عنوان الموضوع : قصة واقعية والله اغرب من المسلسلات المكسيكية
مقدم من طرف منتديات العندليب
........إنها فتاة لا تتجاوز السادسة عشر من عمرها لا تكاد تجلب انتباه أحد . قصيرة القامة ، ضعيفة البنية ، نصف متحجبة فخمارها يبدي جزءا من شعرها الأسود الفاحم .
قليلة الكلام كثيرة أو دائمة السكوت ، هادئة هدوء البركان الخامد ساكنة سكون أهل القبور .
عرفتها منذ عامين مع بداية العام الدراسي وفي كل يوم اكتشف وراء هذا البركان ما يفزع ويرعب ويجعل قلب الإنسان يرتعش ويحس بالرهبة وما يجعل الأسنان تصطك داخل الأفواه دون برد أو زمهرير .
وجدتها غارقة في طوفان الآلام متشحة بسواد حياتها البائسة التعيسة الباردة .تمدد السواد إلى ملامح وجهها الصغير فأحرقه بلفحاته المضطرمة ، وترك بصمات التعاسة والشقاء مرتسمة على هذا الوجه الذي غضنته يد الأحزان قبل موعد الشيخوخة بكثير وكأنها تستبق الزمن .
عرفت أنها لا تملك إلا أخا وحيدا ووالدا أبعدته الحياة القاسية عن ابنيه فهو معهم وغائب عنهم ملتهيا بأعماله يجري لاهثا وراء ضروريات الحياة .يأتي به الليل ليبعده النهار ...
أما والدتها فقد صفعتها الحياة بكف الغدر وطعنتها في أمومتها وسحقتها بأقدام عسكرية لا ترحم ؛ فغادرت بيت الزوجية تجر أذيال الهزيمة و الخيبة والانكسار، والعين تذرف الدموع ، واليد تمسك بالقلب المرتجف حتى لا يمزق الصدر ، ويكسر الضلوع ؛ ويذهب بها إلى حيث الردى يرفرف على النفوس ....
تعيش في منطقة نائية مع أسرة تتصف بالعنف ولا تعرف للحنان والشفقة معنى .
مع جدة عجوز أحنى ظهرها الزمن وقوستها السنون فأبقتها مكومة في جانب من جوانب البيت لا تتوقف عن الشكوى والأنين و التعليق والتذمر من كل شيء ...
وعمة جبارة عاتية حرمت الزواج والولد ، كرهت زوجة أخيها فحاربتها وقهرتها في ساحة الحياة وها هي الآن توجه حرابها ورماحها نحو الفتاة الصغيرة التي ما زالت تحت صدمة رحيل الأم ...وانشغال الأب وغدر الزمن ....
................................
إنها فقط البداية
القصة ما زالت لم تكتمل فمفاجآتها مذهلة تلعثم الشفاه ....
يتبع ان شاء الله....
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
سأتابع معكم بقية أحداث هذه القصة المأساوية التي يبدوا انه لا بداية لأحداثها ولا نهاية لها ...
عرفتني بها الأقدار التي وضعتها في طريقي . عرفت بعضا من الدوامة التي تعيش فيها وهالني حشد الأحزان التي ترزح تحت وطأتها ..
فقررت أن أمد لها يد العون والمساعدة لعلي بهذا أبعد شبحا مفزعا مريعا يطارد أيامها ويغشى لياليها ...
كلما اقتربت من عالمها ازداد خوفي منها على نفسي وخوفي عليها من واقعها من تماديها من كل ما حولها ....
عرضت عليها أخوتي وصداقتي لأرد لها أملا ضاع منها وأفتح لها بابا جديدا يمكنها أن تدلف منه إلى حياة أنظف وأنقى ...
لكن بدات اصطدم بصخور واقعها وأمواج بحرها المصطخبة التي لا ترحم ولا تذر ولا تبقي .....
الصفعة الأولى حين عرفت أنها تخالفني في العقيدة .... نحن على طرفي نقيض .... لكن تذكرت دعوة الأستاذ عمرو خالد للتعايش ....
