عنوان الموضوع : الشمس تدور حول الارض!!!؟؟؟
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


هناك موضوع حيرني و افكر فيه كثيرا , وقد وجدته في الانترنت و هو ان الأرض لا تدور حول الشمس و أن الصحيح

هو ان الشمس تدور حول الأرض. و قد أيد الفقهاء القول الثاني و وجدوا في القران الكريم دلائل أن الأرض ساكنة و

مستقرة بينما الشمس في حالة حركة ,فهل يعقل أن تكون الفكرة الاولى خاطئة و هل هناك تفسير علمي لذلك و اذا

افترضنا أن الارض ساكنة فهل تكو نضريات قاليلو خاطئة ,أرجو لأن تفيدوني بارائكم


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مـــــــشكورة أختي على المعلـــــومة سأحــآول التعمق و البحث فيهآآآ !


=========


>>>> الرد الثاني :

بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
لقد كتبت من قبل عن يأجوج ومأجوج وكتبت انني سوف اتطرق في موضوعاً اخر عن مطلِع الشمس ومغربها او مطالع الشمس ومغاربها لصلتها بقصة ذي القرنين لقد بحثت وقراءة واجتهد كثيراُ في الكتب والمواقع الالكترونيه وجدت العديد من الكُتٌاب منهم من يستدل من القران والسنه و يكتب لوجه الله ولا يريد جزاءً ولا شكوراً وإنما يريد العظةِ والعبره لاٌولو الالباب للذين يعقلون ومنهم من يستدل بمن قالوا وقيل ويقولون... من هم لا ندري؟!!.. انه فقط يريد الشهره والمال ويدعي انه طبع من كتابه اربعين الف نسخه لفكه سر يأجوج ومأجوج ونحن نعلم ان يأجوج ومأجوج من علامات الساعه الكبرى والعلامات الكبرى لا يعلمها الا الله نعم انا ايضا كتبت عن يأجوج ومأجوج ولكن لم ادعي انني وجدت ردم يأجوج ومأجوج ووقفت على شرفته....لكن حيرتني هذه القصة كثيراً ...
مطلع الشمس
ذكر طلوع الشمس وغروبها في ايات عده قال الله تعالى
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق: 39]،
130 {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها} طه:
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ }الكهف17
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَة)الكهف86 )
الكهف90 ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258

لاحظ ان الله سبحانه وتعالى خص الشمس بالطلوع ولم يذكر لنا سبحانه وتعالى بدوران الأرض حول نفسها كنت دائما افكر كيف تدور الارض بينما ان الله سبحانه يخص كل الايات التي ذكرت فيها الشمس بالطلوع ..... اذا كنت انا جالسا وانت طلعت علي من ورائ حائط من هو المتحرك هنا ومن هو الثابت لقد كنت في حيرةً من أمري الى ان هداني الله الى هذا الكاتب الفذ اطلب منك ايها القارئ ان تقرأ بتمعن . وبتدبر . وبتفكر . ان هذا الكلام لأولو الالباب للذين يعقلون ولو اننا نجيد اللغة العربيه الفصحى لما احتجنا الى مفسرين قال الله تعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون َ )صدق الله العظيم


أثبتنا بأكثر من دليل أن الأرض هي مركز الكون وأنها كرة وسط كرة السماء وبينها وبين السماء مسيرة خمسمائة عام، أي حوالي 7 مليون كم. وإذا كانت الأرض مركز الكون فهي لا تتحرك. وقد ثبتها الله وأرساها بالجبال وبالتالي فإن الشمس هي التي تدور حول الأرض مرة كل يوم.
وليست الشمس مركز الكون، ولا مركز ما يطلقون عليها بالمجموعة الشمسية بل إن جاز تسميتها بالمجموعة الأرضية لكان أولى، ولكنها ليست مجموعة شمسية ولا مجموعة أرضية، بل هي مجموعة سماوية جعلها الله زينة للسماء الدنيا.
فالأرض هـي مركز الكـون ونسبة المسافة بين نصف قطـر الأرض ونصف قطـر السماء 1: 1000 وفي السماء شمس واحدة، وقمر واحد، وأحد عشر كوكبا وعدة آلاف من النجوم ومجرة واحدة، وشهبا تطلق من هنا وهناك لحفظ السماء ولدحر الشياطين الذين يصعدون للسماء يتسمعون الأخبار من الملائكة وكل ما في السماء لا يخرج عن ثلاث وظائف، هداية، وزينة، وحفظ.
وجريان الشمس حول الأرض ثابت بثبوت الأرض بالأدلة التي ذكرناها. وفيها الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ومع ذلك فسنذكر أيضا الأدلة الخاصة بالشمس وهي أدلة مستفيضة سنحاول بإذن الله ذكر بعضها لكثرتها ولأن تاريخ البشرية بكل ما فيه من حضارات وملل وأديان وثقافات قد أجمع على أن الشمس تجرى وأنها تدور حول الأرض كل يوم.
ولم يذكر التاريخ أن أحدا خالف ذلك قبل عصر النهضة سوى اثنين هما" فيثاغورث" اليوناني و" إريستاخـورس" السكندري وكـلاهما ظـهرا قـبل الميلاد. واثنين في عصـر النهـضة هما" كوبرنيقوس" البولندي و" جاليليو" الإيطالي ولم تلق أقوال الأربعة أي تأييد. وظلت البشرية حتى بداية القرن العشرين وهي تؤمن بقول الله في الشمس وتعتقد على اختلاف مشاربها وأماكنها بأن الأرض ثابتة والشمس تدور حولها.
حتى بدأ العالم الإسلامي يقتنع بالفكرة التي غرره بها الاستعمار، وما لبث أن اقتنع بها الغرب نفسه الذي رفضها وأنكرها حتى بعد موت جاليليو بمائتي عام أي بعد قرنين كاملين.
ثم أقتنع بها الغرب عندما بدأ المسلمون يؤيدونها بالقرآن الذي لا يوجد فيه آية واحدة، بل لا توجد فيه كلمة واحدة تقول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض هي التي تدور.
ودون أدلة، ودون جديد في الأمر. ترك اليهود ما في كتابهم، وترك النصارى ما في كتابهم وترك المسلمون ما في كتابهم. تركت الأمم الثلاثة كتبها الثلاثة التي تؤمن بأنها نزلت من عند الله. والتي تـدعي إيمانها بها، والتي تدعي اتباعها لما فيها تركت هـذه الكتب لتتبع كتاباً واحـدا اسمه" حركات الكرات السماوية" لأحد الناس، ليس بنبي ولا رسول، ولم يدع هو أنه كذلك، ولم يدع أيضا أنه أوحي إليه بما فيه ولم يـدع أن مـا فيه هـو الحقيقة، بل إن الرجل - وحسابه على الله - قـال إنـه مجرد فرض. وتـرك أهـل الكتب كتبهم، ورسلهم، وآمنـوا بما قـاله" كوبرنيقوس" بعد مرور 300 سنة على موته، وآمنوا بما قاله" جاليليو" بعد 200 سنة من موته وخالفوا جميعا ما نزل على محمد وما نزل على عيسى وموسى عليهم الصلاة والسلام.
معتقدات الشعوب في دوران الشمس
رغم اختلاف أهل الأرض في خالقهم ما بين مؤمن وكافر، واختلافهم في الأنبياء الذين أرسلوا إليهم ما بين مصدق ومكذب، إلا أنهم جميعا مؤمنهم وكافرهم لم يختلفوا في أمر الشمس والقمر وأنهما يدوران حول الأرض كل يوم.
وفى كتاب" معجم الحضارة المصرية القديمة" نقرأ عن صورة الكون:
كون المصريون فكرة عن صورة العالم. كانوا يعتبرون العالم أرضا يمرالنيل في وسطها، ويحيط بها الماء، هـذا الماء هـو المحيط الدائـري الأعظم (وكل هذا صحيح).. الذي أنتجه الإله الأول" نون" الذي خرجت منه الدنيا. وكان هو منشأ النيل والمطر. وفوق هذه الأرض المسطحة سماء أشبه بطبق مسطح، يفصله عن الأرض، الهواء.
أما حواف العالم فاعتقدوا أنها الأماكن التي تنشأ فيها الرياح. وأن حده الشرقي هو المكان الذي تخرج منه الشمس من المحيط في الصباح. ثم تعود ثانية في المساء عند حده الغربي، وتذهب إلى العالم السفلي.
واختلفت الآراء عن طبوغرافيا العالم السفلي للمعتقدات الدينية، فاعتقد المصريون أنه نسخة مقلوبة من الدنيا، سماؤه مقلوبة من الناحية الأخرى من الأرض.. وتخيلوه رقعة متسعة من الماء. حيث تستعيد الشمس قواها. بعد أن تموت في المساء".
للوهلة الأولى يظن قارئ هذا المعجم أن ما يذكره عن معتقدات قدماء المصريين هو أساطير الأولين، ولكن المتأمل لهذا الاعتقاد يجده متطابقا تماماً مع عقيدة أهل الكتب السماوية جميعا بعد تنقيح العبارات من أسماء الآلهة التي يذكرونها.
فالعالم الذي علموه: أرض يمر النيل في وسطها، والمتأمل لخريطة العالم سيجد أن النيل فعلا يمر وسط العالم.
كذلك اعتقدوا بأن هذه الأرض (اليابسة) يحيط بها الماء ويسمونه (المحيط الدائري الأعظم) وذكرنا أن المسلمين يقولون بذلك تماما، ويسمون هذا الماء الدائري الذي يحيط باليابس" البحر المحيط" و" المحيط الأعظم".
ويعتقدون بأن خالق هذا البحر العظيم هو الله أي بتسميتهم" نون" خالق الدنيا.
كذلك يعتقدون بأن النيل والمطر مصدرهما هذا البحر المحيط، الذي يتبخر منه الماء الذي يجرى منه النيل، ومنه يكون المطر. وأنهم يقولون بأن النيل والمطر من نشأة الله" نون". وأن هذه الأرض المسطحة فوقها سماء يفصل بينهما الهواء.
واعتقدوا بأن الرياح تأتى من أطراف اليابسة. وأن حدود الأرض اليابسة هو البحر المحيط من الشرق وهو أيضا الذي يحد اليابسة من الغرب. وهو حق إذ أن المحيط الهادي هو حدود القارات من الشرق ومن الغرب.
وكذلك يعتقدون أن الشمس تشرق من هذا البحر المحيط وتغرب أيضا فيه.
أما عن جغرافية الأرض فكما هو واضح، نفس ما نعرفه ونعلمه نحن عن الأرض. فقد عرفوا أنها مستديرة، كروية، وأن النصف الآخر للأرض هو نسخة مقلوبة من هذه الأرض التي نعيش عليها. فالأرض في النصف الآخر عكس هذا النصف. غير أن النصف السفلي رقعة متسعة من الماء. وهو المحيط الهادي. ثم إنهم كانوا يعتقدون بأن الشمس تغرب كل يوم في هذا المحيط وتشرق منه كل صباح.
إن هذا النص موجود بمعجم الحضارة المصرية القديمة صـ 207. يعنى هذا أن المصريين كانوا يعتقدون كغيرهم من سكان الأرض في كل زمان أن الشمس تدور حول الأرض الثابتة كل يوم.
وفى كتاب" المعتقدات الدينية لدى الشعوب" نقرأ عن الشمس:
" أنها تعبر السماء يوميا بعربة مبددة الظلام والشر. وتوزع أشعتها بالتساوي على جميع المخلوقات وعلى نحو صارم ودون تفرقة. وفى الليل تعبر العالم السفلي وتواصل دورتها".
وعن دورة القمر نقرأ: والقمر في قاربه الهلالي يعبر السماء المظلمة بانتظام.
ويقسم السنة إلى أشهر كل منها ثلاثون يوما". وهذه عقيدة بلاد ما بين النهرين التي قامت عليها أقدم الحضارات الإنسانية (السومريين والبابليين، والآشوريين).
ولم تشذ حضارة من الحضارات ولا أمة من الأمم عن هذه العقيدة في الشمس وأنها تدور حول الأرض كل يوم دورة.
دوران الشمس في الكتاب المقدس
لقد تصدت الكنيسة لتعاليم كوبرنيقوس التي أراد بها قلب أوضاع الدنيا والدين بقوله أن الشمس ثابتة وأنها مركز الكون، وأن الأرض هي التي تدور حولها وحول نفسها، كما وقفت بحزم لجاليليو الذي جـاء بعد كوبرنيقوس بقرنين، ليحيى تراثه ويردد قوله وينشر مذهبه. ونجحت الكنيسة في ردعه. ولم يكن ذلك تسلطاً من الكنيسة كما يفتري المفترون، ولم يكن ذلك منها دفاعا عن فلسفات قديمة، أو أساطير الأولين، وإنما كان ذلك حماية للدين، وتمسكا بتعاليم الكتاب المقدس والذي ينص صراحة على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليس العكس.
ففي سفر (يوشع) الإصحاح العاشر الآية رقم 13نقرأ:
" حينئذ كلم يشوع الرب، يوم أسلم الرب الأموريين أمام بني إسرائيل. وقال أمام عيون بني إسرائيل: يا شمس دومي على جِعبون، ويا قمرعلى وادي أيلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر. فوقفت الشمس في كبد السماء. ولم تعجل للغروب يوم كامل".
دوران الشمس في القرآن
قلنا إن الله تعالى لم ينسب للأرض على كثرة ذكرها أي جري أو أي حركة، أو حتى أي فعل سوى التسبيح، والإتيان الذي حدث منها مـرة واحدة في بدء خلقها، ثم أقرها الله تعالى حيث أتت، وثبتها بالجبال، وأصبحت في مكانها هذا قائمة موضوعة وممسوكة. حتى التسخير لبني آدم، بل السجود لله رب العالمين، منعه الله عنها، وذلك لفائدة بني آدم.
أما الشمس فقد ذكرت في القرآن 32 مرة، منها مرتان عن نهايتها، والباقي 30 مرة عن حياتها في الدنيا، وهذا الرقم هو نفسه عدد أيام شهرها 30 يوم. وفى هذه المرات الثلاثين، تذكر الشمس بأفعال الحركة 23 مرة مثل:
(تأتي، بازغة، سخر، تدلك، تشرق، تطلع، تسجد، تجري، تدرك،.....).
وقد أخبر الله تعالى أنه سخر الشمس. ولا يعني ذلك سوى أنها تدور حول الأرض.
تسخير الشمس
في سبع آيات لا ثامن لها في القرآن يذكر تعالى أنه سخر الشمس:
(1)] وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى[ (الرعد:2)
(2) ]وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ[ (إبراهيم:33)
(3)] وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ [ (النحل:12)
(4)] وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى[ (لقمان:29)
(5) ]وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى [ (فاطر:13)
(6) ]وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى[ (الزمر:5)
(7) ]وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ [(الأعراف:54).
ومعنى أن الشمس مسخرة أي مذلـلة، عاملة في طاعة، متحركة، دائبة. فالشمس مسخرة بالمعنى المعروف للكلمة، والمتبادر إلي الذهن من كلمة (مسخر).
ولا يمكن أن يتصور تسخير دون حركة. فكل ما سخره الله في الأرض ونص على أنه مسخر فهو يتحرك ويجرى في الأرض أو حولها، البحر والفلك والسحاب والريح والطير، والبغال والحمير والخيل فكل هذه مسخرات وكلها تتحرك وتجرى.
لذلك لم ينسب للأرض تسخير وإنما التسخير لمن هو فيها. فإن كان الأمر كذلك فأيهما الثابت وأيهما المتحرك؟
طلوع الشمس
يقول تعالى]وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ[ (الكهف:17).
إن هذه الآية تخبر عن حدث هام، سماه الله آية، وآية ظاهرة. وهذه الآية مرتبطة بالشمس. وهي تحدثنا عن أربعة أفعال للشمس، منهما فعلان مألوفان يتكرران كل يوم وهما: طلعت، وغربت.. وفعلان غريبان عن الشمس وهما: تزاور، وتقرض.
والتزاور من الزور وهو الميل. والقرض: العدول عن الشيء والتجاوز. وإحداث هذين الفعلين من الشمس هو الآية التي ذكرها تعالى في هذا الموضع، أي أن الشمس ليست فقط تطلع وتغرب، فهذا الأمر ليس فيه آية خاصة أو غريبة على الشمس، فطلوع وغروب الشمس هو آية دون شك، ولكنهما في هذه المناسبة بالذات وفي هذا الأمر ليس آية لكي يخصهما تعالى بالذكر، لذلك لم يوفق من المفسرين من قال بأن الكهف كان جهة الشمال، حيث لا تصيبه الشمس في طلوعها ولا في غروبها فلو كان الأمر كذلك ما قال تعالى أن في ذلك آية.
إن الآية تخبر بأمر غير عادى قد حدث، نستنتج ذلك من ذكر الأفعال الأربعة للشمس ومن وصف الله تعالى لما حدث بأنه آية، من إمكانية رؤية ذلك الأمر لقوله ]وَتَرَى[ وهذا الأمر غير العادى والذي سماه الله آية هو ميلان الشمس كل شروق وانحرافها كل غروب، وذلك كل يوم على مدار 300 سنة. كذلك تخبر الآية أنها في الصباح تميل عن ذات الكهف، وفي المساء تنحرف عن ذات الفتية وليس عـن الكهف وهـذا واضح مـن قوله: ]تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ[ ]تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ[. مما يدل على أن وضع الكهف المتسع في داخله كان يسمح للشمس بالسطوع في مدخل الكهف مما يجعل أشعتها في الغروب تصل إلى داخله.
وحتى لا تؤذى الشمس النائمين داخل فجوة الكهف كانت الشمس تعدل مسارها في طلوعها وفي غروبها، كآية من آيات الله، بحيث أننا الآن لو وجدنا هذا الكهف وهو في إحدى قرى الأردن لوجدناه مواجها للشمس بحيث تسقط أشعتها على مدخله في الشروق ولعلها تدخل بأشعتها إلى داخل الكهف عند غروبها وقد كانت أثناء وجود الفتية داخله تنحرف عنه.
هذه الآية دليل قاطع على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وإلا لما نسب الله تعالى هذه الأفعال للشمس.
إن حركة الشمس لا نتوهمها ولا نحس بها ولا نستنتجها، بل إننا نراها بأعيننا ومع ذلك فإنهم يقولون إن الأمر خلاف مـا نرى ونحن جميعا مخدوعون، أو موهومون فالحقيقة أن الشمس لا تتحرك، إنما الأرض هي التي تتحرك، ولكننا لا نشعر بحركتها، فنتخيل أن كل ما في السماء هو الذي يتحرك. تماما كما يتوهم راكب السفينة عندما تبحر السفينة فيتوهم أن المدينة بكل ما فيها هي التي تبتعد عنه والحقيقة أنه هو الذي يبتعد بسفينته، والأرض أمامه ثابتة، وكذلك، من يركب قطار فيتوهم أن الأرض أمامه والنخيل والأشجار تجرى والحقيقة أنها ثابتة والقطار هو الذي يجرى.
هل يصدق عقل أن هذا هو دليل كوبرنيقوس على دوران الأرض؟ وأن حالنا كحال راكب السفينة؟ هل يتصور عاقل أن البشرية من آدم إلى كوبرنيقوس ظلت تعيش في وهم وفيهم الأنبياء والمرسلين؟
يقول تعالى ]فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ[ (الأنعام:78).
هذه الآية دليل آخر على حركة الشمس حول الأرض في الكلمتين (بازغة وأفلت) إن كلمة بزغ تعنى طلع، وكلمة أفل تعنى غاب. وهاتان الكلمتان لم تذكرا في القرآن إلا في هذه الآيات من سورة الأنعام:] فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قـَالَ لَئِنْ لـَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)[ لم ترد كلمة بزغ أو أفل في القرآن إلا في هذه الآيات وهي عن حركة الكرات السماوية (الكواكب، والقمر، والشمس) وليس الأرض.
أما كلمة طلع التي ذكرت في القرآن 19 مرة منها خمس مرات عن طلوع الشمس ومرة واحدة عن مطلع الفجر. ولم يذكر القمر ولا الكواكب بالطلوع.
فهذه الكلمات (طلع، بزغ، أفل) تعنى أن الشمس تدور حول الأرض. إذ نسب الله تعالى الأفعال لها ولم ينسبها للأرض، وهذه الأفعال نسبت لمن فعلها، وفعلها يحتاج إلى حركة، لذلك لا يعتبر طلوعاً ولا بزوغاً ولا أفولاً، لو كانت الأرض هي التي تدور فتظهر هذه الأجرام السماوية، فإن ذلك لا يسمى بهذه الأسماء.
في كل هذه الآيات نرى ارتباطا وثيقا بين الشمس والقمر ففي آيات التسخير السبع وفي آيتي البزوغ والأفول نجد أن ذكر القمر مقترنا بذكر الشمس في كل الآيات. وهم يقولون بأن القمر يدور حول الأرض، والقرآن يقرن دائما الشمس بالقمر، فهي إذن تدور مثله حول الأرض، ولم يقترن ذكر الشمس بالأرض أبداً في القرآن.
فلا يقترن ثابت بمتحرك. وإنما يقترن الثابتان (السموات والأرض) ويقترن المتحركان (الشمس والقمر).
يقول تعالى] أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ[ (الإسراء:78).
والدلوك هو الزوال، وجنوحها للمغيب بعد ما تزول من كبد السماء. فهذا الميلان منسوب للشمس وليس للأرض. وهم يقولون بأن الأرض تميل ميلان دائم بمقدار 23.5 درجة وهذا أمر غير متصور ويستحيل وقوعه. والحق أن الأرض لا تميل أبدا وإنما الشمس هي التي تميل.
*************


الله يأتي بالشمس
يقول تعالى في سورة البقرة الآية 258:
] إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ [


في أول ذكر للشمس في القرآن، تكون على لسان أبي الأنبياء إبراهيم، وتذكر في موضع التحدي والإعجاز، وبيان للمقدرة الإلهية، ودليل هذه القدرة أن الله ] يَأْتِي بِالشَّمْسِ[ يقول تعالى]قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [(البقرة:258).
فالشمس ليست ثابتة، ولكنها تأتى.
وهي لا تأتى وحدها. ولا بفعل جاذبية نيوتن. وليست هي مركز الكون كما قال كوبرنيقوس وأيده جاليليو ثم نيوتن ثم أينشتاين ثم علماء المسلمين من بعدهم.
لم يذكر تعالى هنا أن الشمس تأتى كخبر من الأخبار أو معلومة من المعلومات. بل جاء ذكر إتيان الشمس في موضع التحدي. وبين من ومن؟ بين نبي من أعظم الأنبياء وهو خليل الرحمن وأبو الأنبياء وأحد أولى العزم من الرسل، والنبي المجمع عليه من جميع أهل الأديان، ومتفق على نبوته بين كل الملل، بل وتدعي كل ملة أنه نبيها الخاص بها. وبين ملك من أكبر ملوك الأرض، وأول مـن ملك الأرض، وقـد كان يحكم دولة معبودهم الأول هو الشمس. ويحكم شعبا يعرف عـن الشمس والقمر والكواكب أكثر مـن أي أمـة وجـدت في التاريخ حتى الآن، وهـو الملك" النمرود".
بوضوح تام لا يحتمل مجازا ولا تأويلا ولا فلسفة قال إبراهيم:
] إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ [
وإبراهيم عليه الصلاة والسلام لا يكذب. وهو أيضا لا يقول من عنده، وإنما قوله وحي يوحي. أي أن ما قاله هو قول الله عز وجل ولا يعرف الشمس مثل خالقها.
وأنتم بالطبع تقولون: إن الأرض تدور من الغرب إلى الشرق، وبالتالي تظهر الشمس من الشرق، فكأنها بظهورها تأتى من هناك.
وهذا القول مخالف تماما للقرآن والسنة، وللغة العربية، ولقول إبراهيم عليه السلام. بل إن النمرود الذي اعترض اعتراضا مثل هذا على القضية الأولى التي تحداه بها إبراهيم عليه السلام عندما قال: ]رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ [لم يعترض على قول إبراهيم بأن الشمس تأتي من المشرق، وقال بأن الأرض هي التي تدور، تماما كما فعل في القضية الأولي. فقد استغبى الملك وجاء برد مثل هذا الاعتراض في القضية الأولي فقال: ]أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ[ ورغم أن هذه المسألة لا تحتمل جدلاً إلا أن الملك جادل وقال] أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ [. كيف؟
إنه نفس أسلوب القائلين بأن الأرض عندما تدور تبدو الشمس من المشرق فتكون قد أتت. فشرح الملك لإبراهيم كيف يحيى ويميت، فقال: أأتى باثنين قد استوجبا الإعدام في حكمي، فأعفو عن أحدهما فأكون قد أحييته، وأنفذ في الآخر فأكون قد أمته.
هل قصد إبراهيم عليه السلام من قوله ]رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ[ هذا الذي يقول به الملك؟ بالتأكيد لا. ولكن الملك كان مجادلا متفلسفاً، متألهاً. فقال بمثل ما يقول به أصحاب دوران الأرض. ورغم أن الملك يبدو ملتويا في مناظرته إلا أنه لم يبد مثل هذا الاعتراض للمسألة الثانية التي ألجم فيها بالحجة وبهت لعجزه عن الرد ]فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ[. لقد كان أمام النمرود وقد عرفنا خبثه والتواءه أن يقول لإبراهيم عليه السلام: إن الله لا يأتي بالشمس من المشرق ولا يأتي بها من أي مكان بل إنها أصلا لا تأتي وإنما الأرض هي التي تأتي. إذن فقد كانت الآية واضحة وفهمها الملك كما أرادها إبراهيم، أن الشمس هي التي تتحرك وتأتى، فلم يستطيع جوابا ولم ينطق ببنت شفة.
هل يقول أحد من علمائنا أن الله تعالى أراد بقوله ]يَأْتِي بِالشَّمْسِ[ هو ظهورها لمن على الأرض عند دورانها حول نفسها؟ والإجابة على هذا السؤال أنه ليس واحدا فقط من علماء المسلمين يقول بذلك وإنما جميعهم يقول هذا.
لذلك سنوضح الأمر ونحتكم إلى كتاب الله لنفصل فيه وننظر في كلمة (أتى) في القرآن: لنعلم أن هذه الكلمة موضوعة في الآية لحكمة وفي مكانها الصحيح، وإلا لقال إبراهيم عليه السلام. إن الله يظهر الشمس من المشرق، أو قال يحضر أو يطلع أو يشرق. وهذه الألفاظ استعملها القرآن في أكثر من مـوضع لكنها لم تستعمل في هذه الآية، حتى نعلم أن كلمة (أتى) جاءت لتعطى دلالة خاصة ولا يوجد لفظ آخر يعطى مثل دلالة كلمة (أتى) التي تعنى: المجيء عن قصد وإرادة ومن الآتي ذاته.
وهذه بعض آيات القرآن التي توضح هذا المعنى:
]ْتَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا[ (الإسراء:92) ]فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ[ (مريم:27) ]فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ[ (الأعراف:138) ]حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ[ (النمل:18) ]قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ[ (النمل:39) ]وَإِنْ كَـانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا[ (الأنبياء:47) ]وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ[ (الفرقان:40) ]وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ[ ]فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين[ (فصلت:11) ]فَإِنْ لمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلا تَقْرَبُونِ[ (يوسف:60).
فكلمة أتى في الآيات لا يمكن استبدالها بكلمة أخرى كحضر مثلا. لأن (حضر) تعني الإتيان أيضا ولكن دون قصد وإرادة. بل تعنى مجرد التواجد. أما الإتيان ففوق ما ذكرنا يعنى الحركة والهمة والإرادة، يقـول تعالى:] وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ [(النساء:Cool. أي إذا كانوا متواجدين أثناء القسمة. فالفعل لا يعنى أنهم طلبوا أو استدعوا، بل: إذا كانوا حاضرين أثناء القسمة. يختلف هذا تماما عن ما إذا كانت الآية (وإذا أتى القسمة أولوا القربى) فهذه العبارة تفيد أن المال لا يقسم إلا بوجود هـؤلاء فإتيانهم شرط للقسمة فإذا أتوا يقسم وإلا فلا. ولكن المراد غير ذلك.
