عنوان الموضوع : التكنولوجيا الحديثة.. عالم بديل لواقع عضته أنياب الإهمال وصراع الأجيال! من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
لطالما ارتبطت الأسرة بمصطلحات لا تخلو من سمات عديدة كالحنان والتفاهم والجلوس على المائدة لوقت يتعدى وجبة الفطور، أو في صالات المعيشة لحل شتى المسائل التي تعتري أفرادها في الحيـاة، غير أن مصطلح العولمة هو الآخر جـاء ليحتل السطر الأول من قاموس العلاقـات الأسريـة، واستوطنت الوسائل التكنولوجية الحديثة جل زوايا الزمن الذي يقضيه الأفراد داخل أسوار البيت.
حديث بلغة التكنولوجيا، هذا إن كان هناك مستقطع من الوقت للحديث،هو حال الأسرة الجزائرية اليوم في ظل اضمحلال صلة الترابط داخلها، والتي بات يجمعها السقف الواحد فحسب لا أكثر، يتخذون من دهاليز المنزل عالما افتراضيا بحتا، بتفـاصيل الشتات والإنفراد تحت الخضوع لمسكن الإنترنيت والهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية والتلفزيونات المتعددة بتعدد الغرف المتواجدة لاستنزاف الحنان المنعدم في أحضانها، فهذا ينزوي خلف الموقع الأزرق "الفايس بوك "، وتلك تضرب موعدا مع مشاهير هـوليوود والآخر لا مفر من ألعابه الإلكترونية، و حتى رب العائلة لم يعد يهتم بلم شمل عائلته، وصار منقادا لإتبـاع المقابلات الرياضية وبشكل منفـرد، فالتعدد فـي جـل الحالات موجود، كيـف لا، وتعدد الوسائل يجعل من مستهلكها مدمنا عليها ولو على حساب تعاليم أسرته.
بين عصرنة الأبناء وتحفظ الآباء .. تنعدم حلقة التواصل
معظم الحالات السابق ذكرها استوقفتنا في ظل جولة قمنا بها في بعضٍ من أحياء العاصمة، وافتتحنا الحديث مع "عادل" الذي لم يتوان عن الٳعتراف لنا بضرورة التكنولوجيا في حياته :"أنا حقيقة أجد في الوسائل التكنولوجية الحديثة ضالتي، لأن في المنزل لا أحد يسمعني أو يفهمني، لا بل لا أحد يعيرني اهتمامه، في حين أن الإنترنيت تصلني بأشخاص غرباء أو بأصدقاء يهبونني من وقتهم ما يساعدني في اتخاذ العديد من قراراتي في الحياة"، مضيفاً :"هذا الزمن هو زمن التكنولوجيا والعلوم والٳستكشاف، هذا ما يدفع بنا إلى مواكبة العصر، وحتى الوالدين يفكران بطريقة تقليدية تتماشى وجيلهم، في حين أني أبحث عن من هم من جيلي أنا، لأن الحديث معهم يكون سهلا وخفيفا، و لا أجد من هم من جيلي إلا في الإنترنت"، ليعزف عن الكلام برهة قصد إخراج هاتفه الذكي من جيبه، ثم يواصل: "ها هو دليل ما أقوله، فأنا في جل أوقاتي وحتى خارج المنزل أبقى دائما على تواصل مع الآخرين لأطلع على المستجدات التي يصعب علي تحصيلها من جلسة العائلة..وعموما أنا قليلا ما أرى والدي في المنزل ، فكيف لي أن أجالسهما لمدة طويلة؟!".
غير بعيد عن رأي "عادل"، بهذه العبارة استهل "مراد" كلامه للشروق العربي حول الكيفية التي يقضي بها معظم أوقاته في المنزل، متناولا علاقته مع أسرته بشيء من اللامبالاة :"أمي وأبي يعملان طوال اليوم ولا يرجعان إلا مساء حيـن يغيب ضوء النهـار، وفور وصولهما كذلك يظـلان منهمكيـن بالعـمل، فأمي مع الواجبات المنزلية وتذهب للنوم مباشرة بعد إنهائـها بفعل التـعب، وأبي هو الآخر يكفيه أن يطمئن على وجودي بالمنزل، ومعظم وقته يتمحور بين مشاهدة التلفاز في غرفته أو على شبكة الإنترنيت لإتمام عمله، ولأني الٳبن الوحيد في العائلة فحتما سينتهي بي المطاف في غرفتي إما ألهو بالهاتف أو أتواصل مع الأصدقاء عبر "الفايس بوك" أو "تويتر" وغيرهما".
