عنوان الموضوع : حل أنشطة مادة التاريخ بيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

عنوان المقطع : دراسة عامة للأوضاع ببلاد المغرب قبل الفتح الإسلامي
النشاط الأول :
بناء على ما درست في المحور الأول هل كانت الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد المغرب تسهل عملة الفتح أم تصعبها ؟

كانت منطقة ساحل إفريقية الشمالي خاضعة لنفوذ الروم، وعاصمتهم وقتذاك قرطاجنة وكانت تحكمها حاميات رومانية يرأسها حاكم عام يعينه الإمبراطور. وفي السنوات القليلة التي سبقت الفتح الإسلامي عيّن الإمبراطور موريس البطريق هرقل القائد الأعلى على المغرب سنة 600م، هذا الأخير الذي أعلن معارضته للإمبراطور الجديد فوكاس الذي اعتلى العرش سنة 602م خلفا للمغدور به موريس، وبرز ذلك بوضوح عندما أراد أن يفصل منطقة إفريقية من الإمبراطورية، وقد نجح في جمع وكسب تأييد سكان القسطنطينية وكل روما ضد ذلك الإمبراطور الغاشم. إلى جانب ذلك ساعده موقف سكان شمال إفريقيا من البربر الذين أيّدوه نظرا لحكمه العادل مقارنة مع باقي الحكام السابقين، إلاّ أنّ هرقل كان طاعنا في السِّن فاقترح ابنه هرقل الشاب ورفعه إلى مرتبة الإمبراطور، فأعدّ جيشا من البربر بقيادة ميسيتاس ابن أخيه الذي تمّكن من الاستيلاء على الإسكندرية فيما بين سنتي(608-609م)، في الوقت الذي كان فيه هرقل الصغير يقود أحد الأساطيل الحربية بقصد الاستيلاء على القسطنطينية والإطاحة بحكم الإمبراطور فوكاس.
نفهم من ذلك، أنّ منطقة شمال إفريقية كانت قاعدة ومنطلق لحركات المعارضة للحكم الروماني في القسطنطينية في أواخر حكمها قبل الفتح الإسلامي، وأنّه كان للبربر دور بارز في تلك الحركات، وبالفعل فقد نجح هرقل الإمبراطور الجديد من القضاء على فوكاس سنة 610م وأصبح إمبراطورا على الدولة البيزنطية وأصبحت إفريقية مركزا لاهتمامه ومحط آمال الإمبراطورية في أشد فترات حياتها، فعندما احتل الفرس أرمينيا وحاصروا الإسكندرية بقصد منع تزويد القسطنطينية بالرجال والمؤن تولت إفريقية أمر هذه المؤن وكانت تزود القسطنطينية بالجنود والأساطيل.
وعلى عكس الفترات السابقة من الحكم الروماني في شمال إفريقيا الذي كان يتميز بالشدة والعنف، من تمييز عنصري وسفك للدماء وفرض للضرائب الباهضة على السكان والاستحواذ على الأراضي الشاسعة الخصبة.إلاّ أنّ إفريقية شهدت في أيّام الإمبراطور هرقل عصرا من السلام لم تشهده من قبل، وتمتع البربر وهم الأكثرية في المنطقة بالكثير من الحرية والاطمئنان، وفي خلال هذه الفترة انتشرت حركة التبشير المسيحي ودخل العديد من السكان البربر في المسيحية وصار ممثلوها من القساوسة والرهبان هم الحكام الفعليين في المنطقة وأصبح البابا القطب الذي يتوجه إليه السكان يطلبون حمايته من مظالم الإدارة البيزنطية وقد ازداد نفوذه في البلاد وصار يتدخل في الشؤون الإدارية. وقد صار البطريك جريجوريوس( جرجير) حاكما عاما على إفريقية وأعلن عن رغبته عن فصل إقليمي برقة وطرابلس عن الإمبراطورية البيزنطية وقد أيّده سكانها من البربر خاصة بعد ظهور مذهب المونوثيلية ) Monothélisme ( الذي أوجده بطريك القسطنطينية سيرجيوس ويقرّ هذا المذهب أنّ المسيح جاء بصفة إله وليس كما يقر معظم الكاثوليك أنّه أظهر كل من طبيعتيه بإرادة واحدة إلهية وبشرية في آن واحد. فسرجيوس ينكر صفة البشرية في المسيح عيسى عليه السلام، ومما زاد في تأزم الأوضاع أنّ الإمبراطور هرقل أيّد هذا المذهب،هذا ما أثار غضب واستنكار قساوسة إفريقية وعلى رأسهم جريجويوس الذي أعلن سنة 646م استقلاله عن الإمبراطورية البييزنطية وتلقب بموافقة الشعب المغربي –إمبراطورا- ولقد ضرب جريجوريوس العملات باسمه وجعل قرطاجنة عاصمة حكمه، غير أنّه عندما بدأت حملات المسلمين تصل إلى إفريقية وخصوصا بعد سقوط حكم الرومان بمصر؛ قرّر جريجوريوس نقل عاصمته إلى سبيطلة في وسط إفريقية.

من خلال تتبعنا لمراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب والذي استغرق أكثر من 70 سنة نلاحظ بان الظروف السياسية والاقتصادية كان عائقا في تقدم الفاتحين إذ كانت بلاد المغرب تعاني من الاحتلال البيزنطي وجه الذي كان له الأثر الكبير في صعوبة الفتح إذ أن المغاربة اعتبروا المسلمين كغزاة
أسباب طول فترة الفتح :
ـ مقاومة الأمازيغ للفتح لاعتقادهم بأن أصحابه غزاة لا يختلفون عن المحتلين السابقين الرومان و الوندال والبيزنطيين
ـ اضطراب الوضع السياسي الداخلي للخلافة الإسلامية في المشرق الفتنة الكبرى
ـالوجود البيزنطي بالمنطقة كقوة عسكرية كبيرة
ـ عدم دراية العرب الفاتحين بخصائص المنطقة الطبيعية والتي لم يألفوها من قبل

عنوان المقطع : الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
النشاط الأول:
تعاقب عدد من الفاتحين على بلاد المغرب ، حسب رأيك من هو أكثرهم تأثيرا و لماذا؟ حاول رسم خريطة تبين فيها سير عملة الفتح
طبيعة المغاربة وشدة عشقهم للحرية ورفضهم للعبودية والتواجد الأجنبي لذلك أرى أن أبي مهاجر الدينار هو أكثرهم تأثيرا لأن

ولاية عقبة بن نافع على إفريقية لم تستمر سوى خمسة أعوام فعقب إتمامه بناء القيروان أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزله سنة 55 هـ/675م نتيجة لوشايات مسلمة بن مخلد والي مصر الذي كان يحسد عقبة على انتصاراته وأعماله العظيمة في إفريقية وربما نتيجة لسياسة العنف والشدة التي اتبعها عقبة في بلاد المغرب نحو سكانها من البربر.
وعلى أيّة حال توّلى مكان عقبة قائد كفء لا يقل خبرة وهو أبو المهاجر دينار الذي امتدت ولايته على إفريقية نحو سبع سنوات وهذا الوالي الجديد لا نجد معلومات عنه في المصادر الإسلامية بما يتناسب مع الأعمال الجليلة التي قام بها في بلاد المغرب فالمؤرخون أسهبوا في الحديث عن ولاية عقبة وعن أعماله بينما أغفلوا الإشارة إلى دور أبي المهاجر دينار رغم أن إسهاماته لا تقل أهمية عما قام به عقبة وبما مرّد ذلك أنّ ولاية أبو المهاجر وقعت بين ولايتي عقبة الأولى والثانية، مما كان له تأثيره على مرور المؤرخين عليها مرورا سريعا.
ولقد عرف أبو المهاجر دينار بالدهاء واللين وحسن السياسة، فأستمال إليه البربر البرانس ليضمن انضمامهم إلى المسلمين، واستطاع أبو المهاجر بفضل سياسة اللين أن يضم إليه زعيم البربر البرانس ويدعى كسيلة (من قبيلة أوربة) وكان نصرانيا فأعتنق الإسلام كما أسلم عدد كبير من قومه وكان كسيلة وقومه قبل إسلامهم حلفاء للبيزنطيين.
ولقد تمكّن أبو المهاجر بفضل مؤازرة كسيلة أن يستولي على جنوب إقليم قرطاجنه ويجتاح المغرب الأوسط ويحتل مدنه الساحلية حتى تلمسان.
خريطة سير الفتوحات الاسلامية في بلاد المغرب




النشاط الثاني:
عرف الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عدة مراحل ، استمرت في مجموعها قرابة 70 سنة ، تميزت بالمد و الجزر ، فإلى ماذا تعيد عملية المد و الجزر في الفتح الإسلامي ؟
تفيد المصادر الإسلامية بأن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب قد استغرق مدة طويلة تكاد تقرب من السبعين عاما، وهذا يرجع لعدة عوامل أهمها: صعوبة البلاد من الناحية الجغرافية اشتداد حركة المقاومة البربرية، تدخل بعض العناصر الأجنبية كالروم (البيزنطيين) في الحرب ضد المسلمين الفاتحين.
ففي سنة 46هـ/667م سار عقبة بن نافع الفهري –من قبل معاوية بن حديج- بجيش كبير وفتح فزّان وما ورائها من تخوم السودان الغربي، فدخلت جميع (لوبيا- ليبيا) في طاعة العرب، بعدئذ تقدّم عقبة إلى إفريقية (القطر التونسي) وفتح قفصة وقسطيلية.
وأراد عقبة أن يتخذ قيروان معسكرا أو مركزا عسكريا دائما، ذلك لأنّ الفتوح الأولى لم تثبت فقد كان أهل إفريقية يطيعون إذا غزا العرب البلاد، فإذا عادوا عنها عاد أهلها إلى المعصية ونقضوا الصلح، ويحسن أن نلاحظ هنا أنّ الروم والفرنجة كانوا قد أجْلوا البربر عن الشواطئ وسكنوها هم. فالذين كانوا يقاومون العرب لم يكونوا البربر أهل البلاد الأصليين بل الروم والفرنجة وجماعة قليلة من البربر يساندونهم.
أسس عقبة بن نافع معسكر القيروان سنة 50هـ/671م، وأقام بها مسجدا، ومع مرور الأيّام بدأ الناس يتوافدون على هذا المعسكر الذي صار في وقت وجيز مدينة عظيمة وعاصمة شهيرة ومركزا من مراكز العلم والحضارة في العالم الإسلامي.
وفي عهد أبو المهاجر دينار الذي عرف بالدهاء واللين وحسن السياسة، فأستمال إليه البربر البرانس ليضمن انضمامهم إلى المسلمين، واستطاع أبو المهاجر بفضل سياسة اللين أن يضم إليه زعيم البربر البرانس ويدعى كسيلة (من قبيلة أوربة) وكان نصرانيا فأعتنق الإسلام كما أسلم عدد كبير من قومه وكان كسيلة وقومه قبل إسلامهم حلفاء للبيزنطيين.
ولقد تمكّن أبو المهاجر بفضل مؤازرة كسيلة أن يستولي على جنوب إقليم قرطاجنه ويجتاح المغرب الأوسط ويحتل مدنه الساحلية حتى تلمسان.
حملة عقبة الثانية
واصل عقبة الزحف نحو الغرب قاصدا المغرب الأقصى ودخله عام 62هـ/682م ويعتبر عقبة بن نافع أوّل مسلم وطأت قدمه تلك الأرض، وواصل زحفه حتّى المحيط الأطلسي وتذكر الرواية أنّه أدخل قوائم فرسه في مياه المحيط ثم رفع يديه إلى السماء وقال عبارته الشهيرة:» اللهم اشهد أنّي قد بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتّى لا يعبد أحد سواك«.
وبعدها أسرع عقبة بالعودة متجها إلى المغرب الأوسط، حيث ترك معظم جيشه يعود إلى مدينة القيروان في حين اتجه هو على رأس فرقة صغيرة نحو الجنوب حيث مدينة تهّودة ليستولي عليها ويجعل منها قاعدة حربية أخرى للمسلمين في المغرب الأوسط، وهناك عاد كسيلة للظهور مجددا في جيش ضخم من البربر والروم، ودارت معركة عند تهودة سنة64 هـ/684م آثر فيها أبو المهاجر البقاء رفقة عقبة نافع واستشهدا معا، فلما علم نائبه بالقيروان زهير بن قيس البلوي باستشهاده قرر الانسحاب وأتجه إلى برقة وبذلك تمكّن كسيلة من الاستيلاء على القيروان دون صعوبة سنة 64هـ/684م.
وهكذا تأرجحت بين المد والجزر







عنوان المقطع : فتح الأندلس
النشاط الأول:
لقد تميز فتح الأندلس بسرعة مقارنة مع طول مدة فتح المغرب ، لماذا تعيد هذا الوضع؟
يرجع هذا الوضع للعوامل التالية

1 ـ من الناحية السياسية، كانت إسبانيا قبل الفتح الإسلامي خاضعة لحكم القوط الغربيين وكانت الفترة الأخيرة من الحكم القوطي لإسبانيا تتسم بالضعف السياسي والحربي ممّا يشجع أي قوة مجاورة أن تقتحمها. ففي أواخر عصر الحكم القوطي تميزت الأوضاع بالاضطراب حيث كثرت الأزمات التي تعانيها الدولة القوطية من مؤامرات وصراعات حول العرش وحروب أهلية بين العناصر الخاضعة للقوط. ولم يكن باستطاعة الملوك التصدي لتلك الأزمات بسبب ضعفهم وضعف الروح العسكرية عند القوط لأنهم ألفوا حياة الترف، في الوقت الذي زادت فيه سيطرة الكنيسة وأصبح الرهبان يستبدون بشؤون الدولة ويتدخلون في أمورها.
فعندما توّلى غيطشة ملك القوط عرش إسبانيا سنة700 م/78هـ،بعد وفاة أبيه إجيكا كانت الأوضاع متردية، وحاول غيطشة الإصلاح دون جدوى مما أدى إلى ازدياد حالة الضعف والفوضى في البلاد. وتذكر المصادر الإسبانية أنّ الملك غيطشة خلع عن العرش نتيجة ثورة قام بها حاكم قرطبة لذريق، كما أن مجلس طليطلة قرر تنحية غيطشة لمّا حاول تولي ابنه الطفل وقلة العهد من بعده.
وعلى أيّة حال، عندما مات غيطشة سنة 708م/89هـ رفض مجلس النبلاء بطليطلة تولي ابنه وقلة العرش من بعده ومنعوه من دخول طليطلة واختاروا لذريق ليكون ملكا عليهم، مما أدى إلى انقسام الجيش إلى فريقين أحدهما يؤيد الملك لذريق والآخر يؤيد الملك المخلوع وأصبحت البلاد تشكو عدم الاستقرار.
2 ـ أمّا بالنسبة للمجتمع الإسباني في تلك الفترة فنجده أيضا في حالة انقسام وضعف فالمجتمع كان ينقسم إلى عدّة طبقات يسيطر بعضها على بعض ، فهناك الطبقة العليا، المكونة من الملك والنبلاء القوط وهي طبقة أرستقراطية تتمتع بنفوذ واسع كما كانت ممتلكاتهم شاسعة ومعفاة من الضرائب. وهناك طبقة رجال الدين ( رجال الكنيسة) وكان أفرادها يتمتعون أيضا بنفوذ كبير لأنّ الدين في العصور الوسطى كان مسيطرا على مقاليد الأمور في أوروبا. وكان لرجال الدين نفوذ سياسي إلى جانب نفوذهم الروحي وكوّنوا طبقة غنية قوية كما كانت ممتلكاتهم معفاة من الضرائب مثل طبقة النبلاء. وهناك أيضا التجار وصغار الملاك وهي الطبقة المعروفة بطبقة الأحرار وكان القوط قد اغتصبوا من الفلاحين الأحرار أراضيهم وأجبروهم على زراعتها،ويلي ذلك طبقة العبيد وكان عددها كبيرا للغاية وكان الأغنياء والنبلاء يقتنون الآلاف منهم للعمل في مزارعهم ولم يكن للعبيد أي حقوق على الإطلاق، فكانوا ينتظرون الفرصة المواتية لكي يتخلصوا من هذا الحكم المستبد. أما الطبقة الأخيرة فهي طبقة اليهود وكانت أعداد هؤلاء كبيرة في إسبانيا ويقومون بالأعمال المالية والحسابية في إدارات الحكومة، ولكنهم كانوا موضع اضطهاد بسبب اختلاف العقيدة مما جعل اليهود يتطلعون إلى التخلص من الحكم القوطي ، وهذا ما يفسر تقديمهم يد المساعدة للمسلمين فيما بعد.











