عنوان الموضوع : مدكرات في الفلسفة اولى ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

اطلب منكم من فضلكم ان تساعدونني في مدكرات السنة الثانية اداب وفلسفة الخاصة بالفلسفة دروس نظرية


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

المجال الإشكالي : العلوم الإنسانية والعلوم المعيارية

- أسباب الخطأ في كتابة التاريخ
النص :

« لَمَّا كَانَ الْكَذِبُ مُتَطَرِّقًا لِلْخَبَرِ بِطَبِيعَتِهِ وَلَهُ أَسْبَابٌ تَقْتَضِيهِ ، فَمِنْهَا : التَّشَيُّعَاتُ لِلْآرَاءِ وَالْمَذَاهِبِ ، فَإِنَّ النَّفْسَ إِذَا كَانَتْ عَلَى حَالِ الِاعْتِدَالِ فِي قَبُولِ الْخَبَرِ أَعْطَتْهُ حَقَّهُ مِنَ التَّمْحِيصِ وَالنَّظَرِ حَتَّى تَتَبَيَّنَ صِدْقَهُ مِنْ كَذِبِهِ ، وَإِذَا خَامَرَهَا تَشَيُّعٌ لِرَأْيٍ أَوْ نِحْلَةٍ ، قَبِلَتْ مَا يُوَافِقُهَا مِنَ الْأَخْبَارِ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَيْلُ وَالتَّشَيُّعُ غِطَاءً عَلَى عَيْنِ بَصِيرَتِهَا عَنْ الِانْتِقَادِ وَالتَّمْحِيصِ ، فَتَقَعُ فِي قَبُولِ الْكَذِبِ وَنَقْلِهِ .
وَمِنَ الْأَسْبَابِ الْمُقْتَضِيَةِ لِلْكَذِبِ فِي الْأَخْبَارِ أَيْضًا ، الثِّقَةُ بِالنَّاقِلِينَ ، وَتَمْحِيصُ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى التَّعْدِيلِ وَالتَّجْرِيحِ . وَمِنْهَا الذُّهُولُ عَنِ الْمَقَاصِدِ ، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاقِلِينَ لاَ يَعْرِفُ الْقَصْدَ بِمَا عَايَنَ أَوْ سَمِعَ وَيَنْقُلُ الْخَبَرَ عَلَى مَا فِي ظَنِّهِ وَتَخْمِينِهِ فَيَقَعُ فِي الْكَذِبِ وَمِنْهَا تَوَهُّمُ الصِّدْقِ وَهُوَ كَثِيرٌ ، وَإِنَّمَا يَجِيءُ فِي الْأَكْثَرِ مِنْ جِهَةِ الثِّقَةِ بِالنَّاقِلِينَ .
وَمِنْهَا الْجَهْلُ بِتَطْبِيقِ الْأَحْوَالِ عَلَى الْوَقَائِعِ لِأَجْلِ مَا يُدَاخِلُهَا مِنَ التَّلْبِيسِ وَالتَّصَنُّعِ ، فَيَنْقُلُهَا الْمُخْبِرُ كَمَا رَآهَا وَهِيَ بِالتَّصَنُّعِ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ فِي نَفْسِهِ .
وَمِنْهَا تَقَرُّبُ النَّاسِ فِي الْأَكْثَرِ لِأَصْحَابِ التَّجِلَّةِ وَالْمَرَاتِبِ بِالثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ وَتَحْسِينِ الْأَحْوَالِ وَإِشَاعَةِ الذِّكْرِ بِذَلِكَ ، فَيَسْتَفِيضُ الْإِخْبَارُ بِهَا عَلَى غَيْرِ حَقِيقَةٍ ، فَالنُّفُوسُ مُولَعَةٌ بِحُبِّ الثَّنَاءِ وَالنَّاسُ مُتَطَلِّعُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَسْبَابِهَا مِنْ جَاٍه أَوْ ثَرْوَةٍ وَلَيْسُوا فِي الْأَكْثَرِ بِرَاغِبِينَ فِي الْفَضَائِلِ وَلاَ مُتَنَافِسِينَ فِي أَهْلِهَا .
وَمِنَ الْأَسْبَابِ الْمُقْتَضِيَةِ لَهُ أَيْضًا ، وَهِيَ سَابِقَةٌ عَلَى جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ ، الجْهَلُ بِطَبَائِعِ الْأَحْوَالِ فِي الْعُمْرَانِ ، فَإِنَّ كُلَّ حَادِثٍ مِنَ الْحَوَادِثِ ذَاتًا كَانَ أَوْ فِعْلاً ، لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ طَبِيعَةٍ تَخُصُّهُ فِي ذَاتِهِ يَعْرِضُ لَهُ مِنْ أَحْوَالِهِ ، فَإِذَا كَانَ السَّامِعُ عَارِفًا بِطَبَائِعِ الْحَوَادِثِ وَالْأَحْوَالِ فِي الوُجُودِ وَمُقْتَضَيَاتِهَا ، أَعَانَهُ ذَلِكَ فِي تَمْحِيصِ الْخَبَرِ عَلَى تَمْيِيزِ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ » .
عبد الرحمن بن خلدون

التحليل :

1/ المقدمة ( وضع النص في سياقه الفلسفي ):

لقد تساهل المؤرخون ـ الذين سبقوا العلامة ابن خلدون ـ في نقل الأحداث التاريخية ، فلم يحصّنوها بالنقد ، ولم يمنحوها حقها من الجرح والتعديل ، بل كانوا يأخذون الخبر عن ألسنة الرواة ، ثم يملؤون بها صفحات كتبهم على نحو ما ورد في كتاب " تاريخ الأمم والملوك" للطبري . غير أن التاريخ مع ابن خلدون أخذ مسارا نقديا جديدا ، ومنهجا في البحث لم يعهده المؤرخون من قبل ، فأصبح علما دقيقا قائما على النظر و التحقيق ، و تمحيصِ للمرويات من الأخبار ، فاستحال التاريخ معه إلى رواية ودراية معا ، و حول هذا المسار الجديد جاء هذا النص لتحديد أهم المسوّغات التي تحول دون تحقيق الموضوعية في الكتابة التاريخية وذلك بناءً على الإشكالية التالية : هل معرفة المؤثرات المعيقة لتحقيق الموضوعية في تدوين الأحداث التاريخية ، كفيلة بتجاوز الذاتية ؟
2/ التوسيع ( محاولة حل المشكلة ):
تعريف صاحب النص :
العلامة عبد الرحمن بن خلدون " مؤرخ " و " فيلسوف تاريخ " ولد بتونس عام 1332 م ، وتوفي بالقاهرة عام 1406 ، من مؤلفاته : المقدمة ، يقول عنه آرنولد توينبي : " ابن خلدون ابتكر فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل اليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم " .

موقف صاحب النص :
و في هذا النص يضع القواعد الأساسية والمهمة التي ينبغي للمؤرخ الالتزام بها حتى يتجرد من ذاتيته ، ويحقق الموضوعية المتمثلة في الالتزام بالحياد التام في التحليل وفي استقراء الحوادث التاريخية من خلال ربط الاسباب بالمسببات دونما إقحام للخلفيات و البواعث والأهواء المزيفة للحقائق .

الحجج و البراهين :
ومن الأدلة التي يستند إليها في تبرير موقفه :أنّ كتابة التاريخ لم تسلم من تزييف المؤرخين لها ، وذلك تحت تأثير الإيديولوجيات و الرؤى السياسية المتحكمة في صياغة أفكارهم ، فتأتي نصوصهم متلائمة و نزعاتهم الفكرية ومذاهبهم الدينية و الإجتماعية ،لذلك يؤكد لاكوست أن اتسام نشأة الكتابة التاريخية بطابع "القدسية" "حرم الفكر التاريخي من المنهج النقدي".
و المؤرخ بدوره كثيرا ما يملأ ثغراتٍ مبتورةٍ من سياق الأحداث الماضية بآرائه وظنونه و صناعته و تخيلاته ، فيأتي خبره المدون نسخة غير مطابقة لأصلها الزماني والمكاني .
و ما يثنيه عن تحري الموضوعية ـ أيضا ـ تزلفه ومداهنته للخلفاء وأصحاب المراتب و الشأن ، فيظهر مراحل حكمهم و كأنها نعيم ورخاء ، فلا نقائص ولا أخطاء ،يفعل ذلك ليس رغبة في إجلاء الحقائق و إنما طمعا في جمع الأموال ، أو نيل مراكز في الدولة ، يحصل ذلك بتحفيز من السلطان نفسه ، وهذا الذي يؤكد عليه أحمد أمين من أن العباسيين "... استخدموا التاريخ كوسيلة من وسائل الدعوة العباسية فكان الخلفاء يشترون ذمم بعض المؤرخين بحيث حاولوا إظهار العصر العباسي بلون زاهر فاخر والعصر الأموي بلون قاتم مظلم" .
و على الصعيد المعرفي للمؤرح يكون جهله بطبيعة الأحداث التاريخية ، وبطبيعة الأشخاص سببا يحول دون قدرته على تمييز صدق الخبر من كذبه .

النقد والتقييم :
لقد استطاع ابن خلدون ـ إذن ـ أن يبتكر أسلوبا في دراسة التاريخ الانساني لم يسبقه إليه أحد ، وهو تحديد للمواصفات و الأخلاقيات التي ينبغي أن يتحلى بها المؤرخ و هو بصدد نقله لأحداث عاشها ، أو نقلها عن غيره ، وهذا من شأنه أن يحفظ للإنسانية حقيقتها دون تحريف أو تشويه .
غير أن كثير من العلماء الطبيعيين و المناطقة أنكروا على المعرفة التاريخية علميتها ( ووضعيتها ) بحجة عدم امكان إخضاعها لطرائق العلم الوصفي الحديث المعتمد على الملاحظة المباشرة و التجربة و استنباط القوانين وحتميتها.
فلا يمكن مثلا ملاحظة جميع أحداث التاريخ بنزاهة و استيعاب و تجرد . فهي تحدث مرة واحدة في زمانها و مكانها. وقد تجري بشكل مفاجئ و في ساحات متعددة مما يصعب معه الاحاطة بها بالملاحظة المباشرة. و بهذا يقول البعض إن التاريخ مجموعة أقاصيص إما كاذبة أو صادقة. و أخرون يعتبرون التاريخ نوع ممتع من الآداب ، أما رجال الأدب فالتاريخ من جهتهم فن من الفنون وليس علما من العلوم. في حين يرى آخرون أن التاريخ أخطر إنتاج صنعته كيمياء الفكر.

3/ الخاتمة ( حل المشكلة )
وفي الخلاصة يجب التأكيد على أن للنص قيمة علمية ومنهجية تتمثل في دقة القواعد والضوابط التي يجب أن يتقيد بها المؤرخ كي يتجرد من الذاتية ، ولكي يحمي للإنسانية ماضيها من أي تشويه أو تحريف ضد أية ميول شخصية أو حزبية أو مذهبية . وعليه يبقى المنهج التاريخي المؤسس وفق تلك القواعد الخلدونية( الموضوعية) السبيل الوحيد للحقيقة التاريخية

=========


>>>> الرد الثاني :

مرحبا بك في مجموعة الفلسفة لكل طلبة البكالوريا fb
الفيلسوف السوفي


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========