عنوان الموضوع : منهجية التدريس عند الفلاسفة- الأساتذة
مقدم من طرف منتديات العندليب





عناصر من منهجية تدريس الفلسفة

عند الفلاسفة- الأساتذة


إنها لحظة معبرة ونادرة، تلك التي نتأمل فيها العمليات الديداكتيكية والأدوات
البيداغوجية التي يستخدمها الفيلسوف وهو يدرس الفلسفة. إنها لحظة للاستلهام
وأخذ العبر بالنسبة إلينا كمدرسين، ونحن نستمع إلى هذه الشهادات لمتعلمين
كان لهم الشرف أن عايشوا لحظة فريدة ما أحوجنا إليها، وهي لحظة الفيلسوف
وهو يقدم درسا تعليميا وتعلميا في الفلسفة.

وأنا أقدم هذه الشهادات عن فلاسفة في حالة إنجاز درس تعليمي في الفلسفة،انني،
أهيب بالأساتذة المحترمين لكي ينخرطوا في نقاش حول أهمية هذه الشهادات
بالنسبة إلينا كمدرسين، ويعملوا على إبراز الأساليب البيداغوجية التي
استخدمها هؤلاء الفلاسفة، والتي يمكن أن نستفيد منها نحن أيضا بدورنا في
إنجاز دروسنا مع تلامذتنا.

هذه الشهادات مأخوذة من المرجع التالي:


“LEON LOUIS GRATELOUP: NOTICE PEDAGOGIQUE”

عن كتاب : عبد القادر المذنب “الفلسفة: فكر وبيداغوجيا” 2017


1- يقول هيردر Herder وهو في وضعية المتعلم:

لقد سعدت بالتعرف على فيلسوف كان معلمي. في نضجه الكامل كانت له حيوية رجل
شاب حافظ عليها، على ما أظن، إلى سنه الأكثر تقدما. كانت طلاقة وجهه
مستقرا لرباطة جأش وهدوء مرح. كانت شفتاه تذيع الكلام الأكثر غنى بالفكر،
كان دائما يقتسم الفكاهة والفكر، كما كان تعليمه محاورة مسلية بشكل كبير…
لقد كان يوقظ ويرغم بلطف في اتجاه فكر مستقل، أما الاستبداد فقد كان غريبا
عن فكره. هذا الإنسان الذي أنطق اسمه بامتنان واحترام هو إيمانويل كانط. إن صورته حلوة في ذاكرتي”.

2- ويقول أحد المتعلمين عن أستاذه هيجل:

” كان هيجل،
من وقت لآخر، يدعو هذا المتعلم أو ذاك طالبا منه قراءة ما دونه للإبقاء
على الانتباه للدرس من جهة، ولمراقبة النقط التي تم أخذها من جهة أخرى… في
بداية كل حصة، كان يطلب من تلميذ أن يلخص باختصار درس الحصة السابقة. وكان
بإمكان كل واحد أن يطرح عليه أسئلة عندما لا يفهم شيئا ما بشكل جيد.
وببساطته، كان هيجل يسمح بمقاطعته حتى أثناء عرضه، وغالبا ما يستعمل الجزء
الأكبر من الساعة من طرفه للإجابة عن مثل هذه الأسئلة، مع أنه كان يمتلك فن
إرجاع الأسئلة إلى وجهات نظر عامة تربطها بالموضوع الرئيسي للدرس”.

3- وعن نيتشه، أستاذ الفلسفة، يقول أحد المتعلمين:


إن فرحه كان بارزا عندما يصل متعلم ضعيف إلى نتيجة حسنة. كم كان مفرحا أن
نحصل منه –من أجل عرض شفوي- على هذه الكلمات: حسن جدا… لقد كانت مودته
وعطفه يحضان على العمل، كما كان يكن للجميع نفس الصداقة والأدب. لم يكن
يسجل أي احتقار لكتلة اللامبالين وللمتعلمين الأكثر ضعفا أو الأقل موهبة”.

4- ويقول أحد متعلمي الأستاذ الفيلسوف ألان ALAIN :

وسط الجدار، كانت هناك سبورة سوداء… كان التلاميذ يسجلون عليها عادة، قبل
الدرس، بعض الأفكار والتي وجدوها لدى الكتاب الذي قرأوه، أفكارا ظهرت لهم
جميلة، لهذا السبب كانوا يتمنون سماع تعليق”ألان” يعجب به غالبا، ولكن ليس
دائما. هكذا كان يبدأ الدرس يعيد “ألان” الإنشاءات أو الأبحاث التي سلمناها
إياه في الدرس السابق. كنا نسمي “الأبحاث” تلك المحاولات التي نكتبها وفق
رغبتنا حول مواضيع مختارة بحرية من طرفنا. لقد كان يدعونا بالفعل إلى
الكتابة أكثر ما يمكن مقتنعا بأن تعلم الكتابة بشكل جيد يعني تعلم التفكير
بشكل جيد”.

لاشك أن هذه الشهادات عن هؤلاء الفلاسفة-الأساتذة مليئة بالقيم الأخلاقية التيو
يجب أن يتصف بها مدرس الفلسفة، كما تحتوي على وسائل تعليمية وتقنيات
بيداغوجية حري به أن يجسدها مع تلامذته.

من موقع محمد الشبة للاستفادة....




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========