ومنهن من تتخيله فرسا يمتطي فرسا أبيضا يتوشح وشاحا الشجاعة تتخيله مفتول العضلات كاسرا باسلا مقداما مغوار في لج الحرب سباقا كي تحتمي بحماه
ومنهن من تتخيله عالما ربانيا يلتف حوله الجمهور ويستنار بعمها ويهتدى بفكره لتكون هي من طلبته
ومنهن من تتخيله غنيا ثريا فاحش الثراء يملك الدور والقصور والمتاجر والمصانع ذو حقيبة دبلوماسية في قمة البزرنة
اليوم في بلد وغدا في بلد آخر
منهن من تتخيله وسيما قمة في الأناقة حتى يزاحمها في مرآتها
ومنهن من تتخيله ذو شهرة وصيت لتزاحمه هي النجومية
ومنهن من تتخيله إنسان سوي يحصنها ويكفيها ويأوهيا
وأكيد هناك عدة تخيلات لا عد لها ولا حصر حسب طموح الفتاة وآفاقها وبعد نظرها ولها الحق في أن تتخير لنفسها ما يصلح شريكا لعمرها إن كانت صائبة في اختيارها وهنا طبعا ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
والأهم من كل التصورات والتخيلات الصائبة منها والخاطئة أن تتخير الفتاة صاحب الدين والخلق وهذا ما أراه من أسمى وأعلى ما يجب أن تطمح إليه الفتاة
هنا نفتح بابا واسعا للحوار لتضع كل فتاة بين أيدينا صورة مرسومة في خاطرها لرفيق دربها سائلة المولى عزوجل أن يحقق لكن طموحات هي صائبة وراقية وسامية في ظل الشريعة الغراء
ونفتح بابا آخر للحوار لطرح قضية حساسة جدا تمس شريحة معينة من المجتمع وهي :
زواج المعاقين
بكل الأصناف سواء حركيا أو ذهنيا أو سمعيا أو بصريا قضية مازالت تنتظر الحلول المناسبة فالمعاق يريد أن يحصل على حقه في الزواج مثل أي إنسان لكن المجتمع مازال يحكم عليه بالعجز والنقص ولا يريد أن يمنحه هذا الحق.
وهنا ندعم كلامنا بفتوى للعلماء في حكم زواجح المعاقين
سئل الشيخ :هاني بن عبدالله الجبير (( قاضي بمحكمة مكة المكرمة )) هل يجوز زواج المعاقين والمتخلفين عقلياً؟ ولماذا؟.
قال:
الحمدلله وحده، وبعد:
(1) يجوز زواج المعاقين والمتخلفين عقلياً، وسدُّ احتياجاتهم العضوية والنفسية حق مكفول لهم كغيرهم، وإن كان هذا ضمن ضوابطه التي ستأتي، وهذا من أصول رعاية المعاق ومساعدته على ممارسة حياته بأقرب صورة إلى الحالة الطبيعية للإنسان.
(2) الإعاقة أنواع متفاوتة، ولكن القول الجامع فيها أن كل إعاقة لا يكون العقل فيها زائلاً مثل الصمم، والبكم، وشلل اليد أو الرجل، فهذه يجوز لصاحبها الزواج، وحكمه حكم الصحيح سواء، إلا أنه يشترط أن يطلع الطرف الآخرعلى الإعاقة، ويرضى بها، حتى ولو كان مصاباً بمثل تلك الإعاقة، فإن إصابته بإعاقة مماثلة لا تكفي عن أخذ رأيه في الزواج من معاق.
ومن صحابة نبينا - عليه الصلاة والسلام- من كان أعمى، أو أصم، ولم تمنعه إعاقته من الزواج، أما المتخلف عقلياً وصاحب الإعاقة التي تزيل العقل، فالمصاب بها حكمه حكم المجنون، والمجنون يجوز لهالزواج، لكن يشترط في زواجه مع شروط الزواج المعلومة شروط أخرى هي:
أ- اطلاع الطرف الآخر على حاله ومعرفته بوضعه تماماً فإن عدم اطلاعه غش له وخيانة محرمة
.
ب- ألا يكون الطرف الآخر مجنوناً ولا زائل العقل، بل يتزوج المتخلف عقلياً امرأة سليمة العقل، وتتزوج المتخلفة عقلياً برجل سليم العقل، وسبب ذلك أن اجتماع زائلي العقل لا يحقق أي مصلحة، وهو مع ذلك سبب لضرر بينهما كما هو ظاهر
.
ج- أن يكون سقيم العقل منهما مأموناً، أما الذي يتصف بالعدوانية بالضرب أو الإفساد فلا يجوز له الزواج؛ لأن زواجه سبب لحصول الضرر، والضرر مرفوع في الشريعة الإسلامية
.
د- وآخر الشروط أن يرضى أولياء المرأة بهذا الزواج؛ لأن فيه ضرراً قد يلحقهم
.
هذه شروط زواج المعاق المتخلف حسبما استقرأه الفقهاء من نصوص الشرع وقواعده،وهي -كما هو ظاهر- محققة للمصلحة، مانعة للمفسدة، يتضح بها تحقق الشرعية لمصالحالعباد واحتياجاتهم. والله الموفق
.
(3)
في زواج المعاق أياً كانت نوعية إعاقته تحقيق لمصلحة مهمة، وهي أن يوجد للسقيم منهما من يعتني به، ويقوم بشؤونه،ويهتم به، فإن عقد النكاح في الإسلام يهدف إلى ما هو أكبر من مجرد الاستمتاع، الذيهو من مقاصد النكاح المهمة، بل يراد معه أيضاً تحقيق الرعاية والتكافل، التراحم بين الزوجين: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" [الروم: 21
].
والذي يزوج سقيم العقل وليه؛ لأنه هو الراعي لمصلحته، وهذا من محاسن الشرع أن أسندت الولاية إلى بعض أقارب الصغير والمجنون، ومن في معناهم؛لعدم قدرتهم على إدارة شئونهم، ولا تصريف أحوالهم، ورعاية المعاق فرض كفاية على المجتمع لمساعدته ليعود عضواً فعالاً في المجتمع، وليتخلص من الآثار النفسية التيقد تنشأ عنده
.
(4) الأمراض والابتلاءات التي تصيب بعض العباد طريق للأجر إنصبر المبتلى بل ورد في بعض أنواع الإعاقات أجر عظيم جداً ففي الحديث الذي أخرجه البخاري (5653) عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله قال: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوّضته منهما الجنة" يريد عينيه، وهذه الأمراض لا يمكن للإنسان دفعها؛ فهي من قدر الله الذي لا ينجي منه الحذر، كما هو معروف، ومع عدم رغبة الشرع في الذرية الضعيفة أو المريضة إلا أن الزواج الذي قد ينتج عند ذرية ضعيفة أو مريضة لم يأت نص من الشرع بمنعه وتحريمه؛ولعل السبب في هذا أن الزواج هذا لا يتحتم أن يكون نتيجته ذرية مريضة، وهذا معلوم لمن قرأ علم الوراثة.
ولأن السلف لما لمحوا أثر الوراثة في حدوث الإعاقات فقد نقل عنهم عدة مقولات تحث على الزواج من غير الأقارب؛ لمنع حصول الذرية الضعيفة، ومن ذلك قولهم: اغتربوا ولا تضووا يعني: تزوجوا الأجنبيات غير الأقارب لئلا تكون ذريتكم ضعيفة
.
ويمكن إعمالاً لمبدأ السياسة الشرعية أن يمنع ولي الأمر زواج من يكون الغالب عليه أن ينتج من زواجه المرضى، لكن هذا من باب السياسة التي تحقق المصلحة بمنع بعض المباح، وليس من باب الحكم بتحريم النكاح وفساده ، ومثل هذه المسألة تحتاج مزيداً من النظر الشرعي والواقعي؛ ليمكن الحكم فيها بالحكم الصواب.
(5) يُتعامل مع زواج المعاقين والمتخلفين عقلياً بالضوابط التي تقدمت، والنظرة التي سبق أن ذكرناها، وليراع من ينظر إليهم أن هذه الإعاقة لم تمتنع عن أحد من البشر مهما كان. والله الموفق.
وهنا نفتح باب الحوار فيما بيننا لندلي بأرائنا بكل صراحة ومصداقية والله من وراء القصد
-1هل من حقهم تقرير المصير وهل من موانع شرعية أو طبية؟
-2هل تؤيد مثل هذه الزواجات ؟
-3هل تعتقدي أنها ناجحة ؟
-4لو قُدرلكِ أيتها الفتاه أن يتقدم لكِ شاب معاق هل تقبلين به ؟
-5وكذالك الشاب السليم هل يقدم على الزواج من فتاة معاقة ؟
-6هل نزوج المعاق بمعاقة أم نزوج معاق بسليمة وسليمة بمعاق ؟
وكما نتمنى أن نعطي نماذج من زواجات ناجحة في هذا السياق
أتمنى أن نتحاور ونضع أيدينا على شريحة منسية في مجتمعنا وهم بشر مثلنا ولهم حقوق وعليهم واجبات ولهم غرائز وفيهم آمال ولهم طموح ....
والله المستعان
شكرا لك يانور الهدى موضوع في غاية الاهمية