النشاط الثاني:
ما هي أهم مراحل الفتح و لماذا ؟
حملة طارق بن زباد سنة 92هـ/711م

وتذكر بعض الروايات العربية أن طارق بن زياد عبر المضيق إلى الأندلس في مراكب الكونت جوليان أو في مراكب تجار الروم التي كانت تأتي إلى بلاد المغرب والأندلس، والحقيقة أنّ هذه الروايات لا تتفق مع الواقع التاريخي إذ أنّها لا تتلاءم مع سياسة الأمويين التي تقوم على عدم المغامرة بأرواح المسلمين براً أو بحرا إلاّ بعد اتخاذ الاحتياطات الحربية التي تكفل سلامتهم مثل إنشاء القواعد البحرية وبناء دور صناعة الأساطيل وإرسال السرايا الاستطلاعية قبل القيام بأية فتوحات أو هجوم حربي.
والرأي الصحيح هو أن موسى بن نصير اعتمد في فتح الأندلس على أساطيله العربية التي كانت تصنع في القواعد البحرية على طول الساحل المغربي، ومن ناحية فلا يعقل أن يعهد موسى إلى شخص أجنبي مهما خلصت نيّته بمثل هذه العملية الحربية الخطيرة التي تتوقف عليها سلامة أرواح آلاف من المسلمين.
ومن الملاحظ أن المصادر الإسلامية لم تشر بالتفصيل لنزول الجيش الإسلامي بقيادة طارق بن زياد على الساحل الأندلسي حيث تشير بإيجاز إلى أن طارق بن زياد استولى على الجبل-الذي حمل اسمه- دون مقاومة تذكر، وهذه الرواية لا تتفق مع المنطق لأن هذا الجبل يمثل موقعا استراتيجيا مهما منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر لأنه همزة الوصل بين المغرب والأندلس والمتحكم في المضيق من هذه الناحية الجنوبية، ومن جهة أخرى فإن الغارات التي قام بها الكونت جوليان وطريف على الساحل الجنوبي لإسبانيا كانت تمثل إنذاراً للقوط كي يستعدوا لمواجهة أي هجوم قد يشنه المسلمون على تلك المنطقة ذات الأهمية الجغرافية، ولذا فليس معقولا أن يهمل القوط تأمين هذه القاعدة الاستراتيجية ويتركوها دون حراسة ومن هنا فالمرجح أن نزول المسلمين في هذا الجبل لم يكن سهلا، حيث تذكر إحدى الروايات أن طارق بن زياد قد واجه مقاومة عنيفة من العدو المرابط بالجبل وأن المسلمين تمكنوا من تطويق للعدو والانقضاض عليه وإبادته عن آخره.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الرواية تذكر أنّ طارق بن زياد قد أحرق سفنه بعد نزوله على الشاطئ الإسباني كي لا يفكر جنده في التراجع والانسحاب، ثم خطب فيهم خطبته الشهيرة التي يقول في مطلعها: »أيها الناس أين المفر البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام...«، ونلاحظ أن بعض المؤرخين المحدثين يشكون في نسبة هذه الخطبة إلى طارق بن زياد على أساس أنها تمتاز بالبلاغة والفصاحة ولا يتمكن طارق من صياغتها كما لا يقدر جنده على فهمها لأنهم من البربر ولم يتقنوا بعد اللغة العربية، ومع ذلك ليس من المستبعد أن خطب طارق في جيشه على عادة القواد والفاتحين في مختلف العصور ولكن باللسان البربري، ثم جاء العرب بعد ذلك فنقلوها إلى العربية مع بعض التغييرات والإضافات.
ومن الملاحظ هنا أن بعض الروايات تذكر أنّ موسى بن نصير عندما وصلته أنباء الفتح وانتصارات طارق المتوالية بدأ يشعر بالغيرة والحسد وخشي أن ينسب إلى طارق وحده شرف هذا الفتح العظيم فقرر الاشتراك في الفتح وقيل أنّه غضب من طارق لعصيانه أوامره، والحقيقة أنّ عبور موسى إلى الأندلس كان لسبب حربي هو تدعيم الفتح الذي قام به طارق كما أن مسير موسى موسى في طريق آخر غربي الطريق الذي سار فيه طارق ثم التقائهما معا قرب العاصمة طليطلة إنما يدل على أن خطة الغزو كانت موضوعة بدقة وإحكام بين موسى وطارق وجوليان.









النشاط الثالث:
رغم الصراع على السلطة في الأندلس بين المسلمين لم يتوقف الفتح ، فإلى ماذا تعيد تلك الصراعات الداخلية من جهة و استمرار الفتح من جهة أخرى .
وقد تعاقب على حكم الأندلس ثلاثة من الأمراء وهم محمد بن عبد الرحمن 238هـ حتى 273هـ والمنذر بن محمد 273 – 275هـ وعبد الله بن محمد 275 – 300 هـ.

واتسم هذا العهد بكثرة الفتن والاضطرابات وكثرة الخارجين عن السلطة المركزية وكون العرب دويلات داخل الدولة الأم أهمها دولة بني حجاج في إشبيليه وكونها أبناء قبيلة لخم اليمنية وقد بنى إبراهيم بن حجاج هذه الدولة على منوال الدولة الأموية من قصر إمارة وبلاط وحاشية وحراسة وجيش ليسامي بذلك الأمويين.

وقام البربر بخلع طاعة أمراء بني أمية واستقلوا بالولايات الغربية وجنوب البرتغال ومن أشهر القبائل البربرية التي كونت دولاً كبيرة ذي النون وكان عميد هذه الأسرة موسى رجلاً شريراً مفسداً فرق صف المسلمين وأحدث فتنة عظيمة بالأندلس.

ثم إن هذه الفتن الداخلية مهدت السبيل لقيام ثورة ضخمة بالأندلس عرفت بثورة المولدين وهم الذين ولدوا في دولة الإسلام بالأندلس ولكن كانت أصولهم أسبانية نصرانية وهؤلاء وإن كانوا قد نشأوا وترعرعوا بديار الإسلام ودانوا به إلا أن أورمتهم القديمة ظلت ملأ قلوبهم وظل حلم أسبانيا القديمة يراودهم حتى أتتهم الفرصة فثاروا ثورة عنيفة يقودهم رجل شديد البأس عظيم الكفر والحقد اسمه عمر بن حفصون وكان قد ارتد عن الإسلام وقاد جموع المولدين طيلة ثلاثين عاماً يحارب المسلمين ويمزق في دولة بني أمية الذي انحصر في قرطبة وأحوازها فقط .
( 479هـ-612هـ)/(1087-1216م) عصر المرابطون والموحدون في الأندلس

وفيه تحولت الأندلس إلى ولاية تابعة للمغرب في عصري المرابطين ثم الموحدين وقد انتهى هذا العصر بعد هزيمة الموحدين أمام الممالك الإسبانية المسيحية في موقعة العقاب سنة 609هـ-1212م مما أدى إلى ضعف دولة المسلمين في الأندلس وانقسامها إلى دويلات طائفية مرة أخرى أنهى وجودها النصارى الأسبان، ولم يتركوا منها سوى دولة صغيرة وهي مملكة غرناطة.















عنوان المقطع : مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس
النشاط الأول:
تميز حكم الأندلس حتى قيام الدولة الأموية بها بعدة مراحل و كل مرحلة بعدة خصائص
ما هي مراحل حكم الأندلس ؟
عصر الولاة من سنة 95-138هـ (714-756م)

عصر الدولة الأموية من 138 ه ـ 756 م الى 316 ه ـ 929 م عصر الخلافة الأموية من 316ه/756 م الى 422 ه / 1031 م
عصر دويلات الطوائف سنة 422هـ/1031م الى سنة 479هـ/1087م
( 479هـ-612هـ)/(1087-1216م) عصر المرابطون والموحدون في الأندلس

عصر مملكة غرناطة دولة بني الأحمر من سنة 667هـ إلى سنة 897هـ (1233-1492م
ما هي خصائص كل مرحلة ؟

عصر الولاة ويمتد من عقب الفتح الإسلامي للأندلس حتى قيام الدولة الأموية بها أي من سنة 95-138هـ (714-756م)، وفي خلال تلك الفترة كانت الأندلس ولاية إسلامية غير مستقلة تابعة للخلافة الأموية بدمشق.
عصر الدولة الأموية وهو يعتبر أزهى عصور المسلمين في الأندلس وينقسم إلى فترتين: الفترة الأولى وتسمى عصر الإمارة الأموية من سنة (138-316هـ)/(756-929م) وفيه كانت الأندلس إمارة أموية مستقلة سياسيا عن الخلافة العباسية بالمشرق، والفترة الثانية تسمى عصر الخلافة الأموية من سنة 316هـ/756م وهي السنة التي أعلنت فيها الخلافة الأموية) حتى سنة 422هـ/1031م ( وهي السنة التي سقطت فيها الخلافة الأموية
عصر دويلات الطوائف : ويبدأ هذا العصر بسقوط الخلافة الأموية في الأندلس سنة 422هـ/1031م وانقسام الأندلس إلى عدّة دويلات طائفية متنازعة وينتهي بعبور المرابطين البربر من المغرب إلى الأندلس في سنة 479هـ/1087م ثم قيامهم بالقضاء على ملوك الطوائف وتوحيد الأندلس تحت حكمهم ليبدأ عصر جديد بعد ذلك.

عصر المرابطون والموحدون في الأندلس
وفيه تحولت الأندلس إلى ولاية تابعة للمغرب في عصري المرابطين ثم الموحدين وقد انتهى هذا العصر بعد هزيمة الموحدين أمام الممالك الإسبانية المسيحية في موقعة العقاب سنة 609هـ-1212م مما أدى إلى ضعف دولة المسلمين في الأندلس وانقسامها إلى دويلات طائفية مرة أخرى أنهى وجودها النصارى الأسبان، ولم يتركوا منها سوى دولة صغيرة وهي مملكة غرناطة.
عصر مملكة غرناطة دولة بني الأحمر :وفي آخر العصور الإسلامية في الأندلس ويمتد من سنة 667هـ إلى سنة 897هـ (1233-1492م)، حيث سقطت مملكة غرناطة (آخر مملكة إسلامية في الأندلس) في يد الأسبان وذلك بعد تحالف فرناندو وإيزابيلا ملكي قشتالة وليون للقضاء نهائيا على المسلمين بالأندلس.







عنوان المقطع : عصر ملوك الطوائف
النشاط الأول:
عرف عصر ملوك الطوائف بالضعف السياسي و الازدهار العلمي و الثقافي في نفس الوقت ، حاول من خلال دراستك الخاصة إيجاد تفسير لهذا التناقض.
عصر ملوك الطوائف 422هـ - 483هـ:
لم تكد الخلافة الأموية تسقط حتى انفرط عقد الدولة الأم وانقسمت لدويلات صغيرة وتقاسم العرب والبربر والصقالبة أوصال الأندلس وقد حكم تلك الفترة العصيبة نحو عشرين أسرة مستقلة ومن أشهر ملوك الطوائف ما يلي:-

1- دولة بني جهور حكمت قرطبة وأهوازها.

2- دولة بني عباد في إشبيليه.

3- دولة بني الأفطس في بطليوس.

4- دولة بني النون في طليطلة.

5- دولة بني حمود في مالقة والجزيرة.

6- دولة بني هود في سرقسطة.

7- دولة بني سناد في غرناطة.

8- دولة الفتيان الصقالبة في ناحية الشرق و مرسية / ألمرية / دانية / بلنسية , ولقد اتسم هذا العصر بعدة صفات أدت في جملتها إلى انحراف وجرح غائر في جسد الأمة الأندلسية لم يندمل قط حتى بعد السقوط من هذه السمات:-

1- حالة الترف الشديد والتنعم المفسد الذي ضرب في كل طبقات الشعب الأندلسي من كبيرهم إلى صغيرهم من غنيهم إلى فقيرهم وما استتبع ذلك من ضعف القوى الأندلسية حتى صار رجال الأندلس أنعم من الكواعب الغواني وأصبح جل هم الرجال والنساء إنشاد الأشعار والغناء للأسحار والسعي وراء الأبكار.

2- اقتتال الدويلات فيما بينهم وقيام المعارك الطاحنة بين المسلمين بعضهم بعضاً من أجل أطماع شخصية ومكاسب مادية لا تساوى عند الله عز وجل بعوضة.

3- شيوع المنكرات والمجاهرة بأنواع الفسوق وانتشار عادات مذمومة مثل شرب الخمر وظهور نساء الطبقة الراقية سافرات الوجوه بالطرقات والسرقة التي أخذت شكل العصابات المنظمة.

4- التوسع في مسألة الاستعانة بنصارى أسبانيا في شمال الأندلس وذلك بسبب كثرة الاقتتال الداخلي بين المسلمين وكل فريق من المتنافسين يستعين بإمارة صليبية بعد التنازل عن بعض أملاكه وهي في الواقع أملاك المسلمين كلهم للصليبيين مع دفع أموال طائلة وكل ذلك من أجل أن يهزم أخاه المسلم.

لقد كان ملوك الطوائف ملوكاً ضعافاً في كل شيء ضعافاً في دينهم وفي وطنيتهم غلبت عليهم الأثرة والأهواء الشخصية إلى أبعد الحدود ونسوا في غمارها دينهم ووطنهم بل نسوا حتى الكرامة الشخصية واستساغوا لأنفسهم أن يتراموا على أعتاب ملوك النصارى لا لشيء إلا لهوى من اقتطاع بلد أو حصن من جاره المسلم , إضافة أنهم كانوا مع رعيتهم طغاة مستبدون في منتهى القسوة مع الخسف بالمغارم والضرائب.

ولنترك الإمام ابن حزم الأندلسي وقد عاصر هذا العهد ورأى ما كان عليه ملوك الطوائف فكتب بقلمه اللاذع يقول : ‘والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنونهم من حرم المسلمين وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أسارى إلى بلادهم وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفاً من سيوفه’ وقد استجاب الله عز وجل لدعوة ابن حزم الأندلسي فسلط عليهم يوسف بن ثائغين كما سنرى.


عنوان المقطع : أسباب انقسام العالم الإسلامي و ظهور الدويلات
النشاط الأول:
هل يوجد علاقة بين الوضع السياسي للدولة العباسية في الشرق ابتداء من القرن الثامن ميلادي و انتشار الحركات الانفصالية بها و خاصة في أطرافها و منها بلاد المغرب ، و ما هي أهم الدويلات التي قامت في المغرب . و ما هو دور هذه الدويلات في استمرار نشر الإسلام ؟

هناك سبب آخر أدى إلى انقسام العالم الإسلامي وظهور الدويلات المستقلة في المغرب وهو التمييز العنصري الذي مارسه بالخصوص الولاة الأمويون تجاه السكان الأصليين(البربر)، وبخاصة بعد أن أسلمت الأغلبية منهم، وهم كانوا من قبل موردا هاما لبيت مال المسلمين؛ فبإسلامهم انقطعت الجزية التي كانت تفرض على النصارى وأهل الذمة، فحاول بعض الخلفاء سامحهم الله تطبيق سياسة العنف والتسلط على البربر وأجبروهم على دفع الجزية رغم إسلامهم ومن هؤلاء الخلفاء يزيد بن عبد الملك (101هـ/720م) الذي وّلى على المغرب أحد القساة وهو صديق للحجاج يسمى يزيد بن أبي مسلم وذلك سنة(102هـ/721م) الذي تفنن في تعذيب البربر. وفي الحقيقة من غير المنطق أن يبقوا يسّموا البربر حتى بعد إسلامهم ومصاهرتهم مع العرب المسلمين. طبّق هذا الوالي سياسة من اطلع عليها أنكر إسلامه؛ فهو فرض الجزية على المسلمين واستبد بهم واستخف بهم وجمع أموالهم وسبى نسائهم وأسرف في ذلك حتى ضاقت صدورهم.
وظلت سياسة الظلم مسلطة على رقاب البربر وإن كانت تقل من وقت لآخر حينما يثورون فقد قتلوا الوالي الغاشم يزيد بن أبي مسلم ومع ذلك أبقت الخلافة الأموية على خطتها لكي تستفيد من ثروات وأموال إفريقية ولو على حساب البربر المسلمين وظل الأمر على حاله حتى ولاية عبيد الله بن الحبحاب سنة 114هـ/733م الذي اشتهر بعصبيته العربية التي نفر منها البربر وأعلنوا ثورتهم ضده.
وهكذا ظلت نفوس البربر تغلي لهذه المظالم في الوقت الذي انقسم فيه العرب إلى عصبيتين يمنية وقيسية، وفي أثناء ذلك كثر وفود الخوارج إلى بلاد المغرب لبعدها عن مركز الخلافة وتسللوا بين البربر وأخذوا يبثون تعاليمهم بينهم مستغلين الخصومات القائمة بين العصبيتين اليمنية والقيسية واشتغال الولاة بهذه المنازعات فقبل البربر بهذه التعاليم التي تدعو إلى المساواة بين العرب والبربر وفتحوا للخوارج صدورهم واحتضنوهم وكان لبربر البتر وعلى الأخص هوارة وزناتة الفضل الأعظم في استكمال فتح المغرب وفتح الأندلس وكانوا يتوقعون من العرب أن يعاملوهم معاملة الأنداد، لكنهم لاقوا العكس تماما. كذلك الأقليات التي سئمت من اعتبارها في منزلة الروم ومنهم الأفارقة الذين اعتبرتهم الخلافة موالي وغنمت أراضيهم وأموالهم.
إنّ معظم الدول التي ظهرت بالمغرب الإسلامي هي امتداد لحركات انفصالية أعلنت تمردها على الخلافة وأقرت مبدأ أنّها الأحق بالخلافة مثل دولة الأدارسة بفاس التي يعود نسب مؤسسها إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب والمعروف بالنفس الزكية الذي خرج سنة 145هـ/763م في الحجاز على أبي جعفر المنصور مطالبا بحقه في الخلافة لكنه فشل وقتل في 14 رمضان 145هـ/763م وواصل العلويون سياستهم حتى عام 169هـ/786م لكنهم فشلوا وقتل معظمهم ونجا منهم إدريس الذي استطاع الفرار واستقر بالمغرب الأقصى في مدينة وليلي قرب طنجة سنة172 هـ/788م واستقر في قبيلة أوربة البربرية التي أعطته الأمان.
النشاط الثاني:ا
نطلاقا مما درست من أسباب انقسام العالم الإسلامي سواء في الأندلس أو المغرب ، هل كان من الممكن تجنب هذا الانقسام ؟ و ما هي انعكاساته على علاقة المغرب الإسلامي بالقوى الأوروبية في ذلك الوقت ؟
السبب الرئيسي هو ظهور دولة إسلامية أخرى في الطرف الغربي من العالم الإسلامي ونقصد بها الدولة الأموية في الأندلس؛ في وقت كان فيه المسلمون يخضعون لخلافة إسلامية في المشرق وهي الخلافة العبّاسية، فبمجرد أن ينزاح المسلمون إلى جانب الدولة الأموية ويعترفون بها يعتبر ذلك إساءة وتمرد إذا صح التعبير على الخلافة العباسية عامة وأمير المؤمنين خاصة، والمسلمون أمروا بأن يطيعوا أولي الأمر منهم. فظهور الدولة الأموية في بلاد الأندلس وإن لم تعلن في بدايتها على أنّها خلافة؛ أحدث تصدعا في العالم الإسلامي وأثر سلبا على استقراره فكان من المنطق أن يحاول كل طرف آخر ومهما اختلفت توجهاته وبغض النظر إن كان يرفض حكم الأمويين أو حكم العباسيين أن يفكر رفي الاستقلال عنهما.
وكان من الأوائل الذين فكروا في الاستقلال عن الخلافة العباسية-نتحدث عن الخلافة باعتبارها السلطة الفعلية والشرعية في الدولة الإسلامية- الحركات الدينية والفكرية ذات الطابع الثوري وعلى رأسها الشيعة والخوارج، الذين حاربوا لمدة طويلة الخلافة الأموية وبقوا على موقفهم أثناء حكم العباسيين خاصة وأنّ هؤلاء الأخيرين غدروا بهم؛ فبعدما كان الاتفاق على أن تؤول السلطة إلى آل البيت( العلويين)غَيَّر العباسيون الاتفاق فكان الحكم لآل العباس عم الرسول r، وقد قامت ثورات ومعارك عديدة بين الشيعة والعباسيين.
من جانب آخر، الخوارج الذين حاربوا الأمويين لوقت طويل واعتبروهم كفرة وملحدين وأنّهم الأحق بالخلافة وعلى رأسهم فرقة الشيبية والصفرية، لكن الخلافة الأموية( عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف، المهلب بن أبي صفرة) استطاعت القضاء عليهم وشلت حركتهم في المشرق العربي فوجدت فرقة الخوارج منفذها ومنقذها ومستقرا لها لتنفيذ خططها في بلاد المغرب.
انتشر المذهب الإباضي في المغرب، ولمّا قويت شوكة الدعاة، بدأو يسعون لتأسيس دولتهم، التي تزعمها آنذاك إمام دعاة الإباضية عبد الله بن مسعود التجيبي، والذي امتدت سلطته من سرت إلى قابس، لكنها لم تستطع الاستمرار وفشلت أما قوّة والي االقيروان آنذاك عبد الرحمان بن حبيب(أشرنا إليه ضمن حديثنا عن الدولة الأموية في الأندلس). وتواصلت الجهود لتأسيس الدولة ومنها جهود الإمام أبي الخطاب بن الأعلى بن السمح المعافري سنة 140هـ/757م بطرابلس، ورأى الإباضيون أنّ الوقت قد حان للدفاع عن إمامتهم فاحتلوا مدينة طرابلس في نفس العام. وقاوم أبو الخطاب القبائل التي لم تخضع لسلطته وعلى رأسها قبيلة ورفجومة المقيمة بطرابلس عام 141هـ/758م. واستخلف أبو الخطاب القاضي عبد الرحمان بن رستم والي على المدينة، وقام هذا الأخير بتنظيم البلاد التي صارت قاعدة لحكم أبي الخطاب. وظل أبو الخطاب بطرابلس وهي موقع استراتيجي يجعله على أهبة الاستعداد لأي خطر عباسي من المشرق وكذلك لكثرة مؤيدي المذهب الإباضي في المنطقة إلى غاية 144هـ/761م حين بعث إلى عبد الرحمان بن رستم ليلتحق به لمواجهة محمد بن الأشعت الخزاعي المرسل من قبل العباسيين، إلاّ أنّه توفي هو ورفاقه بعد انهزامهم، فلما علم ابن رستم بالأمر قرر التوجه إلى قابس ولم تكن آمنة، ثم توّجه إلى القيروان وكانت مثل سابقتها فقرر التوغل في أرض المغرب الأوسط. واستطاع ابن رستم تدعيم القوة الإباضية ونشر دعوتها في تلك المنطقة، إلاّ أن جنود ابن الأشعت ظلت تلاحق الإباضيين، فسارع ابن رستم واحتمى قرب جبل يسمى جزول بمدينة تيهرت (تيارت الحالية وكان ذلك عام 148هـ/765م، ثم كانت بيعة عبد الرحمان بن رستم بالإمامة فيه سنة 160هـ/776م. فكان عبد الرحمان ابن رستم في ذلك أول مؤسس لدولة إسلامية جزائرية مستقلة.
ولقد نجحت هذه الدولة في تأسيس مركزها هذا نظرا لقرب تيهرت من الصحراء، كما أنّ موقعها هذا بين جبال الأطلس إلى بلاد التل الخصيبة جعلها تشرف على بلاد المغرب من جهاتها الأربع، فهي ليست متطرفة جنوبا ولا شمالا، كما كانت تتوسط المغرب الأدنى والمغرب الأقصى.
وفي سنة 169هـ/785م، أسهم إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بثورة من تلك الثورات التي كان يخوضها العلويّون في المدينة المنورة وغيرها وقيل أنّ محمد بن عبد الله هو الذي أرسل أخاه إدريس بن عبد الله إلى المغرب للقيام بالدعوة العلوية. وعلى أيّة حال، فإنّ إدريس بن عبد الله فرّ من ينبع في الحجاز وليس معه سوى خادمه راشد المغربي (البربري)، فبلغ المغرب عام 172هـ/788م بعد سنتين من توّلي هارون الرشيد الخلافة.
وكان خادمه راشد من قبيلة أوربة المغربية فقاده إليها في مدينة أوليلي المعروفة قديما باسم فولوبيليس وهي قريبة من زرهون حيث حلّ ضيفا عليها، وسرعان ما صاهر أحد زعماء القبيلة فتزوج ابنته وراح ينشر الدعوة الإسلامية، فالتفت عليه القبيلة وراحت تؤازره وتناصره.
وكان رجال القبيلة ذوي بأس شديد فالتفوا حوله وبايعوه إماما ومرشدا ثم أميرا للمسلمين مبايعة من قلوب صافية مؤمنة بعقيدة الإسلام الخالية من الشوائب والمنزّهة عن التعصب وأقبلت القبائل المجاورة على مبايعة الأمير إدريس بعد أن توسمت فيه الصلاح والتقوى والموّدة المجرّدة من العصبية القبلية أو الجاهلية، وبعد أن عرفوا أنّه فرع من فروع بيت أبي هاشم؛ فهو حفيد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجدته فاطمة الزهراء بنت الرسول.
شكّل الإمام إدريس جيشا من أنصاره اتخذه كوسيلة لتحقيق طموحاته وبذلك الجيش تمّكن من إنشاء دولة الأدارسة متخذا مدينة أوليلي عاصمة له، وقد وّسع دولته حتى وصلت تلمسان.
امتد حكم إدريس بن عبد الله خمس سنوات، حتى توفي مسموما على يد مأجور يدعى سلمان بن جرير بعثه هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس ليقضي على حركته قبل أن يستفحل خطرها وتصعب السيطرة عليها.
وفي سنة 169هـ/785م، أسهم إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بثورة من تلك الثورات التي كان يخوضها العلويّون في المدينة المنورة وغيرها وقيل أنّ محمد بن عبد الله هو الذي أرسل أخاه إدريس بن عبد الله إلى المغرب للقيام بالدعوة العلوية. وعلى أيّة حال، فإنّ إدريس بن عبد الله فرّ من ينبع في الحجاز وليس معه سوى خادمه راشد المغربي (البربري)، فبلغ المغرب عام 172هـ/788م بعد سنتين من توّلي هارون الرشيد الخلافة.
وكان خادمه راشد من قبيلة أوربة المغربية فقاده إليها في مدينة أوليلي المعروفة قديما باسم فولوبيليس وهي قريبة من زرهون حيث حلّ ضيفا عليها، وسرعان ما صاهر أحد زعماء القبيلة فتزوج ابنته وراح ينشر الدعوة الإسلامية، فالتفت عليه القبيلة وراحت تؤازره وتناصره.
وكان رجال القبيلة ذوي بأس شديد فالتفوا حوله وبايعوه إماما ومرشدا ثم أميرا للمسلمين مبايعة من قلوب صافية مؤمنة بعقيدة الإسلام الخالية من الشوائب والمنزّهة عن التعصب وأقبلت القبائل المجاورة على مبايعة الأمير إدريس بعد أن توسمت فيه الصلاح والتقوى والموّدة المجرّدة من العصبية القبلية أو الجاهلية، وبعد أن عرفوا أنّه فرع من فروع بيت أبي هاشم؛ فهو حفيد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجدته فاطمة الزهراء بنت الرسول.
شكّل الإمام إدريس جيشا من أنصاره اتخذه كوسيلة لتحقيق طموحاته وبذلك الجيش تمّكن من إنشاء دولة الأدارسة متخذا مدينة أوليلي عاصمة له، وقد وّسع دولته حتى وصلت تلمسان.






النشاط الثالث:
لماذا نجح الإباضيون في إقامة دولة في المغرب في الوقت الذي فشلوا فيه في المشرق؟
انتشر المذهب الإباضي في المغرب، ولمّا قويت شوكة الدعاة، بدأو يسعون لتأسيس دولتهم، التي تزعمها آنذاك إمام دعاة الإباضية عبد الله بن مسعود التجيبي، والذي امتدت سلطته من سرت إلى قابس، لكنها لم تستطع الاستمرار وفشلت أما قوّة والي االقيروان آنذاك عبد الرحمان بن حبيب(أشرنا إليه ضمن حديثنا عن الدولة الأموية في الأندلس). وتواصلت الجهود لتأسيس الدولة ومنها جهود الإمام أبي الخطاب بن الأعلى بن السمح المعافري سنة 140هـ/757م بطرابلس، ورأى الإباضيون أنّ الوقت قد حان للدفاع عن إمامتهم فاحتلوا مدينة طرابلس في نفس العام. وقاوم أبو الخطاب القبائل التي لم تخضع لسلطته وعلى رأسها قبيلة ورفجومة المقيمة بطرابلس عام 141هـ/758م. واستخلف أبو الخطاب القاضي عبد الرحمان بن رستم والي على المدينة، وقام هذا الأخير بتنظيم البلاد التي صارت قاعدة لحكم أبي الخطاب. وظل أبو الخطاب بطرابلس وهي موقع استراتيجي يجعله على أهبة الاستعداد لأي خطر عباسي من المشرق وكذلك لكثرة مؤيدي المذهب الإباضي في المنطقة إلى غاية 144هـ/761م حين بعث إلى عبد الرحمان بن رستم ليلتحق به لمواجهة محمد بن الأشعت الخزاعي المرسل من قبل العباسيين، إلاّ أنّه توفي هو ورفاقه بعد انهزامهم، فلما علم ابن رستم بالأمر قرر التوجه إلى قابس ولم تكن آمنة، ثم توّجه إلى القيروان وكانت مثل سابقتها فقرر التوغل في أرض المغرب الأوسط. واستطاع ابن رستم تدعيم القوة الإباضية ونشر دعوتها في تلك المنطقة، إلاّ أن جنود ابن الأشعت ظلت تلاحق الإباضيين، فسارع ابن رستم واحتمى قرب جبل يسمى جزول بمدينة تيهرت (تيارت الحالية وكان ذلك عام 148هـ/765م، ثم كانت بيعة عبد الرحمان بن رستم بالإمامة فيه سنة 160هـ/776م. فكان عبد الرحمان ابن رستم في ذلك أول مؤسس لدولة إسلامية جزائرية مستقلة.
ولقد نجحت هذه الدولة في تأسيس مركزها هذا نظرا لقرب تيهرت من الصحراء، كما أنّ موقعها هذا بين جبال الأطلس إلى بلاد التل الخصيبة جعلها تشرف على بلاد المغرب من جهاتها الأربع، فهي ليست متطرفة جنوبا ولا شمالا، كما كانت تتوسط المغرب الأدنى والمغرب الأقصى.



















عنوان المقطع :
الدولة الادريسية
اختلفت سياسة إدريس الأول و الثاني عن خلفاءهما ، فسياسة الأولين سمحت بقيامها و توسعها ، و الآخرين بضعفها و زوالها ، فإلى ماذا يعود هذا التناقض ؟
وفي سنة 169هـ/785م، أسهم إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بثورة من تلك الثورات التي كان يخوضها العلويّون في المدينة المنورة وغيرها وقيل أنّ محمد بن عبد الله هو الذي أرسل أخاه إدريس بن عبد الله إلى المغرب للقيام بالدعوة العلوية. وعلى أيّة حال، فإنّ إدريس بن عبد الله فرّ من ينبع في الحجاز وليس معه سوى خادمه راشد المغربي (البربري)، فبلغ المغرب عام 172هـ/788م بعد سنتين من توّلي هارون الرشيد الخلافة.
وكان خادمه راشد من قبيلة أوربة المغربية فقاده إليها في مدينة أوليلي المعروفة قديما باسم فولوبيليس وهي قريبة من زرهون حيث حلّ ضيفا عليها، وسرعان ما صاهر أحد زعماء القبيلة فتزوج ابنته وراح ينشر الدعوة الإسلامية، فالتفت عليه القبيلة وراحت تؤازره وتناصره.
وكان رجال القبيلة ذوي بأس شديد فالتفوا حوله وبايعوه إماما ومرشدا ثم أميرا للمسلمين مبايعة من قلوب صافية مؤمنة بعقيدة الإسلام الخالية من الشوائب والمنزّهة عن التعصب وأقبلت القبائل المجاورة على مبايعة الأمير إدريس بعد أن توسمت فيه الصلاح والتقوى والموّدة المجرّدة من العصبية القبلية أو الجاهلية، وبعد أن عرفوا أنّه فرع من فروع بيت أبي هاشم؛ فهو حفيد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجدته فاطمة الزهراء بنت الرسول.
شكّل الإمام إدريس جيشا من أنصاره اتخذه كوسيلة لتحقيق طموحاته وبذلك الجيش تمّكن من إنشاء دولة الأدارسة متخذا مدينة أوليلي عاصمة له، وقد وّسع دولته حتى وصلت تلمسان.
امتد حكم إدريس بن عبد الله خمس سنوات، حتى توفي مسموما على يد مأجور يدعى سلمان بن جرير بعثه هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس ليقضي على حركته قبل أن يستفحل خطرها وتصعب السيطرة عليها.
خلف إدريس الأول ابنه إدريس الثاني الذي أخذت له البيعة سنة 193هـ/808م وكان عمره وقتئذ يتراوح بين 16و17عاما.وفي هذه السنة باشر بناء وتأسيس مدينته الجديدة "فاس" في واد تكسوه الأعشاب والحشائش، وتملأ الوحوش أطرافه ويؤمه الملأ من السكان للصيد والقنص.
وقد اختلفت الروايات المتعلقة بتأسيس فاس؛ فإحداها تعود إلى القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي، تقول بأنّ المدينة أنشئت على العدوة اليمنى لنهر فاس سنة193 هـ/808م، وهي سنة خلافة إدريس الثاني على الدولة. أمّا الثانية فتقول أنّ إدريس عاد السنة التالية فبنى على العدوة اليسرى من النهر مدينته الثانية واتخذها له مقرا.
ويقول المستشرق ليفي بروفنسال: »أنّ إدريس الأول هو الذي بنى مدينة فاس على الضفة اليمنى للوادي لكنه توّفي قبل إتمامها، فجاء بعده ابنه فأسس المدينة على الجهة اليسرى للوادي.
في سنة (192هـ/807م) شرع إدريس الثاني في العمل فبنى سور أو جدار بستة أبواب في القسم الواقع على العدوة اليمنى من النهر وغير بعيد عن معسكر إدريس الذي يحميه حاجز من الخشب وشيّد مسجدا قرب بئر، والسور المذكور هو سور المدينة التي تسمى عدوة الأندلسيين، وبعد عام من ذلك 193هـ/808م شرع إدريس الثاني ببناء سور جديد يقابل الأول يحيط به جزء صغير من مجرى النهر ويمتد على طول الضفة اليسرى وهذا سور المدينة التي سميّت عدوة القرويين وكان على غرار السور الأول المقابل له. بنى فيه ستة أبواب ومسجد وأحاطت به بعد ذلك متاجر وقصر ، وسميّت فاس لعثورهم على فأس أثناء حفر الأساسات.
كان سكان المدينة الشرقية من البربر، بينما سكان المدينة الغربية من العرب، وبقي إدريس الثاني هكذا إلى سنة (197هـ/812م)، ثم ذهب في حملة عسكرية نحو الأطلس الكبير ثم عاد إلى فاس ليخرج منها ثانية سنة 199هـ/814م، قاصدا بلاد تلمسان ورجع بعد ثلاث سنوات إلى عاصمته التي استقبلت في الوقت نفسه عددا كبيرا من الأندلسيين الذين طردهم الخليفة الحكم الأول الأموي بعد "ثورة الربض"، فأسكنهم إدريس الثاني داخل السور الشرقي وفي سنة 213هـ/828م توفي إدريس الثاني في ظروف يكتنفها شيء من الغموض، وخلّف أولادا عديدين منهم 12من الذكور اقتسموا ملكه فيما بينهم.
، وقد أسس إدريس بعد وفود العرب إليه مركزا للقضاء وآخر للكتاب.أنشأ إدريس الثاني ديوانا عربيا صرفا مؤلفا من وزيره عُمَيْر بن مصعب الأزدي وقد تزّوج عمير ابنة إدريس الثاني عتيكة ولعب دورا في تأسيس عدوة القرويين، وأتحف المدينة بقصر جديد لإدريس وبنى مسجد الأشراف نسبة لقرابة إدريس من الرسول
والمهم في الأمر أنّ عمير بن مصعب هو الذي أقنع إدريس الثاني ببناء العدوة الثانية لتكون مقرا له بعيدا عن قبيلة أوربة التي سبق له أن قتل سيدّها رغم أنّهم استقبلوه وبايعوه كما استقبلوا والده من قبله وزوجوه أم إدريس الثاني وبايعوه والتفوا حوله.



عنوان المقطع : دولة المرابطين
النشاط الأول:
تعتبر معركة الزلاقة التي خاضها المرابطون ضد النصارى في الأندلس من أشهر المعارك في الإسلام . تحدث عن هذه المعركة ، و بين أسبابها و نتائجها
معركة الزلافة أسبابها
اتجه ألفونس ملك قشتالة بعد أن تمكن من الاستيلاء على طليطلةإلى النيل من مملكة بني عبّاد بإشبيلية فهي أكبر الممالك الإسلامية بالأندلس، وسقوطها معناه سقوط غيرها بسرعة. وأدرك المعتمد بن عبّاد عدم قدرته على مقاومة الزحف المسيحي وساءه ما آل إليه حال أمراء المسلمين بالأندلس؛ فقرر الاستعانة بالمرابطين حكام الشمال الإفريقي ولمّا حذره بعض أتباعه من نتيجة دعوة المرابطين للجزيرة الخضراء قال قولته الشهيرة:» لأن أكون سائق جمال في صحراء إفريقية خير من أن أرعى الخنازير في قشتالة«.
فلما وصلت أخبار الأندلس إلى أسماع يوسف بن تاشفين سارع لتلبية نداء المسلمين فزحف إلى إسبانيا بجيوش جرارة وأوقع بألفونسو وجيشه في موقعة الزلاقة سنة 479هـ/1087م، وكان ألفونسو وسط 50000 من جنده أبيدوا عن أخرهم ولم ينج ألفونسو وقلة من فرسانه لا تتجاوز 500 إلا بصعوبة، واسترد المسلمون بهذه الموقعة بلنسية وفكوا حصار سرقسطة وعادت لهم السيادة بالجزيرة الخضراء.
النتائج :
لم تكن بنيّة ابن تاشفين البقاء بالأندلس بدليل أنّه لمّا حقق النصر عاد إلى الشمال الإفريقي وترك حامية صغيرة فتجدد هجوم النصارى وعاد ملك إشبيلية يطلب النجدة، فقاد يوسف جيشه هذه المرة وهو ينوي الاستقرار بإسبانيا والقضاء على النفوذ المسيحي ونفوذ ملوك الطوائف جميعا فكان له ذلك وصارت الأندلس تابعة للمرابطين.
وكان المعتمد يقصد أن يجني ثمار كفاح المرابطين هذه المرة كما جنى ذلك في المرة السابقة ولكن ابن تاشفين كان قد غيّر سياسته وجاء هذه المرة ليقيم بالأندلس؛ فلما لم يظهر المعتمد الرضا والولاء نفاه إلى شمال إفريقيا حيث قضى باقي أيّامه.

النشاط الثاني: أبرز أوجه التشابه و الاختلاف بين الدولة المرابطية في آخر أيامها و الدويلات الإسلامية في الأندلس .
• تطلع النساء إلى أن يكون لهن دور المشيرات بل الآمرات في البلاط. وللنساء في مجتمع لمتونة الصحراوي منزلة حرصن على أن يحتفظن بها في بلاط المرابطين... وهي طبيعة في مجتمع المرابطين ( الطوارق) أو ما يعرف في عصرنا بالأسرة الأمسية.
• سلطة الفقهاء المتزمتين الذين كانوا من أبرز خصالهم قلّة البحث والميل الظاهري للتزهد والحث عليه مع حرص مستور على الدنيا وزخرفها. وتحت تأثير هؤلاء انقطع الأمير للعبادة والتبتل، وأمر بحرق كتب الإمام الغزالي الذي فضح ميول أمثال هؤلاء الفقهاء ونزعاتهم الآثمة.
• يضاف إلى ذلك المغالاة في الاعتماد على المذهب المالكي، فصار المرابطون يبتعدون شيئا فشيئا عن الكتاب والسنة، والاعتماد فقط على كتب المالكيين، وكان هذا السبب الأخير أهم لوائح المعارضة التي قدمها الموحدون ضد المرابطين.
ولمّا انقطع الأمير للعبادة أستبد بالأمر أمراء الأقاليم من أسرة المرابطين وأخذ كل منهم يصرح بأنّه خير من أمير المسلمين وأحق بالأمر منه.
ساد الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية حالة من الفوضى والارتباك، وتمزقت أشلاء متفرقة وصارت إمارات صغيرة، ودويلات متعددة، عرفت في التاريخ الأندلسي باسم عصر ملوك الطوائف، حيث استقل كل أمير بناحية وجعل من نفسه ملكا وسلطانا.






عنوان المقطع : الدولة الفاطمية
يظهر أن حكام الدولة الفاطمية لم يستفيدوا من تجارب دويلات المغرب ، إذ ضعفت بسرعة لنفس الأسباب التي عاشتها الدول الأولى . توسع في هذا الموضوع مع تعليل إجابتك.
ورث الفاطميون ملك الأغالبة وأسطولهم وبهذا استطاعوا أن يواصلوا نشاط الأغالبة بالبحر الأبيض المتوسط وأن يوسعوا نفوذهم في الشمال الإفريقي ويتطلعوا إلى فتح مصر.
كما واجه الفاطميين في شمال إفريقيا عددا من الثورات في مناطق مختلفة، ومن أصعب الثورات التي قابلها الفاطميون تلك الثورة التي أشعلها أبو يزيد مخلد بن كيداد الذي يلقب بصاحب الحمار، وكان يتخذ جبال الأوراس مركزا له، وقد تبعه كثير من المغاربة وبخاصة من الخوارج الذين كانوا لا يرون رأي الشيعة في الاعتقاد، وقد بدأت هذه الثورة سنة 326هـ/938م على إثر تعليمات أصدرها الخليفة أبو القاسم القائم بسّب الصحابة (الذهبي: تاريخ الإسلام،ج3،ص84) وظلت هذه الثورة عشر سنوات فاشترك في مقاومتها الخليفة القائم وابنه الخليفة المنصور، ويروى أنّه لم مات القائم أخفى المنصور موته حتى لا يتقاعس جنده، وقد كسب الفاطميون الحرب في النهاية بعد تكبدهم لخسائر بشرية ومادية.
عدم الاستقرار السياسي الذي لازم الفاطميين منعهم من نشر التشييع في شمال إفريقيا فقلّ حماسهم في ذلك رجاء تحقيق الاستقرار والأمان.
ولتقوية الوجود الفاطمي ببلاد المغرب، وجّه الخلفاء الفاطميون أنظارهم منذ عبيد الله المهدي سنة 297هـ/910م إلى الاستحواذ على المناطق الاستراتيجية في المغرب والقريبة من الدولة الأموية في الأندلس التي كانت تعتمد عليها اعتمادا كليا خاصة من جانب الاقتصاد، حيث استحوذت الخلافة الفاطمية على تجارة الملح والذهب في المغرب الأقصى بعدما كانت لقمة سائغة في يد الأمويين هؤلاء الذين حاولوا إيقاف التحمس الفاطمي وأعلنوا الخلافة كرّد مذهبي على الوجود الفاطمي بالمغرب، لكن الفاطميين لم يذعنوا وواصلوا سياستهم التي كانت سببا رئيسيا في سقوط دولة بني أمية بالأندلس سنة 316هـ/929م وابتداء عصر ملوك الطوائف.
لم يكتفي الفاطميون بتضييق الخناق على الدولة الأموية في الأندلس للأسباب التي نعرفها، بل هدفت سياستهم لمحاصرة العباسيين فكانت أولى خططهم هي فتح مصر التي لا زالت إلى غاية ذلك الوقت ولاية تابعة للخلافة.


و ترجع أسباب سقوطها للغوامل التالية
1-الحروب الصليبية: وتعتبر العامل الرئيسي لسقوط دولة الفاطميين، فالمسلمين صاروا يتبادلون الرئاسة والملك من أسرة إلى أسرة أخرى، بغية إنقاذهم من الزحف الصليبي، فلهذا رحب أهل مصر بنور الدين زنكي وولوه أمر مصر، نظرا لضعف الفاطميين.
2-المغالاة في التشييع: ومن الأسباب كذلك مغالاة الفاطميين في التعصب للتشيع التي عادت للظهور مما جعل المصريين يؤيدون أيّة حركة تعيدهم للفكر السني.
3-ضياع الشمال الإفريقي: منذ قصد الفاطميون البقاء الدائم بمصر بدليل نقل جثت موتاهم فخسروا الشمال الإفريقي.
4-المشاكل الداخلية: وكانت سلطة الوزراء، وعناصر الجيش والأزمات الاقتصادية وتولية كثير من الخلفاء وهم أطفال من دواعي انحلال الدولة وسرعة زوالها.






عنوان المقطع : الدولة الموحدية
النشاط الأول
قارن بين الدولتين الموحدية و الدولة المرابطية ( إبراز أوجه التشابه و أوجه الاختلاف )
التشابه:
ـ أساس كل من الدولتين حركة إصلاحية , فدولة المرابطين قادها كل من الأمير يحيى بن إبراهيم الجيلالي والفقيه المجاهد عبد الله بن ياسين و دولة الموحدين بقيادة محمد بن عبد الله بن تومرت وعبد المؤمن بن علي
ـ قامت الدولتان في المغرب أولا ثم امتدت كل منهما الى الأندلس
ـ سقطت دولة الموحدين أمام بني مرين
ـ أخذت الدولتان الوجود الإسلامي في الأندلس بقوة دفع جديدة أبقت عليه لفترة بعد أن بدى وكأنه على وشك السقوط والزوال على يد الخطر النصراني
نقاط الاختلاف :
ـ دعوة المرابطين يدأت وانتشرت على أيدي قبائل بربرية , بيمنا الموحدون قامت دعوتهم على قبائل مصمودة
ـ من حيث العقيدة : مذهب المرابطين أهل السنة والجماعة وعلى مذهب الامام مالك , أما الموحدون فكانت تميل الى الفلسفة
ـ عمدت دولة المرابطين قرابة 100 سنة ، بينما دولة الموحدون تجاوزت قرن ونصف ولهاذا اختلف عدد الحكام
ـ فان نظام دولة الموحدين خاصة شمال افريقيا نطاق دولة المرابطين
ـ انقسمت دولة عبد المؤمن بن علي على نفسها انقساما خطرا وهذا العامل كان سببا في سقوطها لم يسجل مثل هذا الانقسام بين أسرة بن تاشفين

النشاط الثاني
نجح الموحدون في القضاء على الدولة المرابطية ، لكنهم لم ينجحوا في البقاء طويلا ، ما هو سبب ذلك . و ما هي نتائجه على بلاد المغرب ؟
السبب هو معركة حصن العقاب سنة 1212 م أمام الاسبان ، واستمر انهيارها الى غاية سقوطها سنة 1269 م
نتائجه على بلاد المغرب :
ـانقسامه الى دويلات مستقلة وهي : الحفصية بالمغرب الأدنى ( تونس )
الزيانية بالمغرب الأوسط (الجزائر )
المرينية بالمغرب الأقصى ( المغرب )







النشاط الثالث
ابرز كيف استغل حكام إفريقية موقعهم الجغرافي بالنسبة لمقر حكم الدولة الموحدية لينفصلوا عنها و يقيمون دولتهم ، و ما هي مساهمة هذه الدولة في الدفاع عن الإسلام ؟

الحفصيون : كان عمر أبي زكريا يتمتع بنضج سياسي مبكر، ومهارة إدارية فذَّة، رغم صغر سنه(27سنة)وسبق له أن حكم في منطقة إشبيلية بالأندلس، حيث كان واليًا على بعض المقاطعات هناك.
وبعد مدة وجيزة من حكمه خلع أبو زكريا طاعة أبي العلاء إدريس خليفة الموحدين، ولكنه لم يَدَع لنفسه بالأمر؛ تحسبًا للموحدين الذين كانوا في ولايته، واتخذ تونس عاصمة له، وبدأ في اكتساب محبة أهل أفريقية بإتباع سياسة رشيدة، فأحسن معاملتهم، وخفَّف عنهم أعباء الضرائب، ونظر في أمورهم، وراقب عماله وولاته، واستعان بأهل الخبرة والكفاءة، وقرَّب الفقهاء إليه، فأسلت له البلاد قيادها ودانت له بالطاعة والولاء.
لم يكتف أبو زكريا بسيطرته على إفريقية، فقرر الزحف نحو المناطق المتاخمة لها (المغرب الأوسط) لكي يعزز حكمه، فزحف بجيشه إلى قسنطينة بالجزائر، فدخلها دون صعوبة وخرج أهلها لمبايعته في (شعبان 626هـ / 1229م)، ثم اتجه إلى بجابة ففتحها ودخلت في سلطانه، وبذلك خرجت الولايتان من سلطان دولة الموحدين، وأصبحتا تابعتين لأبي زكريا.
وكان ردُّ الخلافة الموحدية على توسعات أبي زكريا على حساب دولتها ضعيفًا للغاية، بل يكاد يكون معدومًا، ولم يستطع الخلفاء الموحدون أن يمنعوا تفكك دولتهم، أو يقضوا على الحركات الانفصالية، فكانت الدولة مشغولة بالفتن والثورات التي تهب في الأندلس، بل في مراكش عاصمة دولتهم.
عاد أبو زكريا الحفصي إلى تونس بعد حملته االناجحة، وأعلن علانية استقلاله بالملك، وانقطاع تبعيته للموحِّدين رسميًّا، وبايع لنفسه بيعة عامة سنة (634هـ / 1236م) وضرب السكَّة باسمه، وأمر أن يُخطب له باسمه على كل منابر بلاده، ثم بايع لابنه أبي يحيى وليًّا للعهد سنة (638هـ / 1246م).
وفي (شوال 639هـ/1242م) قام على رأس حملة ضخمة قدرها بعض المؤرخين بستين ألف مقاتل، فدخل تلمسان، وأجبر واليها "يغمراسن" على الدخول في طاعته، والخطبة باسمه، كما أدخل في طاعته القبائل العربية والبربرية في المناطق المحيطة.
وكان من أثر ازدياد قوته واتساع نفوذه أن هادنة بنومرين في المغرب الأقصى (كما سنرى فيما بعد)، وأقيمت الخطبة باسمه في عدد كبير من بلاد الأندلس التي لم تقع في براثن الأسبان، واحتفظت بحريتها واستقلالها مثل: بلنسية، وإشبيلية، وشريش، وغرناطة.
المرينيون : وانهارت دولة المرابطين وجاء الموحدون إلى الحكم وبنو مرين على حالهم من الحياة البدوية التي تعد الفروسية والغارة من أهم دعاماتها. ولمّا بدأ الضعف يظهر على ملك الموحدين بدأ بنو مرين يقومون بغزوات خاطفة على ما يجاورهم من بلدان الموحدين، وشكا الناس للخليفة بمراكش المستنصر آنذاك فبدأ الصراع بين القوتين، وكان بنو مرين تحت قيادة زعيم اسمه عبد الحق بن محيو الذي خلف والده محيو بن أبي بكر الذي شارك في موقعة الأرك عام 591هـ/1195م وأصيب إصابة قاتله توفي بعدها في موطنه عام592هـ /1196م فعيّن عبد الحق خليفة له، وقد خاض عبد الحق معارك ضد جيوش الموحدين وكتب له النصر فيها، فكان يوزع الغنائم على الناس ولا يأخذ لنفسه منها شيئا مما جمع قلوب أتباعه وحببهم فيه.
واستمرت الحروب بين القوة الناشئة وقوّة الموحدين التي بدأ الهرم يظهر عليها، ومما ساعد بني مرين أنّ قوى أخرى أخذت تغير على الموحدين في تونس، حيث ظهر بنو حفص في تونس وفي تلمسان ظهر بنو زيان، وفي الأندلس حيث الفرنجة ، وعلى هذا استطاع بنو مرين أن يحققوا ألوانا من النصر. فلما تولى أبو بكر بن عبد الحق زعامتهم سنة 642هـ/1245م بدأ شأن بني مرين يعلو، فقد فتح مكناس سنة 646هـ/1249م ثم بايعه أهل فاس فأصبحت فاس عاصمة للدولة الجديدة وسار في فتوحاته بعد ذلك من نصر إلى نصر ثم جاء بعده أخوه يعقوب بن عبد الحق656هـ/1258م الذي استطاع الاستيلاء على مراكش عاصمة الموحدين سنة 668هـ/1270م، وعلى سجلماسة سنة 672هـ/1274م، وبهذا دانت بلاد المغرب لبني مرين.
ومما يذكر أنّ بني مرين كانوا في أوّل شأنهم يدعون لبني حفص في تونس ويحاربون الموحدين باسم الحفصيين، فبنو حفص كانوا قد أعلنوا استقلالهم بتونس عن الموحدين فبل قيام بني مرين. وواضح أن سبق بني حفص يرجع إلى أنّهم أقاموا دولتهم في تونس بمنأى عن عاصمة الموحدين. أما حركات بني مرين فكانت حول العاصمة حيث موطن القوّة في أيّة دولة، وكان بنو حفص لذلك يمدون بني مرين بالمال والعتاد، ولكن لما رسخت أقدام بني مرين بالمغرب قطع يعقوب هذه الدعوة وأعلن استقلاله إذ خضعت لسلطانه مراكش عاصمة الموحدين الذين كان يدين لهم الشمال الإفريقي كله بالولاء.
وقد لعب يعقوب بن عبد الحق دورا كبيرا لمناصرة مسلمي الأندلس وطالما كسب معارك عنيفة ضد الفرنجة ولكنه كان يكتفي بهذا النصر وبالغنائم التي يحصل عليها، فلم يعمل لتوطيد قدمه في إسبانيا. ويعتبر عهد يعقوب أزهى عصور بني مرين.
مساهمة هذه الدولة في الدفاع عن الإسلام :
رأى الموحدون أن يرثوا ملك المرابطين في الأندلس كما ورثوه في إفريقيا، فبدءوا حملاتهم بذلك وتم لهم النصر. ومن أهم المعارك التي حقق فيها الموحدون انتصارا عظيما ضد المسيحيين؛ معركة الأرك سنة 591هـ/1195م، ولكن الموحدين عادوا وانهزموا في موقعة حصن العقاب سنة 609هـ/1213م، فهان بذلك أمرهم وتعرضوا لحملات المسيحيين والمنافسين من المسلمين حتى تبددت قوّتهم وتركوا الأندلس سنة 633هـ/1236م. ومما عجّل في انهيار سلطان الموحدين في الأندلس أنهم حكموها بنواب لهم ولم يتخذوا مركزا لسلطانهم، فإذن بذلك بتفكك الدولة فظهر بنو حفص في تونس، وبنو زيان في تلمسان، وبنو مرين بمراكش وبجوار هذه الحركات القبلية والاستقلالية احتل بنو مرين عاصمة الموحدين سنة 668هـ/1270م.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا جزيلا على الموضوع التاريخي المميز.

=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========