خبرات الشباب، ومعظم أبناء دول العالم الإسلامي لا تقاس ولا تقارن مع خبرات تلك المجتمعات، فسيكونون في وضع تنافسي أقل مع الآخرين، ولن تكون هناك قيود على ما يتعلق بالعمل والتوظيف، ولا قيود على حركة التجارة والشركات.
هـ- -تغير نوعية التعليم المطلوب: فالتعليم التي ستروج سوقه هو التعليم التي تطلبه تلك الشركات الكبرى التي ستوفر فرص العمل، وهذا سيؤدي إلى تقلص الدور التربوي للمدرسة بحيث يسيطر جانب إعداد الفرد ليتخصص وليعمل في هذه الميادين الاقتصادية بعيداً عن الإعداد الفكري الاجتماعي، والإعداد البنائي التربوي، وبعيداً عن حرص وسعي المدرسة إلى تأصيل ونقل ثقافة المجتمع وثقافة البلد إلى الناشئة فمثلا سيتقلص الإقبال على العلم الشرعي: فالبلاد الإسلامية عموماً فيها قدر من الاعتناء بالعلم شرعي سواء في مستوى التعليم العام، أو في مستوى الكليات الشرعية أو غيرها، وهذا الاعتناء له أثر في إحياء العلم الشرعي ونشره، لكن الانفتاح الاقتصادي المقبل سيقلل من فرص التعليم الشرعي؛ لأن الطلب على خريجي هذه التخصصات وهذه الدراسات سيقل بكثير، وهذا لا شك سيؤدي إلى قلة الإقبال على التعليم الشرعي، وسيطرح أيضاً تحدياً من نوع آخر.
و ــ تطور الاتصالات : في عصر الاتصالات والمعلومات.و تمكّنا من الوصول إلى أقصى نقطة في العالم ونحن قعود في أماكننا لا نبرحها، فالعملية لا تتطلب أكثر من الضغط على أزرار معدودات ، أو نقرات بسيطة .واستطعنا أن نحصل على المعلومات والتقارير والأبحاث ونتائج الدراسات والرؤى والآراء بيسر وسهولة .واستطعنا أن نجري حوارات كثيرة عبر القنوات المفتوحة والمتاحة ، فذابت بعـض الفواصـل والعقد والخلافات والرواسب بين البشر
ثالثاً : دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة :إن كل ما تقدم يقودنا إلى تحديد أهداف المدرسة الحديثة في القرن الحالي والتي سوف تسعى إلى تحقيق مستوى تعليمي متميز في اللغات والعلوم والرياضيات وعلوم البيئة والحاسوب بمفردات تتعامل مع عصرالعولمة والمنافسة وسوف تشكل إضافة حقيقية لتطور المجتمع نحو الأفضل, من خلال امتلاك المعارف والمهارات في هذه الميادين وتسخير ما يكتسب لمنفعة البلاد بما يمكنها من الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على الآخرين, .والسعي في طريق الجدية والتفوق0 ولما كان التفوق يرتبط في الأساس بوسائل وأدوات عصرية لذا لابد من تشييد المدرسة الحديثة بما يساعد في تحقيق التطور.تحقيق الانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال دراسة أهم الثقافات العالمية واتجاهات المناهج ، وأن يقف الطالب على المنطلقات والعوامل التي تجعل هذه المجتمعات تنحو هذا النحو بما يجعل الطالب يفهم هذه الثقافات بما يساعده على التعامل مع أفرادها بطريقة صحيحة وسليمة
وسوف يكون أمام العملية التربوية تحد قوى عليها مواجهته بالفكر والاجتهاد والمبادرة، ولن يتحقق ذلك إلا بتوظيف التكنولوجيا كوسيلة للتقدم .
