عنوان الموضوع : منقول :"أجرأ" مجرمي العالم!
مقدم من طرف منتديات العندليب

"أجرأ" مجرمي العالم!
2016.11.17
عبد الناصر

عندما يقرأ مواطن بسيط في كوخه القصديري أو فيلته الاسمنتية، خبر اقتحام سكّير لإقامة جامعية للبنات، وتسلقه جدران بناية، ودخوله غرفة طالبة ثم اغتصابها، فإنه بالتأكيد سيباشر تحصين مسكنه بالكلاب الهجينة، والحديد المصفّح، وتسليح نفسه بأي وسيلة ممكنة، واصطحاب أبنائه وبناته مثل "البودي غارد" في ترحالهن بعد أن بلغت الجرأة بالمجرمين عندنا، أن يرتكبوا جرائم معقدة لا تخطر على بال إبليس اللعين.
في كل دول العالم أصبح للإجرام أدمغة تبتكر آخر طرق ووسائل الاحتيال، وبارونات مال تموّله، ومغامرون ينفذونه، لكن عندنا النزوات والشهوات والفراغ وحده من يقود شاب ليسكر حد الثمالة، ويقتحم إقامة جامعية يعلم أن بها طاقما أمنيا، ويدخل غرفة وسط المئات وربما الآلاف من الطالبات، ليرتكب جريمة كان يمكنه أن يأتيها بعيدا عن الأعين، وربما دون سقوطه في الفخ.
زمن الجرائم ومكانها ونوعيتها تؤكد أن المجرمين عندنا هم عابرو سبيل، لا يرسمون خططا لجرائمهم، ولا ينتظرون إسدال الليل لستائره، ولا يهمهم أي مصير ينتظرهم، ومنهم من هو مقتنع بأن السجن ليس أسوأ من مسكنه، والمناسبات الدينية والوطنية تمنحه حريته بأمر رئاسي، ليعود مرة أخرى إلى إجرامه وإرهابه المواطنين.
ظاهرة اختطاف الحقائب والسلاسل والهواتف النقالة في كبد الزحام، وفي رئة النهار، هي جرأة أخرى ما كانت لتبلغ هذه الدرجة لولا "جبن" المجتمع، الذي تورّط مع السلطة في إنشاء هذه المدينة غير الفاضلة من المجرمين، الذين قليلهم في السجون، وكثيرهم يتمتعون بحرية الإجرام، وحرية تقييدهم لحريات الآخرين.
والصورة الكاريكاتورية لمواطنين يدخلون مساكنهم قبل غروب الشمس، ليسجنوا أنفسهم حتى موعد الشروق، بينما يعيش المجرمون أحرارا يترصّدون فريستهم، تؤكد انقلاب معادلة الحرية والعبودية عندنا، وليت الإجرام وجرأة المجرمين توقفت عند حد هؤلاء السكارى، أو خاطفي الهواتف النقالة وحاملي السكاكين والسواطير في قلب المدن، فالأمر تجاوز كل الحدود في عالم الرشوة، وتفضيل الجواري والمعارف على الكفاءات، وقتل حب الوطن والخير في قلوب الناس، ولا أحد يفهم كيف لمدير عام أن يُهرّب ثلاثة آلاف مليار إلى الخارج، وهو يعلم أنه لو عدّها لمات وما نفذ لعابه وحبره، وكيف لجمركي يسمح بمرور المخدرات والأسلحة والذهب والآثار أمام مرآى جيش من زملائه، وكيف لرئيس بلدية أو وال يُحوّل مزارع برتقال يحفظ سكان المدينة حجم شجيراتها ومقاس ظِلالها ولون ثمارها إلى عقارات لأصحاب النفوذ، بجرأة يستحي منها الشيطان، وهي لا تدل فقط على أن الجرأة بلغت كما نقول درجة "صحانة الوجوه"، وإنما أيضا إفلاس مراقبة السلطة إلى درجة "التورّط المباشر، "وجبن المجتمع إلى درجة "الخنوع والانبطاح".
ما نخشاه هو أن يتحوّل الإجرام إلى أسلوب حياة، بل دعونا نعترف أنه أصبح كذلك، لأنه دخل في سلوك مجتمع يحفظ بعض أفراده الكلمات السوقية، ويتداولونها في الشوارع والأسواق والجامعات أكثر مما يتداولون الكلمات العادية، وأن يتحوّل إلى وظيفة كما يفعل أطفال حظائر السيارات الفوضوية، وهم يُرعبون السائقين بالهراوات، ويفرضون عليهم أتاوات ما أنزل الله بها من سلطان، وأن يتحوّل أيضا إلى ابتزاز، عندما يهجر مواطن قريته العذراء، ويبني مدينة قصدير أو سوقا فوضويا، أويحرق نفسه أمام الملأ عبر جريمة يرد بها على جريمة التهميش والمحسوبية، التي طالته ضمن معادلة حرقت الشعرة الفاصلة مابين الفضيلة والرذيلة، ولا نية لاسترجاعها.
ونعود الآن إلى قصة السكّير المغتصب لفريسة تركت عائلتها وقريتها بحثا عن شرف التعليم، ففقدت الشرف كلّه، ونتساءل من الذي منح الخمرة للسكير؟ ومن الذي غفل عنه وهو يقتحم الإقامة الجامعية؟ وأين حفيدات جميلة بوحيرد وسكّير متمايل يدخل غرفهن ويقتل كرامة زميلتهن دون أن يستطعن حتى الصراخ!!!؟ قديما قيل: الجرأة على فعل الشر يلدها جبن على فعل الخير.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

قد اصبت عين الجرح



وكل راعي مسؤول على رعيته

او بمعنى
كل مسؤول سوف يسأل على مسؤليته

من الحارس **** الى رئيس الجناح **** الى مدير الاقامة **** الى مدير الجامعة الى القاضي **** الى الوالي **** الى مشرع قوانين الاجارم ****الى رئيس الدولة *****


*النجوم مجرد كلمات لا داعي لذكرها في هذا المقام






__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :