>>>> الرد الرابع :
دوما كنت أراقب تصرفات أمي معنا.. لا أذكر أبدا أنها مسحت بيدها على رأس أحد منا أي من أبنائها.. لا أذكر أبدا أنها قبلت أحدا فينا.
إن أخطأنا لا تكثر الحديث. تعاتبنا بكلمات قليلة لكن لها وقع شديد في أنفسنا. و تبقى هذه الكلمات تدور في رؤوسنا.
كانت ترى أن الحزم سيصنع منا رجالا ونساء..
كنت دائما أقول لماذا أمي لا تأخذ الأمور ببساطة ... لماذا لها لونان فقط في تعاملها أسود أو أبيض... لماذا لا تمازحنا ... لماذا لا تعذرنا وهي تعذر الغير دوما.
كبرت وكبر معي هذا التساؤل.... وكبرت غيرتي......... كنت أغار من صويحباتي إن رأيتهن في علاقة ود وانسجام مع أمهاتهم....
في المقابل هذه الأم كانت تنقص من حقها في الأكل لتطعمنا.. تترك نفسها دون لباس جديد من أجل أن نظهر نحن بأجمل حلة. تداري مرضها كي تقتصد في المصروف.. كانت تحرم نفسها الكثير من أجل راحتنا. تقوم بكل أعمال المنزل ولا ترهقنا بأي طلب............. وكانت ..... وكانت.............. وكانت............................................. ..............................
عرفت بعد نضجي أنها لا تتقن التعبير عن حبها فلم أعد ألومها أبدا ......................... صرت أقرأ في قصص التاريخ عن مواقف بين الأمهات العربيات وأبنائهم................... فماذا وجدت ؟ تشابها بين تصرفات أمي وما قرأت ............. هي تملك حبا عظيما لكنها تغلفه بقسوة...........حبا عظيما تحجبه بصمت.
ما ذنبها هذه فطرتها؟................. أعشقها............. و أعشق أسلوب ونمط حبها................. أعشق كبريائها ............. و أعشق عنفوانها.......................................... .........
حفظك الله لي يا أمي.
على فكرة سأكون نسخة لها فأنا جزء منها.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
ربي يهدي.............