عنوان الموضوع : الى اساتذة المادة ارجوا التقيم
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه مقالتي الفلسفية في اختبار شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية اخترت الموضوع الاول أرجوا التقيم

و بارك الله فيكم


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اهتم الإنسان منذ القديم بالبحث في الكون و الموجودات و لذلك حاول إيجاد منهج تجريبي علمي ليدرس به الظاهرة الطبيعية التي حازت اهتمامه و قد كان له ذلك بفضل جهوده الكبيرة فقد تمكن من تأسيس المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة ثم الفرضية التي تعد على تعبير احد الفلاسفة " قفزة في المجهول" ليتيقن بالتجربة ثم ليبدع قانون يحكم به على الظاهرة الا انه تناسى نفسه فلم يهتم بموضوع ذاته ـ الإنسان ـ إلا في العصور الحديثة و نظرا للانجازات الباهرة و النتائج العظيمة التي حققها المنهج التجريبي في دراسة الظاهرة الطبيعية فقد سعى العلماء لمحاولة تطبيقه في دراسة الظاهرة الإنسانية و التي تدرس موضوع الإنسان بمختلف جوانبه ( التاريخية و النفسية و الاجتماعية) و لذلك اعترضت سبيله عدة عوائق رغم الجهود المبذولة لتجاوزها و لهذا يحق لنا طرح السؤال : هل يمكن أن يكون الإنسان موضوع علم ؟ أو بعبارة أدق : هل يمكن تفسير الظاهرة الإنسانية تفسيرًا علميا؟
يرى فريق من العلماء عدم إمكان تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية و ذلك نتيجة وجود عدة صعوبات و عوائق ابستيمولوجية تعد حجرة عثرة في طريق الدارس و تقلل من علمية الدراسة . فبالنسبة للعوائق الابستيمولوجية ، تعد الذاتية أكبر عائق يواجه قيام العلوم الإنسانية و ذلك بحكم ارتباط عالم أو دارس الظاهرة الإنسانية باتجاهات و مذاهب و انتماء يفرض عليه إقحام الذاتية . فكما يقول أوغست كونت ناقدا متبعي المنهج الاستبطاني في علم النفس و الذي يرى أنه أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم ، حين شبه متبع المنهج الاستبطاني ساخرا منه ب" الرجل الواقف على شرفة المنزل و يشاهد نفسه يمر في الشارع " و قد أكد على هذا فيلسوف آخر في قوله : " لا يمكن للعين أن ترى نفسها " فهم يؤكدون على صعوبة و استحالة تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية و ذلك لان الدارس هو الملاحظ و الملاحظ في نفس الوقت ، و قد وافقهم المغربي عابد الجابري في موقفهم هدا حين قال : " إنّ دارس الظاهرة الإنسانية يعد حرف من معدات الدراسة فكيف له بالملاحظة الموضوعية "
أما بالنسبة للعوائق الأخرى التي تعترض قيام العلوم الإنسانية فهي نتيجة وجود مميزات خاصة بكل ظاهرة ، فبدءًا بالظاهرة التاريخية التي لا يمكن ملاحظتها و ذلك لأنها حدثت في الماضي و لا يمكن تكرارها و هي تتعلق بزمان خاص و مكان ، و يمثل أحد الفلاسفة هذا حين يشبهه بالصورة التالية في قوله : " لا يمكنني أن أسبح في النهر مرتين " كما أنها مرتبطة بأشخاص معينين لذلك يتعذر التجريب عليها بإحداث تجربة افتراضية ، زيادة على عدم خضوعها لمبدأ السببية و الحتمية فنفس الأسباب لا تؤدي دوما إلى نفس النتائج فمثلا : إذا كان سبب الحرب بين دولتين هو توتر العلاقات ،فيمكن أن تتوتر العلاقات بين بلدين آخرين دون أن تحدث حرب بينهما، إضافة إلى عدم تمكن المؤرخ من التجرد التام من الذاتية ، حتى أن أحد المؤرخين الفرنسيين ميشلي حاول بمختلف جهوده التزام الموضوعية بانقطاعه عن العالم الخارجي و خلوته في مكان حاول فيه توفير ظروف الحرب أثناء دراسته للحادثة ، لينقده النقاد قائلين : " تحدث ميشلي عن نفسه أكثر مما تحدث عن الحادثة التاريخية ". أما الظاهرة النفسية فهي الأخرى تميزها عوائق تجعل تفسيرها العلمي أمر صعب بحكم أنها متغيرة فهي في ديمومة و حركية مستمرة لا تسكن أبدا و ليس لا مكان مما يعسر ملاحظتها و التجريب عليها فيمكن للإنسان أن يصبح سعيدا و يمسي حزينا ، حتى أن اللسان قد يعجز أحيانا عن وصف الحالة الشعورية ناهيك عن تصريح اللاشعور أحيانا ، فالظاهرة النفسية قابلة للوصف الكيفي لا التقدير الكمي و منه استحالة إيجاد قوانين تضبطها ، فهل يمكن قياس الحب و الكراهية باللتر أم بالمتر أو الكيلوغرام ؟ زيادة على كونها داخلية خاصة فريدة تختلف من شخص إلى شخص بل حتى أنه لا يمكن تكرارها عند نفس الشخص حتى و لو أراد هو ذلك فهي لا تخضع للمبادئ العقلية الأساسية للمنهج التجريبي كالحتمية و الآلية ، و قد نقد باشلار يقين العلوم التجريبية عامة و علم النفس خاصة في قوله : " إن العلوم الإنسانية كثيرة المناهج قليلة النتائج " ، في حين نجد الظاهرة الاجتماعية تتميز بالخصائص التالية التي تعيق تطبيق المنهج التجريبي عليها : فهي ظاهرة مركبة تتداخل فيها مختلف المجالات السياسية و الدينية و النفسية ، لذا يصعب دراستها بمعزل عن غيرها ، فكما يقول دوركاهم : " إن الإنسان دمية تحكم خيوطها المجتمع " فالإنسان خاضع لحتمية و سيطرة المجتمع كالعادات و التقاليد ، حتى أن أحد أكد على ذلك في قوله " أنا مجبر على استعمال اللغة الفرنسية " و لنفس السبب أيضا صاح أحد الفلاسفة في الشارع : " من اختار لي اسمي ، و لماذا حدد لي طولي " ، كما أنه لا يمكن التزام الموضوعية في دراسة الظاهرة الاجتماعية لأن الإنسان كلما شعر أنه مراقب غير من سلوكه ، و لهذا تقول أحد الباحثات ناقدة موضوعية علماء الاجتماع : " عجيب أمر علماء الاجتماع يحاولون أن يكونوا موضوعيين و هم يدرسون الجانب الذاتي من الحياة "
صحيح لا ننكر حجم العوائق التي تعيق دراسة الظاهرة الإنسانية دراسة علمية ، و لكن هذا لن يمنعنا من تقدير الجهود الجبارة للعلماء في محاولة دراسة و تفسير الظاهرة الإنسانية بمناهج علمية عديدة تأسست حديثا و ذلك لن ينقص من تقديرنا لإرادة الإنسان العظيمة التي تذلل الصعوبات.
في الضفة الأخرى نجد العلماء الذين يؤكدون على إمكانية تطبيق المنهج التجريبي في دراسة الظاهرة الإنسانية و يستدلون على ذلك بقيامها كعلوم تستند لمناهج تفسيرية علمية أقرب إلى الموضوعية ، فقد تم تأسيس المنهج التاريخي لدراسة الظاهرة التاريخية و الفضل في ذلك يرجع إلى جهود العالم ابن خلدون و الذي لخص المنهج في الأساسيات التالية التي أوردها في كتابه : أولا يبتدئ المؤرخ بجمع المصادر و مختلف الوثائق الدالة على الحادثة سواء كانت مصادر مباشرة كالصحف و الرسائل و الكتب و المسجلات .. أو كانت غير مباشرة كالنقود و الأسلحة و البنايات..ليتم تحليلها و دراستها من خلال نقدها و الذي يتم على مرحلتين : النقد الخارجي بتفحص نوعية الورق و الحبر و حيث يستعين المؤرخ حينها بعالم الآثار و التأريخ الذي يستخدم كربون 14لتقدير عمر العينة و معرفة مدى موافقتها لزمن الحادثة ثم النقد الداخلي بقراءة مضمون الكتب و الرسائل و معرفة مدى صدق كاتبها بالاستعانة بعالم النفس ، و بعد النقد و التحليل و اختيار الصحيح و رفض الكاذب يتم تركيب الحادثة التاريخية وفقا لمبدأ السببية و الحتمية وذلك في حالة وجود فراغات و نقائص بين الأحداث التي رتبها وفق تسلسلها الزمني ، ليتم في الأخير توضيح أهمية الحادثة التاريخية. بينما نجد الظاهرة النفسية قد تجاوزت عقباتها من خلال ظهور المنهج الاستبطاني و المدرسة الشعورية و الذي يعتمد على دراسة الذات لذاتها ليظهر نتيجة الانتقادات الوجيهة لذلك المنهج ، المدرسة السلوكية و المنهج الموضوعي الذي يعتمد أساسا على دراسة السلوك القابل للملاحظة و التجربة و يتزعم هذه المدرسة واطسن و قد تم ظهور هذه المدرسة نتيجة تغير النظرة لموضوعية العلوم نتيجة التأثر بالعلوم الأخرى خاصة الفيزيولوجيا حيث كان لتجربة فيزيولوجيا الدماغ الفضل الكبير في ذلك و التي قام بها الفيزيزلوجي الروسي بافلوف حين كان يقدم للكلب الطعام كلما دق له الجرس ثم يقيس كمية اللعاب المفرزة و في الأخير لم يعطه الطعام و إنما اكتفى بدق الجرس فوجد أن كمية اللعاب المفرزة نفسها و بذلك وضح قضية المنعكس الشرطي و التي استعملها علماء النفس في العديد من دراساتهم ، و مما يبرهن على علمية الدراسة النفسية وجود قوانين دقيقة بعد تجارب المقارنة كقانون قياس الذكاء : الذكاء = ( العمر العقلي ) / ( العمر الزمني ) * الثابت 100
كما تم دراسة التعلم عن طريق منهج الاستبصار . و قد حذوت الظاهرة الاجتماعية حذو باقي الظواهر نتيجة جهود علمائها خاصة دوركايهم الذي اعتمد منهج تشيئة الظاهرة في قوله : " إنه يمكن اعتبار الظاهرة الاجتماعية كشيء " و بذلك تمكن من دراستها و تفسيرها علميا من خلال تأسيس منهاج و اعتماد تجارب المقارنة و الإحصاء .
صحيح لا ننكر الانجازات العظيمة التي حققها علماء الظاهرة الإنسانية في تفسيرها العلمي من تشيئتها إلى دراسة السلوك في علم النفس إلى المنهج التاريخي و رغم كل ذلك يبقى عائق الذاتية و عدم تمكن الدارس من تحقيق الموضوعية إلا بشكل نسبي مشكل قائم .

ختاما نقول أن معرفة الإنسان لذاته مازالت في بدايتها و أن جهود العلماء في تطبيق المنهج التجريبي معتبرة لأن المناهج المعتمدة متكيفة مع طبيعة و خصائص الظاهرة المدروسة ، فمن يدري قد يجد الانسان استحالة فك لغز نفسه أو قد يتم في المستقبل دراسة الظاهرة الانسانية بعلمية تامة و موضوعية كاملة و ذلك لتقديرنا لإرادة الانسان الصانع للمعجزات و مذلل الصعوبات لأن ذلك ليس على الله بعزيز .

=========


>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أمة الرحمان*
اهتم الإنسان منذ القديم بالبحث في الكون و الموجودات و لذلك حاول إيجاد منهج تجريبي علمي ليدرس به الظاهرة الطبيعية التي حازت اهتمامه و قد كان له ذلك بفضل جهوده الكبيرة فقد تمكن من تأسيس المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة ثم الفرضية التي تعد على تعبير احد الفلاسفة " قفزة في المجهول" ليتيقن بالتجربة ثم ليبدع قانون يحكم به على الظاهرة الا انه تناسى نفسه فلم يهتم بموضوع ذاته ـ الإنسان ـ إلا في العصور الحديثة و نظرا للانجازات الباهرة و النتائج العظيمة التي حققها المنهج التجريبي في دراسة الظاهرة الطبيعية فقد سعى العلماء لمحاولة تطبيقه في دراسة الظاهرة الإنسانية و التي تدرس موضوع الإنسان بمختلف جوانبه ( التاريخية و النفسية و الاجتماعية) و لذلك اعترضت سبيله عدة عوائق رغم الجهود المبذولة لتجاوزها و لهذا يحق لنا طرح السؤال : هل يمكن أن يكون الإنسان موضوع علم ؟ أو بعبارة أدق : هل يمكن تفسير الظاهرة الإنسانية تفسيرًا علميا؟
يرى فريق من العلماء عدم إمكان تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة الإنسانية و ذلك نتيجة وجود عدة صعوبات و عوائق ابستيمولوجية تعد حجرة عثرة في طريق الدارس و تقلل من علمية الدراسة . فبالنسبة للعوائق الابستيمولوجية ، تعد الذاتية أكبر عائق يواجه قيام العلوم الإنسانية و ذلك بحكم ارتباط عالم أو دارس الظاهرة الإنسانية باتجاهات و مذاهب و انتماء يفرض عليه إقحام الذاتية . فكما يقول أوغست كونت ناقدا متبعي المنهج الاستبطاني في علم النفس و الذي يرى أنه أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم ، حين شبه متبع المنهج الاستبطاني ساخرا منه ب" الرجل الواقف على شرفة المنزل و يشاهد نفسه يمر في الشارع " و قد أكد على هذا فيلسوف آخر في قوله : " لا يمكن للعين أن ترى نفسها " فهم يؤكدون على صعوبة و استحالة تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية و ذلك لان الدارس هو الملاحظ و الملاحظ في نفس الوقت ، و قد وافقهم المغربي عابد الجابري في موقفهم هدا حين قال : " إنّ دارس الظاهرة الإنسانية يعد حرف من معدات الدراسة فكيف له بالملاحظة الموضوعية "
أما بالنسبة للعوائق الأخرى التي تعترض قيام العلوم الإنسانية فهي نتيجة وجود مميزات خاصة بكل ظاهرة ، فبدءًا بالظاهرة التاريخية التي لا يمكن ملاحظتها و ذلك لأنها حدثت في الماضي و لا يمكن تكرارها و هي تتعلق بزمان خاص و مكان ، و يمثل أحد الفلاسفة هذا حين يشبهه بالصورة التالية في قوله : " لا يمكنني أن أسبح في النهر مرتين " كما أنها مرتبطة بأشخاص معينين لذلك يتعذر التجريب عليها بإحداث تجربة افتراضية ، زيادة على عدم خضوعها لمبدأ السببية و الحتمية فنفس الأسباب لا تؤدي دوما إلى نفس النتائج فمثلا : إذا كان سبب الحرب بين دولتين هو توتر العلاقات ،فيمكن أن تتوتر العلاقات بين بلدين آخرين دون أن تحدث حرب بينهما، إضافة إلى عدم تمكن المؤرخ من التجرد التام من الذاتية ، حتى أن أحد المؤرخين الفرنسيين ميشلي حاول بمختلف جهوده التزام الموضوعية بانقطاعه عن العالم الخارجي و خلوته في مكان حاول فيه توفير ظروف الحرب أثناء دراسته للحادثة ، لينقده النقاد قائلين : " تحدث ميشلي عن نفسه أكثر مما تحدث عن الحادثة التاريخية ". أما الظاهرة النفسية فهي الأخرى تميزها عوائق تجعل تفسيرها العلمي أمر صعب بحكم أنها متغيرة فهي في ديمومة و حركية مستمرة لا تسكن أبدا و ليس لا مكان مما يعسر ملاحظتها و التجريب عليها فيمكن للإنسان أن يصبح سعيدا و يمسي حزينا ، حتى أن اللسان قد يعجز أحيانا عن وصف الحالة الشعورية ناهيك عن تصريح اللاشعور أحيانا ، فالظاهرة النفسية قابلة للوصف الكيفي لا التقدير الكمي و منه استحالة إيجاد قوانين تضبطها ، فهل يمكن قياس الحب و الكراهية باللتر أم بالمتر أو الكيلوغرام ؟ زيادة على كونها داخلية خاصة فريدة تختلف من شخص إلى شخص بل حتى أنه لا يمكن تكرارها عند نفس الشخص حتى و لو أراد هو ذلك فهي لا تخضع للمبادئ العقلية الأساسية للمنهج التجريبي كالحتمية و الآلية ، و قد نقد باشلار يقين العلوم التجريبية عامة و علم النفس خاصة في قوله : " إن العلوم الإنسانية كثيرة المناهج قليلة النتائج " ، في حين نجد الظاهرة الاجتماعية تتميز بالخصائص التالية التي تعيق تطبيق المنهج التجريبي عليها : فهي ظاهرة مركبة تتداخل فيها مختلف المجالات السياسية و الدينية و النفسية ، لذا يصعب دراستها بمعزل عن غيرها ، فكما يقول دوركاهم : " إن الإنسان دمية تحكم خيوطها المجتمع " فالإنسان خاضع لحتمية و سيطرة المجتمع كالعادات و التقاليد ، حتى أن أحد أكد على ذلك في قوله " أنا مجبر على استعمال اللغة الفرنسية " و لنفس السبب أيضا صاح أحد الفلاسفة في الشارع : " من اختار لي اسمي ، و لماذا حدد لي طولي " ، كما أنه لا يمكن التزام الموضوعية في دراسة الظاهرة الاجتماعية لأن الإنسان كلما شعر أنه مراقب غير من سلوكه ، و لهذا تقول أحد الباحثات ناقدة موضوعية علماء الاجتماع : " عجيب أمر علماء الاجتماع يحاولون أن يكونوا موضوعيين و هم يدرسون الجانب الذاتي من الحياة "
صحيح لا ننكر حجم العوائق التي تعيق دراسة الظاهرة الإنسانية دراسة علمية ، و لكن هذا لن يمنعنا من تقدير الجهود الجبارة للعلماء في محاولة دراسة و تفسير الظاهرة الإنسانية بمناهج علمية عديدة تأسست حديثا و ذلك لن ينقص من تقديرنا لإرادة الإنسان العظيمة التي تذلل الصعوبات.
في الضفة الأخرى نجد العلماء الذين يؤكدون على إمكانية تطبيق المنهج التجريبي في دراسة الظاهرة الإنسانية و يستدلون على ذلك بقيامها كعلوم تستند لمناهج تفسيرية علمية أقرب إلى الموضوعية ، فقد تم تأسيس المنهج التاريخي لدراسة الظاهرة التاريخية و الفضل في ذلك يرجع إلى جهود العالم ابن خلدون و الذي لخص المنهج في الأساسيات التالية التي أوردها في كتابه : أولا يبتدئ المؤرخ بجمع المصادر و مختلف الوثائق الدالة على الحادثة سواء كانت مصادر مباشرة كالصحف و الرسائل و الكتب و المسجلات .. أو كانت غير مباشرة كالنقود و الأسلحة و البنايات..ليتم تحليلها و دراستها من خلال نقدها و الذي يتم على مرحلتين : النقد الخارجي بتفحص نوعية الورق و الحبر و حيث يستعين المؤرخ حينها بعالم الآثار و التأريخ الذي يستخدم كربون 14لتقدير عمر العينة و معرفة مدى موافقتها لزمن الحادثة ثم النقد الداخلي بقراءة مضمون الكتب و الرسائل و معرفة مدى صدق كاتبها بالاستعانة بعالم النفس ، و بعد النقد و التحليل و اختيار الصحيح و رفض الكاذب يتم تركيب الحادثة التاريخية وفقا لمبدأ السببية و الحتمية وذلك في حالة وجود فراغات و نقائص بين الأحداث التي رتبها وفق تسلسلها الزمني ، ليتم في الأخير توضيح أهمية الحادثة التاريخية. بينما نجد الظاهرة النفسية قد تجاوزت عقباتها من خلال ظهور المنهج الاستبطاني و المدرسة الشعورية و الذي يعتمد على دراسة الذات لذاتها ليظهر نتيجة الانتقادات الوجيهة لذلك المنهج ، المدرسة السلوكية و المنهج الموضوعي الذي يعتمد أساسا على دراسة السلوك القابل للملاحظة و التجربة و يتزعم هذه المدرسة واطسن و قد تم ظهور هذه المدرسة نتيجة تغير النظرة لموضوعية العلوم نتيجة التأثر بالعلوم الأخرى خاصة الفيزيولوجيا حيث كان لتجربة فيزيولوجيا الدماغ الفضل الكبير في ذلك و التي قام بها الفيزيزلوجي الروسي بافلوف حين كان يقدم للكلب الطعام كلما دق له الجرس ثم يقيس كمية اللعاب المفرزة و في الأخير لم يعطه الطعام و إنما اكتفى بدق الجرس فوجد أن كمية اللعاب المفرزة نفسها و بذلك وضح قضية المنعكس الشرطي و التي استعملها علماء النفس في العديد من دراساتهم ، و مما يبرهن على علمية الدراسة النفسية وجود قوانين دقيقة بعد تجارب المقارنة كقانون قياس الذكاء : الذكاء = ( العمر العقلي ) / ( العمر الزمني ) * الثابت 100
كما تم دراسة التعلم عن طريق منهج الاستبصار . و قد حذوت الظاهرة الاجتماعية حذو باقي الظواهر نتيجة جهود علمائها خاصة دوركايهم الذي اعتمد منهج تشيئة الظاهرة في قوله : " إنه يمكن اعتبار الظاهرة الاجتماعية كشيء " و بذلك تمكن من دراستها و تفسيرها علميا من خلال تأسيس منهاج و اعتماد تجارب المقارنة و الإحصاء .
صحيح لا ننكر الانجازات العظيمة التي حققها علماء الظاهرة الإنسانية في تفسيرها العلمي من تشيئتها إلى دراسة السلوك في علم النفس إلى المنهج التاريخي و رغم كل ذلك يبقى عائق الذاتية و عدم تمكن الدارس من تحقيق الموضوعية إلا بشكل نسبي مشكل قائم .

ختاما نقول أن معرفة الإنسان لذاته مازالت في بدايتها و أن جهود العلماء في تطبيق المنهج التجريبي معتبرة لأن المناهج المعتمدة متكيفة مع طبيعة و خصائص الظاهرة المدروسة ، فمن يدري قد يجد الانسان استحالة فك لغز نفسه أو قد يتم في المستقبل دراسة الظاهرة الانسانية بعلمية تامة و موضوعية كاملة و ذلك لتقديرنا لإرادة الانسان الصانع للمعجزات و مذلل الصعوبات لأن ذلك ليس على الله بعزيز .


مقالتك با أمة الرحمان رائعة لو أضفت لها التركيب خرجت به إلى الراي الشخصي



لكن لابأس يمكن ان نقيمك بعلامة
14 من 20

=========


>>>> الرد الثالث :

شكرًا جزيلا أستاذتي الفاضلة على التقييم
بارك الرحمان فيك

بخصوص الخاتمة
أنا لم أضع رأيي الشخصي إنما طبقت ما يسمى بالتجاوز الذي تعلمته في هذا الموضوع
https://tercha.forumalgerie.net/t20-topic

اضافة الى ذلك أنا كتبتها بطريقة التجاوز و ليس التركيب لأني تذكرت بعض الشيء من خاتمة مقالتين رائعتين جدا اعتمدوا نفس الطريقة في الخاتمة لكن بصياغة أفضل
اطلعت عليهما في هذا الرابط
https://tercha.forumalgerie.net/t400-topic

حفظك الله و رعاك و جعل الجنة مثواك

=========


>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة benimoussa
استادة انجديني كيف سيقيمني بدات بالموقف الموءيد في المنهج التجريبي قي العلوم الاينسانية فهل مقالتي خاطءة


مقالتك ليس خاطئة
لانهم يعملون استثناءات


وسيقيمونك و ستتحصلين على المعدل


شرط ان تكوني قد استوفيت كل خطوات المقال الجدلي منهجا و مضمونا


الاستاذة عيسى فاطمة


=========


>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أمة الرحمان*
شكرًا جزيلا أستاذتي الفاضلة على التقييم
بارك الرحمان فيك

بخصوص الخاتمة
أنا لم أضع رأيي الشخصي إنما طبقت ما يسمى بالتجاوز الذي تعلمته في هذا الموضوع
https://tercha.forumalgerie.net/t20-topic

اضافة الى ذلك أنا كتبتها بطريقة التجاوز و ليس التركيب لأني تذكرت بعض الشيء من خاتمة مقالتين رائعتين جدا اعتمدوا نفس الطريقة في الخاتمة لكن بصياغة أفضل
اطلعت عليهما في هذا الرابط
https://tercha.forumalgerie.net/t400-topic

حفظك الله و رعاك و جعل الجنة مثواك




ختاما نقول أن معرفة الإنسان لذاته مازالت في بدايتها و أن جهود العلماء في تطبيق المنهج التجريبي معتبرة لأن المناهج المعتمدة متكيفة مع طبيعة و خصائص الظاهرة المدروسة ، فمن يدري قد يجد الانسان استحالة فك لغز نفسه أو قد يتم في المستقبل دراسة الظاهرة الانسانية بعلمية تامة و موضوعية كاملة و ذلك لتقديرنا لإرادة الانسان الصانع للمعجزات و مذلل الصعوبات لأن ذلك ليس على الله بعزيز


هذه ماذا تسمينها خاتمة و حل المشكلة



أين هو التركيب يأتي بعد نقد الأطروحة الثانية مهما كان سواء تركيبا أو تغليبا أو تجاوزا الطالب يختار الأنسب أما بالنسبة للرأي الشخصي فهو رأي يختاره الطالب عندما يعمل موازنة فيما عالجه فإن راى أن ينحاز لرأي دون ىخر فله ذلك و إن اراد ان يركب الحقيقة كما هي او يتجاوز وهذا الموضوع قائم على التطور الذي اصاب العلوم الإنسانية من تقنيات توافق العصر و بغية الطالب وهو يصل الى استنتاجات ختامية عليه ان يركز على الهدف الذي يريده من هذا التخليل هو الوصول الى حقيقة الموضوع فيما بعد تأتي الخاتمة التي هي اعادة للتركيب نوعا ما و إضافة اقوال توافق ذلك فانت اذا اخترت التجاوز فالراي الشخصي هو الذي سيتجاوز النظرتين


وهذا الذي اراده ان يفهمه الاستاذ ترشة حفظه الله



بالتوفيق امة الرحمان


نرجو ان نتواصل



الاستاذة عيسى فاطمة

=========


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة benimoussa
شكرا استادة لم انم طول الليل لقد استوفيت كل خطوات الطريقة الجدلية ولكن بدات فقط بالراي الموءيد فكم سينقصنا لي منالنقاط وشكرا لانكي اعطيتني الامل


اعيدي كتابة المقالة كما كتبتها في المسودة


و انا ساقيمها لك كما فعلت أمة الرحمان


هل السؤال الأول في الفلسفة بالنسبة للأداب وفلسفة مقارنة أو جدل ؟؟ أرجوا الإجابة الواضحة

لقد شكل الانسان موضوع بحث و دراسة فهو جانب مادي واخر روحي معنوي ادى الى ضهور علوم انسانية تبحث في انسانيته بابعادها الثلاث النفسي و الاجتماعي والتاريخي لكن تتميز هده الضاهرة الانسانية بخصائص كالتغير وعدمالتكرار فشكلت عائقا امام دراستها تجريبيا غير ان هدا لاقى معارضة بحيث دراستها بشكل علمي فهل يمكن تناول الحوادث التاريخية والاجتماعية والنفسية بمنهج علمي تجريبي يحقق لناالموضوعية كما هو الحال في العلوم التجريبية هده المقدمة

هذه مقدمة وظيفية

كيف لم افهم

كيف لم تعرف ان تميز بين الجدلية والمقارنة علما انني علوم تجريبية

اكملي كل المقالة ومن ثمة ساكمل تقييمك


الى حد الان المقدمة رائعة و تستوفي كل الشروط




الاستاذة عيسى فاطمة

اهلا أستاذتنا الكريمة، انا مترشحة شعبة آداب و فلسفة اخترت الموضوع الثاني اسقصاء بالوضع ، درت الموقف الأول فلاسفة القانون الطبيعي و النقد ثم درت استنتاج تركيب و خاتمة و لم اتطرق إلى الموقف الثاني كيفاش يحسبولي المقال من فضلك انا جد قلقة مشكورة و بارك الله فيك

هل القالة الاولي في الادب و فلسفة جدلية ام مقارنة و ادا كتبتها مقارنة هل يعتبرونني خرجت عن الموضوع مع العلم انني كتبت عنها مقالة في قمة الروعة