عنوان الموضوع : 29 ماي 1979 ذكرى مجزرة الاربعاء الاسود بالاحواز خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب

مجزرة يوم الاربعاء الاسود
المصدر هنا
في هذا اليوم لطخ النظام الفارسي الجديد الذي يتستر برداء الجمهورية الاسلامية ، اياده بدماء ابناء شعب الأحواز العرب المغلبين على امرهم العـزل ، تعرضوا الى التصفية الدموية الشاملة على ايدي التشكيلات الفارسية العسكرية : البرية والبحرية والجوية والامن والمليشيات التي يشكلها المستوطنون الفرس في الأحواز ، تعرض اهلنا الابطال في مدن الأحواز الى هذه التصفيات الاجرامية لانهم طالبوا بأبسط حقوقهم الشرعية.
ان الاربعاء تاريخ جديد للثورة في الأحواز ، انها ذكرى تاريخية مخلدة في ضمائر كل الأحوازيين بدون استثناء كبار وصغارا تتناقلها الاجيال ، جيلا بعد جيل ، ولها أثرها في البناء الثوري لقطر الأحواز العربي ولشعبه الثائر ، وما حصل في هذا اليوم من متغيرات كانت تشكل منعطفا مهما في مسيرة الثورة الأحوازية واذا كان من حق الشعوب او بالاحرى من الواجب عليها ان تستعيد ذكريات ايامها البارزة في التاريخ فان يوما واحدا محزنا ربما يعادل عشرات المرات ، تلك الايام التي تمتاز بالفرح والبهجة والسرور لان السرور مهما كان طاغيا وشاملا ومحيطا بكل الجهات فانه لا يملك قوة التأثير المستمر ولا اثارة الكوامن وشحذ الهمم واشعال الانفعالات بقدر ما يمكن ذلك للحزن والقهر واسباب الهموم والغموم ، ولذلك فان يوم الاربعاء الاسود يوما مهما وحاسما في تاريخ النضال التحرري والكفاح الوطني المسلح لشعب الأحواز العربي البطل ، جسد فيه التلاحم المصيرى والسير نحو تحقيق الهدف المشترك ، والنصر والاستقلال ، رغم ان شباب الأحواز في مختلف تنظيمات الثورة الأحوازية كان قلبا واحدا ووجدانا واحدا وضميرا واحدا في عالم الثورة الأحوازية ، الا ان الثورة كانت تتعثر احيانا في بعض العقبات وتتعرض احيانا لبعض المعوقات ولكن هذه العقبات والمعوقات لم تكن في يوم من الايام حائلا دون ان تأخذ الثورة طريقها المستقيم وان يستمر المناضلون الأحوازيون على خلق الاجواء المناسبة للنضال والكفاح الوطني التحرري وعلى تهيئة المناخ الثوري القابل للتضحيات حتى اذا جاء نظام الشاهات المعممة للحكم في طهران وحاول ان يستفيد من هذا التمزق والولاءات المختلفة كان الاحوازيون اكثر وعيا منه واشد احتياطا لثورتهم من حرصه على البقاء واستمرارية التسلط على رقاب العباد فسدوا الباب في وجهه ووقفوا كالجبل المتصل الحلقات يرددون كيده الى نحره ويصدون هجماته الغادرة في كل حين ولم يكن يوم الاربعاء الاسود الا مواجهة واحدة ، ولكنها كانت ابرز المواجهات التي صنعها الاندماج الثوري الوطني بين مناضلي الأحواز الاحرار ووضعها التفاعل والتلاحم وتوحيد الصف امام نظام الشاهات المعممة والمتسترة بالاسلام وافراد حرسه المجرم وكانت مدينة المحمرة البطلة هي الوعاء والاناء الذي اختلط فيه هذا التفاعل والتلاحم والتوحيد الثوري .
حيث في ليلة 29 / 5 / 1979 كانت المحمرة وبعض المدن الاحوازية مسرحا لاكبر المعارك الدموية ، وكان الفرس يقتلون اطفال ونساء ورجال وشيوخ وشباب الأحواز ، لقد استشهد في ذلك اليوم اكثر من مائتين شهيد عدا الجرحى والمصابين من الرجال والنساء والاطفال .
بقى الأحوازيون يعيشون هذا اليوم بوجدانهم وبضمائرهم وبكل احاسيسهم وعواطفهم فهو دائما امام اعينهم وهو دائما في قلوبهم دموعا وحسرات وشموخا واندفاعا وتصميما على النضال والكفاح حتى تحرير الأحواز من براثن الاحتلال الفارسي الديكتاتوري العنصري الارهابي الدموي المجرم . اليكم هذا الموجز حول الاحداث التي شهدها القطر العربي الأحوازي في 30 مايو / آيار 1979 ، نسأل الله ان يوفقنا لما هو خير وصلاح مبين ، وانه لجهاد وثورة حتى النصر والتحرير ، حركة التحرير الوطني الأحوازي ، اليكم نص التقرير:

ذكرى يوم الأربعاء الأسود
أحداث مدينة المحمرة
في 30 / 5 / 1979
كان الأحوازيون ، ينتظرون سقوط العهد البهلوي وتغيير النظام السياسي في ايران : لقد باتوا يعيشون في القهر الاجتماعي ، ويمثلون الطبقة الفقيرة التي تشتغل في أدنى مستويات العمل الزراعي ، فيما الايرانيون المستوطنون أرضهم ينعمون بالخيرات التي تفيض بها المنطقة الشرقية نفطا ، ومعادن ، وغلالا .

وأما عن القهر السياسي ، فحدث ولا حرج . فالاحوازي ، بالتسمية التي أطلقها عليه زبانية السلطة الشاهنشاهية الايرانية ، هو ( ( عرب خر )) أي (( العربي حمار )) . وهي تسمية كانت قد أطلقت على التركمانيين ايام حصار الجيش الفارسي لهم ، في عهد الشاه ، اذ اضطروا لاكل الحشائش بعد نفاذ مؤنهم ، فلقبهم الاعلام الفارسي الرسمي (( بالحمير )) .
وما ان انفجرت الثورة الاسلامية الايرانية ، حتى هب الاحوازيون يشاركون فيها بكل قوة ، يقينا منهم أن الاسلام أخوة ومساواة ، وان نظاما اسلاميا يقوم مقام النظام البهلوي البربري هو نظام سيحقق لهم ، حتما، مطالبهم المحقة في الحرية والكرامة والمساواة ، وفي نصيب عادل من الثروات المستلبة من أرضهم ، كما سيعيد اليهم المقومات الاولية لاستعادتهم شخصيتهم ، في حكم ذاتي يوفر لهم حريتهم الثقافية ، والادارية ، والعلمية ، عبر مؤسسات محلية يتولون شؤون حياتهم بأنفسهم فيها .
وعندما استقر الامر لحكومة بازركان الثورية قرر الأحوازيون تسجيل أول خطوة رسمية لدي حكومة الجمهورية الثورية الاسلامية الاولى ، في اتجاه عرض أوضاع منطقتهم ، والمطالبة بالحكم الذاتي أسوة بالاقليات جميعا ، فألفوا وفدا من 30 عضوا ، هم مجموعة من السياسيين ورجال الدين ، وتوجهوا الى طهران ، برئاسة الأخ المناضل الشهيد شبيل حمود الشرهان الطرفي الطائي ( ابو نصار ) ، وقابلوا رئيس الحكومة السيد مهدي بازركان ، وقدموا له مذكرة تضمنت 12 نقطة ، بينها المطالبة بالحكم الذاتي .
كان هذا في الثلاثين من نيسان / ابريل 1979 ، أي بعد بضعة أيام فقط من أحداث منطقة نفادا الكردية ، التي حملت أنباؤها خبر سقوط 500 قتيل كردي في مجابهة بين الاكراد المطالبين بالحكم الذاتي ، من جهة ، واللجان الثورية والجيش الايراني من جهة ثانية ( 25 ابريل / نيسان 1979 ) .
على ان موقف بازركان كان معتدلا ، ولا حاجة الى القول ان بازركان لم يكن حاكما فعلا ، ولقد شكا هو مرات عدة من أعمال اللجان الثورية وممارساتها في الاقاليم الثائرة المطالبة بالحكم الذاتي .
وقال الأخ المناضل شبيل الطرفي : ( أن أعضاء الوفد سيجتمعون بالسيد بازركان ، وفي وقت لاحق ، سيجتمعون بآية الله الخميني ، لعرض مطالبهم ) .
وهذا ما حدث !
وأعلن يومها ، في طهران ، أن السيد الخميني استقبل ، في مقره في قم ، وفد (( منظمة الشعب العربي المسلم )) في ايران . ولقد صرح أحد رجال الدين الأحوازيين ، اثر هذا اللقاء ، ان الوفد لقي (( استقبالا جيدا )) ، وانه ذكر الخميني بمطالبه ، واحتج لديه على (( بعض التجاوزات )) التي ترتكبها اللجان الثورية للنظام .
هذا ، وأعلن فيما بعد أن الوفد الأحوازي كان قد زار السيد آية الله الطالقاني ، قبل اجتماعه بالخميني ، وبسط أمامه المطالب القومية لسكان الأحواز ، وهنا ننوه ان السيد آية الله الطالقاني هو عربي من الأحواز ويرجع نسبه الى عشيرة الطالقانية في كوت سيد نعيم في منطقة الحميدة احدى مدن القطر ، وان جده هاجر الى فارس نتيجة للخلافات العائلية التي حصلت بين الأخوين سيد حسن الطالقاني وسيد على الطالقاني ، مما ادى بالأمر ان قرر سيد حسن الطالقاني بالهجرة الى فارس نتيجة الزعل بين اخيه سيد على . فشكل سيد حسن الطالقاني منطقة في فارس واطلق اسما عليها ( منطقة طالقان ) ، وآية الله الطالقاني هذا حفيد سيد حسن الطالقاني ، اما سيد على الطالقاني فعشيرته موقعها التاريخي يقع في منطقة كوت سيد نعيم احدى ضواحي مدينة الحميدية وهم يعتبرون من وجهاء
عشيرة بني طرف ( الطائية : نسبة الى حاتم الطائي ) ، وجزء من عشيرة الطالقانية موجود في الجزء الجنوبي من القطر العراقي الشقيق ، كما ترتبط عشيرة الطالقانية بعشيرة آل سيد نعمة شيوخ نهر هاشم وكارون بصلة قرابة ونسب .
وعاد الوفد الأحوازي الى مدينة المحمرة ، بعد أن عقد مؤتمرا صحفيا في طهران ، أعلن فيه على الرأي العام المحلي والدولي مضمون المذكرة ، مؤكدا ان الاحواز (( تطلب الحكم الذاتي ، والاعتراف رسميا بحقوقها )) .
وفي هذا المؤتمر الصحفي ، قال أعضاء الوفد : (( ان السيد آية الله شبير الخاقاني هو الزعيم الروحي للأحواز ، وان ما يطرحه من آراء انما تستهدف صالح الدولة الاسلامية وقوتها )).
وأضافوا : (( ان هناك منظمات شعبية في الأحواز تنادي بالحكم الذاتي ، وأنها نشأت بصورة سرية خلال حكم الشاه محمد رضا بهلوي ووالده ، لمواجهة اجراءاتهما القمعية الهادفة الى تفريغ المنطقة من طابعها القومي ، وما زالت هذه المنظمات موجودة ، بعد قيام الثورة الايرانية ، ومنها (( منظمة العرب الشعبية )) ، و (( منظمة المجاهدين العرب )) و (( المجمع الثقافي العربي )) و (( المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي )).
وقال اعضاء الوفد : (( اننا نطالب بالحكم الذاتي ، دون ان نتدخل في قضايا السياسة الخارجية والاقتصادية والنفطية لايران ، فضلا عن قضايا الجيش ... كما نطالب بتدريس اللغة العربية الى جانب اللغة الفارسية .. اننا مثل بقية الاقليات ، تعرضنا للظلم والقهر في ظل نظام الشاه ، ومن حقنا الان نطالب برفع هذا الظلم ، وبمنحنا ابسط حقوقنا الشرعية وهي الحكم الذاتي )).
وفي نهاية مؤتمرهم ، أكد أعضاء وفد الأحواز للصحافيين : (( انهم في سبيلهم الى توحيد جهودهم ، وتأليف جبهة موحدة تضم كافة المنظمات العربية في الأحواز )) .
بعد هذا ، بدأت تتدافع الى الأحواز اعداد كبيرة من الايرانيين المجندين في اللجان الثورية التابعة للنظام ، وراحت الاوضاع الامنية في قطر الأحواز العربي تتوتر ، يوما بعد يوم ، بدل أن تميل الى الهدوء ، حسب التطمينات الكثيرة التي سمعها أعضاء الوفد في طهران ، فلم يمض اسبوع واحد على عودة الوفد ، حتى حصلت اشتباكات عنيفة بين الاحوازيين واللجان الثورية ، في ميناء المحمرة ، الواقعة قرب الحدود العراقية ، سقط فيها 11 احوازيا شهيدا بنار المجندين الايرانيين .
وفي الخامس عشر من مايو/ أيار 1979 ( أي بعد اسبوعين فقط من زيارة الوفد العربي الأحوازي الى طهران ) ، افتتح في طهران (( المؤتمر الاول لحكام المقاطعات الايرانية )) استغرق ثلاثة أيام ، وكان جدول أعماله محصورا (( بالامن والمحافظة على النظام ، والبطالة ، والزراعة ، وتهريب المخدرات ، وتطهير الادارات .... )) فقط .
وفي اليوم نفسه ، اصدر المجلس الثوري الايراني ، قرارا يقضي (( حل كل التنظيمات العربية ، وتجريد أفرادها من السلاح في مقاطعة خوزستان ( الأحواز ) ... وذلك اثر معارك بين أفراد (( الحرس الثوري )) التابع للنظام وجماعات عربية مسلحة )) .
