>>>> الرد الأول :
زوار 155,093
زوار المقال 741
الحركة الصهيونية
تعريف : هي حركةسياسية عنصرية ، رجعية , لا إنسانية استهدفت تجميع اليهود من كل أنحاء العالم وتوحيدهم اعتمادا على :
1-تزوير التاريخ
2-استغلال الدين ( اتخاذه ذريعة )
ويصعب العثور في التاريخ الإنساني العام قديمه وحديثه على حركة مماثلة ، حيث لم تكن تتكون حين أنطقتها من مجموعة عوامل ايجابية متكاملة أو ناضجة – كما يفترض – وإنما تكونت من عوامل سلبية منها :
1-معاداة السامية
2-الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة
وقد دعمت الدول الاستعمارية هذه الحركة :
1-للتخلص من النفوذ الاقتصادي والسياسي لليهود في أوروبا
2-للتخلص من تجمعاتهم السكنية ( الغيتو ) التي أثارت نقمة في نفوس سكان هذه البلدان
وحين عقد مؤتمر ( بازل ) في سويسرا الذي سنأتي على ذكره فيما بعد ، كانت أبرز قضاياه
1-بعث اليهودية في يهود أوربا الغربية ، وتعليم اليهود اللغة العبرية التي كانت شبه ميتة ومحصورة فقط في إطار الصلاة والعبادة
2-توجيه أنظار اليهود نحو فلسطين أو أي مكان آخر قد يؤمن لهم المستقبل الأفضل
العوامل الجذرية لقيام الحركة الصهيونية ، وعلاقتها باختيار فلسطين لتقيم عليه كيانها , تستند العقيدة الصهيونية إلى ثلاثة جذور يعتبر كل منها ركنا لم يكن للصهيونية ان تستمر دونه وهي :
أولا : الجذر الديني واتخاذه ذريعة
يظهر الجذر الديني في كلمة ( الصهيونية ) كمصطلح للدلالة على أهمية الجسر الديني التاريخي بين ( صهيون ) الأمس والصهيونية اليوم ، أي بين أرض التوراه ومملكة داوود وسليمان في القرن العاشر ق.م وبين الحركة السياسية في نهاية القرن التاسع عشر وقد وردت كلمة ( صهيون ) في التوراة ( 152 ) مرة وفي العهد الجديد ( 7) مرات , وتأكيدا لأهمية الجذر الديني يقول هربرت بارس في شرحه لطبيعة الصهيونية : تعلم اليهود أنهم نفوا لأنهم ارتكبوا الخطيئة ، وعندما يكفرون عن خطاياهم يعودون الى أرض الميعاد .
وقد استغل زعماء الحركة الصهيونية هذه المقولة أبشع استغلال ليوجهوا بقوة أنظار اليهود نحو فلسطين ويصرفوا النظر عن التفكير في مكان آخر .
ثانيا : الجذر التعاطفي : الهوية
ورد هذا الجذر أحيانا باسم الجذر التاريخي ، أو الجذر العاطفي تجاه الأرض المقدسة ، الأمر الذي خلق رابطة وحدوية ( ملفقة ) بين اليهود في الشتات ، من ناحية أخرى ارتبطت العاطفة اليهودية بمعاداة السامية الحديثة ، فتوجهوا نفسيا وفكريا نحو حل مشترك ببناء وطن خاص بهم على أن يعتمدوا في ذلك على الدوافع التي تثير العواطف ن تاريخية أو معاصرة ، ايجابية أو سلبية ، ومع بروز القوميات وانتشارها في أوروبا طرح السؤال ، عما اذا كان بإمكان اليهود أن يساهموا في بناء حضارة قومية في أوروبا أو يكونوا مواطنين فيها ، فجاء جواب زعماء صهيون واضحا وهو نعم لحضارة قومية لليهود ولكن وقبل ذلك يجب أن يختار اليهود مكانا يكتسبون فيه شرعية تاريخية ، وهكذا تحولت الأنظار نحو فلسطين
ثالثا : الجذر الاستعماري الاستيطاني
شكل الاستعمار الأوروبي فكرا ونهجا وممارسة أصلا متينا للصهيونية وعاملا أساسيا في استمرارها ، فلا صهيونية دون استعمار أوروبي ، ولا نجاح للاستعمار الصهيوني إن لم يكن استعمارا استيطانيا .
من هنا ، فان التوجه الاستعماري في انطلاقة الحركة الصهيونية لم يكن مجرد حلف مرحلي ، وإنما كان حلفا استراتيجيا ، ومبدأ ثابتا من مبادئ الصهيونية .
وفي أوج العصر الاستعماري الأوروبي وبينما كانت أراضي قارة شاسعة كأفريقيا تتنازعها وتتبادلها القوى الاستعمارية ، لم يكن أمرا مخالفا لمنطق العصر أن تولد الصهيونية من رحم الاستعمار ، ولم يكن أمرا مستهجنا أنتعرض على الصهيونية أراض متعددة كي تستعمرها وتحولها وطنا لها مثل موزمبيق ، أوغندا ، الأرجنتين أو فلسطين ، فاختارت الصهيونية فلسطين لسهولة الوصول إلى تحقيق الفكرة بالاعتماد على المنطق التاريخي حتى لو كان مغلوطا ومزيفا .
التناقضات البارزة في الحركة الصهيونية وجذورها
1-جسدت الحركة الصهيونية في اختيارها لفلسطين أرضا لها " التناقض الرئيسي الأول في جوهرها " فهي حركة توحيد وانبعاث ( كما وصفت ) لليهود ، وفي نفس الوقت هي حركة استعمارية في التاريخ وصلت إلى ما وصلت إليه الحركة الصهيونية في فلسفتها وقوانينها وتعاملها مع الشعب صاحب الأرض والحق في السيادة
2-ولما كان على الصهيونية أن تقيم جسرا بين مشروع دولتها المستقبلية وبين الدولة الإسرائيلية القديمة منذ آلاف السنين ، اصطدمت بالتناقض الرئيسي الثاني ، وهو التناقض بين : المنهج الخلقي العلمي المتعارف عليه في قراءة التاريخ وبين المنهج العنصري الانتقائي " من أجل إقامة الجسر المزعوم بين ماضيها وحاضرها ، ومعمدة الإغفال الكلي للمراحل التاريخية وأصولها وبداياتها وجذورها الكنعانية وإسلاميتها وعروبتها ، فالكنعانيون بناة الحضارة الأولى والعرب أسياد البلاد وشعبها منذ فجر التاريخ وفلسطين ليست أرضا بلا شعب كما يزعمون
3-جسدت الصهيونية في تحالفها مع كبرى الدول الاستعمارية تحالفا لا حياة لها من دونه ، وهذا هو التناقض الثالث ، فهي تدعي أنها حركة وطنية تحررية لاستدرار عطف اليهود وتجميعهم حولها ، وهي حركة استعمارية استيطانية في حقيقتها .
4-يتجسد التناقض الرئيسي الرابع في الصهيونية بين الديمقراطية التي تدعيها وبين سياسة التمييز العنصري التي تمارسها والتمييز العنصري هو الأساس في البنية الصهيونية .
وهناك تناقضات أخرى كثيرة أهمها :
1-التناقض بين الإطار العلماني الذي تتبناه الحركة وبين الجذور والأدوات الدينية
2-التناقض بين الحياة الغربية الحديثة وبين الحضارة الإسرائيلية الشرقية القديمة ( الاشكنازيم والسفارديم )
3-التناقض بين أدعاء الصهيونية أنها تمثل كل اليهود في حين نجد لها أعداء كثيرين بين اليهود أنفسهم .
العوامل الدافعة إلى ظهور الصهيونية
1-معاداة السامية 3- مصالح بريطانيا الاستعمارية في الشرق
2-فشل اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية .
المؤتمر الصهيوني الأول ( بازل ) 1897 م
عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في الفترة الواقعة ما بين 29 – 31 آب 1897 م ، حضره ( 204) زعماء يهود يمثلون (15) دولة ، ترأس المؤتمر مؤسس الصهيونية الأول وصاحب كتاب ( الدولة اليهودية ) ثيودور هرتسل ، وكان أبرز ما جاء في كلمة هرتسل الافتتاحية أنه :
1- يرفض رفضا قاطعا الوسائل الاستعمارية القديمة بالسيطرة على فلسطين قطعة قطعة .
2- ركز على أهمية الوعد الدولي في إنشاء ون قومي لليهود
3- ضرورة إنشاء مؤسسات صهيونية جديدة
4- اعتبار معاداة السامية شعارا لتحقيق الهدف
انتهى المؤتمر بانتخاب هرتسل رئيسا للمنظمة الصهيونية ، وأهم ما خرج به المؤتمرون ما عرف ببرنامج الحركة الصهيونية العالمية ( برنامج بازل ) ومن أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام / ولتحقيق أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام ، ولتحقيق هذا الهدف يتخذ المؤتمر الوسائل التالية :
أولا : تعزيز الاستيطان في فلسطين باليهود المزارعين والحرفيين والمهنيين بناء على قواعد صالحة .