كما تهدف هذه المدرسة إلى تهيئة الفرصة أمام التلاميذ الموهوبين لتنمية صقل مواهبهم وقدراتهم العلمية والأدبية والثقافية والفنية،وتمكن الموهوبين من الانطلاق بقدراتهم في إطار نظم وبرامج تستثمر إمكانياتهم المتميزة وترعاهم لكي يكونوا مبتكرين ومبدعين0وكل ما سبق سوف يساهم بلا شك في تحقيق أهداف التعليم في المجتمع0
وتهدف المدرسة إلى تعزيز دافع الانتماء والولاء للوطن العربي والإلتزام بتعاليم الدين الإسلامي في كافة أمور الحياة .
الأدوات والوسائل التقنية في المدرسة العصرية :
إن المدرسة يجب أن تتسم بالسير على قدم وساق مع أحدث التطورات العصرية والتكنولوجية ،حيث إن الهدف من التكنولوجيا الحديثة هو تحسين آلية التعليم وإيجاد مصادر متعددة ومتطورة قريبة من التلميذ تكفل نقل العلاقة بين التلميذ والمعلم من مرحلة الحفظ والتلقين إلى مرحلة المشاركة والمبادرة،ليصبح المعلم محاورا وموجها ،والتلميذ مشاركا ومبادر وعندما يعمل الطرفان في مناخ يوفر لهما ما يعرف بالمعمليات والتجريبيات،فان المعلم يستطيع إن يعطى ويقدم أفضل ما لديه والتلميذ بدوره يتجاوز حــالة الرهبة من التكنولوجيــا،وان يكتسب المزيد مـن المهارات والخبرات التي تساعده في تحليل المعلومات وتوظيفها في الاتجاه الصحيح0 وفى هذا المناخ المتفاعل تنمو المهارات وتظهر المواهب0ويظهر دور عمليات الدمج بين المستخدم للجهاز(المعلم أو الطالب) وبين الجهاز، والى أي مدى حققت المدرسة تقدما وتؤدى دورها المطلوب0ويأتى دور اللغة المشتركة بين المشاركين في العملية التربوية من خلال الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة0ولاشك أن إصدار ونشر المناهج التعليمية على اسطواناتcd يوطن فكر تكنولوجيا المعلومات في المجتمع و يتيح ذلك الفكر تحقيق التواصل العلمي و التقني وعمليات التطوير المستمرة التي تؤدى إلى الوصول إلى مستوى راق للعملية التعليمية يواكب التطور المحلى والعالمي ، ويدعم اللغة العربية والثقافة الإسلامية بين التلاميذ في كل مكان .
المنهج والكتاب المدرسي:سوف تظل المدرسة الحديثة على اهتمامها بالتحصيل الدراسي، إذ ستتشعب الدراسة النظرية في مجالات متعددة كالعلوم والرياضيات واللغات الإنسانية و المواد الاجتماعية بالإضافة إلى بحث المشكلات الاقتصادية والمدنية ومن الأمور المهمة التي تساعد على الارتفاع بمستوى التحصيل الدراسي التوسع المتوقع في توظيف المعينات
السمعية البصرية في قيادة العملية التربوية داخل غرفة الصف وخارجها0 بالإضـافة إلى الاستغلال الأمثال للمخترعات الحديثة التي تتجلى في الشبكة الالكترونية و غيرها من تقنيات المعلوماتية التي يحتاج إليها تعليم الأعداد الكبيرة من الطلاب،لينال أكبر عدد منهم فرصة تلقى العلم على يد أفضل المعلمين،كما لابد من استخدام الثقافة التكنولوجية الحديثة في مجالات التعليم المختلفة،ومن الأهمية إجراء التجارب العلمية معتمدة أفضل الطرائق الحديثة للتعليم الذاتي التي تنادى بتقسيم التلاميذ مجموعات متجانسة أو غير متجانسة00أما الاهتمام الكبير فيها فسوف يتركز حول العلوم والرياضيات واللغات الإنسانية والعلوم الثقافية الاخرى0وسوف يبرز الكتاب الالكتروني الذي يشبه الكتاب العادي لكنه يتضمن شاشة عرض بدلا من الورق ،بحيث يمكننا وصل ذلك الكتاب بالحاسوب وشحنه بكتاب أو مجموعة كتب عن طريق مواقع متخصصة في شبكة الانترنت، والكتاب الالكتروني على منافسة الكتب الورقية مازالت ضعيفة حاليا،لكن التطور السريع الذي مكن إدخاله عليه قد يجعل منه منافسا جديدا للكتاب الورقي، ومن ثم يؤدى إلى التطور الواقعي للمدرسة التي ستتجاوز التقنية بمعلوماتها أسوارها،لتمد جسور التواصل الفعال بينها وبين البيت عبر الشبكات الحاسوبية التي تتسم بطابع شمولي ،وتسجل حضورها في مناحي الحياة المختلفة مما يدفع بالفعاليات لتطوير النظام التربوي و الإدارة المدرسية .
يجب أن تحرص المناهج على نقد وتحليل مظاهر العولمة وأحداثها وتطوراتها وأساليبها وعوارضها وآثارها من خلال دراسة عقلية عميقة توضح إيجابياتها وسلبياتها وما يمكن أن تحدثه في الفرد والمجتمع وأن تقوم المناهج بدور فاعل في بناء الأفراد بناءً ذاتياً متمكناً بغرض زرع الثقافة الوطنية بجوانبها السليمة والصحيحة في نفوس النائشة من خلال إقناعهم بها وعرضها بصورة مشوقة وإقناع النائشة بمزايا الدين الإسلامي وصلاحيته للبشرية جمعاء ، بحيث يصد هذا الإقناع ما يخالفه من تصورات ومبادئ وما يتعرض له من هجمات وتشويه
نظــام التقــويم والامتحانات:سوف يجد رجال التربية الفرص المناسبة في المدرسة الحديثة لتطوير الاختبارات التي تأخذ شكلا شموليا ربما يكون أكثر صعوبة للوهلة الأولى ،فستتناول الاختبارات مختلف الجوانب النظرية والعملية والنفسية والجوانب الإبداعية لغرض قياس التحصيل العلمي، وتبرمج لذلك الغرض القياسي اختبارات متعددة الجوانب والمجالات، تدخل إلى شبكة الانترنت على شكل بنك الأسئلة، وسيكون بمقدور التلميذ دخول هذا المبنى خلال أيام السنة وسيخضع للاختبارات المقررة عبر الحاسوب دخولا إلى شبكة الانترنت للإجابة عنها نظريا إلى جانب اختبارات مخصصة للمهارات العملية والنفسية، فبذلك يمكنه التقدم للامتحانات المقررة للمدرسة الثانوية في عامين بدلا من ثلاثة أعوام وربما أقل،فلا حساب لعدد السنين التي سيقضيها التلميذ في المدرسة، فبقدر ما يحقق من إنتاج تحصيل ونتائج طيبة يستطيع أن يتجاوز المراحل التعليمية وسيكون بإمكان الطالب العربي في – أمريكا- مثل الحصول على الشهادة الثانوية حسب منهج بلده، وذلك عبر شبكة الانترنت0
ولقد اهتمت الدراسات الحديثة بإكساب المعلمين مهارات استخدام نظام الوسائل فائقة التدخل في تصميم البرامج التعليمية وبناء الاختبارات التحصيلية 0
مدير المدرسة :
نظرا لأن إعداد النشء للعيش في مجتمع بالغ التعقيد مثل مجتمع العولمة أمر شاق ومهمة بالغة الصعوبة شائكة المسار لهذا لابد أن يعد مدير المدرسة إعدادا تربويا يهيئه لتولى الإدارة التربوية للمدرسة،لأن التحديات التي ستفرزها مفاهيم العولمة في ظل عصر المعلوماتية،وفعاليات الحضارة الرقمية تمثل تحديا كبيرا،لذلك نرى أن تتوافر في مدير المدرسة الشروط الآتية:
زيادة الحصيلة العلمية واغناء ثقافته للإحاطة بكل ما يعتمل في المجتمع اليوم من علاقات إنسانية وحراك اجتماعي، إلى جانب التميز في فهم فنيات إدارة المدرسة بوصفها وحدة إنتاج للموارد البشرية0
-إعداده الإعداد المتخصص الوافي ليصبح الرائد التربوي في بيئته من الناحية المهنية والثقافية على السواء0
- برامج إعداد المدير سوف تعده لتنظيم الأبحاث الإجرائية لتحسين الممارسات الصفية، التي يحرص على تولى تنفيذها بنفسه
-سوف يوجه توجيها خاصا يتناول الإدارة الديمقراطية من حيث أصولها وآليات (ميكانيزمات) الفعل التربوي، حتى تتولد لديه القناعة الذاتية بأن الإدارة الديمقراطية هي الأفضل، وأن ممارسة فعالياتها هي الأسمى0
-سوف يشترط في مدير المدرسة ممارسة التدريس الميداني لأكثر من عشر سنوات على الأقل بالإضافة إلى دورات متعددة في مجال التدريب المستمر
المناخ المدرسي :
يجب أن يتسم المناخ المدرسي بالحيوية والفاعلية ويكون مركز إشعاع ريادي تربوي تنموي في البيئة من خلال تلبية الحاجات الملحة للإنسان العربي، وهذه المدرسة تكون ورشة عمل للتنمية البشرية . بالإضافة إلى ازدياد عدد المعلمين الباحثين في هذه الفترة بالذات عن أعمال إضافية فضلا عن الحاجة الملحة إلى رفع مستوي الثقافة والتعليم ويجب على المدارس مواكبة حالة تفجر المعرفة الإنسانية واتساع آفاقهاأن المدرسة سوف تكون بمثابة ورش عمل لتدريب التلاميذ بحيث تظهر بها أنشطة أخرى تتمثل من طريقة التعامل مع الروبورت المطور المتعدد الأغراض مثلا وفي صيانة أجزائه وفي توظيفه على علاج مشاكل التلوث ومتابعة الرحلات الفضائية والأجرام الفضائية وظيفة الحياة بها كما سيتم تدريب التلميذ على التفاعل مع مراكز المعلومات التي ستكتسب أهمية خاصة في المستقبل الاهتمام بالقدرات الجماعية تعين هذه المدارس على إنجاز أهدافها بنجاح من خلال استخدام الحكمة والبصيرة والحدس والخبرة إضافة إلى استقلال ما تملكه المدرسة من معرفة ومهارات . وهذا الذكاء يغطي مجالات مشعة مستوحاة من ذكاءات (جاردنر) هي ذكاء سياسي ، ذكاء استراتيجي ، ذكاء أكاديمي ،ذكاء تأملي ،ذكاء تعليمي ،ذكاء الهيئة التعليمية ،ذكاء عاطفي ،ذكاء روحي ،ذكاء أخلاقي، بحيث توفر هذه الذكاءات للمدارس شيئا مشابها لما تستعمله السيارة من محروقات وماء وزيت لكل منها وظيفة مميزه إلا أن عليها أن تعمل معا كي تضمن نجاحها، والذكاء وفق هذا المفهوم يطبق ما الذي يحدث في الواقع وما يمكن أن يبقي عليه من تعلم وتحسن
ولابد من توفير المناخ المحيط الذي يتعامل مع هذه المدرسة من مؤسسات تغذي المدرسة بكل ما هو جديد ،وأولياء أمور تتفهم الدور الجديد للمدرسة وتتفاعل معه ومسئولين وخبراء تربويين يوجهون الأداء ويقومون بكل الأدوار المرتبطة بالمدرسة العصرية وسوف تساهم مجالس أولياء الأمور في المدرسة والبيئة المحلية ولا نكون مبالغين في تصورنا إذا قلنا إن التقريب بين المدرسة والبيئة والروابط بينهما في عمل مشترك لحل المشكلات الملحة في عالم التربية من الأعمال المهمة في المجتمع لذا سوف نجد مدير المدرسة العصرية يستعين بنفوذه ووقته وبراعته لمساعدة هذه المجالس حتى تؤدى المهمة المخصصة لها وما من جهد يبذله المدير في عمله يكون أكثر نفعا للتعليم من الجهد الذي يبذله لتحسين العلاقات بين البيئة والمدرسة من خلال مجالس الأسر ، ومن المجالات المتوقعة والمقترحة للدراسة ما يأتي :
•تقويم البرنامج المدرسي والتأكد من أنه يرضي حاجات التلاميذ.
•تقويم البناء المدرسي لتقرير ما إذا كانت مرافقة على ما يرام ؟
•دراسة القيم الخلقية التي يتلقاها التلاميذ .
•دراسة ألوان النشاط الترفيهي والاجتماعي التي تعهد بها المدرسة والبيئة للشباب .
•دراسة تشغيل التلاميذ وتنفيذ المشاريع التنموية في البيئة .
•دراسة مشكلات التلاميذ في البيئة .
•دراسة أصول تدريب الشباب وإكسابهم العادات النافعة في المجتمع .
كل هذه المهام تجعل المدرسة مركز إشعاع في المجتمع وتنمي الانتماء والولاء لدى طلابها .
الأبنية المدرسية
تقوم هذه المدرسة على أساس الملاءمة بين أبنيتها والبرامج التعليمية المطبقة فيها بحيث يكون البناء كبير ليضم إمكانيات وتجهيزات أفضل وبخاصة في العلوم والمواد العلمية متجاوزة في ذلك اعتقاد بعض المربين والمنظرين التربويين أن البيئة المادية للتعلم ليست مهمة للمتعلم وعلى هذا فإن أبنية المدرسة يجب أن تكون جميلة ومريحة تحوي وسائل الأمان اللازمة للمحافظة على أرواح العاملين فيها و يتيح للتلاميذ ممارسة النشاطات المختلفة وتهيئ فرص تنفيذ البرامج التعليمية المستقبلية في ظل الحضارة الرقمية وفعاليات عصر المعلوماتية تلك التي سوف تخطط وتنشأ من خبراء يدركون قيمة السهولة واليسر في الاتصال والتنقل وجمال الشكل والراحة النفسية في مثل هذه الأبنية العامة وأثر ذلك كله في نفسيات الأطفال وفي البرامج التعليمية المطبقة فيها.
وفي تقرير الفالون (1997 ) FALLON أكد على أهمية التكامل بين شبكة الانترنت والفصول الدراسية وتفهم الإدارة التعليمية والمعلمين والتلاميذ لدور الشبكة من خلال توصيل المكتبات بالفصول الدراسية ثم توصيلها مباشرة بالشبكة وتطوير المناهج الدراسية بحيث تتضمن أساليب التعامل والاستفادة من شبكة الانترنت وتزويد الفصول بالأجهزة الحديثة ووحدات الاتصال الحديثة والمناسبة للمناهج الدراسية، لذا يجب التفكير في تجهيزات الفصول ووحدات عرض المعلومات ووحدات الاتصالات وشاشات العرض وتوصيل شبكة الانترنت للفصول والربط بمراكز المعلومات وتحديد طرق استخدام تلك الأجهزة في الفصل المدرسي في التعلم الجماعي أوفي مجموعات صفية أو التعلم الفردي أو مناسبة عدد الطلاب في الفصول الدراسية للممارسة الأنشطة وإجراء المناقشات وتهيئة بيئة التعلم من حيث الإضاءة والتجهيزات الصوتية ودرجة الحرارة وتحديد الإشكال المختلفة لجلوس الطلاب داخل الفصل الدراسي في أنماط مختلفة بشكل مستقل أو على هيئة أزواج أو مجموعة صغيرة أو كبيرة وذلك من أجل مشاهدة أفضل للمواد التعليمية المعروضة ومناقشة ما يعرض عليهم.
ويجب أن تهتم المدرسة بالمكتبة باعتبارها المحور الرئيسي للتعليم الرقمي ويجب أن تستحوذ مساحة كبيرة من حيث الحجم والاهتمام للعملية التعليمية حيث يستفيد منها الإداري والمعلم والتلميذ.