وقالت (( اذاعة الجمهورية الاسلامية )) : (( ان الاتفاق على حل كل التنظيمات والمجالس والجماعات العربية في الأحواز ، جاء نتيجة محادثات جرت أول أمس ، بين الزعيم الديني في هذه المنطقة الشيخ خاقاني ، وحاكمها العسكري الاميرال أحمد مدني )) .
غير ان الخاقاني ، في حديث له مع مندوب للزميلة جريدة (( الوطن )) الكويتية ، يصرح ، بعد يومين فقط من هذا القرار :
(( ان مؤاخذتي على الاوضاع نابعة من وضع الكوميتات ( اللجان الثورية ) التي أتلمس الارتجال في تشكيلها ، وبعد تصرفات البعض عن النهج الاسلامي الشرعي ، وتصرفات بعض المأمورين الذين يبلبلون الاجواء ويثيرون النعرات بين العرب والعجم .... طلب مني آيات الله الخميني ، وشريعتمداري ، وكلبيكاني والطالقاني والنبوي وغيرهم من أعلام ايران البقاء والمكوث ، خوف الفوضى في هذه المنطقة ، وانعكاساتها على المناطق الايرانية الاخرى ، فأجبتهم بالتأخير حتى يتسنى للحكومة أن تتوجه بكاملها الى اهداف الاسلام ، وأهداف القرآن وسنة الرسول وأهل بيته ، لان البلاد في حالة الثورة ... انني أجد ان امري بين امرين : ان تركت ايران وهاجرت الى البلاد العربية وقعت اضطرابات شديدة بين العرب والفرس ، او يستمر هذا الامر على هذا المنوال - في حال بقائه - وتستفحل الاثار التي تتركها تصرفات اللجان الثورية ، فيكون بقائي هنا شديد الاحراج ... )) .
ويتابع الخاقاني كلامه بكثير من اللطف والدقة ، مخافة اثار الحساسيات ، معبرا عن سبب تردده في اتخاذ موقف حازم من (( الكوميتات الثورية )) ، والدعوة الصريحة الى مواجهتها ، وذلك بقوله :
(( أمري دائر بين الاهم والمهم ، بين اضطرابات المنطقة وبداية مسلسل دموي ، وضوضاء ، وتلوث السمعة التطبيقية للشريعة الاسلامية الغراء ، التي ستعرض على الشرقي والغربي عرضا مشوها لا يرتضيه الاسلام ... وحفظ الاهم من وجهة نظري ، الا أقر هذا الوضع ، وأهاجر من ايران )) .
ورفض الأحوازيون تسليم أسلحتهم للحاكم العسكري الفارسي واللجان الثورية المجرمة ، وتمركزوا في قواعدهم التي رفضوا اخلاءها ايضا ، وواصلوا نضالهم الدفاعي في منطقة (( مسجد سليمان )) ، التي شهدت في 19 / 5 / 1979 اشتباكات دامية ، تمت خلالها حملة اعتقالات واسعة النطاق بين الأحوازيين ، اعترفت سلطات الاحتلال الفارسي العسكرية بتوقيف 17 منهم ، وصفتهم بأنهم من ( مناهضي الثورة ) .
واعلنت الحكومة من جهتها أنها مددت (( لمدة اسبوع آخر مهلة أعطتها للمسلحين العرب لالقاء أسلحتهم ، وستتخذ اجراء حاسما وقانونيا عقب المهلة الجديدة )) .
في هذه الفترة ، كان الخاقاني يتابع تحذيراته ونقده للسياسة الايرانية المطبقة في الأحواز ، ومما قاله ، لمندوب جريد (( الانباء )) الكويتية : (( لقد وقفنا مع الثورة باعتبارها ثورة اسلامية ... لكننا وجدنا بعض الاتحادلات وبعض المنظمات والقضاة والمأمورين يقومون بأعمال في غير النهج الشرعي ... نريد الجمهورية اسلامية كاملة لا تسمح بالتصرفات السيئة للناس لمداهمة البيوت ليلا والقبض على المواطنيين العرب ... لقد جاءني أبناء الأحواز ، وعرضوا مطالبهم . فقلت لهم اذا كانت هذه المطالب معقولة وهذه الجمهورية اسلامية بالفعل فأنها لن تمنع تحقيق المطالب . ولكن اذا كانت طلباتكم غير شرعية فلن اوافق عليها ، ولن يوافق عليها أحد من مراجع المسلمين . ولكن مطالب العرب شرعية ومقبولة مثل حق التعليم ، والعمل في الشركات ، والايفاد في البعثات الدبلوماسية ، والعلمية ، والوظائف الحكومية ، وتدريس اللغة العربية ...)) .
مضيفا : (( نريد حكومة اسلامية لكل المناطق ، وعندما تكون اسلامية فأنها لن تختلف بين منطقة واخرى ، لان الاسلام يحفظ جميع الحقوق لجميع الناس ، فلا يقع الضرر على العرب ، او على الفرس ، او على الاكراد ... ونسأل الله ان تكون دولتنا اسلامية كاملة ... ولقد كتبت الى رئيس الوزراء خطابا قلت فيه (( ان ما يطلبه العرب او غيرهم مطالب شرعية ، وحقوق واجبة على الدولة ، واذا وجدت الدولة ان هذه المطالب غير شرعية فلترفضها )) . وقلت له ايضا (( ان الاسجابة لمطالب العرب ضرورية ، حتى لا تكون عاقبة الامور وخيمة جدا )) .
(( ... انني سوف اهاجر ليعلم الشرق والغرب ان الدعوة الاسلامية ليست ما يطبق وقد يؤدي خروجي الى اقتتال ، ولكن قتل النفوس أهون من تلويث الشريعة المحمدية بالجور والفوضى . ان خروجي قد يسبب الاضطراب ، ولكن حفظ الشريعة الاسلامية أولى وأبقى )) .
ونشبت المعارك في الأحواز على نطاق واسع ! وفرضت السلطات الايرانية حالة الطوارىء في ميناء المحمرة البترولي بعد قتال عنيف وحروب شوارع بين الاحوازيين المطالبين بالحكم الذاتي وقوات البحرية والامن ، والمليشيات حرس الثورة ( الكوميتات - حرس خميني ) ، وامتدت المعارك الى ميناء عبادان ومدينة مسجد سليمان ، وسقط مئات القتلى .
وكانت الاشتباكات قد بدأت يوم الثلاثاء الواقع في 29 آيار / مايو 1979 ، أي بعد شهر تام من زيارة الوفد العربي الأحوازي لطهران ، عندما هاجم افراد تابعون للجان الثورية المركز الثقافي العربي الأحوازي في المحمرة ، وسرعان ما امتدت الاشتباكات الى أماكن أخرى من المدينة . ولقد ذكرت أنباء الدولة ذلك اليوم ان مركزا للشرطة في المدينة قد هوجم ، وان 20 شخصا قد اعتقلوا ، وان عدة حرائق قد اندلعت في أماكن مختلفة من المدينة ! ولكن مصادر عربية قالت ان حصيلة اليوم الثاني للاشتباكات كانت 80 قتيلا وبضع مئات من الجرحى ، وبضع مئات من المعتقلين . وذكرت مصادر رسمية حكومية ان قوات من المظليين طارت من طهران الى عبادان ( أحدى المدن العربية الأحوازية ) لتعزيز القوات الفارسية الحكومية هناك ... وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان المنظمة السياسية العربية في المحمرة ناشدت الدكتور كورت فالدهيم السكرتير العام للأمم المتحدة ولجنة الحقوقيين ، (( ايفاد لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الأحواز )) .
اذن ، نفذت الدولة الايرانية تهديدها بسحق المقاومة الوطنية الأحوازية ، بدفع قوى الجيش البحرية والجوية والبرية ، لمساندة اللجان الثورية في عملياتها . ومع ذلك ، كان ثمة نوع من الاتفاق ، بين مختلف أطارات الحكم الايراني لالصاق عمليات القمع الجديدة (( باللجان الثورية )) غير المنضبطة ( ! ) ، ففي حين يصرح بازركان أن (( طهران يحكمها مائة حاكم وحاكم )) ، يدعي السيد الخميني بتصريح (( يؤيد فيه رئيس حكومته )) الذي انتقد تصرفات اللجان الثورية ، وطلب من (( اللجان الثورية أن تحرص على تجنب كافة الأعمال التي من شأنها ان تسيء الى الاسلام في أعين العالم )) .
على (( ان اللجان الثورية المجرمة )) كانت مخلب قط ، في عملية القمع العسكرية الواسعة ، في الأحواز الجريحة . وكان واضحا ان المقاومة الأحوازية كانت قادرة على سحق هذه اللجان الثورية الفارسية لو تركت وحدها في الساحة ، دون دعم من قوى الجيش الايراني المجرم ومع ذلك فقد ذكرت الانباء أن الأحوازيين ، ردا على مهاجمة اللجان الثورية الفارسية مقر (( المنظمة السياسية العربية )) ، بادروا الى مهاجمة مراكز الشرطة ، والمرفأ ، واستطاعوا أن يضرموا النار في مقر قيادة القوات البحرية الايرانية نفسها وأقاموا متاريس وحواجز في الشوارع العامة شلت حركة السير تماما .
ويوم الابعاء 30 مايو / آيار 1979 ، دفعت سلطات الاحتلال الفارسي ( الايراني ) بالمدرعات الى قلب المدينة ، لسحق المقاومين الأحوازيين الذين وصفتهم أصوات فارسية تابعة للجان الثورية المجرمة (( بعملاء الاستعمار )) وحصل صدام عنيف سقط خلاله 200 شهيد احوازي وما يزيد على 600 جريح ، وقطع علي صالح شمخاني ( عميل احوازي - كان في ذلك الوقت احد قادة حرس الثورة الايراني - وهو الان وزيرا للدفاع لحكومة فارس العنصرية ) عميلا خسيسا باع وطنه وشعبه للفرس واصبح يقاتل شعبه من اجل المناصب والرتب وملذات الدنيا وعاقبته الخزي والعار وبئس المصير ، هو ومعه احمد مدني قطعوا الطرق المؤدية للمحمرة وضواحيها للحيلولة دون وصول العرب من المدن الأحوازية الآخرى لدعم اهالي المحمرة الابطال ، وصرح الشيخ الخاقاني بأنه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع النظام الحاكم في طهران بشأن منح الحكم الذاتي للأحواز ، فأنه سيدعو العاملين في صناعة النفط الى الاضراب ، مما سيؤدي الى اصابة الاقتصاد الايراني بالشلل التام الاربعاء سمي ، فيما بعد ، الابعاء الاسود .
. هذا وفرضت قوات الاحتلال الفارسي حصارا على منافذ مدينة المحمرة ، للحؤول دون وصول امدادات من احوازيي المناطق والمدن الأخرى ، وطافت القوات الفارسية في ارجاء الأحواز ، فيما احتشد 3000 من (( الحرس الثوري )) التابع لسلطات الأحتلال الفارسي لحماية المنشآت البترولية في مدينة عبادان .
وقامت سلطات الاحتلال الفارسي بأمر من طهران عاصمة فارس بأعتقال رئيس الوفد الأحوازي الاخ المناضل الشهيد البطل شبيل حمود الشرهان الطرفي وعدد من اعضاء الوفد واعدمتهما لبث حالة الرعب والخوف في اوساط المواطنين العرب في الأحواز المحتلة ، وقامت تلك السلطات الفارسية بملاحقة الثوار في جميع انحاء الاحواز ، مما اضطر المناضلون الاحوازيون من مغادرة الاحواز الى الاقطار العربية المجاورة سريا حفاظا على استمرارية الثورة وديمومتها ، واتخذت السلطات الفارسية المحتلة في الأحواز اجراءات تعسفية عدة منها : نفي آية الله الخاقاني الى مدينة قم احدى مدن فارس وفرضت عليه الاقامة الجبرية ومنعت عنه الاتصالات الى حين توفي هناك ، وسمحت الحكومة الفارسية للسلطات الفارسية في الأحواز بتصفية شاملة لكل المناضلين العرب وقامت شبكة فارسية سرية تابعة للأجهزة الامنية الفارسية بقتل النساء العربيات الحوامل في مدينة المحمرة وضواحيها وشق بطونهن وقتل حملهن ، انهم انسلخوا من روح الانسانية وسيطرة عليهم حالة السيطرة على الاحواز والخوف من ضياعها منهم ، كما اصدرت (( محكمة الثورة - محكمة الاحتلال )) التابع للنظام الفارسي للأحواز بيانا حذرت فيه المعارضين للثورة (الفارسية) ... وطالبت السكان (( بالتعاون مع حرس الثورة في القاء القبض على مثيري الاضطرابات )) ، اما خلخالي المجرم فقد اعدم اكثر من 70 مناضلا عربيا احوازيا فى تلك الاثناء في منطقة مشداخ احدى مناطق الاحواز في محكمة صورية سريعة في صحراء مشداخ واصدر حكم الاعدام على مناضلينا بتهمة مشاركتهم في احداث المحمرة ، أما الادميرال أحمد مدني الحاكم العسكري الفارسي على الأحواز ، فقد القى اللوم (( على الاستعماريين ، ومؤيدي النظام السابق ، والمواطنين الذين ينتمون الى اليسار ، في تفجر اعمال العنف في القطر )) ... فكأنه الشاه نفسه ، يصف بداية تفجر اعمال العنف في أواخر عهده متهما اليمين واليسار بها !!!! محاولا تضليل الرأي العام الاقليمي والدولي بحقيقة الامر ، الا وهي ان شعب الأحواز منذ احتلال فارس لارضه عام 1925 لغاية تلك الاحداث شعب يناضل من اجل الخلاص الوطني وتحرير وطنه من براثن الاحتلال الفارسي العنصري .
ان افراد سلطات الاحتلال الفارسي العنصري في الاحواز بداءنا من المجرم أحمد مدني وعلي شمخاني وقواتهم العسكرية كانوا في يوم الاربعاء الاسود وحوشا بهيئة بشر ، لا يختلفون بشىء عن قوات الصهاينة في فلسطين المحتلة ، بل الفرس هم الاسوء .
نتسأل كيف الولايات المتحدة الامريكية تمنح المجرم أحمد مدني قائد القوات البحرية الايرانية في عهد حكومة الجمهورية الا اسلامية حق اللجؤ السياسي وهو قاد عملية قتل اكثر من 200 مواطن عربي احوازي في ذلك اليوم المشئوم وقتل النساء العربيات الاحوازيات الحوامل وشق بطونهن وقتل حملهن ، اننا نطالب حكومة الولايات المتحدة الاميركية بالتحقيق في هذا الامر وتقديم الادميرال أحمد مدني وعصابته الى العدالة لمحاكمتهم كمجرمين حرب ، كما اننا نناشد كل المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة والمستقلة منها ، بتوجيه كل من موقعه الرسمي ان كانت ضمائرهم حية ومبادئهم صحيحة لا تتأثر بالمصالح السياسية ، تقديم طلبات ومطالبات لحكومة الولايات المتحدة الاميركية بتوجيه كتب تناشدها بالتحقيق في هذا الامر وتقديمه الى المحاكمة بتهمة مجرم حرب ، ارتكب جرائم هو وعصابته بحق المواطنيين العرب في الأحواز في يوم الاربعاء 30 مايو / آيار 1979 .
وانه لجهاد وثورة حتى النصر والتحرير
المجد والخلود لشهداء يوم الاربعاء الاسود البررة
المجد والخلود لشهداء الأحواز والامة العربية
عاشت الأحواز حرة عربية
الموت للعدو الفارسي العنصري المتغطرس
التحرير والاستقلال حليف شعب الأحواز العربي في نهاية المطاف يا فارس
والخزي والعار لحكام فارس المجرمين القتلة الارهابين .. امام الله .. والتاريخ .. والانسانية ..
والله أكبر والمجد للأمة والعزة للعروبة والاسلام .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الاهواز المحتلة من قبل الفرس ان شاء الله ربي ينصر اهلها وتتحرر، اين هم العرب اين منظمات حقوق الانسان واين منظمة العالم الاسلامي.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

