عنوان الموضوع : ملخصات فلسفية تهمك........بسرعة لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب





آنآ هنـآ
ولگن سوف يآتي يوم وآگونْ للآبـد



يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخــير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصــاحبه لا تيـأسن فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العسـر ميسرة لا تفزعـن فإن الصــانع الله
إذا بليـت فثق بالله وارض به فإن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحـد فحسبـك الله في كــل لك الله



ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي







الرّياضيّات


تعريف الرّياضيّات : علم القياس وقديماً قيل لا علم إلاّ بالقياس؛ أي لا علم إلاّ بالرياضيات فهي العالم من حولنا على شكل رموز وأعداد وأرقام ونسب...
ـ تختلف الرياضيات في موضوعها وفي طريقتها عن العلوم الفيزيائية، أمّا طريقتها فهي الاستنتاج وأما موضوعها فمفاهيم مجردة أي أعداد وأرقام... ، بينما طريقة العلوم الطبيعية (الفيزيائية) هي الاستقراء، وأما موضوعها فهو الوقائع الماديّة.
ـ إنّ الرّياضيات تدرس الكمّ القابل للقياس وهو أشدّ تجريداً من المقدار، فالعواطف والانفعالات والضمير والوجدان لا تدخل ضمن الرياضيات لأنّها لا تتحوّل إلى كمّ .
الكمّ المتصل والكمّ المنفصل:
* يُسمّى الكمّ المتّصل بالكمّ العقلي المشخّص؛ لأنّ تصوّره الذّهني مقترن بالمكان وموضوعه الهندسة.
* يُسمّى الكمّ المنفصل كمّاً عقليّاً مجرَّداً؛ لأنّ تصوّره الذّهني قائم في الذّهن كما في الجبر والحساب.
ـ ونتيجة تطبيق علم الجبر على الهندسة وُلد علم جديد هو الهندسة التحليلية أي مفاهيم هندسية نكتبها بمقادير جبرية مما يدلّ على الترابط بينهما.
* إنّ معيار صحّة البرهان في الرّياضيّات هو تماسك العقل مع الذات أي مبدأ عدم التناقض؛ لأنّ هذا المبدأ هو أساس المعقوليّة في التفكير الرياضي فإذا سلّم العقل بالمقدمات يجب أن يبقى أميناً لها كي لا يقع في التناقض.
* بينما معيار صحّة البرهان في الفيزياء هو الواقع الخاضع للتجربة؛ لأنّ الاستقراء أساس التفكير الفيزيائي.



أسس الاستنتاج الرّياضي

1ـ البديهيّات 2ـ المصادرات 3ـ التعريفات


أوّلاً : البديهيّات :
تعريفها : هي أبسط القضايا وأشدّها وضوحاً ولا تحتاج إلى برهان لأنّ البرهان يقوم عليها في بناء العقل وبنيانه ، فمَنْ أنكرَها أنكرَ ذاته. مثال : (الكلّ أكبر من الجزء) .
خصائص البديهيّات :
1ـ البديهيّات واضحةبذاتها، إذ يكفي فهم كلماتها حتى تفهمها .
2ـ البديهيّات صادقة بذاتها ولا تحتاج إلى برهان.
3ـ البديهيّات عامّة لكلّ العلوم وجميع الناس.
4ـ البديهيات تستند إلى مبدأ الهويّة أي (أ) = (أ) .
ثانياً: المصادرات أو (الموضوعات أو المسلَّمات):
* يمكن البرهنة على صحة المصادرات بينما لا يمكن البرهنة على صحة البديهيات ؛ لأنّ المصادرات من وضع العقل لهذا سُمِّيتْ موضوعية لكن العقل يُسلّم بها دون برهان ولهذا هي مسلّمة . بينما لا يمكن البرهنة على البديهية ؛ لأنّ البديهية واضحة صادقة بذاتها تدخل في بناء العقل وبنيانه.
ـ وأهمّ المصادرات عند إقليدس هي : (المستقيم أقصر بُعد بين النقطتين) (لا يمرّ بين النقطتين إلاّ مستقيم واحد) (من نقطة خارج مستقيم لا نرسم سوى موازٍ واحد). لهذا فإنّ خصائص المكان عند إقليدس هي أنه مسطّح غير مائل مستوٍ ، له طول وعرض ومسافة أي أبعاد ثلاث ومتجانس.
ـ بينما خصائص المكان عند أنصار الهندسات المعاصرة (ريمن ـ لوبا تشيفسكي) أي أنه مكوّر ، محدّب ، مقوّس ، كروي غير مسطّح ليس له أبعاد ومتمايز.
الفرق أو الاختلاف بين البديهيات والمصادرات:
المصادرات
يمكن البرهنة عليها لأنها من وضع العقل لكن نسلّم بها دون برهان فهي مسلّمة .
خاصّة ، إذ لكلّ علم مصادراته.
صريحة لابدّ من فهمها، فطالب الهندسة لابدّ أن يدرس مصادرات الهندسة حتى يفهمها.

البديهيّات
1ـ صادقة بذاتها لا تحتاج إلى برهان أو لا يمكن البرهنة عليها.

عامّة نجدها في كلّ برهان عند كلّ الناس.
ضمنيةنعرفها بمجرّد أن نستوضحها.

ثالثاً: التعريفات:
تعريفها:هي مفهوم يُبدعه العقل لتحديد وتوضيح المعاني ، ويُقسم إلى قسمين إمّا رياضي: وهو ما يُنشئه العقل بشكل مستقلّ عن التجربة. وإمّا فيزيائي: وهو عبارة عن تعريف للوقائع.




الفرق بين التعريف الرياضي والتعريف التجريبي الفيزيائي:
التعريف التجريبي
الذرّة
لاحقٌ للتجربة مرتبط بالواقع ، فلا يمكن تعريف الماء إلاّ بعد الاطلاع على عناصره.
متبدلّ متغيّر الوقائع والتجربة ، فكلما ازددنا معرفة بالواقع كلّما ازددنا فهماً وتحديداً له.
تدخله تعديلات وتحويرات حسب التجربة، فتعريف الماء اليوم يختلف عن تعريفه بالأمس.

التعريف الرياضي
المثلث
سابق على التجربة مستقلّ عن الواقع فهو ذهني .

2ـ إنشائي (إبداعي) يُبدعه العقل لا يتبدّل في إطار أي نظرية رياضيّة .
3ـ ثابت لا يتبدّل ولا يتغيّر أي غير قابل للتعديل لأنّ ذلك يُغيّر من طبيعته.

نوعا التعريف الرّياضي: ميّز علماء المنطق بين تعريفات رياضية تحليليّة وتعريفات رياضيّة توليدية .
1ـ التعريف الرياضي التحليلي: يلجأ إليه عالم الرياضيات ليحدّد خصائص الشيء المعرف والصفات الدالة عليه والمميزة له عن بقية المفاهيم، كتعريف المثلث.
2ـ التعريف الرياضي التوليدي: يبيّن لنا كيف يحدث المفهوم المراد تعريفه، فالدائرة خطّ مُنحنٍ يبعد بعداً ثابتاً عن المراكز مقفل من جميع جوانبه.
* ويُسمّى التعريف الرياضي توليدياً لسببين :
أ ـ لأنّه يُبيّن لنا كيف يُنشئ العقل المفهومات الرياضية.
ب ـ لأنه يُمكّننا من إنشاء عدد لا مُتناهٍ هي من المفهومات الرياضيّة .

البرهان التحليلي والبرهان التركيبي


أوّلاً: البرهان التحليلي: يقوم على إرجاع القضية المعقدة إلى بسيطة ثم أبسط حتى نصل إلى أبسط صورة ويعتمد عليه في المراحل المبكرة. مثال: كي نبرهن على أن مساحة المثلث تساوي نصف جداء القاعدة في الارتفاع لابدّ من إرجاعه إلى متوازي الأضلاع ثم مستطيل ثم مربع وهو أبسط الأشكال.
ثانياً: البرهان التركيبي : يقوم على البداية بمفاهيم بسيطة ثم الانتقال إلى مفاهيم أكثر تعقيداً أي من الأسهل إلى الأصعب وفيه تظهر فعالية الفكر الخلاّقة ، ويعتمد عليه في المراحل العليا أي الجامعة. مثال: كي نبرهن على أن زوايا المثلث تساوي (2قا) لابدّ من إنشاء زاوية مستقيمة مقدارها(180ْ) ثم نعتمد على تبادل الزوايا للوصول إلى النتيجة.
الاستنتاج الصّوري والاستنتاج الرّياضي



تعريفه : عملية عقلية تلزم النتيجة فيها عن المقدمات لزوماً ضرورياً وهو إمّا مباشر أو غير مباشر ، ويقسم إلى صوري وإلى استنتاج رياضي .
الفرق بين الاستنتاج الصوري والرياضي:
ـ يتّفقان في نقطة واحدة : كلاهما تلزم النتيجة عن المقدمات لزوماً ضروريّاً .
ـ يختلفان في النقاط الآتية:
الاستنتاج الرياضي

1ـ النتائج غير متضمنة في المقدمات فهي جديدة أي إنشائية يعني إبداع ، فهو يكسبنا علماً جديداً .
2ـ ينطلق من مبادئ أو أسس ثابتة هي البديهيات والمصادرات والتعريفات.
3ـ العلاقة بين مقدماته ونتائجه مساواة أو عدم مساواة .
4ـ المفاهيم كميّات قابلة للقياس (2، 3، 4) أي أرقام.


الاستنتاج الصّوري

1ـ النتائج متضمّنة في المقدمات لا نضيف جديداً .

2ـ ينطلق من مفاهيم أو مقدمات عامة إلى النتيجة .


3ـ العلاقة بين حدوده ومقدماته ونتائجه تضمّن أو شمول
4ـ المفاهيم صفات ، حكمة ، عدالة ، فضيلة.
وحدة الاستنتاج وقيمته:
* اتّهم ديكارت الاستنتاج الصوري بأنه عقيم؛ لأنّالنتائج لا تضيف جديداً على المقدمات .
* اعتبر ديكارت أن الاستنتاج الرياضي هو الاستنتاج الحقيقي؛ لأنه إنشائي أي إبداعي يكسبنا علماً جديداً زائداً عمّا في المقدمات.
ـ من خلال النظر في الجدول السابق وخاصة النقطة الأخيرة أي الصفات والكميّات ، نجد: كلا الاستنتاجين يعتمدان على مفاهيم فلا يجوز تفضيل أحدهما على الآخر ، فكلاهما يتّبع طريقاً من طرق العقل هو الاستدلال.
صفات الاستنتاج : يتّصف الاستنتاج بالصفات التالية:
أ ـ الكليّة : النتائج التي نصل إليها في النوعين تصحّ في كلّ مكان و زمان ، ويطمئن بها العقل لأنها عامة.
ب ـ الضرورة : النتائج في الاستنتاجَيْن ضرورية ، ونفس المقدمات تعطي نفس النتائج وليس غيرها.
ج ـ الصّوريّة: أي الذّهني أو الشّكلي لأنّ صفة الكليّة والضرورة تجتمعان في الصّوريّة أي في الذهن.

الرّياضيات ـ دورُها ـ قيمتُها ـ حدودُها


اليقين الرّياضي:
* الرّياضيات هي النموذج الأمثل للمعقولية قديماً وحديثاً ؛ لأنّ مفاهيمها صادقة وبراهينها متماسكة ولغتُها لغة العقل.
ثمّ جاءت الهندسة المعاصرة فشكّت في أصول الهندسة القديمة فتغيّرت النظرة إلى المكان، فالمكان عند أنصار الهندسة الحديثة (ريمن ، لوبا تشيفسكي) له خصائص مختلفة عن خصائص المكان عند إقليدس .
* جاء في هندسة إقليدس من نقطة خارج مستقيم لا نرسم سوى موازٍ واحد بينما جاء في هندسة (ريمن ، لوبا تشيفسكي) من نقطة خارج مستقيم لا نرسم ولا موازٍ أو عدد غير محدود من الموازيات وكلّ مصادرة صحيحة حسب الهندسة التي تنتمي إليها ؛ لأنّ خصائص المكان عند أنصار الهندسات المعاصرة تختلف عن خصائص المكان عند إقليدس.
* بالرغم من انتشار الهندسات المعاصرة فإنّ هندسة إقليدس ما زالت تحتفظ بقيمتها؛ لأنّها صحيحة في واقع مدركاتنا الحسيّة فهي الأكثر استعمالاً وسهولةً في حياتنا اليومية لأنّ المهندس والمسّاح ... يعتمدون عليها .
الرياضيات دورها ، وقيمتها ، وحدودها
المقدمة: الرّياضيات هب النموذج الأمثل للمعقولية قديماً وحديثاً ؛ لأنّ مفاهيمها صادقة وبراهينها متماسكة ولغتُها لغة العقل.
الصلب:
ـ تختلف الرياضيات في طريقتها وفي موضوعها عن بقية العلوم، أمّا طريقتها فهي الاستنتاج، وأمّا موضوعها فمفاهيم مجرّدة كالأرقام والأعداد والنسب.
ـ بينما طريقة العلوم الفيزيائية هي الاستقراء ، أما موضوعها فهو الوقائع المادية.
ـ تعتبر الفيزياء الرياضية أكمل العلوم وأدقّها؛ لأنّها طبّقت الاستنتاج على الاستقراء فحوّلت الوقائع إلى قوانين، (الماء واقعة أمّا H2o فهي دستور أو معادلة) .
ـ الرياضيات لغة العلوم؛ لأنّ العلم لا يكتمل إلاّ إذا تحوّلت نتائجه إلى معادلات ودساتير وقوانين وأقيسة.
ـ كلّ العلوم اليوم تحاول تقليد الفيزياء الرياضية أي تحويل نتائجها إلى معادلات أو الكيف إلى كمّ يمكن قياسه.
ـ العلم الاستقرائي أي الفيزياء لا يبلغ اليقين إلاّ إذا تحوّلت علاقاته إلى استنتاج يمكّن العلماء من التوقّع كما هو علم الفلك .
ـ الرياضيات أساس التقنيّة المعاصرة وكلّ الآلات الحديثة هي قانون رياضي.
ـ حتى التخطيط وهو أساس التقدّم في الدول الحديثة يعتمد على الإحصاء ، والإحصاء شكل من أشكال الرياضيات العارية.
ـ الرياضيات مكّنت الإنسان من اختصار عمليات معقدة جداً فسهّلت عليه تسخير الطبيعة لخدمته,
ـ أمّا حدودها بالرغم من أهمية الرياضيات ودورها وقيمتها لكنها تقف عند حدّ لا تتجاوزه إذ لا يمكن تطبيقها على كلّ مظاهر النشاط الإنساني؛ لأنّ القيم والأخلاق والوجدان والضمير لا تتحوّل إلى دساتير ، والإرادة والحرية لا تخضعان لسلطان الإحصاء، وأما العواطف فلا تُرسم بخطّ بياني، فالشؤون الإنسانية تختلف في طبيعتها عن الكمّ القابل للقياس.
الخاتمة: نستنتج مما سبق أنّ الرياضيات هي أساس التفاهم العلمي وأقرب اللغات إلى العقل باعتبارها أفضل نموذج للمعقولية.





طريقة العلوم الفيزيائية

الملاحظة ـ الفرضيّة ـ التجريب ـ السّبب والقانون


إنّ موضوع العلوم الفيزيائية هو الواقع المادي أي الأجسام والمواد .....، بينما طريقتها هي الاستقراء حيث تنتقل من الوقائع إلى القوانين وإنّ مصطلح العلم الفيزيائي يعني علم الطبيعة ، والمقصود به الدراسة النظرية للكون، وهناك ظواهر كثيرة؛ لذلك تعدّدت العلوم الطبيعيّة .
أمّا طريقة العلوم الطبيعيّة فتعتمد على الخطوات التالية:
أ ـ الواقعة توحي بالفكرة : أي ملاحظة الوقائع تدفع العلماء إلى وضع فرضية من أجل تفسير الواقعة .
ب ـ الفكرة توجّه التجربة : أي للتأكّد من صحّة الفرضية لابدّ من التجريب.
ج ـ التجربة تحكم على قيمة الفكرة : أي بالتجريب نتأكّد من صحّة الفرضيات فنعرف أسبابها أو قوانينها .
الملاحظة


تعريفها : هي مشاهدة الوقائع في وضعها الثابت وليست كما تبدو لنا.
ـ الوقائع نوعان : 1ـ واقعة خام . 2 ـ واقعة علمية.
والملاحظة نوعان: 1ـ ملاحظة عادية : تدرس الواقعة الخام . 2ـ ملاحظة علميّة : تدرس الواقعة العلمية.
الواقعة الخام والواقعة العلميّة :
الواقعة العلميّة
H2o
1ـ مستقلّة عن الزمان والمكان والإنسان فهي موضوعيّة .
2ـ هي إنشاء عقلي؛ لأنّالعقل هو الذي يُنشئها ويحلّلها ويبيّن طبيعتها الحقيقيّة .
كميّة يمكن قياسها.
هي موضوع العلم والاستقراء العلمي .

الواقعة الخام
الماء
1ـ متغيّرة متبدلة حسب الزمان والمكان والإنسان ، فهي ذاتية .
2ـ تابعة لمعطيات الحواس ومصالحنا واهتمامنا .

كيفيّة لا يمكن قياسها .
لا يمكن الاعتماد عليها في العلم .




تعريف الواقعة العلميّة : هي واقعة خام عزلها العقل أو العلم فحلّلها وبيّن طبيعتها الحقيقيّة .
نوعا الملاحظة :
أ ـ الملاحظة العادية : بسيطة وتعتمد على الحواس ، وقد قلّ اعتماد العلم عليها اليوم .
ب ـ الملاحظة المسلّحة بالآلة : دقيقة ومضبوطة وازداد اعتماد العلم عليها اليوم لأنها تمكّن العلماء من مشاهدة الوقائع كما هي تتميّز بوضوح ولها دور كبير في المعرفة.
شروط الملاحظة العلميّة:
1ـ يجب أن تكون الملاحظة العلميّة منظّمة أي لها هدف محدّد بدقّة وليست عشوائيّة .
2ـ يجب أن تكون الملاحظة العلميّة شاملة أي يسعى العالم لدراستها في جميع جوانبها.
3ـ يجب أن تكون الملاحظة العلميّة موضوعيّة أي بعيدة عن التميُّز والأغراض الشخصيّة والمذهبيّة، فالعلماء دائماً يتمتّعون بالمرونة العقليّة .
4ـ يجب أن تكون الملاحظة دقيقة أي يمكن ضبطها بالقياس، فهو غاية البحث العلمي.
مصادر الخطأ في الملاحظة العلميّة وطرق تلافيها:
1ـ الواقعة : تكون أحياناً معقدة أو مختلطة مع غيرها أو متشابكة فيجب عزلها وتحليلها .
2ـ الآلة : قد تفقد مرونتها مع الزمن فيجب إصلاحها وإذا احتاجت إلى مهارة فيجب التدرّب عليها.
3ـ الإنسان : المُلاحِظ يجب أن يتّصف بالموضوعيّة والنزاهة بعيداً عن التأثّر بأفكار الغير وبعيداً عن التمذهب والأغراض الشخصيّة والميول والعواطف.
ـ إنّ الملاحظة كما قال (كلود برنار) هي حجر الزاوية في أي بحث علمي، لهذا يجب أن تكون مضبوطة.




الفرضيّة


تعريفها: هي فكرة يقترحها العلماء لتفسير حوادث الطبيعة فهي شرح مؤقت للظواهر وضعه العالم بهدف الوصول إلى القانون . (مقدمة)
ـ تعتبر الفرضية نقطة ارتكاز إذْ لا قيمة للملاحظة أو التجربة بدونها.
منشأ الفرضيّة: (سؤال أو موضوع)
1ـ تتولّد الفرضيّة من ملاحظةالظواهر الطبيعية أي الملاحظة أوحت بالفرضية .
2ـ تتولد الفرضية من التجريب إذ أنّ للتجريب أثر كبير في الفرضيات .
3ـ تتولد الفرضية من فرضية سابقة عليها لأنّ استنتاج الفروض من بعضها أمر واردٌ في العلم .
4ـ تتولد الفرضية من قوّة إدراك العالِم وصفاء ذهن وصدق حدسه .
5ـ تتولد الفرضية من التأمّل حتى قال أحدهم إنّ الإشراق والإلهام لا يبزغ إلاّ بعد تأمّل عميق .
6ـ تتولّد الفرضية من الحاجة العمليّة للمجتمع خاصة في مجال الصناعة لأنّ العلماء يهتمّون بحاجات الناس فيصنعون الفرضيات لتلبية اهتمامهم (الأدوية، العطور، الصابون...) .
خاتمة: إنّ الفرضية نقطة البدء في أيّ استدلال تجريبي؛ لهذا يجب الاهتمام بها لسلامة البحث العلمي.
شروط الفرضية العلميّة: إنّ شروط إنشاء الفرضية العلمية هي:
1ـ يجب أن تكون الفرضية من وحي الواقع أي يصنعها العالِم بعد ملاحظات عديدة.
2ـ يجب أن تكون الفرضية قابلة للتحقيق أي يمكن ملاحظتها والتجريب عليها .
3ـ يجب ألاَّ تكون الفرضية متناقضة مع الملاحظة .
4ـ يجب ألاَّ تُستبدَل بفرضية أخرى إلاَّ بعد الانتهاء من الأولى.
5ـ يجب ألاَّ تحتوي الفرضية على تناقض في منطوقها اللغوي بحيث تتناقض مع المنطق العلمي.

التجريب


تعريفه : واقعة مصطنعة؛ لأنها تقوم على إعادة الظاهرة من قِبل العالِم ضمن شروط يصنعها بنفسه.
ـ فالتجريب إذاً تلاعبٌ منهجيٌّ عن طريق تكرار الوقائع لأنّ الوقائع لا تتكرّر إلاّ كلّ فترة طويلة فهي نادرة الحدوث، (كمذنّب هالي).
أهداف التجريب:
أ ـ التأكّد من صحّة فرضيّة وضعها العلماء ، وإعادة الظاهرة ضمن شروط أكثر وضوحاً يتمكّن العلماء من وضع أفضل الفرضيّات، لهذا قيل: في الملاحظة يستمع العلماء إلى الطبيعة أمّا في التجريب فيسألها وتجيبه.
ب ـ إذا كان هدف العالِم التأكّد من صحّة فرضيّة أو فكرة سُمِّيَ التّجريب حقيقيّاً ، أمّا إذا كان هدف العالِم التأكّد من صحّة الملاحظة فنُسمِّيه تجريب مشاهدة .
أشكال التجريب
مقدمة : هو واقعة مصطنعة تقوم على إعادة الظاهرة من قِبَل العالِم ضمن شروط يضعها بنفسه.
المميزات:
1ـ تكرار الحوادث: إنّ بعض الحوادث لا تتكرّر إلاّ كلّ فترة طويلة وأحياناً لمدة قصيرة، فيجب على العلماء عدم انتظار وقوعها بل اصطناعها.
2ـ تغيير شروط التجربة: يجب تعديل شروط التجربة من قِبَل العلماء لتحقيق صدق الفرضيّة قبل تعميم القانون، مثال: في الليل، نهار، جبال، يمين ، شمال...). فتحوّل الماء إلى بخار بالدرجة 100% بشرط أن يكون الضغط الجوي 76% .
3ـ عزل الحوادث بعضها عن بعض : إنّ بعض الحوادث معقدة ومتشابكة ومختلطة مع غيرها لابدّ من عزلها وتحليلها من الأخلاط كما في ملح الطعام حيث يُستخرج من الصخور والماء لذلك يجب عزله.
4ـ إحداث مركبات جديدة: بالتجربة يستطيع العلماء إيجاد مركبات غير موجودة في الطبيعة ، ومخابر العلماء يوميّاً تُنتج لنا مثل هذه المركبات.
5ـ تقدير كميّات الحوادث في قياس شدّتها: بالتجربة يزيد العالِم في بعض المواد أو يُنقص منها ، ويدخل هذا العامل ويلغي غيره... للوصول إلى تقدير صحيح للكمّ .
6ـ عكس الواقعة:بالتجربة يجب عكس الوقائع للتأكّد من سلامة التجربة فهي الميزان السليم ، كتحليل الماء إلى عنصريها ثمّ إعادة تركيبها.
الخاتمة: مما سبق نستنتج أنّ التجريب جوهر العلوم الطبيعية يستطيع العلماء به التأكد من صحة القوانين التي تفسّر الوقائع.
متى تنوب الملاحظة مناب التجريب؟
هناك وقائع لا يمكن تجريبها وأخرى لا يجوز أخلاقياً تجريبها فيقتصر العلماء على الملاحظة والموازنة والاختبارات والإحصاءات، (في علم الحياة والموت لا يمكن التجريب، وفي التاريخ وعلم النفس لا يمكن التجريب أيضاً) .

السبب و القانون


أوّلاً: السبب :
تعريفه: هو الشرط اللازم أو الكافي لحدوث الظاهرة أي سبب الشيء ما يتوقف عليه وجوده ، كقولنا : الاهتمام سبب النجاح والحرارة سبب تحوّل الماء إلى بخار. ويرى أوغست كونت أنّ فكرة السببية مرّت بالمراحل التالية:
1ـ المرحلة اللاهوتيّة : فيها كان الإنسان يرى أن سبب الأشياء أي الظواهر يعود إلى الأرواح التي تسكن هذه الظواهر .
2ـ المرحلة الميتافيزيقية : وفيها كان الإنسان يفسِّر الحوادث حسب خواصها .
3ـ المرحلة الوضعيّة : هي المرحلة الحديثة حيث يفسّر الإنسان الظواهر بقوانينها ، وهنا حلّت كلمة قانون محلّ كلمة سبب .
ثانياً : القانون:للقانون في العلوم التجريبية معانٍ عديدة هي:
أـ قوانين تشير إلى الاقتران المطّرد بين الخصائص ، كقولنا : يذوب الملح أو السكر في الماء أو الحيوانات الثدية فقرية .
ب ـ قوانين تعبّر عن اطّرادٍ في مراحل الفعل ، كقولنا : تنمو النباتات والحيوانات باستمرار .
ج ـ قوانين تشير إلى ثوابت عددية ، كسرعة الضوء التي تساوي 300 ألف كيلو متر في الثانية .
د ـ قوانين تشير إلى علاقات عددية تربط بين مقادير قابلة للقياس .




الاعتراضات على العلوم الإنسانيّة


مقدّمة : إنّ العلوم الإنسانية كثيرة هي علم النفس والتاريخ والاجتماع ، وتدرس الإنسان العاقل الحرّ ، وهناك جملة من الاعتراضات عليها:
أوّلاً : الاعتراض القائم على الموضوعية والحياد :
صيغتُه: إنّ دارس عالم الأشياء يمكن أن يكون حياديّاً ، والظواهر الإنسانية ليس أشياء، فلابدّ من التأثر والثقافة والعواطف ...
الردّ: لكن من يبغي الكمال العلمي يستطع أن يكون حياديّاً .
ثانياً: الاعتراض القائم على الملاحظة :
صيغتُه: الملاحظة هي حجر الزاوية في العلم ، لكنها غير متيسّرة في العلوم الإنسانيّة .
الردّ: يمكن الاعتماد على الملاحظة غير المباشرة ، أي الآثار والمصادر ...، مثال: نحن نحكم على الحضارة العربية من خلال آثارها .
ثالثاً: الاعتراض القائم على التجريب:
صيغتُه: التجربة يمكن تكرارها لكنّ الظواهر الإنسانية لا يمكن تكرارها ، وكلّ علم لا يستند إلى التجريب ليس بعلم.
الردّ: بمكن الاعتماد على الموازنات والمقارنات والإحصاءات، مثال: يمكن أن نوازن بين سلوك طفل ومراهق.
رابعاً: الاعتراض القائد على السببيّة والحتميّة:
صيغتُه: إنّ السببيّة والحتم مستحيلٌ في الإنسانيّات لكون الإنسان حرّاً .
الردّ: إنّ الحريّة الإنسانية ليست فوضى ، بل معقولة كالسببيّة التي تُعتبر قانوناً عقليّاً.
الخاتمة: نستنتج مما سبق أنّ العلوم تختلف في طريقتها وموضوعها لكن غاية العلم واحدة وهي الوصول إلى تفسير الظواهر بالقانون، والعلوم الإنسانية تهدف إلى ذلك ، فهي علوم فعليّة .


منهج البحث في علم التاريخ



تمهيد: التاريخ علمٌ من أقدم العلوم ارتبط باسم (هيردوت) الذي يُلقّب بأبي التاريخ، لكنّ العرب هم مَن برع في هذا العلم وخاصة ابن خلدون الذي يُعتبر واضعاً لعلم التاريخ.
تعريف: التاريخ هو الإخبار عن الماضي وما جرى فيه من الملك والدول والصنائع والأحوال ، لكنّ المؤرخين اهتموا بتاريخ الملوك والسلاطين والأمراء ، في حين أنّ التاريخ الفعلي هو تاريخ الشعوب ، ويُعرَّف في العصر الحديث بأنّه بعثُ الماضي في حقيقته وأسبابه ومعناه .
موضوع علم التاريخ :
إنّ موضوع علم التاريخ هو الحادثة التاريخية التي تتميّز بما يلي:
1ـ الحادثة التاريخيّة إنسانيّة لأنها من صنع الإنسان، فالثورة مثلاً حادثة تاريخية يهدف بها الإنسان إلى تغيير شروط حياته.
2ـ الحادثة التاريخية اجتماعية لأنها نتيجة تفاعل الناس مع بعضهم في مجتمع معيّن .
3ـ الحادثة التاريخية ذات معنى لأنها من عمل الإنسان الهادف خاصةً وأنّ فعل الإنسان دائماً له غاية وحكمة وهدف ودلالة.
4ـ الحادثة التاريخية مفردة لأنها وقعت مرة واحدة مرتبطة بزمان ومكان لا تتكرّر ، فيوسف العظمة استشهد مرة واحدة في ميسلون.
5ـ الحادثة التاريخية غير مباشرة أي لا نلاحظها بشكل مباشر بل عن طريق الآثار والمصادر والوثائق.
هل بإمكان التاريخ أن يُصبحَ علماً ؟ (موضوع)
مقدمة: التاريخ هو الإخبار عن الماضي وما جرى فيه من الملك والدول والصنائع والأحوال ، لكنّ المؤرخين اهتموا بتاريخ الملوك والسلاطين والأمراء ، في حين أنّ التاريخ الفعلي هو تاريخ الشعوب ، ويُعرَّف في العصر الحديث بأنّه بعثُ الماضي في حقيقته وأسبابه ومعناه .
الصلب: هناك اعتراضان على إمكانية قيام علم التاريخ :
أولاً: الاعتراض الأوّل : وصيغتُه: إنّ موضوع التاريخ هو الحادثة الجزئية المفردة التي وقعت مرة واحدة لا تتكرر مرتبطة بالزمان والمكان وقديماً قال أرسطو لا علمَ إلاّ بالكليّات والتي هي حقائق يقبل بها كلّ الناس لأنها فوق الزمان والمكان وهدف العلم دائماً الكشف عن القوانين الكليّة إذاً التاريخ ليس بعلم.
الردّ:
1ـ إنّ إثبات صحة الحادثة أنها وقعت على هذا الشكل دون غيره كافٍ ليجعل منها حقيقة علميّة ، فالتاريخ علم.
2ـ إنّ بين حوادث التاريخ ترابطاً سببيّاً فإذا عرف المؤرخ كيف يكشف عن أسباب الحادثة كان عمله علماً فالتاريخ علم .
3ـ إنّ الحادثة التاريخية ذات معنى وحكمة ودلالة وهدف فإذا عرف المؤرخ كيف يفهم معنى الحادثة كان عمله علماً فالتاريخ علم.
ثانياً : الاعتراض الثاني: وصيغتُه: التاريخ هو علم الماضي وما كان ماضياً انقضى لا يمكن ملاحظته ولا مشاهدته ولا التجريب عليه ولا تكراره، وكلّ علمٍ لا يستند إلى تجريب ليس بعلم، غذ يمكن للمؤرخ أن يتخيّل عصر المأمون ويكتب عنه آلاف الصحف لكن هل لهذه الكتابة قيمة علميّة .
الردّ:
1ـ إنّ الذي يكتب التاريخ لا يخترعه من العدم بل يعتمد على آثار ومصادر ومستندات ووثائق يمكن تحليلها والتدقيق فيها.
2ـ إنّ الواقعة العلميّة هي إنشاء عقلي والمؤرخ يعتمد على الملاحظة غير المباشرة ليُنشئ هذه الواقعة مستنداً على مختلف الوثائق فيعود إلى الماضي ويتخيّله ليجعل منه حاضراً .
الرأي الشخصي: إنّ الخيال ووجهة النظر السابقة أي التأثر بالأغراض الشخصية والتمذهب يجعل الموضوعية والحياد أمراً صعباً .
الخاتمة : مما سبق نستنتج أن العلوم تختلف في طرقها لأن موضوعاتها مختلفة لكن غاية العلم واحدة وهي الوصول إلى تفسير الظواهر بالقانون ، ولمّا كان المؤرخ يهدف إلى هذه الغاية فالتاريخ علم .
أهداف علم التاريخ :
أ ـ التأكّد من صحّةحوادث الماضي بوسائل علمية، فالمؤرخ دائماً يسأل كيف وقعت الحادثة ومتى وأين ..؟
ب ـ الكشف عن أسباب الحادثة أي ارتباطها بما سبقها وما عاصرها من الحوادث.
ج ـ الكشف عن معنى الحادثة أي هدفها وغايتها ودلالتها والحكمة منها .

الخطوط الكبرى لطريقة علم التاريخ

التحليل التاريخي


أوّلاً: مصادر علم التاريخ:
أـ المصادر المباشرة: هي كلّ ما كُتِب خصيصاً للتاريخ بقصد حفظ حوادث الماضي ، وأهمّها:
1ـ كتب التاريخ القديمة : كثيرة عند العرب كتاريخ الطبري وابن خلدون وابن كثير .... والقرآن الكريم والحديث الشريف من أهمّ المصادر التاريخية والصحف والنشرات في زماننا.
2ـ الوثائق التي تُعقد بمناسبةٍ ما والمعاهدات والخطب وأرشيف الوزارات .
3ـ الأبنية التي شُيِّدت بمناسبةٍ ما ، كأقواس النصر والأهرامات والنقوش والطوابع .
ب ـ المصادر غير المباشرة: هي مخلّفات الماضي وما يدلّ عليه دون قصدٍ في حفظ حوادث الماضي وأهمّها :
1ـ الأبنية الخاصة، كدور السكن وأدوات الزينة والألبسة والجامعات والقصور والقلاع...
2ـ الآلات التي استُخدمت في الأزمنة الغابرة، كالأسلحة والبواخر والمحاريث...
3ـ الكتب التي تتحدّث عن العادات والتقاليد، ككتاب البخلاء للجاحظ وكتب الشعر والقصص والروايات ..
س: يُعطي المؤرخون المصادرَ غير المباشرة قيمة كبيرة في عملهم أكثر من المصادر المباشرة؟ لأنّها صدرت عن أصحابها بشكل عفوي ودون قصدٍ في التسجيل ، فهي تحمل الحقيقة أكثر من كتب التاريخ بالذات.
ثانياً: تحليل المصادر ونقدها:
1ـ التحليل والنقد المادي (الظاهري):
يتناول الأثر من خارجه خاصةً وأنّ الآثار الخارجية تتعرض للتخريب والتزوير بفعل عوامل كثيرة علماً أنّ بعض الآثار خالية من توقيع أصحابها .
* وللمؤرخين وسائل عديدة في إثبات صحّة الآثار والكشف عن حقيقتها: (هام)
أ ـ يمكن الاعتماد على الجغرافيا وعلى طبقات الأرض والكيمياء لمعرفة نوع الأحجار والخطوط .
ب ـ الموازنة بين مختلف النسخ لمعرفة النصّ الأصيل من المضاف .
ج ـ الموازنة بين الأثر وروح العصر المنسوب إليه، فلكلّ عصرٍ طريقته في الكتابة والنحت والخطّ ...
د ـ يبقى العقل الإنساني هو المرجع الأعلى لكلّ مؤرخ يُحسن استخدام هذه الوسائل ويُحقق التماسك بينها ويضع الفرضيات لتفسيرها.
2ـ تحليل المضمون أو النقد المعنوي:
يتناول الأثر من داخله إذ يجب على المؤرخ أن يميّز بين :
أ ـ بين المعنى الحرفي وروح النصّ ، فقد تُستخدم الكلمة بمعنَيَيْن متناقضَيْن (ديموقراطية) لا تعني اليوم ما كانت تعنيه عند اليونان .
ب ـ بين المعنى المجازي والمعنى الحقيقي فلا يجوز للمؤرخ أن يخلط بين المجاز والحقيقة، فلكلّ عصرٍ خياله وعواطفه...
إنّ النفاذ إلى أعماق النصّ لفهم مضمونه يحتاج إلى ثقافة واسعة ودرايةٍ بعلومٍ أخرى .
ـ هناك علوم كثيرة تُساعد علم التاريخ كعلم الخطّ والأختام والنقود والآثار وفقه اللغة والاقتصاد والأعراق و.....
* ولعلّ علم الاجتماع أهمّ العلوم التي تُساعد المؤرّخ ؛ لأنّ الحادثة التاريخية اجتماعية .
ثالثاً : التأكّد أو التثبّت من صحّة المصادر:
1ـ صحّة الخبر: هناك جملة من الشروط الواجب تحقّقها حتى يكون الخبر صحيحاً :
أ ـ أن تكون حواس المشاهد وقواه العقلية سليمة وألاّ يسترسلَ معَ الخيال .
ب ـ أن يكون مركزه الاجتماعي مناسباً أي يمكّنه من المشاهدة، فالجندي لا يعرف عن سير المعركة كما يعرف رئيس الأركان.
ج ـ أن يكون على درجة من الثقافة تمكّنه من فهم الواقع، فالحاجب لا يعرف عن المؤتمر الصحفي كما يعرف الصحفيّ المحترف.
د ـ أن يُسجّل المشاهِدُ الحوادثَ مباشرةً حتى لا تتعرض في ذاكرته للنسيان.
ـ هذه الشروط يجب أن تنطبق على الراوي الذي شاهد وسجّل، أمّا في الحالة الثانية فالراوي نُقلتْ إليه الأخبار عن غيره وهنا يجب أن تتوافر هذه الشروط في المشاهِد الأوّل والرّاوي والوسطاء .
2ـ صدق المُخبِر :
إنّ القوى العقلية كالإدراك والذاكرة ...... تلعب دوراً كبيراً في صدق الراوي، فالمؤرّخ يرى الحوادث بمنظار عصره وجماعته وآرائه ومعتقداته، أي المؤرّخ ليس حيادياً في التاريخ خاصةً عندما يتعلّق الأمر بشخصه أو أمّته أو جماعته أو مذهبه.
3ـ طريقة تقويم الخبر :
استطاع المؤرّخون أن يضعوا قواعد تمكّنهم من تقويم الأخبار وتصحيحها ، وأهمّها : (موضوع مشترك مع فلسفة التاريخ عند ابن خلدون)
أ ـ فيما يتعلّق بالمُخبِر يجب أن يتّصف بالنزاهة والحياد والموضوعيّة، وهذا أمرٌ صعب لأنّ الرّواة يتأثّرونَ بمذهبهم وبيئَتهم وعواطفهم....
لهذا يجب أن نُصنِّفَ الرواة إلى حياديٍّ ومتحيِّز ونسأل دائماً عن أسباب تحيُّز الرّاوي والدّوافع خلف ذلك .
ب ـ فيما يتعلّق بالخبر فهناك أخبار غير معقولة، لهذا يجب أن نوازن بين الرّوايات وننتخب الأقرب إلى الواقع.
ج ـ علاقة الخبر بعصره : لكلِّ عصرٍ طبيعة خاصّة من صناعة وتجارة وثقافة ومعتقدات فيجب أن ينسجم الخبر مع روح العصر المنسوب إليه.

إنشاء التاريخ (تركيب التاريخ)


أوّلاً: ترتيب الحوادث: ترتكز عملية الترتيب على النقاط الآتية:
أ ـ تتحدّد عملية انتقاء الحوادث على :
1ـ حوادث تُعتبر نقطة تحوّل في تاريخ الإنسانية .
2ـ حوادث تعبِّرُ عن يقظة الضمير الإنساني .
3ـ حوادث جعلت تسلسل الأحداث ينحرف عن مجراه .
ب ـ تنسيق الحوادث وتكاملها:بعض الحوادث ناقصة يجب إتمامها، وبعضها متقطِّعٌ يجب إكماله، فالتأليف في التاريخ عملٌ علميٌّ وفنيّ ، علميٌّ في الشكل والتفسير، وفنيٌّ في التنسيق والترتيب.
ثانياً: شرح الحوادث :إنّ شرح حوادث التاريخ يعتمد على مبدأ السببيّة؛ أي لكلِّ حادثةٍ تاريخيّة سببُها المباشر وغير المباشر ، ولا مجال للصدفة في التاريخ . لكنّ الحتميّة في التاريخ ليست كما في علم الطبيعة؛ لأنّ الإنسان يصنع التاريخ وهو حرّ .
ثالثاً: معنى الحوادث:إنّ للتاريخ معنًى دائماً يتجلّى في الهدف والحكمة والدلالة ، وإنّ جوهر التاريخ يعني الاستفادة من الماضي ورسم معالم المستقبل .
-----------------------------------
المصدر.. المقرر السوري بتصرف و حذف








ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي


...دعواتكم




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا استاذ على مجهودك .

=========


>>>> الرد الثاني :

مجهود قيم ، بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الثالث :



=========


>>>> الرد الرابع :

اتشرف....بمروركم




اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة


*اللهم إنا نسألك زيادة في الدين*
*وبركة في العمر*
*وصحة في الجسد*
*وسعة في الرزق*
*وتوبة قبل الموت*
*وشهادة عند الموت*
*ومغفرة بعد الموت*
*وعفوا عند الحساب*
*وأمانا من العذاب*
*ونصيبا من الجنة*
*وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم*
*اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين*
*اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات*
*اللهم ارزقني حسن الخاتمة*
*اللهم ارزقني الموت وأنا ساجد لك يا ارحم الراحمين*


=========


>>>> الرد الخامس :

بارك الله فيكم أستاذ على المجهود الرائع المبذول
الاستاذة عيسى فاطمة

=========




اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة....يا رب

يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخــير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصــاحبه لا تيـأسن فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العسـر ميسرة لا تفزعـن فإن الصــانع الله
إذا بليـت فثق بالله وارض به فإن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحـد فحسبـك الله في كــل لك الله



بارك الله فيك

شكرا استاذ على مجهودك الكبيرة





جزاك الله خيراااا








دمت متميزاا


شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شكراااا
مواضيع مميزة لاستاد مميز
الله يعطيلك شاتتمنى