دور المعـلـم :
أملا في أن تكون المدرسة هي الحاضن التربوي الذي يتشكل فيه التلميذ وينمو وفق معايير تربوية تظلل الحياة المدرسية لبناء جوهر الإنسان الداخلي القادر على التصدي لواقع الاغتراب في الشخصية العربية المعولمة تلقى الضوء على دور المعلم في هذه المدرسة آخذين في اعتبارنا التطورات التربوية الهادفة إلى مواكبة التدفق المعلوماتي الذي ستكون علية المدرسة حيث الإعداد الضخمة التي ستتزايد يوما بعد يوم الأمر الذي بجعل لزاما على المعلم أن يقدم نوعا من التعليم التقني الذي يضمن بناء النسيج الفكري للإنسان العربي، وأهم ما ينبغي أن يراعيه المعلم أن يحقق التوازن بين الكم والكيف في محاولة جادة لترسيخ القيم الحقيقية الأصيلة التي تشتمل عليها مقررات الدراسة فالتعليم الجيد في هذه المدرسة هو أن يتعلم الطفل ما يعيشه على أن يستهدف المعلم دوما تشجيع وتنمية الحياة المتحضرة التي نبتغيها الطالب. ومما لاشك فيه أن القهر والتسلط ينالان من جوهر التلميذ الإنسان ويعرضان إرادته وعقلة ونفسه للمصادرة مما يعوق نموه بشكل إيجابي، لهذا يجب على المعلم أن يعمل جاهدا على أن يتجنب الطفل هذه المكونات الأساسية المثيرة للألم النفسي ويبذل قصارى جهده في مجالين اثنين هما:
1.توجيه النشء في عصر الانتقال السريع والحضارة الرقمية وعسكرة الفضاء إلى الاعتزاز بثقافته العربية وحضارته الإسلامية .
2.التأكيد على أهمية الخدمات النفسية والتوجيه المعنوي وبخاصة مع تعقد المناهج الدراسية وتغير أهداف التعليم.
ويجب أن يظل المعلم مهموما دائما بتنمية الجوانب النفسية والاجتماعية التي تعمل على تهيئة المناخات الملائمة لحياة ذات طابع مستقر يعيشها الطفل ويتعلم من خلالها ما يعيشه وفي هذا المناخ يتعلم الطفل الثقة بنفـــسه وبمن حوله والتسامح والأناة والرضا والقناعة والمساواة والعدالة والأمانة فتسري في نفسه الطمأنينة والأيمان وحب الناس والعالم من حوله كما يجب أن يهتم بدعم سبل التواصل الاجتماعي. وفعاليات تكوينها جميعا لتزويد تلاميذه بالمهارات الاجتماعية المختلفة التي تساعده على تحقيق التوافق والانسجام الاجتماعي وللمعلم في مدرسة المستقبل مهام فريدة تتطلب إطلاق الطاقات وتجديدها وتنمية الذكاء والتحكم في السلوك والمناقشة والإنتاجية والايجابية وينبغي أن يكون صاحب عقل قيادي يستوعب التناقضات والتعقيدات والغموض وكل ما هو غير متجانس وغير منسق، عقل ملئ بالأفكار المتجددة من أجل الوصول إلى الأهداف المحددة. إن إعداد النشء للحياة في مجتمع بالغ التعقيد مثل مجتمع العولمة أمر شاق وبالغ الصعوبة وينبغي أن
يحرص المعلم على مواكبة هذا المجتمع باذلاً كل الجهد لتحقيق ما يلي :
* التطوير المهندي والتعليم المستمر .
* زيادة الحصيلة العلمية وإثراء ثقافته للإحاطة بكل ما يعمل في المجتمع من علاقات إنسانية وحراك اجتماعي.
* المشاركة في تقويم البرنامج الدراسي والتأكيد من أنه يرضى حاجات التلاميذ.
* التأكيد على غرس القيم الخلقية الايجابية لدي التلاميذ التي تحقق لهم النمو السوي وتكسبهم القدرة على التمييز بين الصالح والطالح.
* دعم وتنمية ألوان النشاط الاجتماعي والترفيهي بالمدرسة.
* تشجيع الشباب على المشاركة في المشاريع البيئية التنموية.
وفي مواجه مشكلات الطفرة التكنولوجية يجب أن يكون المعلم صاحب نظرة أكثر عمقا يستشعر الضغوط ومواقف الإحباط ويستطيع بمهاراته وكفايته استثمار الوسائل المتاحة لتهيئة مناخ الصحة النفسية والارتقاء .
إن المعلم الذي هو جوهر العملية التربوية ينبغي أن يكون قادرا على الانفتاح على كل جديد في مرونة تمكن صاحبها من الإبداع والابتكار في عصر علم فريد يحتاج برغم تقدمه ورفاهيته إلى اتجاه إنساني يؤكد على الإنسان بالدرجة الأولى الأمر الذي يجعلنا نقرر أن هذا العصر هو عصر العلم الإنساني وفي ذات الوقت هو عصر وجوب السيطرة على المستقبل، في اختيار رشيد لصورة هذا المستقبل قبل حلوله.
نستخلص مما سبق أن المدرسة في عصر العولمة سوف تصبح وحدة إنتاج موارد بشرية مركز أشعاع تربوي وريادي تنموي في البيئة المحلية أو عملا مثيرا مملوء بالتحديات تتضمن قدر كبيرا من المرونة والتكيف لتنفيذ الريادة الحقيقية لمدير المدرسة الذي سوف يكون المحرك الأول للنظام الذي يسير وحدة إنتاج الموارد البشرية فيكون المدير القائد التربوي والتنموي، وأن المسؤوليات التي لابد أن تجلبها هذه الريادة هي قطعا هائلة والتنبؤ بما سوف يجلبه المستقبل للمنهج وما سوف تكون علية تنظيم المدرسة بوصفها وحدة إنتاج للموارد البشرية وإداراتها لا يمكن إن يتم على أية درجة من الثقة ما لم يكن المدير مؤهلا لعملة خير تأهيل ومقبلا على تحمل مسؤولياته بروح طيبة ولديه الرغبة الذاتية لمواجهة تحديات المستقبل لإقامة دعائم تعليم مدرسي إنتاجي متطور وراق.
التوصيات:
من خلال عرض سمات وتحديات المدرسة نوصي بالآتي:
1 ــ أن يكون هدف التعليم هو تخريج أجيال من المثقفين القادرين على العمل في مجال التنمية
2ــ يجب الاهتمام بعقد دورات ورش عمل تدريب للمعلمين والمديرين تدور حول توظيف عصر العولمة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مجالات التعليم المختلفة ، وتنمية فهم أعمق للمجتمع والمتغيرات العالمية المعاصرة .
3ــ ضرورة توفير الخدمات التي تقدمها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالفصول الدراسية مما يتطلب معه إعادة تنظيم وتجهيز قاعات الدراسة بحيث تتيح الفرص أمام التلاميذ للاستفادة من تلك الخدمات في دراستهم.
4ــ همية تجهيز المكتبات التعليمية بخدمات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات لتصبح معلومات شاملة مما يساعد على الاتصال بها والدخول منها إلى المكتبات العالمية عن بعد.
5- ضرورة إعداد برنامج تعليمي متكامل في المعلوماتية يهتم باستخدامات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التعليمية وتدريسه بمراحل التعليم العام.
6- الإهتمام بالتعليم التعاوني والتعلم الذاتي والتعلم الاستكشافي بالمدرسة .
7-الإهتمام بغرس مبادئ الدين الإسلامي والثقافة العربية في نفس الطالب في تعزيز هويته وترسيخ قيمه الأصيلة في مواجهة أي تحديات خارجية
المراجع
1ـ أحمد ، عزَّت السَّيد(1993): النِّظام الاقتصادي العالمي الجديد؛ من حرب الأَعصاب إلى حرب الاقتصاد ـ مكتبة دار الفتح - دمشق - م- ص 83.‏.‏
2 ـ الجابري محمد عابد ، (1998) عشر أطروحات حول العولمة والهويَّة الثقافيَّة
ضمن صحيفة: السَّفير ـ بيروت ـ عدد 24 / 12 / 1998م.‏
3ـ الشرهان، جمال عبد العزيز (2016)، الكتاب الالكتروني ،المدرسة الالكترونية المعلم الافتراضي. مطابع الحميضي، الرياض
4 ــ الضبع، ثناء يوسف وجاب الله ، منال (2016م ) المدرسة العصرية بين أصالة الماضي واستشراف المستقبل ، ندوة كلية التربية جامعة الملك سعود ( مدرسة المستقبل)
5 – الطاهر ،شفيق ، (1999)العولمة واحتمالات المستقبل،مجلة دراسات، العدد الأول .
6ــ المعيقل ، عبد الله بن سعود (2016) العولمة والمناهج الدراسية ، مجلة المناهج ، العدد الثالث .
7 ـ الغريب ، زاهر إسماعيل (2016)، تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الحديثة بالتعليم. المؤتمر العلمي السنوي التاسع، التربية وتنمية ثقافة المشاركة وسلوكياتها في الوطن العربي، كلية التربية، جامعة حلوان.
8- حمدي ، مصطفى (1997) العولمة؛ آثارها ومتطلَّباتها ـ ضمن كتاب: العولمة؛ الفرص والتَّحدِّيات ـ إدارة البحوث والدراسات ـ أَبو ظبي
9ـ خطيب، علي عبد اللطيف 2016، مدرسة المستقبل، العدد 294 ـ شوال 1421 هـ ص 92 ـ 98.
10ـ عفيفي، صلاح سالم و علي، عبد الله (1999)، مشكلات وقضايا تربوية
معاصرة ط 3، دار الأندلس للنشر، حائل، المملكة العربية السعودية .
11ـ عفيفي ، محمد الهادي (1997)، استخدام تكنولوجيا المعلومات لتعزيز عملية التدريس والتعليم . المؤتمر العلمي الخامس للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، مستحدثات تكنولوجيا التعليم و تحديات المستقبل، كلية التربية جامعة الأزهر، 21 ـ 23.
12ـ مارتن كانوري وآخرون (1996): التربية والكومبيوتر. ترجمة: حسين حمدي الطوبجي، المنظمة العربية للتربية والثقافة، إدارة التصنيفات التربوية، تونس.
13 ــ ميشيل ، غادة ، (1997) المستقبل العربي وتحديات العولمة ، مجلة المعرفة ، إدارة الثقافة ، العدد 410 ، نوفمبر .
14 - ولندزمن ، جوارد (1988) الشخصية السليمة، ترجمة حمد الكربولي، وموفق الحمداني، بغداد، جامعة بغداد كلية الآداب.
15ـ تقرير وزارة التربية والتعليم، القاهرة 97 / 9 / 2016.
16ـ وثيقة إعلان العقد التالي لحماية الطفل المصري ورعايته 2016/ 2016 ص انتهى البحث
اطلب من الله انني قد وفقت وارجوا منكم الدعاء بقلم: محمد خريف



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

-التعرف على أهم مخاطر العولمة على الشباب العربي؟؟؟
عندي تعليق اهم خطر على الشباب حسب رايي الخاص هو الفيايسبوك هذا رايي انا فقط لانني كنت مدمنة عليه و بصعوبة تخلصت من الادمان عليه و طبعا هذا بفضل والدي و منتدى الجلفة اللي نساني فيه صدقوني كنت لا اصبر عليه و لو لدقيقة لا افارقه الا ليلا و في ساعة متاخرة من الليل و اصحو و اعود اليه
و شكرا لك اخي على الموضوع الاكثر من رائع
تقبلو مروري

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :