عنوان الموضوع : هل أحتجبت روحك...قبل جسدك أختااااه
مقدم من طرف منتديات العندليب
المرأة المسلمة و روح الحجاب
بقلم حسنى
خضعت النظرة للمرأة داخل المجتمع العربي إلى تأثير الموروثات الثقافية البعيدة في كثير من الأحيان عن الدين. قد تمثلت قديما في غَلَبَةِ المرأة على رأيها وحرمانها من كثير من الحقوق الإنسانية؛ كحق التعليم؛ وحق التعبير عن الرأي؛ وحق المشاركة الفعالة داخل المجتمع... فبقيت حبيسة أربعة جدران سواء في بيت والدها أو بعد انتقالها لبيت زوجها.
والآن وبعد مضي كل هذه القرون إلا أننا نلاحظ أن النظرة للمرأة لم يطُلها تغيير سوى في الشكل؛ أما في الجوهر فلازالت نظرةً سلبيةً.
*****
صحيح؛ لم تعد المرأة رهينة أربعة جدران، كما أنها قد نالت الكثير من حقوقها؛ لكن لازالت تعامل باعتبارها سلعة؛ ويتم استغلالها كواجهة براقة سواء داخل المجتمع أو من خلال المؤسسات الإعلامية.
فمتى يتم فك التلازم بين المرأة وبين هذه النظرة السلبية؟
إذا رجعنا إلى النصوص التشريعية الإسلامية التي تتحدث عن المرأة فسنجدها تبني علاقة المرأة بمجتمعها على أساس المشاركة الفعالة وعلى أساس إبداء الرأي وحرية التعبير. فالمرأة في دورها الأساسي كزوجة أو أم هي مؤسسة تُبدع المودة وتنجب الرحمة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" فالحاجة إلى السكن تكون سبب التقلب و القلق؛ ويأتي الزواج ليمزج بين إنسانية المرأة و إنسانية الرجل؛ وفي ذلك إنشاء لعلاقة وثيقة تتمتع فيها المرأة بالكرامة حيث يكون الرجل مأمورا وملزما برعايتها وةالمحافظة عليها "وأخذن منكم ميثاقا غليظا".
وأثناء زواجها تتحمل المرأة عدة مسؤوليات داخل هذه المؤسسة " الأسرة" فهي ليست كائنا سلبيا "المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولية عن رعيتها" ثم تحوُّلها إلى أُمٍّ بعد ذلك يلقي عليها مسؤولية من أعظم مسؤوليات الأسرة التي تُعد اللبنة الأساسية للمجتمع، فهي بذلك تتمتع بوجود اجتماعي؛ مأمورة من خلاله بتثبيت المنهج الرباني في معاملة زوجها وتربية أبنائها وفي علاقاتها بأهلها وأهل زوجها...
إنها بكل اختصار مشارِكة في بناء الحضارة مشارَكةً ثقافيةً وتربويةً؛ فلها نفس دور الرجل بل هي شريكته في البناء: "المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض..."
****
ويبقى الإشكال: ما هو الإطار الذي عليها التحرك داخله؟
فالله قد متعها بخاصية الأنوثة الساحرة؛ وقد جبل الله الذكر على الانجذاب لهذا السحر. فكيف يمكن تلافي هذا الانجذاب أثناء قيامها بدورها داخل المجتمع حتى تتمكن من التحرك و العطاء دون تدخل أنوثتها؟
وحتى لا تسقط المرأة في عاقبة تحريك غرائز الرجال فقد حدد لها الشرع الإسلامي إطارا واضحا يتمثل في مجموعة أشياء من بينها الحجاب الذي يخفي عورة المرأة المادية أو الحسية؛ ذلك حتى لا تتحول من دون حجابها إلى واجهة براقة تتحكم فيها أهواء الاستهلاك وتصبح مجرد جسد يتلاعب به عديمو الأخلاق و الضمائر.
****
فمن تلبس الحجاب توجه خطابا لمجتمع الرجال مفاده: إنني أخفي فتنتي عنكم لأنها ليست من حقكم، وأطلب منكم أن تعاملني باعتباري إنسانا له كرامة؛ لا أنثى تشبع بها غرائزكم الجنسية. وأنوثتي هي من حق شخص واحد هو من أبني وإياه سوية أسرتنا.
****
ورغم أهمية هذا الحجاب الذي يخفي مفاتن المرأة الفطرية الطبيعية التي أنعم الله بها عليها إلا أنه وحده غير كاف إذ يجب أن يرافقه "حجاب للجوارح" - إن صح التعبير-، فالآية الكريمة التي تحدثت عن لباس المرأة الشرعي من سورة النور تقول: "وقل للمؤمنات: يغضضن من أبصارهن. ويحفظن فروجهن. ولا يبدين زينتهن، إلا ما ظهرمنها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن، إلا لبعولتهن أو آبائهن أوآباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أوالطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين منزينتهن. وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
فقد طرقت الآية إلى جانب ضرب الخمار على الجيوب وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها بحفظ الفرج وغض البصر وعدم الضرب بالأرجل لإبداء ما خفي من الزينة، كما أن القاعدة الفقهية القائلة بدلالة الأعلى على الأدنى تجعل من البديهي ألا تتزين المرأة بشتى أنواع الزينة التكميلية من لباس مثير و ماكياج... فمادامت مأمورة بإخفاء الزينة الطبيعية فالأولى أن تستغني عن مكملات هذه الزينة وهي خارج بيتها وتحت أنظار جميع الرجال. كما تحدثت الآية الأخرى " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" عن مسألة عدم الخضوع بالصوت. و الخضوع هو التكسر و التذلل و إظهار الطواعية و الانصياع والإيحاء بإمكانية الاستجابة لما تدعو إليه الغريزة، ولعمري فإن هذا حسب رأيي أخطر على الرجل من إظهار الزينة الطبيعية مع تبني سلوك محترم.
****
وهذه هي الآفة التي يواجهها مجتمعنا حاليا؛ فرغم تصاعد عدد المحجبات إلا أنه كَمٌّ هائل بدون كيف، صار الحجاب مجرد لباس يغطي الجسد ولا يستره؛ أو قد يستره ولكنه مرافق لزينة مصطنعة من ماكياج أو أنه حجابُ شكلٍ ولكن السلوك مناقض لروحه. فترى محجبةً تمشي بتكسر؛ وتتكلم بخضوع؛ ولا تراقب الله في بصرها؛ فهي تركز النظر لتقارن بين وسامة هذا وذاك، وترمش بأجفانها لترسل رسالة لذاك الذي ما فتئ يرقبها ويتابع حركاتها، ثم تتغنج في حديثها وتضحك مقهقهة من غير داع ضاربة كفها بكف زميلها...
****
إذا ما رجعنا لآية الحجاب؛ نجد أنها نزلت بعد تلقي الصحابة بمن فيهم الصحابيات لتربية إيمانية و أخلاقية؛ كما عاهدن الله ورسوله أثناء البيعة على مجموعة من الأشياء من بينها حفظ الفروج و الأنساب؛ فجاء الحجاب مكملا لكي يكون سدا لذريعة أي سلوك منحرف يكون مغبته تعديا للحدود التي وضعها الله لهن، فما كان من الصحابيات إلا أن استجبن فورا وبمنتهى السرعة فشققن مرطهن ووضعنها على رؤوسهن حتى ظهرن كأنهن غربانا، فكان حجابهن جانبا ماديا جاء ليكمل الجانب الإيماني و الأخلاقي من العفاف و الحياء الذي رباهن عليه الإسلام.
****
من هنا نستنتج أن الحجاب يجب أن تسبقه وترافقه تربية إيمانية وأخلاقية وفق المنظومة الإسلامية التي تمنع أي محاولة من المرأة لإثارة الرجل الذي ليس بزوج؛ سواء قصدا أو عن غير قصد. فهي في كلتا الحالتين ( عن قصد أو عن غير قصد)آثمة؛ تُقبِل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان؛ ومُسْتَحِقَّةٌ للَّعنة و العقاب كلما تعرضت لأعين الرجال؛ سواء بكشف زينة طبيعية خفية أو بإظهار زينة مُكمِّلة أو بعدم التزام حجاب الجوارح من نظر ولسان وحركات؛ وتعمد خلوة أو دعوة لها أو إيحاء بشيء يدعو لإيقاظ الغرائز...
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكراا شهد على هدا الموضوع
فعلا فقد اصبح حتى الحجاب وسيلة لتحقيق بعض الاهداف
اتعلمين ان احداهن قررت وضع الحجاب لان كل صديقاتها
تزوجن بعد وضعه..هده حقيقة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
أنت في الحجاب كالدر المكنون
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
fado
عين الريش
بارك الله لكما على المرور الطيب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
موضوع قيم وجميل وشوية طويل تعبت باش قريتو (امزح) .لقد تخلت كثير من البنات عن كل الاهاف التى من اجلها شرع الحجاب واصبح موضوة لا غير، اصبحت جل البنات يغطين شعرهن بالخمار ولا باس ان تلبس بنطلون جينز ضيق يصف كل شيء واخرى تضع خمارا هو نفسه قتنة ولا اتحدث عن الماكياج والعطر الفواح وربنا يستر ويهدينا ويهدي البنات للطريق السوي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
[align=center][motr1]جميل أنك تعبت في قراءة الموضوع
و صحيح ما كتبت
أصبح الحجاب مثل تدين الدمى
و الله يستر على شبابنا دواءهم و عزاؤهم في غض البصر فهو أفيد و أريح
أو أحسن وسيلة الزوااااج[/motr1][/align]