عنوان الموضوع : الحديث بين المرأة والرجل على الفيس بوك قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله

إخوتي الكرام , كتبت هذا الرد على سؤال يناسبه - والله أعلم - ,
وأردت أن أضعه هنا للفائدة والنقاش :
إن الله تعالى أراد من أحكامه تحقيق الحياة الصالحة , سواء سعد بها الإنسان أم لا ,
لأن السعادة أمر نسبي , فقد تكون سعادة المرء فيما يهلكه ..
ومن هذه الأحكام حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء ,
وحرمة الحديث بينهما إلا بقول معروف مضبوط بضوابط تبعده عن الإثارة والفتنة
وعن خوف ارتكاب المحظور , ومن حام حول الحمى يوشك أن يواقعه .. والتباسط في الحديث هو المحرم ..


بداية ..
كون الرجل أكبر منها بـ 40 سنة لا أثر له في أن تُحفظ هذه العلاقة بعيداً عن المحظورات ,
وكونها طالبة جامعية أيضاً لا تأثير له ,
فالرجل والمرأة ما اجتمعا إلا كان الشيطان ثالثهما ..
[والرجل مع المرأة الأجنبية عنه ليس برجل ,
ولو علمت الشريعة أنه رجل لسمحت لها بمخالطته ( صادق الرافعي ) ]
فليكونا طالبة وأستاذاً , شيخاً , عابدة وزاهداً ... إلخ هما رجل وامرأة في النتيجة .. -
لا ينبغي - أيضاً - الوقوف في الحرص عند الفتاة ,
فالرجل أيضاً ولو كان عجوزاً يخشى عليه الفتنة ,
وقد تكون مصيبته في هذه الفتنة أكبر , فلنرحمه كما نرحمها ,
وقد حكى الشيخ علي الطنطاوي عن شيخ كبير وقع بحب فتاة ,
فمكث ليالي يتوجع من قلبه حتى برحت به الأسقام والعلل ..

طيب .. ولكن هذا الكلام كله قد يرد عليه أنه من الممكن
أن هذه العلاقة ليس فيها شيء من هذا ولا ذاك ,
فهي في النصح و الإرشاد وما إلى ذلك ..
والجواب :
إن الذي يحدد الصح من الخطأ هو السلوك وطبيعة الكلمات وماهيتها ..
سواء على الفيس بوك أو على الهاتف أو غيرهما ..
فالحديث بين الرجال والنساء مشروط بان لا يكون فيه فتنة أو تغرير أو إثارة
من كل من الرجل والمرأة , وأن لا يكون فيه خضوع في القول من المرأة ,
ونعبر الآن عنه بعدم رفع الكلفة ,
وأهم ضابط فيه أن يكون له سبب ..
فلتراسل هذه الفتاة هذا الناصح عشر مرات من أجل سبب مهم وقوي ,
فليس في ذلك مشكلة أو حرمة , لأن وجود السبب يبعد الشكوك والظنون المفضية إلى الفتنة ,
فيقول الرجل :
راسلتني بسبب ,
وكذلك المرأة ,
أما المراسلة بدون سبب فهذه تفتح باب المباسطة المؤدي إلى المودة ....
ولتكتب له مائة كلمة من أجل ما تريد ,
ولكن لا يجوز أن تكتب له كلمة واحدة لا ضرورة لها ,
ناهيكم عن أن تكون ملاطفة أو فيها معنى قد يحرك النفس .. فكلمة أخ كريم .. أخ فاضل ..
تثير الشعور بالاحترام ..
بخلاف كلمة عزيز .. غال .. وما في معنى هذا ..
وخطاب الجمع أولى من خطاب المفرد ..
والدعوة بجزاكم الله خيراً أفضل بكثير في هذه الحالات من أشكرك ..
فضلت علي .. وما في معنى ذلك ..
{ بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره }
وتقوى الله ,ومراقبة الإنسان لكل كلمة تصدر منه هو الذي يعصمه من التردي ,
أما الخبث الصادر عن وسوسة الشيطان
بما يرضي هوى النفس هو الذي يجر الإنسان إلى المهالك ..
وقال تعالى : { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات } .
والطيب المقصود هو تقوى الله بالنسبة إلى الجنس الآخر ,
والتقوى المقصودة ليست طيبة القلب وإنما تقوى السلوك والحركات والكلمات والنظرات ..
ومن هذا كله ينبغي على هذه الفتاة السائلة
أن تضبط سلوكها وكلماتها تماماً بالتقوى وضمن الحاجة ,
والحاجة فقط .. أضرب مثالاً على ذلك بحكم فقهي :
في النظر إلى المخطوبة عند إرادة خطبتها وأنه يجب أن يكون للحاجة ,
فإن نظر وقرر أنه لا يريدها فلا يجوز تكرار النظر ,
أو قرر أنه يريدها فلا يجوز له تكرار النظر إلى عقد القران ,
أما إن لم يقرر فله أن يكرر لعشر مرات ولعشرين أيضاً ,
ذلكم أن النظر ضمن الحاجة هو ما أباحه الله ,
وهذا النظر المباح لن يرديه في فتنة أو مفسدة ..

ليخفق قلب رجل من أجل امرأة مائة مرة فلا إثم عليه ,
ولكن أن يقول لها كلمة تفسد قلبها فسيكون آثماً ومتعدياً على حرمات الله ..
ليخفق قلب امرأة من أجل رجل مائة مرة فلا إثم عليها ,
ولكن أن تقول له أو تظهر له شيئاً من إغراء فستكون آثمة ومتعدية على حرمات الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل )
ولذلك على المرء أن يعصم نفسه قدر الإمكان من التواصل مع الجنس الآخر على الخاص ,
ويكون التواصل مضبوطاً على العام ,
فإن أوقعه الله في شيء من هذا فما عليه إلا سلوك الطريق الذي يرضي الله إن أمكنه ذلك ,
وإلا فالتقوى واللجوء إلى الله ليعصمه ,
وليبكِ في الليل فقط .. فلم خلق الله الليل ؟
أليس من بعض فوائده أن يبكي فيه العشاق ؟
فلا يصدعون رؤوسنا نهاراً بل ينصرفون إلى أعمالهم ,
ويعصمهم تقواهم من الانجراف وتعصمهم مروءتهم من البله والعته ...
أتمنى أن يكون فيما كتبت فائدة , وأعتذر للأطالة بارك الله فيكم



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك أخي على الموضوع...........و ان شاء الله يلتزم الجميع بهذه النصائح...........جزاك الله الجنة.......

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

ســــــلام
في الماضي كان ما يسمى ب **الحب العذري**لكن...
اين نحن منه الآن...واين الاحترام فينا؟
بل أين الاخلاق فينا؟؟

موضوعك فتح أهم الابواب واهم القضايا التي نعيشها ونعايشها
وأتمنى أن نأخذ بهذه النصائح علنا نعيد للأمة أخلاقها ...
موضوع في القمة ...سلمت أناملك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

انت على حق مسشكور

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

الله يحفظك اخي على الموضوع الاكثر من رائع لما فيه من المنفعة والنصائح المفيدة
جزاك الله الجنة


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

مع الوقت سيكون الشرط في انهاء عقد الزواج
انهما متربطين في الحاله الاجتماعيه في بروفايل الفيسبوك