عنوان الموضوع : مساعدات عاجلة في مقالات الفلسفة ثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
ارجو منكم ان ترسلو لي مقالات فلسفية عن طريق الجدل لكل من :الشعور بالانا والغير
الحرية والمسؤولية
الرياضيات
العلوم البيولوجية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟
طرح المشكلة
من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الأنا عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الاولى تعتقد أن مشاركة الأخر أي الغير أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن هل الشعور بالأنا مرتبط بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟
محاولة حل المشكلة
الأطروحة : الشعور بالأنا مرتبط بالغير يرى أنصار الأطروحة أن الشعور بالأنا يرتبط بالغير فلا وجود لفردية متميزة بل هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود الأخر والوعي به .
البرهنة : يقدم أنصار الأطروحة مجموعة من البراهين تقوية لموقفهم الداعي إلى القول بان الشعور بالأنا يكون بالغير هو انه لامجال للحديث عن الأنا خارج الأخر
الذي يقبل الأنا عبر التناقض والمغايرة ومن هنا يتكون شعور أساسه الأخر عبر ما يسميه ديكارت بالعقل الذي بواسطته نستطيع التأليف بين دوافع الذات وطريقة تحديد كيفيات الأشياء والأشخاص وفي هذا السياق يعتقد الفيلسوف الألماني "هيغل " أن وجود الغير ضروري لوجود الوعي بالذات فعندما أناقض غيري أتعرف على أناي وهذا عن طريق الاتصال به وهنا يحصل وعي الذات وذات الغير في إطار من المخاطرة والصراع ومن هنا تتضح الصورة وهي أن الشعور بالأنا يقوم مقابله شعور بالغير كما انه لابد للانا أن يعي الأخر إلا أن الأخر ليس خصما ولا يتحول إلى شيء لابد من تدميره كما يعتقد البعض بل إلى مجال ضروري الاهتداء إليه لبناء ذات قوية فقد تختلف الذوات وتتنوع رؤى فكرية كثيرة ولكن لا يفسد ذلك ودا جماعيا وحتى وان استنطق الإنسان في نفسه غرائز الموت والتدمير الطبيعية فان مفهوم الصراع يناسب مملكة الحيوانات ومنطق قانون الغاب وهذا الأمر لا ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة إلا بفعل وجود الأخر والتواصل معه في جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن التواصل مع الغير ولقد كتب المفكر المغربي محمد عزيز لحبابي " إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة : "الأنا جزء من النحن في العالم "
وبالتالي فالمغايرة تولد التقارب والتفاهم ويقول تعالى : " ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " .
وهكذا فالشعور بالأخر تسمح لنا بالمتوقع داخل شخصية الأخر والاتصال الحقيقي بالأخر كما يرى ماكس شيلر يتمثل في التعاطف ومنه لا غنى للانا عن الغير .
نقد الأطروحة يمكن الرد على هذه الأطروحة بالانتقادات التالية
إن الشعور بالأنا يتأسس على الغير لكن الواقع يؤكد بأنه قد يكون عائقا وليس محفزا لتكون ذات قوية فكل" أنا" يعيش مجالا خاصا وفي ذلك رغبة فردية وشخصية .
نقيض الأطروحة " الشعور بالأنا شخصي
يرى أنصار الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشاريعه بنفسه وبطريقة حرة أي كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع الواقع بشكل منسجم .
البرهنة : يقدم أنصار هذا النقيض جملة من البراهين في تأكيدهم على الشعور بالأنا على انه شخصي ولا مجال لتدخل الغير الذي يعتبره أنصار النقيض بأنه عقبة لا بد من تجاوزها ؛
ومن هذا المنطلق يؤكد الفيلسوف الفرنسي مان دوبيران على أن الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول : " قبل أي شعور بالشيء فلابد من أن الذات وجود " ومن مقولة الفيلسوف يتبين أن الوعي والشك والتأمل عوامل أساسية في التعامل مع الذات ووعيها ولقد كان سارتر اصدق تعبيرا عندما قال " الشعور هو دائما شعور بشيء
ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته " ومن هنا يتقدم الشعور كأساس للتعرف على الذات كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا داخل عالم شبيه بخشبة المسرح وتعي الذات ذاتها
عن طري ما يعرف بالاستبطان فالشعور مؤسس للانا والذات الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء الأخطاء التي نقع فيها ولقد تساءل" أفلاطون"
قديما حول هذه الحقيقة في أسطورة الكهف المعروفة أن ما يقدمه لنا وعينا ماهو إلا ظلال وخلفها نختبئ حقيقتنا كموجودات " كما يحذر سبينوزا من الوهم الذي يغالط الشعور الذي لابد أن يكون واضحا خاصة على مستوى سلطان الرغبات والشهوات ومن هنا فقد الجحيم هم الآخرون على حد تعبير أنصار النقيض فيريد الأنا فرض وجوده وإثباته
ويدعو فرويد إلى التحرر الشخصي من اكراهات المجتمع للتعرف على قدرة الأنا في إتباع رغباته رغم أنها لا شعورية وهكذا فألانا لا يكون أنا إلا إذا كان حاضرا إزاء ذاته أي ذات عارفة .
نقد نقيض الأطروحة ان هذا النقيض ينطلق من تصور يؤكد دور الأنا في تأسيس ذاته ولكن من زاوية أخرى نلاحظه قاصرا في إدراكها والتعرف عليها فليس في مقدور الأنا التحكم في ذاته وتسييرها في جميع الاحوال ففي ذلك قصور .
التركيب: من خلال لعرض الأطروحتين يتبين أن الأنا تكوين من الأخر كما انه شخصي هذا التأليف يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي غابريال مارسيل عن طريق التواصل أي رسم دائرة الانفراد دون العزلة عن الغير أي تشكيل للانا جماعي وفردي أي تنظيم ثنائي يكون ذات شاعرة ومفكرة في نفس الوقت .
حل المشكلة
يمكن القول في الختام أن الشعور بالأنا يكون جماعيا عبر الأخر كما انه يرتبط بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا والأخر يكون عن طريق الإعجاب بالذات والعمل على تقويتها بإنتاج مشترك مع الغير الذي يمنحها التحفيز والتواصل الأصيل وتجاوز المآسي والكوارث . داخل مجال من الاحترام والتقدير والمحبة .أثبت الأطروحة التالية: معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير
طرح المشكلة:إذا كان الإنسان بطبعه كائن اجتماعي كما يقول ابن خلدون، يتأثر ويتفاعل مع بني جنسه،فلا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس فإن هذا يستلزم أن الآخر أو الغير وجوده ضروري حتى يتمكن الإنسان من إدراك ذاته وقيمة وجوده ،فالشعور بالأنا أو الوعي غير كاف لمعرفة الذات وعليه نطرح السؤال التالي: كيف يمكن لنا إثبات أن معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير؟
محاولة حل المشكلة:
1/ عرض منطق الأطروحة:يرى بعض الفلاسفة أن إدراك الذات لا يكون إلا من خلال التواصل مع الأنا الآخر باعتبار الإنسان كائن اجتماعي مضطر إلى التواصل مع الغير،بل انه يتأثر بالناس ويؤثرون فيه ويتفاعل معهم ، فالوعي أو الشعور بالأنا غير كاف لمعرفة حقيقة الذات ،وهذا التفاعل الذي يحصل بين الفرد والغير يحبطه أو يشجعه ويشكل دوافعه فيصدر الغير عليه الأحكام ويدفع هذا الفرد إلى التفكير بعمق في نفسه وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف ماكس شيلرالذي يرى أن الإنسان يعيش في جماعة أكثر مما يعي في فرده ذاته ،فالطفل يكون في بداية حياته في حالة اللا قسمة« اللاتمييز »ومع نموه داخل مجتمعه فإنه يدرك هويته الذاتية فالمجتمع هو الذي يكون الوعي الفردي ،وهذا ما يؤكده الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم الذي يقول : «إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم »،ويرى أن التعاطف والحب هما الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير، لأن المشاركة العاطفية هي عمل قصدي نزوعي يتجه نحو الغير مثل العاطفة التي تربط الأم بالأب عند وفاة ابنهما،ومثل مشاركة الغير أفراحه وأتراحه،ومختلف مظاهر الحب وهكذا يتجسد الإحساس المشترك بين الذات والآخر ،و يذهب الفيلسوف الفرنسي ذو النزعة الوجودية جون بول سارتر أن وجود الآخر شرط ضروري لتكوين الأنا حيث يقولك وجود الآخر شرط لوجودي، و شرط لمعرفتي لنفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخل اكتشافا للآخر ،وهذا الآخر ليس مجرد موضوع بل أدركه وأعيه كإنسان موجود مثلي في هذا العالم ،والتواصل يتحقق عن طريق الوعي بالمماثلة,
2/ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية: وهذا ما يثبته الواقع فالذات الإنسانية ليست منطوية على نفسها بل تتجه نحو الغير،لأن الشعور يتجه دوما نحو خارج ذاته بحثا عن التغير الذاتي،فأي شخص لا وجود لهولا قيمة لوجوده إلا في ظل علاقته مع الغير أين تتحول معرفته لذاته إلى معرفة موضوعية عن طريق التواصل حيث يقول المفكر العربي المعاصر لحبابي: «أن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة: الأنا كجزء من النحن في العالم»،وإذا كان الشعور هوا لذي يحدد معرفة الذات ،فلماذا لانعي جميع أحوالنا النفسية كزلات القلم والنسيان وفلتات اللسان ،ولماذا يلجأ الناس إلى المحللين النفسانيين؟ وهذا دليل عل أن الإنسان يجهل حقيقة ذاته ويحتاج بالضرورة إلى الآخر في وجوده,,,,,,. توسع
3/نقد خصوم الأطروحة بعد عرض منطقهم: حيث ذهب بعض الفلاسفة أن الوعي هو الذي يحدد معرفة الذات فالإنسان متميز عن الحيوان كونه كائن وواع لأفعاله وما يدور في ذاته من أفكار وعواطف،ويعرف جميع أحواله الشعورية معرفة مباشرة حدسية،وعن طريق الوعي أو الشعور يدرك أنه موجود حيث يقول الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت أن الشعور هو وعي الذات بذاتها وجميع أحوالها ،وهذا ما عبر عنه في الكوجيتو الديكارتي: « أنا أفكر إذن أنا موجود»،فماهية النفس التفكير،وهو دليل وجودها في هذا العالم،وأنها متميزة عن الآخرين،وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي مين دوبيران الذي يرى أن الشعور بالذات سابق عن الشعور بالموضوع حيث يقول : «قبل أي شعور ، لابد من أن الذات وجود بدليل أن الشعور أو الأنا تميز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعوربه»،لكن الشعور بالأنا غير كاف بل إن الإنسان يحتاج إلى التواصل مع غيره من اجل تكوين معرفة أكثر عمقا حيث يرى الفيلسوف سبينوزا هو وهم ومغالطة فاعتقاد الناس بحرية تصرفاتهم ظن خاطئ لجهلهم بالأسباب المتحكمة في شعورهم،وهذا ما يؤكد صعوبة التمكن من معرفة ذواتنا على حقيقتها .
حل المشكلة:إن وعيي بذاتي يتوقف على معرفة الغير والتواصل معه ،لأنها قاصرة عن معرفة حقيقتها ،فإنها تحتاج إلى الغير حتى تدرك حقيقتها أكثر ونقائصها ومدى قيمتها في هذا الوجود........... توسع
=========
>>>> الرد الثاني :
مقالة البويولوجيا من إعدادي
هل يمكن دراسة البيولوجيا دراسة علمية ؟؟؟
مقدمة و طرح المشكلة
الانسان مرتبط بالطبيعة ايما ارتباط فهو يؤثر فيها و يتأثر بها , لكن في بعض الاحيان تحدث في الطبيعة بعض الظواهر التي يعجز عن تفسيرها , علما أن الانسان اعتمد منذ القدم في تفسير ما يحيط به عدة وسائل و طرق , فمن التفسير الخرافي الى الاسطوري الى الاهوني الى الفلسفي ثم العقلي , و قد لعبت الفلسفة دورا هاما في تقديم تفسير عام للوجود و تفسير شامل للعالم الخارجي و لما يحيط بالانسان من ظواهر , و أصبحت مع مرور الوقت عبارة عن أداة تفتح باستمرار مسائل جديدة امام الفكر البشري , ما أسهم في استقلال العديد من مجالات المعرفة فيها في شكل علوم مستقلة اتبعت منهجها التأملي العقلي و لغتها المعتمدة على الوصف و معتمدة على المنهج التجريبي الذي يقوم على الملاحظة , الفرضية و التجربة , كانفصال الفيزياء على يد نيوتن و الكيمياء على يد لافوازييه . و يعتبر فرنسيس بيكون اول من وضع اسس المنهج التجريبي و قد اقامه على المادة الجامدة , و قد شهدت العلوم الفيزيائية و الكيميائية تطورا كبيرا بفضل اعتمادها على هذا المنهج , ما دفع بعلماء البيولوجيا الى محاولة تطبيق نفس المنهج على مادتهم الحية .
لكن اختلاف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة و التشابك الحاصل في تركيبتها دفع بالبعض الى القول انه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية بنفس خطوات تطبيقه على المادة الجامدة . بينما هناك من يرى ان المادة الحية كالجامدة يمكن دراستها دراسة علمية . و من هذا و ذاك ظهر جدل واسع بين الفلاسفة و المفكرين , و نحن امام هذا نطرح المشكلة الجلية الآتية : هل يمكن اخضاع البيــــولوجيــا للمنهج التجريبي ؟؟؟
الموقف الاول :
يرى انصار الاتجاه الكلاسيكي انه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي الذي وضع اساسا لدراسة المادة الجامدة على المادة الحية , نظرا لجملة من الصعوبات و العوائق الابيتيمولوجية التي تعترض علماء المادة الحية في ذلك في ذلك .
إن المادة الحية شديدة التعقيد مقارنة بالمادة الجامدة فلا يمكن تقسيمها الى اجزاء (كما هو الحال في المادة الجامدة) لانها تشكل وحدة عضوية , فلو اردنا فصل احد اعضاء الجسم فاننا نفسد بنيتة اي وظيفتة , اي لا يمكن دراستها دراسة فردية , و في هذا الصدد يقول كوفييف , الفيلسوف و الفيزيولوجي الفرنسي : ’’ إن محاولة فصل أي عضو عن الجسم هو موت الجسم ’’ . فالتشابك بين وظائف أعضاء الجسم يقلل من امكانية دراسة كل منها على حدة زو يصعب من عملية فصلها , فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف بواسطة عدة اعضاء بحيث يتخصص كل عضو بوظيفة معينة , فإذا اختل هذا العضو اختلت الوظيفة بطبيعة الحال , و لا يمكن لعضو آخر أن يؤديها , و يقول كوفييه أيضا في هذا الصدد : ’’ إن سائر أعضاء الجسم مرتبطة فيما بينها فهي لا تتحرك الا بقدر ماتتحرك كلها معا و الرغبة في فصل الجزء عن الكل معناه نقله من الذوات الحية الى الذوات الميتة و معناه ايضا تبديل ماهية الشيئ تبديلا تاما ’’ . و نعلم أنه من خطوات و اساسيات المنهج التجريبي الملاحظة التي من شروطها االدقة و الشمولية , لكن ذلك يبدو صعبا جدا في المادة الحية ,لأنه لا يمكن ملاحظة العضو ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل تركيبته مما يحول دومن ملاحظته ملاحظة علمية خاصة عند حركته أو قيامه بوظيفته , كما لا يمكن ملاحظة العضو منفصلا عن الكل الذي ينتمي اليه لان بذلك تكون الملاحظة ناقصة غير شاملة , و يطرح ايضا عائق التجريب مشاكل كثير و كبيرة , حيث أن الكائن الحي يتأثر بتغيير الوسط الذي هو فيه , فإذا كان يتصرف بطريقة عادية في الوسط الطبيعي فإنه يبدي غير ذلك تماما في الوسط الاصطناعي نظرا لتعريضه لجملة من التأثيرات كالتخدير مثلا , ز مثال ذلك الواضح هو دراسة البكتيريا بعد قتلها و تلوينها أو وسمها إشعاعيا ...
و تقتضي التجربة أيضا تكرار الظاهرة من أجل تأكيد الفرضيات و الملاحظات المطروحة , ولما كان ذلك يتسن للباحث في ميدان المادة الجامدة فإنه يتعذر على البيولوجي , لأن تكرارها لا يؤدي الى نفس النتائج رغم الانطلاق من نفس الاسباب و المقدمات , إظافة الى ما سبق نذكر عائق التعميم و التنبؤ , حيث يستند علماء المادة الحية الى التنبؤ رغم ان ذلك يستحيل على مستوى البيولوجيا كون الكائن الحي في تطور و تغير مستمر فتكون المرحلة التي يعيشها الكائن الحي نتيجة مرحلة سابقة و سبب المرحلة القادمة أي انه اليوم يختلف عن الغد , كما يتم اعتماد التعميم في شكل استقراء ناقص لانه لا يخضع لمبدأ الحتمية , و يظهر ذلك من خلال تجربة لويس أغاسيز على الاصداف ,حيث وجد صدفتين غير متشابهتين من أصل 27000 صدفة , كما أن التعميم قد يوقع في الخطر نظرا لاختلاف العضوية من جنس لآخر أو حتى بين ابناء الجنس الواحد , و من هنا تظهر مشكلة أخرى و هي مشكلة التصنيف , فإذا كان ذلك ممكنا في المادة الجامدة فإننا نجد خلافه في المادة الحية بسبب الخصائص التي ينفرد بها كل كائن عن غيره , بالإضافة الى كل هذا فإنها تتدخل في هذا الامر مشاكل و حدود أخلاقية و دينية كتحريم التشريح أو منعه دفاعا عن كرامة الانسان أو ماشابه .
الموقف الثاني :
خلافا لأنصار الاتجاه الكلاسيكي يرى علماء المادة الحية انه يمكن تطبيق خطوات المنهج التجريبي من ملاحظة , فرضية و تجربة على البيولوجيا , لكن حسب ما تسمح به طبيعة المادة الحية , فالمادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها حيث انها تتكون من نفس العناصر المشكلة للمادة الجامدة كالكربون , البوتاسيوم , الهيدروجين ... و بالتالي من الممكن بل من الضروري تفسير الظواهر الحية بقوانين المادة الجامدة الخاضعة للمنهج التجريبي , و بفضل تطور الوسائل صار بالامكان ملاحظة العضوية ملاحظة دقيقة دون فصل الاعضاء عن بعضها , و خاصة بعد ظهور الاشعة و المجهر الالكتروني ... , حيث انه يمكن ملاحظة و تتبع مراحل نمو الجنين في رحم أمه دوك الحاق أي ضرر به .
و حتى ان تم فصل العصو عن الكل فإنه يمكن الابقاء عليه حيا لمدة من الزمن و ذلك بوضعة في اوساط فيزيولوجية و محاليل كيميائية خاصة , و هذا ما يمكن من إعادة التجربة عدة مرات , و قد أخذ علم الاحياء يتطور خاصة بعد التجارب العديدة التي قام بها لويس باستور على المادة الحية , و بات من الأكيد ا أن تطبيق هذا المنهج يصلح في مثل الظواهر , و الدليل على ذلك ما وصل إليه علم الوراثة , الطب ... , و في هذا السياق يمكن ذكر تجربقة برنارد كلود الشهيرة على الارانب , حيث بدأها بملاحظة ان بول الارانب الموجودة في المخبر حامضي رغم انها آكلات أعشاب , فصاغ فرضية على أن آكلات الاعشاب تستهلك بروتين جسمها في حال الجوع , ثم قام بتجويع الارانب للحصول على البول الحامضي , فكان ذلك ما حدث , فأعاد التجربة عدة مرات مستندا الى قاعدة التلازم في الحضور و الغياب , فكانت النتائج متوافقة مع افتراضه , ثم أعاد نفس التجربة على حيوان عشبي آخر و ه و الحصان فحصل على النتيجة نفسها , فصاغ برنارد القانون القائل ان آكلات الاعشاب إذا ما جاعت تتغذى على بروتين جسمها , هذا بالإضافة الى اكتشاف علم الجينات لعنصر dna و تطور زرع الاعضاء و علم الجينات ... , كما أن طرق الملاحظة و التجريب الحديثة دقيقة آمنة و واضحة , و الواقع خير دليل على ذلكثم ان التعميم في علم المادة الحية ممكن لكن فيه يء من النسبية و هذا أمر موجود و مسلم به حتى في المادة الجامدة , فكيف لنا أن لا نقبله في البيولوجيا ؟ . من كل ما سبق يتوضح لنا ان تلك الصعوبات المطروحة لم تبقى كذلك بل تمكن البيولوجيون من تجاوزها .
نقد الموقف الثاني :
مع ذلك فإنه لا يمكن موافقة اصحاب هذه النظرية في كون الظواهر البيولوجية مماثلو لظواهر المادة الجامدة , فالزواقع و الابحاث تؤكد الاختلاف بينهما , حيث تتميز المادة الحية عن الجامدة بالتعقيد و التشابك و عدم القدرة على التعميم و التنبؤ إظافة الى المشكل الاخلاقي و و غيرها .
و هذا ما يفسر عدم القدرة على معرفة و تحليل بعض الظواهر الحية , فلا يجب المبالغة في إباحة التجريب حتى لا تدخل في إطار المحضور اخلاقيا و قانونيا .
التركيب :
إن حجج و براهين و ادلة و الطريحين و الانتقادات الموجهة لكليهما ادت الى ظهور موقف ثالث يركب بينهما و القائل انه يمكن تطبيق خطوات المنهج التجريبيب على المادة الحية لكن في حدود المعقول , أي مع مراعاة خصوصياتها , و لعل هذا ما يسمى بتهذيب المنهج التجريبي ليتلاءم مع المادة الحية , فيمكن دراسة البيولوجيا دراسة علمية لكن مع الاحتفاظ بطبيعتها و خصائصها , يقول برنارد كلود في هذا الصدد . ’’ لابد لعلم البيولوجيا ان يأخد من الفيزياء و الكيمياء المنهج التجريبي لكن مع الاحتفاظ ببحوادثه و قوانينه الخاصة ’’
الخاتمة :
نستنتج مما سبق ان الاشكالية المطروحة حول تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية تأخذ عدة أبعاد , فيمكن تطبيقه لأن العلم المعاصر ساعد على تطور البيولوجيا و الدراسات اصبحت موضوعية و دقيقة , و لا يمكن التعصب لمنهج على حساب آخر , فالمهم هو تطوير هذه العلوم و فق متطلبات العصر , , لكن التجريب محدود مقارنة بالعلوم الفيزيائية و الكيميائية لاعتبارات اخلاقية ... . و يبقى الهم هو البحث عن طرق و علوم جديدة تتماشى و طبيعة المادة المدروسة , لذا لابد من تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية .
تم بحمد الله تبارك و تعالى
دعواتـــــــكم
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========