ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مقالة حول يقينية الرياضيات
مقدمــــة :
يراد بالرياضيات ذلك العلم العقلي الذي يهتم بدراسة المقادير القابلة للقياس و المقدار يسمى كما لكن إذا كان اتفاق الدارسين واردا حول ضبط هذا المفهوم فإن اختلافهم سجل حول مصداقية الرياضيات و هذا ماجعل الكثير منهم يؤسسون اعتقادا خاطئا و تمثل في الإقرار بأن تعدد الأنساق في الرياضيات يعد تعبيرا عن نسبيتها في اليقين ( أنصار النسق الأكسيوميبينما الصواب يكمن في ماذهب إليه أنصار الهندسة الإقليدية و الذين أقروا بمطلقيه المفاهيم الرياضية في كل الأحوال لذا فكيف يمكن التأكيد على صدق هذا الطرح و القائل بأنها ( العلم الذي يتميز بالدقة و اليقين ) ؟ و ماهي أهم الحجج و البراهين المؤكدة لهذا الطرح ؟ بل ماهي أهم الأخطاء المعرفية و المنطقية التي وقع فيها المخالفون لهذا الاعتقاد ؟
التــــوسيع :
تؤكد الأطروحة منطق أنصار الرياضيات الكلاسيكية القائل بأن الهندسة هي العلم الوحيد من العلوم التي أبدعها الإنسان التي تنتج نتائج معصومة عن الخطأ و أن العمليات الحسابية ترغم الدارس على تقبل صدق نتائجها و مطلقيه الرياضيات هي ناتجة عن اعتمادها لمبادئ العقل الفطرية و كذلك فكرة البداهة و البديهية هي قضية يقينية بذاتها صادقة صدقا مطلقا و لاتحتاج إلى برهان لأنها تدخل في نسيج الفكر البشري و هذا مايعد نفيا لكل اعتقاد قائل بنسبية النتائج الرياضية في اليقين لأن الإقرار بذلك يعد بداية لأزمة اليقين في العلم كما أن الرياضيات أصبحت لغة لكل العلوم لأنها تتميز بالدقة و ليس لكونها تتميز بالنسبية .
إن الرياضيات أصبحت لغة لكل العلوم لأن الفيزياء أو البيولوجيا قد تبنت خطوات المنهج التجريبي لكن وقعت في مشكل النسبية و هذا ماجعلها تبحث عن تبني المنهج الرياضي من أجل بلوغ الدقة التي حققتها الرياضيات ، من المبادئ التي طرحها إقليدس نجد التعريفات ( التركيبي و التحليلي ) و الواقع أثبت أمه ليس بإمكان أي كان أن يشكك في مصداقية التعريف الذي قدمه هذا الأخير عن المثلث أيضا من المبادئ التي اعتمد عليها إقليدس نجد فكرة البداهة و التي تعد قضايا يقينية صالحة لكل زمان و مكان لأنها تتماشى مع الانسجام الذهني و المبادئ الفطرية التي يمتلكها العقل
أكد ديكارت قيمة اليقين الرياضي من خلال دفاعه على فكرة البداهة و من خلال تأسيسه المنهج الرياضي الحديث و الذي اعتمد فيه على أربعة قواعد أساسية(البداهة ، التحليل ، التركيب ، الإحصاء ) و في ذلك يقول ديكارت " لاأقبل شيئا على أنه صحيح إلا إذا كان بديهيا "
قيمة اليقين الرياضي و البداهة أكدها اسبينوزا من خلال إشارته إلى كون البديهية هي معيار الصدق و معيار الكذب أي أن الرياضيات مادامت معتمدة للبديهية كمبدأ لها فإنه من غير المعقول أن تأسس لأفكار خاطئة و كذلك أكد ليبنتز أنه لايمكن الشك في قيمة الرياضيات لأنه لايمكن الشك في قيمة البداهة لأن الشك في صدق البديهية يعد شكا في مصداقية مبادئ العقل الفطرية و كتعبير عن كل هذا يقول باسكال " إن الهندسة هي العلم الوحيد من العلوم الإنسانية التي تنتج نتائج معصومة عن الخطأ "
عرض منطق الخصوم
لكن في المقابل للأطروحة التي نحن بصدد الدفاع عنها نجد منطقا معارضا أسسه أنصار النسق الأكسيومي الذين يرون أن التعدد في الهندسة يعني الإختلاف وبالتالي فقدان المطلقية وقيمتها ولم تتمكن من المحافظة على هذا اليقين معنى ذلك أن الرياضيات الحديثة بأنساقها الجديدة ومنهجها الإكسيوماتيكي قد حطم اليقين الرياضي لهذا قال برتروندراسل "إن الرياضيات هي العلم الذي لا يعرف عما يتحدث وما إذا ما كان يتحدث عنه صحيحا"
ب / نفيه :
لكن مايأخذ على طرح هؤلاء أنهم ربطوا قيمة الرياضيات بالنسبية لكن الصواب يكمن في أن تغيير مبادئ هذا العلم يعد بداية لأزمة اليقين لأن تلك العلوم أصبحت تتبنى المنهج الرياضي لم ترد من ذلك تحقيق النسبية لأنها أصلا نسبية بل هي تريد من ذلك أن تحقق اليقين الذي شاهدت وجوده في الهندسة الإقليدية القائمة على المنهج الاستنباطي .
كما أن التعدد في الرياضيات الذي يبدو من ظاهره تجاوزا للهندسة الإقليدية إنه في الأصل مجرد افتراضات أو انساق لاقيمة لها لأنه ماتفسيرنا لاعتماد الهندسة الإقليدية في الدراسات المعاصرة كذلك لأن تحطيم فكرة البداهة هو تحطيم لمبادئ العقل الفطرية و هذا مالا يتقبله العقل لأنه قد جن من اعتقد أن الجزء أكبر من الكل .
كذلك إن الاعتقاد بوجود جملة من الأخطاء في الهندسة الإقليدية هو اعتقاد خاطئ لأن الواقع يثبت أن مجموع زوايا المثلث 180 °
خاتــــمة ( حل المشكلة) :
يمكن التأكيد أن الرياضيات تعتمد منهجا عقليا إستنتاجيا مراعيا لمبادئ العقل الفطرية هذا ماجعلها تتميز بالدقة و اليقين و رغم التطور الذي عرفه الفكر الإنساني و الذي تميز بظهور النسق الأكسيومي و الذي يعد نموذجا عن الرياضيات المعاصرة إلا أن هذا لا يعد تجاوزا لمطلقية المفاهيم الرياضية لان الإقرار بفكرة النسبية يعد تجاهلا لمبدأ البداهة و هذا مالا يتقبله العقل و هذا يعني أن الأطروحة القائلة بأن الرياضيات هي العلم الذي يتميز بالدقة و اليقين صادقة و جديرة بالدفاع عنها و كل أطروحة مخالفة لها فهي باطلة و لا يمكن الأخذ بها .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
المقالة حول هل يجد التاريخ مقعده بين العلوم
اعتبر التاريخ من بين العلوم الإنسانية الصادرة من الذات الشاعرة كما أنها قصديه توجهها قيم وقواعد فالظاهرة الإنسانية لا تثنت على حال فهي إبداعية غير متوقدة لتوفر عنصر الحرية في الإنسان وكذا من بينها الظاهرة التاريخية وكل هذا يشكل عائقا أمام تطبيق المنهج التجريبي على هذه الظاهرة فما هي هذه العوائق؟ وهل استطاع علم التاريخ تجاوزها ؟ أو بصيغة أخرى هل يجد التاريخ مقعده بين العلوم؟
عرض منطق الأطروحة
التاريخ يعرفه ابن خلدون على انه "خبر عن المجتمع الإنساني الذي هو عمران العالم ومايعرض في طبيعة ذلك العمران من أحوال الناس من التوحش واالتآنس والعصبيات وأصناف تغلبات البشر بعضهم على بعض " ويعرفهريمون آرون على انه "إعادة بناء وإحياء الأموات من طرف الأحياء بهدف الاستفادة من خبراتهم الماضية ". من هنا يتبين أن موضوع التاريخ هو الحادثة التاريخية التي تنتابها عوائق من بينها , الحادثة التاريخية لا تتكرر لأنه لها زمن محدد ومكان اجتماعي معين لان الزمن الذي حدثت فيه لا يعود من جديد والإطار الاجتماعي الذي اكتنفها لا يبقى هو نفسه أما الحتمية التي تعتبر مبدآ أساسيا في علوم المادة التي تقتضي أن نفس العلل تصنع نفس النتائج فيبدو إنها لا تنطبق على التاريخ ما دامت الحوادث التاريخية تمضي ولا تعود . إن الظاهرة التاريخية لا يمكن اصطناعها فلا يمكن للباحث أن يحدث حربا حتى يتأكد من فرضيته , واستحالة إجراء التجارب يحول دون الوصول إلى القوانين وكذا صعوبة تحديد بدايتها الواضحة وأصولها البعيدة ونتائجها وقت حدوثها تتميز الحادثة التاريخية بأنها ذاتية بعيدة عن الدراسة الموضوعية فالمؤرخ إنسان تتأثر كتابته بالواقع الذي أعاشه أو يعيشه فقد يزيف الحقائق ويشوهها بالإضافة إلى أن العلم من المفروض يوحد لكن نرى أن علم التاريخ يفرق بين الشعوب وينمي النزعة العدائية والأحقاد
عرض نقيد الأطروحة
رغم كل هذه العوائق إلا أنها نسبية وليست مطلقة وبالإمكان تجاوزها حيث العلماء أن يكيفوا المنهج التجريبي في دراسة الحادثة التاريخية ويعود الفضل إلى عبد الرحمان بن خلدون ومن جاء بعده من الأوربيين فإذا كانت الحادثة التاريخية لا تتكرر أي ماضية فانه أصبح بالإمكان إحياؤها من خلال جمع المصادر الإرادية واللاإرادية فالمصادر الإرادية أو المباشرة فهي التي احتفظ بها الناس قصدا لتكون شاهدة عليهم كالرواية , الكتب , الآثار أما المصادر اللاإرادية التي تركت عن غير قصد ولا نية كالأبنية الأثرية , النقود, الأسلحة وغيرها ولتأكد من صحة هذه المصادر يلجا المؤرخ إلى النقد الخارجي والباطني ففي النقد الخارجي يتناول المؤرخ الوثيقة من حيث الشكل فيكشف على المادة كنوعية الورق والحبر أو شكل الخط وهذا بالتعاون مع أعوان أخرى أما النقد الباطني فينص على مضمون الوثيقة فيتحقق المؤرخ بان مضمون الوثيقة يتماشى وعقلية العصر وان تكون متوافقة مع ما يسبقها من العوامل وما تلاها من النتائج وعلى المؤرخ أن يكشف شخصية الكاتب إن كان مزيفا أو صادقا للحقيقة وهذا ينطبق على الرواية الشفهية إذ كثيرا ما يتعمد الروائي الكذب أو يكون مقيدا بالحكام إما خوفا منهم أو طلبا لفائدة شخصية وبعد هذا يقوم المؤرخ بتصنيف الحادثة التاريخية حسب طابعها الزماني والمكاني وأيضا حسب طابعها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وحسب ترتيبها المنطقي وإذا ما وجد فجوات فانه يكملها بالاستدلال العقلي
نقد نقيد الأطروحة
رغم الدراسة العلمية للتاريخ إلا أن الموضوعية تبقى عائقا أمام المؤرخ حيث أن التجرد من الذاتية في علم التاريخ أمر صعب لان الدارس هو الإنسان والمدروس هو الإنسان فالاستقلالية أمر صعب على المؤرخ , كذلك فهو يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ومهما كان المؤرخ موضوعيا إلا انه يلجا أحيانا لخياله لملا الفجوات أثناء بناء الحادثة كما قد يلجا إلى المجاملة وهو الأمر الذي يجعله لا يدرك حقيقة ما جرى
التركيب
استطاع العلماء والمؤرخون الاستفادة من المنهج التجريبي وتكييفه حسب الظاهرة التاريخية كما استفادوا من بعض تقنيات العلوم الإنسانية مي تحري الخبر والفتح على العلوم والدراسات الاجتماعية والنفسية والدينية والاقتصادية وهو الأمر الذي أدى إلى تفسير الحادثة التاريخية والوصول إلى القوانين التي تحرك التاريخ .
الخاتمة
عن طريق الحادثة التاريخية نقف أمام أحوال الأمم الماضية للاستفادة من تجاربهم السابقة كما يساهم التاريخ في منح الإنسان هويته ويذكره بأمجاده واصله فهو المرجعية التي تحصنه من الذوبان في الآخر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
المقالة حول هل يمكن اخضاع المادة الحية للتجريب
إن ميدان العلوم التجريبية هو الواقع المحسوس و الملموس و منهجها هو المنهج التجريبي الذي يتكون من أربع خطوات يبدأ فيه العالم من دراسة الوقائع حتى يصل في النهاية إلى قانون يحكمها . و إذا عدنا بذاكرتنا إلى الماضي نجد أن بعض العلوم عندما حققت إستقلالها عن
الميتافيزيقا أو الفسفة خصوصا منها علوم الفيزياء على يد غاليلي و نيوتن و الكيمياء على يد لفوازييه بدأ الطموح يراود العلماء في إدخال التجريب على المادة الحية وذلك قصد تخليصها من الطابع الفلسفي الذي إرتبط بها عهودا طويلة من الزمن غير أن هذا الطموح قد إصطدم بصعوبات وعوائق شديدة جدا من طرف علماء كثيرين رأو انه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحيةوذلك لخصوصيتها فهل هذا صحيح ؟
محاولة حل الإشكالية
الموقف الأول
يرى أصحاب الإتجاه الكلاسيكي أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية و ذلك للحجج التالية: أن الجسم الحي لايتصف بالفردية,بل هو وحدة كاملة مرتبطة لا يمكن تقسيمها دون أن يحصل خلل أو فساد في طبيعتها يقول كوفييه :"إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع التحرك إلا بقدر ما تتحرك كلها معا و الرغبة في فصل الجزء عن الكل معنا نقله إلى نظام الذوات الميتة و معناه أيضا تبديل ماهيته تبديلا تاما ", فمثلا لا نستطيع فصل عضو من الأعضاء دون أن يفقد هذا العضو وظيفته بل الوحدة ككل تتوقف وتتعطل . و الحجة الثانية هي تأثر الكائن الحي من أنتفاله من الوسط الطبيعي إلى الوسط الإصطناعي ففي الحياة الطبيعية يتصرف بطريقة عادية أما عندما نضعه في الوسط الإصطناعي المتمثل في المخبر فإننا نخضعه لتغيرات كيميائية كالتخدير مثلا . أما الصعوبة الثالثة التي تعترض الظواهر الحية فهي صعوبة الملاحظة الداخلية لعمل الأجزاء الدقيقة كالخلايا و الأنسجة التي تكون وحدة الكائن الحي ونحن
نعرف أنه من غير الممكن قيام علم من دون ملاحظة ومتابعة للوظائف التي يقوم بها . و إن أردنا عزل عضو ما من أجل ملاحظته فإنه يفقد وحدته و بالتالي يفقد طبيعته .و من جهة أخرى واجه العلماء عوائقا أخرى في تصنيف الظواهر فرسم سلسلة الطبائع و الصفات الخاصة بنوع حيواني ليس بالأمر السهل فمحاولة التصنيف المورفولوجي أو الفيزيولوجي محاولة تقضي على الفردية . ذلك لأن نمط العيش و التكيف من الناحية المورفولوجية يمكن أن يبعد كثيرا الحيوان عن أقاربه في النوع بالطفيليات فلكل كائن حي خصائصه . و أخيرا يستخدم أصحاب هذا الموقف حجة التنبؤ و التعميم فالتنبؤ مستحيل على مستوى الظواهر الحية. و ذلك لأن الكائن الحي ليس ثابت في الزمان و المكان بل هو
دائم التغير عكس الموجودات الجامدة . أما التعميم يطبق في الظواهر الفيزيائية و الكيميائية الجامدة في شكل استقراء ناقص لأنه لا يخضع لمبدأ الحتمية فأمر صعب جدا إن لم نقل مستحيل . فعندما يستخدم العلماء الفئران أوالكلاب أو القردة لإختبار فعالية الأدوية المكتشفة ثم يحاولون تعميم النتائج على بقية الكائنات الحية خاصة الإنسان يقعون في مخاطر لأن طبيعة الإنسان تختلف عن طبيعة الحيوانات الأخرى بل إن الإختلاف يوجد على مستوى بني الإنسان فمثلا بعض الناس يؤثر فيهم بعض الادويةتأثيرا سلبيا و البعض الأخر تأثيرا إجابيا و كذلك نقل الدم من شخص إلى أخر .
المناقشة
غير أن هذه الإعتراضات غير كافية و مقنعة . لأنها تقف في وجه طموح العلماء و هي لا تني إجحافا في حق البيولوجيا فحسب بل في حق العلم كله الذي يسعى جاهدا لمعرفة حقيقة الكائن الحي معرفة موضوعية تخلصه من قيود الميتافيزيقا و الآراء الديثنية فقد نسي هؤلاء أنه كان هناك إعتقاد يقول بإستحالة قيام علم الفيزياء و لكن بفضل تقدم وسائل البحث أصبحت الفيزياء علما قائما بذاته بل صارت من العلوم
الدقيقة فليس من الغريب أن يكون هناك علم بيولوجي .
عرض النقيض و أدلته :
يرى عالم الأحياء الفرنسي "كلود برنار" أن إخضاع الظاهرة الحية للبحث التجريبي أمر ممكن فقد بدأ الأمل في قيام علم خاص بالظواهر الطبيعية مع نظرية التطور التي وضعها "لاماك" و "داروين" اللذان دعيا إلى وجوب فهم الكائنات الحية عن طريق البيئة الخارجية و السلالات السابقة ثم أخذ علم الأحياء يتقدم أكثر بالتجارب التي قام بها الطبيب الفرنسي "لويس باستور" وأشهرها التجربة التي أقامها حول ظاهرة تعفن المادة الحية و بات من الأكيد أن البحث التجريبي يصلح في مثل هذه الظواهر و يعرف تاريخيا إدخال التجريب
على الظاهرة الحية إلى الطبيب الفرنسي "كلود برنار" الذي ظل يردد (( لا بد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من العلوم الفيزيائية و الكيميائية المنهج التجريبي ولكن مع الإحتفظ بحوادثه و قوانينه الخاصة)) و خاصة في ظل تطور التقنية و أدوات الملاحظة كالمجاهر الدقيقة فالكائن الحي يحمل بين ثناياهنفس الخصائص الفزيائية و الكيميائية التي يتألف منها الكائن الجامد يقول "كلود برنار" : (( إن المظاهر التي تتجلى لدى الأجسام الحية مثل المظاهر التي تتجلى لدء الأجسام الطبيعية فهي تخضع لحتمية ضرورية تربطها بشروط كيميائية و فيزيائية خاصة
وما دام كذلك فالتجريب ممكن و الدليل على ذلك ما وصل إليه علم الطب و علم الوراثة و يمكن أن نورد كحجة على ذلك التجربة المشهورة التي أجراها "كلود برنار" من أجل البرهنة على إمكانية تحقيق هذا الطموح العلمي هذه التجربة التي أقامها حول بول الأرنب حيث وظف فيها الخطوات الأتية الملاحظة العلمية و الفرضية و التجربة و القانون وقد وصل فيها إلى حقيقة جديدة تفيد بأن الكائن الحي يتغذى من مدخراته في حالة الصوم أو الإمتناع عن الطعام كما أكد فيها مبدأ التعميم بعد تكرار التجربة كما أن اكتشا الوراثة المعاصرة لعنصر adn و تطور زراعة الأعضاء وعلم الجينات و صناعة أجهزة الرقابة و إدخال الرياضيات و استخدامها في الأبحاث بات واضحا أن تلك الصعوبات
المذكورة لم تبق مطروحة و إن كانت النتائج لا ترقى إلى مستوى نتائج علوم الفزياء .
المناقشة
ولكنه لا يمكن موافقة أصحاب هذه النظرية في أن الظواهر البيولوجية مماثلة للظواهر الفيزيائية و الكيميائيةفي الطبيعة و إنما الواقع و الأبحاث العلمية تؤكد الإختلاف الموجود بينهما فالمادة الحية تتميز بما يلي : *التعقيد و التشابك *عدم قابلية الملاحظة و إقامة التجربة *إنها فريدة من نوعها تفوم
بالوظائف الحيوية من تغذية و إطراح و تكاثر ....إلخ *عدم قابليتها للتعميم فهذه الخصائص ترتبت عنها صعوبة تطبيق المنهج التجريبي عليها بنفس الكيفية التي تم تطبيقه في الظاهرة الجامدة .
التركيب
لقد أكدت الأبحاث العلمية أن الظاهرة الحية تشترك مع الظاهرة الجامدة في جملة من الخصائص لذلك يمكن تكييف المنهج التجريبي
طبيعتها فالظواهر البيولوجية مثلها مثل الظواهر الفيزيائية و الكيميائية أصبحت تستعمل المنهج العلمي وما عملية الإستنساخ اليوم التي تجري في الدول المتقدمة إلا دليلا قاطعا على ذلك ولكن مع الاحتفاظ بخصائص الكائن الحي مثلما يقول "كلود برنار" و خاصة طبيعته و عدم تجاوز حدود العلم حتى لا يتحول البحث في علم الأحياء إلى بحث فلسفي .
الخاتمة
و في الأخير نستنتج بأن تطبيق النهج التجريبي على الظاهرة الحية لا يماثل تطبيقه على الظاهرة الجامدة لأن كل نوع يتميز بخصوصية معينة .فالعلم لا يعرف حدودا و طموح العلماء هو العمل الحاسم دائما في تطوره وتقدمه لكن مهما كان هذا الطموح فإنه لا يصل إلى الحقائق
المطلقة الكاملة.
السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته
أعلمـ أنها طويلة هذه المقالات وقد لا تكون أي واحدة فيها في البكالوريا ــ لك استفسار باقي الأعضاء لأنه ليس لي صلاحيات للحديث أكثر في هذه المادة ـــ
بالتوفيق
و السلامـ’’ــ
السلام عليكم أنا حاليا اعتمد على بعض المقالات لناحجة العام الماضي لانها اعتمدت في مقالتها على السهولة والبساطة يعني يكفي ان ترئيها فتفهمي فورا موفقة هذا هو الرابط
لا اعرف ان كان من الصلاحيات وضع رابط خارجي هنا ام لا لكن لم استطع ايصاله عبر رسالة فمشاركتي لم تصل المطلوب موفقة
للاسف لم استطع وضع الرابط يمكنني ان ارشدك للطريق اكتبي في محرك البحث منتديات ديزاد باك التعليمية اذهبي الى الموقع ثم دروس حصرية ثم المقالات الاساسية في الفلسفة ........
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الرياحين
السلام عليكم أنا حاليا اعتمد على بعض المقالات لناحجة العام الماضي لانها اعتمدت في مقالتها على السهولة والبساطة يعني يكفي ان ترئيها فتفهمي فورا موفقة هذا هو الرابط
لا اعرف ان كان من الصلاحيات وضع رابط خارجي هنا ام لا لكن لم استطع ايصاله عبر رسالة فمشاركتي لم تصل المطلوب موفقة
للاسف لم استطع وضع الرابط يمكنني ان ارشدك للطريق اكتبي في محرك البحث منتديات ديزاد باك التعليمية اذهبي الى الموقع ثم دروس حصرية ثم المقالات الاساسية في الفلسفة ........ |
السلامـ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أتقصدين مقالات الأخت نسمة النجاح ؟
على العموم كانت الأخت قد وضعت في المنتدى المشار اليه تلخيصات شخصية لأهم المقالات وهي من هنا
https://www.dzbac.com/forum/showthread.php?tid=465
بالتوفيقـــ
و السلامــ’ــ
اليك هده الروابط اختي
https://www.fourar.tk/index.php
https://bacalg.voila.net/phi.htm
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=320387
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=326025
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=265400
https://www.philohed.com/index.php
ادعيلي فقط
السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته
أعلمـ أنها طويلة هذه المقالات وقد لا تكون أي واحدة فيها في البكالوريا ــ لك استفسار باقي الأعضاء لأنه ليس لي صلاحيات للحديث أكثر في هذه المادة ـــ
بالتوفيق
و السلامـ’’ــ |
تخونني كلماتي
واخجل في مثل هذه المواقف
لقد ابليت احسن الحسن عزيزتي
واكون لك عزيزتي جد ممننه
بارك الله فيك
تقبلي دعواتي