وقلت لنفسي إن ديننا دين تسامح وعدل وتآخي وتواد وتراحم .... انه يدعوني الى عدم التخلي عن محتاج حتى أكفكف دموعه ولا عن تائه حتى أدله على الطريق وأرجعه إلى سواء السبيل ...
وانطلاقا من ديننا قررت الوقوف معها لأعلمها أن الدين الإسلامي خير الأديان جميعا دون تعصب أو إكراه ...
حاولت ان اكون خير أخت وصديقة ....لكن ........
.................................................. ...
يتبع إن شاء الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
........حياة الإنسان جزيرة في بحر من الوحدة والإنفراد صخورها شاهقة مدببة تتكسر على أسنانها الأماني والأحلام ...
أشجار حياتنا نغرسها ونرعاها لتكون أضغاث أحلام .
أما ما نظنه في حياتنا أزهارا ورياحين فليس سوى الهباء المنثور ...
حلمت بأنه بإمكاني هدايتها إلى الطريق المستقيم وإبعادها عن درب الضياع ...
أركبتها زورق النجاة لأنقلها إلى شاطئ آخر كله سلام وصفاء ونقاء ...
لكن أدركت حيرتها وترددها فهي تقدم خطوة وتتأخر بخطوات كلما أبصرت قارب النجاة ، أو لاحت في الأفق البعيد رابية من ذهب وألماس ،أو عنّت من بعيد تباشير ماء يروي الضمأ ...
كلما شعرت بقرب الفرج ............................................
ألقت بنفسها ثانية بين أيدي الضياع والفناء ...
انها جزيرة مستوحشة غامضة بأسرارها وخفاياها ...
تقول أنها فرحة بلقائي وأنها ترى في وجودي معها طوق النجاة الذي يبعد عنها طيف الألم ويزيح من طريقها مرارة البكاء والمعاناة ...
تقول أنها كسرت الصليب ونبذت الإنجيل ... ولكن لم تتقدم خطوة أخرى تشجعني على المضي قدما معها ...
أهديتها قرآني ونور عيني ومبراس طريقي وكل حياتي ...
فلم تحفل به واكتفت بوضعه مع هداياها ...
صنعت من خيالي ربوة من لؤلؤ وتبر اعتليتها ونظرت حولي فرحة بمشروعي ...وكنت كقائد فاتح كبير يدك القلاع ويحطم الحصون ليحقق النصر ويمتلك القلاع ... فجأة أجد قلبي يختلج اختلاج ظامئ في قفص من زمرد وجواهر لكنه خال من نبع فيه خرير ...
أراها تلوح بيدها وتقول أختي أختي ...فأقول لنفسي ....................
سأستردها وأرسم على شفتيها بسمة ضاعت منها يوم طلاق أمها وخواء البيت من حولها ...
يوم استفاقت على بيت بارد لا حرارة فيه ولا حنو ولا عطف مع جدة مهذار تحيط بها الأباطيل والخرافات ، وعمة كانت السبب في طلاق أمها وإسقاط جنينها ...
هذه المضغة التي كانت ستكون أخا أو أختا لحليمة ...
.................................................. .........
يتبع ان شاء الله ....
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
أحيانا أحس أنها شديدة الغموض شديدة التكتم لا تكاد تحدثني عن شيء إلا في اضطراب وتردد وكأنها سفينة تصارع الأمواج وهي بدون دفة ولا شراع ، ربانها التردد وميناؤها كهف موحش مظلم حالك السواد ...
وأنا أمام هذا الوضوح المغلف بالغموض التام أحاول أن أبعد سراجي عن الريح حتى لا تسطو عليه بإطفاء نوره .
أحيانا أمتلئ حماسة وأحس أنني عن قريب سأجني ثمار النصر وأكلل رأسي بالغار وأحمل باقة الورود في يدي التي كادت تحترق على يديها ...
لكن الصفعات تتولى لتنزلني من عرش الأحلام إلى ارض الواقع المر الذي يكبل هذه الفتاة ويشدها للتراب ...
فحياتها دمعة منحدرة بين الأجفان وابتسامة لا تكاد تستقر على الشفاه التي تعودت على الصمت والأنين ....
الصفعة الثانية حين أخبرتني أنها تتناول المهدءات وأنها أصبحت لا تستغني عنها ....
كان تأثير الصدمة علي شديدا جدا ....المخدرات ؟ كيف لفتاة عاقلة أن تفعل بنفسها هذا الشيء المهين الكرامة البشرية المدمر للنفس التي حرم الله قتلها ؟ أليس هذا انتحار بطيء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم أتمالك نفسي عدت للبيت منهارة أحس بإرهاق وقلق ...هل أبتعد عنها ؟؟ إنها تعتبرني أختا لها هل انسحب من حياتها بهدوء كما دخلتها بسلام ؟؟؟؟؟؟؟
لست أدري لست أدري ....
قابلتني مرة أخري لدقائق وأعلنت لي أنها بدأت التخلص من المهدئات وهذا بفضلي ....
لكن منذ أيام رأيتها في حالة يرثى لها متشحة بالسواد والعفونة في حالة انهيار تام وفقدان للوعي ...
اقشعر بدني من منظرها وهي تخبرني أن عمها تشاجر مع زوجته وقد غادرت البيت الى أهلها أحسست كأنها تسير في جنازة مزمرة راقصة ... أنها فرحة في موقف تعاسة وحزن وربما هي حزينة أمام المواقف المبهجة .
هل هي ثعلب أم ضبع لست ادري لست أدري ...
مازالت الصفعات تتوالى محدثة ضجة في نفسي وصدى في أذني
هل سأتمكن يوما ما من إصلاحها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
قررت تركها وشانها .... قابلتني وفي يدها ورقة خطت سطورها بنفسها ... هذا نصها :
لامتني لما نقضت عـــهدي
ما نقضته لكن خانني سعدي
رفضــت واقعي فهدمت سدي
وظنت إني لكل سري أنا اهدي
أفي نظرها أنا لا أجدي
واني دافنة لما كانت تســـــدي
وارمي بحديثها من بعـــــــدي
وشككت في إخلاصي وودي
أتراها أساءت فهم قــــصدي
قد أبكتني وجرحت فـــــؤادي
فكيف اكفر وأجدد وعـــــــدي
على الساعة 00.45
إمضاء مريام
هذا نص موضوعها نقلته دون زيادة أو نقصان
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
الحياة
.................ما شربنا كأسا من العلقم المر الناقع إلا وجاء بعدها الفرج وتحولت مرارتها عسلا وشهدا ...
ما صعدنا جبلا شاهقا أشما إلا وجدنا بعده سهلا جميلا اخضرا يسر الناظرين ...
ما أضعنا صديقا في ضباب الحياة الكثيف إلا وجاء الفجر المبتسم الضاحك يبشر بغيره ....
كم حاولت أن أخفي ألمي وشقائي بهذه الصديقة فلم أفلح ...
قررت أن أواجهها لأبين لها أنها كاذبة غير صادقة تعدني بالتغير والتبدل وهي في كل حين تبدل جلدا كثعبان أمرد ...
ان ما أراه منها ليس إلا قناعا يخفي حقيقتها وغمامة تحجب عني شمسها وما تقوله من كلام ليس إلا طنطنة تشوش بها على أذني حتى لا تسمع الحقيقة ...
إنها تنشد في أوقات الندب وتندب في سويعات الفرح والنشوة ...
تتولى صفعات حقيقتها ... إنها مسيحية إنها تتناول المخدرات ...إنها تدرس في العاصمة التنجيم والسحر والشعوذة في مدرسة سرية تضم أجانب من جنسيات متعددة .... سحر شعوذة يا الهي ِرحمتك وغفرانك ........ إنها تدعي معرفة أشياء كثيرة ....وتدعي انها لا تطبق علمها هذا إلا في النفع .....؟؟؟؟؟
انها تقرأ بالمراسلة وفي الصيف تحضر الامتحانات وهي في السنة السادسة تنجيم ...
أصبحت الأولى على دفعتها ....
البارحة الذكرى الأولى لوفاة زميلها بمرض السيدا ....هل تعلم أسرتها بدراستها لهذا العلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل يحضرونها لتعمل كمنجمة لملإ رؤوس الناس بالخرافات والأباطيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لست ادري ......
هل أكمل ؟
أم انتبه لدراستي فهو انفع و أفضل وأجدى لمستقبلي ....
أمي ترى أنها ميئوس منها ......َخاصة أن بيئتها ملوثة ...فقد علمت أن والدها كان يضرب والدتها ضربا مبرحا حتى تصبح كلها زرقاء ...
هذا كلام سمعته من الجيران والعائلة كلها عنيفة فعمها عمل نفس الشيء مع زوجته وقد غادرت البيت هي ايضا ...ولها ثلاثة اعمام كلهم يسكنون مع بعضهم البعض ....ومازال الزمن كفيل بتوضيح المزيد ...
لو أتيح لكم رؤية الفتاة ستتعجبون مما أكتبه فهي تبدو هادئة هدوء ليل هادئ مخيف ساكنة سكون الموتى ...
فلا نغتر بمظهر الشخص فهو ليس عنوانا لطويته وسريرته ....
نفسي كغصن أثقله الجنى كعشب أثقله الندى ...إنها طافحة بهم عظيم فهل منكم من يملأ قفته ويخفف عني هلا أحضرتم كؤوسكم وتناولتم معي بعض ما أشرب وأتجرع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سرت في واد الحياة وقد غمرته الأنواء وحلت بساحته الأوحال محاولة العبور دون جدوى فمنسوب المياه في ارتفاع ، والريح تعوي وتولول .
قصة هذه الفتاة تجعلني أحس بألم يعتصر الفؤاد ، وحيرة تجتاح الكيان وبتساؤل متكرر يلح على الشفاه .
هل أنا على حق ؟ أم أني في ضلالة أصول وأجول ؟
هل سأتمكن من إصلاح فتاة أفسدها الدهر وتعاونت كل أيدي الشر على العبث بفكرها ، فابتعدت بخطوات واسعة عن دينها وضلت طريقها مع والدين لا يدركان قيمة الأبوة والبنوة ...
بالأمس كانت تتمايل في الساحة تمسك بالجدار لعله يكون ارحم من والديها .
تكئ عليه واجفة راجفة لعل برودته تذكرها ببرودة أم وصلابته تشير لقسوة أب بلا قلب بلا رحمة بلا مشاعر إنسانية ...
كيف تركوا فلذة كبدهم تجوع للحنان ؟
وتفتقد للرحمة فتبحث عنها في عالم المخدرات وتناول الأدوية وهي لا تزال برعمة فوق غصن الحياة الذي مال نحو الأسفل وهو يكاد يسقطها جثة هامدة ...
بالأمس كانت مريضة جدا تمسك قلبها بيمينها وتجر حقيبة أحزانها وراءها محاولة أن لا يراها أحد ....
انها تسحب آلامها وتتوارى عن الأنظار شيئا فشيئا ...
بالأمس أحضرت لي زهرة ...
قالت : انها زهرة الرمال حافظي عليها اغرسيها في الرمل واسقيها ... ستكبر .... هل ريت زهرة من رمل تكبر ؟ في الحقيقة تعجبت كثيرا .....
قالت لي : أنها تكبر وتفهم أنا أحدثها وهي تسمعني ...
سقطت دمعة تدحرجت على خدها البارد وقالت : أ حسد كل فتاة حين أراها تحدث والدتها ...
ثم أضافت قائلة : أبي يفكر في إرجاع أمي إلى البيت وأنا لا أريد لأن أبي لم يتغير .... انها لن تكون سعيدة معه لأنه يسبب لها الكثير من العذاب .... كما أن جدتي ترفض الفكرة ...
أقول لكم بصراحة لا اعرف ما أصدقه وما أكذبه ...
مالحقيقة بالكلام بل بسر ينطوي تحت الكلام ....
.........................يتبع