عنوان الموضوع : التقارب السعودي الاسرائيلي يخرج الى العلن
مقدم من طرف منتديات العندليب

النظرة الى الوضع العربي الراهن تسفر عن محاولة البحث عن إجابات على تساؤلات أساسية.
أول هذه التساؤلات هو اذا كان بإمكان السعودية ان تتزعم الوطن العربي، ذلك ان الدلائل تشير الى ان تزعم السعودية للوطن العربي هو هدف اسرائيلي يكاد يكون صريحاً. ليس فقط لأن اسرائيل تتجنب مهاجمة السعودية، بل تتجنب حتى انتقاد مواقف السعودية بشأن اي من القضايا العربية والإقليمية والدولية. وتكاد السعودية ان تكون في نظر اسرائيل مساوية لمصر في اهمية موقعها الاقليمي. فإسرائيل تتجنب في الفترة الاخيرة ـ نعني في السنوات الثلاث الاخيرة على الأقل ـ توجيه اي نقد او لوم لمصر خشية ان يعدّ ذلك بمثابة ابتعاد عن اتفاقات ومعاهدات السلام الموقعة معها، وهو الموقف نفسه الذي تتخذه مصر في ظل نظامها الحالي تجاه اسرائيل. ويظهر جلياً ان مصر تريد من وجهة نظر نظامها القائم تأجيل خلافاتها مع اسرائيل الى وقت تكون قد انتهت فيه من تدبير امورها الداخلية، او بالأحرى خلافاتها الداخلية.
وقد لوحظ ان السلطة الحاكمة في مصر رحبت بشدة باقتراب السعودية منها ومدها يد المساعدة المالية من اجل تحسين الوضع الاقتصادي والمالي المصري، ولوحظ ايضاً ان اسرائيل بدت مرحبة ـ على الأقل ـ بهذه الخطوة السعودية المهمة. وهو ترحيب يساوي قبول اسرائيل لارتفاع منسوب النفوذ السعودي في مصر. كما يلاحظ ايضاً ان اسرائيل لا تتخذ موقفاً نقدياً من سياسة مصر الراهنة بالنسبة للدور السعودي في ازمة سوريا، وهو موقف يتفق الى ابعد الحدود مع موقف اسرائيل من سياسة السعودية التي تلعب دوراً نشطاً لأقصى الحدود في تمويل وتسليح الحرب الدائرة ضد النظام السوري. فلم تصدر كلمة واحدة يمكن اعتبارها من قبيل الانتقاد للدعم السعودي المالي والتسليحي لما يسمى بالمعارضة السورية، وهو تعبير لا يقصد فقط التنظيمات المحلية السورية المناهضة لنظام بشار الأسد، انما هو تعبير يشمل التنظيمات الاجنبية الكثيرة التي تعمل في المناطق السورية ضد النظام السوري.
المملكة السعودية تبدي اهتماماً فائقاً بتزعم الوطن العربي، وفي الوقت نفسه فإن إسرائيل لا تبدي اي معارضة لهذا الهدف. اسرائيل تبدو راضية عن تراجع زعامة مصر في ضوء انشغالها بأحوالها الداخلية، بما في ذلك الأحوال السائدة في سيناء والتي تشغل مصر بمجهودات عسكرية غير قليلة. والسؤال هنا هو هل تستطيع المملكة السعودية ان تتزعم الوطن العربي وأن تمارس فيه نفوذاً يتخطى حدود منطقة الخليج ليشمل المنطقة العربية من العراق شرقاً الى موريتانيا غرباً؟ الامر المؤكد هو ان السعودية تتصرف في المنطقة العربية تصرف من يعتقد ان الزعامة لها تكاليفها ـ او بالاحرى نفقاتها ـ المالية. في حين ان الزعامة القومية والاقليمية انما تعني اموراً تتعلق بالانتماء التاريخي والسياسي والجغرافي والثقافي أكثر مما تعني تمدد السلطة المالية وتأثيراتها. كما أن الزعامة لا تقف عند حدود التشابه في الأوجه التاريخية والسياسية والجغرافية والثقافية، انما تتجاوز ذلك الى الحجم السكاني ومدى التأثير الفكري والثقافي، وكذلك السياسي للبلد الذي يمارس هذه الزعامة على مدى تاريخي كبير.
تستطيع المملكة السعودية بفضل تميزها النفطي ان تمارس قدراً من النفوذ المالي في المنطقة العربية ولكن ذلك لا يكفل لها زعامة قومية او إقليمية. بل إن نفوذ السعودية المالي يمكن ان يمتد الى بلدان لا تقع في اطار الوطن العربي جغرافياً او تاريخياً، ولكن ذلك لا يكفل لها زعامة في المنطقة بالمعاني المذكورة. يمكن ان يكون هذا النفوذ محسوساً في أفريقيا وآسيا، وحتى في اوروبا الى حد ما، ولكنه لا يصل الى حد الزعامة ولا يحمل صفاتها الاساسية. ويمكننا في هذا المجال ان نذكر ان السعودية تتمتع بقدر من النفوذ المالي في الولايات المتحدة بسبب اعتماد الولايات المتحدة على ما تستورده من نفط من السعودية وما تصدّره لها من اسلحة وغير ذلك من السلع. ولكن هذا القدر من النفوذ لا يصل بالسعودية الى حدود التأثير في السياسة الاميركية حتى في اطار الشرق الاوسط كمنطقة جغرافية.
وحينما يبدو ان ثمة خلافاً بين السعودية والولايات المتحدة، كما هو الحال في الوقت الحاضر نتيجة للتطورات التي تظهر الآن في السياسة الاميركية تجاه إيران وما تخشاه السعودية من تحول العلاقات بين اميركا وإيران من السلبية الى الايجابية، فإن احداً لا يمكن ان يتوقع ان تمارس السعودية اي قدر من النفوذ على الولايات المتحدة يصل الى حد الزعامة او حتى الى حد التأثير على توجهات الولايات المتحدة السياسية في منطقة الشرق الاوسط التي يقع في اطارها كل من ايران والسعودية. قد تبدو حدود التأثير الاميركي والسعودي على سياسات كل من البلدين تجاه ايران في اتجاه التغير، ولكن هذه السياسات ستبقى محكومة بالعلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة أكثر من أي اعتبار آخر، وقد تؤدي التطورات الى تحسن في العلاقات الاميركية - الايرانية من دون أن يؤدي هذا الى تدهور في العلاقات الاميركية - السعودية.
ومن المؤكد ان ثمة صراعاً على النفوذ في منطقة الشرق الاوسط في الوقت الراهن بين ايران والسعودية، وإن لم يبلغ هذا الصراع مبلغاً خطيراً، فإن ذلك لن يكون له تأثيره على علاقات اي من البلدين مع الولايات المتحدة. هذا بالطبع ما لم يكن لاسرائيل دخل بهذا الوضع. فإنه عندما تمس الامور اسرائيل تستنفر الولايات المتحدة وتكون مستعدة بل وراغبة في النيل من اي طرف يحاول ان يضر بمصالح اسرائيل. ويبدو ان السعودية قد ادركت، في الفترة الاخيرة خاصة، ارتباط علاقتها بالولايات المتحدة باسرائيل، وليس بالنفط وحده. إن غياب اي نقد سعودي رسمي لإسرائيل يزيد في اقتناع الولايات المتحدة بـ"عقلانية" السياسة السعودية.
وإذا ما تساءلنا اذا كان من الممكن ان تعمل السعودية من اجل نظام أكثر ديموقراطية في سوريا فإننا نقع في تصور خاطئ مزدوج. فالسعودية لا تتقيد بأي نظام ديموقراطي في الحكم داخل البلاد السعودية نفسها. وفي الوقت نفسه ليس صحيحاً أبداً ان الولايات المتحدة تبدي اي درجة من الحرص على وجود حكم ديموقراطي في سوريا. الاولى - السعودية - تفضل نظاماً في سوريا يخضع للنفوذ السعودي والابتعاد عن اي صراع مع اسرائيل، والثانية ـ الولايات المتحدة ـ تفضل نظاماً يخضع للنفوذ الاميركي ويرضخ لقوة اسرائيل ومصالحها اكثر من اي قوة اخرى في المنطقة. وتعرف الولايات المتحدة جيداً أن مصالحها النفطية والعسكرية في السعودية تخضع لوجود نظام غير ديموقراطي في السعودية. ولهذا فإن أميركا لا تذكر من قريب او من بعيد اي شيء عن وجود قوى معارضة سعودية في السجون لكونها تناهض النظام السعودي غير الديموقراطي. وتعرف أميركا جيداً مدى الارتباط بين المصالح الاميركية النفطية والمالية في السعودية والنظام اللاديموقراطي القائم في المملكة. وتعرف أميركا جيداً أيضاً ان السعودية بنظامها اللاديموقراطي لا يمكن ان تعمل لمصلحة الديموقراطية في اي بقعة من العالم، خاصة في الشرق الاوسط وبصفة أخص في منطقة الخليج.
اما لماذا تهتز السعودية الى الحد الذي يبدو واضحاً الآن من احتمال قيام علاقات افضل بين اميركا وإيران فإن لحجم ايران الجغرافي والسكاني دخلاً كبيراً بالامر. إن إيران تشكل اكبر قوة سكانية واستراتيجية في المنطقة، الامر الذي يؤهلها لدور يتناسب مع هذا الحجم بوجهيه، ويكشف في الوقت نفسه عن صغر حجم السعودية جغرافياً وسياسياً وسكانياً وعدم ملاءمتها لدور استراتيجي في المنطقة. ولا بد من الإشارة هنا الى ان هذه الصفات تمثل ثوابت لا علاقة لها بالدور الديني الذي تمثله السعودية في المنطقة والعالم.
التحالف الأميركي الإسرائيلي هو الأساس في قيام تحالف سعودي اسرائيلي وإن كان تحالفاً غير رسمي.
https://www.assafir.com/Article.aspx?...8#.UqDVYSfC0xI


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

تب إلى ربك أخي الحبيب ـمسلم أمازيغي ـ أنت إنسان طيب جدا لكنك عنيد فدعك من اتباع عورات الناس و احترم السعودية كونها تحتضن بيت الله الحرام على الاقل.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

النظام السعودي يهدف الى المحافظة على مصالحه
وبعض هذه المصالح يتقاطع مع المصالح الاسرائيلية
فمثلا العدو المعلن للبلدين مشترك "ايران"
والحليف المعلن مشترك "الولايات المتحدة "
لذالك فربما تكون هناك علاقة غير معلنة
لكن في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم بل مصلحة دائمة
ايران عقدت الصفقات مع الولايات المتحدة وقريبا ربما ستصبح أحد الحلفاء
ولزاما أي حليف لأمريكا على الأقل ليس عدو لاسرائيل



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :