عنوان الموضوع : مواصفات المدرسة السعيدة للتعليم الابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب
طالب عالم تربية ألماني المسؤولين عن التعليم بالسعي إلى توفير البيئة لقيام (المدرسة السعيدة)، لأن «عقل الطالب عبارة عن ماكينة، تحقق أفضل إنجازاتها في حالة شعور الطالب بالسعادة»، وأشار إلى أن الشركات الناجحة المتميزة بالإبداع، مثل مايكروسوفت وجوجل، تخصص قاعات للعب أثناء وقت الدوام، يقضي فيها الموظفون حوالي 20 في المائة من وقت العمل، فتعطيهم شعورا بالرضا والسعادة، ويحققون نتائج باهرة.
وانتقد البروفيسور أولاف أكسل بورو، أستاذ العلوم التربوية بجامعة كاسل، «التركيز على حشر أكبر كم من المعلومات في عقول الطلاب»، مشيرًا إلى أن دراسات خبراء المخ والأعصاب تؤكد أن الذاكرة لا تتحمل كل هذا الحجم من المعلومات، وأن المجتمع الحديث لا يتطلب أن يكون كل إنسان قادرا على الإلمام بكل شيء، بل الأجدى أن يبدع كل شخص فيما يتناسب مع ميوله، ولذلك فإن مهمة المعلم والمدرسة هي كشف نقاط القوة لدى كل طالب، وتنميتها.
ونبه العالم الألماني إلى أن الأطفال يشعرون بسعادة بالغة وهم في الروضة، حين يتعاونون جميعًا في القيام بمهمة ما، دون وجود ضغوط لحصول الواحد منهم على درجة عالية، فتسود بينهم روح التعاون والفريق الواحد، فإذا التحقوا بالتعليم الابتدائي، وبدأ الصراع المحموم على أعلى الدرجات، فإنهم مطالبون بوضع أسوار حاجبة بينهم وبين زملائهم، حتى لا ينقلوا منهم المعلومات، وتسود روح التنافس، وتنشأ عداوات وغيرة بينهم.
لذلك يطالب بورو بالاستفادة من التجربة الفنلندية، فالطلاب هناك يتعلمون سويًا من الصف الأول حتى الصف العاشر، بدون درجات، وبدون نجاح ورسوب، وبالرغم من ذلك فإنهم يحتلون القمة في الاختبارات الدولية لقياس مستوى الطلاب في مختلف المواد الدراسية، بسبب شعورهم بالسعادة، وهي ليست سعادة قائمة على شعور الطالب بالتفوق على زملائه.
واعتبر أن بعض ما يدرسه الطلاب اليوم في جميع الأنظمة التعليمية، لا فائدة منه على الإطلاق، فهناك دومًا معلومات كثيرة، لن يستخدمها الطالب في العمر كله، مما يضيع الكثير من الوقت، ويتسبب في عدم قدرة المعلم على التركيز على المعلومات الهامة والمفيدة للطالب، خاصة وأن الدراسات الحديثة تؤكد أن 80 في المائة مما يتعلمه الطالب، ينمحي من ذاكرته بعد مرور خمس سنوات.
وذكر في هذا الصدد إحصائية هامة تفيد أن طلاب الصف الحادي عشر في فرنسا يدرسون حوالي 1500 ساعة رياضيات، مقابل 770 ساعة فقط في بلغاريا، ولكن طلاب الدولتين حصلا في الاختبارات الدولية للرياضيات (timss)على نفس الترتيب، كما أن الطلاب الأجانب تعلموا في معسكر صيفي مدته شهر واحد، ولا تزيد فترة الدروس فيه يوميًا عن حصتين، أكثر مما يتعلمونه في المدرسة طوال عام دراسي كامل.
وشدد بورو على أن أهم عناصر العملية التعليمية في رأيه، هو شخصية المعلم، وعلاقته بالطلاب، مؤكدًا أن أفضل مدرسة في العالم، قد تتحول إلى جحيم بالنسبة للطالب، إذا كانت شخصية المعلم وعلاقته بالطلاب ليست على ما يرام.
واعتبر أن نجاح الطالب في حياته الوظيفية فيما بعد، لا يعتمد على كثرة معلوماته، بل على قدرته على الإبداع والابتكار، علاوة على كفاءته في التعامل مع الآخرين، وهما أمران لا يتحققان إلا من خلال مدرسة سعيدة، تركز على الإنسان وراحته وتطوير قدراته، وليس على الطالب ودرجاته وجوانب تقصيره، وتراجع ترتيبه في الصف.
واقترح العالم الألماني أن يجري إعادة تأهيل مديري المدارس، تبعا للدراسات الحديثة، والتوجهات العصرية في التعليم، ومنها أهمية مشاركة الطلاب في تشكيل الحياة المدرسية، وأن يكون من حق الطلاب التصرف في نصف وقت الحصة، تبعا لتصوراتهم لأفضل السبل للاستفادة منه.
ويوجز بورو نتائج أبحاثه ودراساته على أرض الواقع بالقول: «الحصص المدرسية أسطورة يجب التحرر منها»، مطالبًا بإنشاء مدارس يشعر فيها الطلاب بالراحة، ليست على شكل مباني الشركات والمكاتب التجارية، بل على شكل دائري من الخارج، وفي الداخل فناء كبير، وفي أطرافه تتوزع مبان صغيرة من طابق واحد أو طابقين، منفصلة عن بعضها البعض، وذات شكل معماري متميز، ومختلف عن المباني التقليدية.
ويكشف العالم الألماني أنه كان طالبًا تعيسًا في مدرسته، واضطر إلى إعادة صفين دراسيين، ولذلك يتمنى ألا يتعرض طلاب اليوم إلى هذا النوع من الصعوبات، ويشيد بمدير مدرسة في مدينة هايدلبيرج، أدخل في مدرسته مادة جديدة اسمها (السعادة)، ونقلت الكثير من المدارس في العالم كله هذه المادة، لكنه اشترط ألا يسود هذا الشعور خلال حصة هذه المادة فقط، بل «لابد أن تكون مناخًا سائدًا طوال اليوم في المدرسة»
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرااا
=========
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك.
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========