من يشاهد حال بعض شبابنا ممن يعيش بعض المشكلات سواء في التوظيف وعالم الشغل أوفي السكن ، رغم ما تبذله الدولة من جهود جبارة وأقول جبارة سوف يتعاطف معهم بكل تأكيد ، فالشباب هو نقطة قوة أي مجتمع كما أنه نقطة ضعفه ،وذلك عندما يستغل أعداء أي أمة هذه الأوضاع المؤقتة لتيئيسه وقتل معنوياته ، وإغلاق باب المستقبل أمامه .
تجتهد بعض المراكز الصهيونية والغربية في هذا الأمر وتعمل على بث روح اليأس و زرع عدم الثقة بين الشباب ودولته وحكومته ، من خلال بث الأكاذيب والإشاعات ، وبريق الحياة المثالية في بلدان الدول الغربية ، والذي اكتشف الكثير من الشباب عند ذهابهم إلى هناك على أن ما شاهدوه لم يكن سوى وهم ، وأي ذل ومهانة وعبودية عاشوها هناك . فالديمقراطية والحرية التي يتغنى بها الغرب هي محصورة بالمواطن الغربي وما يحوزه المغترب من شبابنا هو عنصرية مقيتة قد تؤدي بصاحبهـا إلى الهلاك .
لا أحد ينكر بعض الإيجابيات هناك ولكن بالمقابل في بلدنا الجزائر لا أحد ينكر هامش الحرية والتعبير الذي يتمتع به المواطن الجزائري ، بالمقارنة مع الجيران في المغرب وفي بلدان الخليج ، كما أنه لا يمكن إنكار الأشواط الهائلة التي قطعتها الجزائر في إرساء السلم والاستقرار و لو نظرنا على يميننا و شمالنا فنحن الأفضل بل ريب . و لو أبعدنا نظرنا قليلا هناك ... هناك وما يتراء لنا من تناحر وتقاتل وتشرذم و تكفير وإلغاء للأخر وتخريب وفوضى خلاقة فنحن الأفضل بلا شك .
إن الجزائر تمارس ديمقراطيتها وفق قيمها العريقة و يتمتع فيها المواطن الجزائري بحرية قل نظيرها في العالم العربي والعالم الثالث ومن ينكر هذا الأمر فهـو كذاب وجاحد . حقيقة فيه مشاكل اجتماعية وأخرى اقتصادية والجزائر جزء من هذا العالم وتتأثر بكل هزة في العالم وهذا طبيعي فكل الدول تتأثر بذلك لأن الاقتصاد العالمي متشابك ، كما أنه أصبح قرية صغيرة تتدفق فيها الأشياء الصالحة كما الأشياء الطالحة ولهذا بالغ الأثر على المجتمع . كما أن المتتبع للأحداث الجارية في العالم يجد أن الدول الكبرى تعيش أزماتها الإقتصاية والسياسية والاجتماعية فنحن نعيش في الأرض ولسنا في عالم المثل . لكن ما يبقى محيرا هو تأوه بعض الجزائريين دون سواهم وهم الذين يعيشون في ظروف أفضل بكثير من شعوب مالي والصومال ومصر وسوريا ولبنان و الكويت والسعودية والسودان والمغرب وتونس وليبيا اسبانيا وايطاليا واندونيسيا ..... لا بد أن هناك خطة جهنمية تقف بعض الأطراف في الداخل قبل الأطراف الخارجية لخلخلة الوضع وهم معرفون فقد فعلوها في أكثر من مكان وشعارهم " أنا ...أنا ...أنا وبعدي الطوفان " ، وما هذه الأبواق الناعقة هنا وهناك وفي أكثر من مكان سوى أدوات إعلامية لها لتمهيد الأمر ، لكن لن يحدث ذلك لسبب وحيد أنهم أقلية منبوذة كما أن الشعب بالمرصاد لهم .