استطلاع نسبة تاييد الاخوان في الجزيرة العربية المحتلة والامارات الصهيونية تتجاوز 30%
استمرار تأييد الإخوان يفسر القلق الكبير الذي تشعر به الحكومات
قرابة 50% منهم يدعمون «حماس»
استطلاع: نسبة تأييد «الإخوان» فى السعودية والإمارات والكويت تتجاوز 30%
27-10-2015 الساعة 16:17 | نور الشامسي
استطلاع بتكليف من معهد واشنطن للدراسات يكشف نتائج مثيرة للجدل حول تفضيلات شعوب كل من السعودية والإمارات والكويت لعدد من القضايا والفئات الهامة في المنطقة.
كشفت نتائج جديدة لاستطلاعات رأي أُجريت من قبل شركة محلية رائدة في مجال المسح التجاري في السعودية والكويت والإمارات، بتكليف من معهد واشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي، عن تأييد 31% من السعوديين، و34% من الكويتيين، و29% من الإماراتيين لجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من الرفض السياسي المعلن من تلك الدول، للتنظيم.
وعقّب «ديفيد بولوك»، الزميل في معهد واشنطن، على النتائج بإشارة إلى أن هذا المستوى هو أعلى بكثير مما كان متوقعا، نظرا لأن الحكومتين السعودية والإماراتية كانتا قد صنّفتا جماعة الإخوان كـ«منظمة إرهابية»، وشنّتا حملة عنيفة جدا ضدها، في وقت سابق من هذا العام.
وتستند استطلاعات المعهد على مقابلات شخصية أجريت مع عينة احتمالية جغرافية تمثيلية على الصعيد الوطني، شملت 1000 مشارك من كل دولة، ما يعني أنها تتضمن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3% زيادة أو نقصانا.
وعلّق د.«عبدالخالق عبدالله»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، والمشرف العام على التقرير الإستراتيجي الخليجي، على نتائج الاستطلاع في حسابه على تويتر، بالقول: «أن تكون نسبة التأييد للإخوان 29% في الإمارات بعد كل الحملة الإعلامية والرسمية والشعبية المكثفة ضدهم؛ نسبة تستحق وقفة وقراءة متأنية».
ولفت التقرير الذي نشر أمس الأحد، إلى أن استمرار الدعم الشعبي غير المتوقع لجماعة الإخوان، يساعد على تفسير سبب القلق الكبير الذي تشعر به هذه الحكومات من هذا التأييد، ولماذا تستمر في حملاتها الشديدة جدا ضدها، كما أنه يساعد على تفسير سبب الدعم القوي الذي توفره هذه الحكومات لحكومة الانقلاب العسكري في مصر الآن، ولماذا تحاول هذه البلدان الضغط على قطر بكل السبل للحد من دعمها للإخوان على الصعيد الدولي. شعبية حماس تتخطي النصف
بجانب ذلك، حصلت حركة حماس، الجناح الفلسطيني للإخوان المسلمين، على تأييد أكبر من قبل مواطني هذه الدول حيث يدعمها: 52% من السعوديين، و53% من الكويتيين، و44% من الإماراتيين. بالمقارنة، تحصل السلطة الفلسطينية في رام الله على نسبة أقل إلى حد ما، حوالي 40% في البلدان الثلاثة التي شملها الاستطلاع.
ويظهر الاستطلاع أن هناك أقلية كبيرة جدا في كل بلد (40%- 45%) توافق على أن سياسة حماس تؤدي إلى الإضرار بالفلسطينيين أكثر من جلب المنفعة لهم. فيما تنعكس هذه المواقف المختلطة لعموم السكان في وجهات نظرهم حول مختلف القوى الإقليمية.
وينقسم الكويتيون بالتساوي تقريبا في تقييماتهم الإيجابية أو السلبية لسياسات حكومة الانقلاب المصرية في الآونة الأخيرة -التي تعارض كلا من الإخوان المسلمين وحماس- كما ينقسمون حول حكومتي تركيا وقطر، اللتين تدعمان كلا المنظمتين.
ولدى الإماراتيين آراء تتباين بالتساوي حول تركيا وقطر، ولكنها تتعاطف بصورة أكثر إيجابية مع مصر بنسبة 60% إيجابية و37% سلبية.
وينقسم السعوديون حول تركيا، حيث إن لديهم آراء سلبية بصورة محدودة تجاه قطر (45% مقابل 53%)، بينما هم أكثر تعاطفا تجاه مصر، بنسبة 64% لذوي الآراء الإيجابية مقابل 33% للآراء السلبية. تأييد هزيل للدولة الإسلامية
وحول تنظيم الدولة الإسلامية، كشف الاستطلاع أن هناك 5% فقط من السعوديين - وحتى عدد أقل من الكويتيين والإماراتيين، عبّروا عن وجهة نظر إيجابية تجاه تنظيم الدولة في العراق والشام (داعش)، وهو أقل بكثير مما أشارت إليه بعض التقارير المثيرة للاهتمام والمستندة على الأخبار المتناقلة - من بينها استطلاع للرأي غير دقيق تماما نُشر في الصحافة العربية، مطلع الصيف الماضي.
من ناحية أخرى، لوحظ بشكل لافت للانتباه أن الأغلبية في جميع هذه المجتمعات الخليجية العربية الثلاثة «لا تتفق» مع الفكرة القائلة بأنه «يتوجب على الدول العربية إيلاء المزيد من الاهتمام للقضايا الداخلية الخاصة بها بدل الاهتمام بالقضية الفلسطينية».
وتتراوح نسب الذين يرفضون هذا التأكيد بين 60% في صفوف الكويتيين، و63% بين الإماراتيين، و65% بين السعوديين. ومن الواضح، أنه لا يزال هناك تأثير بالغ الأهمية للقضية الفلسطينية على العديد من العرب، حتى في المجتمعات الخليجية البعيدة التي تواجه حاليا العديد من التحديات الإقليمية الأخرى. نظرة سلبية لإيران وسوريا
وكشف الاستطلاع عن وجود نظرة سلبية تجاه الحكومتين السورية والإيرانية؛ إذ أن نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» يحصل على تأييد يصل إلى أقل من 15% في البلدان الثلاثة التي شملها الاستطلاع.
وبالنسبة لطهران، فقد عبّر 13% فقط من السعوديين عن نظرة إيجابية تجاه الحكومة الإيرانية. ولكن في الإمارات، التي تتمتع بعلاقات تجارية أفضل وغيرها من الروابط مع إيران، فترتفع هذه النسبة إلى 21%.
وفي الكويت، حيث إن ما يقرب من 30% من المواطنين هم من المسلمين الشيعة، يبلغ التأييد الذي تتمتع به إيران حوالي 24%. شعبية ضعيفة لأمريكا وحزب الله
أما المواقف تجاه «حزب الله»، الحركة الشيعية اللبنانية المسلحة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع الأنظمة في سوريا وإيران، فتتْبع بشكل وثيق الآراء القائمة تجاه هذين البلدين. فهناك 13% فقط من السعوديين الذين يقولون إن لديهم رأيا «ايجابيا إلى حد ما» تجاه «حزب الله». وتقترب هذه النسبة من نظيرتها بين الإماراتيين، حيث تصل إلى 15%. بيد أن التقييمات المواتية لحزب الله ترتفع إلى حد ما في الكويت، وتصل إلى 24%.
ومن ناحية المواقف الشعبية، لا تحصد الولايات المتحدة الكثير، فنسب التعبير حتى عن رأي «إيجابي إلى حد ما» تجاه الولايات المتحدة، وفقًا لسياساتها الأخيرة، هي 12% بين السعوديين، و14% بين الكويتيين، و18% بين الإماراتيين.
وعلى العكس من ذلك، فإن هناك نسبة كبيرة في كل دولة تعبّر عن رأي «سلبي جدًا» تجاه الولايات المتحدة، وهو 47% في السعودية، و45% في الكويت، و38% في الإمارات.
المصدر | الخليج الجديد + متابعات