شاء القدر ان يكون للعرب نعمتان محسودون عليهما من طرف كل الامم الاخرى (الاسلام و البترول)
لكن العرب اساءوا استعمال الاسلام بفهمهم الضيق له فتحول الى الى نقمة ، كيف ذلك ؟
اصبح العرب يفهمون الدين فهما لاهوتيا لا فهما عقلانيا او مقاصديا و ساضرب امثلة على ذلك.
لو خطب خطيب الجمعة قائلا ان مهر حوريات الجنة هو تنظيف افرشة المسجد ، في معنى حديث -1
الرسول(ص/ع/س)نرى المصلين يتهافتون في اخر الصلاة على الافرشة لتنظيفها باجود المنظفات(لو تعلم زوجته انه مهر لزواجه من اخرى ما ساعدته) بالمقابل لو طلب منهم ان ينظفوا الحي(ولا اظن الامام يفعل) ما استجاب احد ،وكان تعليقهم هذا شان الدولة او الحكومة او...
2-لو مرت فتاة تلبس لباس غير لائق في اعتقادهم لاوقفوا الدنيا و اقعدوها بالمقابل لو مر احدهم دون احترام اشارات المرور وبما قد يتسبب في قتل اشخاص لاعتبر شيء عادي ويمر بلا اكتراث من احد
3-يتكلم الخطيب على كارثة الا وهي دخول المرحاض باليمين و لا ينتبه الى دخول القضاء في حضن السلطة و من اسس الدين القضاء المستقل .
هذا هو الفهم اللاهوتي للدين .لا يعيرون لعلاقة الانسان مع الانسان اي اعتبار رغم ان كل الايات التي تنظم هذه العلاقة تتصف بصيغة الامر (ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها و اذا حكمتم......) (ان الله يامر بالعدل) (الامر بالمعروف و النهي عن المنكر...)
ان علاقة العبد بربه لا تستوي اذا كان مظلوما غير حر جاهلا فقيرا.... لذلك معظم الايات التي تنظم هذه
العلاقة فيها نوع من اليسر و مسحة من اللطف ذلك لانه لو كفر الانس والجن او امنوا ما انقصوا ولا زادوا الله شيئا ( ان الله غني عن العللمين)
اما البترول او الغاز قد اسيء استعماله كنتيجة لما سبق
اصبح العربي متخلفا لا يستحق من البترول الا دولاراته ليغرق في الترف او يستبد بتاجير روبوهات الامن بمال الشعب ليستفرد بالثروة و حاشيته
جعل منا شعوبا استهلاكية تستهلك ما لا تنتج
جعل منا نحطم بيوتنا بايدينا اين الأراضي الزراعية في الدول البترولية؟ اين الانتاج الزراعي
اضبحنا اسواق للسلاح و الغذاء تتنافس اصحاب الهمم على اراضينا ( الصين- امريكا- فرنسا-روسيا----)
حين تنتهي حضارة البترول و الغاز او ينتهي حينئذ سبنطبق علينا قول الله تعالى( اما الزبد فيذهب جفاء)
ولما تخلف سياسيا و اجتماعيا تهافتت عليه الامم الاخرى لتستغفله و تاخذ منه ثرواته وتكرس كل الوسائل الطيبة في ظاهرها الخبيثة في مقاصدها ليبقى العربي على هذه الحال . الامثلة كثيرة ساذكرها لاحقا.