أسوار بيوت باردة .. و لذة إنجاب مؤقتة!
من جانب آخر، يرى أرباب العائلات أن سطحية أولادهم ورفضهم المطلق لآراء الكبار دون المضي معهم في الحديث والإقتداء بخبراتهم يخلف فجوة في التفاهم وسط الجو العائلي وتباينا في المعلومات ومصادرها، حيث يقول مصطفى :"أولاد هذا الجيل لا يستمعون لنصائح المجربين من ذويهم في حين ينبهرون بخبرات افتراضية ربما لا أساس لها من الوجود"، مواصلا: "حتى أبنائي من بين هؤلاء، فعند دخولي البيت أجد كلّاً منهم منهمكا بإحدى هذه الوسائل التكنولوجية ، أحدهم في هاتفه أو مع الألعاب الإلكترونية و الآخر على الكمبيوتر المحمول والأخرى مع التلفاز، لأجد نفسي في الأخير مع زوجتي فحسب، حتى لذّة إنجاب الأطفال أضحت مؤقتة، لأنها تنعدم كلما زادت أعمارهم". من جهتها الحاجة "وردية" اكتفت بتنهيدة عميقة وهزت رأسها :"إيـــه يا بنتي وين راهي قعدة زمان؟!"، لتضيف متحسرة: "أين نحن من تلك الجلسات العائلية في زمن مضى، حيث كان الجميع يتمحور حديثه عن موضوع واحد ومعين، و كان كل فرد يهتم بهموم الآخر..صرنا اليوم نعيش في بيوت أسوارها باردة في شتى الفصول".
"بخطىً ثابتة نحو تلاشي المجتمع التراحمي"
هذا الخلل الناتج عن الٳنشغال المفرط بالوسائل التكنولوجية الحديثة والذي يطال مقومات السلوك الٳجتماعي وتحديدا علاقة أفراد الأسرة فيما بينهم، يرى فيه الشيخ "كمال" خطيب وإمام مسجد بالعاصمة ضررا كبيرا ومساسا برابط صلة الرحم في حديثه: "عجبا لوسائل تكنولوجية كان من المفترض أن تكون ٳيجابية فحسب، أصبحت في عصرنا هذا المُتنفس الوحيد للشباب والأطفال وحتى كبار السن، يتداولون عليها بدل التجمع في جو أسري حميم يتجسد فيه معنى كلمة العائلة و يتم فيه التطرق لمواضيع تعنيهم في الحياة اليومية تحت سترة الإسلام، ثمّ إن ديننا الحنيف يحثّنا على التقرب لا التنافر الذي نشهده الآن بفعل تلاشي المجتمع التراحمي".
هي صورة الحاضر المؤلم الذي تنصهر فيه مكامن العلاقات الأسرية والٳجتماعية القديمة بفعل التطور الهائل للتكنولوجيا وتعدد وسائلها، يكفينا اليوم أن ندخل منزلا جزائريا لندرك مدى تلاشي العلاقات الأسرية و انعدام التحاور العائلي، فنجد كل فرد مستقل بنفسه في زاوية من المنزل، أو منعزل في غرفته ليسبح على طريقته في بحر التكنولوجيا والمعلوماتية مفضلا العالم الٳفتراضي على الجلوس وسط أسرته.. لينشب الصراع بين الأجيال وخاصة بين الآباء وفلذات أكبادهم.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
4444444444444444444444
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم :
فعلا أختي , التكنولوجيا الحديثة بشتى أنواعها و أشكالها , غيبت الكثير من الروابط الأسرية , و الحوارات و الجلسات العائلية ,
التي أصبحنا نشتاق لها , و نتمنى عودتها .
بــــــارك الله فيك أختي .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
سبحان الله صلة الرحم راحت وولى الاصدقاء الافتراضيين ربي يقدر الخير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
شكرا لك اخي ايمن على المشاركة
والحمد لله انك غيرت توقيعك
ربي يوفقك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله تعود اللمة نتاع العائلة
وفيك بارك الرحمن اخي
شكرا لك