عنوان الموضوع : صحح الخطأ و ضع رد انشغالات بيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
قال تعالى : ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله) .
وأذانٌ : الواو حسب ما قبلها ، أذانٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
من الله : من حرف جر مبني ، الله : اسم الجلالة اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
ورسوله : الواو حرف عطف ، رسوله: معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة ، هاء الغائب ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر للمبتدأ .
إلى الناس : إلى حرف جر مبني ، الناس : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهما متعلقان بمحذوف خبر ثاني .
يومَ : ظرف زمان منصوب ، وهو متعلق بمحذوف صفة .
الحج : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
الأكبر : صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة .
أنّ : حرف نسخ وتوكيد .
الله : اسم الجلالة اسم "أنّ" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
بريء : خبر "أنّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
من المشركين : من حرف جر مبني ، المشركين : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، وهما متعلقان باسم الفاعل "بريء" .
والجملة الاسمية "أن الله بريء" متعلقة بـ "أذان" بحذف حرف الجر وهو باء التعدية ، والتقدير : " وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبرِ بأن الله بريء " .
ورسوله : الواو عاطفة ، رسوله : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وهاء الغائب ضمير مجرور بالإضافة ، والخبر محذوف جوازاً ، والتقدير : ورسوله كذلك .
والجملة الاسمية "رسوله كذلك" معطوفة على قبلها .
والله أعلم .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الإعراب:
(الواو) عاطفة (أذان) مبتدأ مرفوع «1» (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (أذان) (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و(الهاء) ضمير مضاف إليه (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الحجّ) مضاف إليه (الأكبر) نعت للحجّ مجرور (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بريء) خبر مرفوع (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق ب (بريء) (الواو) عاطفة (رسول) مبتدأ مرفوع و(الهاء) ضمير مضاف إليه .. والخبر محذوف تقديره بريء «2» والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه بريء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء
متعلّق بنعت ل (أذان) «1» (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط ... و(تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ أي المتاب (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) (الواو) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن تبتم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا أنّكم غير معجزي اللّه) مرّ اعرابها «2»، (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم الذين آمنوا و(نصروا) معطوف على (آووا) ويعربان مثل كفروا (أولئك) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ..
والواو فاعل (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (بشّر) «3»، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: «أذان من اللّه ...» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «رسوله (بريء)» في محلّ رفع معطوفة على الخبر بريء.
وجملة: «إن تبتم ...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو خير لكم» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن تولّيتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتم.
وجملة: «اعلموا ...» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل (أنّكم غير معجزي اللّه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
وجملة: «بشّر ...» لا محلّ لها استئنافيّة.
[ الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي] ص 277
=========
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بوركت البشير سعيد، وأشكر لك التعقيب والاستدراك ، نفع الله بكم وجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين .
ولدي تعقيبات بسيطة ..
أوافقك على أن "أذانٌ" نكرة ، ولا يبتدأ بالنكرة إلا بمسوغ ، وفي إعرابي جعلتُ المسوغ هو متعلق"يوم الحج الأكبر" ، فالظرف متعلق بمحذوف صفة لـ "أذان" .
وفي إعرابك جعلتَ متعلق "من الله ورسوله" صفة تسوغ الابتداء بـ "أذان" .
وهناك أمرٌ مهم يعتمدُ عليه الإعراب اعتماداً كبيراً ، هل يجوز الفصل بين النعتِ والمنعوت ؟ ، فإن كان الفصل لا يجوز فالأرجح .
ويجوز أن نجعلَ "يوم الحجِ الأكبر" متعلق باسم المصدر "أذان" ، و "من الله ورسوله" متعلق بمحذوف صفة ، و "إلى الناس" متعلق بمحذوف خبر .
وبعد التأمل في المعنى الذي يحكمه هذا الإعراب ، فأنا أرجحه على إعرابي ، وهذا ما ذهب إليه الفاضل أبو تمام حفظه الله ، غير أنه جعل الظرف متعلق بالخبر المحذوف .
عذرا ولكن لما لا نجعل خبر المبتدأ جملة ان الله ففيها حصل الاخبار فالمبتدأ اسند الي الخبر وهو ان الله بريء من المشركين هذا ما اراده المبتدأ بعد الاخبار بان الاذان من الله ورسوله اللى الناس ان اردتها ولكن الآية ارادت ان الله برريء من المشركين
لا أظن ذلك ، فما رابطٌ يربطُ المبتدأ بجملة الخبر .
المشركين : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم
=========
>>>> الرد الثالث :
هذا ما وفقني إليه ربي من بحثي في مكتبتي فلعل هذا يفيدك و يروي عطشك للمعرفة فتح الله عليك ووفقك للصواب
قوله تعالى وإذان مثل براءة و إلى الناس متعلق بإذان أو خبر له أن الله بريء المشهور بفتح الهمزة وفيه وجهان أحدهما هو خبر الاذان أي الإعلام من الله براءته من المشركين والثاني هو صفة أي وإذان كائن بالبراءة وقيل التقدير واعلام من الله بالبراءة فالباء متعلقة بنفس المصدر ورسوله يقرأ بالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على الضمير في بريء وما بينهما يجري مجرى التوكيد فلذلك ساغ العطف والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي ورسوله بريء والثالث هو معطوف على موضع الابتداء وهو عند المحققين غير جائز لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة ويقرأ بالنصب عطفا على اسم ان ويقرأ بالجر شإذا وهو على القسم ولا يكون عطفا معلى المشركين لأنه يؤدى إلى الكفر
[ التبيان في إعراب القرآن - العكبري ] ج 2 - ص11
تفسير مشكل إعراب سورة التوبة
قوله تعالى براءة مصدر مرفوع بالابتداء وإلى الذين خبره
قوله وأذان عطف على براءة وخبره إلى الناس فهو عطف جملة على جملة وقيل خبر الابتداء أن الله برىء من المشركين على تقدير لأن الله
وقوله من الله في الموضعين نعت لبراءة ولأذان ولذلك حسن الابتداء بالنكرة ولك أن ترفع براءة على إضمار مبتدأ أي هذه براءة ومعنى براءة من الله اعلام من الله
قوله يوم الحج العامل فيه الصفة لأذان وقيل العامل فيه مخزي ولا يحسن أن يعمل فيه أذان لأنك قد وصفته فخرج عن حكم الفعل
قوله أن الله برىء أن في موضع نصب على تقدير حذف اللام أو الباء إن جعلته خبرا لأذان فليس هو هو فلا بد من تقدير حذف حرف الجر على كل حال
قوله ورسوله ارتفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره أي ورسوله برىء أيضا من المشركين فحذف لدلالة الأول عليه وقد أجاز قوم رفعه على العطف على موضع اسم الله قبل دخول أن وقالوا الأذان بمعنى القول فكأنه لم يغير معنى الكلام بدخوله ومنع ذلك جماعة لأن أن المفتوحة قد غيرت معنى الابتداء إذ هي وما بعدها مصدر فليست هي كالمكسورة التي لا تدل على غير التأكيد فلا يغير معنى الابتداء دخولها فأما عطف ورسوله على المضمر المرفوع في برىء فهو قبيح عند كثير من النحويين حتى يؤكده وقد أجازه كثير منهم في هذا الموضع وان لم يؤكده لأن المجرور يقوم مقام التوكيد فعطفه على المضمر في برىء حسن جيد وقد أتى العطف على المضمر المرفوع في القرآن من غير تأكيد ولا ما يقوم مقام التأكيد قال جل ذكره ما أشركنا ولا آباؤنا فعطف الآباء على المضمر المرفوع ولا حجة في دخول لا لأنها إنما دخلت بعد واو العطف والذي يقوم مقام التأكيد إنما يأتي قبل واو العطف في موضع التأكيد التأكيد لو أتى به لم يكن إلا قبل واو العطف نحو قوله تعالى فأذهب أنت وربك ولكن جاز ذلك لأن الكلام قد طال بدخول لا فقام الطول مقام التأكيد وقد قرأ عيسى بن عمر ورسوله بالنصب عطفا على اللفظ
[ مشكل إعراب القرآن - القيسي ] ص 322
قرأ الضحاك وعكرمة وأبو المتوكل: وإذن بكسر الهمة ويكون الذال. وقرأ الحسن والأعرج: إن الله بكسر الهمزة فالفتح على تقدير بأنّ، والكسر على إضمار القول على مذهب البصريين، أو لأنّ الأذان في معنى القول فكسرت على مذهب الكوفيين. وقرأ ابن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وزيد بن علي، ورسوله بالنصب، عطفاً على لفظ اسم أنْ. وأجاز الزمخشري أنْ ينتصب على أنه مفعول معه. وقرىء بالجر شاذاً، ورويت عن الحسن. وخرجت على العطف على الجوار كما أنهم نعتوا وأكدوا على الجوار. وقيل: هي واو القسم. وروي أن أعرابياً سمع من يقرأ بالجر فقال: إنْ كان الله بريئاً من رسوله فأنا منه بريء، فلببه القارىء إلى عمر، فحكى الأعرابي قراءته فعندها أمر عمر بتعليم العربية. وأما قراءة الجمهور بالرفع فعلى الابتداء، والخبر محذوف أي: ورسوله بريء منهم، وحذف لدلالة ما قبله عليه. وجوزوا فيه أن يكون معطوفاً على الضمير المستكن
في بريء، وحسنه كونه فصل بقوله: من المشركين، بين متحمله، والمعطوف. ومن أجاز العطف على موضع اسم إنّ المكسورة أجاز ذلك، مع أنّ المفتوحة. ومنهم من أجاز ذلك مع المكسورة، ومنع مع المفتوحة.
قال ابن عطية: ومذهب الأستاذ يعني أبا الحسن بن الباذش على مقتضى كلام سيبويه: أنْ لا موضع لما دخلت عليه إنَّ، إذ هو معرب قد ظهر فيه عمل العامل، وأنه لا فرق بين إنّ وبين ليت، والإجماع أنَّ لا موضع لما دخلت عليه هذه انتهى. وهذا كلام فيه تعقب، لأنّ علة كون إنّ لا موضع لما دخلت عليه، ليس ظهور عمل العامل، بدليل ليس زيد بقائم، وما في الدار من رجل، فإنه ظهر عمل العامل، ولهما موضع. وقوله: والإجماع إلى آخره يريد: أنّ ليت لا موضع لها من الإعراب بالإجماع، وليس كذلك، لأنّ الفراء خالف وجعل حكم ليت ولعل وكان ولكن، وأنّ حكم في كون اسمهن له موضع. وإعراب وأذان كإعراب براءة على الوجهين، ثم الجملة معطوفة على مثلها ولا وجه لقول من قال: إنه معطوف على براءة، كما لا يقال عمرو معطوف على زيد في زيد قام وعمرو قاعد.
وأذان إذا أعربناه مبتدأ، بل الخبر قوله: إلى الناس. وجاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت بقوله: من الله ورسوله. ويوم منصوب بما يتعلق به إلى الناس، وقد أجاز بعضهم نصبه بقوله: وأذان، وهو بعيد من جهة أنّ المصدر إذا وصف قبل أخذه معموله لا يجوز إعماله فيما بعد الصفة، ومن جهة أنه لا يجوز أنْ يخبر عنه إلا بعد أخذه معموله، وقد أخبر عنه بقوله: إلى الناس.
وحكى القرطبي عن ابن سيرين: أنّ يوم الحج الأكبر أراد به العام الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّمفي حجة الوداع، وحج معه الأمم، وهذا يحتاج إلى إضمار، كأنه قال: هذا الأذان حكمه متحقق يوم الحج الأكبر وهو عام حج رسول الله صلى الله عليه وسلّمانتهى.
[إعراب القرآن لابن سيده] ص 232
قوله "وأذان": الواو عاطفة، "أذان" خبر لمبتدأ محذوف أي: وهذا أذان، والجملة معطوفة على جملة "هذه براءة" لا محل لها، والجارّ "من الله" متعلق بنعت لـ "أذان"، والجار "إلى الناس" متعلق بنعت ثان لـ "أذان"، والجار "يوم" متعلق بنعت ثالث لـ "أذان"، والمصدر "أن الله بريء" منصوب على نزع الخافض الباء. وقوله "ورسوله": الواو عاطفة، ومبتدأ، خبره محذوف، أي: ورسوله بريء كذلك، والجملة معطوفة على المفرد "بريء" في محل رفع، من قبيل عطف الجملة على المفرد، فقد أخبر عن الله بخبرين، الأول: براءته من المشركين، والثاني براءة رسوله.جملة "فإن تبتم" مستأنفة. المصدر "أنكم غير معجزي" سدّ مسدّ مفعولَيْ علم. وجملة "وبشِّر" مستأنفة.
[مُشكِل إعراب القرآن للخراط] ص 187
=========
>>>> الرد الرابع :
عذرا أخي خالد إبراهيم هلا انتبهت لعنوان الموضوع و بارك الله لك و فيك
=========
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيك أخي الفاضل البشير ويكثر من أمثالك و يجعلك نبراس لأولادك و للمنتدى
شكٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍـــــــــــــــــــــــــــ ـــــرا جزيلا
=========
ولك أضعاف أضعاف ذلك أخي الكريم
نحن أردنا سوى اثراء هذا المنبر
ونناقش موضوع ما ومن خلال هذا نتمكن من مراجعة ما فاتنا أونسيناه
وشكرا أخي الكريم
جزاكم الله خيرا على الالتفاتة الرائعة........................................... .................
مسألة: الجزء الثامن التحليل الموضوعي
قوله تعالى : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى وأذان الأذان : الإعلام لغة من غير خلاف . وهو عطف على براءة . إلى الناس الناس هنا جميع الخلق . يوم الحج الأكبر ظرف ، والعامل فيه أذان . وإن كان قد وصف بقوله : من الله ، فإن رائحة الفعل فيه باقية ، وهي عاملة في الظروف . وقيل : العامل فيه مخزي ولا يصح عمل أذان ؛ لأنه قد وصف فخرج عن حكم الفعل .
[ ص: 10 ] الثانية : واختلف العلماء في الحج الأكبر ، فقيل : يوم عرفة . روي عن عمر وعثمان وابن عباس وطاوس ومجاهد . وهو مذهب أبي حنيفة ، وبه قال الشافعي . وعن علي وابن عباس أيضا وابن مسعود وابن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة أنه يوم النحر . واختاره الطبري . وروى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر في الحجة التي حج فيها فقال : أي يوم هذا فقالوا : يوم النحر ، فقال : هذا يوم الحج الأكبر . أخرجه أبو داود . وخرج البخاري عن أبي هريرة قال : بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى : لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان . ويوم الحج الأكبر يوم النحر . وإنما قيل ( الأكبر ) من أجل قول الناس : الحج الأصغر . فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مشرك . وقال ابن أبي أوفى : يوم النحر يوم الحج الأكبر ، يهراق فيه الدم ، ويوضع فيه الشعر ، ويلقى فيه التفث ، وتحل فيه الحرم . وهذا مذهب مالك ؛ لأن يوم النحر فيه كالحج كله ؛ لأن الوقوف إنما هو ليلته ، والرمي والنحر والحلق والطواف في صبيحته . احتج الأولون بحديث مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوم الحج الأكبر يوم عرفة . رواه إسماعيل القاضي . وقال الثوري وابن جريج : الحج الأكبر أيام منى كلها . وهذا كما يقال : يوم صفين ويوم الجمل ويوم بعاث ، فيراد به الحين والزمان لا نفس اليوم . وروي عن مجاهد : الحج الأكبر القران ، والأصغر الإفراد . وهذا ليس من الآية في شيء . وعنه وعن عطاء : الحج الأكبر الذي فيه الوقوف بعرفة ، والأصغر العمرة . وعن مجاهد أيضا : أيام الحج كلها . وقال الحسن وعبد الله بن الحارث بن نوفل : إنما سمي يوم الحج الأكبر لأنه حج ذلك العام المسلمون والمشركون ، واتفقت فيه يومئذ أعياد الملل : اليهود والنصارى والمجوس . قال ابن عطية : [ ص: 11 ] وهذا ضعيف أن يصفه الله عز وجل في كتابه بالأكبر لهذا . وعن الحسن أيضا : إنما سمي الأكبر لأنه حج فيه أبو بكر ونبذت فيه العهود . وهذا الذي يشبه نظر الحسن . وقال ابن سيرين : يوم الحج الأكبر العام الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، وحجت معه فيه الأمم .
الثالثة : قوله تعالى أن الله بريء من المشركين ورسوله ( أن ) بالفتح في موضع نصب . والتقدير بأن الله . ومن قرأ بالكسر قدره بمعنى قال إن الله . ( بريء ) خبر إن . ( ورسوله ) عطف على الموضع ، وإن شئت على المضمر المرفوع في ( بريء ) . كلاهما حسن ; لأنه قد طال الكلام . وإن شئت على الابتداء والخبر محذوف ; التقدير : ورسوله بريء منهم . ومن قرأ ( ورسوله ) بالنصب - وهو الحسن وغيره - عطفه على اسم الله عز وجل على اللفظ . وفي الشواذ ( ورسوله ) بالخفض على القسم ، أي وحق رسوله ; ورويت عن الحسن . وقد تقدمت قصة عمر فيها أول الكتاب .
فإن تبتم أي عن الشرك فهو خير لكم أي أنفع لكم وإن توليتم أي عن الإيمان فاعلموا أنكم غير معجزي الله أي فائتيه ; فإنه محيط بكم ومنزل عقابه عليكم .