عنوان الموضوع : هل ما زالت الأم مدرسة ؟ قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب






الام قديما

لقد كانت المرأة العربية القديمة مدرسة فعلاً فهي تسمع أطفالها منذ نعومة أظفارهم الكلمات الفصيحة، ليتذوقوها، ويناموا على موسيقاها، وتبعد عن أسماعهم الكلمات النابية. كانت المرأة العربية تغرس في أولادها القيم المتوارثة وآداب السلوك في البيت وخارجه، وتقوم لسانهم، وتفصح بيانهم، وتعلمهم التواضع واحترام الآخرين.

فقد تعلم حاتم الطائي الكرم من أمه التي كانت المثل الأعلى في العطاء والسخاء، وهي عتبة بنت عفيف "لا تدخر شيئاً، ولا يسألها أحد شيئاً فتمنعه" حتى حجر عليهـا إخوتها "ومنعوها مالها، فمكثت دهراً لا يدفع إليهـا شيء منه، حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلهـا، (أي قطعة من الإبل ما بين العشر إلى الثلاثين، أو إلى الخمسين والأربعين..) فجاءتها امرأة من هوازن كانت تأتيهـا في كل سنة تسألها، فقالت لها: دونك هذه الصرمة فخذيها، فو الله لقد عضني من الجوع ما لا أمنع معه سائلا أبداً.

ولاشك أن وصية الأم لابنتها قبل زواجها هي نموذج حي لما تزرعه الأم في نفس ابنتها من قيم موروثة، للعناية ببيت الزوجية وحماية الأسرة من التشرد والتشتت.. ولعل وصية أمامة بنت الحارث زوج عوف بن محلم الشيباني، لابنتها قبل زواجها من عمرو بن حجر خير مثل يقتدى به في تاريخنا العربي


وقد تزوج شريح القاضي (...- 78هـ) أبو أمية من أشهر القضاة الفقهاء في صدر الإسلام، ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية تزوج زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة وأمضى معها عاماً براحة وسعادة، وقد عاد مرة من مجلس القضاء فوجد عجوزا تأمر وتنهي في الدار فسأل من هذه؟ قالوا فلانة ختنك (أي حماه) فسلم عليها فسألتة: كيف رأيت زوجتك قلت؟ خير زوجة فقالت لي: أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالتين إذا ولدت غلاماً أو حظيت عند زوجهـا، فإن رابك ريب فعليك بالسوط فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة قلت: أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب ورضت فأحسنت الرياضة. قالت: تحب أن يزورك أختانك قتلت: متى شاءوا. قال: فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية...




كانت الأم في المجتمع العربي الجاهلي ذات أثر كبير في تكوين ثقافة الأبناء، وهي المصدر الأول لبنيتهم الفكرية، وخاصة اللغة والبيان، فما يتعلمه الطفل من أمه يرسخ في ذهنه، ولذا كان العرب القدماء يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا اللغة الصحيحة.. ولعل محمداً صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك، فقد أرسله جده إلى البادية ليتلقى اللغة الفصحى البعيدة عن الشوائب، وكان رسول الله (ص)يرجع فصاحتة المعجزة إلى منبته في قريش واسترضاعه في بني سعد، وهو الذي يقول: "أنا أعربكم ولدت في قريش واسترضعت في بني سعد". وقال له أبوبكر رضي الله عنه: ما رأيت أفصح منك يا رسول الله. فقال: "ما يمنعني! ولدت في قريش وأرضعت في بني سعد".


ولكن التربية العملية التي تقوم بها الأم في تزويد أبنائها لجعلهم قادرين على ممارسة أعمالهم المستقبلية هي متممة وأساسية. فالطفل الذي ينشأ في بيت منسق نظيف، ويتذوق الطعام الشهي.. لا يتخلى عن ذلك كله بل ينقله معه إلى أولاده.. فقد اعتاد رؤية أمة تعد المائدة، والطعام، وتنظف البيت، وتستقبل الضيف مرحبة به، وفي أوقات فراغها تدرب ابنتها على القيام بأعمال تطريز وخياطة أو رسم ونحت وموسيقى، وغير ذلك مما يوجه الفتاة إلى أشياء نافعة لاتستغني عنها، تستفيد منها في مستقبلها لتزين بيتها وتملأ فراغها.. والأم هي التي توجه فتاها منذ صغره ليعمل أعمالاً تنفعه في مستقبله إلى جانب علمه..


لقد كان في الماضي دور الأب في توعية ابنه، ولكن دور الأب قد أخذته الأم في حياتنا المعاصرة، في توجيه ابنها ليمضي فراغه في أشياء نافعة له من.. تجارة أو حدادة أو رسم أو نحت وما إلى ذلك.. لتنمي ميوله التي تنتبه إليها، فعلى الغالب الأب بعيد عن البيت أكثرالأحيان، والأم هى القائدة والموجهة للبيت.. إن الأم هي المسئول الأول عن تربية الأطفال، "لو كانت تملك العديد من الإماء والعبيد، فقد كان يعير الولد أو البنت بأن تربيتهما كانت من عمل الإماء. وفي ذلك يتفاخر عمرو بن العاص فيقول: "ولا تأبطتني الإماء، ولا حملتني البغايا في غبرات المآلى".

الأم المعاصرة


الأم العربية المعاصرة حاولت أن تتملص من دورها العظيم الذي وهبتة لها السماء، فهي غالباً تطلب ولا تعطي، ولعل الأنانية التي وصلت بالإنسان المعاصر إلى ذروتها، كانت الأم قد أخذتها كلها تقريباً. لا أنكر أن هناك أمهات يشغلن أوقاتهن وتفكيرهن، ويعطين أقصى جهدهن لتأمين السعادة لأسرهن.. وهناك الأمهات اللواتي. لايهتممن بتوجيه أولادهن، ويصررن على أن الاساس في توجيه الفتى هو الأب وأن المدرسة هي المسئولة عن توجيه الجنسين معاً.



وهناك فئة أخرى تشغلها عن توجيه أبنائها ملذات الحياة، ربما أنها لم تجد العناية والتوجيه من أمهاتها من قبل.
إن دور الأم هو الأساس في كل المجتمعات المتطورة والمتخلفة.. وليس هناك فرق بين أم مثقفة وأم جاهلة. كل واحدة منهما لها دور مميز في توجيه الطفل. ولو حاولنا أن نستقصي الأسباب التي أدت إلى الانهيار التربوي في مجتمعاتنا الحديثة.. لوجدنا أن الأم هي المسئولة عن ذلك فهناك أمهات تؤمن بالبدع والخرافات، والتقاليد البالية التي تحاول أن تفرضها على أولادهن الذين يعيشون عالماً مختلفاً عن عالمها..


ومن هذه النقطة تبدأ المشكلة وتتسع فينسلخ الطفل عن بيئته وأمه، وينساب في طريق مؤدية لا نحرافه أو لتماسكه، ومهما حاول الطفل أن ينسلخ عن بيئته فلن يستطيع ذلك، لأنه نشأ فيها، وتعلم بدايات إدراكه منها.. فلذلك كان للأم الدور المهم في توجيه الطفل، فهي تورثه وتكسبه تربية وتوجيهاً سيئاً أو جيداً



منقول بتصرف بسيط
.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هل مازالت.....................الأم

احذفي الحرف الملون وستعرفين الاجابة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

الموضوع مهم جدا بالنسبة لي ... أما عن سؤالك : فهذه المدرسة ما زالت و لن تنهار لأن جدرانها ليست من الطين .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الام مدرسة عظيمة تفرض نفسها بقوة ولا يمكن بحال من الأحوال تجاهلها. وقد رأينا ولله الحمد في المجتمع الجزائري لاينكر أحدا امه إلا ابتلاه الله بأولاد ضائعين خائبين يري معهم المر والعلقم .حتي ان من صدف العجائب أن أما ارتكبت جريمة الزنا بعد موت زوجها فعاملها ولدها بقسوة وطردها ولما كبر ابتلاه الله بمرض خطير فكان يري أن ذالك بسبب طرده لامه .والمجتمع في هذه الحالة قد يعطي الحق للإبن ومع ذالك فالله قال (وإن جاهداك علي ان تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) فرغم المعصية والتي لايتساهل معها الشرع أبدا يري الشرع هنا وجوب طاعة الإبن لامه وتبقي الأم مدرسة نتعلم منها الكثير والكثير عرف من عرف ذالك وجهله من جهله.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالدين17
هل مازالت.....................الأم

احذفي الحرف الملون وستعرفين الاجابة

مشكور علي المشاركة

ولا استطيع حذف الحرف الملون لان الام ستظل أم حتي لو تغير الزمن وحالت الظروف دون ان تلعب دورها علي اكمل وجه


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rami_2323
الموضوع مهم جدا بالنسبة لي ... أما عن سؤالك : فهذه المدرسة ما زالت و لن تنهار لأن جدرانها ليست من الطين .

بارك الله فيك أخي علي المشاركة


نسأل الله الهداية