عنوان الموضوع : : .ღ♥仄♥ღ كيف أصبح رجلا ؟!!: .ღ♥仄♥ღ
مقدم من طرف منتديات العندليب
تأملت في يوم قادم يقف فيه شاب أمامي ويلح في السؤال: كيف أصبح رجلا؟
واحترت فيالجواب من الآن! واسترجعت الذاكرة بعد مشاورة، واستهديت بالآية والحديث، واستوعبتالسؤال كاملا.. فإذا الإجابة طويلة ومتشعبة، وكل صاحب معرفة يسير بك في واد، ولكنحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق!
أيها الشاب: ستمر بك الأيام عجلى،وتتوالى عليك الليالي سريعة، فإذا بك تقف ممتلئا صحة ونشاطا تطاول أباك طولا وقدمنحك الله بسطة في الجسم.
وإن مرت بك الأيام وسلمت من عاديات الزمنوطوارق الأيام فسوف تمر بمراحل العمر كلها - بإذن الله - قال الله تعالى: ونقر فىالأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم وإن قدر الله لكأمرا آخر فأنت ممن قال الله فيهم: ومنكم من يتوفى .
ولا أخالك أيهاالشاب وهذه المراحل السريعة تمر أمامك إلا مسارعا للإمساك بها، والتزود من مراحلها. وها هي قدمك بدأت تخطو الخطوات الأولى في مرحلة الشباب والنضج، وهي مرحلة مهمة خصهاالرسول بالحديث المشهور: { لا تزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عنعموه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه.. } [رواه الترمذي].
وخص النبيمرحلة الشباب هذه لكثرة الإنتاج والعطاء والبذل والإبداع فيها.
أيهاالشاب:
مقاييس الرجولة تختلف حسب نظرة المجتمع والأسرة والشاب نفسه،فرجولة المهازيل إضاعة الوقت وازجاء الزمن دون فائدة، ورجولة المرضى والسفهاء السعيوراء الشهوات المحرمة!
أما رجولة أهل الهمم والمعالي: فهي السعي الحثيثإلى جنة عرضها السماوات والأرض، ومن متطلبات هذا السعي أن تكتسب من العلم أوفره،وأن تنال من الأدب أكثره، ومن معالي الأمور وجميلها ما يزين رجولتك، ويجعلك محطالآمال ومعقد الأماني، بعيدا عن عثرات الطريق ومزالق المسير.
تصبح رجلاأيها الشاب إذا اكتملت فيك مقومات الرجولة الظاهرية من ارتواء الجسم ونضارته وقوةالشباب وحيويته وظهور الشوارب واللحى! وهذه كلها تشترك فيها أمة مثلك من الشباب.. صالحهم وطالحهم، ومسلمهم وكافرهم، وبرهم وفاجرهم.. وبعض الحيوانات تشترك مع الإنسانفي هذه الصفات من عضلات وقوة تحمل!
لكنك رجل مميز وشاب متفرد.. نريدكرجلا مسلما لا رجلا مجردا!! ولكي تكون كذلك فالآفاق أمامك مفتوحة، ودروب الخير سهلةميسورة، وحصاد العلم قد دان وقرب، وغراس الخلق ينتظر الجاني.. فهيا لتنال نصيباوافيا من ذلك فتكون رجلا كما نريد، وكما تريد، بل وكما يريد الله عز وجل ذلك،فالأسرة والمجتمع والأمة بحاجة إلى شباب صالحين مصلحين، فهذا الدين يحتاج إلى رجل.. ولكن ليس رجل فحولة فحسب، بل رجل بطولة وصبر، يحمل هم الدعوة ويقوم بها ويصبر علىما يلاقيه، يسعى جادا لنيل العلم والارتقاء في درجاته، عفيف اللسان نزيه الجوارح.. تسارع قدمه إذا سمع الأذان.. ويتردد بين جنباته آيات القرآن. وبعيدا عن التنظيروالكلمات الإنشائية أذكرك بأمور إن تمسكت بها وأخذت بأطرافها فزت وربالكعبة:
أولاً: خلقت لأمر عظيم فاحذر أن يغيب ذلك عن بالك طرفة عينفالله عز وجل يقول في محكم التنزيل: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .
ثانيا: الصلاة.. الصلاة! فإنها عماد الدين والركن الثاني العظيم، ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فلا تتهاون ولا تتكاسل ولا تتشاغل عن أدائها فيوقتها مع جماعة المسلمين، يقول الرسول : { العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمنتركها فقد كفر }، وأراك تغتم وتهتم لفقد أمر من أمور الدنيا من ضياع قلم أو فقدمحفظة.. ولا تهتم بأن تفوتك تكبيرة الإحرام أو الصلاة مع الجماعة، ووالله لن يفلحمن تركها!!
ثالثاً: ما أضاع ساعات الزمن وأيام العمر.. مثل حياةالفارغين، وأصحاب الهوايات الضائعة والأوقات المسلوبة، ممن همهم إضاعة الساعاتوالأوقات في لهو وعبث، فاحرص على وقتك فإنه أغلى من المال، وإن كان مالك تستطيع أنتحافظ عليه وتنميه وتستثمره، فإن الوقت قاتل وقاطع والأنفاس لاتعود.
رابعاً: العلم طريق الوصول إلى خشية الله عز وجل فسارع إليه وابدأبالعلم الشرعي الذي تقيم به أمور دينك، وما نلت من علم دنيوي تحتاجه الأمة فاجعلنيتك فيه خدمة الإسلام والمسلمين حتى تؤجر عليه.
خامساً: حسن الخلق كلمةلطيفة طرية على اللسان، ولكن عند التطبيق تتباين الشخصيات ويفترق الرجال إلى أصولوفروع! ولا يغيب عن بالك أن حسن الخلق من صلب هذا الدين؟ فبر والديك، وارفق بأخيك،وأحسن إلى صديقك، وتعاهد جارك.
سادساً: مع تنوع المعارف والعلوم لابد أنيكون لك سهم من تلك الطروحات حتى تكون قوي الفكر، ثابت المعلومة، على اطلاع واسعلتنمي ثقافتك، ومثلك يحذر الطروحات الفكرية التي يدعيها بعض الموتورين والمرجفينممن لا يذكرون الله إلا قليلا!
سابعاً: القدوة علم تسير خلفه وتستظلبآرائه وتستلهم طريقه، فمن قدوتك يا ترى؟ ولا أعرف لابن الإسلام قدوة سوى محمدوصحبه الكرام وسلفه الصالح.
ثامناً: أنت - ولا ريب - تتطلع إلى غد مشرقوسعادة دائمة وظل وارف، فعليك بتقوى الله في السر والعلن فإنها وصية الله للأولينوالآخرين وطريق النجاة يوم الدين: من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهحياة طيبة .
تاسعاً: لتكن قوي الإرادة، ماضي العزيمة، وألق ما تقع عليهعينك من المحرمات، وابتعد عن الرذائل ومواطن الشبه والريب، ولتكن لك قوة داخليةتسخرها لتزكية نفسك وصفاء سريرتك وذلك بمراقبة الله عز وجل على كل حين ومداومةالعمل الصالح.
عاشراً: الدعاء هو العبادة، وكم أنت فقير إلى ربك ومولاك،فبالدعاء يكون انشراح النفس وطمأنينتها وطلب العون من الله عز وجل، فلا تغفل عنه،واحرص على البعد عن موانع الإجابة، وكلما غفلت تذكر كثرة دعاء الأنبياء لأنفسهموحرصهم على ذلك.
أيها الشاب:
لا تستوحش من إقبالالزمان ودورته، وسيقف ابنك أمامك بعد زمن ليسألك: كيف أصبح رجلا يا أبي؟ وأعتقد - وأنت معي في ذلك - أن نقطة البداية لهذا الجواب هو ما تسير عليه اليوم وترسمه غدا،فالقدوة مثل أعلى لمن هم حولك، فابدأ واستعن بالله، وأراك قد أصبحت رجلا ينطلق فيمضمار الحياة لا ترهبه هبوب الرياح ولا تثنيه مسالك الطريق الوعرة.
وفيالختام: قد يطرق قلبك سؤال مفاجىء تصوبه نحو قلمي: كل ما ذكرت كلمات وعظية مكررةنسمعها بين حين وآخر!
وجوابي لصوتك الحبيب: أيها الرجل الشاب! يا مناستقبلت الدنيا بوجهك.. إنها كلمات وإن كانت مكررة فأبشر وأمل أن وقعت في نفسكموقعا، فعندها تكون رجلا ولا كل الرجال، بل رجل أثنى الله عز وجل عليه في مواضع عدةمن كتابه الكريم. وحسبك هذا الثناء لتكون رجلا.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :