عنوان الموضوع : تربية الأولاد في الإسلام لرعاية طفلك
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:

فهذا تفريغٌ لمحاضرة (تريبة الأولاد في الإسلام) لفضيلة الشيخ المفضال (أبي عمر أسامة بن عطايا العتيبي) -حفظه الله، وسدد على طريق الحق خطاه-

وهي إحدى المحاضرات العلمية التي ألقاها الشيخُ في دورة «جزر الباهاما» الأطلسية،والتي كانت بتاريخ 12 / 11 / 1433 هـ

صورةُ غلافِ التفريغ


التفريغُ
لتحميل الملف بصيغة PDF - جاهز للطباعة
اضغط هنـا للتحميل.
لتحميل الملف بصيغة DOCX - وورد 2016 فما فوقه
اضغط هنـا للتحميل.
لتحميل الملف بصيغة DOC - وورد 2016 فما دونه
اضغط هنـا للتحميل.

لكي يظهر التنسيق في ملف الوورد على جهازك
حمل الخطوط المستخدَمة من هنـــا.

تنويهٌ
لم أقم بتفريغ الأسئلة التي وُجِّهت إلى الشيخ في نهاية المحاضرة؛ لعدم تعلقها بصلب موضوع المحاضرة.

القراءةُ المباشرة
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عِمْرَان:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النِّسَاء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الْأَحْزَاب:٧٠-٧١].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
ففي هذا اللقاء يكون الحديثُ عن تربية الأولاد في الإسلام، إن الله -عز وجل- قد اقتضت حكمته خَلْقَ البشر والجن من ذكر وأنثى، وأن بقاء نوع الإنسان والجان إنما يكون بالتوالد، فالزواج ووجود الأولاد هذا أمر فطري طبيعي في بني الإنسان، وإيجاد هؤلاء الأولاد مسئوليةٌ عظيمة؛ لأن المقصود من خَلق بني آدم -أصلًا- والجن إنما هو لعبادة الله وتوحيده، فليس وجودهم أو بقاء النوع الإنساني للعبث!
لذلك فوجود الأولاد هذه مسئولية عظيمة من استخلاف الله -عز وجل- لبني آدم بعضهم بعضًا، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة: 30].
يعني: قومًا يَخْلُفُ بعضهم بعضًا.
فالأبناء والبنات يَخْلُفون الآباء والأمهات، وهذه الأم اليوم وهذا الأب اليوم كانوا من قبل أبناءً وبناتًا، فالمسئولية عظيمة على الآباء والأمهات، ولابد للإنسان أن يكون مسئولًا عن تصرفاته وأفعاله، وأن يستشعر هذه المسئولية في تربيته لأبنائه، فهذا الأب وهذه الأم قد كانوا من قبل صغارًا، وحصلت لهم التربية، ولابد أن يَجِدَ كثيرٌ من الناس أخطاءً وقع فيها آباؤهم وأمهاتهم في التربية، قد يكون الإنسان مرت عليه ظروف في صغره وفي شبابه، تمنى لو أنه وجدَ مرشدًا يرشده أو معلمًا يعلمه الصواب.
فلذلك ما كان في حياة الإنسان في صغره وشبابه من سلبيات وجدها فإنه يحرص على وقاية وحماية أبنائه منها، فبعض الناس عاشَ مع والدين لم يدرسا العلم وكانا في جهلٍ عظيمٍ خاصةً فيما يتعلق بأمر الإسلام وما يجب عليه ويحرُم عليه، فيحرص هو أن يتعلم وأن يأخذ زوجة متعلمة وتعرف أحكام الإسلام.
كذلك لما يتزوج ويحصل عنده الأولاد يُربِّي الأولاد: البنين والبنات على طلب العلم ومعرفة أحكام الإسلام.
بعض الناس قد سماه أبوه اسمًا غيرَ جيد، وقد يكون هذا الاسم أثر في نفسه بين الشباب، بين الطلاب في المدرسة، في حياته اليومية، فيحرص على تحسين أسماء أولاده.
هذا الأب وهذه الأم قد يكونوا عاشوا أوقاتًا عصيبة من الفقر وقلة المال وقلة ذات اليد، والفقر يؤثر في نفوس كثيرٍ من الناس، فإذا كان الله -عز وجل- أنعم عليك بالمال فلا تبخل على أولادك، وأنفق عليك وأكرم عليهم لكن بدون إسرافٍ.
كذلك بعض الناس ممن صاروا آباءً وأمهاتًا كانوا في شبابهم يريدون أن يُحَصِّنُوا أنفسهم بالزواج، فلم يجدوا من المال ما يساعدهم، فتأخر عنه سن الزواج، وقد عاشوا في ألمٍ وتعبٍ، فإذا كان الله أنعم عليهم بالمال وأعطاهم، فيحرصوا على إعفاف أبنائهم بالزواج وهم في سنٍ مبكر.
فهذه جملة من حقوق الأبناء على الآباء والأمهات يستشعرها هؤلاء، ويتذكروا ما كانوا عليه، فيحاولوا تجريب أولادهم المآسي التي ربما حصلت لهم هم في صغرهم!!
ومن الخطأ ما يفعله بعض الآباء والأمهات أنهم إن كانوا عاشوا في طفولةٍ سيئة، فإنهم يرون أن أبناءهم لابد أن يعاملوا معاملةً قاسيةً!! وفي ظنهم أن هذا يُحَسِّنُ من تربية الأبناء، وهذا غلط، بل لابد أن تُراعِي أبناءك وتُربِّيهم التربية الحسنة.
فأول شيء من حق ابنك عليك أنك تختار أمًا صالحةً له، قال عليه الصلاة والسلام: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً صَالِحَةً تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ».
فلابد من اختيار المرأة الصالحة التي تكون أمًا صالحةً لأبنائها، فالأم مَدْرَسَة لابنها.
وعليه أن يختار المرأة الصالحة المناسبة لتربية الأولاد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».
ومن اختيارك لزوجتك التي هي أم للأولاد أن تختار أخوال أولادك وقرابتهم وخالاتهم، وهذا أَوْلَى وأفضل، فيتزوج الإنسان المرأة الصالحة من البيت الصالح.
وكذلك من حق ابنك عليك أن تكون أنتَ صالحًا؛ فصلاح الآباء سبب من أسباب صلاح الأبناء.
كذلك من حق أو من وسائل إحسان التربية للأولاد هو المحافظة على الذِّكر الشرعي عند جماع المرأة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنْ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ [-يعني: مولود-] لَمْ يَضُرَّهُ الشَيْطَانُ».
كذلك من حق الأبناء وإحسان تربيتهم أن تُراعِي أمهم أثناء حملها؛ بإراحتها أثناء الحملِ، والتخفيف من المشاكل، ثم إذا وُلد المولود فإنك -إذا وُلد- تُؤَذِّنُ في أذنه اليمنى، وتُحَسِّنُ تسميته، وتَعُق عنه؛ شكرًا لله على هذا المولود، فإنْ كان ذَكرًا تذبح شاتين، وإنْ كان أنثى تذبح شاةً واحدةً، وهذه تُسمَّى العقيقة، وتُذبح اليوم السابع بعد مولده بسبعة أيامٍ، أو الرابع عشر، أو الحادي والعشرين، أو أي يوم تيسَّر له بعد ذلك.
وإذا كان الإنسان لم يَعُق عنه أبوه بسبب أنه كافر أو بسبب أنه فقير، فيُستحب له أن يعق عن نفسه حتى بعد كِبَر سنه.
إذًا من حقوق الأبناء العقيقة، وهذا الذبحُ يكون لله، وتُوزع ثلاثة أقسام أو قسمين، لا بأس بذلك، ثلاثة أقسام: للفقراء، وللجيران.. تُهدِيه هدايا، وتأكل أنتَ منه.
