ثانوية تينركوك العام التربوي:3143-4143هـ
المستوى : السنة الثالثة آداب و فلسفة 2201-3201م
الفرض الأول للفصل الثالث في مادة اللغة العربية وآدابها
النص:
في الكون أصوات لا تستوعبها أذن، ولا يحصيها خيال، فللكواكب في أفلاكها رنات، وللنَّسائم والرّياح في أجوائها هيمات، وللأمواج
في بِحارها زفير، وللأشجار حفيف، وللحشرات بأنواعها دبيب وطنين، ثَمَّ هناك الحيوان بأصواته، وثَمَّ الإنسان بأصواته، وما أكثرها، يقول أشياء وأشياء ويهدف إلى أشياء وأشياء، ولكنها في النّهاية تندغم كلها في صوت واحد هو صوت الكون الشّامل، فأين صوت الإنسان من ذلك الصّوت؟ وهل للإنسانية صوت وهل لها هدف؟
كنّا حتى أمسنا القريب إذا تكلم أحد عن صوت الإنسانية (حملنا كلامه) على محمل المجاز ذلك لأن الأرض كانت مترامية الأطراف شاسعة الأبعاد، وكان أبناؤها (يعيشون) قبائل وشعوباً منطوية على ذاتها، لا تسمع غير أصواتها وغير القليل من أصوات جيرانها، ولا تعرف عن أخبارها وأخبارهم. في الماضي السّحيق كانت القبائل والشّعوب تحسب حدودها حدود الأرض. أمَّا اليوم فقد تصرّمت الأبعاد وتداعت السّياجات التي كانت تفصل الأمم بعضها عن بعض فإذا بالقصيّ يدنو، وبالمجهول يغدو معلوما، وإذا بالأمم صغيرها وكبيرها وبعيدها وقريبها تتبادل التّحيّات والشّتائم والبضائع والقنابل والسّلام والدّم، وإذا بالإنسانية تشكو أوجاعها مشتركةً، وبصوت واحد تطلب العافية والسّلامة والطمأنينة، وإذن كانت القبائل والشّعوب تتعارف وتتنافر، وتتصادق وتتعادى ولكنها كانت تعمل يداً واحدة على حِفظ ذلك الجسم الإنساني من الهلاك وعلى الوصول به إلى ما هو عليه اليوم.
ما شهد العالم في كل ما شهد سيلاً جارفاً من الكلام كالذي يشهد اليوم فهو ينهل علينا بغير انقطاعٍ من شفاهِ الأثير، ويتفجّر من دواليب المطابع ولا فرق من هذا القبيل بين غرب وشرقٍ، أو بين بلدٍ كبير أو بلد صغير، فالتيار واحدٌ في كل مكان، ما ذاك إلا لأنَّ العالم صام زماناً عن الكلام، فراح يعوِّض عن صيامه بالثّرثرة، فالعالم ما عرف الصّمت يوماً من أيام حياته، ولكنه ما عرف كذالك مرحلةً كثرت فيها الوسائل لنقل الكلام كالمرحلة التي هو فيها اليوم، فالصّحف اليومية
والأسبوعية والشَّهرية أكثر من الهم على القلب، والكتب بجميع أصنافها تقفز من العدم إلى الوجود، ومحطّات
الإذاعة اللاسلكية لا تفتر تحشو الآذان بما قيل ويقال، وأكثر الكلمات ترددا من غيرها، الحرب والسّلم، وكأنَّ
البشرية إذا ما نالت السّلم نالت المعرفة التي لا
استقرار بدونها. الكاتب: ميخائيل نعيمة
أ-البناء الفكري:06ن
1- يرى الكاتب بونا شاسعاً بين إنسانية الماضي و إنسانية الحاضر ، فإلام يعود هذا الاختلاف في نظره؟
2- لقد وظف الكاتب طائفة من المفردات استوحاها من قاموس الطبيعة ،اُذكر ثلاثاً منها،و هل لها علاقة بالاتجاه الأدبي للكاتب ؟علل.
3- من خلال الموضوع المطروق استنتج القيمة الأبرز لهذا النص مع تعليلها بالاستشهاد بعبارات منه.
ب-البناء اللغوي:10ن
1-حدد معنى إذا في قوله : فإذا بالقصي يدنو.
2-أسلوب نعيمة لم يخلُ من البيان و البديع كما أنه لم يخلُ من بعض الأمور العلمية كالمقارنة و التحليل ، فكيف يُوصف هذا الأسلوب.
3-أعرب ما تحته خط في النص إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
4-ما الأسلوب الأكثر توظيفا في النص ، أهو الخبري أم الإنشائي ، إلام تعزو ذلك.
5-في العبارة التالية : وإذا بالإنسانية تشكو أوجاعها صورة بيانية ، حدد نوعها مع الشرح و تبيان الأثر البلاغي .
جـ-التقويم النقدي : (04نقاط)
لقد جسد نص ميخائيل نعيمة روح الجدة - في الشعر العربي- أبرز معالم هذه الجدة من خلال تبيان الاتجاه الأدبي للشاعر ،
ثم اذكـر ثلاثة خصائص لهذا الاتجاه ممثلا لها من النص.
بالتوفيق
المؤسسة : ثانوية تينركوك العام التربوي:2016/2016
المستوى:السنة الثالثة علوم تجريبية الفــــــــــــصل : الثالث
التصحيح النموذجي للفرض الثالث في مادة اللغة العربية وآدابها
محتـــــــــــــــوى الإجـــــــــــــــابة التنقيط
البناء الفكري :08ن
01-يرى الكاتب أن هناك تباينا واضحا بين إنسانية الماضي وإنسانية الحاضر لأن العالم لم يكن ملتئما جغرافيا سابقا ،كما أن البشر كانوا يعيشون في شكل قبائل منغلقة على نفسها ، أما في حاضرنا فتقاربت الشعوب وكسرت كل جدران الفرقة،و تبادلت المعارف و امتزجت في ثقافاتها.
02-لقد وظف الكاتب جملة من المفردات ذات المعجم الطبيعي منها
الكون،النسائم،الأمواج،البحار، الأشجار،الحشرات،الحيوان)،و لهذا التوظيف علاقة بمذهب الكاتب باعتباره رومانسي النـزعة ،و الرومانسيون اتخذوا من مفردات الطبيعة وسيلة للإفضاء عما يجـــول في نفوسهم من مشاعر و أحاسيس.
03-المتأمل للنص يلمس القيمة الأبرز فيه هي القيمة الإنسانية، فهو يفيض بالمعاني الإنسانية و ما يبرر ذلك مثلا قوله : صوت الإنسانية العافية والسّلامة والطمأنينة / السّلم...
البناء اللغوي : 08ن
01-معنى إذا في قوله : فإذا بالقصي يدنو:المفاجأة.
02-في النص مزج بين ما هو ذو طابع أدبي كتوظيف البيان و البديع ،و ماهو ذو طابع علمي كاعتماد التفسير و المقارنة و التعليـــل و التحليل ، و هو ما يدل على أن أسلو ب الكاتب علمي متأدب.
3-الإعراب:
الكلمة إعـــــــــــــــــــــــــــــــرابها
مشتركةً حال منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
إذا ما ظرف لما يُستقبل من الزمان مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه في محل نصب مفعول فيه و هو مضاف، ما زائدة لا محل لها من الإعراب.
-إعراب الجمل:
(حملنا كلامه):جملة فعلية لامحل لها من الإعراب لأنها واقعة جوابا لشرط غير جازم.
(يعيشون):جملة فعلية واقعة في محل نصب خبر كان.-عائشين-
4-الأسلوب الغالب توظيفه في النص هو الخبري لأن الكاتب في مقام تقرير الحقائق و عرضها و سردها بطريقة مباشرة .
5- الصورة البيانية في قوله : وإذا بالإنسانية تشكو أوجاعها : هي الاستعارة المكنية ، حيث شبه الإنسانية بكائن حي يشكو من الألم فحذف هذا المشبه به العاقل و ترك ما يدل عليه و هو كلمة تشكو أوجاعها.و يكمن أثرها في تبيان حالة الإنسانية الراهن ، بل إنها توضح المعني و توصله إلى ذهن القارئ من خلال تشخيص المعاني في محسوسات ، كما تسهم في إضفاء المسحة الجمالية على الأسلوب.
التقويم النقدي:04ن
النص يجسد روح الجدة فميخائيل نعيمة يعد من أساطين المذهب الرومانسي وهو مذهب ثائر على كل ما هو تقليد في الإبداع الأدبي نثرا و شعرا ، فمن الخصائص الفنية لهذا المذهب نجد:-النـزعة الإنسانية التي تجسدها العبارات : الإنسانية-السلم..-توظيف الطبيعة كقوله: بحار، أشجار..-سهولة اللغة ووضوحها ،فالكلمات التي وظفها تخلو من التعقيد و التكلف.