عنوان الموضوع : مقالة جدلية: التسامـــح
مقدم من طرف منتديات العندليب
مقالة جدلية: التسامـــح
طرح الإشكال : نظرا لمايعرفه العالم اليوم من أحداث و تحولات كبرى في كافة منا حي الحياة البشرية حيثتنتشر وبشكل واسع ومستمر ظاهرة العنف و اللاتسامح ومحاولة إلغاء الأخر المختلف عنالأنا بسب النزاعات و المذهبية العرقية و الطائفية و الدينية بالإضافة إلى الهيمنةالعالمية ذات القطب الواحد على بقية الشعوب و الحضارات بحجة العولمة و الثقافةالعابرة للقارات من هنا تأتي ضرورة المساهمة في بناء تصور جديد لمفهوم التسامح يأخذتوسعا في دلالاته : الأخلاقية = التحلي بالحلم و الرصانة في السلوك .
السياسية = مشاركة القوىالاجتماعية في صنع القرار السياسي و في التشريعات والاحتكام لمبدأ حرية التعبير , حق المعارضة , العدل والمساواة.
القانونية = الرخصة التي يمنحهاالقاضي لكل الديانات و المعتقدات بممارسة شعائرها في جو من الأمن والسلم.
الفكرية = قبو الرأيالمخالف.
إذ يعرف التسامح حسب القاموسالفرنسي روبار " عدم المنع و عدم الرفض و التحرر و حرية المعتقد و القدرة علىالتأقلم و التكيف على الرغم من لوجود في وضعية مغايرة) إلا أن الاختلاف القائم بيننزعتي التسامح يجب أن يكون مبدأ مطلق و الأخر القائل بضرورة وضع قيود و شروطللتسامح فهل التسامح اللامحدود يدور كل تسامح و يؤدي إلى الفوضى ؟ أم أن التسامح مبدأ أخلاقي مطلق تستدعيه ضرورة التعايش السلمي ؟
محاولة حل الإشكال : عرض منطق الأطروحة: (التسامح المطلق يؤدي الى الفوضىلهذا يجب أن يكون مقيد بشروط ) يمثل الاطروحة الفكر الفلسفي المعصر وأصحاب الفكرالسياسي و القائمين على فكرة حوار الحضارات اليوم إذ يرفضون فكرة مطلقية التسامحكما رفض ذلك لالاند و يعتمدون على مسلمات : لا جدوى من التسامح في وضع غير متسامحفلابدّ ان تقدم كل الاطراف المقبلة على التسامح
التسامح المطلق يؤدي الى الفوضى
التسامح المطلق =ساد مطلق تماماكا ان السلطة المطلقة في حق البشر مفسدة مطلقة
ضبط الحجة : jهناك أشخاص يتخذون ن التسامح شعارا وذريعة للقمع والتسلط و هذا يتناقض مع مفهوم التسامح فلا يصح التسامح معهم لان التسامح وسيلة و ليغاية .و غاينه نشر السلام و التعايش مع الاخر دون توحد أو تنافر فإ ادى التسامح الىنقيضها خرج عن معناه الحقيقي و اصبح خضوعا و تخاذلا.
jأذا كان التسامح فضيلة الشجاعة كما هو فضيلةالسعادة فلا ينبغي أن يدعيه من لم يقم و لا يؤمن بحقه فبعض الاشخاص أذا أسئ اليهمشغلوا من حولهم بالحديث عن تسامحهم لمن اشاء‘ليهم وهم في الحقيقة يريدون التشهيربمن أساء إليهم و لو انهم سامحوا حقيقة لما اشهر بالسوء و لو انتقموا ممن ظلمهمبقدر ظلمه كان أفضل .
jناقش لالاند مفهوم التسامح و لم يقبله ال بتحفظ اذيقول"كلمة التسامح تتضمن في لساننا فكرة اللياقة و أحيانا الشفقة و اللامبالاةأحيانا أخرى . فهي تتضمن أكثر الازدراء التعالي و الطغيان ايضا يبدو في الأمر شيئامن الازدراء عندما نقول لشخص أننا (نتسامح) فيما يفكر فيه .فهذا معناه " أن ما تفكرفيه لا قيمة له لاكني أوافق على إغماض عيني.
jيقول إميل بوترو"لا أحب كلمة تسامح هذه فلنتحدث عنالاحترام و التواد والحب أما التسامح فهي مهينة الإنسانية فذلك يعني أني امنحكالحرية في الوقت الذي تعتبر فيه الحرية حق للانا و للاخر لا يجب المساس بها "
jذا كان التسامح قيمة أخلاقية فهو نسبي تتحكم فيهشروط أهمها :
1- الحوار : فوق كلالمتعصبات أو أية أفكار مسبقة عن الأخر لان التسامح يقتضيالمساومة.
2- الأستعداد لممارسةالتسامح مع الاخر و قيول الاراء المضادة بشرط التجنب الصارم لتدهور ذلك التسامح الىعلاقات مهينة بين متسامح يعتقد انه أعلى و الافضل والاخر تفرض عليه المكانة الادنى .
3- يجب العدالة الصارمةهي الحكم الذي يحتكم اليه النقاش و في الوصول الى نتائج يقبل بهاالجميع.
4- ‘ن فعالية التسامح بينطرفين متنازعين اذا لم يكن عن تراضي وتنازل بينهما فلا يمكن الحديث عن التسامح لانالتنازل الحادث من طرف واحد مخل بشروط التسامح فلا تسامح الا اذا كان مطلب ومطمعالطرقين .
jالعولمة اليوم هي نوع من الاستعمار المقنع تفرضالتعمل مها بنوع من الاتسامح لانها رغبة في محو ثقافات و حضارات شعوب و السيطرة علىثروتها فهناك عنف مسلط على الاشخاص من قبل السلطة الحاكمة يأخذ شكل سياسي اقتصاديفكري فلا يمكن التساهل معه لانه سلب لانسانية النسان و حقوق الافراد فرفع شعارالتسامح لمبدا أخلاقي مطلق لا يقضي على الظلم و العنف و ثقافة الغاء الغير .
نقد الحجة : التسامحفضيلة الشجاعة ومطمح كل الانسانية و الاديان و تقيد بشروط هو تقيد اصلاحياتهالواسعة و لغايته النبيلة في نشر السلم والامن و التعايش فالانسانية مزقتهاالصراعات و انهكتها انواع العنف و اذا اردنا السلام يجب ان نضع قيد للتسامح لان ايقيد هو قتل للتسامح لانه أداة لسعادة البشر.
عرض نقيض الاطروحة: (التسامح مبدأ اخلاقي مطلق ومطلب انساني ضروري ) يمثل الاطروحة الفلسقة الليونانيةعند سقرط وأفلاطون و الديانات السماوية فلاسفة عصر التنوير دعا إليه سبنوزا و كانطراسل في مشروعهما للسلام العالمي الدائم و الشامل و جسدته فلسفة غاندي وهيئة الاممالمتحدة في إعلانها لحقوق الإنسانو الفيلسوف المعاصر روجي غارودي في حوار الدياناتوالحضارات حيث تم اعلان يوم 16 نوفمبر يوم عالمي للتسامح لانه يدعم حقوق الانسان والحرياتالدينية و الثقافية و السياسية كما يدعم الديمقراطية و سيادة القانون ونبذالديماغوجية ويعتمدون على مسلماتك
1- التسامح فضيلة تجعلالسلام ممكنا ليساهم في احلال ثقافة السلام بدل ثقافة الحرب .
2- التسامح ليس كنازلا ولاتعاطفا او تساهلا فهو قبل كل شيئا قرار بحق الاخر في مقابل حق الانا
3- الحرية التي يولدعليها الافراد مطلقة لا قيد عليها فهم سواسية في التمتع بها.
4- للخطأ حق مساوي لما هوللصواب من حق = من هنا تنبع بذور التسامح.
5- التسامح ليس مبدأ يعتزبه فقط بل أيضا هو ضروري للسلام و للتقدم الاقتصادي و الاجتماعي ولتعايش الافراد والجماعات و الشعوب بالتالي لتعايش الاديان و الحضارات و القيم
ضبط الحجة : فكرة التسامح اللامشروط دعا إليها المصلح الدينيالبروتستانتي مارتن لوثر 1541 اذ منح الكلمة مفهوما فلسفيا دقيقا ربطها بحريةالمعتقد و الإيمان و الضمير.و في عصر التنوير دعى إليها سبينوزا في كتابه رسالةاللاهوت و السياسة 1670 و أضاف جون لوك 1689 فكرة الاقرار ببعض القيم التي أصبحتأساس الفكر التسامحي كدعوة للفصل بين الدين والسياسة (اللائكية) و عرفت فكرةالتسامح تطور على يد فولتير و جون ستوارث مل وخاصة في العصر الحديث بعد الحربالعالمية 2 علىيد كانط و راسل في مشروعهما للسلام العالمي الدائم و الشامل اذ يقولكانط "الدولة وسيلة لخدمة الافراد و ليست غاية" ويقول راسل"ان الاحقاد التيتوارثتها الشعوب سببها اطماع الحكام".
jالتسامح في جذوره الاولى قبل تعقد العلاقاتالاجتماعية كان مفهومه بسيط كقيمة أخلاقية بين الأفراد فلغويا سمح= حادبة و أعطاهلغيره و يقال في الحق لمسمحا اي متسعا ثم تطور الى مفهوم اخلاقي على يد سقراط و لوان سلطات اثينا لم تتسامح معه و جرعته السم بسبب معارضته لمعتقدات اثينا . ثم ظهرفي المسيحية اذ يقول نبي الله عيسى عليه السلام "أحبوا اعدائكم" أما في الاسلامفانه يقيم فلسفة كلها على قضية التسامح القائمة على مبدأ الشورى اذ يقول الله تعلى " وشاورهم في الأمر" وايضا" لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقال ايضا"إدفعبالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم"
jفي 2017 اعلن الامين العام للامم المتحدة عن مشروعتنفيذ مبادرة من اجل "حوار و تحالف بين الحضارات " الهدف منه التزام المجنمع الدوليببذل جهود لمد جسور التأخي و التواصل ومكافحة العنف والعنف المضادر (فكري سياسيديني عرقي).
أما الزعيم الهندي غاندي فقد اسس فلسفة التسامح اللامشروط رافعا شعار " العنف و اللاتسامح صفقة خاسرة لانهما ضد الفطرة الانسانية" غذ قاد مقاومة على سياسة و فلسفةى اللاعنف ومن أقواله " اين يتواجد الحب و اللاعنفتتواجد الحياة" "ان اللاعنف و التسامح المطلق قوة عظمى لدى الانسن و هو اعظم ماابدعه الانسان من اكثر الاسلحة قدرة على التدمير " وقتل غاندي بسلاح هندوسي متعصبلم تعجبه عظمة التسامح الغاندي .
نقد الحجة : المشكلة التيتتعلق بقضية التسامح في حياتنا هو ان الشخص الذي يتخذ التسامح مبدأ في حياته يقعضحية لاتسامح الاخرين و انه لكي يسترجع ما أضاعه لابد ان يكون غير متسامح او يضعقيود و شروط لتسامحه فما جدوى التسامح في وضع غير متسامح
التركيب : تلتقي كلالفلسفات و الاديان و المعتقدات حول فكرة واحدة و هي الرغبة في بلوغ فكرة الانسانالكوني فالله هو محور الجذب المطلق في الكون و كل ما تعددت الديانات و الحضارات فإنالحكمة منها الا تكون الحضارة ملكا لأمة أو ديانة.وذلك يخلق ارقى درجات التسامحفتلتقي الحضارة على ابداعات مع الأخر وهي الحالة التي تبلغها ارقى الحضارات و اكثرازدهارا إذا تنفتح الحضارة على إبداعات أبنائها ثم تتقبل ابداعات الحضارة الاخرىدون الذوبان فيها لأنها تدرك ان منطق التطور هو تجاوز الحدود فالحضارات القديمة لمتتطور غلا عندما أخذت من غيرها فاليونان أخذوا عن قدماء المصرين و اخذ المسلمين عناليونان علومهم و فلسفتهم و طوروها ثم اخذ الوروبيون عن المسلمين علومهم و فلسفتهموطوروها هكذا احدث التطور العلمي الذي نعيش رفاهيته اليوم.لكن التاريخ نفسه يخيرناان هذه الحضارات لم تلغي بعضها البعض ولم تفرض واحدة نفسها على الاخرى لهذا حدثالتعايش و كان التسامح مبدأ أخلاقي مطلق .لكن ما نعيشه اليوم هو ثقافة إلغاء حضارةللحضارات أخرى و تهميشها في حجة العولمة لهذا من الضروري ان يكون التسامح مشروط والحوار قائم على المساواة وليس التفاضل فلا يمكن اليوم الحديث عن التسامح الا اذاعانينا كثير من قضية اللاتسامح الديني و الصراع الاجتماعي و التكالب على السلطة والاستغلال الاقتصادي و اضطهاد الاطفال و الاقليات و الاجناس حتى يتم الاعترافبالتسامح و زرعه كثقافة وعي بين الدول ونعيشها في الواقع الملموس و ليس فقط كمبدأأخلاقي ينصح به و الاسلام الذي قام على قاعدة الشورى و التسامح كمبدأ أخلاقي يقول: (وأعدوا ما استطعتم من قوة و رباط الخيل) لان ردع العنف اذا لم ينجح معه التسامحفيصبح هو مبدأ الذي ننطلق منه و لكنه لا يكون هو الغاية و إنّما وسيلة لانه فضيلةأخلاقية تقع بين رذيلتين : رذيلة اللامبالاة الفكرية (المبالغة في التسامح) الذييؤدي الى الفوضى و رذيلة ضيق الأفق (المبلغة في عدم التسامح)
حل الأشكال : ترفع جرائداليوم شعار مفاده (رأي صحيح يحتمل الخطأ و رأيك خاطئ يحتمل الصواب) مما يعني أنالاختلاف أم طبيعي و ضروري تتطلبه الحياة البشرية و نظام الكون و التسامح قيمةاخلاقية جوهية في العلاقات و الاتصال بالأخر و هو اسلوب تفكير قائم على احترام وتقدير الاخر للتفاهم اذ يقول اجد دعاة التسامح المطلق و اللامشروط : (ان خشيتناالمبالغ فيها نحن معشر المؤمنين بالتسامح من ان نصبح نحن انفسنا غير متسامحين هيالتي ادت بنا الى موقف خطأ و خطير اذ لا يجب التسامح مع كل شيء فالتسامح اللامحدوديدمر كل التسامح)
يناقش الفيلسوف الأمريكي جونرولز مسالة قدرت التسامح مع غير المتسامحين في كتابه ( نظرية العدالة ) بطرح سؤالينهل ينبغي للجماعات غير متسامحة ا تتذمر عندما لا يجر التسامح معها ؟ ج :الرجوع الىالقاعدة الذهبية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عامل الناس بما تحب ان تعامل به)
هل الجماعات و الحكومات متسامحةالحق في اللاتسامح مع غير المتسامحين ؟ ج : حين لا يتهدد سريان العدل و الدستور فمنالأفضل التسامح ما دام الدستور آ منا فلا داعي لقمع حرية عدم التسامح غير إنالتسامح هو أكثر من قبول الأخر و الاعتراف بحقه في الاختلاف انه قبول الحق كحق منالحقوق الإنسان و المواطن.
اللاتسامح فالعنف = ضد الأخر ثمينعكس ضد الذات (الأنا).
التسامح = مع الذات (كمبدأأخلاقي) ثم ينعكس على الأخر لهذا التسامح فضيلة رائعة تدعو كل صاحب فكر لتبنيهالنبذ التطرف فالإختلاف رحمة ربانية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========