عنوان الموضوع : تحليل نص لدوركايهم....في الشغل تحضير بكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب
الموضوع – نص
لما كان الفرد لا يكتفي بذاته ، كان يستمد من المجتمع كل ما هو ضروري له كما كان يعمل لفائدة المجتمع . وهكذا ينشأ لديه شعور قوي جدا بحالة التبعية التي هو عليها : فيتعود على تقدير نفسه حق قدرها، أي يتعود على أن لا ينظر إلى نفسه إلا باعتباره جزءا من كل أو عضوا في جسم .
ومثل هذه المشاعر من شأنها أن لا تلهم هذه التضحيات اليومية فحسب ، وهي التضحيات التي تضمن للحياة الاجتماعية اليومية نموها المنتظم ، بل هي تلهم كذلك في بعض المناسبات أعمال التنازل الكامل ونكران الذات الآلي .
ويتعلم المجتمع من جهته أن ينظر إلى الأعضاء الذين يكونونه لا باعتبارهم أشياء، له عليهم حقوق ، بل باعتبارهم متعاونين ليس له أن يستغني عنهم ، وله بازائهم واجبا ت .
فمن الخطأ إذن أن نقابل المجتمع الذي ينشأ عن وحدة العقائد بالمجتمع الذي يقوم على التعاون، فنضفي على الأول وحده طابعا خلقيا ، ولا نرى في الثاني إلا تجمعا اقتصاديا. والحق أن التعاون نفسه له أخلاقيته الكامنة فيه فليس إلا أن نعتبر أن هذه الأخلاقية – في مجتمعاتنا الحالية- لم تلق بعد كامل التطور الذي هي في حاجة إليه منذ الآن.
إميل دوركايم – ” في تقسيم العمل “
أ-إشرح أفكار النص مبيَناً إشكاليته.
ب-ناقش موقف دوركايم من مسألة علاقة العمل بالحياة المجتمعية
والأخلاقية على ضوء تفسيرات ومواقف أخرى بحثت في المسألة عينها .
ج- برأيك هل بالإمكان اعتبار المجتمع القائم على وحدة العقيدة و العرق الخ..،
أكثر أخلاقيّة من المجتمع القائم على التّعاون العضوي ( أي تقسيم العمل ) ؟
الإجابات المقترحة:
المقدمة
اعتبرت الفلسفة اليونانية أن العمل – خصوصا اليدوي منه – يعبر عن بؤس الإنسان لا نبله. وبمصطلحات أفلاطونية، فإن العمل يشدّ الإنسان إلى عالم الكهف والمادة . إنه يمثل البعد الحيواني في الإنسان بحيث يبقى العمل متجذرا في الجسد ورغباته وغريبا عن مقوّمات الكائن العقلانية والمجتمعية والأخلاقية.
ويبحث هذا النص في علاقة العمل بالتضحية وبالتعاون وبانتظام الحياة المجتمعية كما يحاول النص كذلك إثارة مسألة الإنعكاسات الأخلاقية للعمل التعاوني.
الإشكالية
كيف يمكن تبرير العمل اجتماعيّا ؟ و هل يمكن اعتبار قيمة العمل مجاوزة للبعد الإقتصادي ؟
وهل أن ما يمثله العمل من تحقيق المصلحة و المنفعة ( أي الرّبح ) ينفي عنه بعده الاجتماعي و الأخلاقي كذلك ؟
الشرح
أكّد دوركايم، في بداية نصّه، أنّ الإنسان كائن اجتماعي بالأساس، إذ هو يستمدّ من المجتمع ما يمكّن من بقائه مادّيا كفرد، أي ما يحتاج إليه مباشرة. و بالمقابل يقوم هذا الأخير ببذل مجهود ( العمل ) لفائدة الآخرين. هناك إذن علاقة منفعيّة تجمع الفرد بالمجموعة التّي ينتمي إليها.
و ما يفسّر الرّغبة في الاجتماع، حسب دوركايم، أنّ الفرد، كما يقول ” لا يكتفي بذاته “، فيكون هذا النّقصان و عدم الاكتمال دافعا لربط علاقات اجتماعيّة مع الآخرين. ) وهذا ما يفضي بدوركايم إلى التّأكيد على أنّ العلاقة النّفعيّة بالمجتمع هي الحافز على العمل.
لكن إلى جانب النفعية يشكّل العمل منبعا لشعور الفرد بالانتماء الاجتماعي. لذلك يقرر دوركايم انّ العمل هو ممارسة اجتماعيّة تتّصف ببعد أخلاقي.
يحدّد دوركايم، هنا، نمطا معيّنا من المجتمعات (المجتمعات الأوروبّية ) وهذا النمط لا ينشأ عن تشابه في قناعات و اعتقادات أفراده ( التّعاون الآلي، على نظير القبائل الآسيويّة )، و إنما عن تعاون يتّخذ شكل العمل. و ينعت دوركايم هذا التّعاون بكونه عضوي، بمعنى أنّه قائم على الاختلاف و التّنوّع في الوظائف التّي يؤدّيها الأفراد في المجتمع ( تقسيم العمل ).
إن للعمل الذّي ينجم عن مصلحة و منفعة أبعادا أخلاقيّة .
النّتائج الأخلاقيّة للعمل:
- على مستوى سلوك الفرد: التّضحية ( التّي تصل إلى حدّ نكران الذّات )
- على مستوى سلوك المجتمع إزاء الأفراد: الاعتراف بحقوق الأفراد مادّيا و قيميّا.
المناقشة
تكاد الفلسفة عبر حقبة طويلة من تاريخها لا تتناول العمل إلا عرضا على نحو هامشي .وغالبا ما تناولته بنوع من الاحتقار والازدراء . بعض المذاهب الفلسفية اعتبرت العمل بالفعل متنافيا ومتعارضا مع ماهية الإنسان التي لا تكمن بحق إلا في التأمل والنظر العقلي بينما لا يتجه العمل إلا إلى إرواء رغبات الجسد معتمدا على مجرد المجهود الجسدي.
ضمن هذا التصور تم استبعاد أي دور فاعل للعمل سواء سواء إجتماعيا أم أخلاقيا. لقد ربطت فعاليات وأنشطة الإنسان العليا بممارسة التأمل أو النظر العقلي ، في حين ربط العمل والإنتاج بالطبقة الدنيا، طبقة النحاس.
هذا المنظور للعمل يجد مبرره في النظام العبودي، فإن العامل سيتحول من عبد إلى أجير “حر” في الرأسمالية، بيد أن قوة عمله ستصبح أيضا سلعة كباقي السلع خاضعة لقوانين السوق كالعرض والطلب والعقلنة والاستغلال الأمثل، مما يعني بالنسبة للعامل تنازلا عن بعض مقومات كرامته. ومن خلال تتبع الحيثيات الملموسة للعمل يتبين أن استلاب العامل يتخذ معنيين: حرمانه من ثمار عمله واغترابه عن ذاته وعن مجتمعه أثناء عملية الإنتاج.
إن العامل لم يكن يتقاضى في بداية الثورة الصناعية سوى ما يسمح له بالبقاء وتجديد قوة العمل، مما يعمق لديه الشعور بعقم ما يمثله هذا الكدح بالنسبة له هو نفسه مادام لا يمتع بالقيمة الحقيقية لقوة عمله.
وقد لاحظ ماركس في هذا الصدد بأن العامل لا يهمه من الحرير الذي ينسجه والذهب الذي يستخرجه سوى الأجرة، فيتحول الذهب والحرير إلى كمية معينة من وسائل العيش وربما إلى وجبة عشاء أو قميص صوف لماذا يعمل إذن؟
لا شيء يربطه بالعمل في حد ذاته ولا بالجماعة التي تستفيد من عمله. إنه يعمل لأنه مرغم على ذلك . ومن هذا المنظور اعتبر العمل استلابا وغربة تتجلى في شعور العامل بنوع من الاغتراب في عمله لأن هذا العمل يتخد شكل مهمة إجبارية بدون حوافز… ومع مرور الوقت يزداد العامل كراهية لعمله لما يمثله من قهر.
الرأي والتعليل:
إذا كان دوركايم قد صوّر لنا نوعان من المجتمعات يختلفان من حيث المنشأ ( الأوّل قائم على التّشابه بين الأفراد – وحدة العقائد – و الثّاني على التّقسيم الاجتماعي للعمل )، فهو يؤكّد أنّه في كلّ الحالات يكون العمل ملهما للممارسات الأخلاقية . و الواقع أن المجتمعات الحديثة و إن كانت تمثّل في أغلبها تجسيدا لنموذج المجتمع القائم على التّعاون العضوي ( تقسيم العمل )، بحيث تكون علاقة الفرد المنفعيّة بالآخرين هي ما يبرّر التّنظيم الاجتماعي، فانّ ذلك لا يمنعنا من الإقرار بأنّ هذه المجتمعات تتّصف ببعد أخلاقي محايث لها. فالعمل في الأنموذج التعاوني والعضوي هو:
- مصدر الشّعور بالانتماء الاجتماعي ( الوطنيّة، التّكافل الاجتماعي، التّعاون الخ..)
- ملهم التّضحيات التّي يقوم بها الأفراد في سبيل المجموعة ( تضحيات مادّية و معنويّة و التّي تصل إلى حدّ نكران الذّات التّام – في الحرب مثلا-)
------------------------
د. سمير زيدان بتصرف
ما المقصود بالاغتراب عند ماركس
يمثل الاغتراب الحالة التي تميز التناقضات القائمة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع، وهو السيرورة التي يفقد فيها الإنسان ذاته تحت تأثير العوامل الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، و يصبح عبدا للأشياء المادية فتتصرف فيه السلطات الحاكمة تصرفها في السلع التجارية. فهو الحالة التي يكون عليها العامل عندما يكون العمل مجبرا، أي عندما يكون العمل وسيلة لا غاية في حد ذاته.
و ماركس يوضح أن العمل في النظام الرأسمالي يؤدي إلى الاغتراب في ثلاث مستويات:
ـ أولا في مستوى العلاقة الخاصة التي للعامل بما ينتجه : يقول ماركس "كلما تجسد العامل بعمله كلما أصبح العالم الغريب والموضوعي الذي ينتجه قويا وكلما تفقر العامل ذاته " ذلك أن المنتوج يسبب العامل من فردانيته ويفلت منه في ذات الوقت فهو ليس ملكا له و إنما هو ملكا للآخر.
ـ المستوى الثاني من الاغتراب ناتج عن تنظيم العمل : ذلك أن العامل ليس حرا فهو محكوم بالضرورة و نشاطه ليس له خاصية تلقائية الاختيار، فالعمل يبدو واجبا و خاصة لا يحقق إشباع حاجة بل يصبح هو ذاته وسيلة لإشباع حاجة خارجة عنه و هكذا يفقد معناه وغايته بتموضعه في المنتوج و بجعله للعمل وسيلة لا غاية يدخل العامل في سيرورة افتقار تميز الاغتراب
ـ المستوى الثالث ينتج عن هذين المستويين الأولين و يتمثل في اغتراب ماهية الإنسان بما أن العمل لن يكون النشاط الذي يمكن الإنسان من التحقق بل أن الإنسان يضيع و تتشوه ماهيته و تتحطم في سيرورة العمل لأن الإنسان في هذه الظروف الرأسمالية لا يعيش ليعمل بل يعمل ليعيش وليستهلك
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
شكرا جزيلا على هدا الجهد
=========
>>>> الرد الثالث :
مشكور اخي على ردك الطيب
https://tercha.forumalgerie.net
=========
>>>> الرد الرابع :
شكرا لك يا استاذ على هذه المعلومات
=========
>>>> الرد الخامس :
Iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiimercccci
=========