عنوان الموضوع : البلاغـة العـربيّة علم البيان والبديع والمعاني)
مقدم من طرف منتديات العندليب

-02- البلاغـة العـربيّة علم البيان والبديع والمعاني)
أ-عِلْمُ البَيَـان: وينحصر في: التشبيه، والاستعارة، والكناية.
1.التشبيه: وهو بيان أنَّ شيئاً أو أشياءَ شاركت غيرَها في صفة أو أكثر، بأداة هي الكاف أو نحوها. وللتشبيه أربعة أركان هي: المشبَّهُ والمشبَّهُ به؛ ويسمّيان طرفي التشبيه، وأداة التّشبيه؛ وقـد تكون حرفاً (نحو: الكاف، وكأنّ..) أو اسماً (نحو: شِبْه، مِثْل، مُمَاثل،..) أو فعلًا (نحو: يُشبِهُ، يُماثلُ، يُحاكي، يُشابهُ،..)، ووجهُ الشبه. والتّشبيهُ أنواع:
-تشبيهٌ مُرسلٌ، وهو ما ذُكِرتْ فيه الأداة، نحو: محمّدٌ كأنّهُ البدرُ في الضِّياءِ.
-تشبيهٌ مُؤكَّدٌ، وهو ما حُذِفتْ منه الأداة، نحو: عليٌّ بحرٌ في الكرمِ.
-تشبيهٌ مُجملٌ، وهو ما حُذِف منه وجهُ الشّبه، نحو: أنتَ أسدٌ.
-تشبيهٌ مُفصَّلٌ، وهو ما ذُكِرَ فيه وجهُ الشّبه، نحو: أنت أسدٌ في الشّجاعة.
-تشبيهٌ بليغٌ، وهو ما حُذِفَ منه الحرفُ ووجهُ الشّبه، نحو: أنتَ شمسٌ والنُّجومُ كواكبُ.
-تشبيهٌ تمثيليٌّ، وهو الذي يكون فيه وجهُ الشّبهِ صورةً منتزعةً من متعدّد. نحو:
وكأنَّ الهلالَ نونُ لُجَيْنٍ1 ** غَرقتْ2 في صحيفةٍ زرقاء3 السّريُّ الرّفّاء
شبّه الشّاعرُ حالَ الهلال أبيضَ لـمَّاعاً مُقوّساً وهو في السّماء الزّرقاء، بِحالِ نونٍ (أي:حرف النّون) من فضَّةٍ (وهو اللُّجين) غارقةٍ في صحيفةٍ زرقاء (أي: ورقةٍ زرقاء)، فوجه الشّبه هنا هو صورة منتزعة من تشبيهاتٍ متعدّدة (1، 2، 3)
-تشبيهٌ غيرُ تمثيليٍّ، وهو تشبيهٌ عادي؛ عكسُ التّمثيلي، نحو: العلمُ كالنُّور في الهداية.
-تشبيهٌ ضمنيّ، وهو تشبيهٌ يُلمَّحُ فيه للتّشابهِ بين المشبّهِ والمشبّهِ به عكس ما هو معروفٌ في صُور التّشبيه المعروفة، ويُفْهَمُ هذا من سياق الكلام، نحو:
مَنْ يَهنْ يسهُلُ الهوانُ عليه ** مَا لِجُـرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
وهنا لـمَّحَ الشّاعرُ إلى أنّ الذي اعتادَ الهوان يسهلُ عليه تحمُّلُهُ ولا يتألَّمُ له، كالميِّت الذي لا يتألّمُ إذا جُرِحَ، وهذا تلميحٌ بالتّشبيهِ في غير صراحة.
2.المجـاز: هو اللّفظ المستعمل في غير ما وُضِع له لعلاقةٍ مع قرينةٍ دالّةٍ على عدم إرادة المعنى الأصلي، والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وهي الاستعارة، وإلا فهو المجاز المرسل.
أ/الاستعارة: هي تشبيهٌ حُذف أحد طرفيه، وهي نوعان:
1-استعارة تصريحيّة: وهي ما صُرِّح فيها بلفظ المشبَّه به دون المشبَّه، نحو:
قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لتُخرِجَ النَّاسَ منَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّور﴾(الآية)
هنا شُبِّه الضّلال بالظُّلمات ثُمَّ حُذِف المشبَّهُ وبقي المشبّه به، وشُبِّهت الهدايةُ بالنُّور ثُمَّ حُذِفت وبقي المشبّه به.
2-استعارة مكنيّة: وهي ما حذِفَ فيها المُشبَّه به ورُمِزَ له بشيءٍ من لوازمِه، نحو:
قوله تعالى: ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ منِّي واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً..﴾(الآية)
شُبِّه الرَّأسُ بالوقود ثُمَّ حُذِف المشبَّهُ به ورُمز له بشيءٍ من لوازمه وهو "اشْتَعَلَ".
ب/المجاز المُرسل: وهو كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهةِ مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادة المعنى الأصلي، ومن علاقات المجازِ المرسَل ما يلي:
-السّببيّة، نحورعتِ الماشيةُ الغيثَ)، أي النّبات لأنّ الغيثَ (المطر) سببٌ فيه.
-المُسبّبيّة، نحو:﴿وَيُنزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمِاءِ رِزْقاً﴾ أي مطراً يُسبّبُ الرّزقَ.
-الكُلِّيَّة، نحوأكلْتُ فاكهةَ الموسمِ) أي تذوّقتُ ثمرةً منها، فلا يُعقَلُ أنّه أكلها كُلَّها.
-الجُزئيّة، نحونشَرَ الحاكمُ عيُونَهُ) أي جواسيسَه، ولأنّ كلّ عينٍ جُزْءٌ من جاسوسها.
-العُموم، نحو:﴿أَمْ يَحْسُدونَ النّاسَ﴾ أي النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم.
-الخُصوص، كإطلاق اسم الشّخص على القبيلة، نحو: قريش، ربيعة.
-المَحَلّيّةُ أو المكانيّة، نحو:﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾ أي أهل ناديه.
-الحَاليّة،نحو:﴿فَفي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فيهَا خَالِدُون﴾المُرادُ بالرّحمةِ الجنّة التّي تحلُّ الرَّحمةُ فيها.
-اعْتِبَارُ ما كان (أيْ ما مضى)، نحو: ﴿وَءاتُوا اليَتَامَى أَمْوَالَهُم﴾ أي الذّين كانوا يتامى.
-اعْتِبَارُ ما يكونُ (أيْ مُستَقبلاً)، نحوطَحنْتُ خُبْزاً) أي حبًّا يؤُولُ أمرُه إلى الخُبزِ.
3.الكنـاية: الكنايةُ لفظٌ أُطْلِقَ وَأُرِيدَ بِهِ لازِمُ معناه مع جَوازِ إِرادةِ ذلك المعنى، نحو: فُلانةٌ بعيدةُ مَهْوَى القِرْطِ (أي ما بين أُذُنها وكتِفِها). وهي كناية عن طولِ رقبتِها.
فُلانٌ عريضُ الوسادة، أو عريضُ القفا. وهما كنايتان عنِ البلادَةِ.
ب-عِلمُ البَديـع: وفيه محسّنات معنوية وأخرى لفظيّة:
1.المحسّنات المعنويّة: وهي كثيرة، منها:
أ-التّورية: وهي أن يُذكر لفظٌ مُفردٌ له معنيان، أحدهما قريبٌ ظاهرٌ غيرُ مُراد، والآخر بعيدٌ خفيٌّ هو المراد، نحو: ﴿جَرَحْتُم بِالنَّهارِ﴾ المعنى البعيد المقصود هو ارتكابُ الذّنوب.
ب-الطِّباق: وهو الجمع بين الشَّيءِ وضدّه في الكلام، وهو نوعان:
-طِباقُ الإيجاب: ويكون باجتماع الشّيء وضدّه، نحو: ﴿وَتَحسبُهُم أيقَاظاً وَهُم رُقُود﴾، ونحو: قليل/كثير، يُحيي/يُميتُ،..
-طِباقُ السّلْب: ويكون باجتماع كلمتين من مادّةٍ واحدةٍ، لكنّ أحدهما إيجابيٌّ والآخرُ سلبيٌّ، نحو: ﴿يَستَخْفُونَ منَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ منَ اللهِ﴾، ونحو: يفعلُ/لا يفعلُ،..
جـ-المُقَابَلةُ: وهي أن يُؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، ثُمَّ يُؤتى بما يُقابلُ ذلك على التّرتيب، نحو: ما أحسنَ الدِّين والدُّنيا إذا اجتمعا ** وأقبحَ الكُفر والإفلاسَ بالرَّجُلِ
فالشّطر الأوّل ضمَّ معنيَيْنِ متوافقين هما "ما أحسنمعنى1 الدّين والدّنيامعنى2 إذا اجتمعا"، والشّطر الثّاني جاء بما يُقابل ذلك: "وأقبح يقابل المعنى1 الكفر والإفلاس يقابل المعنى2 بالرّجلِ".
د-تَأكيدُ المَدح بما يُشبهُ الذَّمّ، نحو:
ولا عيبَ فيه غير أنّي قصدتُهُ ** فأَنستني الأيَّام أهلاً وموطناً
هـ-تَأكيدُ الذَّمّ بما يُشبِهُ المَدح، نحو: فُلانٌ حسودٌ إلّا أنّه نـَمَّام.
و-المُبالغة، نحو: إذا سابقتها الرّيحُ فَرّتْ ** وألْقَتْ في يدِ الرّيحِ التُّرَابا في وصف فرس
ز-حُسنُ التَّعليل: وهو أن يُنكر الأديبُ صراحةً أو ضمناً علَّةَ الشّيء المعروفة، ويأتي بعلّةٍ طريفةٍ تُناسبُ الغرضَ الذّي يقصدُ إليه. نحو: قول الشّاعر وهو يمدح ويُعلّلُ لزلزالٍ حدث بمصر: ما زُلزِلتْ مصرُ من كيدٍ يُرادُ بها ** وإنَّما رقصتْ من عدله طرباَ
جـ-الأسلوبُ الحكيم: وهو تلقّي المخاطَب بغير ما يترقّبه، إمّا بترك سؤالهِ والإجابة عن سؤالٍ لم يسأله، أو حمل كلامه على غير ما يقصد، إشارةً إلى أنّه كان ينبغي له أن يسألَ هذا السُّؤال أو يقصد هذا المعنى، نحو: قيل لشيخٍ: كم سنُّك؟ فقال: إنّي أنعمُ بالعافية.
2.المحسّنات اللّفظيّة: وهي كثيرةٌ أيضا، نذكر منها:
أ-الجناس: وهو أن يتشابهَ اللّفظان في النُّطق ويختلفا في المعنى، وهو نوعان:
-جناس تامٌّ: وهو ما اتفقَ فيه اللّفظان في أمورٍ أربعة هي: نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها. نحو: ما مات من كرمِ الزّمان فإنَّهُ ** يحيا لدى يحيى بن عبد الله أبو تمـام
-جناسٌ غيرُ تامّ: وهو ما اختلف فيه اللّفظان في واحدٍ من الأمورِ الأربعةِ السّابقة. نحو:
قال تعالى:﴿وَهُم يَنْهَونَ عنْه وينْئَونَ عَنْه﴾
ب-السَّجع: وهو توافُقُ الفاصلتينِ في الحرفِ الأخير. وأفضلُهُ ما تَسَاوتْ فِقَرُهُ، ويأتي في النّثر كما يأتي في الشّعر، وهناك من يسمّيه إذا أتى في الشّعر بالتّصريع. نحو: قوله : اللّهمّ اعط مُنفقاً خلفاً، واعط مُمسكاً تلفاً. وقول الشّاعر:
فنحنُ في جذلِ والرّومُ في وجلِ ** والبرّ في شُغلِ والبحر في خجلِ
جـ-الاقتباس: وهو تضمينُ النّثر أو الشّعر شيئاً من القُرآن الكريم أو الحديث الشّريف منْ غير دلالةٍ على أنّه منهما، ويجوز أن يُغيَّر في الأثر المقتبس. نحو:
-رَحلوا فلستُ مُسائلاً عن دارِهم ** أنا «باخعٌ نفسي على آثارهم»ابن سناء الملك
-لا تَعِد النّاس في أوطانهم ** قلّما يُرعى غريبُ الوطنِ
وإذا مَا شِئتَ عيشاً بينهم **«خالِقِ النّاسَ بخُلُقٍ حسن»أبو جعفر الأندلسي
جـ-عِلْمُ المعـاني: الكلامُ قسمان: خبرٌ وإنشاءٌ:
أ-فالخـبرُ: ما يصحُّ أن يُقالَ لقائله أنّهُ صادقٌ فيه أو كاذب، فإن كان الكلامُ مطابقا للواقع كان قائلُهُ صادقاً، وإن كان غير مطابقٍ له كان قائلُه كاذباً، فهو يقرِّرُ الحقائق، وله أغراضٌ بلاغيّةٌ تُفهمُ من سياقِ الكلامكالفخر، والشّكوى، والاستنكار، والاستعطاف والاسترحام، والتّهويل، والحثّ على السّعي والجدّ، وإظهار التّحسُّر،...). وللخبر ثلاثةُ أضرُبٍ، هي:
* الخبرُ الابتدائي: وهو أن يكون المُخاطبُ خاليَ الذّهن من الحُكم، ويكون الخبر هنا خالياً من أدوات التّوكيد، وهي كثيرةٌ منها: إنَّ، وأنَّ، والقسم، ولامُ الابتداء، ونونا التّوكيد، وأحرف التّنبيه، والحروف الزّائدة، وقدْ، وأمّا الشّرطيّة..، نحومُحمّدٌ صادقٌ).
* الخبرُ الطّلبيّ: وهو أن يكون المُخاطبُ متردّداً في الحكم طلباً أن يصل إلى اليقين في معرفته، وهنا يحسُنُ توكيدُهُ بأدواتِ التّوكيد التّي ذكرناها. نحوإنَّ مُحمَّداً صادقٌ).
* الخبرُ الإنكاريّ: وهو أن يكون المُخاطبُ مُنكراً للحُكم، وهنا يجبُ أن يُؤَكّد الخبرُ بمِؤكِّّدٍ أو أكثر على حسبِ إنكاره قوّةً وضُعفاً.نحوأُقسمُ أنَّ مُحمَّداً صادقٌ/أو لصادقٌ).
ب-والإنشـاءُ: ما لا يصحُّ أن يُقَالَ لقائله أنَّهُ صادقٌ أو كاذبٌ. والإنشاءُ نوعان:
* الإنشاءُ الطّلبيّ: وهو ما يستدعي مطلوباً غير حاصلٍ وقت الطّلب، ويكون بالأمر، والنّهي، والاستفهام، والتّمنّي، والنّداء..، نحوأَحْبِبْ حبيبَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ بغيضَك يوماً ما، وابْغِضْ بغيضَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ حبيبَك يوماً ما) هُنا جاء الإنشاءُ على صيغة الأمر.
* الإنشاءُ غيرُ الطّلبيّ: وهو ما لا يستدعي مطلوباً، وله صيغٌ كثيرةٌ، منهاالتّعجّب، والمدح، والذّمّ، والقسمُ، وأفعالُ الرّجاء، وكذلك صيغُ العقود،..). نحوأَحْبِبْ حبيبَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ بغيضَك يوماً ما، وابْغِضْ بغيضَك هوناً ما عسى أنْ يكونَ حبيبَك يوماً ما) وهنا جاء على صيغة الرّجاء.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك


=========


>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========