عنوان الموضوع : عروس غزّة!
مقدم من طرف منتديات العندليب
عروس غزّة!
المصدر العرب اونلاين: "من رحم المأساة تنشأ الإبتكارات"، مقولة تستقيم تماما مع ما أقدمت عليه مصممة أزياء تركية لها من الأسماء "جيان جيديك" التي مثّلت لها أحداث غزة الأخيرة مادة خصبة للتفنن في حياكة "فستان عروس" فريد وغريب في آن.
فالمصممة بدأت حياتها المهنية قبل خمسة عشر عاماً كعارضة أزياء، ومن ثم انتقلت للتصميم بعد دراستها للآثار، وقد وظفت دراستها الجامعية في عملها، قبل أن تؤسس شركة باسمها لتصميم الأزياء في مدينة إزمير التركية.
السيدة التركية التي عاشت مأساة غزّة كغيرها من سيدات العالم من خلال شاشة التلفزيون استفزتها المحرقة وأججت في أناملها براكين نار وأفكار، فقرّرت أن تدع الدموع جانبا كتعبير سلبي عن تعاطفها مع القضية، مستعينة بأناملها لتحوك ثوبا فريدا سيظل لسنوات طوال حديث العارضين والمصممين سواء بسواء، حيث يحتوي الثوب على صور لأطفال قُتلوا أو فقدوا أهلهم في محرقة غزّة الأخيرة، إضافة إلى بعض مشاهد الدمار التي خلفها العدوان الإسرائيلي هناك.
وعن الثوب والفكرة قالت المصممة المتخصصة بثياب الزفاف والحفلات إنها استخدمت اللون الأبيض للتعبير عن السلام الذي لا يبدو أنه آت في النهاية، حسب تعبيرها طبعا، مشيرة إلى أنها بالمقابل عمدت إلى حرق بعض أجزاء الثوب، فضلاً عن استخدامها لبعض الريش كتعبير عن النار التي كانت تشتعل في مدينة غزة المحاصرة.
مضيفة في ذات السياق: "عملت على تقنية التضاد أو الدمج بين نقيضين، وهي لا بد منها في أي عمل فني، حيث جعلت لون الثوب أبيض وتوّجته بغصن زيتون، إضافة إلى أني منحت العارضة التي سترتديه حمامة بيضاء، وذلك يدل بمجمله على السلام، بالمقابل عمدت إلى حرق بعض أجزاء الثوب وضمّنت الفستان بعض الريش للدلالة على الانفجارات والحرائق التي حدثت في غزة إبان العدوان، فضلاً عن بعض الصور للضحايا من الأطفال وممن فقدوا ذويهم، كما وضعت أخيراً أعلام جميع دول الشرق الأوسط وهو بمثابة دعوة ليحل السلام في هذه المنطقة التي يكفيها ما عانت من حروب ودمار".
إلى هنا ينتهي تصريح المصممة التي أثبتت من خلال هذه المبادرة الفنية أن عالم عروض الأزياء وتصميمها ليس فقط فن الترف والتجمّل السلبي، بل هو فن حماّل لقضية، يتشابه في ذلك مع غيره من الفنون التعبيرية، كالأغاني والموسيقى واللوحات الفنية والرسوم الكاريكاتورية.
فالابتكار عندها بعيد كل البعد عما عرف عنه بأنه فن الصالونات الفاخرة والشخصيات المترفة، الذي يستفزّ فيهم حب التملّك والاختلاف، فيجعلهم يتسابقون فيما بينهم من أجل الفوز بتصميم جديد وفريد، ولا مشكل البتة إن كان غريبا أصلا، المهم هو التفاخر بارتداء طقم أو ثوب من تصميم أحد أهم الأسماء والماركات العالمية، حتى وإن اقتضى الأمر ببعضهم، وبعضهنّ خاصة، لصرف الأموال جزافا على تصميم متفرّد وحصري له، أو لها، يلبسه أو تلبسه لمرة واحدة في حفلة واحدة ثم يكون مصيره الإهمال.
الابتكار وتصميم الأزياء عند جيان هو التزام بهوية واستعاد لقضية تناساها أهلها وتنصلوا منها لتأتيهم هي بفستان عروس مخضب بالدماء، علّهم يتذكرون من خلال عروض الأزياء بعض الأشلاء التي ذهبت هباء دون عقاب، ولو أن الجريمة حاصلة لا محالة.
والسؤال هنا: من يجرؤ على اقتناء هذا الرداء من كبار رجال المال والأعمال العرب؟ ومن تجرؤ على ارتدائه من نجماتنا الملتزمات بالقضية؟- إن وجدن طبعا- خاصة وأن ثمن الفستان سيعود ريعه لأطفال غزّة، كما أكّدت مصممته، بل إن السؤال الأهم في كلّ ما سبق: أي عروس قادرة على ارتداء فستان دم لأطفال مغتالين في ليلة عمر مجنونة؟.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :