موضوع: بحث جاهز حول أهم عوامل النهضة العربية في العصر الحديث وبدايتها[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]السبت ديسمبر 26, 2017 9:38 pm
أهم عوامل النهضة العربية في العصر الحديث وبدايتها
مقدمة:
________________________________________
النهضة العربية مصطلحتاريخي يعود إلى حركة عمت البلاد العربية بين سنة 1820 و 1914 قام بها الأعيانالعرب، من سياسيين ومثقفين مستلهمين أفكار الثورة الفرنسية وداعين لضرورة تحقيقنهضة عربية وإسلامية على غرار تلك التي جرت في أوروبا عامة وفرنسا خاصة والاستفادةمن تجربتها
تطرأ على حياة الأمم تغيرات تنقلها من حال إلى حال، فإذا كان هذاالتغير من سيئ إلى حسن ومن ضعف إلى قوة سمي ذلك
نهضة، وعكسه الانحطاط. والنهضةالأدبية هي ارتقَاء فنون الأدب أو بعضها فناً ومضموناً.
ولقد عرفت ما أصابالأمة الإِسلامية ومنها الشعوب العربية من تأخر أرهق حياتها وأضعف مصادر الفكرفيها، وبخاصة في ميدان الأدب لكنها في آخر القرن الثاني عشر ومطلع الثالث عشرللهجرة بدأت تستفيق، فمتى بدأت النهضة الحديثة في العالم العربي والإسلامي؟وما هيأهم عواملها؟ أ- إن أول نهضة قامت في العالم الإسلامي هي تلك التي قادها الإمامانمحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله سنة 1157 هـ وكانت نهضة دينية رفعتمستوى الفكر والسياسة والأدب، وعم نفعها جزيرة العرب وغيرها.
ب- وفي عام 1213هـدخل الفرنسيون مصر وجاءت الحملة الفرنسية تحمل معها- إلى جانب عدتها وعتادهاالعسكري- مطبعة وعلماء فرنسيين لخدمة أهدافها الصليبية فلما استقرت أقدامهم فيالقاهرة افتتحوا بها معهداً علمياً ومدرسة ومكتبة كونوها من الكتب الفرنسية التيأتوا بها، وما ضموا إليها من كتب عربية جمعوها من خزائن الكتب في المساجد، كماافتتحوا مطبعة كانت تطبع بالعربية والفرنسية وكانت تخرج صحيفة سميت الحوادث، أوالتنبيه، قام على إخراجها الأديب المصري (إسماعيل الخشاب ).
من هنا عد بعضالمؤرخين دخول الحملة الفرنسية سنة 1213 هـ بداية النهضة في مصر.
جـ- وجعلبعضهم بداية حكم (محمد علي) مصر سنة 1220 هـ البداية الفعلية للنهضة، ذلك أن (محمدعلي) كان طموحا فأراد أن يكون في مصر دولة قوية تقوم على أساس علمي في جميع شؤونهاالعسكرية والاقتصادية، لذا أقبل على إنشاء المدارس العسكرية والزراعية ونحوها كماأكثر من إرسال البعوث إلى الخارج، ومن هنا وصفت نهضة مصر بأنها نهضة علمية.
د- أما في بلاد الشام فإن هذه النهضة لم تبدأ إلا في عام 1247هـ وذلك حين فتح النصارى- الذين عرفوا بالمبشرين (1) - مدارسهم بها، فأقبل عليها أبناء نصارى الشام، ولعدموجود مدارس أخرى تدرس العلوم العصرية فإن بعضاً من أبناء المسلمين قد لحقوا بتلكالمدارس. وكانت بلاد الشام تحت الحكم العثماني الذي سرت فيه عوامل الضعف أمام توثبالغربيين للقضاء على الخلافة العثمانية رمز وحدة المسلمين آنذاك فوقعت الشام فريسةفي أيدي نصارى الغرب.
ولحرص هؤلاء النصارى على استمالة الشامين إلى مدارسهماستخدموا اللغة العربية لغة تدريس، وكان الأدب العربي مما يدرس في تلك المدارس،ولكن بالأسلوب الذي يخدم مصالحهم لهذا وذاك نشط الأدب في بلاد الشام قبل أن يتحركفي البلاد العربية ولأجل ذلك وصفت النهضة في الشام بأنها نهضة أدبية ولكن الذينيقودونها ويوجهها هم النصارى في بداية الأمر، وعلى غرار الحملة الفرنسية أوجد هذاشعوراً بالخطر أيقظ الناس إلى حد ما.
أهم عوامل النهضة الحديثة: سبقت مصروالشام البلاد العربية الأخرى في بداية النهضة الأدبية.
وقد أخذت هذه النهضةتنمو حتى بلغت بعد منتصف القرن الرابع عشر مبلغاً حسناً. وكان لابد لهذه النهضة منعوامل وأسباب تدفع بها إلى الأمام، فما أهم هذه العوامل؟ ذلك ما سنتحدث عنه إن شاءالله:
- الصحافة: تعد الصحافة من أهم العوامل التي تساعد على نمو الأدب وارتقائهذلك أنها الميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم. زد على ذلك ما للصحيفة منرواج لأسباب أهمها تنوع المادة، ورخص الثمن، ونحو ذلك. لهذا كانت الصحافة من أهمالعوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب.
ولقد عرفت الصحافة- أول ما عرفت في البلاد العربية- في مصر حين أصدر محمد علي صحيفة " الوقائع المصرية "، وكانت تهتم فيِ بداية حياتها بأحوال المجتمع تاريخاً وأدباً.
ثم صدرت صحيفة " الأخبار " في لبنان، وكانت حكوميةً أيضاً، ولم يكن لها اهتمام بأحوال المجتمعالعربي. وفي تونس صدرت " الرائد " التونسية وكانت حكومية أيضاً وكان إسهام هذهالصحف في الحياة الأدبية ضئيلاً ومتفاوتاً.
ثم بدأت تصدر بعض الصحف الخاصة مثل " مرآة الأحوال " التي أصدرها في الآستانة (رزق حسونة) وفي الأستانة أيضا أصدر (أحمد فارس الشدياق) صحيفته. الأسبوعية " الجوائب "، وبدأت هذه الصحف تهتم بأحوالالمجتمع، وبخاصة في الأدب واللغة والاجتماع.
ثم نشط النصارى في لبنان وأخذوا فيإصدار الصحف والمجلات منها " الجنان "، و " المقتطف "، التي أصدرها (صروف ونمر) فيبيروت أولاً ثم استمر صدورهما في مصر.
ونظراً لسوء الأحوال في الشام، وحدوث بعضالاضطرابات فقد اتجه بعض المثقفين إلى مصر، وبها أصدروا صحفهم مثل "الكوكب الشرقي " و" الأهرام " و"الوطن ".
ولأن أرباب هذه الصحف من النصارى لم يكن لها شأن فيميدان الإِسلام حتى صدرت بعض الصحف والمجلات التي اهتمت بشؤون الإسلام والمسلمينمثل " نور الإِسلام " و " المنار "، و " الهدي النبوي " ومجلة " الأزهر ".
أماأهم تلك الصحف والمجلات في ميدان الأدب: فـ " الرسالة " و " الثقافة " و " الأزهر" و " الهلال ".
وفي الربع الأخير من القرن الرابع عشر من الهجرة بدأ الاهتمامباللغة والأدب يضعف في الصحف والمجلات، وذلك لأسباب عدة أهمها: انصراف الناس عنالقراءة الجادة، ورغبتهم عن الموضوعات الرصينة، إلى ألوان من التسليةوالتزجية.
- المدارس والجامعات: جاء العصر الحديث والعالم العربي كله يعيش فيجانب التدريس على ما تقدمه له المدارس البدائية [الكتاتيب] ، ثم حِلقَ الدرس علىالعلماء.
أ- فأما الكتاتيب فكانت تدرب على القراءة والكتابة وبخاصة قراءةالقرآن الكريم، كما كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكريم، إلى ما تقدمه من مبادئ يسيرةفي الخط والإِملاء والحساب ونحو ذلك.
ب- وأما حلق الدرس فتلك التي كان يجلسفيها العلماء لطلاب العلم في المساجد وبيوت العلماء، وأهم تلك الحلق ما كان فيالجامع الأزهر بمصر، وجامع بني أمية في دمشق، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القرويينبفاس، والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى، وجامعبغداد والجامع الأحمدي بطنطا، وغيرها.
جـ- وحين عزم (محمد علي) على النهوض بمصرلم يجد من أبنائها من يمكن الاعتماد عليه في ميدان التعليم غيرالأزهريين، ومن هناعُد الأزهر صاحب الفضل الأول على الحركة العلمية في مصر.
ذلك أن الذين قاموابالتعليم في المدارس التي افتتحها محمد علي كان جلهم من الأزهريين، والبعثات التيأرسلها إلى الخارج , حيث أسهمت هذه الأخيرة في احتكاك الإنسان العربي بأفكار جديدةتأثر بها ولم يؤثر فيها. ومع أن التعليم قد بدأ في بلاد الشام وبخاصة في لبنان علىيد المبشرين قبل أن يبدأ التعليم النظامي بمصر, وذلك بسبب الاهتمام الذي لقيتهالمدارس من (محمد علي)، حيث أكثر من افتتاحها واستقدم لها المعلمين من الغرب، وجعللهم مترجمين يترجمون قولهم للطلبة، وافتتح مدارس متخصصة، مثل مدرسة الزراعة، ومدرسةالطب، ومدرسة الألسن، فازدهر التعليم على يده حتى بلغ في عهد (إسماعيل) نسبة فاقتفيها مصر كثيرَاَ من البلاد المتقدمة.
د- أما الأزهر فقد ازدهر فيه التعليمولكن على النظام القديم، حتى عمل بعض شيوخه على تنظيم الدراسة فيه، فأفضت جهودهمإلى وضع أنظمة حديثة للتعليم في الأزهر، وصار يتكون من ثلاث مراحل. ابتدائي،وثانوي، وعاليٍ وقسم التعليم العالي إلى ثلاث كليات: كلية اللغة العربية، وكليةالشريعة، وكلية أصول الدين، وأهم أولئك الرجال الذين عملوا على إصلاح الأزهر الشيخمحمد عبده رحمه الله.
إضافة
هـ- وأنشئت في مصر كلية دار العلوم، وقصد بعضالناس من إنشائها أن تكون منافسة للأزهر الذي رفض- إذ ذاك- قبول التعليم الحديث،فكونت دار العلوم تكويناً حديثاً جمعت فيه ما لم يجتمع في الأزهر- حين ذاك - وقدضمت الآن لجامعة القاهرة، كما ضمت مدرسة الألسن إلى جامعة عين شمس.
و- ثم دخلالعالم العربي عصر الجامعات، فأنشأت مصر جامعة الملك فؤاد [جامعة القاهرة]، ثمتتابع فيها إنشاء الجامعات في القاهرة، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة، وغيرها.
وأنشئت جامعة دمشق بعد ذلك، ثم تتابع إنشاء الجامعات في العالم العربي، كماانتشرت المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والمعاهد المختلفة، في المدنوالقرى في جميع البلاد.
كما ظهرت مدارس عديدة كانت من أحد العوامل التيساعدت في النهضة العربية ونذكر منها: **المدرسة الرومانسية:
ظهرت المدرسةالرومانسية الفنية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
وتعتمدالرومانسية على العاطفة والخيال والإلهام أكثر من المنطق وتميل هذه المدرسة الفنيةإلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة كما اختار الفنانالرومانسي موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن مثل المناظر الشرقية وكذلك اشتهرت فيالمدرسة الرومانسية المناظر الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف مما أدىإلى اكتشاف قدرة جديدة لحركات الفرشاة المندمجة في الألوان النابضة بالحياة وإثارةالعواطف القومية والوطنية والمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية .
كان من أشهرفناني الرومانسية (يوجين دي لاكرواه) و (جريكو
**المدرسة الواقعية:
جاءتالمدرسة الواقعية رداً على المدرسة الرومانسية فقد اعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورةمعالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي وتسليط الضوء على جوانب هامة يريد الفنانإيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.
فالمدرسةالواقعية ركزت على الاتجاه الموضوعي وجعلت المنطق الموضوعي أكثر أهمية من الذاتفصور الرسام الحياة اليومية بصدق وأمانة دون أن يدخل ذاته في الموضوع بل يتجردالرسام عن الموضوع في نقله كما ينبغي أن يكون فهو يعالج مشاكل المجتمع من خلالحياته اليومية ويبشر بالحلول
** المدرسة السريالية:
اهتمت السريالية بالمضمونوليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافاتتشكيلية رمزية لا نهاية لها تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلىترجمة من الجمهور المتذوق كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية. ومن أهم رواد هذهالمدرسة "سلفادور دالي".
**المدرسة الكلاسيكية:
شملت فن النحت والرسم وتركزالاهتمام في هذه الفترة على الأصول الدينية الإغريقية في الفنون الجميلة ثم نادتمجموعة من الفنانين بإحياء التقاليد الإغريقية في الفنون الجميلة ثم نادت مجموعة منالفنانين بإحياء التقاليد الإغريقية والرومانية والتي كانت آثارها في فن النحتوالعمارة والتصوير.
- المطابع: ظهرت المطابع في الغرب في شكل بدائي قبل ما ينيفعلى خمسة قرون وأخذت في التطور فاستفاد منها الغربيون فوائد جمة.
ولم تعرفالبلاد العربية المطابع إلا مع الحملة الفرنسية التي دخلت مصر سنة 1213 هـ حيثأحضرت معها مطبعة تطبع بحروف عربية وأخرى فرنسية. واستولى(محمد علي) على تلكالمطبعة، أو اشتراها ثم عمل على تطويرها فاستقدم لها أحدث الأجهزة والحروف، وعنيبعملها وسميت المطبعة الأميرية.
واختار من العلماء مشرفين عليها وموجهين للعملفيها، فطبعت كثيراً من أمهات الكتب مثل كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهانيوكتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه، ومقدمهَ تاريخ ابن خلدون، وكثيراً من أمهاتالكتب في التفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ وغير ذلك، ولم تزل تتطور حتى ضمتإلى دار الكتب.
وأنشأ النصارى في الشام بعض المطابع، فعنوا فيها بكتب دينهموبعض كتب الأدب واللغة، وأخذت المطابع تتطور وتنمو في البلاد العربية كلها جمعاء،لكن كانت لبنان هي المتقدمة في هذا الميدان أكثر من غيرها.
- دور الكتب: جاءالعصر الحديث والكتب العربية موزعهَ في خزائن الكتب في المساجد وبيوت العلماء ومحبيجمع الكتب، وكانت الدولة التركية قد نقلت كثيرا مما حوته خزائن الكتب في المساجدوغيرها.
وحين تولى (علي مبارك) وزارة المعارف في مصر التقت رغبته في لَمَّ شتاتالكتب برغبة (الخديوي) الذي كان قد كون مكتبة جيدة في منزله. وقد نتج عن اهتمام "علي مبارك " بالكتب أن برزت دار الكتب المصرية التي افتتحها وجمع فيها ما تفرق منالكتب وفي خزائن المساجد وبيوت العلماء، وأخذت تنمو بالشراء والهبة والطبع حتىتجاوزت محتوياتها في مراكزها الثلاثة أكثر من مليون ونصف.
وإلى جانب دار الكتبكانت مكتبة الأزهر التي تقدمت في التفسير والحديث على دار الكتب وغيرها من المكتباتالعربية.
وعمدت كل دولة عربية إلى إنشاء دار كتب، ثم اتسع نطاق المكتباتالعامة، فصار في كل جامعة مكتبة مركزية وفي كل كلية وكل معهد بل وكل مدرسة مكتبة. ذلك أن المكتبات تعد مصدر الغذاء العقلي، فالاهتمام بها والمحافظة عليها وعلىمحتوياتها واجب. وذلك من أجل توفي الغذاء الفكري لعامة الناس وخاصتهم.
- الترجمة: بدأت الترجمة الحديثة في العالم العربي في عهد (محمد علي) ذلك أنه حرص علىإيصال علوم الغرب إلى فكر أبناء أمته وذلك ليتمكنوا من استيعاب العلومِ التي شاعتفي الغرب، وقد ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الطب والهندسة وشتى العلوم، مثل " روحالاجتماع " و " جوامع الكلم " ونحوها واتصلت الترجمة وأخذت تتسع في كل مكان وبدأتفي عهد (إسماعيل) ترجمة الكتب الأدبية وبخاصة القصص والروايات. وكان للمنفلوطيإسهام جيد في تلك المترجمات لأنه كان يكل ترجمة بعض الأعمال إلى بعض رفقائه ثميصوغها صوغاً عربياً جميلاً من ذلك " ماجدولين " و " الفضيله " و " الشاعر " و " فيسبيل التاج ".
وأقبل الناس على الترجمة من الإنجليزية وغيرها من اللغات ، ثمكثر المترجمون حتى إن الكتاب الجيد يترجم أكثر من مرة مثل "ماجدولين" و "البؤساء"
- المعاجم والمجامع اللغوية: حين بدأت الترجمة في عهد ظهرت بعضالمشكلات أهمها الحاجة إلى ألفاظ بديلة لما لم يوجد له مقابل بين أيدي المترجمين،ولهذا ظهرت معاجم كثيرة عربية وإنجليزية، أو عربية وفرنسية، أو عربية وإيطالية، وقديجمع المعجم الواحد أكثر من لغتين.
غير أن كُتّاب هذه المعاجم كانت تقوم أمامهمصعوبات إذا لم يجدوا اللفظ المقابل بين أيديهم، ولذلك نشأت الحاجة إلى مجامع لغويةتتولى وضع ألفاظ ومصطلحات بطرق سليمة، كالاشتقاق، والنحت، أو تعريب اللفظة بعدإخضاع لفظها للسان العربي بالنقص، أو الزيادة، أو التحريف، فجرت محاولات مصر لإنشاءمجمع اللغة العربية أكثر من مرة إلا أنه، لا يكاد ينهض حتى يكبو. إلى أن تنبهتالحكومة المصرية فأصدرت قرارها سنة 1351 هـ بإنشاء مجمع اللغة العربية الذي مازالقائماً حتى الآن، ولكي تضمن الحكومة المصرية نجاحه عمدت إلى تطعيمه بالمختصين فيالعلوم المختلفة، وجعلت من أعضائه بعض المستشرقين، كما فتحت الباب لِإسهام الدولالعربية بعضو من كل دولة.
ثم أنْشئ المجمع العلمي بدمشق، ثم المجمع العلميببغداد، وفي زمن آخر أنشأت الأردن مجمعا وأصدر كل مجمع مجلة، ووضعت مصطلحات، لبعضالكلمات الأجنبية.واختلفوا في بعض المصطلحات، فوضع مجمع اللغة العربية بمصر مِسَرًة، ووضع له المجمع العلمي بدمشق لكن جدواها ظلت محدودة.
أ- الاستشراق: الاستشراق لفظ أطلق على أعمال جماعات من الغربيين اهتمت بالاستشراق ولغاته وعلومه،وهو قديم في التاريخ عرفت منه أعمال الغربيين في القرن الخامس للهجرة لأهدافتنصيرية، واتصل هذا العمل وما يزال، وكان بعضا في الماضي يبحث عن المعرفة و الفائدةالعلمية، وقد اهتم كثير من المستشرقين بعلوم العرب وألفوا فيها وترجموا وحققوا بعضالكتب في التاريخ واللغة والأدب والعلوم، وخصوا لذلك ما يخدم أهدافهم أو يسهلمهمتهم في غالب الأمر.
وفي العصر الحديث ازداد عملهم على الأرض الشرقية، وأصبحبعضهم أساتذة في الجامعات العربية، ودخلوا المجامع اللغوِية، ومن أهم هؤلاء" شمبليون " عضو حملة نابليون الفرنسية ومكتشف حجر رشيد [1]، والمستشرق " جويدي " صاحب فهارس الأغاني، وأحد أساتذة جامعة فؤاد المصرية ومنهم أيضا " نيلنو " صاحبكتاب تاريخ الأدب العربيفي الجاهلية وصدر الإسلام ودولة بني أمية (وكارل بروكلمان) صاحب الكتاب الشهير في تاريخ الأدب العربي، وصاحب تاريخ الشعوب الإسلامية أيضا.
ومن المستشرقين الذين وقفوا أعمالهم على خدمة الاستعمار الغرب )دانلوب) (وكرومر) , ومن أعوانهم من النصارى العرب (لويس عوض)، و (فيليب حتي)، و(سلامهموسى)، و (سعيد عقل) ونحوهم.