ومن حق (...) على الآباء والأمهات أن يرضع الابنُ من أمه حولين كاملين، إلا إذا كانت الأم مريضة أو كانت قد حملت، وحليبُ الأم مهم ومفيد للأولاد، فلا تمنع لبنها ولدَها لغير حاجةٍ شرعيةٍ أو لضرورة.
ومن الأخطاء الشائعة التي يفعلها بعضُ النساء أنها تمنع ابنها من الرضاعة حتى لا يؤثر على حجم ثدييها، وهذا حرام، ومَن فعلت ذلك فإن الله أوعدها بأن تُعذب بأن تُعلَّق من أثدائها، فلا تمنع ابنها لبنها إلا لحاجةٍ أو لضرورة.
ومن إحسان تربية الأبناء إحسان طعامهم وشرابهم.
كذلك من الإحسان إلى الأبناء أن تُلْبِسَهُ اللباسَ الحسن الموافق للشريعة والموافق للعُرْف الذي بين المسلمين، فيحرص على ألا يلبس أبناؤه وبناته ما يكشف العورةَ.
والطفل الصغير عورته ليست كالرجل الكبير، فما يُحاسَب عليه الذكر والأنثى هو من سن البلوغ، هذا بالنظر إلى الولد نفسه والبنت نفسها وما يُكتب عليهم في صحائف الأعمال، لكن هناك مجتمعٌ يحيط بهؤلاء الأولاد والبنات، وهناك أثر لهذه العورة -إذا كُشِفَتْ- بين نفس مجتمع الأولاد والبنات، فعورة الرجل البالغ من سرته إلى ركبته، وعورة المرأة البالغة جميعُ جسدها، واختلف العلماء في الوجه والكفين: هل يجوز لها أن تكشفهما أم لا؟، وأما الصغارُ؛ فالأطفال الرُّضَّع والذين دون سن التمييز، فعورتهم القُبُل والدُّبُر -المغلَّظة يعني- لكن ينبغي تربية الأولاد من سبع سنوات على اللباس الحسن، وكذا البنت على اللباس الحسن.. نُكْمِلُ بعد الأذان -إنْ شاء الله-.
قال -صلى الله عليه وسلم-: «مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ (وَهُم أبناءُ سَبْع) وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُم أَبْنَاءُ عَشْرٍ»، فهذا وقت تربية الأولاد على الفضيلة، والعمل بأحكام الشريعة.
وكلما كان مظهر الولد أو البنت يدل على كبره في السن وتأثيره في بعض الناس فعليه أن يستر من عورته، فالبنت التي عمرها ثمان سنوات وتكون نحيفة وصغيرة الحجم لا تُؤْمَر بالتشديد عليها في اللباس كما تكون البنت الثمينة التي حجمها كبير يدل على أن عمرها (12) سنة أو (13) سنة.
فليس النظر هنا إلى كون هذه البنت مُكلَّفة أو غير مُكلَّفة، إنما النظر إلى تأثير البنت في المجتمع، والشيطان يُزيِّن الشر للناس، وهناك حوادث كثيرة لاغتصاب البنات والأولاد الصغار خاصةً إذا كان في بلاد كفار لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخِر، ويكثر فيهم شرب الخمر التي تثير العقول؛ لذلك يجب على الآباء والأمهات حماية أبنائهم وبناتهم.
وليحرصوا على تجنيبهم الألبسة التي فيها تَشَبُّه بالكفار، وهي التي تكون شعارًا على الكفار، يعني الذي يرى هذا الولد أو البنت يظنه من الكفار، وخاصةً إذا كان عليها الصلبان أو كان على هذه الملابس بعض العلامات التجارية الدالة على الكفر، أو الملابس التي عليها صور ذوات الأرواح مثل بعض اللاعبين أو المغنيين ، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ويقول الله -جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، فالإنسان لابد أن يحرص على إنقاذ أولاده وأهله من النار.
ومن حقوق الأبناء على آبائهم: أن يعلِّموهم التعليم الشرعي، ويعلِّموهم الكتابةَ والقراءة، وحتى يُحَسِّنُوا معايشهم، ولا يكونوا محط تحقيرٍ واستهزاء.
كذلك يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوةً في البيت للأولاد والبنات؛ فإن الذكور من الأولاد -عادةً- ما يتشبهون بآبائهم، والبنات يتشبهن بأمهاتهن، فليكن الآباء والأمهات قدوةً حسنةً صالحةً لأبنائهم.
وليجتنبوا أصدقاءَ السوء، ولا يجلبوا إلى بيوتهم الأصدقاء السيئين بحيث يتأثر الأولاد بهم وبأبنائهم.
وكذلك انتبهوا لأولادكم وما يُصاحِبون، فكثير من الأولاد يُفسِدهم أصدقاؤهم، فيعلِّموهم الخمرَ والمخدرات ومساوئ الأخلاق والعادات القبيحة، ويجرئوهم على الفساد والفتنة، فيجب مراقبة الأبناء والبنات ومتابعة أصدقائهم مَن هم؟
كذلك من حقوق الأبناء على آبائهم وأمهاتهم أن يعاملوهم المعاملة الحسنة؛ التي تُحسِّن من نفوسهم، وترفع من معنوياتهم، ويجتنبوا تعنيفهم والتعنيف الذي يؤثِّر فيهم سلبًا.
ولا يكون على لسانهم اللعنَ والسَّبَّ، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَلْعَنُوا أَوْلَادكُم؛ حَتَّى لَا يُوَافِقَ سَاعَةَ إِجَابَةٍ».
فيحرص الأب -وتحرص الأم- على رعاية أخلاق الأبناء وتحسينها، ويدعوا لهم بالصلاح والثبات على السُّنَّة والهداية، وفي بلاد الكفار علِّموهم اللغةَ العربية، واهتموا بتعليم القرآن، وأحكامَ الإسلام، ثم إذا كبروا وبلغوا فساعدوهم على الزواج، واختيار المرأة الصالحة، أواختيار الزوج الصالح، وراعوهم واهتموا بهم.
وعلى الأبناء أن يهتموا بآبائهم وأمهاتهم، وأن يبروهم ولا يعقوهم، وأن يحترموا آباءهم وأمهاتهم، وأن يُطيعوهم في غير معصية الله، وأن يُحسِنوا رعايتهم والاهتمام بهم خاصةً عند كِبَر السن، كما قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: 23-24].
وهؤلاء الآباء والأمهات إن أرادوا أن يبرهم أبناؤهم ولا يعقوهم، فليبروا هم بآبائهم وأمهاتهم، وليكرموهم ويحسنوا إليهم، وليعلِّموا أبناءهم احترامَ أجدادهم وجدَّاتهم.
والهدايةُ بيدِ الله، فهذه أسبابٌ نبذلها في تربية أبنائنا ورعايتهم، والله -عز وجل- هو الموفق؛ فهو -سبحانه- ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [يونس: 31، الروم: 19]؛ فبعض الناس يكون آباؤهم فاسدين فيكون أبناؤهم صالحين، وبعض الآباء يكونوا صالحين فيكون أبناؤهم فاسدين، فالهدايةُ بيد الله، والواجبُ هو بذل الأسباب الشرعية في رعاية الأبناء وهدايتهم، واللهُ هو الذي بيده قلوبُ العباد، فيتعلق القلبُ به، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يصلح أبناءنا وذرياتنا، كما هو دعاءُ الصالحين ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[الفرقان: 74]، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمدُ لله رب العالمين.

وفرغه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ
22 من ربيع الأول 1434 هـ، الموافق 3/2/2016 م
منقول



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزاك لله خيرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :