عنوان الموضوع : رسالة الى جميع اساتذة التاريخ و الجغرافيا سنة 1 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

ارجو منكم مساعدتي في حل هاذا السؤال للاولى ثانوي سيونس انا من تلمسان:

-التقيت بشخص اسباني و تناولتما الوجود الاسلامي في الاندلس.فوصفه لك بالغزو و الاحتلال . بماذا ترد عليه؟؟؟؟


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اين انتمممممم ساعدووووني

=========


>>>> الرد الثاني :

السلام عليكم
تد عليه عن طريق وصفك للفتح الاسلامي للاندلس كيف كان ثم تصف له الحضارة الاسلامية التي كانت في الاندلس
واربط العلاقة بين الفتح الاسلامي للادلس مع الاحتلال الاسباني لسواحل المغرب لااسلامي ومطاردتهم لمسلمي الاندلس بعد سقوط غرناطة 1492

=========


>>>> الرد الثالث :

هذا المقال وجدتوا في النت ارجوا ان يفيدك






بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات بأياد مسلمة تحاول تشويه الفتح الإسلامي للأندلس و تعمل على تصوير النور الذي أهلّ على غرب أوروبا كاحتلال إسلامي لأرض لا تحقّ له وقد اغتصبها من أهلها الذين لم يقبلوه.

و هذا جهل فاحش بتاريخ إسبانيا قبل دخول الإسلام, فهذه البلاد كانت موطن الشعب الأريوسي الموحّد لله , الرافـض للتثليث و لإلوهية المسيح , فجاء الكاثوليك من روما و احتلوا إسبانيا و فرضوا على أهلها المذهب الشركي الكاثوليكي التثليثي. نعم فرضوه فرضا و اضطهدوا اليهود اضطهادا شديدا ذكّرهم بالسبي البابلي. و في هذا الوضع وصل طارق بن زياد رحمه الله للأندلس حاملا راية التوحيد و داعيا الناس إليه فلا غرابة في استجابة أهل الأندلس الذين رأوا في الإسلام شبها كبيرا بدينهم السابق المبني على التوحيد, فاعتنقوه و رحّبوا بالفاتحين عربا و بربرا. أما اليهود فقد استبشروا خيرا بقدوم المسلمين, فقد سئموا من اضطهاد الكاثوليك لهم. لقد أنقذ المسلمون اليهود مرّتين من بطش النصارى, مرة على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل بيت المقدس فأنهى سيطرة النصارى عليه و اضطهادهم لليهود (باعتبارهم قتلة المسيح –زعموا-), و المرّة الثانية على يد طارق بن زياد لما دخل الأندلس فأنهى سيطرة الكاثوليك على إسبانيا.

فدخل الأسبان أفواجا في دين الله و سعدوا بالإسلام و جاهدوا في سبيل الله و عمّروا الأرض و نشروا العلوم. ثم عاد الكاثوليك فاحتلوا إسبانيا و عذبوا أهلها تعذيبا شديدا انتهى بطردهم من إسبانيا سنة 1609م.

في هذا الإطار قامت مؤرّخة إسبانية بتأكيد أن المسلمين ليسوا غزاة و أن الأسبان و هم السكان الأصليون كانوا هم نواة دولة الإسلام بالأندلس. و بيّنت أن المسلمين الفاتحين لم يكرهوا الناس على الإسلام بل دخلوه مقتنعين و عن طيب خاطر.

و قد أجرت وكالة EFE الإسبانية حوارا مع هذه المؤرخة القطلونية بتاريخ 11نونبر 2007.وقد قمت بترجمته نقلا عن موقع ويب إسلام الخاص بالجماعة الإسلامية الإسبانية.

عنوان المقال: مؤرخة تعتبر أن الوصول الإسلامي لأسبانيا في القرن الثامن لم يكن غزوا

Historiadora seٌala que llegada de los musulmanes a Espaٌa en el siglo VIII no fue una conquista

المقال:

تَعتبر دولورس برامون Dolors Bramon المؤرخة بجامعة برشلونة أن قضية الأسلمة خلال القرن الثامن الميلادي لم تكن قط غزوا , بما أن السكان الأصليين, الذين كانوا الغالبية العظمى, تحمّسوا و انخرطوا بهذه الحضارة التي كانت متفوقة آنذاك.

ففي حوار أجرته معها وكالة EFE , أكّدت برامون التي شاركت حديثا في أيام دراسية حول:الإسلام و الشأن الوطني بقطلونية على أنّه: لما وصل العرب في القرن الثامن كانت النسبة غير متكافئة, بحيث لولا اعتمادهم على مساعدة السكان الذين يقطنون المنطقة لما استطاع الإسلام الانتصار.

بالنسبة للمؤرخة لم يكن هناك غزو, و لم تكن بعده حرب استرداد (reconquista), لكن كان قدوم أناسٍ أصحاب ثقافة متفوقة آنذاك تحمّس لها السكان المحلّيون و انخرطوا فيها, ليس فقط من وجهة نظر ثقافية فقط, بل حتى من الناحية الدينية.

و بخصوص الإرث الإسلامي, بيّنت برامون أن:بقايا هذا الوجود كانت ستكون غزيرة لولا حدوث مجازر محاكم التفتيش.

في القرن الخامس عشر, كما تذكر, تأسست هذه المؤسسة لقمع المنشقين عن الملوك الكاثوليك و انطلاقا من هنا عمل السكان الأصليون على إخفاء و تورية كل مظهر يعود لهذا الماضي الإسلامي, لما فيه من تهديد للحياة.

المؤرخة بجامعة برشلونة أكّدت بتعبير أنه:يمكننا القول أن العديد من أسلافنا كانوا مسلمين, وهذا لا يعني أن دمهم عربي, لأن العرب جاءوا بعدد قليل جدا

ثم لخّصت برامون بأنه: إذا كانت البقايا المعمارية قليلة بسبب استعمالها فيما بعد كمنشآت عسكرية و بصعوبة نعثر على حائط, خندق أو سور , و إذا كان التأثير الثقافي تمّ إخفاءه بسبب الخوف, فإن الأثر المعجمي (اللغوي) استمر في كلمات ك arroz الأرز, Taronja (naranja بالقطلانية) البرتقال و Garbino القربة (الوعاء الجلدي) و لم تستطع محاكم التفتيش منعه.

أما الهيكلة الإقليمية فلم ترث شيئا من الوجود الإسلامي, و حسب برامون ذلك راجع ل:التحولات السياسية التي أحدثت قطيعة مع الهيكلة السابقة.

ميدان آخر تأثر بهذا الماضي هو ميدان الطبخ, فحسب المؤرخة , لم يسلم هو الآخر من ضغوطات محاكم التفتيش :فالطبخ بشحم الخنزير ليس كالطبخ بالزيت, التي تعطي رائحة أخرى و يمكن أن تفضح مسلما متستّرا.

رغم ذلك فقد استمر هذا الوجود عبر مواد كالحلوى, و الكسكس الذي انشقت منه أكلة البايلا Paella, و استعمال التوابل.

بالتحديد في كتابي القرون الوسطى القطلونية, و هما أقدم كتب عن الطبخ في أوربا, كتابSent Sovي ‘ سنة 1324 و كتاب Llibre del Coch سنة 1490م, نجد أن استعمال التوابل كان منتشرا لكن محكمة Santo Oficio قضت على هذه المواد ربما لامتلاك محاكم التفتيش حاسة شم

و فيما يخص إمكانية العثور على بعض بقايا الماضي الإسلامي بقطلونية, عبّرت برامون أنه :يبدو صعبا لكن ليس مستحيلا, فكما رأينا مؤخرا لمّا تم اكتشاف معسكر روماني بألديا Aldea بطركونة , و هو اكتشاف لم يكن منتظرا.

بالنسبة لبرامون, إنّه لشيء رائع أن يتم العثور على أثر إسلامي, لأن حاليا الآثار القليلة الموجودة مشوّشة و مستغلّة كما في بلنسية, جنوب طرطوشة, جنوب لييدا و Castell Formَs de Balaguer’.

ممّا لا شك فيه أنه لن نجد أبدا مثل الحمراء أو جامع قرطبة لأن السيطرة الإسلامية على برشلونة كانت جد قصيرة, لكن الاحتكاك اللغوي كان مهما لأكثر من 900 سنة و ترك آثارا في اللغة القطلانية.

. انتهى التعريب و لله الحمد.

فإذا كان مفتي سوريا اعتذر في ألمانيا عن احتلال المسلمين لإسبانيا معتبرا ذلك غزوا و احتلالا, و إذا كان أديب سعودي أصدر رواية تنتقد فتح المسلمين للأندلس و تعتبر خروج الإسلام منها مجرد استرجاع النصارى لحقهم و إذا كان شرذمة من البربر الممجدين لحضارة الفنيق تبرّؤا من أجدادهم الأشاوس الذين فتحوا الأندلس , فهاهي مؤرِخة إسبانية تلقم هؤلاء جميعا جمرا و تعلنها و هي المؤرخة الخبيرة التي طالعت و عايشت أنّ المسلمين لم يدخلوا الأندلس كغزاة.


فإذا كان النصارى الأسبان لا يعتبرون دخول الإسلام غزوا, فلماذا بعض أبناء ديننا يتهافتون لتجريم الوجود الإسلامي بالأندلس؟

مصدر المقال: https://identidadandaluza.wordpress.com/2007/11/13/664/

=========


>>>> الرد الرابع :


الحالة في إسبانيا قبل الفتح العربي:

كانت اسبانيا في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, تعاني ضعفا سياسيا و اجتماعيا يجعلها فريسة سهلة لأي غاز يغزوها من الجنوب أو من الشمال, كان المجتمع الإسباني في ذلك الوقت ينقسم إلى طبقات يسيطر بعضها على بعض, الطبقات كانت:
1. الطبقة العليا المكونة من الملك و النبلاء: لم يكن الملك يعين بالوراثة بل كان يعين بالإنتخاب, فالنظام كان ملكيا إنتخابيا, لكنه أدى في النهاية إلى تنافس بين النبلاء للوصول إلى الحكم, مما أدى لكثرة المؤامرات بينهم الأمر اللذي أدى لإضعاف قوة الدولة, و كان أفراد هذه الطبقة يملكون نفوذا غير محدود و لهم ممتلكات عقارية كثيرة و كانت هذه الممتلكات معفاة عن الضرائب.
2. طبقة رجال الدين: كان الدين في العصور الوسطى في إسبانيا له نفوذ واسع, و كان رجال الدين يتمتعون بنفوذ غير محدود سياسيا و روحيا, إذ كانوا يشاركون النبلاء في انتخاب الملك, و أيضا كانت لهم ممتلكات عقارية معفاة من الضرائب.
3. الطبقة الوسطى: و هي الطبقة الحرة التي تمثل الشعب, كثرتها تدل على رخاء المجتمع و قلتها تدل على إختلاله, و في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان عدد أفراد هذه الطبقة قليل, كما كانوا مثقلين بالضرائب.
4. الطبقة الدنيا أو طبقة العبيد: و هم الأكثر عددا في المجتمع القوطي في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان معظمهم يعمل في مزارع النبلاء, و كانوا ملكا لصاحب الأرض و كانوا ينقلون مع الأرض إذا بيعت لشخص آخر.
5. طبقة اليهود: كان اليهود يقومون بالأعمال المالية و الحسابية في دواوين الحكومة, و كانوا مكروهين لإختلاف عقيدتهم الدينية, و لذلك تعرضوا لكثير من الإضطهادات, فاضطروا أحيانا لقلب نظام الحكم بالثورات, و أحيانا عن طريق المؤامرات.
كانت الحالة الاجتماعية في إسبانيا قبل الفتح الإسلامي تعاني الفساد و التفكك و عدم التماسك, في وقت أصبحت فيه اللأراضي المغربية المقابلة لإسبانيا قوة متماسكة يتيح لها الفرصة للتدخل بإسبانيا.

السبب المباشر لفتح إسبانيا:

تختلف الرواية العربية عن الرواية الإسبانية حول السبب المباشر لتدخل المسلمين في إسبانيا, الرواية العربية ترجع بذلك إلى قصة إنتقام شخصي, القصة تقول أن الكونت يوليان حاكم سبتة كانت له ابنة جميلة إسمها فلورندا وأن الكونت أرسلها إلى القصر الملكي القوطي في طليطلة لتتأدب و تتعلم كغيرها من فتيات الطبقة الراقية, فرآها الملك القوطي لذريق Rodrigo و أحبها فاعتدى عليها, فكتبت رسالة إلى ابيها تخبره و تشكو له ما حصل, فذهب يوليان إلى القصر و أخذ ابنته من هناك, و أصبح يوليان يريد الانتقام فاتصل بموسى بن نصير و أقنعه بغزو اسبانيا مبينا له سوء الاحوال فيها فاستجاب موسى لطلبه و أقدم على الغزو بعد أن استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
أما الرواية الأسبانية فتقول أن الملك القوطي وقلة Akhila, عندما عزل من ملكه ذهب انصاره إلى حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة طالبين منه المساعدة, فقادهم يوليان إلى موسى بن نصير بالقيروان حيث تم الاتفاق على أن يمدهم موسى بجيش من عنده ليرد إلى ملكهم المعزول عرشه بشرط دفعهم جزية سنوية للعرب.

التخطيط لفتح إسبانيا:

كان فتح المسلمين لإسبانيا نتيجة لخطة موضوعة, أقرها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بدمشق, باتفاق مع قائده على المغرب موسى بن نصير. قام موسى بن نصير بعدة حملات استكشافية على جنوب اسبانيا , فقام باستدعاء حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة, قام يوليان بحشد جيوشه وجاز في مركبين إلى الأندلس وشن الغارة على الساحل الجنوبي, فسبا و قتل و غنم و رجع و امتلأت يديه خيرا وشاع الخبر في كل قطر فتحمس الناس للغزو.[1] لم يكتفي موسى بهذه الغارة الاستطلاعية التي قام بها يوليان بل استدعى أحد ضباطه و هو طريف بن مالك[2], فأمره بشن غارة على ساحل الأندلس الجنوبي فعبر طريق المضيق ب100 فارس و 400 راجل و ذلك في يونيو سنة 710م 91 هـ في رمضان في طريفه, نزل طريف و جنده و أغاروا على المناطق التي تتبعها إلى جهة الخضراء فغنم منها الكثير و عاد سالما[3]. فتبين لموسى بن نصير أن ما قاله يوليان كان صحيحا عن ضعف المقاومة في إسبانيا, فأعد موسى جيشا من سبعة الاف محارب لغزو الاندلس بقيادة طارق بن زياد.
إن فتح المسلمين للأندلس لم يكن منذ البداية مغامرة حربية ارتجالية, بل كان فتحا منظما حسب خطة أعدت من قبل.

عبور المسلمين إلى إسبانيا:

اعتمد موسى بن نصير على الأساطيل الاسلامية التي كانت تحت قيادته على طول الساحل المغربي, وجه موسى طارق بن زياد إلى طنجة و من هناك انطلقت السفن العربية الاسلامية إلى الجبل المعروف حتى اليوم بجبل طارق[4].

معركة جبل طارق:

عند نزول طارق بن زياد و جيشه إلى سفح الجبل لقوا مقاومة عنيفة من القوط اللذين كانوا على علم بأن المسلمين قادمون لغزوهم نتيجة الغارات الاستطلاعية التي شنت من قبل, فاضطر المسلمون لتغيير خططهم العسكرية و قرروا النزول ليلا في مكان صخري وعر, فاستخدموا براذع الدواب و مجاذف السفن لكي تعينهم على خوض المياه و ارتقاء الصخور فالتفوا بذلك حول جموع القوط و انقضوا عليهم قبل ان يشعر القوط بهم. وكان هذا النصر الأول الذي أحرزه طارق عند نزوله أرض الأندلس و تمكن من احتلال الجبل المسمى باسمه حتى اليوم[5].

حرق المراكب و خطبة طارق:

قصة حرق المراكب هي قصة شائعة في تاريخ فتح الأندلس, تفيد القصة بأن طارق قد أحرق سفنه بعد نزوله الشاطئ الإسباني لكي يقطع على جنوده أي تفكير في التراجع و الإرتداد, ثم خطب فيهم خطبته المشهورة اللتي يقول في مطلعها : أيها الناس اين المفر البحر من ورائكم و العدو امامكم و ليس لكم و الله إلا الصدق و الصبر و اعلموا أنكم في هذه الجزيرة اضيع من الايتام في مأدبة اللثام ... ألخ.
و الرواية الإسلامية تشير إلى حادثة حرق السفن في ثلاثة مراجع هي كتاب الإكتفاء لابن الكردبوس, و كتاب نزهة المشتاق ل الشريف الإدريسي و كتاب الروض المعطار ل الحميري.
في كتاب ابن الكردبوس, يشار إلى أن طارق أراد حرق سفنه كي يحشد همم المقاتلة, أما الإدريسي و الحميري فيشار إلى أن طارقا أحس بأن العرب لا يثقون به و توقع أنهم لن ينزلوا معه إلى الجبل فعمد إلى إحراق سفنه كي يحول دون إنسحابهم بها إلى المغرب.

معركة كورة شذونة:

أقا م طارق بن زياد في جبل طارق عدة أيام, بنى خلالها سورا أحاط بجيوشه سماه سور العرب[6], كما أعد قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل لحماية ظهره في حالة الانسحاب أو الهزيمة و هي مدينة الجزيرة الخضراء, و اللتي سميت أيضا بجزيرة أم حكيم[7], إن موقع هذا الميناء قريب و سهل الإتصال بمدينة سبتة على الساحل المغربي المقابل, بينما يصعب الإتصال بإسبانيا نفسها بسبب وجود مرتفعات بينهما, كذلك أقام قاعدة أمامية أخرى في مدينة طريفة بقيادة طريف بن مالك. و علم الملك القوطي لذريق خبر نزول المسلمين في بلاده, كان الملك لذريق مشغولا ذلك الوقت بإخماد ثورة قام بها البشكنس سكان نافارا في أقصى شمال إسبانيا. فأسرع الملك لذريق بالعودة إلى جنوب إسبانيا بجميع قواته لملاقاة المسلمين. في ذلك الوقت كان طارق بن زياد قد اتجه نحو الغرب متخذا قاعدة طريفة قاعدة يحمي بها مؤخرة جيشه ثم أكمل سيره حتى وصل بحيرة تعرف باسم بحيرة لاخندا في كورة شذونة. بعث طارق جواسيس له إلى الشمال ليروا حجم الجيش اللذي سيواجه المسلمون و عندما عادوا إليه أبلغوه عن ضخامة الجيش اللذي جهزه له الملك لذريق, فانزعج طارق لهذا النبأ و كتب إلى موسى بن نصير يطلب منه أن يمده بالمزيد من الجند, فاستجاب له موسى فوجه له خمسة الاف جندي فأصبح عدد جيش المسلمين في الأندلس إثنا عشر ألفا.
يتفق أغلب المؤرخين على أن المعركة الفاصلة اللتي دارت بين المسلمين و القوط و اللتي حددت مصير الأندلس حدثت في كورة شذونة جنوب غرب إسبانيا, استمرت المعركة مدة ثمانية أيام من الأحد في 28 من رمضان إلى الأحد 5 شوال عام 92هـ و من 19 - 26 يونيو عام 711م, و وصفوها بأنها كانت معركة شديدة ضارية, و لم تكن بالمغرب مقتلة أعظم منها, و أن عظامهم بقيت في أرض المعركة دهرا طويلا لم تذهب[8], و انتهت بانتصار المسلمين و هزيمة الجيش القوطي. و قد سميت هذه المعركة في عدة مصادر عربية و اسبانية باسم معركة البحيرة, و وادي لكة, و وادي البرباط, و شريش, و السواقي, و تنسب هذه التسميات الى تلك الأماكن اللتي دارت و تشعبت عندها تلك المعركة الواسعة النطاق في أراضي كورة شذونة. بعد المعركة الفاصلة و انتصار طارق بن زياد أصبحت جميع المعارك اللتي قامت في أنحاء الأندلس ما هي إلا مناوشات بسيطة بالنسبة لهذه المعركة الكبيرة, فقد استولى المسلمون على الأندلس خلال ثلاثة أعوام مما يدل على انتهاء المقاومة تقريبا.

إتمام فتح الأندلس:

بعد هذا النصر الكبير اللذي حققه طارق في معركة شذونة فتحت أبواب الأندلس للمسلمين و اتجه طارق بالجيش شمالا نحو العاصمة طليطلة, و في أثناء سيره واجهته قلعة اسمها إسيجه Ecijah , فحاصرها ثم استولى عليها, في ذلك الوقت أرسل طارق أقساما من جيشه إلى المناطق الجانبية في الأندلس, اتجه قسم إلى قرطبة بقيادة مغيث الرومي مولى عبد الملك بن مروان, فاستولى عليها بعد حصار دام ثلاثة أشهر, واتجه قسم آخر إلى البيرة و ما يحيطها و فتحوها. و من الجدير بالذكر أن طارق وجد و قادته عونا من اليهود المقيمين في إسبانيا بسبب اضطهاد القوط لهم و لذلك اعتمد طارق عليهم في حفظ المناطق المفتوحة في أنحاء البلاد[9]. استمر طارق بزحفه نحو الشمال حتى وصل العاصمة طليطلة, فدخلها دون مقاومة تذكر, إذ كان حكامها و أهلها قد هربوا منها, فكانت المدينة شبه خالية تقريبا[10], فغنم المسلمون من كنائس المدينة و قصورها ذخائر و كنوزا كما تشير المصادر العربية.
ثم خشي طارق بن زياد من أن يقطع عليه القوط الطريق في تلك المناطق الجبلية الوعرة, لأن فصل الشتاء قد اقترب و تعب الجيش الإسلامي من الجهود اللتي بذلها, و الغنائم اللتي ثقل بها, فكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه العون, و في شهر رمضان عام93هـ يونيو 712م, عبر موسى مضيق جبل طارق بجيش كبير من 18 ألف محارب, معظمهم من العرب بعصبياتهم القيسية و اليمنية, و من بينهم عدد من التابعين و قد عرف هذا الجيش العربي الأول بطالعة موسى.و سار موسى من طريق غربي غير الطريق اللذي سار به طارق, و استولى على مدن أخرى غير اللتي استولى عليها طارق فاستولى على إشبيلية و ماردة و قرمونة, ثم و صل إلى نهر التاجو بالقرب من طليطلة فالتقى بطارق بن زياد هناك. ثم تابع القائدان سيرهما نحو الشمال باتجاه جبال البرتات (البرانس) و أخذت المدن تتساقط بين أيديهم مثل وشقة و لاردة و سرقسطة, حتى وصلا إلى شاطئ البحر الشمالي عند الحدود الإسبانية الفرنسية.
و هكذا أنهى كل من طارق و موسى من فتوحاتهما, و أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك برجوع القائدين إلى دمشق, فعاد موسى و طارق و خلف على الأندلس عبد العزيز بن موسى بن نصير واليا عليها عام 95هـ 714 م.
لم يتبقى من الأندلس سوى بعض المناطق الشرقية و الشمالية الغربية, أما شرق الأندلس فقد فتحها الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير الذي أصبح واليا على الأندلس, تركزت المقاومة في كورة تدمير (مرسية حاليا) و كانت لها قاعدة حصينة و هي أريولة, سميت هذه الولاية بهذا الإسم نسبة إلى اسم حاكمها الأمير القوطي تيودمير الذي منحه عبد العزيز شروطا ضمنت له أن يحكم ولايته مقابل جزية سنوية.
أما الجزء الشمالي الغربي من الأندلس, و هي المنطقة المعروفة بأستورياس Asturias في جليقية أو غاليسيا Galicia, فإن الأمويين لم يفرضوا عليها سيطرتهم بالكامل, بسبب برودة مناخها و وعورة طرقها, فأهملوا هذا الجانب استهانة بشأنه, نتيجة لذلك تمكن بعض من تبقى من الجيش القوطي المنهزم بزعامة القائد المعروف باسم بلاي أو بيلايو Pelayo, لجأ هؤلاء القوط إلى الجبال الشمالية في تلك المنطقة, و هي ثلاثة جبال عالية, تسمى القمة الغربية منها باسم أونغا onga فيها كهف يعرف باسم كوفادونغا Covadonga, أما العرب فيسمونها باسم صخرة بلاي لأن بيلايو اختبأ فيها عندما حاصرهم المسلمون و عاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخور, عندما عرف المسلمون أمرهم, تركوهم استهانة بأمرهم و وانسحبوا و قالوا: " ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم؟ "[11].
المصادر الإسبانية تعتبر إنسحاب المسلمين من كوفادونغا نصرا عسكريا و أيضا نصرا قوميا للإسبان, و تقول أن العون الالهي كان قد وقف إلى جانبهم, أما المصادر العربية فهي تعترف بانسحاب المسلمين عن هذه المنطقة الباردة و القاحلة لكنها لا تذكر شيئا عن قيام معركة و لا عن القائد علقمة اللخمي اللذي قاد الجيش هناك ذلك الوقت. و على إثر انسحاب المسلمين قامت في تلك المنطقة (شمال غرب إسبانيا) مملكة أستورياس.

مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس:

اتفق الؤرخون على تقسيم مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس إلى خمسة عصور و هي:
1. عصر الولاة: و هو العصر اللذي يمتد من الفتح العربي حتى قيام الدولة الأموية في الأندلس منذ عام 711م حتى عام 756 م 91هـ - 138هـ هذا العصر كانت الأندلس ولاية تابعة للخلافة الأموية في دمشق.
2. عصر الدولة الأموية في الأندلس: يقسم هذا العصر إلى قسمين, القسم الأول كانت الأندلس إمارة أموية مستقلة عن دولة الخلافة العباسية في المشرق. منذ عام 756 م حتى عام 929 م 138هـ - 316هـ. أما القسم الثاني و قد أصبحت الأندلس خلافة مستقلة روحيا عن الخلافة العباسية عندما أعلن عبد الرحمن الثالث نفسه خليفة و لقب بالناصر لدين الله.
3. عصر ملوك الطوائف : 1031 م - 1086 م و يبدأ هذا العصر بانتهاء الدولة الأموية في الأندلس و انقسامها إلى دويلات متنازعة إلى أن دخلها المرابطون من المغرب و أعادوا توحيدها بعد انتصارهم على الإسبان في معركة الزلاقة عام 1086م بقيادة القائد البربري يوسف بن تاشفين.
4. عصر السيطرة المغربية أو الحكم المغربي: من سنة 1086م حتى سنة 1214 م, و فيه أصبحت الأندلس و لاية تابعة للمغرب أثناء حكم المرابطين و من ثم الموحدين كانت العاصمة لكلتا الدولتين المتتاليتين مدينة مراكش المغربية, انتهى هذا العصر بهزيمة الموحدين أمام الجيوش الأوروبية المتحالفة في موقعة العقاب عام 609 هـ 1212 م أعقب ذلك فترة ملوك طوائف ثانية, أنهى وجودها الإسبان و لم يبقى منها غير مملكة واحدة و هي مملكة غرناطة.
5. عصر مملكة غرناطة: أو الدولة الناصرية أو دولة بني الأحمر, و هو آخر عصر إسلامي في الأندلس من عام 1231م حتى عام 1492 م, وهي السنة اللتي سقطت فيها المملكة في أيدي الملك فرناندو الثاني و الملكة إيزابيلا, و هي نفس السنة اللتي اكتشف فيها كريستوف كولومبس قارة أمريكا.

المصادر:

^ ابن الكردبوس: في مجلة معهد مدريد 1965
^ كتاب في التاريخ العباسي و الأندلسي: أحمد مختار العبادي ص265
^ المقري: نفح الطيب ج1 ص241, 237
^ راجع (ابن قتيبة: الامامة و السياحة ج2ص115, ابن القوطية: تاريخ افتتاح الأندلس ص120).
^ راجع (ابن الكردبوس: كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء ص12 نشر أحمد مختار العبادي, صحيفة معهد مدريد 1965, أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي و الأندلسي ص267, 268).
^ أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي و الأندلسي ص275, و راجع(رحلة ابن بطوطة ج4 ص356 الطبعة الأوروبية)
^ أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي و الأندلسي ص275
^ راجع (ابن عذارى: البيان المغرب ج2 ص10(طبعة بيروت)
^ راجع(أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي و الأندلسي ص280)
^ ابن عذارى: البيان المغرب ج2 ص17 (طبعة بيروت)
^ راجع روايات الرازي و المسعودي و ابن حيان و ابن سعيد في (المقري: نفح الطيب ج6 ص82و ما بعدها)



=========


>>>> الرد الخامس :

شكرا لكم ساعدتموني كثيرا

=========