عنوان الموضوع : lمجموعة مقالات حول درس الرياضيات........... لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب

أ - مقالة المقارنة :

المقالة الأولى : مقالة مقارنة
بين الرياضيات الكلاسيكية والرياضيات المعاصرة

طرح المشكلة :تعتبر الرياضيات
مفاهيم عقلية مجردة بعيدة عن المحسوس مرت بعدة منعرجات أهمها الثورة العلمية علىالمفاهيم الكلاسيكية في القرن 19 الأمر الذي جعل هناك اختلاف بين الرياضياتالكلاسيكية والرياضيات المعاصرة وهذا ما يجعلنا نتساءل عن العلاقة بين هما،ماهيالعلاقة بين الرياضيات الكلاسيكية والرياضيات المعاصرة؟

محاولة حل المشكلة
:
1
ــ أوجه التشابه
:
ــ كلاهما يعتمد على مبادئ عقلية بعيدة عن
المحسوس
ــ كل منهما ساهم في تطوير العلم

ــ كل منهما يعتمد على
البرهنة

2 ــ أوجه الاختلاف :
ــ الرياضيات الكلاسيكية تعتمد على المبادئ
الثلاث هي البديهيات والمسلمات والتعريفات أما الرياضيات المعاصرة فتعتمد علىلأوليات

ــ موضوع الرياضيات الكلاسيكية هو الحكم المتصل والمنفصل أما
الرياضيات المعاصرة تميزت بظهور هندسات جديدة لاإقليدية (ريمان و لوباتشفسكي)
ــ
المفاهيم عند الكلاسيكيين هي مفاهيم فطرية أما المفاهيم الرياضية عند المحدثين فهيتستند إلى فعالية العقل في بناء الموضوعات الرياضية
ــ المنهج في الرياضيات
الكلاسيكية قائم على التحليل والتركيب أما المنهج في الرياضيات المعاصرة هو منهجأكسيومي (فرضي استنتاجي)

3 ــ مواطن التداخل :
ــ تعتبر الرياضيات
الكلاسيكية أرضية مهدت لوجود الرياضيات المعاصرة بدليل الإرتباط الوثيق بينهماوالعلاقة الموجودة بينهما هي تكامل

خاتمة وحل المشكلة
:
الرياضيات
المعاصرة لا تهدم الرياضيات الكلاسيكية بل تختلف عنها من جهة العقلانية التي تستندإليها.

2
هل معيار الحقيقة في
الرياضيات يكمن في البداهة والوضوح أم في أتساق النتائج مع المقدمات؟
طرح
المشكلة :
توصف المعرفة الرياضية بالصناعة الصحيحة واليقينية في منطلقاتها
ونتائجها، لكن التساؤل عن معيار اليقين في الرياضيات كشف انه ليس معيارا واحدا فيالرياضيات الإقليدية والرياضيات المعاصرة، ذلك أن الرياضيات الإقليدية تعتقد جازمةببداهة ووضوح مبادئها وترى فيها النموذج الوحيد في الصدق المطلق، أما الرياضييالمعاصر فلا تهمه المبادئ ذاتها لأنها تشكل مقدمات في النسق الرياضي ، بقدر ما يهمهالنسق الرياضي في مجمله أي أن عدم تناقض المقدمات مع النتائج هو معيار اليقين فيالرياضيات. وفي ذلك نطرح السؤال التالي:
هل معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في
بداهة ووضوح مبادئها أم يتمثل في اتساق نتائجها مع مقدماتها؟

محاولة حل
المشكلة :
الأطروحة الاولى : معيار اليقين في الرياضيات يتمثل في بداهة ووضوح
مبادئها أسست الرياضيات الكلاسيكية تاريخيا قبل عصر النهضة بقرون عديدة قبل الميلادعلى يد فيلسوف ورياضي يوناني مشهور اسمه إقليدس (306ق.م/253ق.م)، إذ سيطرت رياضياتهالكلاسيكية على العقل البشري إلى غاية القرن التاسع عشر الميلادي، حتى ضن العلماءأنها الرياضيات الوحيدة التي تمتاز نتائجها بالصحة والمطلقية.
اعتمدت الرياضيات
الكلاسيكية على مجموعة من المبادئ أو المنطلقات التي لا يمكن للرياضيي التراجع فيالبرهنة عليها إلى ما لا نهاية، فهي قضايا أولية وبديهية لا يمكن استخلاصها منغيرها،وهي مبادئ لا تحتاج إلى برهان على صحتها لأنها واضحة بذاتها من جهة و لأنهاضرورية لقيام المعرفة الرياضية من جهة أخرى، يستخدمها الرياضي في حل كل قضاياهالرياضية المختلفة، فما هي هذه الميادئ؟
التعريفات الرياضية
definitions mathematiquales
هي أولى القضايا التي يلجأ إليها الرياضي من اجل بناء معنى
رياضي وإعطائه تمييزا يختلف عن غيره من المعاني الرياضية الأخرى، ومن أهم التعريفاتالإقليدية الرياضية، نجد تعريف المثلث بأنه شكل هندسي له ثلاثة أضلاع متقاطعة مثنىمثنى مجموع زواياه تساوى 180درجة. والنقطة هي شكل هندسي ليس لها أبعاد، أو هي حاصلالتقاء خطين. والخط المستقيم هو امتداد بدون عرض.
البديهيات
les axiomes
هي
قضايا واضحة بذاتها،صحيحة وصادقة بذاتها لا تحتاج إلى دليل على صحتها برأيالكلاسيكيين، أي لا يمكن للعقل إثباتها أي تفرض نفسها على العقل بوضوحها لأنهاتستند إلى تماسك مبادئ العقل مع ذاته، فهي قضايا قبلية نشأت في العقل قبل التجربةالحسية، فهي قضايا حدسية يدركها العقل مباشرة دون برهان أو استدلال، كما أنها قضاياتحليلية موضوعها لا يضيف علما جديدا إلى محمولها، ومنها بديهيات إقليدس التيتقول:
إن الكل اكبر من الجزء والجزء اصغر من الكل
.
الكميتان المساويتان لكمية
ثالثة متساويتان.
وبين نقطتين لا يمكن رسم إلا مستقيما واحدا
.
وإذا أضيفت
كميات متساوية إلى أخرى متساوية تكون النتائج متساوية.
المصادرات
les postulats
تسمى أحيانا بالأوليات وأحيانا بالموضوعات .وأحيانا بالمسلمات لان
الرياضي هو الذي يضعها فهي إذن قضايا لا نستطيع البرهنة على صحتها وليست واضحةبذاتها، أي فيها تسليم بالعجز، ولذلك نلجأ إلى التسليم بصحتها. ومن مصادرات إقليدسنجد:
مثلا من نقطة خارج مستقيم لا نستطيع رسم إلا مستقيما واحدا مواز للمستقيم
الأول.
المستقيمان المتوازيان مهما امتدا لا يلتقيان
.
المكان سطح مستوي درجة
انحنائه يساوي صفر وله ثلاثة إبعاد هي الطول والعرض والارتفاع.
مجموع زوايا
المثلث تساوى قائمتين.
وتسمى هذه المبادئ في مجموعها بالمبادئ الرياضية
الكلاسيكية أو بمبادئ النسق الاكسيوماتيكى نسبة إلى كلمة أكسيوم والتي تعنى فيالعربية البديهية. وهو نسق قائم على التمييز بين هذه المبادئ الثلاثة.

نقد
:
إن الهندسة الكلاسيكية التي كانت حتى القرن 19 مأخوذة كحقيقة رياضية مطلقة،
أصبحت تظهر كحالة خاصة من حالات الهندسة وما كان ثابتا ومطلقا أصبح متغيراونسبيا،وفي هذا المعنى يقول بوليغان bouligand (( إن كثرة الأنظمة في الهندسة لدليلعلى إن الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة.)). فماهي هذه الأنظمة التي نزعت منالرياضيات الكلاسيكية صفة اليقين المطلق؟

الأطروحة الثانية: معيار اليقين في
الرياضيات يتمثل في اتساق النتائج مع المقدمات :قد حاول الرياضيون في مختلف العصورأن يناقشوا مبادئ الهندسة الإقليدية، ولم يتمكنوا منها إلا في العصر الحديث، وهيأطروحة ترى أن معيار الصدق في الرياضيات لا يتمثل في وضوح المبادئ و بداهتها ولكنيتمثل في مدى انسجام وتسلسل منطقي بين الافتراضات أو المنطلقات وبين النتائجالمترتبة عنها، وهي أطروحة حديثة تتعرض بالنقد والتشكيك في مبادئ ونتائج الرياضياتالكلاسيكية. أطروحة مثلها الفرنسي روبير بلا نشي والروسي لوبا تشيفسكي و الألمانيريمان. فما هي هذه الانتقادات والشكوك؟


انتقد الفرنسي روبير بلا نشى في
كتابه(الأكسيوماتيكا) المبادئ الثلاثة للرياضيات الكلاسيكية:
التعريفات
الإقليدية ووصفها بأنها تعريفات لغوية لا علاقة لها بالحقيقة الرياضية فهي تعريفاتنجدها في المعاجم اللغوية فهي بذلك لاتهم إلا اللغة.
هي تعريفات وصفية حسية
تصف المكانالهندسي كما هو موجود حسيا في ارض الواقع وهى بذلك تعريفات تشبه إلى حدبعيد التعريفات في العلوم الطبيعية.
هي تعريفات لا نستطيع الحكم عليها بأنها
صحيحة أو خاطئة فإذا اعتبرناها نظرية وجب البرهنة عليها، وإذا لم نقدر على ذلك وجباعتبارها مصادرة، وهذا معناه أن التعريفات الإقليدية في حقيقتها عبارة عنمصادرات.
انتقد بلا نشى أيضا بديهية إقليدس (الكل اكبر من الجزء) معتبرا أنها
بديهية خاطئة وليست صحيحة، إذ ثبت أنها صحيحة فقط في المجموعات المنتهية.
انتقد بلا نشى البديهية أيضا معتبرا أنها صحيحة وصادقة ولا تحتاج إلى برهان في
المنطق القديم لكن في الرياضيات المعاصرة البديهيات قضايا يجب البرهنة على صحتهاوإذا لم نتمكن من ذلك وجب اعتبارها مسلمة أي مصادرة.
أما المصادرات فباعتبارها
مسلمات أو موضوعات لا نستطيع البرهنة عليها ففيها تسليم بالعجز، من هنا يعتبربلانشى إن أنسب مبدأ للرياضيات هو مبدأ المصادرات أي المسلمات أو الفرضيات.
من
هنا فأن هندسة إقليدس لم تعد توصف بالكمال المطلق، ولا تمثل اليقين الفكري الذي لايمكن نقضه، لقد أصبحت واحدة من عدد غير محدود من الهندسات الممكنة التي لكل منهامسلماتها الخاصة بها.
من هذا المنطلق ظهرت في القرن التاسع عشر أفكارا رياضية
هندسية جديدة تختلف عن رياضيات إقليدس وسميت بنظرية النسق الاكسيوماتيكى أوبالهندسات اللاإقليدية ، وتجلى ذلك بوضوح من خلال أعمال العالمين الرياضيين لوباتشيفسكي الروسي وريمان الألماني.
في سنة 1830م شكك العالم الرياضي الروسي
لوباتشيفسكى(Lobatchevski(1793-1857م في مصادرات إقليدس السابق ذكرها وتمكن منالاهتداء إلى الأساس الذي بنيت عليه، وهو المكان الحسي المستوى، وهكذا تصور مكاناأخر يختلف عنه وهو المكان المقعر أي الكرة من الداخل، وفى هذه الحالة تمكن منالحصول على هندسة تختلف عن هندسة إقليدس، أي من خلال هذا المكان أعلن لوباتشيفسكىانه بإمكاننا أن نرسم متوازيات كثيرة من نقطة خارج مستقيم، والمثلث تصير مجموعزواياه اقل من 180 درجة.
وفي سنة 1854م شكك ا الألماني ريمان 1826-1866م
Riemann هو الأخر في مصادرات إقليدس وتمكن من نقضها على أساس أخر، فتصور المكان محدودبا أيالكرة من الخارج واستنتج بناءا على ذلك هندسة جديدة ترى انه لا يمكن رسم أي مواز مننقطة خارج مستقيم، وكل مستقيم منتهى لأنه دائري وجميع المستقيمات تتقاطع في نقطتينفقط والمثلث مجموع زواياه أكثر من 180درجة.

النقد
:
إذا كانت الرياضيات
المعاصرة قد أسقطت فكرة البداهة والوضوح والكمال واليقين والمطلقية في الرياضياتالكلاسيكية، وإذا كان الرياضي المعاصر حر في اختيار مقدمات برهانه فهذا لا يعني أنيتعسف في اختياره ووضعها بل يجب أن يخضع في وضعها إلى شروط منطقية صارمة تنسجم فيهاهذه المقدمات مع نتائجها انسجاما منطقيا ضروريا.
التركيب : من خلال ما سبق عرضه
نلاحظ أن تعدد الأنساق الرياضية لا يقضي على يقين كل واحد منها، فكل هندسة صادقةصدقا نسقيا إذا أخذت داخل النسق الذي تنتمي إليه وفي هذا المعنى يقول الفرنسي روبيربلا نشى " أما بالنسبة للأنساق في حد ذاتها فلم يعد الأمر يتعلق بصحتها أو بفسادهااللهم إلا بالمعنى المنطقي للانسجام أو التناقض الداخلي، والمبادئ التي تحكمها ليستسوى فرضيات بالمعنى الرياضي لهذا المصطلح."

حل المشكلة
:
من خلال ما سبق
نستنتج ما يلي:
إن الرياضيات الإقليدية لم تعد توصف بالكمال والمطلقية، ولم
تعد تمثل اليقين الرياضي الوحيد الذي لا يمكن نقضه، بل غدت واحدة من عدد غير محدودمن الهندسات الممكنة التي لكل منها مسلماتها الخاصة بها. ولذلك فأن تعدد الأنساقالرياضية هو دليل على خصوبة الفكر في المجال الرياضي وليس التعدد عيبا ينقص منقيمتها أو يقينها.
كما أن المعرفة الرياضية لا تكتسي الصفة اليقينية المطلقة
إلا في سياق منطلقاتها ونتائجها، وهذه الصفة تجعل من حقائقها الرياضية حقائقنسقية.
كما أن البرهنة في الرياضيات انطلقت من منطق استنتاجي يعتقد في صدق
مبادئه ومقدماته إلى منطق فرضي يفترض صدق مبادئه ومقدماته.
الموضوع :السؤال
ما قيمة الرياضيات؟

المقدمة:الرياضيات علم عقلي مجرد يقوم على البرهان، و يختلف بذلك عن العلوم التجريبية التى تقوم على التجربة، غير أن الرياضيات اليوم تحتل مكانة الصدارة بين العلوم التى لا تستطيع الاستغناء عنها، و اكتسب قيمة كبيرة، ففي ماذا تتمثل هذه القيمة ؟ إذا عرفنا أن الرياضيات علم مجرد لا يدرس لذاته، نتساءل الى أي مدى يمكن ان نتحدث عن قيمة الرياضيات؟

التحليل:تدرس الرياضيات المفاهيم الكمية المجردة القابلة للقياس، بطابع عقلي بحت، الأمر الذي مكنها من الوصول الى نتائج دقيقة وواضحة، تنتج عن المقدمات بطريقة اضطرارية وجوبية، مما يضفي عليها نوعا من الصرامة المنطقية التى تقومّ العقل، وتجعله لا تقع في الخطأ. فإذا قلنا أن 4=2+2=1+1 كانت 4=1+1+1+1 بالضرورة.
هذه الصرامة التى تجعل الرياضيات تمتاز بشكل ملحوظ عن غيرها من العلوم، فتنت أفلاطون فدعا الى إدخالها برنامج إعداد حكام المستقبل، و جعلها شرطا أساسيا للدخول الى أكادميته، غير أن قيمة الرياضيات لم تبرز بالشكل الذي نعرفه اليوم، إلا بعد دخولها عالم الطبيعة، وأصبحت القوانين الفيزيائية تصاغ على شكل علاقة رياضية دقيقة، هذه الدقة التى تعتبر شرط المعرفة العلمية. يرجع تاريخ دخول الرياضيات مجال الفيزياء الى القرن السابع عشر بفضل أعمال كيبلار(1571/1672)الذي صاغ القانون سقوط الأجسام، و ديكارت الذي قدر حركة الكواكب تقديرا كميا، حينها أدرك الإنسان انه لن يتمكن من الغوص في أعماق الطبيعة، للكشف عن أسرارها، إلا إذا تعامل معها بلغة رياضية. يقول غاليلي:" الطبيعة لا تجيب إلا عن الأسئلة المطروحة عليها بلغة رياضية ".
إن الرياضيات عنده هي اللغة التى تفهمها الطبيعة، و بدون الرياضيات ليس هناك مجال للحديث عن الفيزياء، هكذا يقول برانشفيك "إذا فقدت الفيزياء طابع التقدير الكمي للظواهر، صارت مجرد إحساس بكيفيات قابلة للوصف لا غير "، فالفيزياء عنده بدون رياضيات تصف ظواهرها، و الوصف أدب و ليس علما، كذلك دخلت الرياضيات مجال الكيمياء على يد الكيميائي الفرنسي لافوازيه(1743/1794) و مجال البيولوجيا على يد مندل (1822/1884)، حين وضع قوانين الوراثة، وأصبحت البيولوجيا لا تستعمل الرياضيات فحسب و غنما تتضمنها.
إن النجاح الكبير الذي أحرزته علوم المادة في استخلاص العلاقات بصيغ كمية، مكنها في التحكم في الكثير من الظواهر، مما جعل العلوم الإنسانية بدورها تعمل على إدخال الرياضيات مجالها ـ لتقترب من الدقة التى تمكنها من الانظمام الى مجموعة العلوم. فاستخلصت قوانين صياغتها على شكل معادلات رياضية، أو مخططات بيانية، أو نسب مئوية كما نرى في الإحصاء، الذي يعتمد عليه الباحثون في علم الاجتماع. لا احد يستطيع أن ينكر اليوم، ونحن في القرن الواحد و العشرين، القيمة الكبيرة للرياضيات، التى مكنتنا من احتلال مكانة الصدارة بين العلوم و المعارف جميعها. وكانت ثقة الإنسان في الرياضيات كوسيلة لبلوغ الحقيقة التى حلم بها طويلا، لا يتخللها شك أو ريب، بفضل لغة الأعداد، وما تمتاز به من الدقة. إن التقدم المذهل و النجاح الكبير للتكنولوجيا المعاصرة في حضارتنا المادية، ليس إلا برهانا على صحة الرياضيات، وعنوان صدقها، مما يمكننا من القول مع برانسفيك:" أن العمل الحر الخصب للفكر، يبدأ من العصر الذي جاءت فيه الرياضيات، فزودت الإنسان بالمعيار الصحيح للحقيقة " لا يستعمل الإنسان الأعداد في العلوم و التكنولوجيا فحسب، وإنما يستعملها أيضا في حياته اليومية، لتكون أكثر دقة و انضباطا، وأصبحت مقولة الفيثاغوريين " الأعداد تهيمن على العالم " ليست خيالا، و إنما واقع يعيشه الإنسان، يجعله يتعرف بقيمة الرياضيات و فضلها عليه.

لكن ماذا إذا توقفها قليلا، ونظرنا الى الرياضيات كعلم قائم بذاته منفصل عن العلوم ؟ هل يمكن ان تكون لها، في حد ذاتها، نفس القيمة التى اكتسبتها كونها وسيلة ؟ و ما نحن متأكدون منه ان الرياضيات اكتسبت قيمتها لما استعملتها العلوم لغة تتكلم بها، وإن دعوة البعض من المعجبين بها الى دراستها كغاية في ذاتها، مثلما درس المنطق الصوري كغاية في ذاته في القرون الوسطى، خطأ كبير يجعل مصيرها نفس مصير الميتافيزيقا اليوم. ولا يعني هذا أننا نقلل من شأن الميتافيزيقا، ولكن ما نعنيه ان الإنسان اليوم، المتشبع بالروح الوضعية، لا يولي اهتماما كبيرا بها كعلم مجرد بعيد عن الواقع، بالرغم من نداءات كثيرة من الفلاسفة الذين حاولوا أن يردوا لها اعتبارها في زمن العلم و التكنولوجيا.

ما هي الرياضيات بمعزل عن العلوم ؟ إنها علاقة عقلية مجردة تربط منطقيا بين القضايا، أليست الميتافيزيقا علاقات عقلية مجردة تربط منطقيا ؟ لا نعتقد أن الرياضيات بمعزل عن العلوم ستجد من يهتم بها سوى بعض المعجبين الذين يجدون فيها متعة خالصة. أما عن قول فردناند (1866/1952):أن بالعمليات الرياضية وحدها يمكن الكشف عن أسرار الطبيعة، يضفي على الرياضيات طابعا سحريا، و يبعدها عن الواقع. إن الرياضيات لا تستطيع معرفة الطبيعة إلا إذا اتصلت بها. دخول الرياضيات مجال الفيزياء " و عقلنة الطبيعة " لا يعني أن الرياضي يمكنه أن يعمد الى نوع من التأهيل العقلي ليصل الى المعرفة أسرار الكون، بل بالعكس معرفة الطبيعة تكون بفضل التجربة التى تكشف عن أسباب الظواهر، ثم تتدخل الرياضيات، بعد ذلك، لتعبر عنها بلغة الأعداد الدقيقة. إن الإنسان لا يدرس الرياضيات كغاية، وإنما يدرسها كوسيلة تستعملها العلوم بعد كشفها عن العلاقات بين الظواهر، لتعبر عنها بعد ذلك بأسلوب الكم. لنقل أن الرياضيات خادمة العلوم، التى هي سيدتها.
و يجدر بنا أن نشير الى كون الرياضيات وسيلة العلوم، لا ينفي عنها كل قيمة في ذاتها. فإن الرياضيات تعتبر بحق أفضل و أنسب علم يعلم العقل كيف يجرد أفكاره و يقدمها في تسلسل منطقي محكم. فتعرف الإنسان بخفايا عقله، و قدرته على الغوص في أعماق العالم المجرد. وإذا كانت العلوم تعلمنا حقيقة الطبيعة، فإن الرياضيات تعلمنا حقيقة الفكر.
أما التهمة التى وجهت إليها، على أنها مجرد قضايا عقلية مجردة بعيدة عن الواقع، فيمكن ردها: إن الرياضيات اليوم تبدو متلائمة مع الواقع. يقول لوتمان:" إن التصورات الرياضية تتمثل ككائنات عقلانية يضعها العقل في تلاؤم مع الطبيعة و الكون ". و الدليل أن تصورات ريمان للمكان وجدت عالما يناسبها في الفيزياء إنشتاين التى تطبقها.

الخاتمة:وهكذا نستنتج أن الرياضيات وسيلة أكثر مما هي غاية، وإن كانت تفيد الإنسان كغاية، فإنها تفيد أكثر كوسيلة، تستعملها العلوم للكشف عن أسرار الطبيعة، و بلوغ الحقيقة، فإذا كانت الرياضيات قد أكسبت العلوم قيمة بفضل أسلوبها الدقيق، فإن العلوم قد أكسبت الرياضيات قيمة، كلغة لا يمكن التخلي عنها، في سعي الإنسان نحو الحقيقة.








ما الفرق بين البديهية و المسلمة؟

طريقةالمقارنة:
المقدمة: تدرس الرياضيات الكميات العقلية المجردة و لذلك كاناستدلالها استدلالا عقليا مجردا يستند الى جملة من المبادىء العقلية من بينهاالبديهيات و المسلمات . فاذا كانت كل من البديهية و المسلمة مبادىء عقليةنستند اليها في عملية البرهان، فهل هذا يعني أنهما شيء واحد ؟ أم أنهمامتغايران تماما؟
التحليل:
أوجه التشابه:
-
البديهيات والمسلماتقضايا يسلم بها العقل مباشرة وبدون برهان لشدة وضوحها.
-
انها قضايا أوليةنستند إليها للبرهنة على قضايا أخرى،فهي أساس الاستدلال ولا تحتاج إلىاستدلال.
-
تقوم البديهية والمصادرة على مبدأ عدم التناقض.
أوجهالاختلاف:
-
البديهية من بناء العقل ونسيجه أما المسلمة فهي من وضع العقلالذي ابتدعها بغية استعمالها وادخالها في سلسلة من المحاكمات.
-
البديهيةقضية واضحة بذاتها أما المسلمة فبالرغم من أننا نسلم بها مباشرة الا أنوضوحها يتوقف على ما يؤسس عليها من بناء رياضي منسجم.
-
البديهية عامة أماالمسلمة خاصة : فلكل علم مسلماته بل قد تتعدد المسلمات في علم واحد كما هوالحال في مجال الهندسة .
-
البديهية حكم تحليلي محمولها يدخل في تركيبالموضوع أما المسلمة فهي حكم تركيبي لأن محمولها لا يدخل في تركيب الموضوع بليضيف له.
مواطن التداخل: البديهيات مبادىء عقلية أولية و بالتالي فهيسابقة على المسلمة التي لا ينبغي أن تتنافى معها. لكن البديهية ليست كافيةلتأسيس علم ما ولذلك فان المسلمة مكملة لها باعتبارها قضايا أولية في العلم.
النتيجة:
ان شدة التداخل و التطابق الوظيفي بين البديهية و المصادرةجعل كثيرا من العلماء لا يميزون بينهما في العصرالحديث.







يقال: الرياضيات هي اللغة التييجب أن تتكلم بها مختلف العلوم، ما رأيك!!.

مقدمة: تنقسم العلوم إلى شعبتينأساسيتين هما: علوم تجريبية تعتمد على الاستقراء كمنهج و على إجراء التجاربكوسيلة و هي تدرس الواقع الحسي، و علوم نظرية تعتمد على دراسة المعقولات وتتخذ الاستنتاج كمنهج كما هو حال المنطق و الرياضيات فإذا علمنا أن العلومالمختلفة تعبر عن أفكارها بلغة الرياضيات فالمشكلة المطروحة : * كيف نفسر ذلكو بتعبير أوضح؟ كيف نفسر خصوبة الرياضيات و تأثيرها في العلومالمختلفة؟
الرياضيات تفكير عقلي مجرد موضوعها دراسة الكم قال عنها ديكارتهي علم القياس موضوعها الكميات الموجودة و تعرف الرياضيات على أنها هي علمالمقدار أو الكم القابل للقياس المتصل و المنفصل و الكم المتصل يتمثل فيالمكان أو الامتدادات الهندسية و الكم المنفصل يتمثل في الأعداد ـ الحساب- ومنها ما هو متغير القيمة و يسمى علم الحساب و منها ما هو متغير القيمة مثلاستخدام الحروف بدل الأعداد و هذا هو علم الجبر و المقصود بالكم القابلللقياس أن هناك بعض الكميات لا تقاس مثل الانفعالات التي لا تقبل عملياتالقياس . و رأت جماعة من الرياضيين الفرنسيين المعاصرين تعرف بجماعةنيوكولابروباكي أنه هناك اتفاق ساد إلى غاية القرن 19 على أن موضوع الرياضياتهو ما قاله أفلاطون قديما هو الأعداد و المقادير والأشكال و كان قديما مايضاف إلى الرياضيات الميكانيك و الفلك و البصريات و الموسيقى لكن الإغريقفصلوها عن الرياضيات و ميزوها عن الحساب و الهندسة حتى جاء عصر النهضة فدخلتهذه العلوم سريعا في عداد العلوم المستقلة و للرياضيات مبادئ هي مجموعة منالقضايا العامة و الأولية التي يقبلها الرياضي دون برهان عليها قال عنهاأرسطو : هي ما يجب أن يتعلمه الطالب قبل تعلم العلم نفسه . و هي على ثلاثةأنواع مسلمات، تعريفات ، بديهيات .
من الناحية التاريخية يعتبر فيثاغورسأبرز من تحدث عن أهمية الرياضيات حيث قال في عبارة مجازية ( الأعداد تحكمالعالم) و معنى ذلك أن الكون قد صنع وفق حسابات رياضية و جاء من بعده أفلاطونو كتب على باب الأكاديمية (لا يدخلها إلا من أتقن الرياضيات ) و الهدف واضحمن ذلك و هو غرس الأسلوب العلمي بين التفكير و مطالع العصر الحديث تجسدالاهتمام أكبر بالرياضيات حيث استعارت العلوم المختلفة اللغة الرياضية فأصبحتالفيزياء تستعمل الأرقام أو الحروف و هنا تسارع التطور داخل هذا العلم بل وباقي العلوم الأخرى و من هذا قال الفرنسي برغستون(العلم الحديث ابن الرياضياتلم يتولد إلا بعدما صار الجبر مرنا قادرا على شبك الحقائق و الإيقاع بها فيشباكه) و أكثر من ذلك أصبحت الرياضيات هي المرجعية التي نعود إليها عندمانريد التأكد من صحة أي علم و هذا ما نلاحظه في العلوم ط و الفيزياء حيث يتماستعمال المعدلات الرياضيات و المنحنيات البيانية بل و حتى الرسومات لتوضيحالأفكار العلمية و من ثم البرهنة عليها قال أوجستت كونت ( الرياضيات هيالأدلة الضرورية لكل العلوم ) و نستطيع أن نلخص مدى اهتمام العلوم المختلفةبالرياضيات فهي عبارة تؤكد ذلك حيث قال أوجست كونت ( الرياضيات أكثر من علمإنها النظام العام للفكر و الأشياء).
تتجلى قيمة الرياضيات في نقاط كثيرةو أول هذه العناصر لغة الرياضيات إنها لغة كمية تعتمد على الأرقام و الحروف والثوابت والمتغيرات مما يجعلها لغة دقيقة نتيجة الإنفاق حول معاني الرموز وموضوعية لأن لا مجال فيها للعواطف و الأهوال و سريعة ومختصرة للوقت و الجهدقال عنها برغستون (الرياضيات هي اللغة الوحيدة التي يجب أن يتكلم بها كل علم ) و من مزايا الرياضيات أنها تتغير بمنهج منظم هو المنهج الاستدلالي مما يسهلاكتشاف الأخطاء و تصحيحها بل أن الرياضيات عبارة عن نسق يقبل التعديل والتفسير و نتائج الرياضيات أكثر مصداقية و لهذا قيل إن العلوم المختلفة لاتطبق الرياضيات بل تتضمنها .







ما الذي يميز الحقيقةالرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟

المقدمة : إن غاية العلوم المختلفة هي الوصول إلى حقائق، تختلف بإختلاف طبيعة الموضوع فتكون مجردة كما هو الحال في الرياضيات، أو تجريبية كما هو الحال بالنسبة لعلوم المادة . فما الذي يميز الرياضيات عن علوم المادة ؟و ما الفرق بين الحقيقة الرياضية والحقيقة التجريبية ؟
التوسيع :. I – أوجه الاختلاف : تهتم الرياضيات بدراسة المفاهيم العقلية المجردة القابلة للقياس أما علوم المادة، فموضوعها الظواهر الطبيعية المختلفة الجامدة منها والحية.
إن اختلاف الموضوع يؤدي إلى اختلاف المنهج بحيث أن منهج الرياضيات منهج عقلي استنتاجي، يقوم على استخراج النتائج من المقدمات اللاّزمة عنها لزومًا ضروريا ومنطقيا.لأن معيار الصدق في الرياضيات هو تطابق الفكر مع ذاته دون مراعاة الواقع.
أما منهج العلوم الطبيعية فهو منهج إستقرائي ينتقل فيه العالم من دراسة العينات إلى إستخلاص القوانين وتعميمها. وهو منهج يعتمد على خطوات أساسية :
من ملاحظة – فرضية – تجربة وقانون. وعليه فإن طريقة الرياضي إستنتاجية ينتقل فيها من العام إلى الخاص، أما طريقة العالم فهي إستقرائية ينتقل فيها من الخاص إلى العام.
إن نتائج الرياضيات يقينية ثابتة لآن موضوعها المفاهيم العقلية المجردة ، التي لا يطرأعليها أي تغيير في حين أن نتائج علوم المادة ، نسبية متغيرة لآن موضوعها هو الواقع النسبي المتغير. وبما أن معيار الصدق فيها تطابق الفكر مع ذاته ومع الواقع كانت نتائجها نسبية متغيرة. لهذا يقول " كلود برنار" : إن مبدأ العالم الرياضي يصير مبدأ مطلقا لآنه لا ينطبق على الواقع الموضوعي كما هو، ولكن على علاقات الأشياء المأخوذة في شروط بسيطة يختارها الرياضي ويخلقها في فكرة بشكل من الأشكال.لكن هذا الإختلاف لا يعني عدم وجود عناصر مشتركة بينهما.
أوجه الشبه : كل من الرياضي وعالم المادة يفترض، ثم يستدل على صحة ما إفترض، وكلاهما ينطلق من فكرة يعرفها العقل.
الخاتمة :
نسبة الترابط : إن الرياضيات تعتبر مثل أعلى لجميع العلوم الواقعية التجريبية . نظرًا لدقتها ويقينها.ولذا تصاغ كل القوانين العلمية في قالب رياضي . وكمي، كما هو الحال بالنسبة للفيزياء، كصياغة "غاليلي" لقانون سقوط الأجسام في لغة رياضية. وكذلك" مندل "عندما صاغ قوانين الوراثة على شكل نسب مئوية....إلخ. ومنه فإن التعارض بين الرياضيات وعلوم المادة تعارض زائف لهذا رفض" غاستون باشلار" الفصل بينهما.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزالك الله عنا كل خير ووفقك لتلغي مناكي

=========


>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معجزة الاكوان
جزالك الله عنا كل خير ووفقك لتلغي مناكي


موفقة ان شاء الله

=========


>>>> الرد الثالث :

شكرا جزيلا جزاك الله الف خير ووفقك

=========


>>>> الرد الرابع :

شكرا لك علي المجهووود
لا تفوت فرصة العمر وادخل قبل ان تندم https://newdzteam.blogspot.com/2012/03/wazzub-20.html

=========


>>>> الرد الخامس :

لا شكر على واجب

موفقون ان شاء الله


=========


بارك الله فيك


شكرا لك علي المجهووود
لا تفوت فرصة العمر وادخل قبل ان تندم https://newdzteam.blogspot.com/2012/03/wazzub-20.html

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عش حلمك
بارك الله فيك


و فيك بارك الله

موفقة ان شاء الله