يقول تعالى ]وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ[ (النساء) أي اسألهم عن أمر القرية التي كانت موجودة على شاطئ البحر (بحكم موقعها) ولم تأت هي للبحر عمدا أو بحركة منها.
يقول تعالى]فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ[ (البقرة:196) أي أن هـذا الحكم يكون لمن يكن أهله من سكان الحرم. وكان الحرم موطنهم. ولو استبدل لفظ حضر بأتى لتغير المعنى تماما بل لا يستقيم المعنى بالمرة.
ويقول تعالى: ]فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا[ (الأحقاف:29) يخبرنا تعالى عن الجن لما جاءوا إلى مكان النبي e وسمعوا القرآن أعجبوا به وآمنوا من فورهم. ولم يقل تعالى (فلما أتوه) لأنهم لم يأتوا قاصدين مريدين لهذا الأمر، بل صرفهم الله تعالى إلى هذا المكان وساقهم إليه ]وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا [ فرغم انهم حضروا، ورغم أن الله تعالى أتى بهم إلا إنهم لم يأتوا، لانتفاء القصد.
والجن في حضورهم كانوا مثل الشمس في إتيانها، حيث أن الله تعالى في الأمرين هـو الآتي بهما، ولكن انتفاء القصد من الجن نفي عنهم تعالى الإتيان.
وهكذا كل لفظ (أتى) أو حضر لكل منهما معنى رغم اشتراكهما في التواجد والانتقال فالشمس هنا لم تحضر أي لم يكن ظهورها مجرد انتقال، بل انتقال وعن قصد وعمد وإرادة. فقال تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ[ ولم يقل (إن الله يحضر الشمس من المشرق) فربما التبس الأمر على الملتبسين وظنوا أنها تظهر بدوران الأرض وإن كان لفظ حضر أيضا يفيد هو الآخر الانتقال لكن ليس بقصد وإرادة.
حتى العبادات نجد أن اللفظ (أتى) له مدلول هام فيها. فأركان الإسلام الخمس تشترط خمـسة أفعال مختلفـة، كل فعل منها يعطى معنى مغايرا تماما عن غيره والأفعال هي (شهد،أقام، صام، أتى، حج) وكل فعل من هذه الأفعال يدل على عبادة متباينة تماماً عن غيرها. يقول رسول الله e :" بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيـلا". فجعل للقلب واللسان عبادة وهي الشهادة، فلا يحرك إلا اللسان مع إقرار القلب. وجعل للجوارح الظاهرة عبادة وهي الصلاة ويتحرك المصلى في مكانه بقيام وركوع وسجود. وجعل للجوارح الباطنة عبادة وهي الصوم. فيمتنع تحريك أي شهوة في نـهار رمضان. وجعل للمال عبادة في أن يتحرك المال وينتقل من يد المزكي إلى يد المزكي إليه، وهذا هو الإيتاء. من الفعل أتى، وهو يتضمن نفس المعنى الذي ذكرناه للإيتاء. فلا تعتبر زكاة ما لم ينتقل المال ويخرج من ملك المزكي إلى ملك المزكي إليه وأن يكون ذلك عن قصد وإرادة فلو تخلفا القصد والإرادة لا تعتبر زكاة. ولو وجد هذا القصد وهذه الإرادة ولم ينتقل المال ويتحرك لا تعبير زكاة.
ثم جعل لكل هذه الجوارح ولهذا المال عبادة مشتركة وهي الحج.
من ذلك نجد أن القول بأن الإتيان هو مجرد ظهور الشمس من جهة الشرق عند دوران الأرض من الغرب إلى الشرق قول باطل لغة وشرعا. فالشمس عندما تأتى تنتقل بنفسها من مكان إلى آخر بقصد وإرادة. وإذا تخلف أحد الأمرين تخلف الإتيان.
مطلع الشمس ومغربها
في سورة الكهف يقص الله تعالى خبرا عن" ذي القرنين" وهو أحد ملوك الأرض الصالحين. وسمي بذلك لأنه ملك ما بين مشرق الشمس ومغربها. فيخبرنا عز وجل أن" ذا القرنين" بلغ المغرب أولا فقال تعالى في الآية 86: ]حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ[ فالآية تتحدث عن غروب الشمس أي المكان الذي تغرب فيه والفعل منسوب للشمـس ]وَجَدَهَا تَغْرُبُ[ أي أن الشمس هي التي تغرب وليست الأرض هي التي تغرب. وقد حدد القرآن في هذه الآية مغرب الشمس، وأنه ]فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ[ أي ماء به طينة سوداء حامية.
ولتحديد هذا المكان على الأرض فإننا نقيس من مكة المكرمة تسعين خطا غربا - لأن مكة هـي مركز الأرض كما ذكرنا - فسنصل إلى خط الطول الذي يعطونه الآن رقم 50 وبالبحث في هذا المكان عن ما يمكن أن يكون ]عَيْنٍ حَمِئَةٍ[ فإننا نجد أن هذا الوصف لا ينطبق إلا على مصب نهر الأمازون.
وفي كتاب جغرافية العالم للدكتور كمال غلاب وصف لهذا النهر بأنه" حوض الأمازون يقطعه خط الإستواء وتنصرف مياهه في نهر الأمازون وهو أغزر الأنهار في العالم ويجري في اتجاه عام من الغرب إلى الشرق في سهل مستو وتحمل روافد النهر الهابطة من الإنديز ومنابع روافده الكبرى الهابطة من الكتل القديمة شماله وجنوبه كميات هائلة من الطمي ردمت هذا الحوض وملأته بطبقات سميكة من الطمي والصلصال".
وبينما تصف الآية الأولى المكان الذي تغرب فيه الشمس فإن الآية الثانية تصف السكان اللذين تطلع عليهم الشمس. يقول تعالى: ]حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطلعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطلُعُ عَلَى قَومٍ لم نَجعَل لهم مِن دُونِها سِتراَ[ فالآية تصف حال السكان اللذين وجدهم ذو القرنين عند مطلع الشمس حيث لم يجعل الله لهم حائلاً يظلهم من حر الشمس إذا اشتد. وقد حدد القرآن في هذه الآية مطلع الشمس، ولتحديد هذا المكان على الأرض فإننا نقيس من مكة المكرمة تسعين خطا شرقا، فنصل إلى خط الطول الذي يعطونه الآن رقم 130 وبالبحث في هذا المكان عن موضع لايمكن أن يقام عليه ما يستر فإننا نجده على جزيرة صغيرة بإندونسيا تسمى (هالماهيرا) وهي عبارة عن غابة استوائية مدارية لاتصلح لبناء قرى أو مدن لأنها كثيفة الأشجار، وهذان المكانان (مطلع الشمس ومغربها) يبعدان عن مكة المكرمة 90 درجة وكذلك عن المستقر.
ففي الآيتين نجد أن الفعلين للشمس ولا ذكر للأرض هنا ]تَغْرُبُ[ ]تَطلُعُ[ فكيف يقول تعالى إن الشمس تغرب وتطلع ونقول نحن إنها لا تفعل هذا ولا ذاك. بل إن الأرض هي التي تدور من الغرب إلى الشرق، فتبدو لنا الشمس تغرب وتطلع، بينما الحقيقة إنهـا لا تفعل ذلك؟ كيف يكذب أهل الأرض جميعاً الله عز وجل.
والشمس تجرى
كنت كلما قرأت القرآن أتعجب كثيرا من قول أولئك الذين كانوا يعبدون حجارة يصنعونها بأيديهم وقد يعلمون أنها لاتنفع ولا تضر، ولكنهم مجرد أتباع لآبائهم الأولين. ولا يقل عن ذلك تعجبي من عقول من يزعمون أنهم مؤمنون بالله، ومتبعون لكتابه. ثم هم يقولون بأن الأرض تجرى حول الشمس، بينما ربهم يقول في كتابه إن الأرض قارة ثابتة، وأن الشمس هي التي تجرى.
كيف طاوع المؤمنين إيمانهم وقالوا بأن الشمس ثابتة بالنسبة للأرض؟
من أجل ماذا يخالفون ربهم؟ وما دليلهم على هذه المخالفة؟
إن العقل والعلم يقولان أن أية نظرية تخالف تجربة واحدة مما تقرره هذه النظرية من نتائج تكون نظرية خاطئة. وأن ما بنى على باطل فهو باطل.
ومع ذلك رأينا نظرية ثبات الشمس ودوران الأرض قد أسست على باطل، ومع ذلك ظلت النظرية سارية. وأثبتت التجارب خلاف ما قال به واضعو النظرية ومع ذلك يتمسكون بصحتها. فقد أسست نظرية دوران الأرض على ثبات الشمس، ثم ثبت لهم بعد ذلك أن الشمس ليست ثابتة وإنما هي تجرى. وكان هذا حرياً بأن ينسف بالنظرية من جذورها. هكذا اتفق واضعو ومؤيدو ومروجو نظرية دوران الأرض على أن النظرية أساس بنيانها المتين هو ثبات الشمس ومركزيتها للكون، وثبت لهم بعد ذلك أن الشمس تجري، وأنها ليست مركز الكون. ورغم انهيار الأساس إلا أنهم لا زالوا متمسكين بقوة بنيانهم ومتانته وصحته فأنى لهم ذلك؟
قال فيثاغورث واضع بذرة دوران الأرض: " إن الأرض لا يمكن أن تكون نقطة العالم المركزية، إذ تقطنها نقائض عديدة. كما أنها في ذاتها مظلمة، ويجب أن يكون وسط الدنيا مضيئاً لأن الضوء إحدى الطيبات".
وقال كوبرنيقوس واضع نظرية دوران الأرض ومركزية الشمس:" في هذا المعبد الكبير من ذا الذي يستطيع أن يضع تلك الشعلة المضيئة في مكان آخر سوى المركز، حيث تضيء كل الأشياء في وقت واحد، فهذه الشمس هي نور العالم، بل هي روحه، بل هي التي تتحكم فيه، وهي جالسة على عرشها القدسي، ترشد أسرة الكواكب إلى طريقها".
وقال جاليليو الذي أقنع سكان الأرض أنها تدور وأن الشمس هي المركز - دون أي دليل:" إن الشمس تقف ساكنة في مركز الكون، والأرض لا تقف في مركز الكون وإنما تدور يوميا حول نفسها، وسنوياً حول الشمس".
هؤلاء الثلاثة هم صناع نظرية دوران الأرض فيثاغورث وكوبرنيقوس وجاليليو. الأول وضع البذرة والثاني سقاها والثالث رعاها. وقد انهدم نصف النظرية وشقها الأساسي. وهو قولهم إن الشمس ثابتة وأنها مركز الكون. وكان ينبغي أن يتبعه النصف الثاني القائل بدوران الأرض.
وكان ينبغي أن يتمسك أهل القرآن بموقفهم، فقرآنهم لم يخذلهم، وأن يزيدهم ذلك إيمانا به واستمساكاً. أما أن يغرر بهم ويغويهم الشيطان بأن جريان الشمس لم ينقض نظرية القائلين بثباتها. وإنما ينقض قول أهل القرآن القائل بأن الشمس تجرى، فهذا أمر لا يعقل ولا يتصور.
ولكن ذلك تم بالفعل وتراجع أهل القرآن عن موقفهم ووافقوا الشيطان والتجريبيين في أن الأرض هي التي تدور، رغم أنه ثبت لديهم أن الشمس تجرى كما يقول قرآنهم.
هكذا انقض أساس النظرية، والعقل والعلم يقولان بأن تنقض النظرية كلها ولكن ذلك لم يكن وتمادوا في غيهم وتمسكوا بإفكهم وقالوا: (ومع ذلك فالأرض تدور). وجريان الشمس؟ ماذا تفعلون فيه؟ ففكروا، ودبروا، ونظروا، ثم قالوا: إنها تجرى حول المجرة.
وليس على من صرفهم الله عن آياته وتركهم في الظلمات، وختم على سمعهم وأبصارهم بغشاوة، وجعل على قلوبهم أكنة، ليس عليهم جناح أن يقولوا بهذه الهرطقة والزندقة والشعوذة والخطرفة - على حد تعبير المجلس الكنسي - أما أن يتبعهم أهل القرآن الـذين بين لهم رسولهم ما قاله القرآن ]وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[ وأخبرهم عن مكان هذا المستقر. وأن الشمس بذلك تدور حول الأرض. فهذا لا يكون إلا في الزمن الذي أخبر عنه e بأن المسلمين سيتبعون فيه الغرب شبرا بشير حتى لو أتى أحدهم أمه لأتاها. وأحسب أننا نعيش هذا الزمن، وإيانا كان يعنى رسول الله.
ولو سألنا أهل الأرض الآن، مؤمنهم أو كافرهم، القائلين بدوران الأرض. وبأن الشمس إنما تجرى حول المجرة. لماذا تدور الشمس حول المجرة؟ فلن يجيبوا إلا بأن كل شيء في الكون يجذب كل شيء فيه - يريدون كوناً قائما بذاته - وما دامت الشمس تجذب الكواكب والأرض، فلا بد أنها الأخرى مجذوبة بشيء. هذا الشيء هو المجرة. والمجرة لابد أن يجذبها شيء آخر. ما هو؟ المجموعات النجمية. والمجمـوعات النجمية ماذا يجذبها؟ إلى هنا: لا يدرون.
وأيا ما كان الأمر، فهنا يظهر مرة أخرى السؤال الملح: لماذا تدور الشمس حول المجرة؟ وهي لن تكمل دورتها إلا بعد ملايين السنين الضوئية؟ وما هو دليلكم على ما تقولون؟ ولماذا لا يكون جريها حول الأرض وهو ما نراه بأعيننا؟ أهي المخالفة لقول الله وحسب؟
كان ينبغي على المؤمنين وهم (أولوا الألباب، أولوا النهي) أن يدركوا أن الشمس مسخرة للأرض وليس للمجرة، وأن فلـك الشمس الذي تسبح فيه حول الأرض وليس حول المجرة. وأن الشمس والقمر في سباق حول الأرض وليس حول المجرة وأن الله تعالى لم يذكر المجرة أبدا في كتابه، وأن الرسول لم يذكرها أبدا في حديثه. وما المجرة إلا تشكيل من النجوم يتكتل في منطقة معينة من السماء لأمر يريده الله وسنبينه عند الحديث عن المجرة. ثم إن الله تعالى الذي سخر الكون للإنسان لم يقل في القرآن. إني جاعـل في المجرة خليفة. بـل قال ]إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً[ (البقرة:30).
ثم هل أرسل الله إلى المجرة رسلاً؟
وهنا قد يقول أحد المغيبة عقولهم: إن الله لم يقل، ولم يحدد اتجاه جرى الشمس. ولم يقل أنها تجرى حول الأرض. فمن الممكن أنها تجرى إلى أي مكان.
وأشبه بهذا القائل بمن يتحدث إليه آخر وليس في المكان غيرهما ثم عند نهاية الكلام يسأل المستمع المتكلم: هل أنت تكلمني؟ ولو قلت له: هل هذا سؤال؟
فسيقول لك: إن المتحدث لم يقل لي في بداية حديثه: إنني أحدثك. ولكن الخطاب موجه لك وحدك؟ وليس ثم غيرك !!
هذه الحال أشبه بحال الذين يقول الله لهم: أن الشمس تجرى، وأنها مسخرة لكم. وأنها تطلع كل يوم عليكم. وأن الله يأتي بها لكم. ثم يقولون: إن الكلام ليس لنا. عندما يقول تعالى ]وَالشَّمْسُ تَجْرِي[ ]إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ[ ]وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ[ (يس:40) أهذا حديث يخص الأرض أم المجرة؟
ربما لم يقل القرآن صراحة أن الشمس تجرى حول الأرض. ولكنه قال ما هو أدق وأضبط وأبين من ذلك. فحدد مكاناً بعينه تجرى إليه الشمس وهو (المستقر) ثم بين رسوله مكان هذا المستقر تحديدا لا يقبل لبساً أو غـموضاً معه ]وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ[ وللمؤمنين بالله وكتبه ورسله القائلين بأن الشمس تجرى حول المجرة، ونحن نختلف معهم، هل يقبلون أن نحتكم إلى الله ورسوله كما دعانا الله لذلك في قوله ]فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا [هل يقبلون ذلك؟
إذن فلنبحث في القرآن عن وجهة الشمس وهي تجرى. وإن كان والله الأمر لا يحتاج إلى بحث. ولكن لا بأس.
يقول تعالى في سورة يس: ]وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعـَزِيزِ الْعـَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) [.
هذه الآيات تتحدث عن آية من آيات الله للناس، ونعمة من نعمه عليهم. في الحياة الدنيا، فلا شأن لهذه الآيات باليوم الآخر.
فيخبر الله تعالى: أن هذه الشمس المسخرة لنا والتي نراها بأعيننا تأتى من الشرق وتذهب في الغرب. إنما تجرى نحو مستقر لا نراه نحن. وليس الأمر مجرد شروق وغروب. هذا المستقر هو الذي تجرى من أجله، ومن أجل الوصول إليه، حتى إذا ما وصلت إليه استقرت فيه لمدة ثم تعاود جريها بعد ذلك، وهكذا، والأمر ليس متروكا لتقدير الشمس وجريها وإرادتها، ولكن الأمر بتقدير الله الذي لا يستطيع أحد أن يعقب على تقديره، لأن الله تعالى الإله الذي يأمر فيطاع، وثانيا أوامره وتقديراته بعلم وحكمه.
وهذا القمر الذي نراه بأعيننا يبزغ ويأفل، له أمور لا نراها بأعيننا، وهي أن الله تعالى ينزله منازل مقدرة تقديرا، فيمكث في كل منزل مدة حتى يعود متقوسا دقيقاً كالعرجون اليابس القديم، الذي قطع مـن نخلته منذ مدة، فيكون بذلك علامة أنـه نزل في كل منازله التي قدرها ربه، فيبدأ من جديد.
وحركة الشمس والقمر البادية لنا ونراها بأعيننا والتي تتقدم فيها الشمس على القمر نصف الشهر ثم يتقدم القمر النصف الآخر، فيها أمور لا ندركها نحن بأعيننا، هي من تدبير الله تعالى فيهما، والذي قدر ألا تدرك الشمس القمر لحكمة بالغة ولا تلحقه في جريه، رغم أنها أكبر منه، وأسرع منه، وأضوأ منه، ورغم أنها تجرى في نفس اتجاهه، ولكنها لا تلحق به، وذلك لأنه تعالى جعل حركتهما مستديرة متوازية حول الأرض. وجعل لكل منهما فلكاً يدور فيه موازياً تماما لفلك الآخر. غير أن فلك القمر هو الأقرب للأرض، وفلك الشمس هو الأبعد والأكبر إذ أن فلكها أربعة أضعاف فلك القمر، لذلك فرغم سرعتها فإنها لا تدركه، أي لا تقطع فلكها وتدور في أبراجها وتنزل منازلها في نفس المدة التي يفعل هو فيها كل ذلك. في هذا السباق السماوي.
والشمس والقمر، لا يصنعان الليل والنهار وإنما هما فقط يجريان فيهما، فالليل والنهار هما الوقتان اللذان يجري فيهما الشمس والقمر. وكل منهما (الشمس والقمر والليل والنهار) في فلك يسبحون. أي في مدار دائري يسبحون. وليس في مدار بيضاوي أو إهليليجي كما يقولون الآن. ولكل حكمه وعمله.
فهذه هي الآيات التي يفعلها الله للشمس والقمر والليل والنهار مغايرة لما نراه بأعيننا ونحن لا نرى إلا مظاهر هذه الآيات وآثار فعل الله فيها.
تماما كما أخبر تعالى في آيات الأرض التي تسبق آيات السماء هـذه وقـال فيها: ]وَآيَةٌ لَهُمْ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)[ (يس).
فهذه الآيات تخبر أن الله تعالى هو الفاعل لما تخرجه الأرض من زروع وثمار وأنه تعالى له تدبير في الأرض لا نراه بأعيننا وإنما نرى أثره. واضح ذلك من الآيات ]الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ[ فالذي أحياها هو الله والذي أخرج منها هو الله وفي الكلمات (وجعلنا) (وفجرنا) فهذه أعمال الله في الأرض كما رأيناها في السماء لذلك يقول تعالى في سـورة الـواقعة ]أَفَـرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعـُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُـونَ (64)[ فهذه الآيات الأرضية سبقت هذه الآيات السماوية، ثم ذكر تعالى بعد ذلك آيات بحرية تخبرنا أيضا أنه تعالى له شأن وأمر في البحر الذي نرى أثره فقط بأعيننا. يقول تعالى: ]وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ (43) إِلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) [ (يس).
فـواضح من الآيات أن حقيقة الأمر غير ما نرى، فليست الفلك هي التي تحملنا رغم رؤيتنا لذلك، وليس الريح هو الذي يسيرنا، وليست نجاتنا من الغرق لأن البحر هادى والريح طيبة، بل إن الأمر غير ذلك، فالحقيقة التي لا نراها أن لله الأمر من قبل ومن بعد ولـه تـعالى تدبير في البـحر لا نـراه ولكــننا نـرى أثــره، فهو تعالى ]حَمَلْنَا[ ]وَخَلَقْنَا [و] نُغْرِقْهُمْ[ و ]رَحْمَةً مِنَّا [. فالأمر من قبل ومن بعد لله.
فآيات السماء التي ذكرها لنا تعالى للشمس والقمر والليل والنهار هي التدابير التي لا نراها بأعيننا وإن كنا نرى أثرها. وما نراه هو ما قاله عنهم تعالى أنهم جميعا يدورون حول الأرض. يقول تعالى ذاكرا الجري لمخلوقاته الأربع (الشمس والقمر والليل والنهار) في أربع آيات لا غير في القرآن الكريم:
(1) ]اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ
رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [.
(2) ]يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا
يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [(فاطر:13)
(3) ]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [(لقمان:29)
(4) ]خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ

=========


>>>> الرد الثالث :

https://www.youtube.com/watch?v=MtCPq04Z5T8

=========


>>>> الرد الرابع :

لا افهم بم يفكر هؤلاء المجانين

طيب
لنفرض ان الارض مركز الكون
و لنر حجم التناقضات التي ستظهر للعيان -_-

كيف تفسرون و لو بعض الظواهر البسيطة بالاعتماد على نظرية طفولية مثل نظرية ثبات الارض في مركز الكون
ما هذا ؟

هذا و سيكون لي عودة للمناقشة العلمية بحق ان شاء الله

=========


>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamzaaou
https://www.youtube.com/watch?v=mtcpq04z5t8

هذه جميلة

و اعتقد بصحتها

و هذا ما هو معتمد ايضا

و بما ان الحركة نسبية فان قضية الدوران نسبية ايضا
و هي صحيحة


لكن المركزية في الكون امر سخيف بحق

=========


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة star maria
هذه جميلة

و اعتقد بصحتها

و هذا ما هو معتمد ايضا

و بما ان الحركة نسبية فان قضية الدوران نسبية ايضا
و هي صحيحة


لكن المركزية في الكون امر سخيف بحق

اختي لكن في العلم الحديث هذه خاطئة


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamzaaou
اختي لكن في العلم الحديث هذه خاطئة

في حكايات l'espace-temps و ما شابهها ؟

لا اظن هذا

كل شيء يعتمد على المرجع المعتمد في دراسة الحركة


الحركة و السكون امران نسبيان
و مسار الحركة نسبي ايضا

لا شيء مطلق في هذه الامور

و منه فان من يقول ( في الحقيقة ) فانه ياتي باساس خاطىء لنظرياته
ففي الحقيقة ,,, لا توجد حقيقة للحركة و المسار في الحركة

لو درست حركة الارض بالنسبة لمركز الشمس فستكون كما ندرسها
و لو درستها بالنسبة لمركز المجرة فاظن انها ستكون اشبه بالتي في الفيديو
و لو درستها بالنسبة لشيء اخر فستتغير حتما
و لو درستها بالنسبة لمركزها مثلا فستكون دورانية

صحيح ؟

تخيل انه ان قلنا دورانية و سكتنا فياتي احد ليقول لا ( و نحن نتاخذ مركزها مرجعا )
حركتها مختلفة ( و ياتي بحركتها حول الشمس و حول نفسها ) و ياتخذ لهذا مرجع مركز الشمس

هل يصح نفي صحة اي جملة من هاتين الجملتين ؟
او هل يصح تاكيد هتين الجملتين مطلقا و تعميمهما ؟

لا يصح !!


هذا بخصوص الفيديو




اما حكاية مركزية الارض و ما شابهها فانها مبرهنة سلفا علميا
و المطلوب هو نفي التفاسير الخاطئة لبعض الايات و تفسيرها بطريقة صحيحة

المهم

سارى ما يمكنني قوله بخصوص مركزية الارض هذه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة star maria
في حكايات l'espace-temps و ما شابهها ؟

لا اظن هذا

كل شيء يعتمد على المرجع المعتمد في دراسة الحركة


الحركة و السكون امران نسبيان
و مسار الحركة نسبي ايضا

لا شيء مطلق في هذه الامور

و منه فان من يقول ( في الحقيقة ) فانه ياتي باساس خاطىء لنظرياته
ففي الحقيقة ,,, لا توجد حقيقة للحركة و المسار في الحركة

لو درست حركة الارض بالنسبة لمركز الشمس فستكون كما ندرسها
و لو درستها بالنسبة لمركز المجرة فاظن انها ستكون اشبه بالتي في الفيديو
و لو درستها بالنسبة لشيء اخر فستتغير حتما
و لو درستها بالنسبة لمركزها مثلا فستكون دورانية

صحيح ؟

تخيل انه ان قلنا دورانية و سكتنا فياتي احد ليقول لا ( و نحن نتاخذ مركزها مرجعا )
حركتها مختلفة ( و ياتي بحركتها حول الشمس و حول نفسها ) و ياتخذ لهذا مرجع مركز الشمس

هل يصح نفي صحة اي جملة من هاتين الجملتين ؟
او هل يصح تاكيد هتين الجملتين مطلقا و تعميمهما ؟

لا يصح !!


هذا بخصوص الفيديو




اما حكاية مركزية الارض و ما شابهها فانها مبرهنة سلفا علميا
و المطلوب هو نفي التفاسير الخاطئة لبعض الايات و تفسيرها بطريقة صحيحة

المهم

سارى ما يمكنني قوله بخصوص مركزية الارض هذه

dok nzid nb7ath
alokht

مالا واش كنا نخرطو فليكومبوا تاع الفيزياء ga3 صحاح و الأساتذة ديرونا كعكوعي ههههههههه

ارجو نقل الموضوع الى قسمه المناسب
و ثانيا من اراد اقناعنا بوجهة نظره عليه ترك مصدر المقالات التي نقلها لنا و ان تكون مواقع اسلامية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~نهال~~
ارجو نقل الموضوع الى قسمه المناسب
و ثانيا من اراد اقناعنا بوجهة نظره عليه ترك مصدر المقالات التي نقلها لنا و ان تكون مواقع اسلامية

اختي مصدر المقالة لي درتها نتع الشيخ محمد العريفي ...

اما الفيديو فوجدته صدفة

اذن اكتبو المصدر في المقالة و الا سيعتبر مخالفا للقوانين

نرجو الالتزام يقواعد القسم مثل هذه المواضيع لديها قسم خاص كي نتجنب الفوضى لا اكثر من فضلكم
أتمنى أن تاخذوا رأيي بعين الاعتبار


.................................................. ....................