>>>> الرد الخامس :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب النكاح: باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح
ثم ذكر حديث الواهبة نفسها.
فقال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: قال ابن منير في الحاشية، من لطائف البخاري أنه لما علم الخصوصية في قصة الواهبة استنبط من الحديث ما لا خصوصية فيه و هو جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح رغبة في صلاحه فيجوز لها ذلك، و إذا رغب فيها تزوجها بشرطه.
فالفرق أن الواهبة نفسها للنبي صلى الله عليه و سلم تهب نفسها بلا مهر.و هذا من خصوصيات النبي صلى الله عليه و سلم.كما ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره.
أما عرض المرأة نفسها للرجل الصالح أن يتزوجها بمهر و ولي و شهود فلا خلاف بين أهل العلم في
لا يجوز لنا أن نحرم مباحاً، نحن لا نقول للمرأة قولي للرجل : أحبك ، أو أعشقك، و أن يصبح بينهما كلاماً غرامياً.
و لكن لو أخبرت من تثق به كقريبة ، أو إمرأة تثق بها أنها ترغب في فلان لصلاحه و تقواه، فلا مانع من ذلك.حتى لو كلمته هو، و قد حصل هذا في التاريخ الإسلامي كثيراً، و قد ذكرت ما قاله الإمام الذهبي أثناء تعليقه على سيرة الشيخ الذي عرضت عليه إمرأة نفسها للزواج فأبى حتى لا تتغير نيته عن طلب العلم، و انظروا أيضاً سيرة الشيخ إبراهيم الهلالي من كتاب "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، و فيها أن امرأة طلبت من شيخ من مشائخ الأزهر أن يزوجها أحد تلامذته، فزوجها الشيخ إبراهيم الهلالي، و ذكر هذه القصة العلامة عبد الفتاح أبو غدة في كتابه " صفحات من صبر العلماء" و ما قصة ميمونة بنت الحارث ببعيد.
و يا إخوة قال الله تعالى: ((فأسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
قال الإمام البخاري رحمه الله: حدثنا علي بن عبدالله ثنا مرحوم قال: سمعت ثابتاً البناني قال:
كنت عند أنس وعنده ابنة له-قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها فقالت:يا رسول الله،ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس:ما أقل حياءها واسوأتاه؟! قال:هي خير منك،رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا تم الأمر فيكون الولي هو الذي يعقد فإن أبى فلها أن ترفع أمرها إلى السلطان ( من كتاب نصيحتي للنساء،أم عبدالله الوادعية )
وبسبب الجهل بهذا الأمر وبسبب لجهل بالكتاب والسنة صار الكثير يرى هذا الفعل بأنه لا يجوز وما ينبغي بل تضل الفتاة تنتظر نصيبها ولا يتحرك الأب ولا الأخ ولا البنت بنفسها لتعرض نفسها على أهل الخير والصلاح...
فهذا لا بأس به والدليل فوق ، المحرم هو ما تداوله الآن البعض من خروج البنت مع الشاب بحجة أن هذا خطيبها فهذا لا يجوز ولا ينبغي والبعض يحتج لكي يتعرف الشاب على الفتاة أكثر وكذلك الفتاة تتعرف على الشاب أكثر وهذا كله من تزين الشيطان لهما..
وبسبب الجهل والعادات والتقاليد المخالفة للقرآن والسنة كثرت العنوسة بين النساء فلا يقوم الأب بالبحث لابنته شاب مستقيم ولا يقوم الأخ بالبحث عن شاب مستقيم لأخته وكذلك الفتاة إذا كانت عندها صديقة وأخو صديقتها مستقيم، لماذا لا تخبر صديقتها بأنها تعرض أمرها على أخوها..
ولهذا نجد البنت تصل إلى عمر كبير ولا احد مهتم في شأنها فربما ذهبت وفعلت الفاحشة والعياذ بالله أو تعيش في هم وغم وضيق لا يعلمه إلا الله تعالى، ويظنون ان الإسـلام امرهم بهذا الشيء. فلا حول ولا قوة إلا بـالله.
فليتق الله الجميع في بناتهم والشباب في أخواتهم وكذلك الفتيات في انفسهن..وفق الله الجميع لما فيه الخير
شكرا اخي هشام على هذا الطرح النافع
بارك الله فيك