عنوان الموضوع : 48سؤالاً في الصيام من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
جمعها ورتَّبها
أبومحمد سالم بن محمد الجهني
ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
شهررمضان عظيم مبارك، أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدىوالفرقان، وجعل صومه ركناً من أركان الإسلام، وقيامه نافلة تزداد بهاالحسنات، وتكون سبباً في النجاة من النيران.
ففيالصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن «مَن صام رمضان إيماناًواحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيماناًواحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه».
مَنصام رمضان إيماناً، أي إيماناً بالله عز وجل، وإيماناً بشريعة اللهوقبولاً لها، وإذعاناً واحتساباً لثواب الله الذي رتَّبه على هذا الصياموكذلك القيام، فمن قام رمضان أو ليلة القدر متصفاً بهذين الوصفين ـالإيمان والاحتساب ـ غفر الله له ما تقدم من ذنبه،
وإننا إذا نظرنا إلى الماضي وجدنا أن هذا الشهر المبارك صارت فيه مناسبات عظيمة، يفرح المؤمن بذكراها ونتائجها الحسنة.
المناسبة الأولى
أنالله تعالى أنزل فيه القرآن، أي ابتدأ إنزاله في هذا الشهر وجعله مباركاً،فتح المسلمون به أقطار الأرض شرقاً وغرباً، واعتزَّ المسلمون به وظهرتراية الإسلام على كل مكان.
ولايخفى علينا جميعاً أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي إليهبتاج كسرى من المدائن إلى المدينة محمولاً على جملين، كما ذُكِرَ ذلك فيالتاريخ، وضع بين يديه رضي الله عنه، لم ينقص منه خرزة واحدة، كل هذا منعزَّة المسلمين وذلة المشركين ولله الحمد، وإننا لواثقون أن الأمةالإسلامية سترجع إلى القرآن الكريم، وستحكم به، وستكون لها العزة بعد ذلك[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ASA/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG].
ولكنلابدَّ لجاني العسل من قرص النحل، ولجاني الورد من الشوك، لابد أن يتقدمالنصر امتحان لمن قاموا بالإسلام والدعوة إليه، لأن الله تعالى قال فيكتابه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَـهِدِينَ مِنكُمْوَالصَّـبِرِينَ} [محمد: 31]، وقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنتَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْمِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْحَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُاللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة: 214].
المناسبة الثانية في هذا الشهر المبارك
غزوةبدر، وكانت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وكان سببها أن رسول اللهصلى الله عليه وسلّم سمع أن عيراً لقريش يقودها أبوسفيان قادمة من الشامإلى مكة، فلما علم بذلك ندب أصحابه السريع منهم أن يخرجوا إلى هذه العيرمن أجل أن يأخذوها؛ لأن قريشاً استباحت إخراج النبي صلى الله عليه وسلّموأصحابه من ديارهم وأموالهم، ولم يكن بينهم وبين النبي صلى الله عليهوسلّم عهد ولا ذمة، فخرج صلى الله عليه وسلّم إلى عيرهم من أجل أن يأخذها،وخرج بعدد قليل، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، لأنهم لا يريدون الحرب، ولكنهميريدون أخذ العير فقط، فلم يخرجوا إلا بهذا العدد القليل ومعهم سبعونبعيراً يعتقبونها وفَرَسَانِ فقط.
أماأبوسفيان الذي كانت معه العير، فأرسل إلى أهل مكة يستحثهم، ليحموا عيرهمويمنعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فخرج أهل مكة بحدِّهم وحديدهموكبريائهم وبطرهم، خرجوا كما وصفهم الله بقوله: {خَرَجُواْ مِن دِيَـرِهِمبَطَراً وَرِئَآءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُبِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [الأنفال: 47].
وفيأثناء الطريق بلغهم أن أباسفيان نجا بعيره من النبي صلى الله عليه وسلّم،فاستشار بعضهم بعضاً، هل يرجعون أو لا يرجعون، فقال أبوجهل ـ وكان زعيمهمـ والله لا نرجع حتى نقدم بدراً فنقيم عليها ثلاثاً، ننحر فيها الجزور،ونسقى فيها الخمور، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالونيهابوننا أبداً.
فهذهالكلمات تدل على الكبرياء والغطرسة، والثقة بالباطل ليدحض به الحق.. والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلّم بحدِّهم وحديدهم وكبريائهم وبطرهموقوتهم، وكانوا ما بين تسعمائة وألف، أما النبي صلى الله عليه وسلّموأصحابه فكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، والتقت الطائفتان، جنود الله عزوجل وجنود الشيطان، وكانت العاقبة لجنود الله عز وجل، قتل من قريش سبعونرجلاً من عظمائهم وشرفائهم ووجهائهم، وأُسر منهم سبعون رجلاً،
وأقامالنبي صلى الله عليه وسلّم ثلاثة أيام في عرصة القتال كعادته، بعد الغلبةوالظهور، وفي اليوم الثالث ركب حتى وقف على قليب بدر التي ألقي فيها منصناديد قريش أربعة وعشرون رجلاً، وقف على القليب يدعوهم بأسمائهم وأسماءآبائهم، يقول: «يا فلان ابن فلان، هل وجدت ما وعد ربكم حقاً، إني وجدت ماوعدني ربي حقاً». فقالوا: يا رسول الله، كيف تكلم أناساً قد جَيَّفُوْا؟ ـأي صاروا جيفاً ـ قال: «ما أنتم بأسمع لِمَا أقول منهم، ولكنهم لايستجيبون»، أو قال: «لا يرجعون قولاً».
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة النبوية منتصراً ولله الحمد.
المناسبة الثالثة
فتحمكة، كانت مكة قد استولى عليها المشركون وخرَّبوها بالكفر والشركوالعصيان، فأذن الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم أن يُقاتلأهلها وأحلها له ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها بعد الفتح كحرمتها قبلالفتح، ودخلها النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم الجمعة في العشرين من شهررمضان عام ثمانية من الهجرة، مظفراً منصوراً حتى وقف على باب الكعبة وقريشتحته ينتظرون ماذا يفعل بهم، فقال لهم: «يا قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيراً، أخٌ كريمٍ وابن أخٍ كريم. فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». فمَنَّ عليهم بعد القدرة عليهم، وهذا غاية مايكون من الخُلُق والعفو.
وبعدعرض المناسبات في هذا الشهر لنا أن نقول: ما الذي ينبغي أن نفعله في شهررمضان؟.. الذي نفعله في هذا الشهر المبارك إما واجب وإما مندوب، فالواجبهو الصيام، والمندوب هو القيام.
والصيامكلنا يعرف هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبداًلله، دليله قوله تعالى: {فَالـنَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَاللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُالْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّأَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187].
والغرضمن الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هوترويض النفس على ترك المحبوب لرضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكلوالشرب والجِماع، هذه هي شهوات النفس.
أما المحبوب المطلوب رضاه فهو الله عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل.
والحكمةمن فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَاكُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله،وتقوموا بما أوجب الله. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامهوشرابه».
أيأن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قولالزوروالعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتلهفليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثمردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة،وإذا قال : إني صائم، أعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عنمقابلته ولكن الذي منعه من ذلك الصوم، وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولايستمر في السبِّ والمقاتلة.
هذههي الحكمة من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرصعلى فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلىالخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، كل ما نستطيع أن نهذِّبأنفسنا به فإننا نعمله.
فإذاظلَّ المسلم على هذه الحالة طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهرإلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاةالفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات،وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
رمضان كريم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بااارك الله فيك على الموضوع
صح رمضانكم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك
رمضان مبارك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بااارك الله فيك على الموضوع