الله ينصر اهلنا في الاحواز المحتله
بأذن الله تنتصر الثورة السورية وستكون داعمه لاهل السنة في العراق وايران



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

اللهم انصرهم وثبتهم وجعل لهم مخرجا من احفاد ابو لؤلؤة المجوسي وابناء المتعة فهؤلاء ايضا محتلين وظلمة ومجرمين مثلهم مثل اليهود..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميدي البشير
مجزرة يوم الاربعاء الاسود
في هذا اليوم لطخ النظام الفارسي الجديد الذي يتستر برداء الجمهورية الاسلامية ، اياده بدماء ابناء شعب الأحواز العرب المغلبين على امرهم العـزل ، تعرضوا الى التصفية الدموية الشاملة على ايدي التشكيلات الفارسية العسكرية : البرية والبحرية والجوية والامن والمليشيات التي يشكلها المستوطنون الفرس في الأحواز ، تعرض اهلنا الابطال في مدن الأحواز الى هذه التصفيات الاجرامية لانهم طالبوا بأبسط حقوقهم الشرعية.
ان الاربعاء تاريخ جديد للثورة في الأحواز ، انها ذكرى تاريخية مخلدة في ضمائر كل الأحوازيين بدون استثناء كبار وصغارا تتناقلها الاجيال ، جيلا بعد جيل ، ولها أثرها في البناء الثوري لقطر الأحواز العربي ولشعبه الثائر ، وما حصل في هذا اليوم من متغيرات كانت تشكل منعطفا مهما في مسيرة الثورة الأحوازية واذا كان من حق الشعوب او بالاحرى من الواجب عليها ان تستعيد ذكريات ايامها البارزة في التاريخ فان يوما واحدا محزنا ربما يعادل عشرات المرات ، تلك الايام التي تمتاز بالفرح والبهجة والسرور لان السرور مهما كان طاغيا وشاملا ومحيطا بكل الجهات فانه لا يملك قوة التأثير المستمر ولا اثارة الكوامن وشحذ الهمم واشعال الانفعالات بقدر ما يمكن ذلك للحزن والقهر واسباب الهموم والغموم ، ولذلك فان يوم الاربعاء الاسود يوما مهما وحاسما في تاريخ النضال التحرري والكفاح الوطني المسلح لشعب الأحواز العربي البطل ، جسد فيه التلاحم المصيرى والسير نحو تحقيق الهدف المشترك ، والنصر والاستقلال ، رغم ان شباب الأحواز في مختلف تنظيمات الثورة الأحوازية كان قلبا واحدا ووجدانا واحدا وضميرا واحدا في عالم الثورة الأحوازية ، الا ان الثورة كانت تتعثر احيانا في بعض العقبات وتتعرض احيانا لبعض المعوقات ولكن هذه العقبات والمعوقات لم تكن في يوم من الايام حائلا دون ان تأخذ الثورة طريقها المستقيم وان يستمر المناضلون الأحوازيون على خلق الاجواء المناسبة للنضال والكفاح الوطني التحرري وعلى تهيئة المناخ الثوري القابل للتضحيات حتى اذا جاء نظام الشاهات المعممة للحكم في طهران وحاول ان يستفيد من هذا التمزق والولاءات المختلفة كان الاحوازيون اكثر وعيا منه واشد احتياطا لثورتهم من حرصه على البقاء واستمرارية التسلط على رقاب العباد فسدوا الباب في وجهه ووقفوا كالجبل المتصل الحلقات يرددون كيده الى نحره ويصدون هجماته الغادرة في كل حين ولم يكن يوم الاربعاء الاسود الا مواجهة واحدة ، ولكنها كانت ابرز المواجهات التي صنعها الاندماج الثوري الوطني بين مناضلي الأحواز الاحرار ووضعها التفاعل والتلاحم وتوحيد الصف امام نظام الشاهات المعممة والمتسترة بالاسلام وافراد حرسه المجرم وكانت مدينة المحمرة البطلة هي الوعاء والاناء الذي اختلط فيه هذا التفاعل والتلاحم والتوحيد الثوري .
حيث في ليلة 29 / 5 / 1979 كانت المحمرة وبعض المدن الاحوازية مسرحا لاكبر المعارك الدموية ، وكان الفرس يقتلون اطفال ونساء ورجال وشيوخ وشباب الأحواز ، لقد استشهد في ذلك اليوم اكثر من مائتين شهيد عدا الجرحى والمصابين من الرجال والنساء والاطفال .
بقى الأحوازيون يعيشون هذا اليوم بوجدانهم وبضمائرهم وبكل احاسيسهم وعواطفهم فهو دائما امام اعينهم وهو دائما في قلوبهم دموعا وحسرات وشموخا واندفاعا وتصميما على النضال والكفاح حتى تحرير الأحواز من براثن الاحتلال الفارسي الديكتاتوري العنصري الارهابي الدموي المجرم . اليكم هذا الموجز حول الاحداث التي شهدها القطر العربي الأحوازي في 30 مايو / آيار 1979 ، نسأل الله ان يوفقنا لما هو خير وصلاح مبين ، وانه لجهاد وثورة حتى النصر والتحرير ، حركة التحرير الوطني الأحوازي ، اليكم نص التقرير:

ذكرى يوم الأربعاء الأسود
أحداث مدينة المحمرة
في 30 / 5 / 1979
كان الأحوازيون ، ينتظرون سقوط العهد البهلوي وتغيير النظام السياسي في ايران : لقد باتوا يعيشون في القهر الاجتماعي ، ويمثلون الطبقة الفقيرة التي تشتغل في أدنى مستويات العمل الزراعي ، فيما الايرانيون المستوطنون أرضهم ينعمون بالخيرات التي تفيض بها المنطقة الشرقية نفطا ، ومعادن ، وغلالا .

وأما عن القهر السياسي ، فحدث ولا حرج . فالاحوازي ، بالتسمية التي أطلقها عليه زبانية السلطة الشاهنشاهية الايرانية ، هو ( ( عرب خر )) أي (( العربي حمار )) . وهي تسمية كانت قد أطلقت على التركمانيين ايام حصار الجيش الفارسي لهم ، في عهد الشاه ، اذ اضطروا لاكل الحشائش بعد نفاذ مؤنهم ، فلقبهم الاعلام الفارسي الرسمي (( بالحمير )) .
وما ان انفجرت الثورة الاسلامية الايرانية ، حتى هب الاحوازيون يشاركون فيها بكل قوة ، يقينا منهم أن الاسلام أخوة ومساواة ، وان نظاما اسلاميا يقوم مقام النظام البهلوي البربري هو نظام سيحقق لهم ، حتما، مطالبهم المحقة في الحرية والكرامة والمساواة ، وفي نصيب عادل من الثروات المستلبة من أرضهم ، كما سيعيد اليهم المقومات الاولية لاستعادتهم شخصيتهم ، في حكم ذاتي يوفر لهم حريتهم الثقافية ، والادارية ، والعلمية ، عبر مؤسسات محلية يتولون شؤون حياتهم بأنفسهم فيها .
وعندما استقر الامر لحكومة بازركان الثورية قرر الأحوازيون تسجيل أول خطوة رسمية لدي حكومة الجمهورية الثورية الاسلامية الاولى ، في اتجاه عرض أوضاع منطقتهم ، والمطالبة بالحكم الذاتي أسوة بالاقليات جميعا ، فألفوا وفدا من 30 عضوا ، هم مجموعة من السياسيين ورجال الدين ، وتوجهوا الى طهران ، برئاسة الأخ المناضل الشهيد شبيل حمود الشرهان الطرفي الطائي ( ابو نصار ) ، وقابلوا رئيس الحكومة السيد مهدي بازركان ، وقدموا له مذكرة تضمنت 12 نقطة ، بينها المطالبة بالحكم الذاتي .
كان هذا في الثلاثين من نيسان / ابريل 1979 ، أي بعد بضعة أيام فقط من أحداث منطقة نفادا الكردية ، التي حملت أنباؤها خبر سقوط 500 قتيل كردي في مجابهة بين الاكراد المطالبين بالحكم الذاتي ، من جهة ، واللجان الثورية والجيش الايراني من جهة ثانية ( 25 ابريل / نيسان 1979 ) .
على ان موقف بازركان كان معتدلا ، ولا حاجة الى القول ان بازركان لم يكن حاكما فعلا ، ولقد شكا هو مرات عدة من أعمال اللجان الثورية وممارساتها في الاقاليم الثائرة المطالبة بالحكم الذاتي .
وقال الأخ المناضل شبيل الطرفي : ( أن أعضاء الوفد سيجتمعون بالسيد بازركان ، وفي وقت لاحق ، سيجتمعون بآية الله الخميني ، لعرض مطالبهم ) .
وهذا ما حدث !
وأعلن يومها ، في طهران ، أن السيد الخميني استقبل ، في مقره في قم ، وفد (( منظمة الشعب العربي المسلم )) في ايران . ولقد صرح أحد رجال الدين الأحوازيين ، اثر هذا اللقاء ، ان الوفد لقي (( استقبالا جيدا )) ، وانه ذكر الخميني بمطالبه ، واحتج لديه على (( بعض التجاوزات )) التي ترتكبها اللجان الثورية للنظام .
هذا ، وأعلن فيما بعد أن الوفد الأحوازي كان قد زار السيد آية الله الطالقاني ، قبل اجتماعه بالخميني ، وبسط أمامه المطالب القومية لسكان الأحواز ، وهنا ننوه ان السيد آية الله الطالقاني هو عربي من الأحواز ويرجع نسبه الى عشيرة الطالقانية في كوت سيد نعيم في منطقة الحميدة احدى مدن القطر ، وان جده هاجر الى فارس نتيجة للخلافات العائلية التي حصلت بين الأخوين سيد حسن الطالقاني وسيد على الطالقاني ، مما ادى بالأمر ان قرر سيد حسن الطالقاني بالهجرة الى فارس نتيجة الزعل بين اخيه سيد على . فشكل سيد حسن الطالقاني منطقة في فارس واطلق اسما عليها ( منطقة طالقان ) ، وآية الله الطالقاني هذا حفيد سيد حسن الطالقاني ، اما سيد على الطالقاني فعشيرته موقعها التاريخي يقع في منطقة كوت سيد نعيم احدى ضواحي مدينة الحميدية وهم يعتبرون من وجهاء
عشيرة بني طرف ( الطائية : نسبة الى حاتم الطائي ) ، وجزء من عشيرة الطالقانية موجود في الجزء الجنوبي من القطر العراقي الشقيق ، كما ترتبط عشيرة الطالقانية بعشيرة آل سيد نعمة شيوخ نهر هاشم وكارون بصلة قرابة ونسب .
وعاد الوفد الأحوازي الى مدينة المحمرة ، بعد أن عقد مؤتمرا صحفيا في طهران ، أعلن فيه على الرأي العام المحلي والدولي مضمون المذكرة ، مؤكدا ان الاحواز (( تطلب الحكم الذاتي ، والاعتراف رسميا بحقوقها )) .
وفي هذا المؤتمر الصحفي ، قال أعضاء الوفد : (( ان السيد آية الله شبير الخاقاني هو الزعيم الروحي للأحواز ، وان ما يطرحه من آراء انما تستهدف صالح الدولة الاسلامية وقوتها )).
وأضافوا : (( ان هناك منظمات شعبية في الأحواز تنادي بالحكم الذاتي ، وأنها نشأت بصورة سرية خلال حكم الشاه محمد رضا بهلوي ووالده ، لمواجهة اجراءاتهما القمعية الهادفة الى تفريغ المنطقة من طابعها القومي ، وما زالت هذه المنظمات موجودة ، بعد قيام الثورة الايرانية ، ومنها (( منظمة العرب الشعبية )) ، و (( منظمة المجاهدين العرب )) و (( المجمع الثقافي العربي )) و (( المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي )).
وقال اعضاء الوفد : (( اننا نطالب بالحكم الذاتي ، دون ان نتدخل في قضايا السياسة الخارجية والاقتصادية والنفطية لايران ، فضلا عن قضايا الجيش ... كما نطالب بتدريس اللغة العربية الى جانب اللغة الفارسية .. اننا مثل بقية الاقليات ، تعرضنا للظلم والقهر في ظل نظام الشاه ، ومن حقنا الان نطالب برفع هذا الظلم ، وبمنحنا ابسط حقوقنا الشرعية وهي الحكم الذاتي )).
وفي نهاية مؤتمرهم ، أكد أعضاء وفد الأحواز للصحافيين : (( انهم في سبيلهم الى توحيد جهودهم ، وتأليف جبهة موحدة تضم كافة المنظمات العربية في الأحواز )) .
بعد هذا ، بدأت تتدافع الى الأحواز اعداد كبيرة من الايرانيين المجندين في اللجان الثورية التابعة للنظام ، وراحت الاوضاع الامنية في قطر الأحواز العربي تتوتر ، يوما بعد يوم ، بدل أن تميل الى الهدوء ، حسب التطمينات الكثيرة التي سمعها أعضاء الوفد في طهران ، فلم يمض اسبوع واحد على عودة الوفد ، حتى حصلت اشتباكات عنيفة بين الاحوازيين واللجان الثورية ، في ميناء المحمرة ، الواقعة قرب الحدود العراقية ، سقط فيها 11 احوازيا شهيدا بنار المجندين الايرانيين .
وفي الخامس عشر من مايو/ أيار 1979 ( أي بعد اسبوعين فقط من زيارة الوفد العربي الأحوازي الى طهران ) ، افتتح في طهران (( المؤتمر الاول لحكام المقاطعات الايرانية )) استغرق ثلاثة أيام ، وكان جدول أعماله محصورا (( بالامن والمحافظة على النظام ، والبطالة ، والزراعة ، وتهريب المخدرات ، وتطهير الادارات .... )) فقط .
وفي اليوم نفسه ، اصدر المجلس الثوري الايراني ، قرارا يقضي (( حل كل التنظيمات العربية ، وتجريد أفرادها من السلاح في مقاطعة خوزستان ( الأحواز ) ... وذلك اثر معارك بين أفراد (( الحرس الثوري )) التابع للنظام وجماعات عربية مسلحة )) .
وقالت (( اذاعة الجمهورية الاسلامية )) : (( ان الاتفاق على حل كل التنظيمات والمجالس والجماعات العربية في الأحواز ، جاء نتيجة محادثات جرت أول أمس ، بين الزعيم الديني في هذه المنطقة الشيخ خاقاني ، وحاكمها العسكري الاميرال أحمد مدني )) .
غير ان الخاقاني ، في حديث له مع مندوب للزميلة جريدة (( الوطن )) الكويتية ، يصرح ، بعد يومين فقط من هذا القرار :
(( ان مؤاخذتي على الاوضاع نابعة من وضع الكوميتات ( اللجان الثورية ) التي أتلمس الارتجال في تشكيلها ، وبعد تصرفات البعض عن النهج الاسلامي الشرعي ، وتصرفات بعض المأمورين الذين يبلبلون الاجواء ويثيرون النعرات بين العرب والعجم .... طلب مني آيات الله الخميني ، وشريعتمداري ، وكلبيكاني والطالقاني والنبوي وغيرهم من أعلام ايران البقاء والمكوث ، خوف الفوضى في هذه المنطقة ، وانعكاساتها على المناطق الايرانية الاخرى ، فأجبتهم بالتأخير حتى يتسنى للحكومة أن تتوجه بكاملها الى اهداف الاسلام ، وأهداف القرآن وسنة الرسول وأهل بيته ، لان البلاد في حالة الثورة ... انني أجد ان امري بين امرين : ان تركت ايران وهاجرت الى البلاد العربية وقعت اضطرابات شديدة بين العرب والفرس ، او يستمر هذا الامر على هذا المنوال - في حال بقائه - وتستفحل الاثار التي تتركها تصرفات اللجان الثورية ، فيكون بقائي هنا شديد الاحراج ... )) .
ويتابع الخاقاني كلامه بكثير من اللطف والدقة ، مخافة اثار الحساسيات ، معبرا عن سبب تردده في اتخاذ موقف حازم من (( الكوميتات الثورية )) ، والدعوة الصريحة الى مواجهتها ، وذلك بقوله :
(( أمري دائر بين الاهم والمهم ، بين اضطرابات المنطقة وبداية مسلسل دموي ، وضوضاء ، وتلوث السمعة التطبيقية للشريعة الاسلامية الغراء ، التي ستعرض على الشرقي والغربي عرضا مشوها لا يرتضيه الاسلام ... وحفظ الاهم من وجهة نظري ، الا أقر هذا الوضع ، وأهاجر من ايران )) .
ورفض الأحوازيون تسليم أسلحتهم للحاكم العسكري الفارسي واللجان الثورية المجرمة ، وتمركزوا في قواعدهم التي رفضوا اخلاءها ايضا ، وواصلوا نضالهم الدفاعي في منطقة (( مسجد سليمان )) ، التي شهدت في 19 / 5 / 1979 اشتباكات دامية ، تمت خلالها حملة اعتقالات واسعة النطاق بين الأحوازيين ، اعترفت سلطات الاحتلال الفارسي العسكرية بتوقيف 17 منهم ، وصفتهم بأنهم من ( مناهضي الثورة ) .
واعلنت الحكومة من جهتها أنها مددت (( لمدة اسبوع آخر مهلة أعطتها للمسلحين العرب لالقاء أسلحتهم ، وستتخذ اجراء حاسما وقانونيا عقب المهلة الجديدة )) .
في هذه الفترة ، كان الخاقاني يتابع تحذيراته ونقده للسياسة الايرانية المطبقة في الأحواز ، ومما قاله ، لمندوب جريد (( الانباء )) الكويتية : (( لقد وقفنا مع الثورة باعتبارها ثورة اسلامية ... لكننا وجدنا بعض الاتحادلات وبعض المنظمات والقضاة والمأمورين يقومون بأعمال في غير النهج الشرعي ... نريد الجمهورية اسلامية كاملة لا تسمح بالتصرفات السيئة للناس لمداهمة البيوت ليلا والقبض على المواطنيين العرب ... لقد جاءني أبناء الأحواز ، وعرضوا مطالبهم . فقلت لهم اذا كانت هذه المطالب معقولة وهذه الجمهورية اسلامية بالفعل فأنها لن تمنع تحقيق المطالب . ولكن اذا كانت طلباتكم غير شرعية فلن اوافق عليها ، ولن يوافق عليها أحد من مراجع المسلمين . ولكن مطالب العرب شرعية ومقبولة مثل حق التعليم ، والعمل في الشركات ، والايفاد في البعثات الدبلوماسية ، والعلمية ، والوظائف الحكومية ، وتدريس اللغة العربية ...)) .
مضيفا : (( نريد حكومة اسلامية لكل المناطق ، وعندما تكون اسلامية فأنها لن تختلف بين منطقة واخرى ، لان الاسلام يحفظ جميع الحقوق لجميع الناس ، فلا يقع الضرر على العرب ، او على الفرس ، او على الاكراد ... ونسأل الله ان تكون دولتنا اسلامية كاملة ... ولقد كتبت الى رئيس الوزراء خطابا قلت فيه (( ان ما يطلبه العرب او غيرهم مطالب شرعية ، وحقوق واجبة على الدولة ، واذا وجدت الدولة ان هذه المطالب غير شرعية فلترفضها )) . وقلت له ايضا (( ان الاسجابة لمطالب العرب ضرورية ، حتى لا تكون عاقبة الامور وخيمة جدا )) .
(( ... انني سوف اهاجر ليعلم الشرق والغرب ان الدعوة الاسلامية ليست ما يطبق وقد يؤدي خروجي الى اقتتال ، ولكن قتل النفوس أهون من تلويث الشريعة المحمدية بالجور والفوضى . ان خروجي قد يسبب الاضطراب ، ولكن حفظ الشريعة الاسلامية أولى وأبقى )) .
ونشبت المعارك في الأحواز على نطاق واسع ! وفرضت السلطات الايرانية حالة الطوارىء في ميناء المحمرة البترولي بعد قتال عنيف وحروب شوارع بين الاحوازيين المطالبين بالحكم الذاتي وقوات البحرية والامن ، والمليشيات حرس الثورة ( الكوميتات - حرس خميني ) ، وامتدت المعارك الى ميناء عبادان ومدينة مسجد سليمان ، وسقط مئات القتلى .
وكانت الاشتباكات قد بدأت يوم الثلاثاء الواقع في 29 آيار / مايو 1979 ، أي بعد شهر تام من زيارة الوفد العربي الأحوازي لطهران ، عندما هاجم افراد تابعون للجان الثورية المركز الثقافي العربي الأحوازي في المحمرة ، وسرعان ما امتدت الاشتباكات الى أماكن أخرى من المدينة . ولقد ذكرت أنباء الدولة ذلك اليوم ان مركزا للشرطة في المدينة قد هوجم ، وان 20 شخصا قد اعتقلوا ، وان عدة حرائق قد اندلعت في أماكن مختلفة من المدينة ! ولكن مصادر عربية قالت ان حصيلة اليوم الثاني للاشتباكات كانت 80 قتيلا وبضع مئات من الجرحى ، وبضع مئات من المعتقلين . وذكرت مصادر رسمية حكومية ان قوات من المظليين طارت من طهران الى عبادان ( أحدى المدن العربية الأحوازية ) لتعزيز القوات الفارسية الحكومية هناك ... وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان المنظمة السياسية العربية في المحمرة ناشدت الدكتور كورت فالدهيم السكرتير العام للأمم المتحدة ولجنة الحقوقيين ، (( ايفاد لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الأحواز )) .
اذن ، نفذت الدولة الايرانية تهديدها بسحق المقاومة الوطنية الأحوازية ، بدفع قوى الجيش البحرية والجوية والبرية ، لمساندة اللجان الثورية في عملياتها . ومع ذلك ، كان ثمة نوع من الاتفاق ، بين مختلف أطارات الحكم الايراني لالصاق عمليات القمع الجديدة (( باللجان الثورية )) غير المنضبطة ( ! ) ، ففي حين يصرح بازركان أن (( طهران يحكمها مائة حاكم وحاكم )) ، يدعي السيد الخميني بتصريح (( يؤيد فيه رئيس حكومته )) الذي انتقد تصرفات اللجان الثورية ، وطلب من (( اللجان الثورية أن تحرص على تجنب كافة الأعمال التي من شأنها ان تسيء الى الاسلام في أعين العالم )) .
على (( ان اللجان الثورية المجرمة )) كانت مخلب قط ، في عملية القمع العسكرية الواسعة ، في الأحواز الجريحة . وكان واضحا ان المقاومة الأحوازية كانت قادرة على سحق هذه اللجان الثورية الفارسية لو تركت وحدها في الساحة ، دون دعم من قوى الجيش الايراني المجرم ومع ذلك فقد ذكرت الانباء أن الأحوازيين ، ردا على مهاجمة اللجان الثورية الفارسية مقر (( المنظمة السياسية العربية )) ، بادروا الى مهاجمة مراكز الشرطة ، والمرفأ ، واستطاعوا أن يضرموا النار في مقر قيادة القوات البحرية الايرانية نفسها وأقاموا متاريس وحواجز في الشوارع العامة شلت حركة السير تماما .
ويوم الابعاء 30 مايو / آيار 1979 ، دفعت سلطات الاحتلال الفارسي ( الايراني ) بالمدرعات الى قلب المدينة ، لسحق المقاومين الأحوازيين الذين وصفتهم أصوات فارسية تابعة للجان الثورية المجرمة (( بعملاء الاستعمار )) وحصل صدام عنيف سقط خلاله 200 شهيد احوازي وما يزيد على 600 جريح ، وقطع علي صالح شمخاني ( عميل احوازي - كان في ذلك الوقت احد قادة حرس الثورة الايراني - وهو الان وزيرا للدفاع لحكومة فارس العنصرية ) عميلا خسيسا باع وطنه وشعبه للفرس واصبح يقاتل شعبه من اجل المناصب والرتب وملذات الدنيا وعاقبته الخزي والعار وبئس المصير ، هو ومعه احمد مدني قطعوا الطرق المؤدية للمحمرة وضواحيها للحيلولة دون وصول العرب من المدن الأحوازية الآخرى لدعم اهالي المحمرة الابطال ، وصرح الشيخ الخاقاني بأنه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع النظام الحاكم في طهران بشأن منح الحكم الذاتي للأحواز ، فأنه سيدعو العاملين في صناعة النفط الى الاضراب ، مما سيؤدي الى اصابة الاقتصاد الايراني بالشلل التام الاربعاء سمي ، فيما بعد ، الابعاء الاسود .
. هذا وفرضت قوات الاحتلال الفارسي حصارا على منافذ مدينة المحمرة ، للحؤول دون وصول امدادات من احوازيي المناطق والمدن الأخرى ، وطافت القوات الفارسية في ارجاء الأحواز ، فيما احتشد 3000 من (( الحرس الثوري )) التابع لسلطات الأحتلال الفارسي لحماية المنشآت البترولية في مدينة عبادان .
وقامت سلطات الاحتلال الفارسي بأمر من طهران عاصمة فارس بأعتقال رئيس الوفد الأحوازي الاخ المناضل الشهيد البطل شبيل حمود الشرهان الطرفي وعدد من اعضاء الوفد واعدمتهما لبث حالة الرعب والخوف في اوساط المواطنين العرب في الأحواز المحتلة ، وقامت تلك السلطات الفارسية بملاحقة الثوار في جميع انحاء الاحواز ، مما اضطر المناضلون الاحوازيون من مغادرة الاحواز الى الاقطار العربية المجاورة سريا حفاظا على استمرارية الثورة وديمومتها ، واتخذت السلطات الفارسية المحتلة في الأحواز اجراءات تعسفية عدة منها : نفي آية الله الخاقاني الى مدينة قم احدى مدن فارس وفرضت عليه الاقامة الجبرية ومنعت عنه الاتصالات الى حين توفي هناك ، وسمحت الحكومة الفارسية للسلطات الفارسية في الأحواز بتصفية شاملة لكل المناضلين العرب وقامت شبكة فارسية سرية تابعة للأجهزة الامنية الفارسية بقتل النساء العربيات الحوامل في مدينة المحمرة وضواحيها وشق بطونهن وقتل حملهن ، انهم انسلخوا من روح الانسانية وسيطرة عليهم حالة السيطرة على الاحواز والخوف من ضياعها منهم ، كما اصدرت (( محكمة الثورة - محكمة الاحتلال )) التابع للنظام الفارسي للأحواز بيانا حذرت فيه المعارضين للثورة (الفارسية) ... وطالبت السكان (( بالتعاون مع حرس الثورة في القاء القبض على مثيري الاضطرابات )) ، اما خلخالي المجرم فقد اعدم اكثر من 70 مناضلا عربيا احوازيا فى تلك الاثناء في منطقة مشداخ احدى مناطق الاحواز في محكمة صورية سريعة في صحراء مشداخ واصدر حكم الاعدام على مناضلينا بتهمة مشاركتهم في احداث المحمرة ، أما الادميرال أحمد مدني الحاكم العسكري الفارسي على الأحواز ، فقد القى اللوم (( على الاستعماريين ، ومؤيدي النظام السابق ، والمواطنين الذين ينتمون الى اليسار ، في تفجر اعمال العنف في القطر )) ... فكأنه الشاه نفسه ، يصف بداية تفجر اعمال العنف في أواخر عهده متهما اليمين واليسار بها !!!! محاولا تضليل الرأي العام الاقليمي والدولي بحقيقة الامر ، الا وهي ان شعب الأحواز منذ احتلال فارس لارضه عام 1925 لغاية تلك الاحداث شعب يناضل من اجل الخلاص الوطني وتحرير وطنه من براثن الاحتلال الفارسي العنصري .
ان افراد سلطات الاحتلال الفارسي العنصري في الاحواز بداءنا من المجرم أحمد مدني وعلي شمخاني وقواتهم العسكرية كانوا في يوم الاربعاء الاسود وحوشا بهيئة بشر ، لا يختلفون بشىء عن قوات الصهاينة في فلسطين المحتلة ، بل الفرس هم الاسوء .
نتسأل كيف الولايات المتحدة الامريكية تمنح المجرم أحمد مدني قائد القوات البحرية الايرانية في عهد حكومة الجمهورية الا اسلامية حق اللجؤ السياسي وهو قاد عملية قتل اكثر من 200 مواطن عربي احوازي في ذلك اليوم المشئوم وقتل النساء العربيات الاحوازيات الحوامل وشق بطونهن وقتل حملهن ، اننا نطالب حكومة الولايات المتحدة الاميركية بالتحقيق في هذا الامر وتقديم الادميرال أحمد مدني وعصابته الى العدالة لمحاكمتهم كمجرمين حرب ، كما اننا نناشد كل المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة والمستقلة منها ، بتوجيه كل من موقعه الرسمي ان كانت ضمائرهم حية ومبادئهم صحيحة لا تتأثر بالمصالح السياسية ، تقديم طلبات ومطالبات لحكومة الولايات المتحدة الاميركية بتوجيه كتب تناشدها بالتحقيق في هذا الامر وتقديمه الى المحاكمة بتهمة مجرم حرب ، ارتكب جرائم هو وعصابته بحق المواطنيين العرب في الأحواز في يوم الاربعاء 30 مايو / آيار 1979 .
وانه لجهاد وثورة حتى النصر والتحرير
المجد والخلود لشهداء يوم الاربعاء الاسود البررة
المجد والخلود لشهداء الأحواز والامة العربية
عاشت الأحواز حرة عربية
الموت للعدو الفارسي العنصري المتغطرس
التحرير والاستقلال حليف شعب الأحواز العربي في نهاية المطاف يا فارس
والخزي والعار لحكام فارس المجرمين القتلة الارهابين .. امام الله .. والتاريخ .. والانسانية ..
والله أكبر والمجد للأمة والعزة للعروبة والاسلام .



قرات هنا أن أحد المشرفين قال

يجب وضع مصدر الخبر .

شرط الا يكون من اليوتوب والفيس بوك وغيرها

ويجب ان يكون من الصحف والوكالات

كما قرات هنا أن البعض يقول بعد قراءة أي موضوع

المصدر من فضلك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص

قرات هنا أن أحد المشرفين قال

يجب وضع مصدر الخبر .

شرط الا يكون من اليوتوب والفيس بوك وغيرها

ويجب ان يكون من الصحف والوكالات

كما قرات هنا أن البعض يقول بعد قراءة أي موضوع

المصدر من فضلك



غالي والطلب الطلب رخيص
تفضل .

المصدر هنا
وياريت ما تقولوش انم ايضا تدعمون ايران لأنها تحارب الاحواز
الاحواز عربية اسلامية ومحتلة من طرف ايران وهي اكبر من فلسطين اربع مرات
وهذا هو النظام الممانع الذي يريد تحرير فلسطين وما نحيلكش على جزر الامارات الثلاثة طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى