عنوان الموضوع : اللي يحب ينجح يساعدني ربي يخليكم ثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم
خاوتي حبيت تساعدوني في مقالة عييت نلقاها ان شاء الله متخيبوش ظني وراني اول مرة نطلب طلب المهم المقالة هي : اذا كانت العلاقة بين الحرية والمسؤولية هي علاقة شرط ومشروط فايهما المبدأ الذي تنطلق منه لتبرير الاخر الشرط أم المشروط ؟؟؟


تعيشوا عاونوني باسكو هالمقالة اعطاهالنا الاستاذ وقالنا احتمال كبير تجي وهي جات في النص العام اللي فات
المهم ان شاء الله تعاونوني والله اللي عاوني ندعيلووووو بزااااف .....

ربي ينجحناااااااااااااااااااااااااااااا


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عذرا غاليتي لا أملك مقالات عن الحرية و المسؤولية لكنن وجدت درسا عنها يمكنك الاقتباس من الأفكار الموجودة فيه
من هنا PDF] ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﺪرس


بالتوفيق
و السلامــ’’ـ

=========


>>>> الرد الثاني :

اكتب لك الدرس عن طريق الايميل و افهمك جيدا ادخلى اى صفحتي الرئيسية و اضيفينني عندك

=========


>>>> الرد الثالث :

شكرا اختي هذاك شفتو مي نحب مقالة ديراكت +++++ الاخ ممكن تكتبهولي هنا ؟
على العموم شكرا انتظر الباقين

=========


>>>> الرد الرابع :

نكتبها جدلية
خنا درناها هل يمكن احتزال المشكلة في الشرط (الحرية)لا في المشروط المسؤولية
ادا ماشي هي دي منها افكار

=========


>>>> الرد الخامس :

الحرية و المسؤولية
/ ـ كيف يمكن اختزال المشكلة في الشرط لا في المشروط ؟
عرض مشكلة :
استعمل تلميذ الغش وسيلة للوصول إلى غرضه و المتمثل في تحصيل العلامة و هو يدرك أنه إذا أُمسك ستكون علامة الصفر من نصيبه ، و هنا فهو حر إما ألا يغش و لا يمسك و لا ينال الصفر أو يغش فإن أمسك ينال الصفر بالإضافة إلى إجراءات أخرى فيتحمل مسؤولية و نتائج أفعاله .و هنا يتضح لنا العلاقة التي تجمع بين المسؤولية و الحرية المتمثلة في علاقة السببية فالإنسان لا يكون مسؤول إلا عندما يكون حر و مادام حر فهو مسؤول .فإذا انتفت الحرية انتفت و ألغيت المسؤولية بالضرورة .مثال : عندما أكون مريض جدا و لا أستطيع الصيام الذي يعد فرضا و محضورا فأفطر مباحا ذلك لي فكما يقال :" الضرورة تبيح المحضورة " فإذا حدث الشرط يحدث المشروط .
1ـ تعريف الحرية: و هي تعني أنني طليق من كل القيود سواء كانت اجتماعية ( العادات، التقاليد، العرف...) أو سياسية ( نظام استبدادي، استعمار، لست قادرا على ممارسة نشاط سياسي ) مثل: فرعون الذي يقول: " لا ترون إلا ما أرى " طبيعية ( الجاذبية الأرضية ) طليق من القيود النفسية ( الشهوات، الغرائز، الميول...) فهي تجاوز كل إكراه داخلي وخارجي.
أ ـ داخلي: العقد، المكبوتات، الغرائز، الشهوات
ب ـ إكراه خارجي : طبيعية بحتمياتها ، المجتمع بعاداته و تقاليده .
2ـ تعريف المسؤولية: و هي تحمل الفرد نتائج أو تبعات أفعاله من حيث هو حر و واع لما يترتب على أفعاله من نتائجه .
طرح السؤال : بما أن الحرية أساس المسؤولية لكن الفلاسفة اختلفوا حول هذه الحرية ؟
مشكلة الحرية : تتمثل في اختلاف الفلاسفة حولها و انقسموا إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ رافضون لها : فنفوا الحرية و انقسموا إلى قسمين :
1ـ رفض الحرية باسم الحتمية
2- رفض الحرية باسم الجبرية
ب ـ المؤيدون لها : و هم الذين أثبتوا الحرية .
ج ـ المتجاوزون لهذا الطرح السابق ( النفي ، الإثبات ) و هم أنصار التحرر .
1ـ الرافضون : و هم نوعان :
أ ـ الرافضون باسم الحتمية : و هي مبدأ علمي يرى أنه كلما تكررت نفس الشروط و الظروف تؤدي إلى نفس النتائج . فالطبيعة تخضع لقوانين و بما أن الإنسان جزء منها فهو الآخر يخضع لهذه الحتمية ومن أشهر هذه الحتميات
الحتمية النفسية : على حد تعبير لوسين :" الطبع ثابت هذا يستلزم عنه أننا أسرى طباعنا " فكل فطري ثابت لسنا أحرار و حسب رأي فرويد : " أفعالنا خاضعة لعقدنا النفسية خاصة عقدة الليبيدو " الليبيدو => تعني الجنس
و واطسون يرى : " إن سلوكاتنا هي استجابة للمؤثرات "
الحتمية الاجتماعية : و رواد هذا الاتجاه هم علماء الاجتماع و على رأسهم عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم و هو يقول : " حينما يتكلم ضميرنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا " و معنى هذا أنه عندما يصدر ضميرنا الأحكام فإنه ليس هو بل المجتمع هو الذي يصدر هذه الأحكام ( العادات ، التقاليد العرف ) فنحن نحب ما يحبه المجتمع و نكره ما يكرهه فإذن نحن صورة طبق الأصل عنه نتقبل ما يتقبله و نرفض ما يرفضه .مثال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه و مكانته العظيمة في التاريخ الإسلامي إلا أنه في العصر الجاهلي لم يستطع أن يتجنب مآثم قومه من عبادة الأصنام و وأد البنات و ما إلى ذلك .
الحتمية البيولوجية : و اختص بها علماء البيولوجيا على رأسهم آلان الذي يقول :" إننا تحت رحمة غددنا الصماء " فإن كانت هذه الغدد بمختلف نشاطاتها تفرز بشكل طبيعي فإن شخصيتنا ستكون هي الأخرى طبيعية وإن حدث العكس أي أصبحت تفرز إفرازات غير طبيعية . ( إفراط ) فإن هذا سينعكس سلبا علينا .
مثال : فالإنسان الذي يعاني اضطرابات في إفراز هرمونات النمو فإن الإنسان سيكون قصير القامة و وضحوا ذلك من خلال أسس وضعوها منها :
-إن كل إنسان على وجه الأرض يمر بنفس المراحل التي يمر بها باقي الناس و المتمثلة في الجنين ، الطفولة ، الشباب ، الكهولة ، الشيخوخة ثم الموت و الإنسان لا يمكنه أن يتجاوز مرحلة من هذه المراحل فهو مقيد و مجبر بأن يمر على كامل المراحل دون استثناء و لذلك قال الشاعر المخضرم كعب بن زهير: كل بن أنثى و إن طالت سلامته : يوما على آلة حدباء محمول .
-كما أن علماء الوراثة بزعامة ماندل و مورغان أرادا أن يعرفا طريقة انتقال الصفات الوراثية من جيل إلى آخر و أجريا تجربة البزلاء على النحو التالي : وضعا نوعين من البزلاء . بزلاء ملساء بالرمز م سائدة
بزلاء مجعدة بالرمز ج متنحية
الجيل / : م م × ج ج
فأنتجت : م ج . م ج . م ج .م ج .
و هنا يتضح أن الجيل الأول كان هجينا 100 بالمئة و كان متشابها.
ثم أقامت تجربة أخرى و كانت على الشكل الآتي : م ج × م ج
الجيل // : كان إنتاجه على الشكل الآتي : م م ، م ج، م ج ، م م
فكانت الملساء %75
وكانت المجعدة %25
و هنا توصل إلى إن صفة الأجداد تظهر في الأحفاد .
انه لا يوجد احد يختار ( ليس حر ) الصفات التي هو عليها فهي مفروضة فرضا فهي (الصفات ) سابقة عن وجودي بقرون
كما إن كل عضو من أعضائنا أوكلت له وظيفة معينة مسبقا ،مثال : العين لا يمكنها إلا إن ترى ، و الأذن لا يمكنها إلا أن تسمع
4/ الحتمية الطبيعية : لنأخذ هذا القياس :
الطبيعة تخضع لحتمية /الإنسان جزء من الطبيعة /الإنسان يخضع للحتمية
الأدلة :
إن مكونات الإنسان لا تختلف عن مكونات الطبيعة فهو يتكون من ( الفسفور ، الحديد ...) و هذه المكونات هي الأخرى موجودة في التربة .
كما انه كلما تكررت نفس الشروط و الظروف تؤدي إلى نفس النتائج .
مثال : كلما نقص الضوء زادت بؤرة القرنية لتستقبل الضوء و هي هنا لا تختلف عن آلة التصوير فهي تعمل بشكل آلي ، أما هارفي مكتشف الدورة الدموية الكبرى فقد لاحظ أن القلب لا يختلف في ضخه للدم عن عمل مضخات الماء في فلورنسا
2/ الرافضون باسم الجبرية : و تمثلت عند المسلمين في فرقة الجهمية نسبة لجهم بن صفوان الذي قال : " لا يوصف الإنسان بالاستطاعة فهو كالريشة في مهب الريح "
و اعتمدوا على حجج نقلية و عقلية لنفي وجود حرية الإنسان .
تمثلت النقلية في الأحاديث و الآيات القرآنية مثل قوله (ص) : " عبدي أنت تريد و انا أريد إذا كنت تريد ما أريد كان لك ما تريد و إذا كنت تريد مالا أريد لم يكن لك إلا ما أريد" ، و قوله تعالى :'' الله خلقكم و ما تعملون " و قوله أيضا :" و ما تشاؤون إلا إن يشاء الله رب العالمين ''
أما فيما يخص الأدلة العقلية : فقد قال الجهميون :
إذا قلنا إن الإنسان حر = انه خالق لأفعاله = خالق آخر غير الله = شرك
إذا قلنا إن الإنسان حر هذا يستلزم إن أفعاله تجري على غير مشيئة الله و منه فإنها خارجة عن قدرة الله و بذلك فان رب الكون عاجز على تدبير أمور الإنسان و هذا تقصير في قدرته و إرادته و هذا شرك بعينه .
الحل :
الأفعال خيرها و شرها من صنع الله و تنسب إلى الإنسان مجازا مثلما تنسب الأفعال إلى الجمادات مجازا ، فتقول سقطت الأمطار أو مات زيد و تمايلت الأشجار فهذه الأفعال ليست من صنع الفاعل إنما تنسب إليه و تسند مجازا و هنا نعتبرها مفعولا به لا فاعل لأنها وقع عليها فعل الفاعل و المتمثل في الله أما هذه الأشياء فهي مجرد اسنادات تسند إليها أفعال الله .
النقد الموجه للجهميين:
إن الفكر الجهمي المبني على هذه المسلمات و الأدلة يؤدي بنا إلى تظليم الله سبحانه و تعالى حيث أننا نعتبره مصدر هذه الأفعال خيرها و شرها و الإنسان مجرد منفذ لها و في آخر المطاف يعاقب إذا كتب له الشقاء و يثاب إن كان من أهل السعادة و هنا يصبح مصدر العدل (الله) غير عادل بين بشره و هو القائل : " من يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ، و من يعمل مثقال ذرة شرا يراه " كما إن القول بان الإنسان تحت رحمة المكتوب و القدر و هو مجبر فسيغرس في نفسية الإنسان الكسل و الخمول فإذا كانت الأرزاق تصحب كل مولود فهذا لا يتطلب منا الاجتهاد و العمل من اجل كسب القوت و تحقيق متطلبات العائلة . و كيف نفسر موت آلاف بل ملايين الناس سنويا بسبب المجاعة إذا كان كل مولود يولد برزقه . فالفيلسوف ليبينتز يقول : " إذا كان الذي سيحدث سيحدث بالفعل فما الداعي لبذل الجهد " و المصطفى يقول : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الله الطير تغدو خماصا و تعودوا بطانا ..." و محمد عبده يقول : " السر في الغدو والرواح "
وهنا يتبين لنا إن فهم عامة الناس للمكتوب خاطئ فهو " سابق و ليس سائق "
2- المؤيدون للحرية ( إثباتها ) :
إن حرية الاختيار لدى الآخرين بالنظرية التقليدية مبدأ مطلق لا يفارق الإنسان فهو حر في اختيار أفعاله و في شعوره ،و إرادته صاحبة القرار و قد جسدها أفلاطون في أسطورة لجندي آر :يعبر أفلاطون عن تصوره لهذا المبدأ في صورة أسطورة : إن آر هو جندي استشهد في ساحة الشرف فتصعد روحه إلى عالم المثل لتطهر ثم يعود إلى الحياة من جديد بصورة لا تخلوا من المعجزات فيروي ما رأى في عالم المثل حيث إن الأموات يطالبون بان يختاروا بمحض إرادتهم و حريتهم مصيرا جديدا و بعد ذلك يشربون من نهر النسيان " ليث" ثم يرجعون إلى عالم المحسوسات و فيها يكونوا قد نسوا بأنهم هم الذين اختاروا مصيرهم ، و يبدأون باتهام القضاء و القدر في حين إن الله بريء .
- و من هذه الأسطورة عند أفلاطون يتبين لنا إن الإنسان حر و مكلف .
• المعتزلة : إن هذه الفرقة الإسلامية ترى إن شعور المرء أو إرادته هي العلة الأولى لجميع أفعاله و هي منحصرة في قرارة نفسه فهو يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي و الصوارف مثال : إذا أراد الإنسان الحركة تحرك إذا أراد السكون سكن ...الخ و هنا يتبين إن الأفعال التي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته الحرة و هم يعتبرون أن القول بان الإنسان مسؤول و محاسب على أفعاله حجة على عدل الله .
• ديكارت : لقد اعتبر هذا الأخير ( الفيلسوف العقلاني ) إن الحرية شيء بديهي لا يحتاج للتحليل و التفسير و ذلك لان العقل يقبلها بدون الاستناد على هذه الركائز كما اعتبرها حالة شعورية و نفسية و لهذا قال : " مستعد إن انفي البديهية لا لشيء إلا لان اثبت بأنني حر " و الحرية عنده مطلقة أي أنها لا تخضع لأية حتميات و ضوابط .
• بوسويه : وجد هذا الفيلسوف إن الحرية هي التي تدفعه للقيام بالفعل و يقول : " إن الإنسان الصحيح العاقل لا يحتاج البرهنة على الحرية فهو يشعر بها في داخله " و هذا يعني إن الحرية عنده أيضا تعتبر من البديهيات
• برغسون: يعتبر إن الأنا العميق هو الذي يميزه عن غيره من البشر و يشعره بالاستقلال وهذا الأخير يعني الحرية . فانا أفكر كما أشاء و فيما أشاء ففي هذه النقطة يقول : " إن الفعل الحر ليس فعل ناتج عن التروي و التبصير انه ذلك الذي يتفجر من أعماق النفس " و هذا يعني إن الفعل ينبع من الأنا العميق و بما انه يتميز بالاستقلال فان أفعاله هي الأخرى تكون حرة .
• كانط : لقد سلم هذا الفيلسوف بوجود الحرية و ذلك لسببين هما :
1- لإقامة الأخلاق : فهو يعتبر إن الحرية أساس الأخلاق و إن الإنسان المكره على فعل شيء لا يعتبر عمله عملا أخلاقيا و هنا يقول محمد الغزالي : " الإكراه على الفضيلة لا يصنع الرجل الفاضل ، كما إن الإكراه على الإيمان لا يصنع الرجل المؤمن " و هنا يتبين إن العمل الذي لا ينبع عن حرية شخصية سيكون ناقص و مصطنع .
2- لعجز العقل في البرهنة عليها : و هنا قسم العالم إلى قسمين تمثلا في : الفينومان (الظواهر) و عالم الشيء في ذاته ( المجردات ) عالم النومان
أ‌- الفينومان : و هو عالم يتمثل في الظواهر و يتميز بالحتمية .
ب - النومان : و هو عالم المجردات و الميتافيزيقا و يتميز بالحرية .
و هو يعتبر إن العقل مقدود على قد الظواهر أو مختص في هذا العالم فقط دون غيره و إذا حاول إن يدرس عالم النومان أو المجردات فسيخطئ أو يقع في التناقض و يقول أيضا : " إن صاحب السوء هو الذي يكون قد اختار بكل حريته منذ الأزل بقطع النظر عن الزمن أو الطباع ، فالشرور المتفشية في العالم إنما هي نتيجة حرية اختيار "
* جون بول سارتر : وهو يعتبر أن الإنسان مشروع و صاحب المشروع و في هذه النقطة يقول : " لا فرق بين وجودي وحريتي " أي انه مادام مخلوقا على وجه الأرض فهو حر حرية مطلقة و يقول أيضا " نحن محكوم علينا إن نكون أحرارا " يعني إن الإنسان مولود حر و لا يجب إلا إن يكون حرا .
نقد الرأي المؤيد :
1- نقد فكرة أفلاطون : لقد بنى أفلاطون فكرته إزاء الحرية على أسطورة و هي مجرد خيال و لا يمكن إن نبني الحقيقة على الأوهام و الأخيلة فما بني على باطل فهو باطل.
2- العقليون ( المعتزلة ، ديكارت ، بوسويه ...) فهذا الإتجاه يعتبر أن الحرية مطلقة فنحن لا نستطيع أن نفعل ما نريد بل نفعل ما نستطيع فلا يمكن القيام بجميع الأمور و ذلك لأننا مقيدون بقيود متمثلة في العادات، الطبيعة فصحيح أن الإخوة "رايت" استطاعا أن يحلقا بصنعهما للطائرة إلا أن الإنسان لم يسلم من الطبيعة و مخاطرها و المتمثلة في البراكين والزلازل .
كما أن عقولنا نسبية ومحدودة و ذلك لأن إرادتنا هي الأخرى محدودة و لذلك هناك ما يعرف بالأعمال اللاإرادية و التي تتمثل في :
الأفعال المستحيلة : و هي التي لا يمكن تحقيقها و القيام بها مثال : أن نجعل الشمس تشرق من الغرب و هذا دليل على أن قدراتنا محدودة و بالتالي لسنا أحرار .
الأفعال اللاشعورية : فالإنسان النائم مثلا لا يعرف ما يقوم به أثناء نومه
أفعال العادة : فهناك من الناس من يقلم أظافره بفمه دون شعور.
الأفعال الانعكاسية : فإذا وخزنا يد أي شخص فإنه يسحبها بسرعة .
و من كل هذه الأفعال نبين أن حريتنا محدودة كما أن ا الاتجاه يرى أن الشعور بالحرية هو الذي يثبت أنني حر و لكن ليس دائما الشعور مصيب فبعض الأحيان يخدعنا فسبينورا يقول : " يتوهم البعض أنهم أحرار لأنهم يجهلون الحتمية التي يخضعون لها فالحجر لو كانت تعي لقالت : أنا حرة و أختار المكان و الزمان الذي أسقط فيه " فالإنسان هو أيضا خاضعا للحتمية لأنه يخيَل له أنه حر فقط و مثال ذلك لافكاديو الذي رمى بالعجوز من نافذة القطار مدعيا بأنه حر إلا إن هذا التصرف يثبت على انه تحت رحمة العقد و المكبوتات . و هذا أيضا يثبت إن الشعور قد يخطئ فيوهمنا إننا أحرار ومن كل هذا نستنتج إن الإنسان حر لكنه حر حرية نسبية أي أنها محدودة و هذا ما أكده الاشاعرة نسبة لأبي الحسن الأشعري : و هذه الفرقة هي وسط بين المعتزلة التي تقول بالحرية المطلقة التي لا حدود لها و الجهميون الذين يقولون بالتقييد الكلي لحرية الإنسان فهم يعتبرونه ذات حرية محدودة أو نسبية و هذا ما اصطلح عندهم باسم ( الكســــب) و هو حاصل اقتران إرادة العبد مع قدرة الرب معناه إن إرادة الإنسان مع قدرة الله تساوي كسب أي انه إذا أراد الإنسان القيام بالفعل خيره و شره و تجرد له خلقه له الله.و هذا ما اعتبره الجهميون التقيد بحرية أفعال الإنسان لان الأفعال خيرها و شرها من صنع الله . أما بالنسبة للمعتزلة فهم يرون إن الإنسان حر في اختيار أفعاله خيرها و شرها . فابن رشد يقول : " أفعالنا يحددها عاملان:
1- إرادتنا التي خلقها الله فينا ( الحرية )
2 – عوامل خارجة عن إرادتنا ( عوامل طبيعية ،اجتماعية ) (تقيد)
حرية + تقيد تعطينا حرية محدودة أو نسبية .
لكنها في العصر الحديث ظهر ما يسمى بالطرح الواقعي للحرية على عكس الطرح الكلاسيكي ( الميتافيزيقي الذي فيه اختلاف بين الفلاسفة حول إثبات و نفي الحرية) و هذا الطرح تناول الحرية من منظور آخر و هو كيف نكون أحرار ؟
أي إن الحرية عمل و ممارسة ، بمعنى إن الإنسان يعيش الحرية من خلال تجاوز الحتميات المختلفة فهو يتجاوز الحتمية الطبيعية بالعمل و العلم :
• التحرر من الحتمية الاجتماعية : التي تتمثل في العادات و التقاليد البالية التي تقف حاجزا أمام التقدم و التطور .
• التحرر السياسي : الثورة إن كانت هذه الدولة مستعمرة
• التحرر من التبعية الاقتصادية و ذلك عن طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي
• التحرر من التبعية النفسية العقد و المكبوتات و الغرائز من خلال علم النفس و الإرادة.
مامدى التجاوز للحتميات ؟ هل هو مطلق أم نسبي؟
ـ إن تجاوز هذه الحتميات هو نسبي لا يمكن أن يقول أن الإنسان مقيد و هنا نظلم الله و نشكك في عدله ،كما لا يمكن أن نعتبره حر حرية مطلقة و ذلك لوجود عدة حتميات تتحكم في حياتنا كما أن إرادته ذات قدرة محدودة
// ) كيف نرد حقيقة المشكلة إلى مشروط لا إلى شرط ؟ هل يعقل الحديث عن شيء يتوقف بثبوته أو نفيه على مجهول ؟
1ـ ماذا لو افترضنا أن الشرط ثابت مع أهل الحرية ؟ ( إذا افترضنا أن الإنسان فعلا حر سيكون مسؤول ، سيجازى على أفعاله خيرا ثواب و شرا عقاب ) و يترتب عنها أيضا أن الإنسان يكون مكلف أو مسؤول فالمسؤولية دلالة على حرية الإنسان فالإنسان كلف بهذا الكون و كان هو المسؤول عنه و هو الوحيد الذي يحاسب يوم القيامة قال الله تعالى : َ<< إن عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا >> كما أنه لا يمتثل أمام العدالة إلا الإنسان الواعي و العاقل و الراشد و المميز بين الشر و الخير و الحر غير المدفوع قال ـ ص ـ << رفع عن أمتي الخطأ أو النسيان و ما استكرهوا عليه >> و يقول أيضا :<< رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ و المجنون حتى يعقل و عن الصبي حتى يحتلم >> و قالت المعتزلة قديما << لو لم يكن الإنسان حر لبطل التكليف و التشريف و الثواب و العقاب >>
2ـ أليس من الشرع طرح قضية المسؤولية قبل قضية الحرية ؟
قبل الشرح يجب النظر إلى الأخلاق و من هذه النقطتين كان الإنسان مسؤولا لقوله ـ ص ـ
<< كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته >> فكل مسؤول في هذه الحياة كالأب مسؤول عن أولاده فكل من ذا منصب مسؤول على من تحت يده و تصرفه
كما أن الحرية هي أساس الأخلاق عند كانط و هذا يتعلق بالضمير فإذا غاب هذا الضمير لم يكن هناك تكليف حقيقي كالطبيب الذي يتخلى عن ضميره المهني فإن رسالته المهنية لن تسير على أكمل وجه كما أن الواجب لا يكون له أساس إلا إذا كان حرا بل عند كانط لا يكون واجب إلا إذا كان حرا" الضمير الخلقي هو الذي يدفعني لتحمل المسؤولية "
و المسؤولية لا تظهر فقط بالضمير الخلقي و الوازع الديني لتحملها و إنما تظهر و تتجلى أيضا في العقوبة فالجزاء في المدرسة الكلاسيكية ( النظرية العقلية ) و هي تقول بأن الإنسان حر حرية مطلقة و بالتالي فهو مسؤول مسؤولية مطلقة والجزاء عندهم أو العقوبة هي من جنس الفعل أو الجريمة مثال : فإذا قتل الإنسان وجب قتله . و هنا يقول مالبرانش : " إن الذي يريد من الله أن لا يعاقب الجور و إدمان الخمر لا يحب الله "
أخلاقيا :يكون الإنسان مسؤول أخلاقيا أمام ضميره الخلقي و هذا لا يحدث إلا إذا كان حرا ذا نية و قصد فإن انتفت هذه الشروط انعدمت المسؤولية الخلقية هو النية أو القصد فإذا انعدمت تلاشت المسؤولية و من هنا يتضح بأن ضميري هو الذي يحاسبني ويقومني .
المسؤولية واقعيا و ليس أخلاقيا : إن الإنسان يقوم بجريمة نتيجة عوامل تمثلت في
(الحتميات أو نتيجة عقد ) مثل المرأة التي تقتل أزواجها فإن هذه المرأة خاضعة لحتمية النفسية .
عوامل بيولوجيا ( لومبروزو) : هو عالم جريمة إيطالي و يرى أن الجريمة تعود إلى عوامل بيولوجيا و هذا يعني أنها فطرية وثابتة و قد قسم المجرمين إلى خمسة أقسام
1ـ المجرمون بالفطرة : ( وراثيا ) بما أن الجرم فطري فهذا يعني أنه ثابت أي لا يمكن محوه ولا إصلاحهم بل يجب استئصالهم أي قتلهم .
2ـ مجرمون بالعاطفة : و لنأخذ على سبيل المثال الصعيدي المصري الذي يقتل قاتل أبيه تبعا لعاطفته أو ما يعرف عندهم بالأخذ بالثأر
3ـ مجرمون بالعادة : أي أن إجرامهم لا يخضع إلى حتميات خارجية ( المجتمع) بل نابع من الداخل نتيجة ضعف أخلاقي وغيابا للضمير .
4ـ مجرمون بالمصادفة : مثل شخص كان يقود السيارة و فجأة يصدم شخص فيقتله دون قصد أو نية قتل أو ما يعرف بالقتل الغير المتعمد .
5- مجرمون مجانين : هم الأشخاص الذين يرتكبون جرائم نتيجة خلل عقلي و جزائهم إيداعهم في مصحات عقلية
فهؤلاء المجرمون الثلاث الآخرين و جزاءهم القصاص و يعتبر مسؤولية جنائية أو التعويض و تتمثل في المسؤولية المدنية .
عوامل اجتماعية : معناه أن الإنسان يرتكب الجرم نتيجة لظروف و أسباب يفرضها المجتمع كالفقر ، التشرد ، البطالة ، تسرب مدرسي و ممثل هذا الاتجاه و هو عالم الجريمة ايطالي يدعى فيري و هذا الاتجاه الواقعي حاول أن يبين أسباب و هذا ما أطلق عليه اسم نظرية الإصلاح أو النظرية الوضعية و هي تدرس ما هو كائن أو موجود .
هل هذه الدراسات العلمية الوضعية تمكنت فعلا من القضاء على الجريمة و تحديد المسؤولية؟
لم تتمكن هذه الدراسات من حد نزيف الجرائم إذ أن العالم يسجل يوميا جرائم بشعة .فلم يفصل في قوامها فهي لم تعد مرتبطة فقط بهذه الأسباب المذكورة سابقا بل إنها ترجع إلى عوامل أخرى تمثلت في النية ، القصد ، الإرادة ، و الحرية .فبما أن النية حالة داخلية وجدانية يتعذر إيجاد مقياس عام نحكم به على نية الأفراد.
/// ـ ألا تتمثل مصدر المشكلة و حلها في عظمة الإنسان؟:
1ـ عظمة الإنسان: و تكمن هذه المسؤولية في كونه كان حاضن المسؤولية و راعيها أي أن الإنسان كإنسان مسؤول قبل أن يكون هو حر و دليل ذلك أن الطفل الصغير ليس حر و ليس واع و رغم ذلك فإننا نوبخه أو تعاقبه إذا أخطأ و نثيبه إذا أصاب والدراسات العلمية تقول الطفل يقوّم من خلال الثواب أو العقاب فالغاية إذن ليست تقييم بل تقويم .
• إن الإنسان مسؤول على نتائج فعله سواء كان ينوي أو لا ينوي و الدليل على ذلك أن المجرم بالصدفة يشعر بتأنيب الضمير، و يتحمّل المسؤولية المدنية(سائق السيارة الذي يدوس شخص عن خطأ ـ غياب النية ـ ولكنه يحاسب أمام القضاء )
2ـ عظمة الإنسان بين العلة العلمية و العلية الفلسفية :
العلة العلمية :و فيها يقوم العالم بالبحث على أسباب الجريمة و هذا ما لاحظناه في النظرية الوضعية ( بيولوجيا لومبروزو ، نفسيا فرويد ، اجتماعيا فيري )
العلية الفلسفية : و هنا الفيلسوف أو رجل الأخلاق يبحث عن مرتكب الجريمة أي يحاول البحث عن مصدر الجريمة ( إيجاد العلاقة بين المجرم و الجريمة ) فيبحث عن المجرم ليحمله المسؤولية .
3ـ عظمة الإنسان تكمن في كونه خليفة الله في الأرض : و بالتالي فهو مكلف و هو إذن مسؤول فهو المشرّف ( التكليف ، يترتب عنه التشريف ) فهذا شرف للإنسان و ذلك بأنه خيّر من بين كل المخلوقات و حتى الملائكة لكي يكون خليفة لله في أرضه قال الله تعالى : << و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر فرزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا >> الإسراء 70
و قوله أيضا : "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبينا أن يحملها و أشفقنا منها و حملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا >>
حل المشكلة :
إن موضوع المسؤولية و الحرية يرتبط أشد الارتباط بجوهر الإنسان فمهما كانت تبعات أعماله خطيرة ، فإنه يبقى متشرفا بأمانة المسؤولية و غاية للإنسانية جمعاء .

=========


الحرية و المسؤولية
/ ـ كيف يمكن اختزال المشكلة في الشرط لا في المشروط ؟
عرض مشكلة :
استعمل تلميذ الغش وسيلة للوصول إلى غرضه و المتمثل في تحصيل العلامة و هو يدرك أنه إذا أُمسك ستكون علامة الصفر من نصيبه ، و هنا فهو حر إما ألا يغش و لا يمسك و لا ينال الصفر أو يغش فإن أمسك ينال الصفر بالإضافة إلى إجراءات أخرى فيتحمل مسؤولية و نتائج أفعاله .و هنا يتضح لنا العلاقة التي تجمع بين المسؤولية و الحرية المتمثلة في علاقة السببية فالإنسان لا يكون مسؤول إلا عندما يكون حر و مادام حر فهو مسؤول .فإذا انتفت الحرية انتفت و ألغيت المسؤولية بالضرورة .مثال : عندما أكون مريض جدا و لا أستطيع الصيام الذي يعد فرضا و محضورا فأفطر مباحا ذلك لي فكما يقال :" الضرورة تبيح المحضورة " فإذا حدث الشرط يحدث المشروط .
1ـ تعريف الحرية: و هي تعني أنني طليق من كل القيود سواء كانت اجتماعية ( العادات، التقاليد، العرف...) أو سياسية ( نظام استبدادي، استعمار، لست قادرا على ممارسة نشاط سياسي ) مثل: فرعون الذي يقول: " لا ترون إلا ما أرى " طبيعية ( الجاذبية الأرضية ) طليق من القيود النفسية ( الشهوات، الغرائز، الميول...) فهي تجاوز كل إكراه داخلي وخارجي.
أ ـ داخلي: العقد، المكبوتات، الغرائز، الشهوات
ب ـ إكراه خارجي : طبيعية بحتمياتها ، المجتمع بعاداته و تقاليده .
2ـ تعريف المسؤولية: و هي تحمل الفرد نتائج أو تبعات أفعاله من حيث هو حر و واع لما يترتب على أفعاله من نتائجه .
طرح السؤال : بما أن الحرية أساس المسؤولية لكن الفلاسفة اختلفوا حول هذه الحرية ؟
مشكلة الحرية : تتمثل في اختلاف الفلاسفة حولها و انقسموا إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ رافضون لها : فنفوا الحرية و انقسموا إلى قسمين :
1ـ رفض الحرية باسم الحتمية
2- رفض الحرية باسم الجبرية
ب ـ المؤيدون لها : و هم الذين أثبتوا الحرية .
ج ـ المتجاوزون لهذا الطرح السابق ( النفي ، الإثبات ) و هم أنصار التحرر .
1ـ الرافضون : و هم نوعان :
أ ـ الرافضون باسم الحتمية : و هي مبدأ علمي يرى أنه كلما تكررت نفس الشروط و الظروف تؤدي إلى نفس النتائج . فالطبيعة تخضع لقوانين و بما أن الإنسان جزء منها فهو الآخر يخضع لهذه الحتمية ومن أشهر هذه الحتميات
الحتمية النفسية : على حد تعبير لوسين :" الطبع ثابت هذا يستلزم عنه أننا أسرى طباعنا " فكل فطري ثابت لسنا أحرار و حسب رأي فرويد : " أفعالنا خاضعة لعقدنا النفسية خاصة عقدة الليبيدو " الليبيدو => تعني الجنس
و واطسون يرى : " إن سلوكاتنا هي استجابة للمؤثرات "
الحتمية الاجتماعية : و رواد هذا الاتجاه هم علماء الاجتماع و على رأسهم عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم و هو يقول : " حينما يتكلم ضميرنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا " و معنى هذا أنه عندما يصدر ضميرنا الأحكام فإنه ليس هو بل المجتمع هو الذي يصدر هذه الأحكام ( العادات ، التقاليد العرف ) فنحن نحب ما يحبه المجتمع و نكره ما يكرهه فإذن نحن صورة طبق الأصل عنه نتقبل ما يتقبله و نرفض ما يرفضه .مثال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه و مكانته العظيمة في التاريخ الإسلامي إلا أنه في العصر الجاهلي لم يستطع أن يتجنب مآثم قومه من عبادة الأصنام و وأد البنات و ما إلى ذلك .
الحتمية البيولوجية : و اختص بها علماء البيولوجيا على رأسهم آلان الذي يقول :" إننا تحت رحمة غددنا الصماء " فإن كانت هذه الغدد بمختلف نشاطاتها تفرز بشكل طبيعي فإن شخصيتنا ستكون هي الأخرى طبيعية وإن حدث العكس أي أصبحت تفرز إفرازات غير طبيعية . ( إفراط ) فإن هذا سينعكس سلبا علينا .
مثال : فالإنسان الذي يعاني اضطرابات في إفراز هرمونات النمو فإن الإنسان سيكون قصير القامة و وضحوا ذلك من خلال أسس وضعوها منها :
-إن كل إنسان على وجه الأرض يمر بنفس المراحل التي يمر بها باقي الناس و المتمثلة في الجنين ، الطفولة ، الشباب ، الكهولة ، الشيخوخة ثم الموت و الإنسان لا يمكنه أن يتجاوز مرحلة من هذه المراحل فهو مقيد و مجبر بأن يمر على كامل المراحل دون استثناء و لذلك قال الشاعر المخضرم كعب بن زهير: كل بن أنثى و إن طالت سلامته : يوما على آلة حدباء محمول .
-كما أن علماء الوراثة بزعامة ماندل و مورغان أرادا أن يعرفا طريقة انتقال الصفات الوراثية من جيل إلى آخر و أجريا تجربة البزلاء على النحو التالي : وضعا نوعين من البزلاء . بزلاء ملساء بالرمز م سائدة
بزلاء مجعدة بالرمز ج متنحية
الجيل / : م م × ج ج
فأنتجت : م ج . م ج . م ج .م ج .
و هنا يتضح أن الجيل الأول كان هجينا 100 بالمئة و كان متشابها.
ثم أقامت تجربة أخرى و كانت على الشكل الآتي : م ج × م ج
الجيل // : كان إنتاجه على الشكل الآتي : م م ، م ج، م ج ، م م
فكانت الملساء %75
وكانت المجعدة %25
و هنا توصل إلى إن صفة الأجداد تظهر في الأحفاد .
انه لا يوجد احد يختار ( ليس حر ) الصفات التي هو عليها فهي مفروضة فرضا فهي (الصفات ) سابقة عن وجودي بقرون
كما إن كل عضو من أعضائنا أوكلت له وظيفة معينة مسبقا ،مثال : العين لا يمكنها إلا إن ترى ، و الأذن لا يمكنها إلا أن تسمع
4/ الحتمية الطبيعية : لنأخذ هذا القياس :
الطبيعة تخضع لحتمية /الإنسان جزء من الطبيعة /الإنسان يخضع للحتمية
الأدلة :
إن مكونات الإنسان لا تختلف عن مكونات الطبيعة فهو يتكون من ( الفسفور ، الحديد ...) و هذه المكونات هي الأخرى موجودة في التربة .
كما انه كلما تكررت نفس الشروط و الظروف تؤدي إلى نفس النتائج .
مثال : كلما نقص الضوء زادت بؤرة القرنية لتستقبل الضوء و هي هنا لا تختلف عن آلة التصوير فهي تعمل بشكل آلي ، أما هارفي مكتشف الدورة الدموية الكبرى فقد لاحظ أن القلب لا يختلف في ضخه للدم عن عمل مضخات الماء في فلورنسا
2/ الرافضون باسم الجبرية : و تمثلت عند المسلمين في فرقة الجهمية نسبة لجهم بن صفوان الذي قال : " لا يوصف الإنسان بالاستطاعة فهو كالريشة في مهب الريح "
و اعتمدوا على حجج نقلية و عقلية لنفي وجود حرية الإنسان .
تمثلت النقلية في الأحاديث و الآيات القرآنية مثل قوله (ص) : " عبدي أنت تريد و انا أريد إذا كنت تريد ما أريد كان لك ما تريد و إذا كنت تريد مالا أريد لم يكن لك إلا ما أريد" ، و قوله تعالى :'' الله خلقكم و ما تعملون " و قوله أيضا :" و ما تشاؤون إلا إن يشاء الله رب العالمين ''
أما فيما يخص الأدلة العقلية : فقد قال الجهميون :
إذا قلنا إن الإنسان حر = انه خالق لأفعاله = خالق آخر غير الله = شرك
إذا قلنا إن الإنسان حر هذا يستلزم إن أفعاله تجري على غير مشيئة الله و منه فإنها خارجة عن قدرة الله و بذلك فان رب الكون عاجز على تدبير أمور الإنسان و هذا تقصير في قدرته و إرادته و هذا شرك بعينه .
الحل :
الأفعال خيرها و شرها من صنع الله و تنسب إلى الإنسان مجازا مثلما تنسب الأفعال إلى الجمادات مجازا ، فتقول سقطت الأمطار أو مات زيد و تمايلت الأشجار فهذه الأفعال ليست من صنع الفاعل إنما تنسب إليه و تسند مجازا و هنا نعتبرها مفعولا به لا فاعل لأنها وقع عليها فعل الفاعل و المتمثل في الله أما هذه الأشياء فهي مجرد اسنادات تسند إليها أفعال الله .
النقد الموجه للجهميين:
إن الفكر الجهمي المبني على هذه المسلمات و الأدلة يؤدي بنا إلى تظليم الله سبحانه و تعالى حيث أننا نعتبره مصدر هذه الأفعال خيرها و شرها و الإنسان مجرد منفذ لها و في آخر المطاف يعاقب إذا كتب له الشقاء و يثاب إن كان من أهل السعادة و هنا يصبح مصدر العدل (الله) غير عادل بين بشره و هو القائل : " من يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ، و من يعمل مثقال ذرة شرا يراه " كما إن القول بان الإنسان تحت رحمة المكتوب و القدر و هو مجبر فسيغرس في نفسية الإنسان الكسل و الخمول فإذا كانت الأرزاق تصحب كل مولود فهذا لا يتطلب منا الاجتهاد و العمل من اجل كسب القوت و تحقيق متطلبات العائلة . و كيف نفسر موت آلاف بل ملايين الناس سنويا بسبب المجاعة إذا كان كل مولود يولد برزقه . فالفيلسوف ليبينتز يقول : " إذا كان الذي سيحدث سيحدث بالفعل فما الداعي لبذل الجهد " و المصطفى يقول : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الله الطير تغدو خماصا و تعودوا بطانا ..." و محمد عبده يقول : " السر في الغدو والرواح "
وهنا يتبين لنا إن فهم عامة الناس للمكتوب خاطئ فهو " سابق و ليس سائق "
2- المؤيدون للحرية ( إثباتها ) :
إن حرية الاختيار لدى الآخرين بالنظرية التقليدية مبدأ مطلق لا يفارق الإنسان فهو حر في اختيار أفعاله و في شعوره ،و إرادته صاحبة القرار و قد جسدها أفلاطون في أسطورة لجندي آر :يعبر أفلاطون عن تصوره لهذا المبدأ في صورة أسطورة : إن آر هو جندي استشهد في ساحة الشرف فتصعد روحه إلى عالم المثل لتطهر ثم يعود إلى الحياة من جديد بصورة لا تخلوا من المعجزات فيروي ما رأى في عالم المثل حيث إن الأموات يطالبون بان يختاروا بمحض إرادتهم و حريتهم مصيرا جديدا و بعد ذلك يشربون من نهر النسيان " ليث" ثم يرجعون إلى عالم المحسوسات و فيها يكونوا قد نسوا بأنهم هم الذين اختاروا مصيرهم ، و يبدأون باتهام القضاء و القدر في حين إن الله بريء .
- و من هذه الأسطورة عند أفلاطون يتبين لنا إن الإنسان حر و مكلف .
• المعتزلة : إن هذه الفرقة الإسلامية ترى إن شعور المرء أو إرادته هي العلة الأولى لجميع أفعاله و هي منحصرة في قرارة نفسه فهو يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي و الصوارف مثال : إذا أراد الإنسان الحركة تحرك إذا أراد السكون سكن ...الخ و هنا يتبين إن الأفعال التي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته الحرة و هم يعتبرون أن القول بان الإنسان مسؤول و محاسب على أفعاله حجة على عدل الله .
• ديكارت : لقد اعتبر هذا الأخير ( الفيلسوف العقلاني ) إن الحرية شيء بديهي لا يحتاج للتحليل و التفسير و ذلك لان العقل يقبلها بدون الاستناد على هذه الركائز كما اعتبرها حالة شعورية و نفسية و لهذا قال : " مستعد إن انفي البديهية لا لشيء إلا لان اثبت بأنني حر " و الحرية عنده مطلقة أي أنها لا تخضع لأية حتميات و ضوابط .
• بوسويه : وجد هذا الفيلسوف إن الحرية هي التي تدفعه للقيام بالفعل و يقول : " إن الإنسان الصحيح العاقل لا يحتاج البرهنة على الحرية فهو يشعر بها في داخله " و هذا يعني إن الحرية عنده أيضا تعتبر من البديهيات
• برغسون: يعتبر إن الأنا العميق هو الذي يميزه عن غيره من البشر و يشعره بالاستقلال وهذا الأخير يعني الحرية . فانا أفكر كما أشاء و فيما أشاء ففي هذه النقطة يقول : " إن الفعل الحر ليس فعل ناتج عن التروي و التبصير انه ذلك الذي يتفجر من أعماق النفس " و هذا يعني إن الفعل ينبع من الأنا العميق و بما انه يتميز بالاستقلال فان أفعاله هي الأخرى تكون حرة .
• كانط : لقد سلم هذا الفيلسوف بوجود الحرية و ذلك لسببين هما :
1- لإقامة الأخلاق : فهو يعتبر إن الحرية أساس الأخلاق و إن الإنسان المكره على فعل شيء لا يعتبر عمله عملا أخلاقيا و هنا يقول محمد الغزالي : " الإكراه على الفضيلة لا يصنع الرجل الفاضل ، كما إن الإكراه على الإيمان لا يصنع الرجل المؤمن " و هنا يتبين إن العمل الذي لا ينبع عن حرية شخصية سيكون ناقص و مصطنع .
2- لعجز العقل في البرهنة عليها : و هنا قسم العالم إلى قسمين تمثلا في : الفينومان (الظواهر) و عالم الشيء في ذاته ( المجردات ) عالم النومان
أ‌- الفينومان : و هو عالم يتمثل في الظواهر و يتميز بالحتمية .
ب - النومان : و هو عالم المجردات و الميتافيزيقا و يتميز بالحرية .
و هو يعتبر إن العقل مقدود على قد الظواهر أو مختص في هذا العالم فقط دون غيره و إذا حاول إن يدرس عالم النومان أو المجردات فسيخطئ أو يقع في التناقض و يقول أيضا : " إن صاحب السوء هو الذي يكون قد اختار بكل حريته منذ الأزل بقطع النظر عن الزمن أو الطباع ، فالشرور المتفشية في العالم إنما هي نتيجة حرية اختيار "
* جون بول سارتر : وهو يعتبر أن الإنسان مشروع و صاحب المشروع و في هذه النقطة يقول : " لا فرق بين وجودي وحريتي " أي انه مادام مخلوقا على وجه الأرض فهو حر حرية مطلقة و يقول أيضا " نحن محكوم علينا إن نكون أحرارا " يعني إن الإنسان مولود حر و لا يجب إلا إن يكون حرا .
نقد الرأي المؤيد :
1- نقد فكرة أفلاطون : لقد بنى أفلاطون فكرته إزاء الحرية على أسطورة و هي مجرد خيال و لا يمكن إن نبني الحقيقة على الأوهام و الأخيلة فما بني على باطل فهو باطل.
2- العقليون ( المعتزلة ، ديكارت ، بوسويه ...) فهذا الإتجاه يعتبر أن الحرية مطلقة فنحن لا نستطيع أن نفعل ما نريد بل نفعل ما نستطيع فلا يمكن القيام بجميع الأمور و ذلك لأننا مقيدون بقيود متمثلة في العادات، الطبيعة فصحيح أن الإخوة "رايت" استطاعا أن يحلقا بصنعهما للطائرة إلا أن الإنسان لم يسلم من الطبيعة و مخاطرها و المتمثلة في البراكين والزلازل .
كما أن عقولنا نسبية ومحدودة و ذلك لأن إرادتنا هي الأخرى محدودة و لذلك هناك ما يعرف بالأعمال اللاإرادية و التي تتمثل في :
الأفعال المستحيلة : و هي التي لا يمكن تحقيقها و القيام بها مثال : أن نجعل الشمس تشرق من الغرب و هذا دليل على أن قدراتنا محدودة و بالتالي لسنا أحرار .
الأفعال اللاشعورية : فالإنسان النائم مثلا لا يعرف ما يقوم به أثناء نومه
أفعال العادة : فهناك من الناس من يقلم أظافره بفمه دون شعور.
الأفعال الانعكاسية : فإذا وخزنا يد أي شخص فإنه يسحبها بسرعة .
و من كل هذه الأفعال نبين أن حريتنا محدودة كما أن ا الاتجاه يرى أن الشعور بالحرية هو الذي يثبت أنني حر و لكن ليس دائما الشعور مصيب فبعض الأحيان يخدعنا فسبينورا يقول : " يتوهم البعض أنهم أحرار لأنهم يجهلون الحتمية التي يخضعون لها فالحجر لو كانت تعي لقالت : أنا حرة و أختار المكان و الزمان الذي أسقط فيه " فالإنسان هو أيضا خاضعا للحتمية لأنه يخيَل له أنه حر فقط و مثال ذلك لافكاديو الذي رمى بالعجوز من نافذة القطار مدعيا بأنه حر إلا إن هذا التصرف يثبت على انه تحت رحمة العقد و المكبوتات . و هذا أيضا يثبت إن الشعور قد يخطئ فيوهمنا إننا أحرار ومن كل هذا نستنتج إن الإنسان حر لكنه حر حرية نسبية أي أنها محدودة و هذا ما أكده الاشاعرة نسبة لأبي الحسن الأشعري : و هذه الفرقة هي وسط بين المعتزلة التي تقول بالحرية المطلقة التي لا حدود لها و الجهميون الذين يقولون بالتقييد الكلي لحرية الإنسان فهم يعتبرونه ذات حرية محدودة أو نسبية و هذا ما اصطلح عندهم باسم ( الكســــب) و هو حاصل اقتران إرادة العبد مع قدرة الرب معناه إن إرادة الإنسان مع قدرة الله تساوي كسب أي انه إذا أراد الإنسان القيام بالفعل خيره و شره و تجرد له خلقه له الله.و هذا ما اعتبره الجهميون التقيد بحرية أفعال الإنسان لان الأفعال خيرها و شرها من صنع الله . أما بالنسبة للمعتزلة فهم يرون إن الإنسان حر في اختيار أفعاله خيرها و شرها . فابن رشد يقول : " أفعالنا يحددها عاملان:
1- إرادتنا التي خلقها الله فينا ( الحرية )
2 – عوامل خارجة عن إرادتنا ( عوامل طبيعية ،اجتماعية ) (تقيد)
حرية + تقيد تعطينا حرية محدودة أو نسبية .
لكنها في العصر الحديث ظهر ما يسمى بالطرح الواقعي للحرية على عكس الطرح الكلاسيكي ( الميتافيزيقي الذي فيه اختلاف بين الفلاسفة حول إثبات و نفي الحرية) و هذا الطرح تناول الحرية من منظور آخر و هو كيف نكون أحرار ؟
أي إن الحرية عمل و ممارسة ، بمعنى إن الإنسان يعيش الحرية من خلال تجاوز الحتميات المختلفة فهو يتجاوز الحتمية الطبيعية بالعمل و العلم :
• التحرر من الحتمية الاجتماعية : التي تتمثل في العادات و التقاليد البالية التي تقف حاجزا أمام التقدم و التطور .
• التحرر السياسي : الثورة إن كانت هذه الدولة مستعمرة
• التحرر من التبعية الاقتصادية و ذلك عن طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي
• التحرر من التبعية النفسية العقد و المكبوتات و الغرائز من خلال علم النفس و الإرادة.
مامدى التجاوز للحتميات ؟ هل هو مطلق أم نسبي؟
ـ إن تجاوز هذه الحتميات هو نسبي لا يمكن أن يقول أن الإنسان مقيد و هنا نظلم الله و نشكك في عدله ،كما لا يمكن أن نعتبره حر حرية مطلقة و ذلك لوجود عدة حتميات تتحكم في حياتنا كما أن إرادته ذات قدرة محدودة
// ) كيف نرد حقيقة المشكلة إلى مشروط لا إلى شرط ؟ هل يعقل الحديث عن شيء يتوقف بثبوته أو نفيه على مجهول ؟
1ـ ماذا لو افترضنا أن الشرط ثابت مع أهل الحرية ؟ ( إذا افترضنا أن الإنسان فعلا حر سيكون مسؤول ، سيجازى على أفعاله خيرا ثواب و شرا عقاب ) و يترتب عنها أيضا أن الإنسان يكون مكلف أو مسؤول فالمسؤولية دلالة على حرية الإنسان فالإنسان كلف بهذا الكون و كان هو المسؤول عنه و هو الوحيد الذي يحاسب يوم القيامة قال الله تعالى : َ<< إن عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا >> كما أنه لا يمتثل أمام العدالة إلا الإنسان الواعي و العاقل و الراشد و المميز بين الشر و الخير و الحر غير المدفوع قال ـ ص ـ << رفع عن أمتي الخطأ أو النسيان و ما استكرهوا عليه >> و يقول أيضا :<< رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ و المجنون حتى يعقل و عن الصبي حتى يحتلم >> و قالت المعتزلة قديما << لو لم يكن الإنسان حر لبطل التكليف و التشريف و الثواب و العقاب >>
2ـ أليس من الشرع طرح قضية المسؤولية قبل قضية الحرية ؟
قبل الشرح يجب النظر إلى الأخلاق و من هذه النقطتين كان الإنسان مسؤولا لقوله ـ ص ـ
<< كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته >> فكل مسؤول في هذه الحياة كالأب مسؤول عن أولاده فكل من ذا منصب مسؤول على من تحت يده و تصرفه
كما أن الحرية هي أساس الأخلاق عند كانط و هذا يتعلق بالضمير فإذا غاب هذا الضمير لم يكن هناك تكليف حقيقي كالطبيب الذي يتخلى عن ضميره المهني فإن رسالته المهنية لن تسير على أكمل وجه كما أن الواجب لا يكون له أساس إلا إذا كان حرا بل عند كانط لا يكون واجب إلا إذا كان حرا" الضمير الخلقي هو الذي يدفعني لتحمل المسؤولية "
و المسؤولية لا تظهر فقط بالضمير الخلقي و الوازع الديني لتحملها و إنما تظهر و تتجلى أيضا في العقوبة فالجزاء في المدرسة الكلاسيكية ( النظرية العقلية ) و هي تقول بأن الإنسان حر حرية مطلقة و بالتالي فهو مسؤول مسؤولية مطلقة والجزاء عندهم أو العقوبة هي من جنس الفعل أو الجريمة مثال : فإذا قتل الإنسان وجب قتله . و هنا يقول مالبرانش : " إن الذي يريد من الله أن لا يعاقب الجور و إدمان الخمر لا يحب الله "
أخلاقيا :يكون الإنسان مسؤول أخلاقيا أمام ضميره الخلقي و هذا لا يحدث إلا إذا كان حرا ذا نية و قصد فإن انتفت هذه الشروط انعدمت المسؤولية الخلقية هو النية أو القصد فإذا انعدمت تلاشت المسؤولية و من هنا يتضح بأن ضميري هو الذي يحاسبني ويقومني .
المسؤولية واقعيا و ليس أخلاقيا : إن الإنسان يقوم بجريمة نتيجة عوامل تمثلت في
(الحتميات أو نتيجة عقد ) مثل المرأة التي تقتل أزواجها فإن هذه المرأة خاضعة لحتمية النفسية .
عوامل بيولوجيا ( لومبروزو) : هو عالم جريمة إيطالي و يرى أن الجريمة تعود إلى عوامل بيولوجيا و هذا يعني أنها فطرية وثابتة و قد قسم المجرمين إلى خمسة أقسام
1ـ المجرمون بالفطرة : ( وراثيا ) بما أن الجرم فطري فهذا يعني أنه ثابت أي لا يمكن محوه ولا إصلاحهم بل يجب استئصالهم أي قتلهم .
2ـ مجرمون بالعاطفة : و لنأخذ على سبيل المثال الصعيدي المصري الذي يقتل قاتل أبيه تبعا لعاطفته أو ما يعرف عندهم بالأخذ بالثأر
3ـ مجرمون بالعادة : أي أن إجرامهم لا يخضع إلى حتميات خارجية ( المجتمع) بل نابع من الداخل نتيجة ضعف أخلاقي وغيابا للضمير .
4ـ مجرمون بالمصادفة : مثل شخص كان يقود السيارة و فجأة يصدم شخص فيقتله دون قصد أو نية قتل أو ما يعرف بالقتل الغير المتعمد .
5- مجرمون مجانين : هم الأشخاص الذين يرتكبون جرائم نتيجة خلل عقلي و جزائهم إيداعهم في مصحات عقلية
فهؤلاء المجرمون الثلاث الآخرين و جزاءهم القصاص و يعتبر مسؤولية جنائية أو التعويض و تتمثل في المسؤولية المدنية .
عوامل اجتماعية : معناه أن الإنسان يرتكب الجرم نتيجة لظروف و أسباب يفرضها المجتمع كالفقر ، التشرد ، البطالة ، تسرب مدرسي و ممثل هذا الاتجاه و هو عالم الجريمة ايطالي يدعى فيري و هذا الاتجاه الواقعي حاول أن يبين أسباب و هذا ما أطلق عليه اسم نظرية الإصلاح أو النظرية الوضعية و هي تدرس ما هو كائن أو موجود .
هل هذه الدراسات العلمية الوضعية تمكنت فعلا من القضاء على الجريمة و تحديد المسؤولية؟
لم تتمكن هذه الدراسات من حد نزيف الجرائم إذ أن العالم يسجل يوميا جرائم بشعة .فلم يفصل في قوامها فهي لم تعد مرتبطة فقط بهذه الأسباب المذكورة سابقا بل إنها ترجع إلى عوامل أخرى تمثلت في النية ، القصد ، الإرادة ، و الحرية .فبما أن النية حالة داخلية وجدانية يتعذر إيجاد مقياس عام نحكم به على نية الأفراد.
/// ـ ألا تتمثل مصدر المشكلة و حلها في عظمة الإنسان؟:
1ـ عظمة الإنسان: و تكمن هذه المسؤولية في كونه كان حاضن المسؤولية و راعيها أي أن الإنسان كإنسان مسؤول قبل أن يكون هو حر و دليل ذلك أن الطفل الصغير ليس حر و ليس واع و رغم ذلك فإننا نوبخه أو تعاقبه إذا أخطأ و نثيبه إذا أصاب والدراسات العلمية تقول الطفل يقوّم من خلال الثواب أو العقاب فالغاية إذن ليست تقييم بل تقويم .
• إن الإنسان مسؤول على نتائج فعله سواء كان ينوي أو لا ينوي و الدليل على ذلك أن المجرم بالصدفة يشعر بتأنيب الضمير، و يتحمّل المسؤولية المدنية(سائق السيارة الذي يدوس شخص عن خطأ ـ غياب النية ـ ولكنه يحاسب أمام القضاء )
2ـ عظمة الإنسان بين العلة العلمية و العلية الفلسفية :
العلة العلمية :و فيها يقوم العالم بالبحث على أسباب الجريمة و هذا ما لاحظناه في النظرية الوضعية ( بيولوجيا لومبروزو ، نفسيا فرويد ، اجتماعيا فيري )
العلية الفلسفية : و هنا الفيلسوف أو رجل الأخلاق يبحث عن مرتكب الجريمة أي يحاول البحث عن مصدر الجريمة ( إيجاد العلاقة بين المجرم و الجريمة ) فيبحث عن المجرم ليحمله المسؤولية .
3ـ عظمة الإنسان تكمن في كونه خليفة الله في الأرض : و بالتالي فهو مكلف و هو إذن مسؤول فهو المشرّف ( التكليف ، يترتب عنه التشريف ) فهذا شرف للإنسان و ذلك بأنه خيّر من بين كل المخلوقات و حتى الملائكة لكي يكون خليفة لله في أرضه قال الله تعالى : << و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر فرزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا >> الإسراء 70
و قوله أيضا : "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبينا أن يحملها و أشفقنا منها و حملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا >>
حل المشكلة :
إن موضوع المسؤولية و الحرية يرتبط أشد الارتباط بجوهر الإنسان فمهما كانت تبعات أعماله خطيرة ، فإنه يبقى متشرفا بأمانة المسؤولية و غاية للإنسانية جمعاء .


شكرا وبارك الله فيك
راح انحاول نخرج منها معلوماااااات
ربي ينجحك