عنوان الموضوع : أريد بحث عن الأحتباس الحراري أرجووكم سنة 1 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
تعريف الأحتباس الحراري وكيفيت حدوثه وأضراره وكيفيت معالجته
ولكم جزيل الشكر
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ليس هناك خلاف حول حقيقة أن الغازات التي تسبب الأشعة تحت الحمراء توجد بتركيزات متزايدة في الغلاف الجوي للأرض 0
• وتشير القياسات إلى أنه يوجد الآن نحو 750 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون وأن هذه الكمية تزداد كل عام على 350جزءاً من المليون 0
• وهذا حسب القياسات التفصيلية عام 1985
وقد بدأت الزيادة السريعة في ثاني أكسيد الكربون منذ حوالي 200سنة وتسارعت في الأزمنة الحديثة 0
ومن الغازات التي تحبس أيضاً الأشعة تحت الحمراء غاز الميثان وأكسيد النيتروز والأوزون 0
احتباس الأشعة تحت الحمراء
لكي نقول أنه لا يوجد احتباس في غلافنا الجوي فإنه لابد أن تشع الأرض نفس القدر من الطاقة التي تمتصها من الشمس ولكن هذا لا يحدث فكمية الطاقة التي تمتصها الأرض من الشمس أكثر بكثير مما تشعه الأرض وذلك للاختلاف والتغيرات التي تحدث حالياً في غلافنا الجوي نتيجة للزيادة الملحوظة في الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري .
• مما لا يدعو مجالاً للشك لو أننا قمنا بإزالة جميع الغازات المحتبسة للأشعة تحت الحمراء من الهواء فإن متوسط حرارة سطح الأرض سيكون –18ْم 0
فعندما يرسل سطح الأرض الحرارة أو الأشعة تحت الحمراء إلى أعلى تقوم الغازات بامتصاص أكثرها قبل أن تستطيع الهروب إلى الفضاء ،وترتفع درجة حرارة هذه الغازات نفسها بواسطة الإشعاعات التي امتصتها ، وتقوم بدورها بإشعاع هذه الطاقة الزائدة بعيداً عنها في جميع الاتجاهات وهكذا فإن بعضا منها يعود إلى سطح الأرض ويدفئها 0
ويجب أن يكون متوسط درجة حرارة سطح الأرض نحو +15ْم ويودي احتباس الأشعة تحت الحمراء الذي يحدث اليوم إلى تدفئة سطح الأرض بمتوسط قدره 33ْم .
وتثير حقيقة أن التركيزات التاريخية للغازات المحتبسة للأشعة تحت الحمراء تسخن سطح الأرض بمقدار كبير تساؤلاً فورياً : - هل تدفع الزيادة في هذه التركيزات درجة الحرارة أكبر من ذلك ؟
الإجابة المؤكدة نعم
والسؤال الوحيد هو ما مقدار هذا الارتفاع ؟
وإذا ما زادت درجة حرارة الأرض فإنه ستزيد عملية تبخير البحار
=========
>>>> الرد الثاني :
وإذا ما زادت درجة حرارة الأرض فإنه ستزيد عملية تبخير البحار وبالتالي ستزيد كمية بخار الماء وهو ماص قوي للأشعة تحت الحمراء بل هو أكثر قوة في الحقيقة من co2 0
وبالتالي زيادة في تسخين الأرض .
وبإجراء دراسات حديثة تبين أنه عندما تضاعف كمية co2 في الغلاف الجوي سيتراوح تسخين سطح الأرض بين 1.5 – 5.5ْم أو بين 2.5 –4.5مْ،وهذا يتسبب في طول قليل في فصول الصيف ونتيجةً لذلك تكون فصول الشتاء أقصر قليلا ، وبالتالي فإن من يتاجر في وقود التسخين سيتحول إلى العمل في صيانة أجهزة تكييف الهواء وبعض المزارعين سيختارون أنواعاً أخرى مختلفة من المحاصيل لزراعتها وهذا يسبب الفوضى في حضارتنا الحديثة 0
لماذا يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون ضاراً ؟
لغاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من احتراق أي مادة عضوية في الهواء ، آثاراً ضارة ولكننا لا نشعر بها في الحال وذلك لأن غاز ثاني أكسيد الكربون من المكونات الطبيعية للهواء 0
وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي للأرض قد ارتفعت قليلاً عن نسبته التي قيست في بداية هذا القرن ، ويرجع سبب هذه الزيادة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون إلى تلك الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية ، ومحطات الوقود ومحركات الاحتراق الداخلي في وسائل النقل والمواصلات 000
ومن المعروف أن احتراق جرام واحد من المادة العضوية يعطي 1.5- 3جرامات من غاز ثاني أكسيد الكربون ، فإذا تصورنا أن هناك عدة مليارات من الأطنان من الوقود تحرق في الهواء كل عام فإننا نكون قد أضفنا إلى الهواء كل عام حوالي 20مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون ، وهي تمثل 0.7% من كمية هذا الغاز الطبيعية في الهواء 0
ففي نهاية القرن الثامن عشر كانت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون 260جزءً في المليون وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 345 جزءً في المليون في نهاية عام 1984م 0000
تتلخص عملية الاتزان الطبيعية لغاز ثاني أكسيد الكربون في أن جزءاً كبيراً من هذا الغاز يذوب في مياه البحار كما أن النباتات تساهم مساهمة فعالة في اختصاص جزء كبير من غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلق في الهواء لاستخدامه في بناء أجسامها وفي تكوين ما تحتاجه من مواد عضوية لذلك فإن إزالة الغابات في بعض الأماكن تساعد بشكل ظاهر على زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء 00
ولقد أخل التقدم التكنولوجي للإنسان بهذا التوازن الطبيعي إلى حد كبير ، ما لم تعد هذه العمليات السابقة مجتمعةً بقادرة على التخلص من الزيادة الهائلة في كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة من الإسراف الشديد في إحراق الوقود والتي ينتج منها كل عام مليارات الأطنان من هذا الغاز 00
لذلك فإنه يعتقد أنه إذا استمر إحراق الوقود وإزالة الغابات بالشكل الحالي فإن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء ستصل إلى الضعف تقريباً في أوائل القرن القادم .
ارتفاع درجة حرارة الأرض
ونظراً لأن درجة حرارة سطح الأرض هي محصلة لإتزانٍ دقيق بين مقدار ما يقع على هذا السطح من أشعة الشمس ، ومقدار ما ينعكس منها ويتشتت في الفضاء ، فإن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو تؤدي إلى امتصاص زيادةٍ من الإشعاعات الحرارية المنعكسة من سطح الأرض والاحتفاظ بها وتؤدي بالتالي إلى ارتفاع درجة الجو عن معدلها الطبيعي 0000
وقد لا يؤدي ارتفاع درجة الحرارة ارتفاعاً بسيطاً إلى حدوث تغيرات ملموسة في أول الأمر 00 ولكن استمرار الزيادة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو الناتجة من الزيادة المضطردة في إحراق الوقود سيؤدي على المدى الطويل إلى ارتفاع درجة حرارة طبقات الغلاف الجوي الملاصقة للأرض بشكل ملحوظ 000لذلك فإنه من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الجو بمقدار درجتين أو ثلاث درجات في منتصف القرن القادم أي نحو عام 2050م 000
ومن المتوقع أن ارتفاع درجة الحرارة للجو بهذا الشكل سيؤدي إلى انصهار جزء من طبقات الجليد التي تغطي القطبين الشمالي والجنوبي للأرض وانصهار الجليد المغطي لقمم الجبال في بعض المناطق مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات وإلى إغراق كثير من حواف القارات بما عليها من مدن ومنشآت ففي عام 2030م يتوقع زيادة منسوب مياه المحيطات بحوالي 20سم وتصل هذه الزيادة إلى 65سم مع نهاية القرن القادم ، كما أن الشواطئ والدلتا في كثير من دول العالم سوف تغمر بالمياه كنتيجة لزيادة منسوب مياه البحار والمحيطات ، كما أن المياه الجوفية سوف تتلوث نتيجة لزحف مياه البحار وكذلك الأراضي الزراعية فكثير منها ستفقد صلاحيتها للزراعة نتيجة لزيادة الملوحة 0كما أن توزيع سقوط الأمطار سوف يختل فتعاني بعض المناطق لذلك من الجفاف بينما تعاني مناطق أخري من السيول ونتيجة لذلك فإنه سوف يتأثر الإنتاج العالمي للمحاصيل الزراعية وتحدث المجاعات ، كما أن الثروة السمكية ستتأثر لغمر الشواطي كما أن النظام البحري سوف يختل بوجه عام وبالتالي يُهدد العالم بفقدان مصدر من مصادر الطعام 0
فيمكننا أن نستخلص أن هناك زيادة مضطردة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ويتسبب ذلك في زيادة درجة حرارة الجو للأرض حيث يحتفظ غلافها الجوي بحرارة تعادل الحرارة الناتجة عن تفجير 50 ألف قنبلة نووية على الأقل 0000
فقد ينتج من هذه الحرارة الرهيبة انصهار جليد القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كبير يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي وتغير التركيب الطبيعي لسطح الأرض ويسبب ذلك ضرراً بالغاً بالإنسان والمضار الناتجة عن ذلك لا يمكن إصلاحها إلى الأبد 0000
لماذا يعتبر الكربون ضاراً ؟
عندما ينبعث الكربون في الجو فإنه يؤدي إلى تكوين ثاني أكسيد الكربون وذلك بارتباطه بأكسجين الجو ، فمثلاً :
1طن من الكربون تنتج 37طن من ثاني أكسيد الكربون .
في عام 1988… مثلا :ً
5.66 مليون طن c تنتج 24 مليون طن co2 .
ثاني أكسيد الكربون co2 غير ضار بالإنسان في الغالب ، ولكنه مهدد لمستقبل البشرية بوصفة غاز الصوبة الرئيسي .
ما مقدار co2 في الجو ؟
لم يخطر للبشرية منذ – بداية استخدامها للوقود الإحفوري – بأنه مرتبط بزيادة الكربون في الجو ، مما يؤدي لزيادة نسبة co2 في الجو ، فالتغير المناخي الحاصل يرتبط ارتباطا وثيقاً بارتفاع نسبة co2 في الجو – إضافة للغازات الصوبية الأخرى –وهذا الارتفاع بات يزيد أسياً وبنسبة 3% سنوياً ، ومما يزيد الأمور تعقيداً وجود معدلان يدعمان هذه الزيادة ،وهما النمو السكاني ونمو النتاج الاقتصادي 0
ولكن اتضح منذ منتصف السبعينات بأنه – ليس في الضروري – أن تزداد نسبة الانبعاثات مع زيادة معدلي السكان والاقتصاد ،فيمكن تقسيم الأربعة عقود الماضية إلى ثلاثة حقب :
العام متوسط معدل الانبعاثات سنوياً
1950 – 1973 405 %
1973 – 1983 1 %
1983 – 1988 208 %
في 1988 307 %
نلاحظ من هذا أنه قد حصل تباطؤ في الزيادة النسبية للانبعاثات من بعد عام 1973 وهو لم يكن لأجراء حماية الجو وإنما كان لثلاثة أسباب :
1- ثلث التباطؤ يعزى إلى انخفاض كثافة استهلاك الطاقة في دول كثيرة .
2- كان استخدام الطاقة المتجددة والطاقة النووية مهما ، حيث عادل نحو 500 مليون طن في انبعاثات الكربون 0
3- معظم بقية التباطؤ نتج عن انخفاض النمو الاقتصادي – في العالم الثالث تحديداً – فقد دفعت هذه الدول ثمناً غالياً لتحقيق نسبة الانبعاثات دون أن تدري 0
ما سبب انخفاض كثافة استهلاك الطاقة ؟
انخفاض كثافة استهلاك الطاقة كان لسببين : ارتفاع أسعار النفط ،والتغيرات التي حصلت في سياسات الطاقة ، وكان هذا الانخفاض في كل من أوروبا الغربية ,أمريكا الشمالية والغابات بنسبة 25 %في كل منها ، كما أن الصين قد حسنت كفاية استخدام طاقتها الوطنية في العقد الماضي .
ماذا عن دول العالم الثالث ؟
اكتظت دول العالم الثالث بالسيارات خلال العقدين الماضيين – كما انتشرت المصاغ وراجت المكيفات ، وعملت الاقتصاديات سريعة التوسع على زيادة استخدام الوقود الأحفوري ، ونظراً لأن الدول النامية مضطرة لشراء النفط من السوق الدولية ، فقد شلت الديون الضخمة مقدرتها على استيرادها ، فألغت مشروعات الطاقة الكثيفة ، مثل محطات توليد القوى ،وعلى هذا يمكننا القول بأنه إذا تغلبت الدول النامية على مشاكلها الاقتصادية فإن الزيادة في استخدام الوقود الأحفوري تصير هائلة 0
**كيف شاركت الدول النامية في زيادة نسبة الانبعاثات الكربونية ؟
ومما يزيد الأمور تعقيداً هو إزالة معظم الدول النامية للغابات ، فإزالة الغابات يزيد من نسبه ثاني أكسيد الكربون بأكثر مما يزيده احتراق الوقود الأحفوري ، وبهذا أصبحت الدول النامية من أكثر الدول الباعثة لثاني أكسيد الكربون 0
ماذا علينا أن نفعل ؟
ويرى العلماء أنه لإعادة نسبة الانبعاثات كما هي عليها في الخمسينات فإن هذا يستلزم خفض الانبعاثات الحالية بمعدل 50 % إلى 80 % ، ولكن واضعو السياسات البيئية لقد جاءوا في مؤتمر تورنتو عام 1988 بهدف أكثر تواضعاً وهو خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20 % بحلول عام 2005م0
وماذا حصل في المؤتمرات البيئية ؟
اتفق قادة دول العالم على ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية في مؤتمري لاهالي وباريس الذي عقدا في عام 1989 ، ولكنهم لم يناقشوا مسائل العدالة الأكثر أهمية ، فما العبء الذي يجب على الولايات المتحدة الأمريكية تحمله كونها بلد غني وكثيف الاستخدام للطاقة ؟ وماذا عن اليابان المقتصد في استهلاكه للوقود الأحفوري ولكنه أحد البلدان القليلة التي لدها فائض في رأس المال ؟ وهل يجب تقييد استخدام الوقود الأحفوري في البلاد النامية أم يجب أن يكرس جهدها لرد الغابات المزالة ؟
يجب الحد من النمو السكاني بشكل حاد وسريع لكي ينخفض معدل الانبعاث الكربوني ، ولابد من معالجة كل تلك القضايا بوضع اتفاقية دولية حازمة ، وما لم توضع هذه الاتفاقية ، فإن العالم قد يقبل على مرحلة عصيبة تجبر رؤساء الدول على إحداث تغييرات أعنف في سياسات الطاقة لديها 0
شكل مستقبل جديد للطاقة
المتوقع أن يكون إقناع واضعي سياسات الطاقة بأخذ ارتفاع درجة حرارة الأرض مأخذ الجد كفاحاً طويلاً وشاقاً 0 ففي جلسة استماع خاصة بالاستراتيجية الوطنية للطاقة رأسها وزير الطاقة الأمريكي في أغسطس 1989 ارتأى ثلاثة فقط من الاثني عشر الذين شهدوا الجلسة أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يجب أن ينظر فيه بجدية 0 وكان هؤلاء الثلاثة ممثلين لمعهد موارد العالم ونادي سييرا ومعهد مراقبة البيئة العالمية 0
أما التسعة الآخرون الذي جاءوا من صناعات النفط والفحم وشركات المرافق العمومية ( الماء والكهرباء إلخ ) والقائمين في كل الدول على تنفيذ القوانين ) فقد أغفلوا إلى حد بعيد تهديد التغير المناخي ، وكانت توصياتهم أكثر قليلاً من طلبات فيها مصلحة شخصية لأعمالهم كالمعتاد 0
ولابد للاستراتيجية الفعالة لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض من أن تتضمن تحول تدريجي عن الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يمد الآن بما يبلغ 78 % من طاقة العالم .
فهذا الوقود لا يحتوي على الكربون فحسب ، بل إن استخراجه واستخدامه يسهمان بنصيب ذي شأن في انبعاث غازين آخرين من الغازات الصوبية ، هما الميثان وأكسيد النتروز ، وهذا التحول مطلوب في النهاية قطعاً على أية حال ، حيث أن موارد الوقود الأحفوري محدودة وسوف تنفذ في يوم من الأيام ،ومع هذا ، فإن وقف ارتفاع بدرجة حرارة الأرض يتوقف على التخلي عن أنواع الوقود الأحفوري على مراحل خلال الجزء الأول من القرن المقبل ، قبل استنزاف الاحتياطات بزمن طويل 0
وعلى الرغم من أهمية بدء التحول في المستقبل القريب ، فإن العملية ستمتد على مدى عقود من السنين ،فلابد من تطوير تكنولوجيا جديدة كثيرة ، بل إن إنشاء المصادر البديلة سوف يستغرق وقتاً طويلاً0
لدينا في الحقيقة ثلاثة سبل لتشذيب الانبعاثات الكربونية من الوقود الأحفوري :
أولها : أنه يمكن إزالة الكربون بالغسل إما قبل الاحتراق وإما بعده 0
والثاني : أنه يمكن تحسين كفاءة استخدام الطاقة فتقل بذلك كمية الوقود التي يتعين حرقها .
والثالث : إنه يمكن تطوير مصادر بديلة للطاقة تحل محل الوقود الحفري 0
ويمكن نبذ الخيار الأول من هذه الخيارات سريعاً ، على الرغم من جاذبيته السطحية ، فعلى الرغم من أن إزالة ما يصل إلى 90 % من الكربون ممكنة التحقق نظرياً في محطات القوى الكبيرة ، إما بمعالجة الوقود كيميائيا قبل الاحتراق وإما بإدخال كواشف كيميائية في غاز المدخنة ، فإن هذه التكنولوجيات لم تثبت جدواها 0 فليس الكربون ملوثاً ثانوياً للوقود الأحفوري ، على عكس الكبريت الذي يحدث المطر الحمضي ، بل الأصح إن الكربون يكون 73 % من وزن الفحم العادي ولابد من استخلاص كميات كبيرةمنه والتخلص منها ، فمحطة توليد القوى التي تنتج قدره تبلغ في المتوسط 500 % ميجا وات تطلق 100 مليون كيلو جرام من الكربون سنوياً أي سبعة أمثال كمية الرماد الذي يحبس ويفصل في المرسبات 0
والطريقة الوحيدة لمنع هذا القدر الكبير من الكربون من الدخول في الجو هي دفنه في المحيطات العميقة ، وهذا شيء ليس باهظ التكلفة فحسب بل إنه يتطلب إنشاء خطوط أنابيب طويله لنقله إلى البحر 0
أما تحسين كفاءة الطاقة ، فإنه يجمع بين ميزتي الرخص والوفرة الهائلة ، وكما أن الكفاءة المحسنة لا يمكنها أن تحل محل أنواع الوقود الأحفوري كليةً ،فإن ذلك يتعذر في نفس الوقت على إيجاد أي بديل يحتمل أن يتاح في العقود القليلة المقبلة 0
ولكفاءة الطاقة إمكانية فورية هي خفض استخدام الوقود بمعدل 2% سنوياً على الأقل في البلاد الصناعية ، أما في البلاد النامية فيمكن استخدام الكفاءة للحد من زيادة الوقود الأحفوري مع استمرار التنمية الاقتصادية في الوقت نفسه 0
وإمكانية كفاءة الطاقة واضحة في النقل ، فسيارات العالم التي يقرب عددها من 400 مليون سيارة تنفث 550مليون طن تقريباً من الكربون سنوياً في الجو ، أي 10% من إجمالي الناتج من الوقود الأحفوري ، والمتوقع ،كما تبين الحسابات ، أن هذه الانبعاثات ستزيد بنسبة 75% بحلول عام 2010 ، وذلك تمشياً مع زيادة أعداد المركبات أما إذا أصبح معدل استهلاك هذه المركبات 18 كيلومتراً للتر ، كما هي مع بعض الطرز فعلاً، بدلاً من المتوسط الحالي البالغ 7 كيلومترات للتر ، فمن شأن الانبعاثات أن تخفض قليلاً بل إن الاحتمالات الهندسية تفوق ذلك : فقد طُورت نماذج أولية لسيارات يزيد ما تقطعه باستهلاك لتر واحد على 25كيلومتراً ) 0 وإذا أمكن ، بالإضافة إلى ذلك تثبيت عدد السيارات عند 500مليون سيارة بتحسين النقل الجماعي وزيادة استخدام الدراجات في المشاوير القصيرة ، وفرض ضريبة على الكربون ، فإن الانبعاثات الكربونية من السيارات تهبط إلى نصف ما هي عليه الآن 0
أما الطريقة الثالثة فهي تطوير مصادر للطاقة لا ترتكز على الكربون ، ويوجد صنفان رئيسيان من هذه المصادر 0أولهما الطاقة النووية التي تُستمد من انشطار الذرات ، والثاني هو الطاقة المتجددة التي تستمد من الشمس أو الحرارة في باطن الأرض 0
ولقد استخدم كل من الطاقة النووية والطاقات المتجددة في السنوات الأخيرة لتحل محل الوقود الأحفوري ، ويمكن استخدام كل منها على نطاق واسع مستقبلاً ( ونحن نقدر أن زيادة استخدام الطاقة النووية خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة التي تعمل على التخلص من 298 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً – أي 5 % من الإجمالي السنوي – كما أن زيادة استخدام الطاقة المتجددة للعمل على التخلص من 192مليون طن ) .
والطاقة النووية تخذل مسيرة التقدم ، فهي اليوم أقل تهيئةً للانتشار بوفرة عما كانت عليه منذ عشر سنوات ،إذا تميزت هذه الفترة بحادثين خطيرين في جزيرة "ثري ميل" و"تشرنوبل" ،واتفاعات ضخمة في الأسعار ، وإخفاق في إيجاد مواقع للتخلص من النفايات النووية لأمد بعيد وهبوط حاد في تقبل الجماهير ، والحقيقة أن البلاد التي تخلت عن الطاقة النووية في الثمانينات أكثر كثيراً من تلك التي آمنت بها ، بل إن وزراء الطاقة بالبلدان الصناعية لم يتمكنوا في اجتماع لهم في عام 1989 ، من الاتفاق على ما إذا كان من الواجب مواصلة زيادة استخدام الطاقة النووية 0
ويوجد الآن 94 منشأة نووية لا غير تحت الإنشاء على النطاق العالمي ، وهذا أصغر عدد خلال 15 عاماً ، ولقد قرب العمل في الكثير من هذه المنشآت من الانتهاء بحيث يصبح التوسع النووي على النطاق العالمي في أوائل التسعينات بطيئاً كالإنسياب المتقطر ، ففي عام 2000سيكون لدى العالم 400,000 ميجا وات على الأكثر من القدرة النووية ، وهذا عُشر ما جاء به التنبؤ رسمياً في عام 1974م وحتى إذا تم إنشاء جميع هذه المنشآت فمن شأن ذلك أن يعمل على التخلص من كمية إضافية من الكربون قدرها 110 مليون طن سنوياً فقط ، وفي حين أن بلاداً كفرنسا والسويد استطاعت خفض انبعاثاتها الكربونية خلال الثمانينات ببناء أعداد كبيرة من المنشآت النووية فلا يوجد بلد يعطي ولو قدراً ضئيلاً من التفكير في مثل هذه الخطط في العقد المقبل ، ولا جدال في أن التوليد النووي قد يهبط فعلاً فيما بين عامي 1995 و 2005 عندما يبلغ عدد متزايد من المنشآت نهاية عمره التشغيلي 0
وحتى إذا أمكن التغلب على مشاكل الأمان النووي ، فلن يمكن إتمام نموذج أولي لمفاعل نووي واختباره قبل عام 2000، وهذا يعني أنه لن يكون هناك عدد كبير من المنشآت الجديدة العاملة إلا قرب عام 2010 ، ولكي نوازن الطاقة النووية ولو 5 % من الانبعاثات الكربونية العالمية فإن الأمر يتطلب أن تصل القدرة النووية على النطاق العالمي إلى مثلي المستوى الحالي تقريباً ، وهذا يعني أن الطاقة النووية ليست حقاً خياراً متوسط الأجل لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض ، أما إذا أمكن أن تصبح في يوم من الأيام خياراً طويل الأجل فهذا ما لا يمكن تحديده إلا بعد عشرات السنين من المعونات المالية والحكومية والبحوث التي تركز على المشاكل المتبقية المتعلقة بالتكاليف والأمان والنفايات وعدم الانتشار والبطالة 0والمسألة التي تواجه واضعي السياسات هي ما إذا كانت مئات البلايين من الدولارات اللازمة لتحقيق جيل جديد من المفاعلات تساوي العائدات المشكوك فيها بدرجة عالية ، خاصة إذا أُخذت البدائل الأخرى المتاحة والأكثر جاذبية في الاعتبار ، وبينما الجدل مستمر حول الخيار النووي ، تجرى تهيئة مصادر للطاقة المتجددة للتطور سريعاً 0فطاقة الرياح ، والطاقة الحرارية الأرضية ، والتكنولوجيا الحرارية الشمسية والفوتوفلطيات ، ومختلف تكنولوجيات الكتلة الحيوية ،هي جميعا من مصادر الطاقة التي يحتمل أن تروج رواجاً عظيماً في الأسواق خلال التسعينات 0كما أن تكنولوجيات الطاقة المتجددة ، كمجموعة تفضل كثيراً الطاقة النووية بوصفها وسيلة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، وبينما يقتصر استخدام الطاقة النووية على إنتاج الكهرباء ، يمكن لمصادر الطاقة المتجددة أن تحل محل الوقود الأحفوري في استخدامات كثيرة أخرى كتدفئة المنازل وتسيير السيارات 0
وطاقة الرياح هي إحدى مصادر الطاقة المتجددة التي اكتمل تطورها خلال الثمانينيات ففي مستهل العقد كان هناك ما يزيد قليلاً على بضع مضخات عتيقة تعمل بطاقة الرياح وخطط وضعت على غير هدئ لإنشاء آلات تضاهي في ضخامتها طائرة الجامبو النفاثة ، أما الآن فيوجد ما يزيد على 2000 آلة ريحية لإنتاج الكهرباء مستخدمة على النطاق العالمي بقدرة 1600 ميجا وات تقريباً .
=========
>>>> الرد الثالث :
ويوجد معظم هذه الآلات في كاليفورنيا والدنمارك ، ولو أن المزارع الريحية أخذت هي الأخرى في الظهور في الهند وألمانيا الغربية وبلاد أخرى وبليونا الكليو وات في الساعة التي أُنتجت في عام 1989 في كاليفورنيا وحدها ، كافية لتلبية احتياجات سان فرانسيسكو من الطاقة السكنية .
ويمكن للطاقة الحرارية الأرضية أن تكون مكوناً أساسياً آخر في تزاحم نظم الطاقة على المصادر المتجددة ، ففي العالم الآن قدرات حرارية أرضية عاملة تنتج ما يزيد على 5000 ميجا وات بتكلفة تتراوح بين 8.4 سنتات للكيلو وات الواحد في الساعة ، والنمو السريع مستمر مع التركيز على تطوير الموارد الصعبة البذل مثل احتياطيات الماء الساخن المدخن تحت الضغط التي توجد بوفرة في مناطق كثيرة ، ففي الولايات المتحدة تُقدر القدرة الحرارية الأرضية المنتجة في عام 2000 بما يتراوح بين 4200 ميجا وات ( ضعف المستوى الحالي ) و18700 ميجا وات وتشمل المناطق الأخرى التي يُحتمل أن تعتمد اعتماداً كبيراً على الطاقة الحرارية الأرضية لأمريكا الوسطى ونيوزيلنده والفلبين والاتحاد السوفيتي .
والطاقة الحرارية الشمسية هي أحدث مصدر طاقة متجدد يقتحم السوق التجاري ، فمنذ عام 1984 تم تركيب ما يولد نحو 194 ميجا وات في جنوب كاليفورنيا وكان على شكل أحواض عاكسة تُركز ضوء الشمس على أنابيب مملوءة بالزيت ، وهذه تنقل الحرارة إلى طوربين ومولد لإنتاج الكهرباء 0 والنظم الحرارية الشمسية تحول ما يصل إلى 22 % من ضوء الشمس الذي يسقط عليها إلى كهرباء ، بتكلفة ستصل قريباً إلى 8 سنتات للكيلو وات ساعة 0
هذا ويسد الغاز الطبيعي مسد مصدر بديل لإدارة الطوربينات عندما تغيب الشمس ،وهذا يمكن النظام من الإمداد المنتظم بطاقة ثابتة يعول عليها تُستخدم لتلبية الطلب في الذروة ، وتجري "رلوث انترناشيونال" وهي الشركة التي تبني هذه النظم دراسة تمهيدية لمشروعات أكبر في نيفادا والبرازيل.
إن مصدر الطاقة هذا آخذ في التوسع سريعاً ، ولا يحد من توسعه إلا الاحتياج للطاقة ورخص الفحم المتاح في بعض المناطق 0
تكنولوجيا الفوتوفلطيات الشمسية
وفي أعقاب الطاقة الحرارية الشمسية مباشرة تأتي تكنولوجيا الفوتوفلطية الشمسية التي تحول الإشعاع الشمسي إلى كهرباء مباشرةً باستخدام مواد شبة موصلة ، وهذه هي مصادر الطاقة المتجددة الأعظم تقدماً تكنولوجياً ، والتي يحتمل أن تتقدم سريعاً إلى أبعد حد في السنوات المقبلة ، فلقد ارتفعت قدرة التركيبات السنوية الخاصة بها من ميجا وات واحد في عام 1978 إلى 35 ميجا وات 1988 0
وعلى الرغم من أن نموها بطُأ مؤقتاً في منتصف الثمانينات فلقد أخذت تزدهر في عام 1988 فتتوقع الولايات المتحدة مثلاً : زيادة قدرها 50% في عام 1989 ويأتي دعم هذه الزيادة من بعض الأسواق ، مثل أسواق الآلات الحاسبة ونظم الاتصالات وضخ الماء والكهرباء المنزلية 0
واستخدام العالم الثالث هذه الخلايا الشمسية آخذ في التوسع على نحو سريع بدرجة واضحة ، فقد جاء في تقارير واردة من الهند أنه قد تم تركيب 6000 مجموعة قروية 0
والفوتوفلطية بديل عملي للتوسع في الشبكة الكهربائية في كثير من المناطق النائية ، حيث أنها تمد بالطاقة في مدة أقصر وبتكلفة أقل ووثوقية أعلى 0
التحدي الدولي
إن تثبيت مناخ العالم يضع المجتمع العالمي أمام تحد لم يسبق له مثيل ، مجبراً كل إنسان بدءاً من رؤساء الوزارات ووصولاً إلى جمهور العالم على إدراك أننا نسكن كوكباً فريداً ونتشارك مسئولية رفاهيته 0
فضخامة المشكلة غامرة جداً والوقت قصيرٌ جداً لدرجة أن البشرية ستجبر على مباشرة التعاون على مستويات لم يسبق لها مثيل 0
وارتفاع درجة حرارة الأرض موضوع مُستجد نسبياً في برنامج العمل الدولي ، ففي أول اجتماع قمة ايكولوجية في العالم ، وهو مؤتمر أستوكهو لبيئة الإنسان الذي عقد في عام 1972لم يعرض التغير المناخي حتى ضمن التهديدات التي تواجه المجتمع 0
ففي يونيو عام 1988 اجتمع في تورنتو مجموعة كبيرة من العلماء والمسئولين الرسميين عن البيئة في مختلف أنحاء العالم ، وليس في الإمكان أن يكون هدفهم الرسمي أكثر تشديداً في الدعوة إلى ( قيام الحكومات والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بعمل فوري لمقاومة تدهور الجو المتزايد ) .
والجدير بالذكر على وجه الخصوص ، ذلك القرار الخاص الذي مر على عَجَلٍ خلال عملية الأمم المتحدة البطيئة عادة لتُقره الجمعية العامة في ديسمبر 1988 ،ولقد دعا هذا القرار على وجه التحديد، إلى إقرار اتفاقية بشأن التغير المناخي.
ومن الدول التي رعت اجتماعات دوليه هامة بشأن الجو كندا وبريطانيا العظمى وهولندا وألمانيا الغربية والولايات المتحدة والهند واليابان 0 وفي الوقت نفسه ، أوردت اللجنة الأوربية تقريراً دعت فيه إلى القيام بجهد شامل على نطاق القارة لتحليل ارتفاع درجة حرارة الأرض ومعالجتها .
وفي عامٍ مضى تحول موقف الحكومة الأمريكية بشأن اتفاقية ارتفاع درجه حرارة الأرض من المعارضة التامة إلى المساندة التي تعوزها الحماسة .
وما أن يبدأ واضعو السياسات النظر في تفاصيل اتفاقية دولية بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض حتى تنشأ مجموعة كبيرة من المسائل المعقدة :
أولها : هل يُوضع حد عالمي للانبعاث الكربوني ، وبما أن خفض الانبعاث الكربوني20% بحلول عام 2005 –في مؤتمر تورنتو ،كان نوعاً من التوفيق بين مقدار الخفض اللازم لتثبيت ثاني أكسيد الكربون في الجو ويتراوح بين 50% و 80% وبين الأهداف الأشدُ تقيداً إلى حد بعيد 0
• والمحتمل أن أي خطة تُخفض الانبعاث الكربوني يساعد أيضاً على خفض غازين صوبيين ثانويين هما أكسيد النتروز والميثان .
• وتحقيق خفض الانبعاث الكربوني لا يقل عن 10% بحلول عام 2000 هو السبيل الوحيد للوصول بالعالم إلى طريق لتحقيق خفض يزيد في النهاية على 50% بحلول منتصف القرن المقبل.
وسعياً إلى إيجاد توازن بين الإمكانية العملية والعدالة من ناحية وبين ضرورة إيجاد حل عاجل للمشكلة من ناحية أخرى قمنا باستنباط مجموعة من أهداف الخفض ارتكازاً على المستوى الحالي للانبعاثات الكربونية لكل شخص 0
وإذا أخذ بهذه الأهداف فإن الدول التي تنتج ثاني أكسيد الكربون بمعدل مرتفع حالياً مثل الولايات المتحدة و روسيا تكون مطالبة بخفض الانبعاثات بنحو 35 % بحلول عام 2000 ،في حين يسمح لدول أخرى مثل الهند أو كينيا بالاستمرار في زيادة الانبعاثات .
أما الدول التي تقع انبعاثاتها الكربونية بين هذين المستويين ، كإيطاليا واليابان ، فعليها أن تخفض هذه الانبعاثات بمعدل أقل 0
وهذه الأهداف تضع العبء على العالم الصناعي للقيام بدور قيادي وعالمي تتحقق فيه تحقيقات سريعة في البلاد الغنية ، فقد يتعذر تحقيق استقرار المناخ عقوداً كثيرة ، وبما أن العالم الثالث وحده لا يستطيع أن يحافظ على مستوى الانبعاثات .
إنشاء منظمة جديدة
قد يكون إنشاء منظمة جديدة أو إعادة صياغة منظمة داخل نظام الأمم المتحدة أساسياً إذا أُريد تصعيد جهود جديرة بالثقة ، فبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وهو وكالة الأمم المتحدة الحالية في هذا المجال ، له ميثاق يجعله من أضعف أجهزة الأمم المتحدة ، فالمراد منه بصفة رئيسية وبميزانيته الصغيرة إلى أدنى حد أن ينسق بين أنشطة منظمات الأمم المتحدة الأخرى 0
إن المداولات الدولية بشأن معاهدة خاصة بارتفاع درجه حرارة الأرض تسير سيراً بطيئاً فلقد عملت الولايات المتحدة التي ترأس مجموعة العمل المختص بالسياسات على تعقيد المناقشات وإبطائها على الرغم من تأكيدها عكس ذلك : وهذه نزعة ناشئة عن سوء توجيه بيروقراطية تشعر بأنها ربة هذا المجال وعجز المسؤولون في المستويات العالية عن اقتراح تدابير حازمة جديدة 0
أما البلاد التي تقود حركة الضغط الموازن من أجل التوصل إلى معاهدة دولية قوية تشمل هولندا والنرويج والسويد واستراليا 0 ولم ينضم حتى الآن إلى هذه المجموعة أي بلد من البلدان العشرة العظمى اقتصادياً .
فقد انحصرت المناقشات بصفة رئيسية في اتفاقية ابتدائية هيكلية قد تزيد قليلاً عن بيان بتأكيد القلق ، وعلى أية حال فهناك بالفعل خوف من هذه الإعلانات0
وإذا لم يتجاوز المجتمع الدولي مستوى الخطب الطنانة بحلول العيد العشرين لمؤتمر استوكهول 1972 ، فلسوف يفوت الأوان سريعاً لإمكان تثبيت المناخ 0
إن تحويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى وكالة قويه من وكالات الأمم المتحدة تُناط بها مهمة تنسيق البحوث ومراجعة الاستراتيجيات الوطنية للتوقعات المناخية والمساعدة في وضعها ، والتحقق أساسي للاتفاقية الموثوق بها كما هو الحال في مراقبة الأسلحة 0
ويرى تحسين الكفاءة وإدارة الغابات وزراعة الأشجار وإبطاء النمو السكاني وتنمية مصادر متجددة للطاقة ، واستنباط بدائل للكلورو فلورو كربون ينبغي أن تكون جديرةٌ بهذه المساندة ولكي تكتسب تلك البرامج هذا الحق يجب أن تكون لها مبرراتها الاقتصادية والبيئية بما لها من خصائص ذاتية ، وقد تتولى الحكومات المضيفة أو وكالات الأمم المتحدة الأخرى إدارة معظم هذه البرامج 0
وينبغي أيضاً إصدار دعوة للعمل توجه للمؤسسات ذات الصلة بالتغير المناخي في كل من القطاعين العام والخاص ، لحثها على استعراض الأنشطة الحالية التي لها تأثير في المناخ ، ففي المجتمع الدولي... على سبيل المثال توجد أدوار مهمة برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة البنك الدولي وبنوك التنمية الإقليمية ، ويمكن لوكالات المساعدة الثانية إعادة توجيه أموالها لدعم الأنشطة ذات الفوائد المناخية ، كما أن منظمات الأنشطة التجارية والصناعية يمكنها المساعدة في تعجيل تطوير التكنولوجيات الجديدة الضرورية .
أن فوائد هذه المجهودات متنوعة تتجاوز تماماً حدود تثبيت المناخ ،فمن الممكن أن تقوى النظم الاقتصادية ، وتنشأ صناعات جديدة ويقل تلوث الهواء وتحفظ الغابات لمنفعة المواطنين الاقتصادية والترويحية ، فمن الممكن أن يكون هذا المجهود خطوة أخرى في نشوء مجتمع يثبت قدرته على العمل في التعاون كمجتمع عالمي
=========
>>>> الرد الرابع :
مشكوور أخوي وجزااااك الله أأأأأأأأأأأأأألف خير
=========
>>>> الرد الخامس :
المقدمة : على مدار التاريخ الإنساني عرفت الأرض العديد من التغيرات المناخية التي استطاع العلماء تبرير معظمها بأسباب طبيعية، مثل: بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية، إلا أن الزيادة المثيرة في درجة حرارة سطح الأرض على مدار القرنين الماضيين (أي منذ بداية الثورة الصناعية) وخاصة العشرين سنة الأخيرة لم يستطع العلماء إخضاعها للأسباب الطبيعية نفسها؛ حيث كان للنشاط الإنساني خلال هذه الفترة أثر كبير يجب أخذه في الاعتبار لتفسير هذا الارتفاع المطرد في درجة حرارة سطح الأرض أو ما يُسمى بظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming.
وفي إطار دراسة تطور تأثيرات هذه الظاهرة وزيادة الوعي العام بها للحد من زيادتها يعقد حاليًا في الفترة من 13 إلى24 نوفمبر في هولندا الدورة السادسة لمؤتمر تغيرات المناخ الذي يقام تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي يحضره أكثر من عشرة آلاف عضو من مختلف دول العالم، ويرفع المؤتمر في هذه الدورة شعار التفعيل لما سبق اتخاذه من قرارات "Work it out "؛ لمحاولة تخفيض المنبعث من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك لحماية هذا الكوكب من تطورات هذه الظاهرة التي قد تعوق الحياة عليه كلية.
تعريف الظاهرة : تعرُف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases ، فمنذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون(CO2) ، والميثان(CH4) ، وأكسيد النيتروز (N2O) والأوزون (O3) هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي..وقد تعاظمت وتسارعت الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم، ففي نفس الوقت الذي بدأت فيه الأنهار والجبال الجليدية تذوب في القطبين ومناطق أخرى,بدأت كذلك تنتشر وتتوسع مناطقها بالأمراض المعدية وغيرها مما دعا المختصين والعلماء لدراسة أسباب هذه الظاهرة . إذاً ماهو الاحتباس الحراري ، وما هي الأسباب وراء حدوث هذه الظاهرة ؟وما هي النتائج الضارة على الطبيعة والإنسان من الاحتباس الحراري ؟ وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدول في التقليل من هذه الظاهرة ؟ وماذا تستطيع فعله لوقف الكوارث المستقبلية القادمة؟ هذا ما سنحاول الإجابة علية في هذه المقالة :
أسباب ارتفاع حرارة الأرض وآراء العلماء حول هذا الموضوع
وجد أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم ولاسيما وأن فريقا من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكس بلانك بهايدلبرج في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز) التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.
وقد جاء بها أنهم عثروا على أدلة علي العلاقة ما بين هذه الأشعة والتغيرات المناخية فوق الأرض، فلقد اكتشفوا كتلا من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي تولدت عن الإشعاع الفضائي، وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور الأشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض الآخر يساهم في إضفاء البرودة عليه.
ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم، إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس، والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق الأرض.
ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات.
وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات، فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت لأول مرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة، ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة الأيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء.
وفي مركز (تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانيا أكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن للغيوم تأثيرا قويا في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض، لأن الغيوم تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، كما تمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرض مما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة وامتصاص الأشعة الطويلة، وقد يكون تأثير السحب كبيرا لكن لم يظهر حتى الآن دليل يؤيد صحة ذلك، لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة،لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف.
لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء، لأن الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي، لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم.
ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض يبدو أنها بدأت في الارتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه، لكن هذا
البحث ا لذي نشر حول تأثير الإشعاعات الكونية يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب، و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة. وأن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ،لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة، فهذا التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي،ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليلاً عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي.
لكن الدراسة الأخيرة رجحت أن تكون الإشعاعات الكونية، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوكبنا.
النفط ومحطات الطاقة وعوادم السيارات
في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون، وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي للحرارة .
ويرجع بعض العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة، كذلك تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض .
ورغم التقنيات المتقدمة والأبحاث المضنية نجد أن ظاهرة الاحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية حيث أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ،،ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته، فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده وهذا يرجحونه لظاهرة الاحتباس الحراري. ويعلق العالم الإنجليزي ( ريكيامار ) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي، وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن، وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة شبه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل ، فلقد زاد ارتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم ،لأن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخري به، وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لا تحمد عقباه فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسم .
يربط العديد من العلماء بين المحيطات و التيارات الموجودة بها و بين درجة حرارة الأرض حيث أن هذه التيارات الباردة و الساخنة عبارة عن نظام تكييف للأرض أي نظام تبريد و تسخين و قد لوحظ مؤخرا أن هذه التيارات قد غيرت مجراها ما جعل التوازن الحراري الذي كان موجودا ينقلب و يستدل بعض العلماء على ظهور أعاصير في أماكن لم تكن تظهر بها من قبل.
كما يربط بعض العلماء التلوث الحاصل بتغير في عدد حيوانات البلانكتون في البحار نتيجة زيادة حموضة البحار نتيجة لامتصاصها ثاني أوكسيد الكربون و يفسرون أن التلوث الذي يحدثه الإنسان هو شبيه بمفعول الفراشة أي أنها مجرد الشعلة التي تعطي الدفعة الأولى لهذه العملية و البلانكتون يقوم بالباقي.
أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري
مع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها .
تكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون(CO2) ، والميثان(CH4) ، وأكسيد النيتروز (N2O) والأوزون (O3) هي غازات طبيعية
فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر
نتائج الإحتباس الحراري
-انقراض أنواع كثيرة من الطيور والنباتات وقد أكد الخبراء أن نحو 70 نوعًا من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أن الأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة، ونقلاً عن (الأسوشيتد برس)، تقول الاختصاصية في علم الأحياء بجامعة تكساس كاميل بارميسان:
-زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال
مقترحات المكافحة
مصادر الطاقة البديلة الجديدة والمتجددة هل هي الحل؟ هل الطاقة الذرية هي الحل الأمثل ؟
• تعتبر الطاقة الذرية من مصادر الطاقة الجديدة الأقل إصدارا لغازات الدفيئة وقد أفاد تقرير صادر عن مكتب الطاقة الذرية الأوروبية أنه باستطاعة أوروبا زيادة طاقتها الذرية إلى ثلاثة أضعاف حتى عام 2050 وهذا يؤدي إلى تفادي إصدار 6.3 مليار طن من غاز CO2 . إلا أن التوسيع في استخدام الطاقة الذرية في الدول الصناعية يجابه بحملة مضادة قوية من المدافعين عن البيئة وخاصة بعد حادثة تشرنوبل الشهيرة التي حدثت في اوكرنيا إبان الحقبة السوفيتية السابقة والأضرار التي نجمت عنها والتي يعاني منها المواطنون حتى الآن .. أما انتشار الطاقة الذرية في الدول النامية فانه يتعثر بسبب القدرة الاقتصادية والفنية الضعيفة إضافة إلى ضغوط الدول الصناعية بعدم انتشار الطاقة الذرية في البلدان النامية.
من ضمن الحلول الأخرى للتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري هو تجميع ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة والمصانع التي تستخدم الوقود الحفري ونقله في أنابيب ومن ثم دفنه في صخور مسامية على عمق عدة كيلومترات تحت سطح الأرض، لكن المسألة تحتاج إلى أساليب تكنولوجية جديدة لتقليص الكلفة المرتفعة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الطاقة المنزلية قبل الحديث عن فحم نظيف، كما أن هناك مشاكل تتعلق بمنع ومراقبة التسرب وتحديد المسؤولية عنه.
وأخيرا نقول أن كل هذه التغيرات المناخية تعطي مؤشرًا واحدًا وهو بدء تفاقم المشكلة,وإذا لم تتُخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة ،وتفعيل القرارات الخاصة بخفض نسب التلوث على مستوى العالم بالبيئة واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار ، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تفاقم تلك الظاهرةومع ذلك لا يجب الكف عن التذكير بأن ما ننفثه اليوم من غازات وملوثات ضارة، قد نجنيه غدا كوارث وتغيرات مهلكة ، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة التي تعتبر كالقنبلة الموقوتة التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ متى ستنفجر، وهل فعلا ستنفجر!!.
أبتكر مصطلح "الاحتباس الحراري" العالم الكيماوي السويدي،سفانتى أرينيوس، عام1896م، وقد أطلق أرينيوس نظرية أن الوقود الحفري المحترق سيزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وأنه سيؤدي إلى زيادة درجات حرارة الأرض.ولقد استنتج أنه في حالة تضاعف تركزات ثاني أكسيد الكربون فـي الغلاف الجوي فأننا سنشـهد ارتفاعا بمعدل 4 إلى 5 درجة سلسيوس في درجة حرارة الكرة الأرضية،ويقترب ذلك على نـحو مـلفت للنظر من توقعـات اليوم.
ومن المعروف أن آثر الاحتباس الحراري ولملايين السنين قد دعم الحياة على هذا الكوكب. وفي مثل ما يحدث في درجة البيت الزجاجي فإن أشعة الشمس تتغلغل وتسخن الداخل إلا أن الزجاج يمنعها من الرجوع إلى الهواء المعتدل البرودة في الخارج. والنتيجة أن درجة الحرارة في البيت الزجاجي هي أكبر من درجات الحرارة الخارجية.كذلك الأمر بالنسبة لأثر الاحتباس الحراري فهو يجعل درجة حرارة كوكبنا أكبر من درجة حرارة الفضاء الخارجي. ومن المعروف كذلك أن كميات صغيرة من غازات الاحترار المتواجدة في الجو تلتقط حرارة الشمس لتسخن الأراضي والهواء والمياه مما يبعث الحياة على الأرض.
ما هي ظاهرة الإحتباس الحراري؟
ظاهرة الاحتباس الحراري: هي الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وسبب هذا الارتفاع هو زيادة انبعاث .green house gases الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء " ، وأهم هذه الغازات ، الميثان الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية في حقول الأرز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الكتلة الحيوية (الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات)، كما ينتج من مياه المستنقعات الآسنة. وبالإضافة إلى الميثان هناك غاز أكسيد النيروز (يتكون أيضا من تفاعلات ميكروبية تحدث في المياه والتربة ) ومجموعة غازات الكلوروفلوروكربون (التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون ) وأخيرا غاز الأوزون الذي يتكون في طبقات الجو السفلي.
مفهوم العلماء للاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري: هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلا من يقول أن هذه الظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا، وفريق آخر يعزون تلك الظاهرة إلى تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو هي:
أولا: أٍسباب طبيعية وهي:
أ- البراكينب- حرائق الغاباتج- الملوثات العضوية.
ثانيا: أسباب صناعية:
أي ناتجة عن نشاطات الإنسان وخاصة احتراق الوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز طبيعي".
أسباب التغيرات المناخية
أولا: طبيعية:
أ- التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويحدث عبر التاريخ. وهذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ.
ب- الانفجارات البركانية.ج- التغير في مكونات الغلاف الجوي.
ثانيا: غير طبيعية:
وهي ناتجة من النشاطات الإنسانية المختلفة مثل:
أ- قطع الأعشاب وإزالة الغابات.ب- استعمال الإنسان للطاقة.
ج- استعمال الإنسان للوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز" وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ، مما ينجم عنه زيادة درجة حرارة الجو.
في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصلات, ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الاحفوري " فحم، بترول، غاز طبيعي " كمصدر أساسي ورئيس للطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير، أدى ذلك حسب رأي العلماء على زيادة الدفء على سطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بـ
" ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning " وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة.
الغازات الدفيئة :
تعد المركبات الكيميائية التالية أهم غازات الدفيئة وهي:
1- بخار الماء
2- ثاني أكسيد الكربونCO2
3- أكسيد النيتروز (N2O)
4-الميثان CH4
5- الأوزون O3
6- الكلورفلوركربون FCs))
دور الغازات الدفيئة:
الطاقة الحرارية التي تصل الأرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وكذلك تعمل على تبخير المياه وحركة الهواء أفقيا وعموديا؛ وفي الوقت نفسه تفقد الأرض طاقتها الحرارية نتيجة الإشعاع الأرضي الذي ينبعث على شكل إشعاعات طويلة " تحت الحمراء ", بحيث يكون معدل ما تكتسب الأرض من طاقة شمسية مساويا لما تفقده بالإشعاع الأرضي إلى الفضاء. وهذا الاتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة حرارة سطح الأرض عند مقدار معين وهو 15°س .
والغازات الدفيئة " تلعب دورا حيويا ومهما في اعتدال درجة حرارة سطح الأرض " حيث:
- تمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية وتعكس جزء من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي, وجزء من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. وهذه الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دورا حيويا ورئيسا في تدفئة سطح الأرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض.
- حيث تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي " أي بحدود 15°س ". ولولا هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18°س تحت الصفر.
مما تقدم ونتيجة النشاطات الإنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نلاحظ الآن: إن زيادة الغازات الدفيئة لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وعند مقدار معين. فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة وتراكم وجودها في الغلاف الجوي يؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح الأرض بالارتفاع.
مؤشرات لبداية حدوث هذه الظاهرة
1- يحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي 30% عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية.
2- ان مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
3- الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية.
4- أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية (حسب آخر البيانات الصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية ).
من نجد أن تلك المتغيرات المناخية قد أدت إلى:
أ- ارتفع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي.
ب- ارتفعت درجة الحرارة ما بين 0.4 – 0.8°س خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.
الاحتباس الحراري "يغير العالم فعلا"
من المقرر أن يعلن تقرير للأمم المتحدة أن التغير المناخي يترك بالفعل تأثيرات ضخمة على طبيعة العالم وبيئته.
ويعتقد تقرير منتدى التغير المناخي الخاص بالتنسيق ما بين الحكومات، إن ثمة تأثيرا يمكن ملاحظته على المجتمعات البشرية، وإن كان التأثير على البشر أقل وضوحا من التأثير على الطبيعة.
وتحذر مسودة التقرير التي اطلعت عليها بي بي سي من الصعوبات التي ستواجه المجتمعات البشرية في التكيف مع كافة التغيرات المناخية المحتملة.
وسيتضمن التقرير إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات عام 1990 سيجعل نحو ثلث الأنواع الحيوانية والنباتية معرضة لخطر الانقراض.
ويضيف أن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه، ويرجع ذلك بالأساس إلى ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة.
ومن المتوقع أن يؤدي تنازع الأطراف المختلفة حول صياغة التقرير قبل صدوره في مدى قطعية اللغة التي سيصدر بها، وإن لم يؤثر في توجهه العام.
ويعقد علماء ومسؤولون بحكومات الدول مفاوضات مكثفة في بروكسل قبل صدور التقرير.
ويستجوب مسؤولون من الولايات المتحدة، والصين والهند العلماء حول صياغة التقرير الذي قد يحذر من "آثار مدمرة" على ملايين الأشخاص" خاصة في البقاع الأفقر من العالم.
ويعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
ويشمل التقرير أكثر من 29 ألفا من البيانات العلمية حول أشكال التغير في المناحي الفيزيائية والبيولوجية من العالم الطبيعي.
ويقول التقرير إن 85% من تلك البيانات تشير إلى ارتفاع حرارة الكوكب.
دراسات عن ظاهرة الإحتباس الحراري.
أفادت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهيرة ساينس SCIENCE ، ان ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تعاني منها الأرض ستزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال هذه الأمراض إلى البشر .
يقول العالم (( درو هارفيل )) من جامعة ( كورنل ) ورئيس فريق البحث العلمي (( إن ما يثير الدهشة والاستغراب إن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات ، وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات ، منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر)) .
لقد كرس الباحثون دراستهم طوال سنتين حول العلاقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الأمراض ، مع دراسة عوامل نشر بعض الأمراض مثل القوارض والبعوض والذباب ، وقد وجد انه مع ارتفاع درجة الحرارة ، يزداد نشاط ناقلات الأمراض - حشرات وقوارض – فتصيب عدد أكبر من البشر والحيوانات ، وقد وجد أن فصول الشتاء المتعاقبة والمعتدلة حراريا فقدت دورها الطبيعي في الحد من مجموعة الجراثيم والفيروسات وناقلات المرض ، كذلك فقد لوحظ أن فصول الصيف في العقد الأخير من القرن الماضي زادت حرارة وطولا ، مما زاد من المدة التي يمكن للأمراض أن تنتقل خلالها إلى الأجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصا في البحار والمحيطات .
يقول الباحث (( ريتشارد اوستفيلد )) من معهد دراسة الأنظمة البيئية في نيويورك (( أن المسألة لا تقتصر على مشكلة مرجان أبيض وفقد لونه كما يقول حماة البيئة ، أو بعض حالات الملاريا المتفرقة التي يمكن السيطرة عليها ، الأمر له أوجه كثيرة ومتفرقة ونحن قلقون )) .
لقد تناولت الدراسة حياة الكثير من الطيور والحيوانات التي تأثرت بفعل ارتفاع الحرارة ، ويذكر الباحثون على سبيل المثال طيور ( الأكيبا ) في هاواي ، حيث تعيش هذه الطيور على ارتفاع يبلغ 700 متر في جبال جزيرة ( ماوي ) ، محتمية بالبرودة على هذا الارتفاع من البعوض والحشرات التي تدمر حياتها ، غير إن ارتفاع الحرارة جعل البعوض يصل إلى مثل هذا الارتفاع جالبا معه جراثيم الملاريا التي أصابت أعـداد كبيرة من هذه الطيور وفتكت بها ولم تترك منها إلا عددا ضئيلا .
الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي
أدركت دول العالم أهمية التعاون فيما بينها من أجل مكافحة التغير المناخي وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة تحد من انبعاث الغازات الدفيئة.وقد عقدت في سبيل ذلك عددا من المؤتمرات الدولية كان آخرها مؤتمر كييتو الذي عقد في اليابان في عام 1997.وقد كان مؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في جينيف في الفترة من 29 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1990،دق ناقوس الخطر منذراً بالعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع. وقد عقد ذلك المؤتمر برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، ومنظمة اليونسكو ، وغيرها من المنظمات الدولية، وشارك فيه أكثر من 700 عالم من 100 بلد. وقد جاء البيان العلمي والفني الصادر عن ذلك المؤتمر أن "معدل الزيادة المتوقعة لدرجة الحرارة خلال القرن القادم-إذا لم يتم الحد من الزيادة المطردة للغازات الدفيئة ستكون زيادة غير مسبوقة،ولم يحدث لها نظير خلال العشرة آلاف سنة السابقة، وأنها ستؤدي إلى تغيرات في المناخ تشكل تهديدا بيئيا خطيرا يمكن أن يعرض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثير من مناطق العالم للخطر.بل يمكن أن يهدد البقاء في بعض الجزر الصغيرة كجزر المالديف وغيرها،وفي المناطق الساحلية المنخفضة،والمناطق القاحلة وشبه القاحلة".
ولان دول العالم كانت تدرك منذ ذلك الوقت، إن مكافحة من ظاهرة التغير المناخي تتطلب جهداً كبيراً ونفقات باهظة، للحد من انبعاث الغازات الدفيئة، وأن ذلك يتطلب نفقات باهظة لتطوير التكنولوجيا الحديثة لاستغلال الطاقة، أو إيجاد تكنولوجيا بديلة تكون أقل تلويثا للبيئة،فإن المؤتمر الدولي للأرض الذي عقد في مدينة ريوديجانيرو عام 1995 ، وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول،قد دعي مختلف الدول خاصة الدول الصناعية لإلى خفض انبعاث الغازات الدفيئة،إلا أنه قد جعل تنفيذ الدول لتلك التوصيات اختياريا ولهذا معظم الدول لم تنفذ تلك التوصية ولم تخفض الدول الصناعية نسبة انبعاث الغازات الدفيئة،مما أدى استفحال الأمر ،وأصبح يهدد بخطر جسيم،ولذا،فقد تداعت160 دولة إلى مؤتمر كييتو الذي عقد في ديسمبر عام 1997 في اليابان،لاتخاذ خطوات جادة ، والاتفاق على إجراءات إلزامية تتقيد بموجبها مختلف دول العالم بخفض انبعاث الغازات الدفيئة بنسب محددة.وقد تم الاتفاق خلال ذلك المؤتمر على أن تقوم الولايات المتحدة بخفض انبعاث الغازات الدفيئة التي تصدر عنها بنسبة7%،واليابان بنسبة 6%،ودول الإتحاد الأوروبي بنسبة 8% كما تم الاتفاق على عدد من الإجراءات التنفيذية الخاصة بخفض انبعاث الغازات في العالم بنسبة متوسطها 5% ، وذلك مقارنة بنسبة انبعاث تلك الغازات عام 1990، على أن يتم الخفض خلال الفترة 2008-2012 م .
ومما لاشك فيه أن خفض نسبة الغازات الدفيئة يمكن إن يتم بوسائل متعددة منها استخدام مصادر بديلة للطاقة لا تلوث البيئة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.والحد من استخدام وسائل النقل الخاصة والاعتماد بشكل متزايد على وسائل النقل العام وتطوير السيارات التي تسير على الطاقة الكهربائية ، وغيـــرها.
=========
المقدمة : على مدار التاريخ الإنساني عرفت الأرض العديد من التغيرات المناخية التي استطاع العلماء تبرير معظمها بأسباب طبيعية، مثل: بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية، إلا أن الزيادة المثيرة في درجة حرارة سطح الأرض على مدار القرنين الماضيين (أي منذ بداية الثورة الصناعية) وخاصة العشرين سنة الأخيرة لم يستطع العلماء إخضاعها للأسباب الطبيعية نفسها؛ حيث كان للنشاط الإنساني خلال هذه الفترة أثر كبير يجب أخذه في الاعتبار لتفسير هذا الارتفاع المطرد في درجة حرارة سطح الأرض أو ما يُسمى بظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming.
وفي إطار دراسة تطور تأثيرات هذه الظاهرة وزيادة الوعي العام بها للحد من زيادتها يعقد حاليًا في الفترة من 13 إلى24 نوفمبر في هولندا الدورة السادسة لمؤتمر تغيرات المناخ الذي يقام تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي يحضره أكثر من عشرة آلاف عضو من مختلف دول العالم، ويرفع المؤتمر في هذه الدورة شعار التفعيل لما سبق اتخاذه من قرارات "Work it out "؛ لمحاولة تخفيض المنبعث من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك لحماية هذا الكوكب من تطورات هذه الظاهرة التي قد تعوق الحياة عليه كلية.
تعريف الظاهرة : تعرُف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases ، فمنذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون(CO2) ، والميثان(CH4) ، وأكسيد النيتروز (N2O) والأوزون (O3) هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي..وقد تعاظمت وتسارعت الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم، ففي نفس الوقت الذي بدأت فيه الأنهار والجبال الجليدية تذوب في القطبين ومناطق أخرى,بدأت كذلك تنتشر وتتوسع مناطقها بالأمراض المعدية وغيرها مما دعا المختصين والعلماء لدراسة أسباب هذه الظاهرة . إذاً ماهو الاحتباس الحراري ، وما هي الأسباب وراء حدوث هذه الظاهرة ؟وما هي النتائج الضارة على الطبيعة والإنسان من الاحتباس الحراري ؟ وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدول في التقليل من هذه الظاهرة ؟ وماذا تستطيع فعله لوقف الكوارث المستقبلية القادمة؟ هذا ما سنحاول الإجابة علية في هذه المقالة :
أسباب ارتفاع حرارة الأرض وآراء العلماء حول هذا الموضوع
وجد أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم ولاسيما وأن فريقا من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكس بلانك بهايدلبرج في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز) التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.
وقد جاء بها أنهم عثروا على أدلة علي العلاقة ما بين هذه الأشعة والتغيرات المناخية فوق الأرض، فلقد اكتشفوا كتلا من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي تولدت عن الإشعاع الفضائي، وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور الأشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض الآخر يساهم في إضفاء البرودة عليه.
ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم، إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس، والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق الأرض.
ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات.
وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات، فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت لأول مرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة، ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة الأيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء.
وفي مركز (تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانيا أكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن للغيوم تأثيرا قويا في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض، لأن الغيوم تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، كما تمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرض مما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة وامتصاص الأشعة الطويلة، وقد يكون تأثير السحب كبيرا لكن لم يظهر حتى الآن دليل يؤيد صحة ذلك، لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة،لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف.
لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء، لأن الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي، لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم.
ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض يبدو أنها بدأت في الارتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه، لكن هذا
البحث ا لذي نشر حول تأثير الإشعاعات الكونية يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب، و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة. وأن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ،لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة، فهذا التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي،ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليلاً عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي.
لكن الدراسة الأخيرة رجحت أن تكون الإشعاعات الكونية، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوكبنا.
النفط ومحطات الطاقة وعوادم السيارات
في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون، وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي للحرارة .
ويرجع بعض العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة، كذلك تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض .
ورغم التقنيات المتقدمة والأبحاث المضنية نجد أن ظاهرة الاحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية حيث أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ،،ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته، فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده وهذا يرجحونه لظاهرة الاحتباس الحراري. ويعلق العالم الإنجليزي ( ريكيامار ) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي، وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن، وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة شبه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل ، فلقد زاد ارتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم ،لأن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخري به، وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لا تحمد عقباه فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسم .
يربط العديد من العلماء بين المحيطات و التيارات الموجودة بها و بين درجة حرارة الأرض حيث أن هذه التيارات الباردة و الساخنة عبارة عن نظام تكييف للأرض أي نظام تبريد و تسخين و قد لوحظ مؤخرا أن هذه التيارات قد غيرت مجراها ما جعل التوازن الحراري الذي كان موجودا ينقلب و يستدل بعض العلماء على ظهور أعاصير في أماكن لم تكن تظهر بها من قبل.
كما يربط بعض العلماء التلوث الحاصل بتغير في عدد حيوانات البلانكتون في البحار نتيجة زيادة حموضة البحار نتيجة لامتصاصها ثاني أوكسيد الكربون و يفسرون أن التلوث الذي يحدثه الإنسان هو شبيه بمفعول الفراشة أي أنها مجرد الشعلة التي تعطي الدفعة الأولى لهذه العملية و البلانكتون يقوم بالباقي.
أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري
مع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها .
تكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون(CO2) ، والميثان(CH4) ، وأكسيد النيتروز (N2O) والأوزون (O3) هي غازات طبيعية
فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر
نتائج الإحتباس الحراري
-انقراض أنواع كثيرة من الطيور والنباتات وقد أكد الخبراء أن نحو 70 نوعًا من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أن الأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة، ونقلاً عن (الأسوشيتد برس)، تقول الاختصاصية في علم الأحياء بجامعة تكساس كاميل بارميسان:
-زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال
مقترحات المكافحة
مصادر الطاقة البديلة الجديدة والمتجددة هل هي الحل؟ هل الطاقة الذرية هي الحل الأمثل ؟
• تعتبر الطاقة الذرية من مصادر الطاقة الجديدة الأقل إصدارا لغازات الدفيئة وقد أفاد تقرير صادر عن مكتب الطاقة الذرية الأوروبية أنه باستطاعة أوروبا زيادة طاقتها الذرية إلى ثلاثة أضعاف حتى عام 2050 وهذا يؤدي إلى تفادي إصدار 6.3 مليار طن من غاز CO2 . إلا أن التوسيع في استخدام الطاقة الذرية في الدول الصناعية يجابه بحملة مضادة قوية من المدافعين عن البيئة وخاصة بعد حادثة تشرنوبل الشهيرة التي حدثت في اوكرنيا إبان الحقبة السوفيتية السابقة والأضرار التي نجمت عنها والتي يعاني منها المواطنون حتى الآن .. أما انتشار الطاقة الذرية في الدول النامية فانه يتعثر بسبب القدرة الاقتصادية والفنية الضعيفة إضافة إلى ضغوط الدول الصناعية بعدم انتشار الطاقة الذرية في البلدان النامية.
من ضمن الحلول الأخرى للتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري هو تجميع ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة والمصانع التي تستخدم الوقود الحفري ونقله في أنابيب ومن ثم دفنه في صخور مسامية على عمق عدة كيلومترات تحت سطح الأرض، لكن المسألة تحتاج إلى أساليب تكنولوجية جديدة لتقليص الكلفة المرتفعة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الطاقة المنزلية قبل الحديث عن فحم نظيف، كما أن هناك مشاكل تتعلق بمنع ومراقبة التسرب وتحديد المسؤولية عنه.
وأخيرا نقول أن كل هذه التغيرات المناخية تعطي مؤشرًا واحدًا وهو بدء تفاقم المشكلة,وإذا لم تتُخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة ،وتفعيل القرارات الخاصة بخفض نسب التلوث على مستوى العالم بالبيئة واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار ، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تفاقم تلك الظاهرةومع ذلك لا يجب الكف عن التذكير بأن ما ننفثه اليوم من غازات وملوثات ضارة، قد نجنيه غدا كوارث وتغيرات مهلكة ، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة التي تعتبر كالقنبلة الموقوتة التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ متى ستنفجر، وهل فعلا ستنفجر!!.
أبتكر مصطلح "الاحتباس الحراري" العالم الكيماوي السويدي،سفانتى أرينيوس، عام1896م، وقد أطلق أرينيوس نظرية أن الوقود الحفري المحترق سيزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وأنه سيؤدي إلى زيادة درجات حرارة الأرض.ولقد استنتج أنه في حالة تضاعف تركزات ثاني أكسيد الكربون فـي الغلاف الجوي فأننا سنشـهد ارتفاعا بمعدل 4 إلى 5 درجة سلسيوس في درجة حرارة الكرة الأرضية،ويقترب ذلك على نـحو مـلفت للنظر من توقعـات اليوم.
ومن المعروف أن آثر الاحتباس الحراري ولملايين السنين قد دعم الحياة على هذا الكوكب. وفي مثل ما يحدث في درجة البيت الزجاجي فإن أشعة الشمس تتغلغل وتسخن الداخل إلا أن الزجاج يمنعها من الرجوع إلى الهواء المعتدل البرودة في الخارج. والنتيجة أن درجة الحرارة في البيت الزجاجي هي أكبر من درجات الحرارة الخارجية.كذلك الأمر بالنسبة لأثر الاحتباس الحراري فهو يجعل درجة حرارة كوكبنا أكبر من درجة حرارة الفضاء الخارجي. ومن المعروف كذلك أن كميات صغيرة من غازات الاحترار المتواجدة في الجو تلتقط حرارة الشمس لتسخن الأراضي والهواء والمياه مما يبعث الحياة على الأرض.
ما هي ظاهرة الإحتباس الحراري؟
ظاهرة الاحتباس الحراري: هي الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وسبب هذا الارتفاع هو زيادة انبعاث .green house gases الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء " ، وأهم هذه الغازات ، الميثان الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية في حقول الأرز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الكتلة الحيوية (الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات)، كما ينتج من مياه المستنقعات الآسنة. وبالإضافة إلى الميثان هناك غاز أكسيد النيروز (يتكون أيضا من تفاعلات ميكروبية تحدث في المياه والتربة ) ومجموعة غازات الكلوروفلوروكربون (التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون ) وأخيرا غاز الأوزون الذي يتكون في طبقات الجو السفلي.
مفهوم العلماء للاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري: هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلا من يقول أن هذه الظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا، وفريق آخر يعزون تلك الظاهرة إلى تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو هي:
أولا: أٍسباب طبيعية وهي:
أ- البراكينب- حرائق الغاباتج- الملوثات العضوية.
ثانيا: أسباب صناعية:
أي ناتجة عن نشاطات الإنسان وخاصة احتراق الوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز طبيعي".
أسباب التغيرات المناخية
أولا: طبيعية:
أ- التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويحدث عبر التاريخ. وهذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ.
ب- الانفجارات البركانية.ج- التغير في مكونات الغلاف الجوي.
ثانيا: غير طبيعية:
وهي ناتجة من النشاطات الإنسانية المختلفة مثل:
أ- قطع الأعشاب وإزالة الغابات.ب- استعمال الإنسان للطاقة.
ج- استعمال الإنسان للوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز" وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ، مما ينجم عنه زيادة درجة حرارة الجو.
في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصلات, ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الاحفوري " فحم، بترول، غاز طبيعي " كمصدر أساسي ورئيس للطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير، أدى ذلك حسب رأي العلماء على زيادة الدفء على سطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بـ
" ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning " وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة.
الغازات الدفيئة :
تعد المركبات الكيميائية التالية أهم غازات الدفيئة وهي:
1- بخار الماء
2- ثاني أكسيد الكربونCO2
3- أكسيد النيتروز (N2O)
4-الميثان CH4
5- الأوزون O3
6- الكلورفلوركربون FCs))
دور الغازات الدفيئة:
الطاقة الحرارية التي تصل الأرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وكذلك تعمل على تبخير المياه وحركة الهواء أفقيا وعموديا؛ وفي الوقت نفسه تفقد الأرض طاقتها الحرارية نتيجة الإشعاع الأرضي الذي ينبعث على شكل إشعاعات طويلة " تحت الحمراء ", بحيث يكون معدل ما تكتسب الأرض من طاقة شمسية مساويا لما تفقده بالإشعاع الأرضي إلى الفضاء. وهذا الاتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة حرارة سطح الأرض عند مقدار معين وهو 15°س .
والغازات الدفيئة " تلعب دورا حيويا ومهما في اعتدال درجة حرارة سطح الأرض " حيث:
- تمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية وتعكس جزء من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي, وجزء من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. وهذه الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دورا حيويا ورئيسا في تدفئة سطح الأرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض.
- حيث تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي " أي بحدود 15°س ". ولولا هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18°س تحت الصفر.
مما تقدم ونتيجة النشاطات الإنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نلاحظ الآن: إن زيادة الغازات الدفيئة لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وعند مقدار معين. فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة وتراكم وجودها في الغلاف الجوي يؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح الأرض بالارتفاع.
مؤشرات لبداية حدوث هذه الظاهرة
1- يحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي 30% عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية.
2- ان مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
3- الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية.
4- أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية (حسب آخر البيانات الصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية ).
من نجد أن تلك المتغيرات المناخية قد أدت إلى:
أ- ارتفع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي.
ب- ارتفعت درجة الحرارة ما بين 0.4 – 0.8°س خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.
الاحتباس الحراري "يغير العالم فعلا"
من المقرر أن يعلن تقرير للأمم المتحدة أن التغير المناخي يترك بالفعل تأثيرات ضخمة على طبيعة العالم وبيئته.
ويعتقد تقرير منتدى التغير المناخي الخاص بالتنسيق ما بين الحكومات، إن ثمة تأثيرا يمكن ملاحظته على المجتمعات البشرية، وإن كان التأثير على البشر أقل وضوحا من التأثير على الطبيعة.
وتحذر مسودة التقرير التي اطلعت عليها بي بي سي من الصعوبات التي ستواجه المجتمعات البشرية في التكيف مع كافة التغيرات المناخية المحتملة.
وسيتضمن التقرير إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات عام 1990 سيجعل نحو ثلث الأنواع الحيوانية والنباتية معرضة لخطر الانقراض.
ويضيف أن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه، ويرجع ذلك بالأساس إلى ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة.
ومن المتوقع أن يؤدي تنازع الأطراف المختلفة حول صياغة التقرير قبل صدوره في مدى قطعية اللغة التي سيصدر بها، وإن لم يؤثر في توجهه العام.
ويعقد علماء ومسؤولون بحكومات الدول مفاوضات مكثفة في بروكسل قبل صدور التقرير.
ويستجوب مسؤولون من الولايات المتحدة، والصين والهند العلماء حول صياغة التقرير الذي قد يحذر من "آثار مدمرة" على ملايين الأشخاص" خاصة في البقاع الأفقر من العالم.
ويعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
ويشمل التقرير أكثر من 29 ألفا من البيانات العلمية حول أشكال التغير في المناحي الفيزيائية والبيولوجية من العالم الطبيعي.
ويقول التقرير إن 85% من تلك البيانات تشير إلى ارتفاع حرارة الكوكب.
دراسات عن ظاهرة الإحتباس الحراري.
أفادت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهيرة ساينس SCIENCE ، ان ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تعاني منها الأرض ستزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال هذه الأمراض إلى البشر .
يقول العالم (( درو هارفيل )) من جامعة ( كورنل ) ورئيس فريق البحث العلمي (( إن ما يثير الدهشة والاستغراب إن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات ، وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات ، منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر)) .
لقد كرس الباحثون دراستهم طوال سنتين حول العلاقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الأمراض ، مع دراسة عوامل نشر بعض الأمراض مثل القوارض والبعوض والذباب ، وقد وجد انه مع ارتفاع درجة الحرارة ، يزداد نشاط ناقلات الأمراض - حشرات وقوارض – فتصيب عدد أكبر من البشر والحيوانات ، وقد وجد أن فصول الشتاء المتعاقبة والمعتدلة حراريا فقدت دورها الطبيعي في الحد من مجموعة الجراثيم والفيروسات وناقلات المرض ، كذلك فقد لوحظ أن فصول الصيف في العقد الأخير من القرن الماضي زادت حرارة وطولا ، مما زاد من المدة التي يمكن للأمراض أن تنتقل خلالها إلى الأجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصا في البحار والمحيطات .
يقول الباحث (( ريتشارد اوستفيلد )) من معهد دراسة الأنظمة البيئية في نيويورك (( أن المسألة لا تقتصر على مشكلة مرجان أبيض وفقد لونه كما يقول حماة البيئة ، أو بعض حالات الملاريا المتفرقة التي يمكن السيطرة عليها ، الأمر له أوجه كثيرة ومتفرقة ونحن قلقون )) .
لقد تناولت الدراسة حياة الكثير من الطيور والحيوانات التي تأثرت بفعل ارتفاع الحرارة ، ويذكر الباحثون على سبيل المثال طيور ( الأكيبا ) في هاواي ، حيث تعيش هذه الطيور على ارتفاع يبلغ 700 متر في جبال جزيرة ( ماوي ) ، محتمية بالبرودة على هذا الارتفاع من البعوض والحشرات التي تدمر حياتها ، غير إن ارتفاع الحرارة جعل البعوض يصل إلى مثل هذا الارتفاع جالبا معه جراثيم الملاريا التي أصابت أعـداد كبيرة من هذه الطيور وفتكت بها ولم تترك منها إلا عددا ضئيلا .
الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي
أدركت دول العالم أهمية التعاون فيما بينها من أجل مكافحة التغير المناخي وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة تحد من انبعاث الغازات الدفيئة.وقد عقدت في سبيل ذلك عددا من المؤتمرات الدولية كان آخرها مؤتمر كييتو الذي عقد في اليابان في عام 1997.وقد كان مؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في جينيف في الفترة من 29 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1990،دق ناقوس الخطر منذراً بالعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع. وقد عقد ذلك المؤتمر برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، ومنظمة اليونسكو ، وغيرها من المنظمات الدولية، وشارك فيه أكثر من 700 عالم من 100 بلد. وقد جاء البيان العلمي والفني الصادر عن ذلك المؤتمر أن "معدل الزيادة المتوقعة لدرجة الحرارة خلال القرن القادم-إذا لم يتم الحد من الزيادة المطردة للغازات الدفيئة ستكون زيادة غير مسبوقة،ولم يحدث لها نظير خلال العشرة آلاف سنة السابقة، وأنها ستؤدي إلى تغيرات في المناخ تشكل تهديدا بيئيا خطيرا يمكن أن يعرض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثير من مناطق العالم للخطر.بل يمكن أن يهدد البقاء في بعض الجزر الصغيرة كجزر المالديف وغيرها،وفي المناطق الساحلية المنخفضة،والمناطق القاحلة وشبه القاحلة".
ولان دول العالم كانت تدرك منذ ذلك الوقت، إن مكافحة من ظاهرة التغير المناخي تتطلب جهداً كبيراً ونفقات باهظة، للحد من انبعاث الغازات الدفيئة، وأن ذلك يتطلب نفقات باهظة لتطوير التكنولوجيا الحديثة لاستغلال الطاقة، أو إيجاد تكنولوجيا بديلة تكون أقل تلويثا للبيئة،فإن المؤتمر الدولي للأرض الذي عقد في مدينة ريوديجانيرو عام 1995 ، وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول،قد دعي مختلف الدول خاصة الدول الصناعية لإلى خفض انبعاث الغازات الدفيئة،إلا أنه قد جعل تنفيذ الدول لتلك التوصيات اختياريا ولهذا معظم الدول لم تنفذ تلك التوصية ولم تخفض الدول الصناعية نسبة انبعاث الغازات الدفيئة،مما أدى استفحال الأمر ،وأصبح يهدد بخطر جسيم،ولذا،فقد تداعت160 دولة إلى مؤتمر كييتو الذي عقد في ديسمبر عام 1997 في اليابان،لاتخاذ خطوات جادة ، والاتفاق على إجراءات إلزامية تتقيد بموجبها مختلف دول العالم بخفض انبعاث الغازات الدفيئة بنسب محددة.وقد تم الاتفاق خلال ذلك المؤتمر على أن تقوم الولايات المتحدة بخفض انبعاث الغازات الدفيئة التي تصدر عنها بنسبة7%،واليابان بنسبة 6%،ودول الإتحاد الأوروبي بنسبة 8% كما تم الاتفاق على عدد من الإجراءات التنفيذية الخاصة بخفض انبعاث الغازات في العالم بنسبة متوسطها 5% ، وذلك مقارنة بنسبة انبعاث تلك الغازات عام 1990، على أن يتم الخفض خلال الفترة 2008-2012 م .
ومما لاشك فيه أن خفض نسبة الغازات الدفيئة يمكن إن يتم بوسائل متعددة منها استخدام مصادر بديلة للطاقة لا تلوث البيئة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.والحد من استخدام وسائل النقل الخاصة والاعتماد بشكل متزايد على وسائل النقل العام وتطوير السيارات التي تسير على الطاقة الكهربائية ، وغيـــرها.