عنوان الموضوع : أمة تبحث عن بطل ! من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
منذ كنت طالبا في المدرسة الابتدائية , كان معلمونا "الأفاضل" يقولون متى يظهر صلاح الدين في هذا العصر و يخلصنا مما نحن فيه و يوحدنا تحت تحت رايته فنمشي ورائه و ننتصر على العداء ابتداء من إسرائيل و انتهاء بالولايات المتحدة و نقود بعد ذلك عجلة التقدم في العالم حيث كنا أسيادا له.
بالطبع مرت عشرات السنين من الانتظار و ستمر بعدها عشرات أخرى ولم يظهر هذا "الصلاح الدين " و بالتأكيد لن يظهر ولو حتى بعد حين.لم يمنع هذا الانتظار من ترقب شخصية " صلاح الدين " هذا بين الفينة والفينة في صفوف بعض الزعماء الأبطال الخالدين من قادة هذا العصر.و لأن ثقافتنا السحرية تقوم على الانتظار فلا مانع أن ننتظر قرونا أخرى طالما أن جينة التخلف و النسياق مزروعة فينا.
و لئلا أحبط القراء أريد أن أذكرهم بعدة نماذج كانت تمثل "صلاح الدين" في فترة من الفترات ثم أصبحت أسير الخيبة من ترقبها و لكن نحمد الله أن أمتنا ولادة و ستنجب آخرين. فلقد ظهر الزعيم ناصر "صلاح الدين المصري" الذي كانت تهتز لخطابه الملايين شرقا و غربا ليستفيقوا من الوهم في العام 1967 و يكتشفوا أن الخرق الفلسطيني قد توسع ليشمل الضفة و غزة والجولان وسيناء و غور الأردن و أن دولة "العدو الصهيوني" توسعت خمسة أضعاف مساحتها و ما عاد أحد يستطيع أن يضيق الخرق.
ثم ظهر بعده ظهر "صلاح الدين العراقي" حامي الجبهة الشرقية من خطر الفرس و الذي استلم دولة بفوائض مالية وقدرات عملاقة وسلمها حطاما تذروه الرياح مع شعب جائع فقير بعد مغامرته "غير المحسوبة " في الكويت .
ثم ظهر " صلاح الدين القاعدي " بن لادن صاحب غزوة مانهاتن و التي هلل لها المهزومون في أمتنا و ماأكثرهم و هو الذي ظن أنه دمر الاتحاد السوفييتي و بلغ به وهم القوة أنه سيدمر الولايات المتحدة فيستولي على البيت الأبيض ليحكمه حسب شريعته . وبينما كان نبكي فلسطين صرنا نبكي أفغانستان و العراق ولا أدري من سيتلوهما من بلادنا؟
ثم ظهر لنا أخيرا "صلاح الدين الحزب الإلهي" سماحة السيد حسن و الذي زاوج بين اسم الحزب و "نصره" المظفر في العام 2016 فكان الحزب حزب الله و النصر نصر الله , فما كان من الجماهير إلا انقادت خلفه في بحث هائم عن بطل لأمة يبدو أنها فقدت دليلها فارتفعت الرايات والصور و الأعلام و نصبت السيد زعيما على الأمة بحكم أن ما تبقى من الزعماء غيره هم شلة من الخونة و لأن أي شيء يفرح هذه الأمة ويرفع من معنوياتها فقد كان الهبة مع السيد الذي تربع على عرش القلوب و العقول و صار الرمز الذي لا يقهر و الزعيم الذي لا يقدم على خطأ مهما كانت الظروف. و لأننا أمة كثر الرعاع فينا فقد اختاروه ليقودهم و يمشوا ورائه فيخطب و يصغون و يهدد وينفذ ,و انطلقت المظاهرات تأييدا له و مطالبة بنموذج مشابه بل إن هناك من طالب بأن يكون هو رئيسا دستوريا للأمة . و لكن السؤال هنا هل تقدر هذه الجماهير الغفيرة المطالبة بالمخلص أن تتحمل يوما من القصف والمعاناة والتشرد و نقص الغذاء والمال وانقطاع الكهرباء؟ و لكن دون مال حلال لأن النفط الإيراني يكفي للصرف على حزب الله و على التخريب في العراق ولن يكفي الأمة كلها!
أمة خلاصية تبحث عن البطل في كل زمان و مكان وتخلع صفة البطولة بين الفينة والفينة على كل من يخرج لنا بأي شيء _ولو كان تافها من خطاب إذاعي أو تلفزيوني اوتفجير إرهابي أو نصر مزيف أو حتى مرجلات شامية ولى زمنها و ليس لها في قاموس الحاضر معنى _ هي أمة فاشلة بكل المقاييس و ليتها تبحث عن البطل لتتقلد خطاه و لكنه تبحث عنه ليسوقها إلى حيث يريد ولو إلى الهاوية !
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :