عنوان الموضوع : الله يخليكم احتاج مساعدتكم للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
سلام عليكم
الله يوفقكم يارب
راني باغا مساعدتكم
حبيتكم تكتبولي من عندكم استنتاج ولاخاتمة لمقالة الابداع والاقتصاد الراسمالي والاشتراكي وادا امكن مقالة حول الديمرقراطية ال مفالة حول الد
الديمقراطية هدا مكان
والله يجازيكم كل خير
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
راني نستناكم
=========
>>>> الرد الثاني :
هادي واحد :
هل غرض الديمقراطية تحقيق الحرية السياسية أم المساواة الاجتماعية
ـ إذا سلمنا بمقولة إبن خلدون :* إن الإنسان إجتماعي بطبعه*. فإن هذه الطبيعة الاجتماعية نجدها أكثر تجسيدا في إنتقال الإنسان من المجتمع الطبيعي (البدائي) إلى المجتمع السياسي ، حيث يكوّن ما يعرف بالدولة . وتعرّف في الإصطلاح السياسي بأنها : مجموعة بشرية تحتل رقعة جغرافية تخضع لنظام سياسي وتتمتع بالسيادة . وبذلك يعد النظام السياسي أحد أهم أركان الدولة ، و ينقسم إلى قسمين : نظام حكم فردي ، ويكون فيه مصدر السلطة الفرد . ونظام حكم جماعي ويكون فيه الشعب هو مصدر كل السلطة ويعرف بالديمقراطي. ولقد اختلف الناس في تفسيراتهم للديمقراطية ، وتضاربت تصوراتهم حولها ، إلى حد صار كل فريق منهم يؤمن بنوع معين من تلك التفسيرات ،وكل فئة تدعوا إلى تصور خاص.فهي في لغة الرأسماليين حرية في مختلف أبعادها خاصة السياسية . وفي لغة الاشتراكيين مساواة اجتماعية مطلقة.وهنا نتساءل : هل غرض الديمقراطية تحقيق الحرية السياسية أم المساواة الاجتماعية ؟
ـ يرى أنصار النظام الليبرالي وعلى رأسهم *هنري ميشال* .أن غرض الديمقراطية الحقة هو تحقيق الحرية السياسية ، والحرية تعني أن يكون الشخص مستقلا عن كل شيء ما عدا القانون ، وقد ظهر هذا النوع من الديمقراطية في العصر الحديث، إستخلص مبادئه من نظرية العقد الإجتماعي ونظرية الإقتصاد الحر ، وهو إمتداد للنزعة الفردية ، وقد تبلور الحكم الليبرالي في نظرية سياسية قائمة بداتها تجمع الديمقراطية والليبرالية . ولهذا يقول علي الدين الهلال في كتابه – مفاهيم الديمقراطية في الفكر السياسي الحديث – يقول : * فالديمقراطية الليبرالية تزاوج بين فلسفتين مختلفتين ... هاتان الفلسفتان هما الديمقراطية و الليبرالية *. و يقوم هذا النظام على أساس: الديمقراطية السياسية التي تهدف إلى تجسيد حرية الأفراد في المجتمع ، وهذا ما أكده هنري ميشال في قوله : * الغاية الأولى من الديمقراطيةهي الحرية * فالليبرالية تطالب بالحرية وعدم الخضوع ما عدا لسلطة القانون ، وتقوم على أسس منها :
ـ الحرية الفكرية : تمجد الفرد في مجال الفكر وتعطي له الحرية والحق في أن يعبر عن آراءه و أفكاره ، ويتدين بالديــن الذي يــريد ، وأن لا تعيقه الحكومة في الدفاع عن إجتهاداته الفكرية لأنه في النهاية مسئول عن نتائج أعماله.
ـ الحرية الإقتصادية : فالدولة الليبرالية تعترف بحرية الأفراد في المجال الإقتصادي مثل حرية التملك . حرية المنافسة ...إلخ .
ـ الحرية السياسية : حيث يقول أحد المفكرين : * كلما تصورت نظاما إقتصاديا يقوم على المنافسة كلما تصورت نظاما سياسيا يقوم على حرية الإختيار بين الأحزاب و الإتجاهات السياسية *. وتتمثل هذه الحريات السياسية في حرية تكوين الأحزاب لتسمع كلمة الفرد من خلالها و يشارك في توجيه الحياة العامة عن طريق الإنتخابات ، ويختار الفرد بمحض إرادته من يمثله في الحكم ، وإن دل على شيء إنما يدل على أن سلطة الدولة إنبثقت من إرادة الأفراد الذين يكوّنون إرادة الشعب . وقد عبر كلسون عن هذا بقوله : * إن فكرة الحرية هي التي تحتل الصدارة في الإيديولوجية الديمقراطية * . وقد طبق هذا النظام في دول أروبا الغربية وإشتهرت مجتمعاته بالتعددية الحزبية و حرية ممارساته .
ـ لكن هذا النوع من الديمقراطية ركز على الحريات السياسية و أهمل المساواة الإجتماعية ، لأن عدم التساوي في المجال الإجتماعي يؤدي بالضرورة إلى عدم التساوي في المجال السياسي ، لهذا فهذه الحريات السياسية كانت في صالح الطبقة الرأسمالية الغنية التي تملك رؤوس الأموال و توظفها في الإنتخابات .وبالتالي فالحرية الليبرالية هي حرية نصوص قانونية لا حرية واقع . فهي ديمقراطية صورية ، حيث يقول عنها لينين : *إن مساواة المستغلين للمستغلين كمساواة الجائع للشبعان*
ـ وهذا ما أدى إلى ظهور موقف معارض و هم أنصار الديمقراطية الإشتراكية . وعلى رأسهم * كـــارل مــاركس* الذين يرون أن غرض الديمقراطية هو المســاواة الإجتماعية . وذلك بتبني الديمقراطية الإجتماعية التي ترمي إلى تحقيق العدالة الإجتماعية بين المواطنين ، وهي نظرية تعبر عن إرادة الشعب . وهي تخلص المجتمع من الطبقية و تخلق مجتمع متوازن متعاون ، وهذا عن طريق المساواة بين أفراد المجتمع . ولهذا نجد ماركس ينادي بالديمقراطية الإجتماعية لأن الديمقراطية من غير مساواة تؤذي إلى هيمنة الرأسماليين و إستغلالهم لأغلبية أفراد الشــعب و بالتالي ظهور الطبقية . فالمساواة هي بوابة الديمقراطية . ولتحقيق ذلك لابد من الإعتماد على أســس هــي :
ـ تكافؤ الفرص : أي المساواة بين جميع الأفراد من خلال ديمقراطية التعليم و العلاج المجاني ونظام الحزب الواحد الذي يعبر عن إرادة الجماهير وليس هناك مجال للمنافسة السياسية .
ـ محاربة الإستغلال : وذلك بتدخل الدولة في الحياة الإقتصادية من أجل تأميم وسائل الإنتاج و مختلف المرافق المالية و الإقتصادية للقضاء على التفاوت الطبقي ، أي أن المهم للدولة الاشتراكية ليس تسجيل حقوق المواطنين السياسية في دســاتــير ، وإنما رفع المستوى المادي و الفكري لهم ، لأن الجماهير تعبر عن إرادتها و طموحاتها السياسية داخل جهاز الحزب الواحد وليــس هناك مجال للمنافسة السياسية ، لأن فكرة التعددية غير واردة ، فالأفراد متساوون و الشعب يشكل وحدة متجانسة .
ـ لكن تطبيق هذه الديمقراطية الإجتماعية أدى إلى نتائج سلبية لأن نظام الحكم الإشتراكي ركز على المساواة الإجتماعية و أهمل الحريات السياسية )الصحافة . المعارضة . الإعلام ..إلخ ( مما أثر سلبا على الهدف الذي جاءت من أجله الإشتراكية وهو تحقيق العدالة ، حيث تحولت الانظمة الإشتراكية إلى أنظمة إستبدادية مارست الظلم و الإستغلال على شعوبها ، مما أدى إلى ظهور حروب أهلية وصراعات قومية ، وثورات على هذه الأنظمة نتيجة قمع الحريات و خير دليــل ما يــحدث اليوم في العــالم العـربي بما يعرف بـ*الربيع العربي* .
ـ إن سلبيات الموقفين السابقين هي التي أدت إلى ظهور موقف آخر يوفـق بينهما ، و هو الموقف التركـيبي الذي يـرى أنصاره أن الديمقراطية الحقة تقوم على أســاس الحرية السياسية والمساواة الإجتماعية معـا ، لوجود تكامل بينهما و عدم القدرة عن الإستغناء عن أي منهما . لهذا يقول المفكر الفرنسي موريس دوفيرجي :* الديمقراطية السياسية و الديمقراطية الإجتماعية ليستا متعارضتان في جوهرهما بل هما على العكس متكاملتان ويمكن الإعتقاد بأن الديمقراطية الحقة لن تتحقق إلا بإقترانهما *.
و أصح الآراء أن الديمقراطية ليست رأسمالية و لا إشتراكية ، ومن الخطأ الفادح و الضرر المؤلم الذي نلصقه بالديمقراطية محاولة تحقيق الحرية ونبذ المساواة ، أو تحقيق المساواة ونبذ الحرية ، فالديمقراطية الحقة لا تفرض على المرء كــيف يعيش أو كيف يجب أن يرى الحياة ، وإنما عليها أن تدفع عنه العقبات و توفر له شروط الحياة ، وان تتيح له فرصة العمل في جو كـريـم يستطيع أن يعيش منه قبل أن يستطيع الإدلاء بصوته ، فالديمقراطية إذن نضال الدولـة لتحقيق التوفيق بين المبدأين السياسي و الإجتماعي ، حيث يقول أحد المفكرين : * يمكن أن تكون الإختلافات فيما تظهر متكاملة كمراحل أو أطوار مختلفة في تطور مبادئ الديمقراطية *.
ـ إذن نستنتج أن غرض الديمقراطية لا يكتفي بتحقــيق الحرية السياسية وحدها ، و لا المساواة الإجتماعية وحدها ، بل بهما معا . لأن مبدأ الحرية و المساواة متداخلان فيما بينهما متكاملان يصعب الفصل بينهما . حيث يقول أحد المفكرين :* إن الحرية و المساواة كلاهما وجهان لشيء واحد لا يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر و هذا الشيء هو الديمقراطية الخيرة *
=========
>>>> الرد الثالث :
و هادي زوج :
هل الابداع مرتبط بالشروط النفسية أم بالشروط الاجتماعية ؟
مقدمة : يتفوق الانسان عن بقية الكائنات الأخرى بفضل وظائفه العقلية العليا؛ كالإدراك و الذاكرة و اللغة و التخيل ؛ هذا الأخير ينقسم الى نوعين تخيل تمثيلي يسترجع فيه الانسان الصور و يمثلها في عقله بعد غياب الأشياء المحسوسة التي أحدثتها،و تخيل إبداعي يبتكر فيه صورا جديدة غير مألوفة تتجاوز الواقع و هذا ما يجعل الانسان كائنا مبدعا و الإبداع يعرف بأنه تركيب شيء على غير مثال سابق و القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشكلات التي نعيشها. لكن تحديد طبيعة الإبداع و الشروط المتحكمة فيه اختلف حوله المفكرون و الفلاسفة فمنهم من يرجع عملية الإبداع الى شروط نفسية و ذاتية خاصة بالمبدع و منهم من يرجعها الى شروط اجتماعية و الى الحاجات التي يطلبها المجتمع، من هنا يمكننا التساؤل : هل الإبداع يتولد نتيجة صفات خاصة و ذاتية أم أنه يعود الى البيئة الاجتماعية و الثقافية ؟ الموقف الأول : يذهب كثير من علماء النفس و الفلاسفة الى أن الإبداع يعود الى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع و تميزه عن غيره من الناس نذكر منها حدة الذكاء و قوة الذاكرة و سعة الخيال و خصوبته، و الاهتمام الكبير و الإرادة و الشجاعة و الجرأة و الصبر و الرغبة في التجديد إضافة الى مختلف الانفعالات من عواطف و هيجانات متعددة و أهم رواد هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون و طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد.
الحجج : فقد حلل فرويد ظاهرة الإبداع بردها الى الأفكار و الذكريات و الرغبات اللا شعورية ذلك أن العمل الإبداعي في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي يعمل المبدع على تحقيقها عن طريق التعويض إذ يعوض النقص الذي يعاني منه من خلال أعماله الفنية فالجاحظ أبدع في فن الأدب كتعويض لشكله الخارجي الذي لم يكن جميلا و ليوناردو دافنشي الرسام الايطالي الشهير أبدع في فن الرسم لأنه كان ابنا غير شرعي لرجل ارستقراطي رفض الاعتراف به كابن فقد حاول تعويض تجاهل أبيه له.
و ما يثبت أن الإبداع يعود الى شروط نفسية متعلقة بذات المبدع و التي ترتكز على ثلاث جوانب : الجانب العقلي، و الجانب الإرادي، والجانب الانفعالي: ففي الجانب العقلي يكفي استقراء و تتبع حياة المبدعين في مختلف المجالات يكشف أنهم يمتازون بقدرات عقلية خارقة هيأتهم لأدراك المشاكل القائمة و إيجاد الحلول لها فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء و العبقرية ؛ وقوة الذاكرة؛ و سرعة البداهة؛ فالذكاء يعني سرعة الفهم و القدرة على حل المشاكل النظرية و العملية؛ وهو يساعد المبدع على طرح المشكلات طرحا صحيحا و إيجاد الحلول الجديدة لها يقول هنري برغسون : يتضمن الاختراع تحويل المخطط الى صور .
كما أن أصل كل إبداع هو التخيل الإبداعي فكلما كانت قدرة الانسان على التخيل كبيرة كلما استطاع تصور حلول أوسع للمشاكل التي تعترضه ﺇذ يستطيع المبدع أن يحول الصورة العقلية المجردة الى شيء حسي و صورة مشخصة ( سواء لوحة فنية أو قصيدة شعرية أو فلما سينمائيا أو رواية أدبية...الخ) حيث يقول العالم الرياضي و الفيزيائي الفرنسي باسكال : التخيل قوة رائعة عدوة للتعقل؛ويقول أيضا :لا يستطيع التخيل أن يجعل المجانين حكماء و لكنه قادر على جعلهم سعداء.
و يشترط الإبداع ذاكرة قوية فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا الى معلومات و خبرات سابقة- والتي تقتضي تذكرها- لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام و العناصر الأولية للإبداع ؛ حيث يقول المخترع الأمريكي الكبير إديسون صاحب أعظم الاختراعات منها المصباح الكهربائي: لا يمثل الإلهام ﺇلا عشر العبقرية أما الأعشار التسعة المتبقية فهي عمل و جهد.
و فيما يتعلق بالجانب الإرادي الذي يشمل قوة العزيمة و استمرارها لأن عملية الإبداع طويلة و شاقة و هي مبنية على المعاناة الدائمة، فحين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه : إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوءالشمس؛فرد بخطاب قال فيه:ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء، كما أنأديسون قبل اختراعه للمصباح الكهربائي قد حاول أكثر من 1000 محاولة لهذاالاختراع العظيم و لم يسمها محاولات فاشلة بل سماها تجارب لم تنجح .. ولنا هنا أن نتعلم من هذا المخترع الصبر والثقة بالنفس و التفاؤل. ﺇذ يقول : تعلمت 1000 طريقة خطأ لصنع المصباح.
بالإضافة ﺇلى أن المبدع يتصف بالشجاعة الفكرية و الأدبية و الروح النقدية و الميل الى التحرر فقد كان باستور شجاعا جدا عندما غامر بتجريب لقاح داء الكلب على طفل صغير بعدما كان قد جربه على الحيوانات فقط فقد كانت الكنيسة تمنع التجريب على البشر و تعاقب من يقوم بذلك ونفس الصفة تحلى بها المستكشف البرتغالي كريستوف كولومبس عندما غامر بحياته و حياة بحارته بحثا عن الهند من طريق الغرب، و التاريخ يثبت أنه ما من مكتشف أو مخترع توصل ﺇلى إثبات افتراضاته بعد فترة زمنية قصيرة و إنما دامت مجهوداتهم لسنوات فقد قضى القديس أوغسطين سنة حتى أخرج كتابه مدينة الله الى الوجود و الرسام الايطالي ليوناردو دافنشي بقي 4 سنوات و هو يرسم لوحته الشهيرة الموناليزا
أما الجانب الانفعالي فيتعلق بالميل و الرغبة و الاهتمام الشديد، فالأحوال النفسية الانفعالية لها تأثير قوي في عملية الإبداع واستقراء حياة المبدعين و تتبع أقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الإبداع و أثنائه يؤكد دورها ،فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي هنري بوانكاري بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة وجد فكرة مهمة حول الهندسة اللااقليدية و هو يضع رجله على سلم الحافلة حيث يقول : ﺇن الحظ يحالف النفس المهيأة و يقصد بذلك أن الانسان الذي يبذل مجهودات كبيرة يكون له حظ من النجاح، و العالم نيوتن لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة و إنما كان يفكر باهتمام بالغ و تركيز قوي في ظاهرة سقوط الأجسام و ما سقوط التفاحة ﺇلا مناسبة لاكتشاف قانون الجاذبية حيث يقول : ﺇنني أضع موضوع بحثي نصب عيني دائما و أنتظر سطوع الأنوار الأولى رويداﹰرويداﹰالى أن تتحول الى ضياء ساطع. وقد كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرضا شديدا، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر.
وحتى الشعراء متفقون في نسبة إبداعاتهم الى قوة غامضة تنبع من أعماق أنفسهم فيكلموك عن شياطين الشعر و هذا الشاعر السوري نزار قباني يصف لحظة كتابته الشعر فيقول : ﺇنّالشعريهبط كالمفاجأة السعيدة و يجيء مثل الطائر الليلي من الجزر البعيدة. تعتبر الأحوال الانفعالية مادة الاختراع الفني و الأدبي فالمخترع أو المبدع يعاني ما تعانيه الحامل من آلام الولادة ﺇلا أنه عندما يبلغ غايته و يوفق ﺇلى تحقيق ما يفكر فيه يشعر بلذة عظيمة لا تعدلها لذة فالإبداع في جميع حالاته و مراحله ممزوج بالشوق و الحماسة و السرور أو الغم،و الفرح أو الحزن فالانفعالات القوية تنشط المخيلة التي هي أصل الإبداع فقد اجتمعت عواطف المحبة الأخوية و الحزن الشديد عند الخنساء فأبدعت في شعر الرثاء كما أن أرخميدس خرج من الحمام عاريا لشدة فرحه عندما اكتشف قانون طفو الأجسام و أخذ يصرخ في شوارع أثينا وجدتها وجدتها، و قد رقص العالم البريطاني و الفيزيائي دافي في مخبره عندما اكتشف البوتاسيوم و في كل هذا يقول برغسون : ﺇن كبار العلماء و الفنانين يبدعون و هم في حالة انفعال قوي و يقول أيضا : ﺇن العظماء الذين يتخيلون الفروض و الأبطال و القديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية لا يبدعونها في حالة جمود الدم و إنما يبدعون في جو حماسي و تيار دينامي تتلاكم فيه الأفكار. النقد :صحيح أن العوامل الذاتية لا غنى عنها في الإبداع لكنها لا تكفي وحدها في غياب محيط اجتماعي مناسب لأن بعض المجتمعات تقتل روح الإبداع و تحول دون تفتق المواهب و ظهورها و ما يثبت ذلك ظاهرة هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة التي لا توفر لمبدعيها ما يحتاجونه الى الدول الغنية المتطورة التي تقدر المبدع و تعطيه الأولوية مقارنة بالأفراد العاديين و خير مثال على ذلك الرسام الهولندي الشهير فان غوغ الذي مات منتحرا و الحسرة تملئ قلبه لأنه لم يستطع أن يكسب رضا النقاد و لم يبع أي لوحة و هو حي حتى أن إحدى السيدات اشترت لوحة له بعد وفاته بفترة قصيرة لكي تسد بها فجوة كانت في سقف بيتها ثم بعدما بدأ الناس يقدرون أعماله الفنية-بعد فوات الأوان- نزعتها من السقف و باعتها بثرة طائلة تجاوزت الملايين. و المبدع أيضا مهما كان يملك من صفات ذاتية تدل على عبقريته فانه يخضع رغما عنه لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه و ما يحمله من قيم و مبادئ أخلاقية تحدد نوع الإبداع و مجاله كما هو الحال مع فني الرسم والنحت الذين دار حولهما جدال كبير بين علماء الإسلام بين محرم و مبيح جعل من وتيرة تطور هذين الفنيين متحفظة في المجتمعات الإسلامية مقارنة بما وصل إليه فن الرسم في أوروبا ، إضافة الى أن العوامل الذاتية التي لا تجد المناخ الاجتماعي و الثقافي المناسبين مصيرها الزوال فهي تبقى مجرد طاقات كامنة في المبدع كالبذرة التي تذبل و تموت حين لا تجد التربة الصالحة و الرعاية الملائمة لنموها. الموقف الثاني : في المقابل يرى علماء الاجتماع و على رأسهم الفرنسي دور كايم أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى و هي تقوم على ما يوفره المجتمع من شروط مادية و معنوية للمبدع فالإنسان حسبهم كائن اجتماعي بطبعه و أن جميع وظائفه العقلية و منها التخيل الإبداعي لا تنمو ﺇلا في المجتمع و أن الإبداع يرتبط بدرجة نمو المجتمع و حاجاته فالمبدع يبدع لمجتمعه لا لنفسه . الحجج : فالإبداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية لأنه يحدث إما لجلب منفعة أو دفع ضرر فالحاجة الاجتماعية هي التي تدفع الى الإبداع حتى قيل : الحاجة أم الاختراع ﺇذ تظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا فإبداع كارل ماركس لفكرة الاشتراكية إنما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق و هي الطبقة العمالية التي كانت خاضعة لقهر و ظلم الرأسماليين، و اكتشاف العالم الفيزيائي و الرياضي الايطالي تورشيلي لقانون الضغط الجوي جاء كحل لمشكلة زراعية و اجتماعية طرحها الفلاحون عند تعذر ارتفاع الماء ﺇلى أكثر من 10.33م فقد شاعت فكرة لأرسطو بين الناس تقول أن الطبيعة تخشى من الفراغ أي أن الطبيعة تملا الفراغ في كل الأحوال ،و من جهة أخرى سجل تورشيلي ما لاحظه سقاؤوا فلورنسا مدينة في ايطاليا في حيرة من أمرهم من أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10.33م و أمام هذه الوضعية اضطر تورشيلي الى الفصل في القضية فإما أن يأخذ بفكرة أرسطو و يرفض حادثة امتناع الماء عن الصعود في المضخات أو العكس فقد حتم عليه الموقف دراسة الظاهرة و تفسير طبيعتها و أثبت أن وجود قوة الضغط الجوي هي السبب في تحديد ارتفاع الماء في الأنبوب فكلما كان الضغط أقوى كان ارتفاع الماء أعلى بالتالي وجد مخرجا لهذه المشكلة الاجتماعية.
ﺇن عملية الإبداع ترتبط بحالة العلم و الثقافة السائدة في المجتمع فالبيئات الاجتماعية و الثقافية المتشابهة تؤدي ﺇلى ظهور نفس الإبداعات و لعل هذا ما يفسر لنا تشابه الاختراعات و الإبداعات المعرفية في أوروبا في القرن الثامن عشر فقد اكتشف نيوتن الإنجليزي و ليبنتز الألماني حساب اللانهايات في الرياضيات في زمان واحد من غير أن يكون لأحدهما صلة بالآخر، ونفس الحدث تقريبا وقع مع ريمان و هو عالم رياضي ألماني و العالم الرياضي الروسي لوباتشيفسكي بخصوص إبداع هندسات جديدة مخالفة لهندسة إقليدس القديمة و في ذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جاك بيكار: لا يمكن حصول كشف علمي أو اختراع جديد ﺇلا ﺇذا كانت حالة العلم نسمح بذلك، فإذا سمحت حالة العلم بذلك تولد الاختراع و نما بالضرورة، و كثيرا ما يتوصل العلماء ﺇلى اختراعات واحدة في زمان واحد .هذا من الناحية الايجابية لدور المجتمع منة خلال توفير شروط الإبداع الملائمة.
أما ﺇن لم تكن شروط الإبداع متوفرة في المجتمع فانه لن يحصل و لن يتحقق و ما يثبت ذلك أنه من المحال و المستحيل أن يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ميلادي لأنه كاختراع يقوم على نظريات علمية فيزيائية لم تكن متوفرة و معروفة في ذلك الوقت و لم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ديكارت لأن الجبر و الهندسة لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما و لم يبدع شعراء كبار مثل امرؤ القيس ،و زهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد الشعر المسرحي في عصرهم لأن المسرح كفن لم يكن معروفا حينذاك و لأنه يقوم على المسارح و هي بناءات كبيرة و العرب في الجاهلية كانوا يسكنون الخيام و كانوا دائمي الترحال و التنقل ، وتعذر على المخترع الأندلسي و العالم الفلكي عباس بن فرناس لطيران لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر؛ فقد عمد عباس بن فرناس الى تغطية جسمه بالريش كما مد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره و نحن نعرف الآن في عصرنا أن عضلات الانسان لا تكفي للقيام بمهمة الطيران.
كما أن التنافس بين المجتمعات و سعيها الى إثبات وجودها يجعل كل مجتمع يحفز أفراده على الإبداع و يوفر لهم شروط ذلك، فالتنافس العسكري بين الو.م.أ و الاتحاد السوفياتي سابقا أثناء الحرب الباردة أدى الى الإبداع في مجال التسلح و اختراع القنبلة النووية، ونفس الشيء في غزو الفضاء، و أيضا اليابان لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العامية الثانية فقد خرجت منها مدمرة لكن تنافسها الاقتصادي مع الو.م.أ و أوروبا الغربية جعل منها قوة اقتصادية خلاقة و مبدعة ( صناعة السيارات؛ الالكترونيات؛ صناعة الرسوم المتحركة...)
يرتبط الإبداع أيضا بالتحفيز و التشجيع و المكافآت التي تقدمها الدول لمبدعيها حيث يكثر الإبداع لدى الدول التي تخصص ميزانيات ضخمة للبحث العلمي كاليابان؛ و الو.م.أ ؛و ألمانيا و ؛فرنسا ،فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تسخر الملايير من الدولارات في بناء المخابر و تجهيزها بمختلف الوسائل الحديثة و المتطورة و التي تمكن علمائها من الاكتشاف بالتالي الرقي و الازدهار للمجتمع الأمريكي، وما المستوى و المكانة التي تحتلها في العالم ﺇلا دليل على ذلك. إضافة الى أن الشعراء في أزهى عصور الحضارة الإسلامية كانوا يأخذون ذهبا مقابل أشعارهم.
ﺇن البيئة الاجتماعية لا تكتفي بحمل العلماء على الاختراع فقط بل تهيؤ لهم الحلول التي يجب أن يتبعوها و الأنماط التي يجب أن ينسجوا على منوالها أبحاثهم، فالمجتمع إذن ينظم خيال المبدع لذا قال لاكومب :ﺇن الاختراع تنظيم اجتماعي للتخيل التلقائي و غرض هذا التنظيم يلخص بأمرين : أولهما أنه يقيد العقل بهدف اجتماعي فيفكر العالم في نفع الجماعة و يفكر الفنان في إثارة عواطفها و إرضائها، و ثانيهما نقد التراكيب الجديدة التي ولدها التفكير التلقائي و حذف ما لا يتفق منها مع الأهداف الاجتماعية.
زيادة على أن كل عمل إبداعي و فني إنما ينتج عن تأثير العرق و البيئة و الزمان حيث يقول الفيلسوف الفرنسي تين :ﺇن ﺇنتاجات الفكر البشري كانتاجات الطبيعة الحية، لا توضح الا بتأثير البيئة، ﺇنك لا تفهم أثرا فنيا أو فنانا، أو جملة من الفنانين ﺇلا ﺇذا تصورت منازع الفكر العامة و اتجاهات الأخلاق و العادات في زمانهم.ومن الذين أيدوا وجهة النظر هذه نجد الفيلسوف الفرنسي و عالم الاجتماع ليفي بويل الذي اعتبر أن الدين و الأخلاق و العلم والفن آثار اجتماعية بالذات و أن كل تبدل في هذه الأوضاع إنما ينشأ عن تأثير التبدلات الاجتماعية،فإبداع المثل الأخلاقية يتولد من الحوادث الاجتماعية و الدليل على ذلك أن القيم الأخلاقية الجديدة كالحرية و حقوق الانسان قد تولدت في صدر المسيحية و الإسلام و عصر النهضة و الثورة الفرنسية و الثورة الصناعية و غيرها من ثورات القرن التاسع عشر و العشرين و ما ينطبق على تولد المثل الأخلاقية ينطبق أيضا على تولد الاختراعات فالعوامل التي تبعث عليها عوامل اجتماعية.
النقد : صحيح أن للبيئة الاجتماعية أهمية كبيرة في توفير شروط الإبداع، لكن الاختراع الجديد كثيرا ما كان ثورة على الأوضاع القديمة و أن المجتمع كثيرا ما يكون عائقا أمام المبدع لأن المجتمع نتيجة تأثير العادات و التقاليد يكره كل تجديد و تبديل و المبدع بطبعه يحاول تجاوز الواقع حيث يقول العالم الفرنسي لوروي : كل تركيب جديد يتولد من تحليل نقدي سابق ، فالناس لا يرتاحون للجديد لأنهم ألفوا القديم ﺇذ يقول لوروي أيضا: يتراءى للمعاصرين أن المخترع مصاب بالمس، وذلك على قدر ما يخترع و على نسبة ما يحتاج ﺇلى تصورات لا وجود لها في الأفكار المنتشرة في زمانه ، و مما يلفت النظر أن مخترعي نظريات ما بعد الطبيعة يحشرون مع المجانين و أن المبدعين الاجتماعيين (في علم الاجتماع) و الأخلاقيين يعدون ثوريين و فوضويين، و أن المبدعين في الفن يعتبرون غير متزنين حتى أن العلماء أنفسهم لا يفهم كلامهم أحد عند إتيانهم بالأفكار الجديدة فيتهمون بمخالفة نظرياتهم للحس السليم و عدم معقوليتها و ما حدث لسقراط الذي قتل بسبب أفكاره لخير مثال على ذلك .
و لو كان الإبداع راجعا لعوامل اجتماعية فقط لكان كل الأفراد الذين يعيشون في بيئة واحدة و متشابهة مبدعين و الواقع يكذب ذلك، ﺇذ كثيرا ما يظهر مبدعون في بيئات اجتماعية متخلفة و غير مناسبة و العكس قد يحصل أحيانا فقد تتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة و لا يوجد مبدعون مثلما هو حاصل في المنتخب الفرنسي لكرة القدم فمعظم لاعبيه ليسوا من أصل فرنسي بل اغلبهم عرب و أفارقة.
التركيب : الإبداع ظاهرة معقدة تتداخل في ظهوره عوامل بعضها ذاتي يتعلق بالذات المبدعة، و بعضها الاخر موضوعي متعلق بالبيئة الاجتماعية و الثقافية فالأطروحتان متكاملتان و ليستا متعارضتين، فالإبداع لا يكون ﺇلا بتوفر الشروط النفسية و الاجتماعية معا. الرأي الشخصي : لكن حسب اعتقادي فان الشروط النفسية و الذاتية في عملية الإبداع أكثر أهمية من الشروط الاجتماعية ذلك أن المجتمع كثيرا ما يظلم المبدع و يقاوم جرأته و في تاريخ العلوم أمثلة كثيرة تدل على المقاومة التي لقيها المخترعون في زمانهم مثال ذلك أن قول الفيثاغوريينو هم أتباع فيثاغورس بالعدد الأصم اعتبر شناعة منطقية و قول نيوتن بالجاذبية العامة اعتبر غير معقول و قولالعالم الفلكي الايطالي غاليلي بدوران الأرض حول الشمس و بأنها كروية اعتبر مخالفا لمبادئ الكنيسة حتى أنه دفع حياته ثمنا لأفكاره ، وحتى نابليون بونابارت قال عن العالم الطبيعي الفرنسي لامارك الذي اشتهر بنظريته في تحول الأنواع و ذلك بعد أن اطلع على نظرياته أنه مشعوذ، كما اعترض العديد من علماء النفس على نظرية اللاشعور، وما أكثر العلماء الذين صعب عليهم قبول نظرية النسبية التي جاء بها العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين رفض العديد من النقاد العرب الشعر الحر و هاجموا من يكتبه، حتى أن الشاعر السوري نزار قباني ضرب بالبيض و الطماطم في إحدى أمسياته الشعرية بمصر لأنه انتقد نكسة 1967 ضد إسرائيل، وحتى المخترع الأمريكي إديسون تعرض للسخرية من قبل أستاذه و هو طفل صغير فبعد أيام قليله من الدراسة أرسله مدرسه إلى أمه وأرسل معه خطاباً يقول فيه بأن تجلسه في المنزل أفضل له لأنه غبي وفاسد . حل الإشكالية : نستنتج في الأخير أن الإبداع ما هو ﺇلا ثمرة تكامل العوامل النفسية و الاجتماعية فهو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية وفق حاجة المجتمع لذلك، فالمبدع يتميز بخصائص نفسية و عقلية خارقة و متطورة كقوة الذاكرة و سعة الخيال و الذكاء الخارق مع الميول القوية و الرغبة و الاهتمام و الانتباه و العواطف الجياشة إضافة إلى الجو الذي يوفره المجتمع من شروط و إمكانات مادية ومعنوية تساعد المبدع و تشجعه و تقدر مواهبه، وهذا ما حدث مع إديسون الذي تميز بالعبقرية و الإرادة القوية وقد لقي التقدير و الدعم من المجتمع الأمريكي فعندما توفي أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا في تلك الليلة، بحيث قبله كانت هكذا. و في ذلك يقول عالم النفس الفرنسي ريبو : مهما كان الإبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي .
=========
>>>> الرد الرابع :
جزاك الله خيرا اخي امين
=========
>>>> الرد الخامس :
جزاك الله خيرا اخي امين
تفكروني سأكون يومااااا مااااااااا رئيسا للجزائر
=========