ثانيا: تنظيم اليهود كافة ، وتوحيدهم بإنشاء المؤسسات المحلية والعامة الملائمة وفقا للقوانين السارية في كل بلد
ثالثا: تقوية الشعور اليهودي القومي والضمير القومي .
رابعا: اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على موافقة الحكومات التي يجب الحصول عليها لتحقيق هدف الصهيونية
وقد كتب هرتسل في يومياته عقب انتهاء المؤتمر :" لو شئت اختصار المؤتمر في كلمة واحدة لقلت باختصار في بازل أنشأت الدولة اليهودية "
وعد بلفور 1917 م
أشرنا سابقا أنه ما كان لأطماع اليهود في فلسطين ان تتحقق لولا دعم الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العظمى التي كانت تفرض انتدابها على فلسطين آنذاك ، وقد صدر وعد بلفور عن وزارة الخارجية البريطانية في 2/11/1917م وهو عبارة عن رسالة موجهة من اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى البارون روتشيلد أكبر الأثرياء اليهود ، وأهم ما جاء فيها :
" إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل جهدها لتحقيق ذلك "
لقد صدر الوعد في رسالة ، ولم يصدر في اتفاقية رسمية ، ومع ذلك اعتبر وثيقة سياسية رسمية أخضعت أرض فلسطين وشعبها لأسوأ احتلال عنصري عرفته البشرية في تاريخها القديم والحديث.
ومن الناحية القانونية اعتبر الوعد باطلا ومخالفا للشرعية الدولية على أساس أن :
1-بريطانيا كانت دولة مستعمرة ولم يكن لها سيادة على فلسطين ، وكل ما يصدر عنها من قرارات وقوانين يعتبر باطلا ولاغيا .
2-لا يحق لدولة – بناء على مشيئتها – ان تمد سطوتها على حساب دول وشعوب أخرى
3-القانون الدولي لا يعترف بأهلية الدولة البريطانية على أراض غير أراضيها الخاصة وعلى شعوب غير شعوبها ورعاياها .
4-انه أعطى شعبا هو ( اليهود ) حق التملك بلاد تخص شعبا اخر ( الفلسطينيين ) بدعم ومساندة من شعب ثالث هو ( الشعب البريطاني ) ، فهو وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق .
·حقائق بارزة متعلقة بنشأة الصهيونية وتطورها
أولا : هي حركة سياسية نشأت وترعرت في أوروبا ، وان استبدلت ثقلها الأوروبي بالأميركي لأسباب سياسية واقتصادية
ثانيا: لم يكن لها أن تستمر لولا تحالفها الاستراتيجي مع القوى الاستعمارية
ثالثا : هي حركة استيطانية استعمارية في جهرها ومضمونها وتعتبر آخر الحركات الاستعمارية في العالم ، جاءت لتحتل وتبقى – حسب أطماع زعماء صهيون – للأبد.
·إن الادعاء الصهيوني بالحقوق الدينية في فلسطين ادعاء مردود على الحركة الصهيونية ، لان العقل البشري لا يأخذ بالنبوءات التوراتية ، لآن هذه النبوءات – في حال القبول بها – تنقلب عليهم ، فهي تشمل العرب قبل اليهود لكونهم أبناء الابن الأكبر لإبراهيم أي إسماعيل
·والادعاء الصهيوني بالحقوق التاريخية مردود أيضا بسبب البعد الزمني الهائل بين حكم بني إسرائيل القديم ودولة إسرائيل الحالية ، والتي لا يمكن له أن يؤسس لدولة حديثة ، ويلغي وجود الحق التاريخي
·والادعاء الصهيوني بفلسطين مردود تاريخيا لأنه تحقق عن طريق القوة والمذابح والسلب والاحتلال .
فأرض فلسطين لشعبها تاريخيا وقوميا وحضاريا وقانونيا وروحيا ووجدانيا
المصادر والمراجع
·بيان نويهض الحوت ، فلسطين : القضية ، الشعب ، الحضارة ، دار الاستقلال للدراسات والنشر – بيروت.
=========
>>>> الرد الثاني :
زوار 155,093
زوار المقال 741
الحركة الصهيونية
تعريف : هي حركةسياسية عنصرية ، رجعية , لا إنسانية استهدفت تجميع اليهود من كل أنحاء العالم وتوحيدهم اعتمادا على :
1-تزوير التاريخ
2-استغلال الدين ( اتخاذه ذريعة )
ويصعب العثور في التاريخ الإنساني العام قديمه وحديثه على حركة مماثلة ، حيث لم تكن تتكون حين أنطقتها من مجموعة عوامل ايجابية متكاملة أو ناضجة – كما يفترض – وإنما تكونت من عوامل سلبية منها :
1-معاداة السامية
2-الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة
وقد دعمت الدول الاستعمارية هذه الحركة :
1-للتخلص من النفوذ الاقتصادي والسياسي لليهود في أوروبا
2-للتخلص من تجمعاتهم السكنية ( الغيتو ) التي أثارت نقمة في نفوس سكان هذه البلدان
وحين عقد مؤتمر ( بازل ) في سويسرا الذي سنأتي على ذكره فيما بعد ، كانت أبرز قضاياه
1-بعث اليهودية في يهود أوربا الغربية ، وتعليم اليهود اللغة العبرية التي كانت شبه ميتة ومحصورة فقط في إطار الصلاة والعبادة
2-توجيه أنظار اليهود نحو فلسطين أو أي مكان آخر قد يؤمن لهم المستقبل الأفضل
العوامل الجذرية لقيام الحركة الصهيونية ، وعلاقتها باختيار فلسطين لتقيم عليه كيانها , تستند العقيدة الصهيونية إلى ثلاثة جذور يعتبر كل منها ركنا لم يكن للصهيونية ان تستمر دونه وهي :
أولا : الجذر الديني واتخاذه ذريعة
يظهر الجذر الديني في كلمة ( الصهيونية ) كمصطلح للدلالة على أهمية الجسر الديني التاريخي بين ( صهيون ) الأمس والصهيونية اليوم ، أي بين أرض التوراه ومملكة داوود وسليمان في القرن العاشر ق.م وبين الحركة السياسية في نهاية القرن التاسع عشر وقد وردت كلمة ( صهيون ) في التوراة ( 152 ) مرة وفي العهد الجديد ( 7) مرات , وتأكيدا لأهمية الجذر الديني يقول هربرت بارس في شرحه لطبيعة الصهيونية : تعلم اليهود أنهم نفوا لأنهم ارتكبوا الخطيئة ، وعندما يكفرون عن خطاياهم يعودون الى أرض الميعاد .
وقد استغل زعماء الحركة الصهيونية هذه المقولة أبشع استغلال ليوجهوا بقوة أنظار اليهود نحو فلسطين ويصرفوا النظر عن التفكير في مكان آخر .
ثانيا : الجذر التعاطفي : الهوية
ورد هذا الجذر أحيانا باسم الجذر التاريخي ، أو الجذر العاطفي تجاه الأرض المقدسة ، الأمر الذي خلق رابطة وحدوية ( ملفقة ) بين اليهود في الشتات ، من ناحية أخرى ارتبطت العاطفة اليهودية بمعاداة السامية الحديثة ، فتوجهوا نفسيا وفكريا نحو حل مشترك ببناء وطن خاص بهم على أن يعتمدوا في ذلك على الدوافع التي تثير العواطف ن تاريخية أو معاصرة ، ايجابية أو سلبية ، ومع بروز القوميات وانتشارها في أوروبا طرح السؤال ، عما اذا كان بإمكان اليهود أن يساهموا في بناء حضارة قومية في أوروبا أو يكونوا مواطنين فيها ، فجاء جواب زعماء صهيون واضحا وهو نعم لحضارة قومية لليهود ولكن وقبل ذلك يجب أن يختار اليهود مكانا يكتسبون فيه شرعية تاريخية ، وهكذا تحولت الأنظار نحو فلسطين
ثالثا : الجذر الاستعماري الاستيطاني
شكل الاستعمار الأوروبي فكرا ونهجا وممارسة أصلا متينا للصهيونية وعاملا أساسيا في استمرارها ، فلا صهيونية دون استعمار أوروبي ، ولا نجاح للاستعمار الصهيوني إن لم يكن استعمارا استيطانيا .
من هنا ، فان التوجه الاستعماري في انطلاقة الحركة الصهيونية لم يكن مجرد حلف مرحلي ، وإنما كان حلفا استراتيجيا ، ومبدأ ثابتا من مبادئ الصهيونية .
وفي أوج العصر الاستعماري الأوروبي وبينما كانت أراضي قارة شاسعة كأفريقيا تتنازعها وتتبادلها القوى الاستعمارية ، لم يكن أمرا مخالفا لمنطق العصر أن تولد الصهيونية من رحم الاستعمار ، ولم يكن أمرا مستهجنا أنتعرض على الصهيونية أراض متعددة كي تستعمرها وتحولها وطنا لها مثل موزمبيق ، أوغندا ، الأرجنتين أو فلسطين ، فاختارت الصهيونية فلسطين لسهولة الوصول إلى تحقيق الفكرة بالاعتماد على المنطق التاريخي حتى لو كان مغلوطا ومزيفا .
التناقضات البارزة في الحركة الصهيونية وجذورها
1-جسدت الحركة الصهيونية في اختيارها لفلسطين أرضا لها " التناقض الرئيسي الأول في جوهرها " فهي حركة توحيد وانبعاث ( كما وصفت ) لليهود ، وفي نفس الوقت هي حركة استعمارية في التاريخ وصلت إلى ما وصلت إليه الحركة الصهيونية في فلسفتها وقوانينها وتعاملها مع الشعب صاحب الأرض والحق في السيادة
2-ولما كان على الصهيونية أن تقيم جسرا بين مشروع دولتها المستقبلية وبين الدولة الإسرائيلية القديمة منذ آلاف السنين ، اصطدمت بالتناقض الرئيسي الثاني ، وهو التناقض بين : المنهج الخلقي العلمي المتعارف عليه في قراءة التاريخ وبين المنهج العنصري الانتقائي " من أجل إقامة الجسر المزعوم بين ماضيها وحاضرها ، ومعمدة الإغفال الكلي للمراحل التاريخية وأصولها وبداياتها وجذورها الكنعانية وإسلاميتها وعروبتها ، فالكنعانيون بناة الحضارة الأولى والعرب أسياد البلاد وشعبها منذ فجر التاريخ وفلسطين ليست أرضا بلا شعب كما يزعمون
3-جسدت الصهيونية في تحالفها مع كبرى الدول الاستعمارية تحالفا لا حياة لها من دونه ، وهذا هو التناقض الثالث ، فهي تدعي أنها حركة وطنية تحررية لاستدرار عطف اليهود وتجميعهم حولها ، وهي حركة استعمارية استيطانية في حقيقتها .
4-يتجسد التناقض الرئيسي الرابع في الصهيونية بين الديمقراطية التي تدعيها وبين سياسة التمييز العنصري التي تمارسها والتمييز العنصري هو الأساس في البنية الصهيونية .
وهناك تناقضات أخرى كثيرة أهمها :
1-التناقض بين الإطار العلماني الذي تتبناه الحركة وبين الجذور والأدوات الدينية
2-التناقض بين الحياة الغربية الحديثة وبين الحضارة الإسرائيلية الشرقية القديمة ( الاشكنازيم والسفارديم )
3-التناقض بين أدعاء الصهيونية أنها تمثل كل اليهود في حين نجد لها أعداء كثيرين بين اليهود أنفسهم .
العوامل الدافعة إلى ظهور الصهيونية
1-معاداة السامية 3- مصالح بريطانيا الاستعمارية في الشرق
2-فشل اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية .
المؤتمر الصهيوني الأول ( بازل ) 1897 م
عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية في الفترة الواقعة ما بين 29 – 31 آب 1897 م ، حضره ( 204) زعماء يهود يمثلون (15) دولة ، ترأس المؤتمر مؤسس الصهيونية الأول وصاحب كتاب ( الدولة اليهودية ) ثيودور هرتسل ، وكان أبرز ما جاء في كلمة هرتسل الافتتاحية أنه :
1- يرفض رفضا قاطعا الوسائل الاستعمارية القديمة بالسيطرة على فلسطين قطعة قطعة .
2- ركز على أهمية الوعد الدولي في إنشاء ون قومي لليهود
3- ضرورة إنشاء مؤسسات صهيونية جديدة
4- اعتبار معاداة السامية شعارا لتحقيق الهدف
انتهى المؤتمر بانتخاب هرتسل رئيسا للمنظمة الصهيونية ، وأهم ما خرج به المؤتمرون ما عرف ببرنامج الحركة الصهيونية العالمية ( برنامج بازل ) ومن أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام / ولتحقيق أهم بنوده أن الحركة الصهيونية تسعى لإقامة وطن لليهود في فلسطين معترف به وفقا للقانون العام ، ولتحقيق هذا الهدف يتخذ المؤتمر الوسائل التالية :
أولا : تعزيز الاستيطان في فلسطين باليهود المزارعين والحرفيين والمهنيين بناء على قواعد صالحة .
ثانيا: تنظيم اليهود كافة ، وتوحيدهم بإنشاء المؤسسات المحلية والعامة الملائمة وفقا للقوانين السارية في كل بلد
ثالثا: تقوية الشعور اليهودي القومي والضمير القومي .
رابعا: اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على موافقة الحكومات التي يجب الحصول عليها لتحقيق هدف الصهيونية
وقد كتب هرتسل في يومياته عقب انتهاء المؤتمر :" لو شئت اختصار المؤتمر في كلمة واحدة لقلت باختصار في بازل أنشأت الدولة اليهودية "
وعد بلفور 1917 م
أشرنا سابقا أنه ما كان لأطماع اليهود في فلسطين ان تتحقق لولا دعم الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا العظمى التي كانت تفرض انتدابها على فلسطين آنذاك ، وقد صدر وعد بلفور عن وزارة الخارجية البريطانية في 2/11/1917م وهو عبارة عن رسالة موجهة من اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى البارون روتشيلد أكبر الأثرياء اليهود ، وأهم ما جاء فيها :
" إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل جهدها لتحقيق ذلك "
لقد صدر الوعد في رسالة ، ولم يصدر في اتفاقية رسمية ، ومع ذلك اعتبر وثيقة سياسية رسمية أخضعت أرض فلسطين وشعبها لأسوأ احتلال عنصري عرفته البشرية في تاريخها القديم والحديث.
ومن الناحية القانونية اعتبر الوعد باطلا ومخالفا للشرعية الدولية على أساس أن :
1-بريطانيا كانت دولة مستعمرة ولم يكن لها سيادة على فلسطين ، وكل ما يصدر عنها من قرارات وقوانين يعتبر باطلا ولاغيا .
2-لا يحق لدولة – بناء على مشيئتها – ان تمد سطوتها على حساب دول وشعوب أخرى
3-القانون الدولي لا يعترف بأهلية الدولة البريطانية على أراض غير أراضيها الخاصة وعلى شعوب غير شعوبها ورعاياها .
4-انه أعطى شعبا هو ( اليهود ) حق التملك بلاد تخص شعبا اخر ( الفلسطينيين ) بدعم ومساندة من شعب ثالث هو ( الشعب البريطاني ) ، فهو وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق .
·حقائق بارزة متعلقة بنشأة الصهيونية وتطورها
أولا : هي حركة سياسية نشأت وترعرت في أوروبا ، وان استبدلت ثقلها الأوروبي بالأميركي لأسباب سياسية واقتصادية
ثانيا: لم يكن لها أن تستمر لولا تحالفها الاستراتيجي مع القوى الاستعمارية
ثالثا : هي حركة استيطانية استعمارية في جهرها ومضمونها وتعتبر آخر الحركات الاستعمارية في العالم ، جاءت لتحتل وتبقى – حسب أطماع زعماء صهيون – للأبد.
·إن الادعاء الصهيوني بالحقوق الدينية في فلسطين ادعاء مردود على الحركة الصهيونية ، لان العقل البشري لا يأخذ بالنبوءات التوراتية ، لآن هذه النبوءات – في حال القبول بها – تنقلب عليهم ، فهي تشمل العرب قبل اليهود لكونهم أبناء الابن الأكبر لإبراهيم أي إسماعيل
·والادعاء الصهيوني بالحقوق التاريخية مردود أيضا بسبب البعد الزمني الهائل بين حكم بني إسرائيل القديم ودولة إسرائيل الحالية ، والتي لا يمكن له أن يؤسس لدولة حديثة ، ويلغي وجود الحق التاريخي
·والادعاء الصهيوني بفلسطين مردود تاريخيا لأنه تحقق عن طريق القوة والمذابح والسلب والاحتلال .
فأرض فلسطين لشعبها تاريخيا وقوميا وحضاريا وقانونيا وروحيا ووجدانيا
المصادر والمراجع
·بيان نويهض الحوت ، فلسطين : القضية ، الشعب ، الحضارة ، دار الاستقلال للدراسات والنشر – بيروت.
=========
>>>> الرد الثالث :
قومي بتلخيص الموضوع الثاني .وانشاء الله ستستفاد منه
=========
>>>> الرد الرابع :
شكرا جزيلا على المساعدة
=========
>>>> الرد الخامس :
=========