عنوان الموضوع : عندما تصبح المرأة مشروعاً استثمارياً.. حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
عندما تصبح المرأة مشروعاً استثمارياًد. ماهر أحمد السوسيقد يكون من غير اللائق استعمال مثل هذا الوصف للمرأة المسلمة، تلك المرأة التي أنزلها الإسلام منزلتها، واعترف لها بشخصيتها المستقلة، وجعل لها دورها الفعال في المجتمع المسلم، لكن هذا الوصف ليس من صنع خيالي، إنما هو ناتج عن تأمل واقع المرأة العاملة في مجتمعاتنا المسلمة، فقد عرضت لي الكثير الكثير من قصص النساء العاملات إما مع أزواجهم وإما مع آبائهم، وإما مع أولادهم، أو إخوتهم وأخواتهم.استاذ الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون
وفي ظل هذا الواقع ينسى الجميع أن الإسلام قد جعل المرأة كياناً مستقلاً، مادياً ومعنوياً، فكانت لها ملكيتها الخاصة كما هو الحال بالنسبة للرجل، وفي هذا يقول الله تعالى: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، فالآية الكريمة غاية في الوضوح، وهي تبين أن للرجل حق التصرف في كسبه الخاص به، وأن الشرع قد ملكها هذا الكسب، ونفس الأمر بالنسة للمرأة، فهي أيضاً لها الحق في التصرف في كسبها كيفما شاءت، لأن الشرع قد ملكها حق التصرف في هذا الكسب، والذي يبدو من خلال تصرفات الكثير من الناس إما أنهم يجهلون هذا الأمر، أو أنهم يعلمونه، ويريدون أن يصادروا حق المرأة في أن يكون لها الحق في التصرف في كسبها الخاص، حيث المرأة من وجهة نظرهم مشروع استثماري يجب أن تجنى من ورائه الأرباح الطائلة، وإلا بماذا نفسر تصرف ذلك الزوج الذي هجر زوجته لأنها رفضت أن تدفع له راتبها الشهري، وذلك الزوج الآخر الذي تزوج على امرأته وربط بقاءه معها أو زيادتها في بيتها بقدر ما تدفع له من راتبها، وذلك الزوج الثالث الذي منع عن زوجته نفقتها لأنها حاولت أن تقتسم معه راتبها لا أن تمنعه عنه نهائياً ثم يتركها وحيدة في بلد غريب هي ليست بلدها ولا قريب لها فيها، عقاباً لها على اعتراضها على إرادته.
ليس الزوج فحسب هو الذي يفعل ذلك؛ بل هو الأب الذ ي قاطع ابنته لأنها احتاجت جزء من راتبها لتكمل بها تعليمها، والأخ الذي منع اخته من الزواج حتى لا يذهب راتبها لغيره، وحتى لا تخرج من جيبه مكأفأة التقاعد التي يحلم بها ليل نهار.
هذا غيض من فيض، ونسي كل هؤلاء أن المرأة هي عنصر فاعل في الحياة، وأن الله تعالى قد أناط بها دوراً في بناء المجتمع ينبغي أن تقوم به على أكمل وجه، وأنها لن تستطيع أن تقوم بهذا الدور تحت وطأة القهر الذي تعيشه، وعليه فإن هذه العقلية التسلطية لدي الرجل تحرم المجتمع المسلم من نصف طاقاته، وتعيق بناءه، ولا عجب في ذلك، فليس سراً أنه كان هناك نساء مسلمات كنّ أعلاماً في سماء الإسلام، فالسيدة خديجة رضي الله عنه كانت المآزر الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضع أو لبنة من لبنات الإسلام في مكه، فبذلت في سبيل ذلك كل ما تملك من مال وسلطان، والسيدة عائشة رضي الله عنها حملت شطراً هاماً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث كانت مرجعاً لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال في هذا المجال، وغيرهما كثير لا يتسع المجال لذكرهن، والقرآن الكريم قد أثنى على النساء كنا أثنى على الرجال، ولم ينس فضلهن، فامرأة فرعون ومريم كانتا من ضمن الأعلام الذين أنزلهم القرآن منازلهم، قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وقال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).
متى يقتنع الرجل أن تسلطه على المرأة مخالفة للشرع الله تعالى، ومتى يقتنع أن لها حقاً كحقه في المساواة، أقره لها خالقها تعالى، وأنه ساوى بينهما بقوله: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )، ومتى يقتنع الرجل أنه من العار عليه أن يتكسب من جهد امرأته، وأنه عيب عليه أن يكون عالة عليها، وهو المطالب شرعاً بنفقتها، ومتى يعرف أن قهر امرأته وابتزازها معصية لله تعالى يسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا أخي
فعلا تفشت هاته الظاهرة كثيرا إلا من رحم ربي
لكن فلتعلم أنه ما يكرمهن إلا كريم و ما يهينهن إلا لئيم
نسأل الله الهداية و السداد
بارك الله فيك فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيكم