اليوم اخواني يوم نطق فيه الأبكم، وسمع فيه الأصم، وصار -اخواني- الجاهل عالما وعلى علم، عجبي فالنهار صار سابقا لليل، يومنا تلاه الأمس، والغد تأخر عليه، أعزائي مالخطانا تتراجع إلى الوراء، ووجوهنا تنظر قدما نحو الأمام، مالضرب من الصراع لا نعرف فيه العدو من الحليف، تتهامى بنا الأفكار، لما تترامى علينا المقاصد، في السراء وحين الضراء، لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة.
نعوذ -ربنا- بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، من أن ينزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، إلهي: إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو قد ملكته أمرنا، سبحانك لا إله إلا أنت نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نستغفرك ونتوب إليك، فارحم وهنا سرى فينا، تنكر لنا فيه الكل، اتهمنا فيه من الفحل ومن كل عتل، نسي فيه الكل أننا، من بصرنا الناس على عمى، وأسمعنا من به صمم، فزال عنهم البكم، قذفونا بجهالتهم، كيف لا وهم من توهمنا منهم الأمل، ورأينا فيهم لبلادنا المستقبل...ليت شعري هل يفقه العريف فينصف، وهل يفهم اللبيب فيبصر ...
يقول النبي:-صلى الله عليه وسلم-
( من علمني حرفا صرت له عبدا )
فعفوا معلمي إن تطاولت بجبروتي على هامتك، ورميتك بساعدي الذي اشتد كلما احترقت، حتى ما عدت تطيق. عفوا أبي بعد أبي إن قلت لك: للأسف لست فعلا أبي؟
وعذرا معلمتي لا أنت أمي ولا حتى بعدها، فكل ما صنعت ما عاد له أثر، وكل ما كان ذهب واندثر.
إلى من علموني، وبصروني، وحلوا كل العقد عن لساني إليكم يا معلميي ويا جميع أساتذتي... للأسف فقد جعلتم منا (كلابا)، والحمد لله أن هذا أصابنا فلم تعودوا هنا فيصيبكم. وسأقول لكم الآن - وليس كما يقولون -: (لله ذركم وعليه أجركم، فما صنعتم منا لا يضاهيه ملء الأرض ذهبا، لن نقول ما يقال عنا اليوم، نقول بملء أفواهنا أنتم خيرة من خيرة، مع فقركم أغنياء، ومع بساطتكم رفعاء، ووالله ما قصرتم، وعزته -عن طيشنا- صبرتم، والله أنتم في قلوبنا وعقولنا وحركاتنا وسكناتن، ما حيينا )
شكرا معلمي وأستاذي ما حييت